(( تعقيباً على بيان جبهة النصرة المتعلق بمقتل الأخ أبو صقار - تقبله الله وأسكنه فسيح جناته - ))

1 - أصدرت اليوم جبهة النصرة بيانا في الوسط الإعلامي بعد حادثة مقتل الأخ أبو صقار تقبله الله وأسكنه الفردوس الأعلى وسبق أن تكررت مثل هذه الحوادث بين الطرفين ودائما تنتهي بالرجوع الى القضاء ويعتبر ذلك ظاهرة صحية بفضل الله تعالى فقد روى الإمام مسلم في صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( والذى نفسى بيده لو أنكم لا تذنبون فتستغفرون الله فيغفر لكم ، لذهب بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ولو أنكم تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تتوبون لتاب الله عليكم ) .

2- لا يخفى أن ورود الأخطاء - من أي طرف كان - شيئ طبيعي في حركة الثورة والجهاد ، وعلى اعتبار أنه صدر بيان إعلامي إثر الاتفاق على الحل في حادثة الأمس ، أصبح لزاما أن أشير الى بعض ما تضمنه البيان :

- إن أبناء المنطقة من الحركة يؤكدون أن الذين قاموا بالقتل سبق وأن تقدموا بطلبات متكررة للانتساب إلى الحركة ورفضت الحركة تنسيبهم ، لذا فإن الغريب استعجال الإخوة في جبهة النصرة واستباقهم فصل القضاء في ثبوت انتساب القتلة لحركة أحرار الشام وفي بيان رسمي ، ومما يزيد الأمر غرابة أن يتم تبرير استنفار أفراد النصرة في كل مكان ( وكأن حربا ستنطلق ) مما يشير إلى مدى التهاون في تعظيم الأحداث وإخراجها عن سياقها الطبيعي والذي حصل أشباهها كما في مقتل القاضي أبو أسيد تقبله الله ، ولم يقابل ذلك ببيانات واستنفارات مثل ما حصل أمس .

3- إن السابقة الخطيرة في بيان النصرة اتهام الحركة علنا باحتوائها للمفسدين من فصائل أخرى ، وكأن لهم براءة في الزبر من ذلك الفعل ، ولا يخفى أنه ليس للإفساد لونا واحدا ، ولقد سبق وقدمت لهم نصائح بأنهم كانوا يضمون مجاميع فاسدة وليس فقط أفرادا ، ولو شئت لسميتهم بأسمائهم ، وكانوا يستجيبون أحيانا لنصحنا وأحيانا أخرى يبررون ، وهذا حال جميع الفصائل ، فكلنا يعلم أن في الثورة وبين الفصائل متسلقين ومنتفعين ومن يحتاج منا جميعا الصبر عليهم في تعليمهم وإصلاحهم أو معاقبتهم وهذا ما تفعله النصرة والحركة عندما يتبين لها ذلك .

4 - ومن السوابق الخطيرة أيضا أن يخرج بيان رسمي باتهام الحركة بالتحريض والتحريش الممنهج ، ولايخفى على العقلاء أن عدونا يكيد لنا بكل أنواع التحريض والتحريش فلايصل الأمر الى إتهام الحركة بالتحريض والتحريش (الممنهج) فإنه ظلم وجور وأكرر أيضا فأقول هل لهم براءة في الزبر ، ففي أي قاموس نضع تحريش بعض معرفاتهم الرسمية وغير الرسمية ، بل أين نضع كلام الشيخ أبي فراس السوري - تقبله الله وغفر الله له ولنا جميعا - عندما كفر وخون الحركة ، وكلام غيره الذي مازال غضا طريا في أسماعنا سواء ما صدر منهم بحق الأحرار أثناء أحداث المعرة الأخيرة من أيام قليلة وفي غيرها من الوقائع التي نقلت بعضها للمسؤولين في النصرة ولولا عدم مناسبة المقام لنقلته بنصه وشهود الحاضرين عليه ، والتي أضحت ظاهرة لا تبشر بخير .

5- الانصاف حلة الأشراف فعندما توجه هذه المثالب إلى الحركة ببيان رسمي وتكون فيها دعوى للمطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة ينبغي أيضا أن يبين للرأي العام المثالب التي تتضمنها صفوفهم وأنهم يعملون أو سيعملون على اجتثاثها .

6 - إن دماء المسلمين و المجاهدين متكافئة وهي دماؤنا ونحن جميعا أولياؤه سواء كان المقتول من النصرة أو من الأحرار أو من الفصائل الأخرى ، وإن قلوبنا تتفطر لرؤية حوادث يراق فيها دم مسلم ، وإن جميع الفصائل المجاهدة الصادقة التي نافحت عن المستضعفين في الشام هم إخوة لنا ، وكما أننا لا نرتضي أن يصدر من النصرة سوء فإننا أيضا لا نرتضي أن يصدر من الأحرار سوء ، ولا من بقية الفصائل ، وينبغي على الجميع وأبتدئ بالأحرار قبل النصرة ولا أستثني بقية الفصائل أن يستشعروا عظم الأمانة التي يحملونها وأن يضعوا حدا لكل محرض ومحرش بين إخوة الجهاد والثورة ولكل فتان خوان .

7- إن مما ينبغي أن ندركه جميعا أحرارا أو نصرة وبقية الفصائل أيضا أن الجور والإنصاف مسجل مسطور عند قيوم السموات والأرض ، وأن ميزان العدل والانصاف قائم لامحالة إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة ، وإن مسؤولية نجاح الجهاد الشامي هي مسؤولية يحملها الجميع ،وإن دمارها - لاسمح الله - يتحمله الجميع ، وإن الحل لايكون البتة في التراشق من بعيد ، ولا أتهم النصرة وأبرئ الأحرار ، فإنني على يقين وأقولها صراحة وعلى مسمع الجميع أن في كل فصيل سفهاء وفيهم عقلاء ولابد للعقلاء من تأطير السفهاء وإلا لضاعت الساحة وضعنا معها وبكينا كالنساء ولات حين مندم .

اللهم ألف بين قلوبنا واغفر لنا وارحمنا

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه : أبو محمد الصّادق

28 جمادى الآخر 1437 هـ
6 نيسان 2016 م