جديد ولاول مرة النصائح الغوالي لانصار الشريعة بالعوالي للمقدسي
النصائح الغوالي لإنصار الشريعة بالعوالي
للشيخ المجاهد ابي محمد المقدسي
جديد أرجوا نشره بكافة المنتديات
الحمد لله الذي جعل نصرة دينه عروة يتميز بها اولياؤه والصلاة والسلام على من ارسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره أعداؤه ... وبعد فهذه نصائح غالية لانصار الشريعة الذين شرفهم الله بنصرة الدين والشريعة المطهرة العالية ، في زمان عاد فيه الاسلام غريبا كما بدأ ...
وعدنا من حيث بدانا و ( منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مدها ودينارها ، ومنعت مصر أردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم ) رواه أحمد ومسلم وغيرهما عن ابي هريرة مرفوعا
فطوبى لمن استعمله الله تعالى من قبل الفتح ، وجعله من انصاره الذين هم صفوة خلقه والسابقون من الاولين والاخرين ، فكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :" في كل قرن من امة سابقون " رواه الحكيم الترمذي عن انس قال تعالى ( لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أؤلئك اعظم درجة من الذين انفقوا بعد الفتح وقاتلوا )) وذلك لان الناس بعد الفتح يدخلون في دين الله تعالى افواجا كما قال تعالى : (( اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا )) كما خرجوا منه افواجا في ازمنة الردة ، وأفول اعلام الدين ، حيث يعز الانصار ويشح الناس على الدين بدمائهم ، وأعمارهم وأموالهم ، فها هنا يتميز الانصار من المخذلين ، ويظهر الولي من العدو ويعرف المقدام من الجبان وتتميز النائحة الثكلة من المستأجرة .... ويكون انصار الشريعة وقتئذ هم الخلاصة أهل الدنيا ونجومها وهداتها وسرجها وأوتادها كما قال شيخنا ابن القيم رحمه الله :
ولولا هم كادت تميد بأهلها ولكن أركانها وأوتادها همو
ولولا همو كانت ظلاما بأهلها ولكن هم فيها بدور وأنجم
أؤلئك أحبابي فحي هلابهم وحي هلا بالطيبين وأنهم
حي هلا بأهل الطائفة المنصورة الذين قال فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم (( لاتزال طائفة من امتي قائمة بأمر الله لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون عن الناس )) رواه احمد والبخاري ومسلم عن معاوية وفي روايه لمسلم عن جابر بن سمرة مرفوعا " لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة "
وفي رواية عند أحمد وابي داود عن عمران بن حصين مرفوعا : لاتزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل اخرهم المسيح الدجال " وفي مسلم من رواية عقبة بن عامر " لا تزال عصابة من امتي يقاتلون على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك " وفي رواية أخرى لمسلم عن سعد مرفوعا " ولايزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة "
وقد حقق شيخ الاسلام في فتاواه أن المقصود بأهل الغرب في هذا الحديث هو ما كان وقت تكلم النبي صلى الله عليه وسلم به غرب المدينة وذكر (" ان أهل المدينة بسمون أهل الشام أهل الغرب ... ولهذا قال احمد بن حنبل " أهل الغرب هم أهل الشام" الى ان قال : " وفي الصححين أن معاذ بن جبل قال في الطائفة المنصورة : هم بالشام " ) أهـ
عن ابي داوود ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة . الى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام ).
فأهل الشام الذين يقاتلون على دين الاسلام هم من أحق الناس دخولا في الطائفة المنصورة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاحاديث ويدخل فيها من باب أولى من لا خلاف بأنهم من أهل الغرب وفي أكناف بيت المقدس كإخواننا المجاهدين في سبيل الله في فلسطين وسيناء وكل من كان غربا من انصار الدين في ليبيا والجزائر ومالي والصومال غيرها كما يدخل فيهم ايضا كل من قاتل على الحق في جميع بقاع الارض سواء في العراق او اليمن وفي افغانستان والباكستان والقوقاز وغيرها من الساحات التي يرفع فيها اخواننا رايات الشريعة والتوحيد ، ويسعون لتنكيس رايات الشرك والتنديد ...
فهذا هو الميزان الذي يحدد قرب المقاتلين من الحق وأهله أو بعدهم ... يوضح ذلك ويبينه بجلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " فهذا الحديث يعرفنا بأن المجاهدين في سبيله ، هم من قاتل لإعلاء كلمة الله ، وكلمة الله هي التوحيد الذي تضمنته كلمة ( لا اله الا الله ) من تجريد العباده له له وحده سبحانه بكافة انوعه .
ومن ذلك (الحكم والتشريع) وموالاة اهل هذه الكلمة ، والكفر بكل ما يعبد من دون الله والبراءة من الشرك وأهله ،فالمقاتلون لاجل هذه الكلة أولئك الذين نراهم يحملون رايتها في الشام واليمن والعراق وأفغانستان وباكستان والقوقاز والصومال ومالي والجزائر ، وهم وأمثالهم المجاهدون في سبيل الله وأصحاب الطائفة القائمة بأمر الله لهم علينا حق الموالاة والنصرة بالسنان واللسان والنصح بالافعال والاقوال وتحديدا منهم أصحاب راية التوحيد النقية التي يجب على كل طالب حق ان يتحراها من بين سائر الرايات وينصرها ، وينصر جندها وينحاز لها ويظهر ويعلن انحيازه لصفها واصطفافه مع رايتها ، وأضعف الايمان في باب النصرة والذي لايعجز عنه حتى العجائز في بيوتهن ؛ الدعاء لهم بالتوفيق والتسديد والنصر وأن يعلي الله رايتهم وينكس رايات أعدائهم ... ولا ينبغي لمسلم أن يزهد بهذا السلاح فيترك الدعاء لاخوانه فأنه علامة موالاتهم ومحبتهم ونصرتهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما لشأن هذا الدعاء من الضعفاء الذين لا يقدرون على المشاركة بالقتال قال : ( إنما ينصر الله هذه الامة بضعيفها ، وبدعوتهم وصلاتهم واخلاصهم )
رواه النسائي عن سعدوهو في البخاري بلفظ ( هل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم ؟).
فعلى كل مسلم قوي كان أم ضعيف واجب نصرة كل من يقاتل في سبيل الله في هذا الزمان الذي خذل أكثر الناس فيه دين الله ؛ كل يجب عليه من ذلك بحسب استطاعته ، ولا يعجز عن الدعاء أحد فلير كل مسلم ربه أنه يتحرَّق لنصرة الدين بصدق ولو بدعائه لاخوانه المجاهدين ولرايتهم أن تغلب وتعلو كل الرايات عسى ان يكتب الله له بذلك سهما في الجهاد .
وقد روى الإمام أحمد والبخاري عن أنس ومسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ، ولا انفقتم من نفقة ، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم فيه وهم بالمدينة حبسهم العذر )
وروى أحمد ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه ) .
فمن علامات هذا الصدق وذاك العذر ان تدعو لراية التوحيد ان يعزها الله ويعز اوليائهاو أنصارها وأن تفرح لفرحهم وانتصارهم وتحزن لحزنهم ، ومن ذلك أن تنصح لهم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه احمد ومسلم وغيرهما .
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم متفق عليه.
وروى الامام احمد عن كعب بن مالك قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤممن يجاهد بسيفه ولسانه ). والنصح للمجاهدين والذب عن جهادهم والحرص عليه ان يتلوث بشيئ من الافات والتحذير من مخططات أعدائهم في الكيد للجهاد وأهله ...
كل ذلك ان شاء الله من الجهاد باللسان ؛ وعليه فهذه نصائح ووصايا لإخواننا المجاهدين من خادمهم المخلص سنحت له فرصة مفاجئة ان يتواصل مع العالم من وراء القضبان .
*أولا: ظاهرين على الحق :
لابد ان تكون رايتنا واضحة بينة وهي كلمة التوحيد وغايتنا صريحة معلنة ظاهرة وهي نصرة هذه الكلمة وتحقيقها وإقامتها خالصة لله في الارض لاخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد والتمكين لأهل هذه الراية وقد جاء في الأحاديث 0التي ذكرت الطائفة المنصورة وصفهم بأنهم ( ظاهرين على الحق ) فالتعلم الدنيا كلها وليعلم الناس اجمعون أننا نريد نصرة الشريعة وتحكيمها في الناس وأننا لا نرضى بدلا عنها ، ولا يجوز لنا ان نستحي من ذلك أو نكتمه تكتيكا أو مداهنة أو ارضاء للناس أو خوفا من خذلانهم وأخشة مخالفتهم فقد جاء في وصف الطائفة المنصورة أنهم ( لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم) فهذا الأمر ولله الحمد واضح عند إخواننا متميز وظاهر لا غبش فيه ، بخلاف كثير من الجماعات العاملة للإسلام والمنتسبة إليه .
فمن أنواع التضرر بالمخالفين الذي نراه عند بعضها تشويه الراية وتمويه الغاية إراضاءا للجماهير ومسايرة للعوام .
فتارة ينادون بالدمقراطية وتارة ينادون بالدولة المدنية تبرءاً من الدولة الدينية وكأنها عار وشنار أو كأن دولتنا الدينية هي كالدولة الكنيسية الصليبية الثيوقراطية ؟! هذا غير ثنائهم على الدساتير الأرضية والقوانيين الوضعية وشهادتهم بنزاهة قضائه !! الى غير ذلك من اتنازلاتهم التي لا تنتهي ، ويهاجمون المجاهدين ويتبرؤن منهم إرضاءا لمختلف الدول ومحاولة لكسب رضى الأعداء ، فلاهم ارضوا الله ولا رضي عنهم الناس لأن الله تعالى يقول (( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم )) وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( من أرضى الناس بسخط الله وكله الله الى الناس ، ومن اسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس ) رواه الترمذي من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .
* ثانيا ( لاتفريط بالراية ولا مساومة على الغاية ):
فما دامت رايتنا هي كلمة الله وغايتنا هي نصرتها وتحقيقها وإقامتها خالصة لله في الارض فلايحل لنا ان نساوم عليها أو نبدلها فهذا ثابت من الثوابت عندنا ، قضى الله ان لا خيرة لنا فيه ، فلاسبيل الى التنازل عنه أو تبديله أو تغييره لأي مصلحة مدعاة لأنه اعظم المصالح ، ولا ينبغي التفريط فيه أو هدره تخوفا من مفسدة ما ، أو دفعا لها ، فإن التفريط فيه أو هدره أعظم المفاسد ، فلا مجال للتكتيك والإستحسان أو غيره في التلاعب في الراية ، أو تبديل الغاية وهذه وصية رسولنا لنا بقوله :" لاتشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت ..." رواه ابن ماجة من حديث ابي الدرداء وتقدم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم للطائفة المنصورة بأنها ( قائمة بأمر الله ) وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبايعونه ان لا يخر أحدهم _ اي يسقط ميتا_ إلا قائما بأمر الله لا مبدل ولا مغير :-
واذا كنا نشهد تنازل كثير من الجماعات المنتسبة للإسلام عن كثير من الثوابت وتمييعهم لكثير من عرى الاسلام الاصلية ، رهبة من الناس وتضررا بضغوطاتهم ومحاولة لإسترضائهم ، حتى انساقوا مع باطلهم وتنازلوا عن الحق الذي حملوا أمانته (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا العلم لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون )) فلا ينبغي ان يزيدنا هذا إلا اصرارا على الغاية وتمسكا بالراية ... وليتق الله بعض الدعاة وطلبة العلم الذين إجتنبوا الراية الواضحة النقية وانخرطوا الى رايات فيها دخن وغبش وصفوها بالاعتدال والوسطية !!
ثالثا بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا ) :
الوصية بإعمال السياسة الشرعية النبوية والإجتهاد في غير الثوابت ، وفي كل ما دل عليه الدليل من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإذا كنا نهيب بالمجاهدين ونحذرهم من التنازل عن شيء من الاصول إرضاءا للناس ، فإننا نوصيهم بعدم التعنت فيما هو دون ذلك من الوسائل و المتغيرات ( ومن كل مايسمى تكتيكي ) مما هو منوط بالسياسة الشرعية ، وهذا باب مهم ممكن بسببه -ان اتقن المجاهدون إعماله - تأليف قلوب الناس واستيعابهم وكسب كثير من الانصار والتحالفات وعدم تنفير طائفة كبيرة من الناس ، وليتذكروا ان المداراة من اخلاق المؤمنيين وأنها ليست مداهنة ولا منقصة وتكون تارة .. ببذل الدنيا والتنازل عنها من اجل الدين أو الدنيا وتارة ببذل أدنى المصلحتين لتحصيل أعلاها وأحتمال أدنى المفسدتين بدفع أعظمهما .. وأن ذلك من السياسة النبوية .
وإن أهملوا ذلك صاروا منفرين وخسروا من الخير الشيء الكثير وليتذكروا في هذا الباب كثير من الامو التي أجلها النبي صلى الله عليه وسلم كليا دون نقضها في سبيل مصالح أرجح من الإصرار عليها وإن استعظم التنازل عن ذلك أصحابه ، ومن ذلك عدم كتابته ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وقبوله ( بسمك اللهم ) في العقد الذي كتبه مع الكفار في صلح الحديبية .
ومن قبوله بكتابة محمد بن عبد الله بدلا من رسول الله مع تصريحه لهم بأنه رسول الله وإن أبوا .
ومنه قبوله صلى الله عليه وسلم ببعض الشروط التي ظاهرها الغبن للمسلمين ( مؤقتا ) في سبيل تحقيق مصالح أعظم، مآلاتها نصر وفتح من الله قريب .
ومنها عدم تركيزه على هدم الأصنام الحسي طوال الفترة المكية وأكثر العهد المدني وتركيزه في المقابل على الامر الاهم وهو هدمها في نفوس الناس ودعوتهم الى البراءة من الشرك وأهله.
ومما يؤكد هذا المعنى ويوضحه انه صلى الله عليه وسلم لم يتنازل عن الامر الاهم طوال حياته وفي احلك الظروف واكثرها استضعافا له ولاصحابه في مكة وغيرها وصبر على الاذى والابتلاء وعداوة قومه وصدهم الناس عن دعوتهم والتأليبهم القبائل عليه ، ولم يتنازل عن هذا الامر العقدي المهم وفهو كالاستراتيجي في عرف أهل زماننا لاسبيل لتأجيله أو المساومة عليه بينما تنازل عن الاقل اهمية وهو هدم الاصنام حسيا طوال مدة إقامته في مكة تقريبا وأغلب العهد المدني ورغم حصوله على المأوى والأنصار حتى أنه دخل مكة في عمرة القضاء في أواخر السنة السابعة مع أصحابه معمرا طائفا بالبيت وحوله 360 صنما ما مس منها صنما وهو يصدع بالتوحيد ويقاتل عليه فدل هذا على ان هدم الشرك من نفوس الناس أعظم واهم من هدمه حسيا وأن الاول ثابت من الثوابت لا يمكن التهاون به أو تأجيله أو التفريط به أو المساومة عليه بل يبقى ظاهرا معلنا حتى كان يشار بالاصابع عليه ويحذر منه بسببه ويعادى عليه ويؤذى من أجله هو وأصحابه أما الآخر ( الحسي ) فهو أقل أهمية غير مستعجل ( غير مضيق ) ومنوطه بالاستطاعة والتمكين والقدرة وإذا كان قد بذل في سبيل الأول دمه ودماء وأرواح كثير من أصحابه واستعمل لأجله السيوف والرماح والقوى ورباط الخيل والقتل والقتال فما استعمل في الثانية الا عودا كان بيده جعل يطعن به الاصنام وهو يقول (( جاء الحق وزهق الباطل ، جاء الحق وما يبدي الباطل وما يعيد ) كما في صحيح البخاري .
ولذلك فنصيحتي لإخواني في كل البلاد في تونس ومالي والجزائر وليبيا والشام واليمن والعراق وغيرها ان يتحروا هذا الباب ويدرسوه جيدا ويستعملوه في نصرة الدين وعدم تعجل أشياء قبل أوانها كالتركيز على تغيير بعض المنكرات والظواهر الحسية والسعي في هدمها قبل العزة والتمكين إن كانت تشتت معركتهم
وحذار من التركيز على هدم القبور وتفجيرها وإهمال هدم الشرك والباطل والمنكر في قلوب الناس واستعداءهم بأشياء قد وسع الله تعالى فيها عليهم بسياسة من هو اتقى منا ومنهم وأورع منا ومنهم واحرص منا ومنهم على الدين .... وليعذر بعضهم بعضا في هذه الابواب واليتسع افق الاتباع واليستوعبوا إختيارات قادتهم في هذا المجال ...الفهم الفهم والفقه الفقه وليتذكروا قول سهل بن حنيف في البخاري :
( إتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد على رسول الله صلى الله عليه وسلم امره لرددت والله ورسوله أعلم ..) وكم أوذي النبي صلى الله عليه وسلم من المانفقين المحسوبين على اهل الاسلام في المدينة قبل اشتداد عود الدولة وقبل تمكين المسلمين من العزة الكاملة ، فكان يصفح يعفو ويأبى ان يقاتلهم درءا للمفسدة وتأليفا للقلوب وحتى لا ترعد لهم أنوف وحتى لا يتحدث الناس ان محمد يقتل اصحابه فيمتنعوا عن الدخول في الاسلام وينكصوا عن النصرة والحق ... وهذا بابا مهم لا ينبغي على المجاهدين اغفاله فالساحات الجهادية اليوم مليئة بالمناوئين لأعدائنا من من تتقاطع مصالحهم معنا مؤقتا فليس من الحكمة الصدام معهم على الاقل في مراحل الجهاد الأولى وفي خضم انشغالنا بقتال العدو الجاثم على صدر الامة . ولا مانع من التنسيق مع هذه الجماعات في قتال هذا العدو مع بقاء التميز للمجاهدين والراية الواضحة التي لا تذوب في الرايات المختلطة أو العمية ... فقد تحالف النبي صلى الله عليه وسلم مع قبائل كافرة وتعاهد مع يهود في أول قدومه الى المدينة وكان يصفح عن هناتهم وتجاوزاتهم في حقه الشخصي حتى قويت شوكت المسلمين بعد بدر فبدأ بإضاح عداوته منهم وطاغوتهم كعب بن الاشرف ، فبعث اليه فتية أناموه وأناموا كيده وأطفأوا عداوته ... ثم لم يبادر اليهود الاخرين الا حينما نقضوال عهودهم وألبوا عليه أعداءه وخانوا العهود وظاهروا المشركين عليه فبادر الى كل طائفة منهم بما تستحقه من العقوبة ، بعد ان صبر عليهم ردحا من الزمن فالصبر على المخالفين والمنتسبين للسلام ومعاملتهم بالحكمة والسياسة الشرعية النبوية أولى ...
* رابعا : (( ما وسع الله فأوسعوا ) :
ومما يتبع ما سبق ويتفرع عنه ، عدم اعطاء المبررات للعدو للتأليب على الجهاد والمجاهدين وتبرير حشد الناس وجمعهم ضد الاسلام واهله بسبب اعمال واختيارات غير مجدية , أو أمور شكلية ثانوية مع ضرورة عدم الاكتراث بهم ولو اجتمع أهل المشرق والمغرب على المجاهدين لأجل الثوابت وأصول الدين والتوحيد فمن النوع الاول تصوير عمليات قتل من يصنفون في عرف أهل الزمان بالمدنيين أو تصوير الاجهاز على الاسرى أو تعذيبهم وبث ذلك على الشاشات ،ومنه ضرورة عدم التمسك بمسميات قد تستعمل في تأليب الاعداء على المجاهدين أو إجهاظ جهادهم واستغلاها للحشد ضدهم .
وقد أعجبنا تنبه الشباب لهذا في الشام والصومال واليمن ومالي والقوقاز وغيرها وقد تقدم من الاشارة الى شيء من السايسة النبوية في عدم إصرار النبي صلى الله عليه وسلم على استعمال بعض الاسماء الشرعية في عقد الصلح في الحديبية للمصلحة ؛ فما دونه من الاسماء من باب أولى .
فالأسماء كالقاعدة ونحوها هي أسماء غير منزلة من السماء وهي تتبع التكتيك والسياسة الشرعية الانسب للمجاهدين وأنا أتكلم هذا وأجزم انه لا يزعج إخواننا في القاعدة وان قياداتهم وعماءهم يفهمونه حق الفهم ويقدرونه حق التقدير ولا تهمهم المسميات قدر ما يهمهم نصر الجهاد وعزة الشريعة ونصر الاسلام وأهله وتمكين لهم .
بل اعرف في ذكائهم وحنكتهم السياسية وتكتيكاتهم القتالية ما يجعلهم يستوعبون ذلك وينتبهون اليه قبلي وقد فعلوا باستعمالهم لمسمى أنصار الشريعة ومع ذلك فقد قاتلوهم كما يقاتلون القاعدة !! فاليعلم الناس بأنهم يقاتلون الاسلام وانصار الاسلام وليس القاعدة وحدها ... ومع ذلك تجنب التصريحات غير المسؤولة التي تذعر الدنيا على المجاهدين وتألب وتوحد أكثر الدول عليهم وتجعلهم يستعدون العالم كله دفعة واحدة ، وهذا مناف لسياسة النبي صلى الله عليه وسلم في البداءة بالاهم والاقرب والتدرج في الجهاد كالتصريحات التي نسمعها من البعض من العزم على القتل جميع الكفار فهذا لم يفعله سيد المجاهدين ولم يأمر به الشرع بل في الكفار من لا يجوز قتله كالذمي والمعاهد والمستأمن والصبيان والنساء غير المقاتلات والأجير ونحوه من غير المقاتلين .
ويتبع هذا مراعاة التدرج في القتال والتكتيك في تقديم الأولى فالأولى وعدم الهجوم على العالم كله دفعة واحدة ، ببث التهديدات والتصريحات في المشرق والمغرب فإن التكتيك الاعلام في تحييد بعض الاعداء مرحليا أو عدم الاشارة اليهم بشيء لاحرج فيه ، بل فيه توسع على المجاهدين ، وحتى اسرائيل في وضع مثل وضع اخواننا في سوريا من السابق لاوانه التحدث عنه الان ، أو التبشير عن النوايا المستقبلية وبث التهديد والوعيد لأننا حتى وإن كنا نرى اليهود من اعدى اعدائنا الا ان المشغول لا يشغل كما يقول الفقهاء ، ولكل حادث حديث , ومن تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ، خصوصا ان المعركة الان دائرة مع الطاغوت المحلي وهو العدو القريب الجاثم على صدر الامة والحارس لحدود اليهود ولم تحسم المعركة معه بعد ، وتشتتيت المعركة يضعف المجاهدين وويريح الطاغوت ويخلط أوراق الصراع ويشتته وقد قال الله تعالى : (( يا ايها الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ..) بخلاف غيرها من الساحات فقد تكون السياسة الشرعية تقتضي في هذه المرحلة التركيز على قتال اليهود كإخواننا في فلسطين وسيناء مثلا فتركيزهم على قتال اليهود وعدم تورطهم بالقتال مع الحكومات الاخوانية من السياسة المعتبر ، وليس ذلك عصما لدماء جيوش الطواغيت ، ولكنها السياسة الشرعية ، والاولى فالاولى ، والانفع لسمعت الدعوة وحشد الانصار لها والعمل على ترسيخها بين الناس بتحصيل التعاطف والتأييد وتقويتها لاعدادها ليوم الكريهة وسداد الثغر ...
*خامسا ( أهل مكة أدرى بشعابها )
ينبغي مراعاة ان تكون قيادات المجاهدين من المحليين لا من الوافدين من البلدان التي يعمل المجاهدون على تغيير أنظمة الحكم فيها ، أو التي يتماس فيها مع الشعوب ويتعامل بها معهم ، فقد راعى الله تعالى ذلك في الانبياء فقال تعالى : (( وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم )) واذا كان هذا يراعى في الرسول وهو مأيد بمعجزات معصوم من الزلات ، فمراعاته في من هم دونه في القياداتا فهو مهم فلذلك فقد راعاها النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من اختياراته , فكان يقدم في كل بلد من أهلها من يوجههم ويعلمهم ويوليه اشياء يقدر أخرون أن يؤدونها ومع ذلك فهو يخصهم بها لمصلحة تأليف القلوب أو جمع الكلمة او ليكون أوعى لقبول الحق أو درئ المفسدة او سد الذرائع ، فبعث الى اليمن ابو موسى الاشعري اليمني ومعاذ بن جبل الانصاري والانصار أصولهم من اليمن ، وفي الحديبية جعل سفيره الى مكة عثمان بن عفان الذي كان أعز عشيرة آنذاك في مكة وأمنع ، وفي كثير من الوقائع كانت اختياراته تعزز هذه السياسة ، فمن قتلوا كعب بن الاشرف كان فيهم ابو نائلة اخوه من الرضاعة ولذلك امنهم حتى تمكنوا منه ، وبنو قينقاع ولى أمر إجلائهم أحد بني عوف حلفائهم وهو عبادة بن الصامت وبني النضير ولى على اخراجهم من الدينة أحد حلفائهم الاوس وهو محمد بن مسلمة وبنو قريظة حكم فيهم سيد حلفائهم الاوس وهو سعد ... وهدم الربة طاغوت ثقيف بعد ما اسلموا ولى أمره مع خالد المغيرة بن شعبة الثقفي فقام بهدمه بهدمه بنفسه واخذ ثيابه وحليه .. الى غير ذلك مما يغفل عن مراعاته بعض اخواننا فتعيين قيادات من وراء الحدود صار مزلقا استغله الاعداء في تأليب أهل البلد على المجاهدين وان كنا لا نعترف بهذه الحدود التي قسمت بلاد المسلمين ولكنها قد صارت واقعا مرت عليه السنون والايام وتغييره ونزعه من نفوس الناس يحتاج الى وقت وجهد وجهاد ، فلا ينبغي والحال كذلك اهمال أثره وتأثيره على نفوس عموم الناس ومن ثم استغلال الاعداء له
سادسا الرفق ما كان في شيء الا زانه )
الوصية باستعمال الرفق مع عموم الناس لجهالهم وعوامهم فمن أهم أهداف جهادنا إخراجهم من ظلمات الطواغيت الى نور الاسلام والتوحيد وإخراجهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد وحده...
فاليتذكر إخواننا أنهم كانوا في الضلالة قبل هذه الهداية والنعمة التي فيها هم اليوم (( وكذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم )) فليكونوا احرص شيء على ادخال الناس في هذه النعمة ، وليحتالوا من أجل ذلك بكل وسيلة ممدوحة توصل إليه ولينزلوا الى الناس وليحملوا همومهم ويتحسسوا حجاتهم وليتفرغ طائفة منهم لعلاج المرضى وإغاثة الملهوفيين وكفالة اليتامى وإطعام المساكين فهذا كله من محاسن الاسلام التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بها يأمر بها في فجر الدعوة وفي مكة وهي لا زالت بعد دار كفر ، وهو من المحاسن التي حببت كثير من العقلاء بهذا الدين وجذبهم اليه فأسلموا لأنها لامست فطرتهم، فكما كان أعداؤه منهم يفهمون كلمة التوحيد ويفسدونها بانه سفه آباءهم (يضللهم) وأنه قد صبأ عن دينهم ( تبرأ منهم ) وعاب آلهتهم ( كفربها ) فكذلك كان عقلاؤهم يعرفونه ويذكرونه ؛ بأنه يأمر بصلة الارحام وإقراء الضيف وإطعام الطعام وإحياء الموؤودة ونحوها من مكارم الاعمال ومحاسن الاخلاق ، وليتذكروا أن هذا كما انه من رصيد أعمالهم الصالحة في الاخرة ، فكذلك فإن الناس في الدنيا لن ينسوهم به ، وسيبقى رصيد لهم في قلوب الناس يهيئ لهم ولدعوتهم وجهادهم الحاضنة المناسبة والسند القوي ويحشد لهم التأييد والانصار خصوصا حين يقارنون بين معاملة المجاهدين الشرعية الاخلاقية الأمينة على الانفس والاعراض والاموال وبين معاملة غيرهم من الطغاة وجندهم الفاسدين والخونة واللصوص .
وليتذكروا وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لمعاذ وابي موسى لما ارسلهم الى اليمن فقال يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا وتطاوعا ولا تختلفا ) متفق عليه .
وليتذكروا تأكيده مرارا وتكرارا على الرفق في التعامل مع الناس ، وقوله ان الرفق لم يكن في شيء قط الا زانه ولا نزع من شيء قط الا شانه ) رواه الامام أحمد وغير من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها .
وفي رواية البخاري ( مهلا يا عائشة عليك بالرفق واياك والعنف والفحش ) ومناسبته تسليم يهود عليه بالسام عليك ( أي الموت ) ورد عائشة عليهم باللعنة وأنبأها انه لم يكن غافلا عما قالوا ، وأنه فهمه ورد عليهم برفق ( وعليكم ) ولأنه يستجاب لنا ولا يستجاب لهم ...الى غير ذلك مما نطق به سيد المعلمين وسيد الدعاة وسيد بني آدم .
وأذكر ها هنا أنه قد أفرحتنا بعض التصاريح لقيادة إخواننا في جبهة النصرة في الشام ، والتي وصلتنا في الصحافة ، المسموح بها في السجن مجتزءة ؛ من وصايا للمقاتلين بالرفق بالشعب السوري إعانة المحتاجين ومساعدة المنكوبين وتوصيل الغذاء والكساء لمن يحتاجه من المستضعفين وغير ذلك مما يدل على نضوج المجاهين في الشام ووعي قيادتهم ، والحمد لله على توفيقه ونسأله تعالى أن يسددهم وينصرهم وهكذا ينبغي ان يراهم الناس كلهم ويستقر في قلوبهم أنهم المنقذون لهذا الشعب الذي رسف في قيود الطغاة عقودا ؛ جاءوا لينقذوه ويحرروه وما جاء بهم المغنم ولا الدنيا بل جاءوا نصرة للحرائر والمستضعفين وجاءوا نصرة للشريعة والدين ...
وان كان المجاهدون يفعلون لوجه الله تعالى ولكنه ان شاء الله سيوجد لهم القاعدة الشعبية والحاضنة الجماهيرية التي لن تخذلهم ولن تقبل بنهجهم بديلا ... إن سددوا وقاربوا .. واتقوا وصبروا (( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )) خصوصا ان المؤامرة عليهم وعلى رايتهم وغايتهم كبيرة وليعلموا ان معركتهم الحقيقية مع العالم ومع أحذية أمريكا و
أوروبا ومن دول الجوار ستبدأ بعد سقوط نظام بشار وأن المخططات تعد للتخلص منهم بعد سقوط النظام منذ الان ، فحذار من خسارة الحاضنة الشعبية فضلا عن فتح الصراع معها ..
- إن مراعاة سنة التدرج مع الناس وعدم استعجال الصدام مع المخالفين منهم والصبر عليهم ومراعاة مخاطبتهم على قدر عقولهم ... والانتباه لقاعدة سد الذرائع ، والنظر في مآلات الامور من قواعد الفقه المهمة التي يحتاجها المجاهدون للتعامل مع الناس فسياسة الناس والتطلع لحكمهم يجب ان تستوعب كافة شرائحهم وتنوع عقولهم ومستوياتهم ، وليتذكر المجاهدون يإنهم ان لم يستوعبوا فساق المسلمين وعصاتهم فكيف سيستوعبون النصارى ونحوهم حين تكون لهم الدولة والحكم والسلطان ...
فالدولة المسلمة لم ولن تخلوا من تنوع في اصناف الناس وطبقاتهم .. فاليتدرب إخواننا على استيعاب الناس والتعامل معهم منذ الان وليراعوا حداثة عهدهم بحكومات الكفر وجور الطواغيت ...
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي ذلك ويحسب له حساب ففي الحديث المتفق عليه ( ياعائشه لولا ان قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم ، فأدخلت فيه ما اخرج منه وألزقته بالارض وجعلت له بابين بابا شرقا وبابا غربا فبلغت به اساس ابراهيم )
فتأمل ترك النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المصلحة الواضحة وهي بناء البيت على قواعد ابراهيم مراعاة للناس وحداثة عهدهم بالجاهلية !!
إن المؤامرة على اخواننا وعلى رايتهم وعلى جهادهم من كل الدول المحيطة بهم ومن العالم أجمع كبيرة ، ولذلك فيجب على اخواننا أن يكونوا على مستوى التحديات بأن يصبروا على رايتهم ويستقيموا عليها ويتقوا الله وبرعايتها وبمراعاة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته وجهاده وقد وعد الله ووعده حق (( وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط )) فالتستوعبوا أهل الاسلام ولتتألفوهم بكافة طبقاتهم ليذوبوا فيكم ولا تذوبوا فيهم ...
وكلما حققتم من انتصارات فالتزدادوا تواضعا للمسلمين ورحمة بهم وشفقة على ضعفائهم فإنما بعثتم لتنقذوهم وتستخلصوهم من ظلم الطواغيت ولم تبعثوا جبارين ولا جباة ، جئتم لتظهروا للعالم كله صور الجهاد المشرقة .. جئتم لتعينوا الملهوف وتحفظوا اعراض المسلمات وتحفظوا حقوق الناس وأموالهم وتوفوا بالعهود وتؤمنوا من يستحق الامان ولا تتعرضوا لغير المحاربين غير المقاتلين فضلا عن المسالمين الذين يعملون في اغثة المسلمين فلا ينبغي التعرض لهم حتى وإن كانوا من غير اهل ديننا وكذلك الصحافيين المحايدين وأمثالهم من غير المحاربين .
لقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا منتصرا واضعا رأسه تواضعا حتى ان ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل من شدة تواضعه ...
فحذار من نشوة الانتصارات التي تخرج المرء عن الضوابط فربما تعدى بالافعال والاقوال ...
وفي فتح مكة عندها كان العباس يعرض جند المسلمين في القبائل على ابي سفيان بأمر النبي صلى الله عليه وسلم يمرون قبيلة تلو الاخرة ومع مرور كتيبة الانصار بقيادة سعد بن عبادة لم ير أبو سفيان كتيبة مثلها فسأل عنهم ؛ قال له العباس : هؤلاء الانصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد : ياابا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل فيه الكعبة فلما رأى ابو سفيان النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بقول سعد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم دون أدنى حرج رادا الحق الى نصابه : ( كذب سعد ، ولكن هذا اليوم يعظم الله فيه الكعبة ، ويوم تكسى فيه الكعبة ) رواه البخاري .
- وحذار من الغلظة والشدة والفظاظة في غير موضعها ... فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك فعفو عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ..))
فإذا كان الله قد حذر نبيه صلى الله عليه وسلم من الفظاظة وغلظة القلب كونها سببا لإنفضاض الناس ... فأن نتنبه نحن لها ونحذر منها من باب أولى ...
- وحذار من إهانة وجهاء الناس ورؤوسهم ففي ذلك خطر وبلاء ، كانت إثارة خطيرة في بعض الساحات تسببت بإنفضاض عشائر وقبائل عن المجاهدين في بعض البلدان وإلتحقها بالصحوات وأعداء المجاهدين ... والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتألف أمثال هاؤلاء ويعطيهم من الغنائم والاموال ما يسترضيهم يه ، لانه يعلم أنهم مطاعون في اقوامهم ... فكم من أحمق مطاع تحيد قبيلة أو عشيرة كاملة باسترضائه بلعاعة من الدنيا ...
وفي الاحاديث ( أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم )) البخاري ومسلم ... وحديث( بأس أخو العشيرة ) وكان قد هش له قبل ذلك ..ونحو ذلك من الاحاديث ، ما يؤكد هذه المعاني ويبينها .
* سابعا : ( الفقه تحري خير الخيرين ودفع شر الشرين )
اننا نعيش اليوم في ظلال ما سمونه بالربيع العربي وقد اسقط طواغيت وجرت عمليات تجميل لبعض الانظمة لا تحمل الجمال الحقيقي الذي ننشده ، وإن كنا لم نر بعد ما نطمع به ونطمح اليه ولكننا فرحنا بسقوط الطواغيت وتجرؤ الشعوب على الانظمة وفزع الانظمة من جرأة الشعوب وخوف الطواغيت في البلاد المتبقية من هذه الثورات ومبادرتهم الى المشاريع الاصلاحية المزعومة والاعمال الاستراضائية السخيفة للشعوب لتأخير الربيع عن بلادهم أو تجنيبها آثاره...
وفرحنا بهذا الربيع غير مستنكر بحال .. فإذا جاز للمسلمين ان يفرحوا بانتصار الروم النصارى على المجوس عباد النار لان النصارى اقرب اليهم من أولئك فمن باب أولى أن يفرح بانتصار من يحمل يافطات إسلامية ومشاريع بعناوين إسلامية حتى ولو كانت مشوهة ؛ على من يصرح بالحرب على الدين ليل نهار ، فإذا كان الله قد يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر فمن باب أولى من كان منتسبا لجماعات اسلامية عاملة للاسلام بغض النظر عن آرائنا في هذه الجماعات ‘ فإنه من السياسة الشرعية التي قررها علماؤنا المحققون ( دفع شر الشرين
وقالوا : ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين ...
إن اللبيب إذا بدى من جسمه مرضان مختلفان داوى الاخطر ا ) أهـ فتاوى شيخ الاسلام ( 20/33).
فلذلك فإن من الغباء السياسي أن نفتح المعارك في هذه المرحلة مع ما أثمره هذا الربيع من حكومات وأنظمة تحاول السيطرة عليها الجماعات اسلامية حتى وإن كنا نختلف مع هذه الجماعات في كثير من الاصول والفرع .. لأن معاركنا في هذه الرمحلة سيتصب ولا بد في رصيدد أعداء الاسلام ولا اقول أعداء هذه الحكومات التي تحمل يافطات إسلامية لأن العلمانيين والملاحدة والمرتدين والزنادقة ومن يدعمهم من اليهود والنصارى علانية أو بالخفاء ( والذين هم شر الشرين ) في هذه المعركة ، لا يعادون هذه الحكومات ويكيدون لها للأسباب الدينية والشرعية التي تنتسب اليها هذه الجماعات ‘ وإذا كانت هذه طبيعة المعركة ؛ فليس من السياسة الشرعية ولا من الكياسة أن توهن هذه الحكومات ليعود ويجثم على صدور الامة فلول الانظمة السابقة أو من هم اشر منهم من العلمانيين والمرتدين ، فما دام أنصار التوحيد لا زالوا أضعف من أن يسقطوا هذه الانظمة ويمسكوا بزمام الامور ، فليس من الحكمة أن يتورط إخواننا في تونس أو مصر وأمثالها بإفتعال القتال والصدام مع هذه الحكومات ، بل إن السياسة الشرعية تقتضي الاستفادة من الاجواء التي يعيشها المسلمون اليوم في ظل هذه الحكومات من توسعة على الدعوة للإسلام والعمل للشريعة ... فينبغي على إخواننا من أنصار التوحيد والجهاد في تلك البلاد تجنب الصدام الذي سيسثمره الاشد عداوة للإسلام وسيصب برصيد شر الشرين ... وليستغلوا هذه الاجواء لإعادة تنظيم وترتيب صفوفهم وتربية اخوانهم وتصحيح مسيرتهم والإعداد والارصاد مع الانغماس في الناس لدعوتهم ونشر التوحيد فيهم وتعليمهم دينهم إضافة لكسبهم بمساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف وكفالة اليتيم وغير ذلك من أعمال البر والخير التي ستغرز رصيدهم ومكانتهم بين الناس وتنشر دعوتهم وتهيئ الامة لربيع اسلامي نقي قريب بإذن الله (( ولتعلمن نبأه بعد حين )) ..
وهذا لا يعني تغيير المنهج أو التخلي عنه وأن تنقلب جماعات التوحيد والجهاد الى جماعة تبليغ أو جمعيات خيرية ... كلا ؛ بل المنهج هو المنهج والتوحيد هو أصل الاصول والجهاد هو ذروة سنامه الذي يقوم به .. ولكن من يسعى الى اقامة دولة الاسلام والتمكين لاهله وتحكيم شريعته .. يكون عنده من العلم والفقه والفهم ما يعرفه بما تحتاجه مثل هذه المهمة العظيمة من تظافر جهود المخلصين والعاملين في كافة الاصعدة ويكون متبصرا بالمؤامرات التي تحاك للإسلام وأهله والكيد الذي يرصد لصد المشروع الاسلامي الاصيل ووأرده في مهده ... من ستوعب ذلك كله لا يحجر الجهاد على مقاس (7.62) .
وقد تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ) وفي مسند أحمد وعند ابي داود وغيرهما عن انس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهدوا المشركين بأموالكم وانفسكم وألسنتكم ) .
وروى الحاكم وغيره عن جابر مرفوعا : ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام الى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) وروى الامام أحمد وغيره عن ابي أمامة قول النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) وفي رواية الترمذي عن ابي سعيد مرفوعا ( ان افضل الجها كلمة عدل عند سلطان جئر ) وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان : ( أهج قريشا فإنه اشد عليها من رشق النبل ) وهذا لا يقلل من شأن القتال بل يعززه فيكفي بالمقاتل فضيلة حديث ابن حبان وغيره عن ابي هريرة مرفوعا : ( موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الاسود ) وغير ذلك من فضائله المشهورة ... وإنما أردنا التذكير بسعة الجهاد وشموليته خصوصا عند من يسعى لجها التمكين لا مجرد النكاية .
*أخيرا : ( لن نقيل ولن نستقيل )
قال تعالى : (( ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )) (111)التوبة
وما دمتم ايها المجاهدون قد بعتم هذه النفوس لله فلا خيار لكم الا الوفاء بالبيع والثبات عليه فالراية التي تقاتلون عليها ليست كأية راية أخرى يمكن لأهلها ان يفرطوا بها أو يتنازلوا او يبدلوا او يغيروا ...
فلا خيار لنا الا المضي في السبيل الذي أختاره الله لنا ، وخطه لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وسارت عليه من قبلنا قوافل الصادقين والشهداء ...
ولذلك فنحن وان جاز لنا التكتيك فيما ليس من الثوابت وجاز لنا النظر والترجيح فيه بحسب مصلحة الجهاد ...
فليس لنا بحال التنازل عن غاية الجهاد العظيمة التي قتل من اجلها اخواننا وفدوها بدمائهم وأشلائهم وجمامجمهم ... أو الاقتراع عليها والمساومة والرضى بالاحتكام الى صناديق الاقتراع فليس لهذا جاهدتم ولا له قتل اخوانكم وسفكت دماؤهم ...
بل ان ذلك خيانة للجهاد والمجاهدين وخيانة لدماء وتضحيات الابطال والشهداء نعيذكم منها ..
لقد قدم المجاهدون في مكشارق الارض ومغاربها آلاف التضحيات ليصلوا الى رضوان الله والتمكين لتحكيم الشريعة ورفع راية التوحيد ... وقاتلوا روسيا وأمريكا وغيرها لأجل هذه الغاية ولا مانع أن يقاتلوا قومهم وأقرب الناس اليهم اذا رأوا أن تضحياتهم ستباع وستشترى وسيتاجر بها ...
إن الطواغيت من عبيد الدنيا والدولار يبيعون آباءهم وأقرب الناس اليهم لاجل كراسي الحكم ، فكم منهم من انقلب على ابيه وكم منهم قد قتل الالوف ليبقى مستقرا على كرسي الحكم ليحكم بعد ذلك بما يشتهي دون ان يأبه لآلام الامة وسخطها كلها عليه أو يلتفت لغضب العالم كله ووصفه له بالدكتاتور ، فطلاب الحق وأنصار التوحيد والشريعة والعدل أولى بأن يضحوا بالغالي والنفيس والقريب والبعيد لنصرة التوحيد وتحكيم الشريعة وأولى بألا يعبأوا بسخط الدنيا كلها عليهم ولا يضرهم ان يفارقهم ويخذلهم طوائف من المنتسبين للعلم ، وان تضعهم امريكا وأذنابها على قوائم الارهاب فقد وطنوا انفسهم على ذلك وهيؤوها لاعظم منه..
لقد باعوا النفوس في اعظم سفقة لبارئهم فلا يبالي احدهم كيف واين يقضي نحبهم ما دام ذلك في سبيل كلمة الله وتحت ظلال راية التوحيد ... ومن ثم في اي شيء يضيره بعد ذلك ؟؟! واي رضى يهمه سوى رضى الله واي سخط يحاذره غير سخط الله ...
يا اخواننا ان وعد الله حق وان تحقيق غايتنا قادم لا محال وان اجتمع علينا من بإقطارها كما هو حال اليوم ... قال تعالى : (( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) ورروى الامام احمد عن تميم الداري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر الا ادخله هذا الدين بعز عزيز وذل ذليل عاز يعز الله به الاسلام وذلا يذل الله به الكفر ) هذا وعد صادق لا نشك فيه طرفة عين ... ستذل أمريكا وستذل روسيا وستذل اسرائيل وسيذل اذنابهم وسيعز الله الاسلام واهله ... فيحسب الواحد منا ان يكون سهما لهذا الديدن يضعه الله حيث يشاء ، وحسبه فوزا وعزة ان يستعمله الله في ذلك فيلقى الله تعالى ثابتا على العهد صادقا باليع لم يغير ولم يبلد تبديلا .. (( ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز )) اللهم منزل الكتاب مجري السحاب سريع الحساب اهزم الاحزاب اهزم الاحزاب وزلزلهم وانصرنا عليهم
وكتب خادم المجاهدين ابو محمد المقدسي