JustPaste.it

كلمة ع الماشي

عبث وثرثرة قبيل معركة سوتشي بإدلب

د. هاني السباعي

توشك كارثة "سوتشي" أن تفتك بآخر معقل للسنة بسورية (إدلب)، ولايزال الإخوة المتشاكسون على أنفسهم! مستمرين في تدمير ما تبقى لأهل السنة بأيديهم!!.

 الأعداء يحيطون بهم من كل مكان! الروس متعطشون لدماء المسلمين! وجحوش الروافض أصابعهم على الزناد! طائرات "الدورون" والأقمار الاصطناعية تلتقط كل صغيرة وكبيرة ونقلها لوكالات الاستخبارات العالمية للتحليل العسكري وكيفية التنفيذ ساعة الحسم الوشيكة!! وهناك قطعان كامنة وسائمة من المنافقين وهم الأعين الساهرة الحارسة لمصالح الأعداء!! تتربص بهم! اجواء ملبدة بغيوم مظلمة تحيط بالشام ولا سيما إدلب!!.

ورغم هذه الأجواء الكئيبة التي تسبق أي عاصفة مهلكة! لا تزال جماهير بعض الفصائل، وهم أقرب إلى روابط مشجعي الكرة (ألتراس)!! لا يزالون يتعاطون ثرثرة وعبثاً، ويشنون عبر منصات التواصل معارك كلامية "قيل وقال".. "فعلوا ولم نفعل". " وشتموا ولم نشتم" "كذبوا ولم نكذب"  سفه وخرابيط وتخابيص!.. بأسهم بينهم للأسف شديد!..

صار لكل فصيل أكثر من مراسل داخل وخارج الشام! و أضحى غسيل اجتماعاتهم السرية منشوراً عبر وسائل التواصل! وا فرحة أعداء الإسلام بالشماريخ الجدد!!!.

أحداث تشيب لها الولدان! يتصدرها أقزام العقول والفهوم! إلا من رحم ربي..

حال هؤلاء المتشاكسين على أنفسهم! يذكرني بغفلة قسوس النصارى قديماً عندما كانت خيول ومدافع المسلمين تطرق القسطنطينية كان النصارى يتجادلون في طبيعة المسيح والعلاقة بين الناسوت واللاهوت!!..

 وفي إدلب بالشام؛ جدل عقيم وعبث وثرثرة وتهريش وتحريض، وقصف وقذف ورعود كلامية بينهم!؛ يسلقون بعضهم بألسنة حداد "تليجرامية" و"فيسبوكية" و"توتية" بلا رجمة!.

لم يكتف الإخوة المتشاكسون على أنفسهم! بطعن بعضهم وشيوخهم وقادتهم؛ غمزاً وهمزاً ولمزاً؛ بل صار الطعن كفاحا! فباضت الفتنة وفرخت في سماء وأرض إدلب وحولها وعبر القارات!.

ولا يزال يؤجج الفتن فريق من المتشاكين على أنفسهم؛ عبر منصات التواصل التي صارت بمثابة منابر ضرار لنشر الفرقة والشقاق بين المؤمنين خاصة المجاهدين منهم!.

لا يزالون يشرذمون ما تبقى من نواة كانت صلبة عقدياً إلى عهد قريب!! ألا يوجد قائد رشيد يقصف منصات ضرار الكلامية التليجرامية وأخواتها!!.

ألا يعلم قادة الفصائل وأنصارها، والمتعاطفون مع  كل فصيل أو جماعة؛ أن العدو صار أعلم بهم من أنفسهم! وأنهم صاروا عبئاً على الإسلام وأهله!!..

وصفوة القول إذا لم يقم قادة الفصائل وعقلاؤها بإخماد نيران الفتنة التي تكاد تحرق الجميع! فلا خير فيهم وسنة الاستبدال قادمة إن شاء الله!.

والتاريخ لن يرحم من خذل أمته واستسلم لهواه على حساب الشرع الحنيف!.

أما في الآخرة فليعلم قادة الفصائل، وأشياعهم؛ أنهم موقوفون بين يدي الله تعالى؛ سيسألهم عن الدماء التي أريقت والأنفس التي أزهقت، والنساء اللائي رملت، والأطفال الذين يتموا!، والديار التي دمرت، والعدو الذي تمكن منهم وأقصى شريعة الرحمن من سدة الحكم! وحكم البلاد بشريعة الشيطان. لقد كان في قدرتهم منع ذلك كله إن اتقوا ربهم! فلو قتلوا جميعاً وهم يدافعون عن شريعة الإسلام؛ لكان أعذر لهم عند الله تعالى!.. لكنهم تنازعوا ففشلوا ـ ويا للحسرة ـ ذهبت قوتهم!!.

أسأل الله العظيم أن يستفيقوا قبل فوات الأوان!.

أخيراً يا من تبقى من قادة الفصائل بالشام:

أطفئوا النار قبل أن يتهدم البيت الذي يضمكم.

إذا اشتعلت في البيت نارٌ ولم يكن ** لها مطفئ لم يلبث البيتُ أن يقع

 

د. هاني السباعي

26 محرم 1440هـ الموافق 6 أكتوبر 2018