JustPaste.it

الآثار المترتبة على السكوت عن حكم أردوغان ودولته

الحقيقة أنني لم أجد أدق من هذه الفقرات المنقولة لأحد العلماء وهو يتكلم عن المنهج التوفيقي بين العلمانية والإسلام 

وهذا لا يعني أن من ينتهج شيء ممن نعتقد بانتسابه إليه يحكم عليه بالكفر ، فالمنهج التوفيقي ليس متوقفا على الجمع بين الكفر والإسلام ، بل ؛ ينتظم أيضا في الجمع والتوفيق بين الآراء والاجتهادات في القضايا الخلافية بين أبناء الإسلام
أما الجامع بين الإسلام والعلمانية فهذا لا شك في كفره

إلا أن الأمر الذي لا خلاف فيه أن الساكت عن البيان في دور الجامع بين الآراء والاجتهادات ، مساهم في تقرير ما كتب وفي زيادة التلبس والاضطراب ، ومن هذه الآثار 

 ـ تعكير صفو التوحيد وتدنيس صفائه ، عبر محاولة التوفيق بين الآراء والاعتقادات المختلفة في حكم العلمانية والداعين إليها الحاكمين بها وبين الرافضين لها المكفرين لها ولمن انتسب إليها مع مخالفتها الصريحة لدين الإسلام ، والتي تطفح بمظاهر الشرك والوثنية ، وتلك ـ لعمر الله ـ الفاقرة الصاقرة والجائحة الذابحة 

ـ تشويه صورة الإسلام المشرقة في أحكامه  ، ومن مظاهر هذا التشويه تجريد الإسلام من أحكام التكفير ، وتفسير التكفير الوارد في أحكامه تفسيراً باطنياً ، وذلك بمحاولة التوفيق بين الحقائق الشرعية والمظاهر الكفرية ، ويبرز مفهوم حقوق الإنسان والمساوة والمواطنة 

 ـ تهييج الصراع الفكري وإثارة الاحتقان السياسي الطاحن في المجتمع الواحد ، وذلك عن طريق محاولة التوفيق بين الحقائق الشرعية الخالصة والقرارات السياسية المستبدة الجائرة 
فينتج عن تلك المحاولة تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحله الله 

وفي بيان هذا الأثر يعلق ابن تيمية على حديث أورده بلفظ: «يأتي على الناس زمان تُستَحَلٌّ فيه خمسة أشياء : يستحلون الخمر بأسماء يسمونها بها ، والسحت بالهدية ، والقتل بالرهبة ، والزنا بالنكاح ، والربا بالبيع »
وهذا التحريم لما حلل الله أو التحليل لما حرم الله يخرج بصورة العمل باخف الضررين فوجود اسلام بطابع العلمانية خيراً من وجود العلمانية بلا اسلام بحسب فقهاء المصالح والمفاسد 
وأن التخفيف لا يقع فقط في الفروع دون الأصول والثوابت 

ـ الهروب من ثقافة الأمة والتنكر لها ، وذلك عن طريق محاولة التوفيق بين الحقائق الدينية والحقائق التاريخية للأمة ، وبين ثقافة المستعمر والغازي ، وأوضح مثال على ذلك تغيير المناهج الدراسية بما يتوافق مع ثقافة المستعمر ، فتسحق العقيدة وتمسخ المفاهيم وتذوب الفوارق وتموت الهوية الإسلامية في نفوس أبناء الإسلام تحت سياط التغريب والانفتاح 

 ـ إضعاف الإيمان بالغيوب الشرعية في نفوس المسلمين ، وذلك عن طريق محاولة التوفيق بين الغيوب الشرعية ومعطيات المدنية الغربية 

 ـ قلب المفاهيم الشرعية والتلاعب بمصطلحاتها ، ومن أوضح الأمثلة على ذلك تفسير الخيانة بالأمانة ، والأمانة بالخيانة ، وذلك عن طريق محاولة التوفيق بين الحقائق الشرعية والضرورات النفسية والعرفية وبين الإدارة السياسية للمحتل الغاشم وأذنابه ، وذلك مثل هذا المنهج التوفيقي 
إذ يقول -صلى الله عليه وسلم-سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات ، يصدَّق فيها الكاذب ، ويكذَّب فيها الصادق ، ويؤمَّن فيها الخائن ، ويخوَّن فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة . قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة
والله سبحانه وتعالى عندما أمرنا بالإعداد لقتال الكافرين قال لنا 
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) ، قال: هؤلاء المنافقون .. لا تعلمونهم لأنهم معكم ، يقولون: لا إله إلا الله، ويغزون معكم 
وحين يقع الخلاف في الآخرين أو التوفيق بين الآراء فيهم ، يتبين لنا حجم التضليل في تبيان حكم الله فيهم ، فكيف بدعاة العلمانية ومحكمي الدساتير الوثنية ، ومناصري الصليبية العالمية 

والحمد لله رب العالمين 

بقلم الشيخ بلال خريسات أبو خديجة ثبته الله

قناة بتار الأندلسي