امية النبي محمد صل الله عليه وسلم

هل ما نافية او واصلة في الاية 

وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ

الجواب:
الآية الكريمة ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [العنكبوت:48] نَافِيَةٌ لِفِعْلَيِ القِرَاءَةِ وَالكِتَابَةِ قَبْلَ نُزُولِ الوَحْيِ، وَلَيْسَتْ مَوصُولَةً.

التفصيل:

1. النفي في الآية:

   • نَفْيُ القِرَاءَةِ: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ﴾: أَيْ لَمْ تَكُنْ تَقْرَأُ أَيَّ كِتَابٍ قَبْلَ نُزُولِ القُرْآنِ12.

   • نَفْيُ الكِتَابَةِ: ﴿وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ﴾: لَمْ تَكُنْ تَكْتُبُ بِاليَدِ قَبْلَ الوَحْيِ34.

2. الغَرَضُ مِنَ النَّفْيِ:

   • إِثْبَاتُ إِعْجَازِ القُرْآنِ: تَأْكِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ أو يَكْتُبُ، فَاسْتِحَالَ أَنْ يَكُونَ القُرْآنُ صَنِيعَةَ بَشَرٍ56.

   • رَدُّ شُبْهَةِ المُشْرِكِينَ: لَوْ كَانَ يَقْرَأُ أو يَكْتُبُ لَشَكَّ المُبْطِلُونَ فِي وَحْيَانِيَّةِ القُرْآنِ78.

3. الرَّدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ الوَصْلَ:

   • النَّفْيُ مُسْتَقِلٌّ: لَا عَلَاقَةَ لِلْآيَةِ بِالوَصْلِ بَيْنَ الجُمَلِ، بَلْ هِيَ نَفْيٌ مُطْلَقٌ لِفِعْلَيِ القِرَاءَةِ وَالكِتَابَةِ قَبْلَ البَعْثَةِ24.

   • إِجْمَاعُ المُفَسِّرِينَ: أَنَّ النَّفْيَ يَشْمَلُ كُلَّ مَرَحَلَةٍ قَبْلَ نُزُولِ القُرْآنِ، لَيْسَ مَحْدُودًا بِزَمَنٍ مُعَيَّنٍ36.

الخُلَاصَة:

الآيَةُ نَافِيَةٌ لِقِرَاءَةِ الكُتُبِ وَكِتَابَتِهَا قَبْلَ الوَحْيِ، وَلَيْسَتْ مَوصُولَةً بِمَعْنًى آخَرَ، وَهَذَا مَا أَكَّدَتْهُ تَفَاسِيرُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ68.

===

في الآية الكريمة "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ" (العنكبوت: 48)، تأتي كلمة "ما" هنا كأداة نفي، وليست كاسم موصول.

تحليل "ما" في الآية:

1. ما النافية:

   • في هذه الآية، "ما" تستخدم لنفي الفعل، حيث تنفي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يتلو كتابًا أو يكتب شيئًا بيمينه. هذا الاستخدام يتماشى مع تعريف "ما" النافية، التي تُفيد النفي ولا تؤثر على إعراب الجملة2712.

2. الإعراب:

   • "ما" هنا تُعتبر نافية، ولا محل لها من الإعراب، لأنها لا تؤثر على الفعل الذي يليها. الجملة تعبر عن حالة النبي قبل البعثة، حيث لم يكن يقرأ أو يكتب، مما يعزز مفهوم أميته.

أدلة على أميّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

1. القرآن الكريم:

   • الآية المذكورة تُظهر بوضوح أن النبي لم يكن يتلو كتابًا من قبل، مما يدل على أنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة. هذا يتماشى مع ما ورد في آيات أخرى مثل قوله تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ" (الأعراف: 157) حيث يُشير إلى أميته كصفة مميزة له.

2. تفسير العلماء:

   • العلماء اتفقوا على أن وصف النبي بالأمي يعني أنه لا يقرأ ولا يكتب. كما ورد في تفسير الطبري وغيره من المفسرين أن هذا الوصف يُظهر إعجاز دعوته، حيث جاء بكتاب معجز (القرآن) دون أن يكون له سابق معرفة بالكتابة أو القراءة41417.

3. الشهادات التاريخية:

   • هناك العديد من الشهادات التاريخية التي تؤكد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف القراءة والكتابة، مما يعزز من مصداقية دعوته ويظهر أن ما جاء به هو وحي إلهي وليس من تأليف بشر.

خلاصة:

إذن، "ما" في الآية هي نافية، وتؤكد على أميّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما يعكس إعجاز رسالته.

====