شرع الله يفصل بيننا وبينكم
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى...
بينما يعدّ المجاهدون العدّة لصدِّ عدوان النظام النصيري المرتقب على بقايا المناطق المحررة؛ تفاجأنا بقيام "هيئة تحرير الشام"، بحملة اعتقاﻻت منظمة على ناشطين وإعلاميين وقيادات وعناصر في تنظيم "حراس الدين"! فاﻷمر يثير اﻻستغراب! فلمصلحة مَنْ إشغال المجاهدين والناس في مشاكل داخلية؟
ولنسلِّم جدلًا أنّ من يتم اعتقالهم لديهم مشاكل وقضايا أمنية؛ فهل من الشرع والحكمة حل مشاكلهم وقضاياهم عن طريق الكمائن والاعتقاﻻت المفاجئة؟! التي ربما يحصل بها اشتباك وإراقة دماء! بل ويتم تصوير وإهانة المعتقل وكأنه ارتكب جرمًا يستدعي ذلك، بل ويتم في كثير من اﻻعتقاﻻت مصادرة اﻷموال والممتلكات الخاصة والعامة، بأي شرعٍ استبحتم ذلك؟
أﻻ يسعكم أن تسلكوا الطرق الشرعية والتي ﻻ تستفز أحدًا من إخوانكم؛ فيضطر لرد عدوانكم بنفس أسلوبكم؛ مما يؤدي إلى زيادة في التجييش بين إخوة الجهاد؟!
إنّ اتهامكم لشبابنا بتهمة الدعشنة والغلو والتكفير، لهو باطلٌ نطالبكم بتبيينه للأمة، فلو كنّا غلاةً لكفرناكم وقاتلناكم، ولردّينا عدوانكم بكل طاقتنا، ولكننا آثرنا الصبر على أذاكم ليس عجزًا وإنما لمصلحة الساحة ومصلحة المسلمين في المنطقة..
فأنا العبد الفقير عشت مع خيرة المجاهدين والقيادات فلم أرى منهم هكذا أسلوب وهكذا تعامل؛ فالتعامل بغلظة وعداء مع إخوة الجهاد صنّف فيها الشيخ (عطية الله الليبي _رحمه الله_)، رسالته؛ (فجّار ولكنهم مجاهدون)، التي أنصح كل مجاهد قراءتها واﻻستفادة منها..
ورأيت في حياتي كثيرًا من اﻷمور ولكني أعجب عندما أرى مجاهدًا يرى أخاه المجاهد مطلوبًا وملاحقًا من قوى الكفر العالمي ثم هو ﻻ يُقدِّمٌ له العون وﻻ يحميه وﻻ يفديه بنفسه وماله.
بل ويزداد عجبي حين أراه يُضعفه ويُحاصره ويأسر حريته، بل ويطارده ويتهمه بتهمٍ ليست فيه، ليُشرعن قتاله أمام عناصره، فكيف تسوّل لكم أنفسكم يا إخواننا في (هيئة تحرير الشام)، أن تعتقلوا إخوانكم في (حراس الدين)، وكيف تجرؤون على اعتقال الشيخ الفاضل (أبي عبد الرحمن المكَي)، وغيره من اﻹخوة المطلوبين للتحالف الدولي، بل وكيف ستلاقون الله وأنتم تصوّرنهم على جواﻻتكم؛ فالشبكات مراقبة من دول الكفر وقد كشفتم عوراتهم ولا مباﻻة بأمنياتهم الشخصية.
وإني أدعوك يا (أبا محمد الجوﻻني)، إن كنت صاحب حق وتريد الحق أن تستجيب لدعوة التحاكم لشرع الله عند شيخنا الفاضل (أبي قتادة الفلسطيني حفظه الله)؛ الذي ارتضيته فيما مضى ليكون حكمًا بيننا..
فإن لم تفعل فهذا ليس من شيم المجاهدين الذين يسعون لتحكيم شرع الله وانتظر أن يفصل الله بيننا...
وإني أدعو إخواني وأبنائي في تنظيم (حراس الدين) وخاصة الذين ظُلموا من إخوانهم أن ينهجوا نهج العلماء الربانيين وأن يستشيروا أهل العلم والخبرة، فنحن لم نحمل السلاح إﻻ بشرع الله وﻻ نضعه إﻻ بشرع الله، وﻻ نستعمله إﻻ وفق ما يرتضيه الله.
العبد الفقير أبو محمد السوداني
21 / صفر / 1442 هـ