JustPaste.it

النصيحة الشرعية لأصحاب الحسابات الذكورية

 

هذه النصيحة ليس موافقة ولا تزلفا لمتدثرة سافلة ولا لنسوية كافرة ولا لأصحاب الإنصاف الكاذب

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد 

فهذه نصيحة موجهة لعامة الحسابات التي ترفع وتكتب بصفة ذكورية والتي على اختلاف مشاربها تتخذ الشريعة مرجعاً، أكتب لها ناصحا لما لهم من حقوق الإخوة في الله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم" الدين النصيحة"، وسبب النصيحة لما رأيته من بغي أو شطط أو ميل عن الأحكام الشريعة والموجود عند بعض الحسابات وقد أصبح كالسمة المكررة، ويخشى أن تكون سنة متبعة وحق وهي من الباطل، وقد رتبت هذه النصيحة على نقاط جامعة أذكر في كل واحدة منها الحق الذي أعتقد والله سبحانه وتعالى من وراء القصد؛ وها أوان المآخذ التي هي سبب النصيحة:

  • التسمية:

إن الانتساب للذكورية واتخاذها شعارا أمر حادث وتسمية غير شرعية فإن ما يدافع عنه عامة الكتبة هو مسائل شرعية كالولاية والقوامة والأسرة التي سيدها الرجل كالزوج أو الأب هذه المسائل هي مسائل شرعية، ويكفي أن يدافع عنها المسلم بلا تسمية ومما يؤكد هذا أن النسوية تصنف كل مسلم تمسك بالإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ذكوري،  ولكن الإشكال من ناحية الإجمال في المصطلح وطريقة أهل السنة منع التسمي باسم مجمل ووجه الإجمال بأننا الكل مقر بوجود ذكورية بالمفهوم الغربي.

فوجه النقد للتسمية أنها تسمية مجملة تحتوي على حق وباطل وأهل السنة كما بين شيخ الإسلام يمنعون التكلم بالمجمل وقال رحمه الله:

"فليس لأحد أن يبتدع اسما مجملا يحتمل معاني مختلفة لم ينطق به الشرع ويعلق به دين المسلمين ولو كان قد نطق باللغة العربية فكيف إذا أحدث للفظ معنى آخر والمعنى الذي يقصده إذا كان حقا عبر عنه بالعبارة التي لا لبس فيها" [مجموع الفتاوى 17/ 318-319]

ثم إن هذه  التسمية محدثة تجعل الولاء على معنى غير شرعي وهو الجنس وهذا مشترك بين المسلم والكافر، بخلاف أسماء أهل السنة التي لا تحتوي إلا على حق كأهل الحديث وكأهل السنة وكالسلفية، فكلها معان شرعية مميزة عن باطل أهل البدع

 ثم ما موقف المرأة المسلمة التي تؤمن بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم هل نصفها بأنها ذكورية وهذا مشكل حتى من ناحية اللغة بل ولا أخاله لا يشكل من ناحية الشرع أيضا.

وإجابة على سؤال السائل أعطنا اسماً للتمييز أقول لا حاجة أصل لمثل هذا المأزق حتى نبحث له عن حل، دافع عن الدين تخصص في الرد على النسوية وكن مسلما سنيا وكفى.

  • الشعارات الغربية:

وهي فرع عن التسمية وهي من  أظهر ما ينتقد على بعض  الحسابات حيث ترفع  هذه الشعارات الغربية مثل   redpill و MGTOW  والتي لا يمكن تبسيطها أنها مجرد شعارات لتمييز الحسابات وأنها أشبه بحجابي راحتي أو حملات التوطين المضادة  لعمل الوافدين بل هي شعارات تحمل حمولة ثقافية والمدافع عن الشريعة وأحكامها التي تسعى النسوية لنقضها لمثل هذه الشعارات، ولو لم يكن من المنع إلا منع التشبه بالكفار لكان كافيا فكيف وهي تحتوي على حمولة ثقافية وأبعاد غير شرعية.

  • التساهل في التصنيف وإطلاق الأحكام:

من الملاحظات التي رأيتها ولمستها ولم تنقل لي أن ثمة تساهلا في أمرين عند بعض الحسابات وهو التساهل في التصنيف بالتدثر(وهو وصف يُطلق على من يشرعن مطالب النسوية أو يلين من الخطاب معها ويسهل من أمرها) والتساهل في تعميم الأحكام.

أما الأول فليس كل من قرر أو قررت أمرا وافقت فيه النسوية أو اختاروا قولا فيه تقاطع مع النسوية يوصف بالتدثر، والعلة أن التفطن للنسوية أصلا لم يكن بهذا الوضوح اليوم قبل سنوات بل حتى كاتب الأسطر قبل سنتين معرفته بالنسوية تختلف عن معرفته بها اليوم، مع استحضار أن إدخالات النسوية تسللت في كثير من التطبيقات الفقهية والقانونية بل ودخلت حتى في الأعراف الاجتماعية، فقد يقرر الصالح المسلم أمرا وهو يظن أنه قد قرر الشرع أو انتصر له أو أن الشرع جاء بذلك، أو في أقل الأحوال لا يمنعه ولا يعلم أن هذا مبني على مقدمة نسوية. فمعرفة الحق تتجزأ ومعرفة الباطل كذلك تتجزأ، ولكن من تكررت منه الجزئيات المحرفة الموافقة للنسوية دل ذلك على وجود أصل منحرف كما قال الشاطبي:

"ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة" [الاعتصام 2/712]

وأضرب مثالا هنا بالمسماة "مي" والتي كتب الأخ سؤول فيها سلسلة، فمثل هذه توصف بالتدثر ولاريب.

وأما التساهل في التعميم فهو ما يجري في سياق النقد المجتمعي الذي يكون في بعض الدول، فبعض الإخوة وفقهم الله يطلق أوصافا جائرة وإن كانت موجودة وبكثرة ولكن تعميمها هو الممنوع لأنه من البغي والظلم.

وأشنع من ذلك حصر قابلية الانحراف في الجنس الأنثوي وهذا أشير له إشارة ولا أجعله سمة في جميع الحسابات الذكورية، لكنه يوجد في بعض الكتابات من بعض الحسابات فكلنا رجالا ونساء عندنا قابلية لمجاوزة الحدود إذا تخلينا عما جاءت به الشريعة من قيود " والعصر إن الإنسان لفي خسر" فجنس الإنسان من الأساس الأصل فيه الخسارة إلا من دخل في دائرة الإيمان.

أما كون أن جنس يتأثر بالخطاب العاطفي أكثر من العقلي وهكذا فلا ينازع في ذلك أحد، الكلام على أن القابلية فقط للميل والانحراف والفجور في النساء دون الرجال.

  • عدم التقيد بالضوابط الشرعية في الدعوة والرد:

الرد عل أهل البدع جهاد، قال شيخ الإسلام:فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان " يحيى بن يحيى " يقول: " الذب عن السنة أفضل من الجهاد "[مجموع الفتاوى  4/14]

والراد على النسوية الكافرة وإفسادها مجاهد يُرجى له إن صلحت نيته وطلب رضا الرحمن الأجور العظيمة ولكن لا يجوز استخدام الفاحش من اللفظ إلا في أضيق الظروف التي يتجوز فيها، ولا يجوز التساهل بالصور والمعازف أو إشاعة الفاحشة بقصد التحذير.

وأيضا من الضوابط في الدعوة مراعاة الأفهام ولا أقصد بذلك قطعا تحريف الأحكام ليرضى عنها هؤلاء اللئام معاذ الله، وإنما إيصال الحق بالطريقة التي لا تنفر وفيها رحمة بالخلق وليس مراد الشريعة تنفير الخلق أو جعلهم مرتدين فكثير من الناس واقع تحت هيمنة حالة ليبرونسوية من دون شعور ولو وجدوا توعية وبيانا لعادوا وأنابوا كما قال ابن تيمية:

"فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين ولا إلى الجهاد ولو شككوا لشكوا ولو أمروا بالجهاد لما جاهدوا وليسوا كفارا ولا منافقين بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب ولا عندهم من قوة الحب لله ولرسوله ما يقدمونه على الأهل والمال وهؤلاء إن عرفوا من المحنة وماتوا دخلوا الجنة. وإن ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب وإلا صاروا مرتابين وانتقلوا إلى نوع من النفاق. وكذلك إذا تعين عليهم الجهاد ولم يجاهدوا كانوا من أهل الوعيد ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم عامة أهلها فلما جاءت المحنة والابتلاء نافق من نافق. فلو مات هؤلاء قبل الامتحان لماتوا على الإسلام ودخلوا الجنة ولم يكونوا من المؤمنين حقا الذين ابتلوا فظهر صدقهم" [7/ 278]

  • الكلام في المسائل الشرعية بلا علم:

وهذا للأسف رأيته عند بعض الحسابات حيث يتكلمون في مسائل شرعية بلا علم بل مجرد ذوق مناوئ للنسوية، وحتى في بعض المسائل يكون المرجح عند هذه المتكلم لبعض الأقوال أن القول فيه مضادة للنسوية مع أن الدليل ربما أقوى مع القول الذي تتمترس به النسوية. فالدليل لا يكون باطلا لأنه وافق هو كافر أو مبتدع ما.

هذا ملخص ما لحظته على بعض الحسابات التي تصدى كثير منها لكفريات النسوية وكانوا أهلا لذلك وهي نصيحة حتى يُصحح المسار وتنتظم الجهود ويُقطع الطريق على كل متربص

 

كتبه

حمود بن ثامر