JustPaste.it

( لغة الإجمال والإبهام )

 
مؤخرا شاع في الخطاب الدعوي التركيز على الجوانب الإيمانية التي تهتم في ربط الفرد بالوحي .. هذا جيد .. تكمن الخطورة فيه أنه اقتصر على الزواية النفسية بحيث يكون التحليق في الإيمانيات مُسكنا للنفس ومريحا لها .
 
 
مثاله / الحديث عن القرآن وأهميته وضرورته وحلاوته وأحوال الصالحين معه .. هنا يتلقى القارىء والسامع هذا الحث فيرتبط مع القرآن دون خاصية التفعيل لأنه لا يعرف إلا هذا الخطاب وقل مثل هذا في مواضيع الدين الأخرى ..
 
 
هذا المثال له نماذج حيّة في عامة الناس فهناك من لا يُكفّر من يقول بتناسخ الأرواح في الجزيرة العربية وقائمة المتابعين عنده من أهل الخير والفضل نظرا لانكماشه من مدلول كلمة ( الكفر ) .. 
 
 
هل هذا فعلا يقرأ القرآن مع أنه يتابع أهل القرآن ..؟!
 
 
وآخر يوسع رحمة الله على الكافرين به والجاحدين فيه وصفحته مليئة بإعادة التدوير لأهل الفضل والخير ..
 
 
أين الخلل ..؟!
 
 
الخلل بالحديث في المجملات التي تتيح لكل متكلم أن يقف خارج منطقة التصنيف .. لا يريد الدعوة إلا في المنطقة الآمنة والتي تجعل من رصيد المتابعين في ازدياد ..
 
 
الخطاب العمومي سهل وحمّال أوجه وترتفع فيه أسهم التدوير لكن لا ينتج إنتاجا حقيقيا ولا يجعل الحق معظما في النفوس .
 
 
والمدهش أنك ترى أهل الباطل جريئون في باطلهم بكل صلافة وبجاحة وباطلهم في انتشار لأن هذه سنة الله تعالى في كونه أنه من جدّ وجد فإذا سعى أهل الباطل في باطلهم حصدوا ثمار عملهم .
 
 
 
ما يحصل في الخطاب الدعوي ينبىء عن مراوغة مع الله تعالى .. لا يريد الفرد أن يضحي لله كأنه شاك في الله إلا من رحم الله تعالى ..
 
 
 
وأخشى أن يكون هذا من مهيع الاستبدال ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ) ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )