JustPaste.it

مقال هل ستفك القاعدة ارتباطها ..؟

كاتبه: أبوتميم المهاجر .. ابن القاعدة

.


لقد كثر الجدال واحتدم النقاش في الآونة الأخيرة حول مسألة فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة بين مؤيد ومعارض،، بين موافق مشجع ورافض مانع


بين من جعل القضية قضية منهج وإسلام وكفر أو كاد أن يجعلها كذلك وبين من جعلها قضية اجتهادية خاضعة للمصلحة والمفسدة وهو ما نعتقده وندين الله به


ولذلك فقد حاولت بالاستقراء والتتبع جمع أبرز وأهم الشبهات المثارة حول هذه القضية وسأجيب عليها على عجل من منطلق قرآتي الخاصة للواقع السوري


ومن محاولة فهمي لتعقيدات الأزمة الحالية على أرض الشام، فسأحاول بإذن الله الرد على شبهات المانعين لنبين أن منعهم ذلك ليس له مبرر شرعا وواقعا


فكل متابع للساحة السورية اليوم يعلم أن القدوم على خطوة فك الارتباط بتنظيم القاعدة مصلحة كبرى لا تخفى وضرورة يحتمها الواقع..

هام ومهم .. قبل ذكر الشبهات :
كلامي هذا موجه للمجاهدين لا للمغرضين أو المنافقين .. حين أقول فك الارتباط فيه مصلحة حقيقية أقصد بذلك عند الفصائل المجاهدة الصادقة التي منعها من التوحد هو تقديرها لمصلحة الساحة ، أما غيرهم فهم لن يرضوا عنكم حتى يلج الجمل في سم الخياط ستسمعون من يقول لابد من فك ارتباطكم بالغلو ثم اخرجوا خارج الساحة هؤلاء باختصار يريدونها علمانية وانتم تريدونها إسلامية فلا تنظروا إليهم بل هي فرصتكم لتعرفوهم ولتعرفنهم في لحن القول
أما بعد


أشد الشبهات التي يركز عليها المانعون:

الأولى: هي أن في ذلك نقض للبيعة، حيث يذكرون أن نقض بيعة الجولاني للظواهري معصية كبيرة وخيانة ونكوص


وهنا نقول:أولاً: بيعة الجولاني للظواهري بيعة قتال وبيعة القتال هي بيعة بين اثنين على القتال في سبيل الله ويجوز نقضها عند ظهور المعارض الراجح


فهذه بيعة استثنائية وليست بيعة لإمام عام فليس في ذلك خروج عن الأمة ولا مفارقة لدينها فيجوز نقضها حال ظهور المعارض الراجح أو المصلحة الراجحة


ومع ذلك كله لن يكون فك الارتباط بنقض تلك البيعة ولكن إذا تم ذلك فسيكون بالتشاور وبطلب الإعفاء من قبل إخواننا الأفاضل الشيخ أيمن ونائبيه


وللمعاهد أو المبايع أن يتحلل ويطلب الإقالة في مثل هذه البيعات الإستثنائية لسبب من الأسباب فكيف إذا كان ذلك السبب فيه مصلحة راجحة للأمة


الشبهة الثانية:يقول المانعون حتى وإن فكت جبهة النصرة ارتباطها بتظيم القاعدةو فلن يتوقف القصف على جبهة النصرة ولن ينسحب الروس ولن تنسحب إيران


أقول: بغض النظر عن توقف القصف من عدمه فليس هذا وحده هو الهدف وإنما أيضا في ذلك تخفيف وتخذيل عنا وذلك جزء من المصلحة المرجوه من فك الارتباط


كما نعلم أن الغرب لديه التزامات ومواثيق معينة وأسس ونظام يسير عليه فبمجرد فك الارتباط أصبحت جبهة النصرة بمسماها الحالي غير مصنفة لديهم


فيحتاجون وقتا لدراسة واتخاذ القرار ونحو ذلك، وهذه فرصة سانحة في هذه المرحلة لإعادة ترتيب الصف الداخلي وتقريب وجهات النظر واجتماع الفصائل


فإن لم يحصل توقف للقصف ففيه تخفيف وخلط لأوراقهم فمن المؤكد أن الاستهداف سيخف والذريعة ستضعف والأمة ستكون أكثر تلاحما ونصرة للمجاهدين


الشبهة الثالثة: فك الارتباط لن يجنبنا التصنيف والقتل لأن الغرب لا يقاتل الاسم إنما يقاتل لما نحمله من منهج وعقيدة


نقول: لا ضير في ذلك فالجواب في هذا متيسر وسهل بإذن الله فحتى ذلك الحين من التصنيف من جديد نستطيع بإذن الله عمل الكثير وبعدها لكل حادثة حديث


سنقوم بترتيب بيتنا الداخلي وتلاحمنا مع بقية الفصائل كمطلب للجميع وبذلك نتوصل لمشروع داخل الساحة نصل إليه جميعا نستطيع معه مواجهة مكر العدو

لمواجهة المكر الغربي والمكر العالمي لذلك لا يكفي أن نفك الارتباط بل يجب أن يتبع هذا فورا تحرك من أهل العلم ومن الهيئات والروابط والتجمعات


تحرك باتجاه الدفع بشدة نحو جمع الكلمة وتوحيد الصف لتتماسك جبهتنا وتقوى شوكتنا ويشتد ساعدنا ونرفع الحرج عن الكثير من الفصائل بعد فك ارتباطنا


الشبهة الرابعة: يقول المانعون سينشق صفنا الداخلي، وأقول: هذا الكلام فقط يقوله من لا يعرف حقيقة جبهة النصرة على الأرض ولله الحمد والمنة


فقرابة المائة من شرعيي جبهة النصرة وطلاب العلم موافقون ويدفعوا باتجاه فك الارتباط وهم يشكلون ما يقارب تسعين بالمئة من الصف الداخلي


أيضا لدى عناصر جبهة النصرة وجنودها الرغبة والثقة التامه بالقيادة ولله الحمد والمنة تجعل هذا الاحتمال غير متوقع بل غير وارد تماما فقروا عينا


الشبهة الخامسة: يزعم المانعون بأن العقيدة القتالية ستضعف، وأقول هذا الكلام لو أن جنود النصرة استمدوا عقيدتهم من الأسماء والرايات والشعارات


كما هو الحال مع جنود دولة الخرافة فإن هذا الكلام أو هذا الاعتراض يكون صحيحا أما جنود النصرة فقد أخذوا عقيدتهم من غيرتهم على دينهم


من غيرتهم على أرضهم وحماستهم في مواجهةالمد الرافضي فهم بمجرد أن يروا النصرة ثابتةعلى منهجها وقتالها وثوابتها فهم معها حتى آخر قطرة من دمائهم.

 

هكذا أقرأ أنا الساحة من الداخل لا أقرأها من مجموعات تلقرام أو غيرها وأخضع الأمر للواقع والمصلحة وليس للعواطف والأوهام


الشبهة السادسة: يقولون سيكون فك الارتباط بوابة للتنازلات، وهذا الكلام حقيقة غير دقيق أبدا وهو من إساءة الظن بقيادتنا وبمشائخنا في الساحة


ثم ما هي هذه التنازلات؟! هل هي في أصول الدين وثوايته أم أن الأمر شكلي إن صح التعبير لا يعدو أن يكون من سياسة وفطانة المؤمن


ومن قرأ السيرة النبوية وسياسة النبي صلى الله عليه وسلم في السلم والحرب وهو المؤيد من عندالله تفهم مثل هذه الخطوة وما هو أكبر منها


والإخوة الذين يسيرون بهذه السفينة التي تتلاطمها الأمواج ليل نهار ما رأى الناس منهم إلا ثباتا واشتداد عود وصلابة في المواقف التي تستدعي ذلك


فقد تعرضت جبهة النصرة لكثير من الاهتزازات والمواقف والمساومات فلم تخضع لأي منها حتى فك الارتباط بتنظيم القاعدة رفضته سابقا


ولكنها اليوم لما رأت المصلحة مصلحة حقيقية واقعية اتجهت بهذا الإتجاه وأخذت هذا القرار بعيدا عن المزايدات بعيدا عن المفاوضات بعيدا عن العروض


اتخذته بقرار داخلي وبمجلس شورى مجمع على مصلحة يرونها من خلال قراءة الواقع ومن خلال قرأة الساحة الجهادية الشامية


الشبهة السابعة: يقول المانعون إن الفصائل قد تخذل النصرة يعني بأن تفك النصرة ارتباطها والفصائل ترفض الاندماج والاجتماع


والجواب بأننا نعول على الأقل على الفصائل الإسلامية التي ما فتئت تطالب بقوة لجمع الكلمة ووحدة الصف والاندماج ونرى أنها صادقة


ونرى أنها جادة في هذا الاتجاه ونحن سنضع مصداقيتها على المحك في إرادتها لجمع الكلمة ووحدة الصف وسنقطع الذرائع ما دامت لا تتعارض مع الدين


وفي حال أن بعضها لن يوافق إلا أننا على يقين بأن مجموع وغالب هذه الفصائل سيكون متجه بشدة بهذا الاتجاه من جمع الكلمة وتوحيد صف المجاهدين


وهنا نقول أيضا بأن على المشايخ لاسيما المستقلين والتجمعات والروابط والهيئات والمجالس أن تأخذ دورها بصدق وتتجرد لله سبحانه وتعالى


لتقول للشارع السوري الذي وصل إلى مرحلة صعبة جدا جدا حتى نفذ صبره وإلى درجات بعيدة لا يشاهدها من هو خارج الساحة..


لتقول له وتكشف له من الذي يرفض ومن يوافق ومن قبل ومن يعترض على اجتماع الكلمة وتوحيد الصف لرفع معاناته والانتصار للشهداء والجرحى


وسيكون في هذا سحب لبساط كل من يتهرب لجمع الكلمة بعد إسقاط الذرائع التي كان يتحجج بها ويمتنع عن اجتماع الكلمة بسببها فالشام اليوم كاشفة


إن خطوة فك الارتباط أيها الكرام أيضا فيها رفع ملامة حقيقية من الشعب السوري، فالشعب اليوم بنسبة تسعين بالمئة يطالب النصرة بفك الارتباط


وهذا ما لا يدركه من يعلق ويكتب وينظر من خلال الساحات ومن خلال غرف البالتوك وغرف التلقرام واليوتيوب ولكن بعيد عن واقع الناس والشعب


وهذا الكلام يعرفه كل مجاهد على الأرض فالشعب السوري اليوم يملك محبه هائلة جدا لجبهة النصرة كونها هي أكبر وأشرس من يدافع عنه في ساحات القتال


فهو يرى بسالتها ولكنه بنفس الوقت يرى أن وجود اسم القاعدة يجر عليه قصف وقتل وأذى ودمار فهو ينتظر هذه الخطوة بشدة على الأقل لإسقاط ذريعة الغرب


وهذا رأي عام وانطباع سائد لا ينكره إلا مغالط أو مكابر أو متعامي عن الحقيقة ومن ينكر هذا فعليه أن يتجرد لله وينزل للشارع والناس وليختلط بهم


ويقول للعامة المدنيين هل تريدون أو لا تريدون وهل تظنون أن اسم القاعدة كان سببا لزيادة القصف والقتل علينا أم لا.. لذلك هذه مصلحة معتبرة شرعا

وأظن أن القيادة قيادة النصرة قد دفعه هذا الأمر وكان هذا الأمر دافعا كبيرا جدا فلم يطلب الشعب من النصرة أن ترفض تحكيم الشريعة


ولم يطلب منها أن تغير منهجها ولا أن تغير فكرها بل طلب منها فقط أن تفك هذا الاسم إذ أنها عليه عبئ وعليه حمل فهذا وهذا مطلب عامة الناس


وهو ليس مطلبا يخالف الدين حتى نرفضه فالنبي صلى الله عليه وسلم استجاب لكثير من المطالب الشرعية الشعبوية التي لا تتعارض مع الثوابت والمبادئ


وراعى رغبات الناس وكمثال لهذا فقد ترك هدم الكعبة مع إن الناس لم يصرحوا بذلك وإنما النبي استقرأ ذلك وبأن الناس يرفضون هذا الأمر فتركه لأجلهم


فهذه مسألة يجب أن توضع بعين الاعتبار بشدة فيما يتعلق بعامة المسلمين حتى ولو لم يتم الاندماج ولم يتم جمع الكلمة حتى لو تم تصنيف النصرةبعد ذلك


فيكفي أن يصل عامةالناس وملايين المسلمين إلى حقيقةواقعية بأن الغرب يقاتلنا لأجل ديننا وهذا إن كان النخب يعرفونه إلا أن الأمر ملتبس على العوام


فما زال الكثير منهم لا يعرف هذا الأمر بشكل جيد فالكثير منهم ضحية للإعلام المضلل وللجهل المستحكم..واستغلال الآخرون لأخطاء المجاهدين لتشويههم


إذن أستطيع أن ألخص أكبر المكاسب التي نكسبها من خلال فك الارتباط.. بشكل مختصر في النقاط التالية:


 أولها: أنها خطوة كبيرة جدا لايعرفها من لا يعرف واقع الشام خطوة مطلوبة باتجاه جمع الكلمة سيما أن جمع الكلمة هي البوابة الوحيدة لتحرير الشام.

 

ثانيها: أنها خطوة بالإتجاه الصحيح نحو التخذيل عن المسلمين ومحاولة دفع البلاء عنهم ما استطعنا إلى ذلك وإن كان بشكل غير كامل


ثالثها: أن في ذلك تقريب الناس لمشروع الجهاد وكسبهم وإقناعهم ورفع الملامة عند عامة بل ملايين المسلمين الذين يرون في هذا لوما على النصرة


إذن هذه ثلاثة أسباب مهمة جدا بارزة وأصيلة في هذا الصدد الواحد منها يكفي لأن يُتخذ هذا القرار أضف إلى ذلك أن في هذا الرأي رجوع للرأي الأصلي


فنحن حينما نعود إلى فك الارتباط فإننا لا نأتي بشيء جديد وإنما نعود إلى الأصل فالشيخ أيمن حفظه الله هو الذي طلب من الشيخ الجولاني بداية


ومن البغدادي أيضا أن لا يعلنوا الارتباط بتنظيم القاعدة فهو وغيره يدركون هذه الحقيقة فلا يريد تحميل الناس عبئا ليس من أصل وصميم المنهج


أضف إلى ذلك كلام مفتي تنظيم القاعدة الشيخ أبي عبد الله الليبي واضح في هذه المسألة فقيادتنا حينما تتخذ هذا القرار إنما تتجه بالإتجاه الصحيح


الإتجاه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يسخطه ويرضى به عنها بما يمليه عليها الدين وما تتوصل إليه باجتهادها ويتفق عليه شرعيوها في الشام


أما إخوانها خارج الشام فلعلهم يتفهمون ذلك ويدركون أن إخوانهم ما أقدموا على هذا حبا لدنيا وإنما تقديما لمصلحة المسلمين على مصلحتهم الخاصة


بقيت مسألة أظن أنها ستطفو على السطح في الأيام القادمة إذا ما تم حدث فك الارتباط فعليا وهي أن الناس ستنفرز إلى صنفين


إلى صنف لايريد حقيقة أن تتحد النصرة مع الفصائل فعداؤه مع النصرة عداء منهجي عداء مشروع عداء مع الشريعة ضد فكرة تحكيم الشريعة أساسا


ضد المشروع الإسلامي بشكل عام، وهنالك من كان خلافه مع النصرة خلاف على الاسم، فأما الذين خلافهم مع النصرة خلاف مصطلحي أو مصطلحات


في أن مسمى تنظيم القاعدة والارتباط به ينبغي أن لا يكون في الشام حتى لا يجر تبعاته عليهم فهذا سيكون صادقا مندفعا بإتجاه جمع الكلمة


أما الصنف الثاني فهم المتربصون المتصيدون الذين يرون ويسرون في أنفسهم أن الحل مع النصرة هو قتالها ولكنهم لايعلنون بذلك الآن


بل هم يسرون به وسيعلنون عنه لاحقا فهؤلاء سترتفع أصواتهم وستصرخ حناجرهم أننا لانريد فك الارتباط فقط بل نريد فك الارتباط بين النصرة وولاتها


ويقصدون بذلك أن تنسلخ النصرة من ثوبها، وكلمة فك الارتباط عن الولاة (الغلاة) هي كلمة فضفاضة يستطيعون من خلالها أن يناوروا بإتجاه هدفهم


هدفهم المنشود الذي هو القضاء على أصل كلمة تيار جهادي وأصل كلمة تحيكم شرع الله ومن المهم أن يفرز هؤلاء عمن خلافهم خلاف اجتهادي


أتمنى بأنني قد أوصلت الصورة بجلاء لعامة الإخوة وأسأل من الله تعالى التوفيق والسداد.. بارك الله فيكم جميعا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

.

 

كاتبه: ابن القاعدة أبوتميم المهاجر