? سلسلة حتى لا تضل البوصلة(١):
?هذه أسئلة وُجّهت إلى شيخ مشهور يُثني عليه كثير من الإسلاميين بل والجهاديين وهذه إجاباته :
?سؤال:ولكن الشعب الفلسطيني يُريد دولة ديمقراطية .. وأنت لماذا تعانده ؟
?جواب الشيخ : وأنا أيضاً أريد دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب ،والسلطة فيها لمن يفوز في الانتخابات❗️
?سؤال : لو فاز الحزب الشيوعي ،فماذا سيكون موقفك ؟
? جواب الشيخ : حتى ولو فاز الحزب الشيوعي فسأحترم رغبة الشعب الفلسطيني❗️
?سؤال : إذا ما تبين من الانتخابات أن الشعب الفلسطيني يريد دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب ، فماذا سيكون موقفك حينئذٍ ؟
?جواب الشيخ : والله نحن شعب له كرامته وله حقوق ،إذا ما أعرب الشعب الفلسطيني عن رفضه للدولة الإسلامية ..فأنا أحترم وأقدس رغبته وإرادته❗️إنتهى
?وسؤالنا اليوم في سياق تصحيح المفاهيم:
?هل من ينتقد هذا القائل؛ لأجل هذا الباطل الصريح؛أو ينتقد مادحه؛أو يُخَطِّئ راثيه ؛هل هو متنطّعٌ أوخارجيٌ أو مِنَ الأشرار❓
?جميع العقلاء الفاهمين #للتوحيد ؛سيجيبون:من ينتقده قطعاً ليس من هؤلاء؛فالواجب تخطئة هذا الشيخ كائناً من كان؛ وبيان مناقضة هذه الأجوبة #للتوحيد ؛والبراءة من هذه الأقوال؛وانتقاد مادح هذا الشيخ؛وتخطئة راثيه؛لأن #التوحيد أعظم من المشايخ والرجال؛وصيانته وحمايته وتنقيته من الشوائب في قلوب المسلمين وعقائدهم وأقوالهم وأعمالهم من أوجب الواجبات ومن أعظم الأعمال.
✅هذه?إجابة صحيحة وبديهية وسليمة100%
?حسناً ؛هل ستختلف هذه الإجابة البديهية؛لو علمنا أنّ صاحب هذه الإجابات هو(أحمد ياسين)مؤسس حركة حماس❓
?عند الموحد الذي يعرف أن #التوحيد_أولا_ودائما
وأن #التوحيد أعظم مصلحة في الوجود؛
لن تختلف الإجابة كائنا من كان قائل ذلك الكلام.
أما المتفلسفون والمرقّعون والمتخبّطون فربما لهم رأي آخر❗️
✍?(ناصح المجاهدين)
________
?ملحوظة:ليس الهدف من هذه السلسلة تكفير شخصيات أفضت إلى ما قدمت؛ولا التحريض على قتال جماعات تنتسب إلى الإسلام وإن خالفناها وضلّلناها؛فوصايانا لإخواننا في عدم صدامها مشهورة؛
وإنّما الهدف إزالة غبش بعض الكتابات وضبابيّتها عن #التوحيد ؛وترميم ما أمست تهدمه وتُصَدِّعه بعض الكتابات الفلسفية في بنيان #التوحيد
? سلسلة حتى لا تضل البوصلة(٢):
?سؤال:هل يجوز للمسلم أن يُقَدِّم على الله ورسوله ﷺ أو على قول الله ورسوله ﷺ قول أحد من الخلق مهما عظم أوشرف❓
?الجواب: الذي لا يجوز أن يختلف عليه اثنان من أهل الإسلام هو?:لا يجوز ولا يحل ولا يصح أن يُساوَى؛فضلا عن أن يُقدّم في الحب أو الولاء أو الأمر أو النهي أو التشريع أحدٌ كائناً من كان على الله ورسولهﷺ لقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
ولأنَّ المساواة فضلا عن التقديم مناقضة لمعنى الشهادتين الذَيْن هُما أعظم أركان دين الإسلام
?فشهادة أن(لاإله إلاالله)تستلزم إفراد الله في الحاكمية والتشريع؛
?وشهادة أن(محمداً رسول الله)كذلك تستلزم تقديم أمر الرسول ﷺ على أوامر الخلق أجمعين.
?قال العلامة ابن القيم عند قوله تعالى(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
?قال عن الصراط?"وحقيقته شيء واحد،وهو طريق الله الذي نَصَبه لعباده موصولاً إليه،ولا طريق إليه سواه،
وهو?إفراده بالعبودية
?وإفراد رسوله بالطاعة،
وهو مضمون شهادة أن لاإله إلاالله وأن محمداً عبده ورسوله"اهـ
?فالشهادتان تضمنت توحيديْن لا بد للمسلم من تحقيقهما
الأول: #توحيد_المُرسِل
والثاني: #توحيد_الرسول
?قال العلامة ابن القيم رحمه الله في الأدب مع رسول الله ﷺ:
" ?فيُوحِّده بالتحكيم والتسليم والإنقياد والإذعان
كما?وَحَّد المُرسِل سبحانه بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل،
?فلا يحاكم إلى غير الرسول ﷺ ولا يرضى بحكم غيره
?ولا يَقِف تنفيذه أمرَه وتصديق خَبَره على عَرْضِهِ على قول شيخه وإمامه وذوي مذهبة وطائفته ومن يُعظّمه فإنْ أذنوا له نفّذه وقَبِل خبَره❗️...
?فلئن يلقى العبد ربه بكل ذنب على الإطلاق ماخلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بهذه الحال ،فكمال التسليم والانقياد له هو أدب الخواص معهﷺ"أهـ مختصرا.
?وقال في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان :
"ولا يُنجي من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول وتحكيمه قي دِقّ الدين وجلّه؛ظاهره وباطنه؛عقائده وأعماله...
فلا يجعله رسولا في شيء دون شيء من أمور الدين؛بل هو رسول في كل شيء تحتاج إليه الأمة في العلم والعمل ?لا يُتلقى إلا عنه ولا يؤخذ إلا منه " أهـ
✅هذه?الإجابة صحيحة 100%
?إذن فما بال كثير من المسلمين فضلاً عن مشايخ وكُتّاب ومنظرين لا يُطبِّقونها بل يجعلونها وراءهم ظِهريّاً؛
?نُكلِّمهم في #التوحيد وأصول الدين ودعائمه العظام وأركانه الراسخة وأموره الواضحة؛التي تدل عليها جميع أدلة القران والسنة؛فلا يلتفتون حتى ينظروا هل يأذن الشيخ الفلاني باتباعها أم لا❗️
?ونقول لهم #التوحيد الذي هو أعظم المصالح على الإطلاق يقول بوجوب البراءة من كل دين ومذهب ومنهج وحكم غير حكم الله؛فالله يقول: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
فيقولون:ولكنّ الشيخ الفلاني قد قال كذا❗️والعالم العلاني المبرّز النحرير قد قال كذا❗️
والقائد الفلاني المجاهد الثابت الصامد قد قال كذا❗️
والأمام الفلاني الشهيد قد قال كذا❗️
أيها المسلمون إنّ أبا بكر وعمر خير هذه الأمة كلّها بعد نبيها ﷺ ومع ذلك فإن ابن عَبَّاس لما عارض البعض فتواه في التمتع في الحج فقالوا: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنْ الْمُتْعَةِ❗️
?فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: أرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ، أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ وَيَقُولُ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ❗️
ويقول الله تعالى:(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبـَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
قال الإمام أحمد رحمه الله :"أتدري ما الفتنة ،الفتنة الشرك لعله إذا ردّ بعض قوله ﷺ أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك " .
ويقول الإمام أحمد أيضا:"عجبت من قوم عرفوا الإسناد وصِحّته يذهبون إلى رأي سفيان "
وسفيان هو الثوري الإمام الجليل؛يذم الإمام أحمد الذين يذهبون إلى رأيه ،ويتركون العمل بالحديث الذي عرفوا إسناده وعرفوا صحته❗️
وقال تعالى:(فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين )
فلما زاغوا :أي أعرضوا عن الحق وحادوا عنه ولم يقبلوه ؛أزاغ الله قلوبهم ،بمعنى أن الله صرفها عن قبول الحق فلا تقبل الحق بعد ذلك .
نسأل الله العافية والسلامة.
✍?(ناصح المجاهدين)
—————
? قد يعجب بعض إخواننا المتقدمين من تطرقنا لهذه البديهيات؛فقد كانت هذه السلسلة على غير هذا الترتيب
لكني لما طالعتُ بعض ردود الأفعال والكتابات على الحلقة الأولى منها؛قرّرت أن أُهَدّئ السرعة قليلاً؛لأمَكّن البعض من اللحاق بالقافلة؛فأجريت على ترتيبها بعض التعديل وأدخلت هذه الحلقة الضرورية لبعض من اختلت عندهم البوصلة.
والله الموفق
? سلسلة حتى لا تضل البوصلة(٣):
? سؤال:-هل يجوز لمسلم أن يقبل غير الله حَكَماً ومُشَرّعاً⁉️
- وهل يجوز لمسلم أن يقبل تحليلاً أو تحريماً أو تشريعاً من غير كتاب الله وسنّة نبيه ﷺ⁉️
- وهل يجوز لمسلم أن يقبل شَرْعاً غير شرع الله أو ديناً غير دين الله؛أو يُظهر تأييده والموافقة عليه؛وهو يعلم ما فيه من كفر وشرك وباطل⁉️
- وهل يجوز لمسلم أن يختار غير كتاب الله ليصير له قانوناً مُلزماً وحَكَماً فَصْلا⁉️
?الجواب:الذي ينبغي أن لا يخالف فيه مسلم هو؛قطعاً لا يجوز أن يبتغي المسلم غير الله مُشَرِّعا ولا يجوز أن يختار غير كتاب الله وسنة نبيه ﷺ شرعاً وحُكْما.
فالبراءة من كل شرعٍ غير شرع الله من أهم معاني"لا إِلَهَ إِلاّ الله"
ومن أهم معاني "شهادة أن محمداً رسول الله" تحكيم الرسول ﷺ في القليل والكثير؛ويكون ذلك في زماننا بتحكيم دينه وسنته وأمره ونهيه،قال تَعَالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ}، وهذا قَسَمٌ من الله تَعَالى بنفسه العظيمة الجليلة {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}
ولا يكفي تحكيم شريعة الله تَعَالى التي أُرسل بها محمدﷺ؛لا يكفي ذلك وحده وحسب لِصحّة إسلام المرء وإيمانه،بل لابد من انشراح الصدر لأحكامها والرضى بها؛ والانقياد والتسليم لها، قال تَعَالى في آخر الآية السابقة:{ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
?وهذا يلزم منه أن يجدوا حَرَجاً عظيماً في أنفسهم من كل مُشَرّع ومعبود غير الله تَعَالى،ومن كل شريعة غير دين الله تَعَالى،ومن كل حُكْم غير حُكم الله تعالى، وأنْ لا يرضوا بحُكم غيره؛ أو يُقدّموه أو يُوقّروه،أو يقبلوه؛وأشنع من ذلك أن يسعوا إليه ويطلبوه❗️
بل الواجب عليهم أن يُؤخّروه ويُسفّهوه ويَكْفُرُوا به ويتبرّءوا منه، كما كان النبي ﷺ يصنع مع أصنام قومه وطواغيتهم؛فالأصنام المعبودة من دون الله قد تكون أحجاراً؛وقد تكون مناهج وقوانين وتشريعات ومُشرّعين❗️
قال ابن القيم:(ومن حاكم خصمه إلى غير الله ورسوله فقد حاكم إلى الطاغوت ؛وقد أُمِر أن يكفر به.
ولا يكفر العبد بالطاغوت حتى يجعل الحكم لله وحده)اهـ
ويقول الإمام محمد بن عبد الوهاب، مُعلقاً على ما رواه مسلم عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن النبي ﷺ قال: (مَنْ قَالَ "لا إِلَهَ إِلاّ الله" وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ)، قال: (وهذا من أعظم ما يبين معنى "لا إِلَهَ إِلاّ الله"، فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للمال والدم، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لايدعو إلاّ الله وحده؛حتى يُضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله. فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه)اهـ.
?والكفر الواجب بما يعبد من دون الله؛يشمل الأصنام والطواغيت الحجرية وكذلك الطواغيت القانونية والتشريعية والدستورية التي تُضاد الشريعة وتُناقضها
?فالطاعة في التحليل والتحريم والتشريع من أقسام العبادة، التي لا يجوز صرفها لغير الله تَعَالى وإلا كان الإنسان مشركاً؛
?فمن أطاع غير الله تَعَالى في ذلك، أو أظهر الرضى بحكم غيره وتشريعه وقانونه، وتابعه مختاراً على ذلك؛فقد أشرك واتخذ ذلك المتبوع ربّاً، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21].
وجاء في "كتاب التوحيد" للشيخ محمد بن عبد الوهاب قوله: (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله،أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله)
وذكر فيه حديث عدي بن حاتم في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}
وقال تَعَالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121].
روى الحاكم وغيره بسند صحيح عن ابن عباس؛ أن أناساً كانوا يجادلون المسلمين في مسألة الذبح وتحريم الميتة فيقولون: تَأْكُلُونَ مَا قَتَلْتُمْ وَلاَ تَأْكُلُونَ ممَّا قَتَلَ اللهُ؟! يعنون: الميتة، فقال تَعَالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}.
?وانظر كيف أَكّد سبحانه وتعالى الحكم عليهم بأنهم مشركون بإنّ المؤكدة؛مع أنهم قالوا:(نعم)فقط لقضيّة تشريعية واحدة❗️فكيف بمن قال(نعم)لشرعٍ طاغوتيّ
مُتشعِّبٍ في كل جوانب الدين والدنيا❗️لا شك أن هذا مما تقشعر منه أبدان الموحدين؛والواجب أن يشتد النكير عليه والتحذير منه؛حفاظا على جناب #التوحيد الذي هو أعظم ما عند أهل الإسلام.
?وقد وصف الشنقيطي في تفسيره هذه الآية بأنها:(فتوى سماوية من الخالق جل وعلا صَرّح فيها بأن مُتَّبع تشريع الشيطان المخالف لتشريع الرحمن مشرك بالله)اهـ.
?ويقول تعالى: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: 26].
يقول العلامة الشنقيطي: (إنّ متّبعي أحكام المشرّعين غير ما شرعه الله أنّهم مشركون با
لله)، ثم سرد الآيات المبيّنة لذلك،إلى أن قال: (وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور؛أنّ الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه، مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم،إنّه لا يشك في كفرهم وشركهم إلاّ من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم) اهـ.
وقال في موضع آخر:(فالإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته، وفي قراءة ابن عامر من السبعة: {ولا تُشركْ في حُكمه أحداً}، بصيغة النهي).
ويقول: (لمّا كان التشريع وجميع الأحكام - شرعية كانت أو كونية قدرية - من خصائص الربوبية، كان كل من اتبع غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرع رباً،وأشركه مع الله) اهـ.
✅هذه?الإجابة صحيحة 100% ومُوثّقة بالأدلة الشرعية التي لايجوز لمسلم بعدها أن يتبع إجابة عكسها ولو جاءت من أعلم أهل الأرض؛
ولذلك فإن ما صَدَر عن مشاهير المشايخ مما يُناقض هذا ويُعارضه باطل صريح ينبغي أن لا يُتابعوا عليه؛ابتداء من فتوى الشيخ الطريفي فك الله أسره أو الشيخ البراك أوالمحدث عبد الله السعد أوالشيخ محمد عبد المقصود أو محمد حسين يعقوب أو غيرهم من المشاهير الذين دعوا الناس للتصويت بنعم لدستورٍ شِركيّ مضادٍ لشرع الله؛يُقِرّون هم أنفسهم بأنه كفر بواح وشرك صراح❗️ولذلك لا نحتاج لإيراد أمثلة من كفره بواح.
وقد قال جل ذكره: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}
?فالله سبحانه قد بعث جميع رسله ليقولوا للناس بكل وضوح:(اجتنبوا الطاغوت)
فلا يَحلّ لمسلم أن يُعارِض أو يُبدّل قول الله المُحْكم:(اجتنبوا الطاغوت) بقول: نعم للطاغوت❗️
ومن طَلَبَ من المسلمين أن يُصَوّتوا:بنعم للدستور؛فهو لم يَدْعُهم إلى أهمّ وأعظم وأوجب ما دعا إليه رسل الله؛ولم يطلب منهم أنْ يجتنبوا الطاغوت بل عكس وبَدّل قولا غير الذي قِيل له بطلبه منهم أن يتابعوا الطاغوت ويقولوا له:(نعم)❗️
هذه هي الحقيقة المُرَّة مهما كانت تبريرات أولئك المشايخ واستصلاحاتهم وترجيحاتهم❗️
فقد تَقرّر عند أهل الإسلام أنه لا مصلحة في الوجود أعظم من تحقيق #التوحيد ؛وأن أعظم المفاسد هو الإيمان بالطاغوت؛ولا يختلف عالمان بأن التحاكم إلى الطاغوت والقبول به حَكَما إيمانٌ به
قال تعالى(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا)
فتحقيق #التوحيد والبراءة من الشرك والتنديد هي أعظم المصالح التي دعا إليها الرسل على الإطلاق ونزلت بها الكتب كلها؛فلا يجوز أن تُقَدّم عليها أي مصلحة
يقول الشاطبي في"الموافقات" : (فمصلحة الدّين مقدمة على أي مصلحة،وضرورة الدّين أرجح من كل ضرورة، ولذلك لا قيمة لحظّ الإنسان أمام أحكام الشريعة)اهـ
ومن ثم فقد أخطأ من قَدّم أي مصلحة مدّعاة على مصلحة #التوحيد والدين؛ويؤكد خطأه مآل فتواه؛فأين هو هذا الدستور❗️ وأين رئيسه اليوم❗️وأين هي تلك المصالح التي دَفع أولئك المشايخ من أجلها الأمة لقول(نعم)للدستور(الطاغوت)❗️كلها ذهبت هباء منثورا؛أو كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا❗️ولو أنهم دعوا الناس إلى البراءة من كل طاغوت ودستور لأصابوا دعوة الرسل ولما ندموا.
فذلك المآل الخاسر يُؤكّد خطأ فتواهم وبُطلان حساباتهم وترجيحاتهم واستصلاحاتهم في هذا الباب؛?وأنّ الواجب المتحتّم عليهم كان ولازال أنْ يدعوا الناس إلى تحقيق #التوحيد والبراءة من الشرك والتنديد؛وهذه هي أعظم المصالح والضروريات على الإطلاق؛والتي لا ينبغي لورثة الأنبياء أنْ يهدروها أو يُهملوها أو يُقدِّموا عليها أيّ مصلحة❗️
?والواجب المُتحتّم على كل مسلم كان ولا زال أنْ لا يتابعهم هم أو من هو أعلم منهم على ما فيه نَقْض #للتوحيد وعَكْس لدعوة الأنبياء والمرسلين❗️
?يقول ابن القيم في "المدارج": (أفيظنّ المُعرض عن كتاب ربّه وسنّة رسوله أن ينجو من ربه بآراء الرجال)اهـ
✍?(ناصح المجاهدين)
____
?تنبيه: ليتحمّلنا إخواننا الذين ملّلناهم بتكرار أمثال هذا التنبيه؛ فهو للكذابين الذين لا زالوا يفترون بوقاحة:
?فليس المراد في هذه السلسلة تكفير الناس الذين خطأناهم بهذا التصويت؛ولا تكفير المشايخ الذين خالفناهم في مسائل وإن رأوها هم اجتهادية؛ولكننا نجزم بأنه لا اجتهاد في مورد النصوص المتواترة في جميع الكتب السماوية؛وإجماع الرسل والأمم الموحدة من لدن آدم حتى زماننا على وجوب اجتناب الطاغوت عبادة وولاء ونصرة ومتابعة وتحاكما وتحكيما.
? سلسلة حتى لا تضل البوصلة(٤):
?سؤال:هل كلّ من حمل السلاح وقاتل؛يُعتبر مجاهداً في سبيل الله⁉️
وهل كلّ من صَنّف قضية القدس وفلسطين كقضية إسلامية يُحَبّ ويوالى ولو ناقض عرى التوحيد الوثقى⁉️
?جواب:قطعاً ليس كل من حمل السلاح وقاتل فهو مجاهد في سبيل الله؛ففي غزوة العسرة(تبوك)خرج منافقون بعضهم كَفَّره الله لاستهزائه بالله وآياته ورسوله ﷺ؛ وبعضهم تآمر في طريق العودة لقتل الرسول ﷺ وهؤلاء جميعا خرجوا في غزوة من أعظم غزوات الرسول ﷺ تخلّف عنها ثلاثة من خيار صحابة النبي ﷺ وقصتهم في براءة معروفة.
وهذا أمرٌ المفروض أنّه من المسلّمات والبديهيات عند أهل الإسلام بل وعند جميع العقلاء.
?فهم يعرفون أنّ أنصار الطواغيت يحملون سلاحاً ويُقاتلون؛في سبيل الطاغوت وبعضهم يُصلّي ويُربّي لحيته❗️
?وأنصارُ الديمقراطية والدولة العلمانية كذلك يحملون سلاحاً ويُقاتلون لإقامة دولتهم الكفرية وبعضهم يُصلي ويعمل أعمالا ظاهرها الصلاح❗️
?وعملاء الأمريكان في كل مكان يحملون سلاحاً ويقاتلون لأجل الدولار وبعضهم يُصلي ويحمل لحى❗️
ولا غرابة في ذلك فهذا أمر ذكره الله في محكم تنزيله فقال:(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ)
?وكذلك ليس كلّ من تَكَلّم عن إسلامية المعركة؛أو صَبَغ قضية من قضايا الأمة؛كقضية فلسطين بصبغة إسلامية محبوب في ميزان #التوحيد ويوالى❗️
?فالروافض وفي مقدمتهم إيران وحزبالة يجعلون قضية فلسطين قضية دينية إسلامية؛ومع ذلك فلا يجوز أن يُحبّوا أو يُوالَوا أو يُمدحوا ويُغرّ بهم الناس❓
?وكذلك تفعل الفصائل الفلسطينية الموالية لإيران وحزبالة في فلسطين؛فقضيّة فلسطين عندهم قضية إسلامية كما يزعمون ويُصَرِّحون؛بل ويُقَدّمون لها عشرات بل مئات القتلى❗️
?وكذلك تفعل كثير من الأنظمة المسماة إسلامية زوراً❗️وكذلك يفعل علماء السلاطين❗️
وكذلك يفعل كثير من المشايخ والمشاهير❗️في جعل فلسطين والقدس قضية إسلامية❗️
?فالأصباغ والقشور الإسلامية التي يستعملها هؤلاء ليست كافية وحدها لتُصنّفهم كأولياء للمسلم يُحَبّون ويُوالون؛دون أن يخلعوا موالاتهم لأنظمة الكفر ويجتنبوا ما يرتكبونه أو يدعون إليه من نواقض الإسلام❗️
فالولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان؛وهما مرتبطان #بالتوحيد ومن أهم لوازمه.
✅هذه?الإجابة صحيحة100% ولا يعكّر عليها أو يُشوشها ويغبشها مخالفة عالمٍ لها أومعارضة داعية لها مهما علا كعبه ورسخ قدمه في العلم والفقه والشهرة❗️
?فالقاعدة الراسخة والجليلة في موضوع القتال والجهاد بيّنها لنا الله تعالى حين قَسَّم المقاتلين إلى قِسمين فقال:(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ)
وقعَّدَها لنا رسولنا الكريم ﷺ حين أعلن بأنّ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو المجاهد في سبيل الله.
وكلمة الله هي(لا إله إلا الله) #التوحيد
فمن قاتل وجاهد ودعا وكتب وخَطَب ليُحَقق #توحيد الله في كل أبوابه ومن ذلك تجريد وتفريد باب الحكم والتشريع لله وحده فهو المجاهد في سبيل الله؛وهو وأمثاله من يستحقون بأن يُحبُّوا ويُوالوا ويُوصفوا بأنصار الشريعة و#التوحيد
?وهذا لا يُعَكّر على دعوة الأمة عموماً للجهاد في سبيل الله أو دفع الصائل عن أنفسهم وحريمهم وأموالهم؛ومن ذا الذي يمنعهم من ذلك مهما كانت نيتهم❗️فهذا شيء؛ وخلط المصطلحات الشرعية وتمييع فرقان #التوحيد شيء آخر .
?ولكي تستوعب تدقيقنا وتشديدنا في هذه الأبواب تأمل إلى دِقة القرآن وفرقانه حين فَرَّق في المسميات بين خصوصية الجهاد في سبيل الله وتقديمها وتقديم الدعوة إليها؛وبين عموم دعوة الناس إلى دفع الصائل؛حيث قال تعالى:(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا)
فالقرآن يعلمنا أن ندعوا الأمة كلها لتصحح بوصلتها لتجعل جهادها وقتالها(في سبيل الله)أي لغاية تحقيق #التوحيد وتحكيم الشريعة؛فمن لم تَرْتَقِ نفسه إلى هذا المستوى؛لا يُمْنع من القتال لدفع الصائل تحت أي نية(أو ادفعوا)
?ننبه على هذا في خاتمة كلامنا هذا لنغلق الباب على المفترين الذين ميعوا الجهاد ودعوا إلى تحلله من ضوابط المنهج الحق الذي يربطه #بالتوحيد؛ وذلك برميهم بالمثالية أو الطوباوية كل من ناصح المجاهدين ودعا إلى تصحيح منهج فصائلهم وضبط بوصلتهم وتنقية رايتهم وتوضيح غايتهم بجعل تحكيم الشريعة ثمرة هذا الجهاد والقتال ودعا للحفاظ عليها.
فهذا ليس مستحيلا ولا مثالية بل هي الوسطية التي نبه عليها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله : «الطريقة الوسطى التي هي دين الإسلام المحض جهاد من يستحق الجهاد، كهؤلاء القوم المسؤول عنهم مع كل أمير وطائفة هي أولى بالإسلام منهم،?إذا لم يمكن جهادهم إلا كذلك، واجتناب إعانة الطائفة التي يغزو معها على شيء من معاصي الله بل يطيعهم في طاعة الله ولا يطيعهم في معصية الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وهذه طريقة خيار هذه
الأمة قديماً وحديثاً، وهي واجبة على كل مكلف، وهي متوسطة بين طريق الحرورية وأمثالهم ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم، وبين طريقة المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقاً وإن لم يكونوا أبراراً»
✍?(ناصح المجاهدين)
? سلسلة حتى لا تضل البوصلة(٥)
? سؤال:-هل يجوز محبّة الكفار ومودّتهم أو موالاتهم إنْ كانوا لا يُحاربون المسلمين⁉️
-وما هو الميزان الدقيق الذي نَزِن به في مثل هذه الأمور⁉️
?الجواب: لا يجوز مَحبّة الكفار ماداموا على كفرهم أو شركهم؛ بل تجب البراءة منهم ومن شركهم؛ويجب بغضهم وبغض كفرهم في القلب على أقلّ تقدير لمن أراد أنْ يُحقق #التوحيد الذي هو حقّ الله على العبيد؛أمّا من شاء أن يكون من الطائفة الظاهرة القائمة بأمر الله فلا بُدّ له من إظهار ذلك وإبدائه.
فالبراءة من جميع الكفار والمشركين والبراءة من شركهم؛ وبغضهم يتضمنّها شِقّ التخْلية أو النفي الذي هو نِصْف شهادة #التوحيد(لا إله إلا الله)
ولذلك كانت أوثق عرى الإيمان و#التوحيد: المولاة في الله والمعاداة في الله؛والحب في الله والبغض في الله؛وهي موزعة على شقي النفي والإثبات في كلمة #التوحيد.
وتعرية الإيمان و#التوحيد وقصقصة جناحيه من هذه العرى الوثقى؛تَحْرِم المسلم من الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان؛ وتجعله لا يُفرّق في التعامل بين الكافر والمسلم؛ويَتدرّج به الشيطان حتى يَصل إلى التسوية بين المسلمين والمجرمين في المحبة والموالاة والحقوق والواجبات❗️
وانظروا إلى ما آلت إليه أحوال من يَسعى إلى تمييع بُغْض المسلم للكفار وإلغائه من قلوب المسلمين؛كيف يجلس وينام في أحضان الطواغيت ويُثني عليهم ويُرقّع لهم ولأنظمتهم❗️وكيف اختلّ عنده ميزان #التوحيد فأمسى يُخَطِّئ من يَتمسّك بلوازم #التوحيد وعُراه الوثقى؛ويُجوّز مودّة الكفار❗️بل ونصرة جيوشهم وتكثير سوادها؛وليس هذا وقفاً على جيوش طواغيت العرب؛بل بَلَغ به الأمر إلى تجويزه المشاركة بجيوش الصليبيين❗️
وسوء هذا المُنقلب والمآل؛يُستدل به على فساد التقعيد والتأصيل والحال❗️
وهؤلاء لو فَقِهوا ملّة إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ما رَغِبوا عن عُراها الوثقى ولا مَيّعوها؛وقد قال تعالى:(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)
فمهما وُصِفَ الراغب عن ملّة إبراهيم بالحكمة والفقه والعلم والفهم ونال الشهادات والألقاب؛فلا يُغني ذلك عنه شيئا؛وقد حَكَمَ الله عليه بأنّه قد سَفِهَ نفسه❗️
?يقول الله تعالى آمرا لنا أن نتأسى بملة إبراهيم:(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه)
?فملة إبراهيم قد أوجبت البراءة من الكفار ومعبوداتهم؛وجَعَلت العداوة والبغض في الله المنافي للمحبة والمودة مَمدوداً مُستمرّا بيننا وبين عموم القوم الكافرين ?حتى يُؤمنوا بالله #وحده؛أي حتى يُحقّقوا #التوحيد ويبرأوا من الشرك والتنديد؛وهذه البراءة والبغضاء قد خاطب وواجه بها إبراهيمُ والذين معه قومَهم وأقربَ الناس إليهم.
?وقد جعل الله #التوحيد لنا ميزاناً دقيقاً نَزِنُ به الأشخاص والجماعات؛فبمقدار تحقيق الإنسان #للتوحيد يَقْرُب إلينا ويُحبّ في الله؛وكُلّما ابتعد عن #التوحيد ابتعد عنا؛وحين ترانا نُقَدّم شخصاً حليقاً على شخصٍ ملتحي؛ فاعلم أنّ الذي قَدّمه تحقيق الحليق #للتوحيد وتفريط الملتحي به❗️
وعندما نَترحّم على مبتدع ولا نفعل مع آخر؛فاعلم أن بدعة الأول لم تناقض #التوحيد؛وبدعة الثاني قد ناقضته❗️
فهذا هو ميزاننا الدقيق:#التوحيد؛تَحِلّ به عُقَد ما استشكل عليك من كلامنا؛ولن تجد فيه إن شاء الله تناقضاً مادمتَ تربطه #بالتوحيد وتعرضه عليه.
?وميزاننا هذا أخذناه من أعظم عُرى الإسلام التي فيها نُحِب ونُبغض؛وعليها نُعادي ونُوالي ؛ومِنْ أجلها نَمْنَع ونُعطي؛ونَرفَع ونَخفض.
وفي الحديث الذي يرويه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ﷺ : (يُصَاح برجلٍ من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق. فيُنشر له تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مَدّ البصر.
ثم يقول الله عز وجل: هل تُنكر من هذا شيئاً؟
فيقول:لا يا رب،
فيقول:أظَلَمَك كتَبتي الحافظون؟
فيقول: لا يا رب.
فيقول:أفَلَك عُذر؟
فيقول: لا يا رب.
فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة؛فإنه لا ظُلْم عليك اليوم؛فتُخرج له بطاقة فيها:(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله)
قال، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟
فيقول: إنك لا تُظلم.
فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة. فطاشت السجلات،?وثقلت البطاقة).
فهكذا ميزاننا أهل #التوحيد وأنصاره؛ وبهذا نَزِن الأقوال والأعمال؛وأنواع القتال وبه نَزِن الكتابات والكُتّاب؛والعلماء والجماعات؛ والفصائل والناس أجمعين.. فلا نُقَدِّم على تحقيق كلمة #التوحيد واجتناب الشرك والتنديد شيئاً من الأشياء..
فمَنْ حَقَّق ذلك وقام به؛نال الزلفى عندنا، وله العذر كما هي طريقة أهل السنة فيما أخطأ فيه أو تأوّله فيما هو دون ذلك، ولا
يمنع هذا من بيان أخطائه أو التنبيه على زلاته؛ نُصحاً لله ولدينه وللمسلمين.
ومَنْ ثَلّمَ هذا الأصل الأصيل أو مَيَّع شيئاً من عُراه الوثقى؛ابتعد عَنّا بقدر ما مَيّع منها؛ومَنْ هَدَمها فهو المُبْعد عندنا المؤخَّر؛وإن عَظّمه الناس وقَدّموه، ولا يمنعنا من التحذير من ضلاله وبيان خطله وزيغانه؛ تَعدّد ألقابه أو عِظَم عمائمه وشهاداتة؛أو مَحبّة الناس له وثناؤهم عليه❗️
هذا هو ميزاننا العادل الُمنزل من عند الله؛ وليس ما سواه من الموازين وإن عَظّمها وقدّمها وضخّمها مَنْ ضخّمها!!
وإن شئت أن تعرف عِظَم شأن هذا الميزان؛ فتأمل منهاجنا الذي هو ثمرة ميزاننا.. ثم تأمل مناهجهم فإنها ثمرة موازينهم.
فإذا عرفت الحق بأدلّته؛وأنَارَ الله به بصيرتَك؛فالزمه ولا تُعَكِّره بكلام مُتفلسفٍ؛أو تُقدم عليه كلاماً عاطفياً؛أو تُهْمِله تَضرّرا بالمخالفين ؛فتَزلّ وتَشقى.
✍?(ناصح المجاهدين)
? سلسلة حتى لا تضل البوصلة(٦)
? سؤال: ما هو الدليل الشرعي الذي تقوم به الحجة على العباد⁉️
?الجواب:الدليل الشرعي المُعتَبر مُنحصر في كلام الله تعالى؛ورسولُه ﷺ مُبلِّغ عنه
قال الله تعالى لنبيه ﷺ :(قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ)
فالحجة الشرعية والبرهان والدليل الذي يجب أن يَخضع له المسلم هو ما جاءه عمّن خَلَقَه (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
فالذي خلقه هو الذي يأمره وينهاه؛وكل دليل من الأدلة الشرعية المعتبرة عند الأصوليين فإنما اعتبروه لاستناده واعتماده على قول الله سبحانه وتعالى في القرآن وما بلّغه عنه رسوله ﷺ في سنته الثابتة.
وهذا مقتضى #التوحيد الذي يُفرد الله تعالى في الحكم والتشريع؛
ولا يجوز أن يُعارَض كلام الله تعالى وكلام رسوله ﷺ بقول أو فعل أحدٍ من الخلق كائناً من كان؛ومَن عارض كلام الله بكلام غيره أو فعله فقد نقص من توحيده وإيمانه بقدر معارضته أو تقديمه فمستقل ومستكثر❗️
قال الله تعال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
وقال تعالى:(فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
✅ هذه?الإجابة صحيحة 100% ويجب أن تكون من البديهيات عند عموم المسلمين فضلا عن الدعاة والعلماء والمجاهدين.
ولا يُعَكّر على صحة هذه الإجابة مناقضة بعض الناس لها بتقديم أقوال مشايخهم على النص القرآني الصريح أو الحديث النبوي الصحيح❗️
فهذا من الجهل الذي عم بين عوام المسلمين بل وخواصهم❗️
ولا تكون المحاجّة والاستدلال بقول البشر أو مواقفهم مهما عظموا ؛فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي ﷺ.
ومن استدل بقول أو فعل أو موقف للمشايخ أو المشاهير ليبطل به ما دلّ عليه القرآن والسنة؛فقد نَهَجَ بذلك طريقة الضُلّال من أهل الجهالية الأولى❗️
أخرج عبد بن حميد في مسنده عَنْ جابر بن عبد الله قَالَ : اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا ، فَقَالُوا : انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكِهَانَةِ وَالشِّعْرِ ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا ، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا ، وَعَابَ دِينَنَا ، فَلْيُكَلِّمْهُ ، وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، فَقَالُوا : أَنْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ ، فَأَتَاهُ عُتْبَةَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ ﷺ، فَقَالَ : فَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلاءِ خَيرٌ مِنْكَ ، فَقَدْ عَبَدُوا الآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعَمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، فَتَكَلَّمَ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ❗️..)اهـ
فتأمل أيها الموحد إلى قول عتبة هذا لتعرف سَلَفَ كل معترض على #التوحيد أو مميّع لعراه الوثقى ومُعَكِّر لها بمعارضتها بأقوال ومواقف بعض المشاهير❗️
فسلف هؤلاء في طريقة الاستدلال الفاسدة هذه؛وقدوتهم هم رؤوس الجاهلية الذين كانوا يصدون عن #التوحيد ويجادلون عن التنديد بمثل هذه الإستدلالات الباطلة؛فلا تتضرر بشغب من شابههم في ذلك؛ولا تترك الحق لباطل قولهم وسخف استدلالهم؛كما لم يتضرّر نبيك ﷺ بشغب الجاهليين وباطل استدلالهم؛حين عارضوا #التوحيد الذي دعاهم إليه بمخالفة جده عبد المطلب ومخالفة أبيه عبد الله له❗️
وتمسك بالحق الذي دل عليه الدليل ولا تغتر بكثرة المخالفين وألقابهم وشهرتهم
فالحق لا يُعرف بالرجال؛ إنما يعرف الرجال بالحق
✍?(ناصح المجاهدين)
? سلسلة حتى لا تضل البوصلة(٧)
? سؤال:-هل تجوز مَحَبّة من يدعو إلى الشرك الصراح أو يُجادل عن الكفر البواح ؛أو يُروّج للديمقراطية وحاكمية الجماهير ؛أو يدعو إلى التحاكم إلى الطواغيت أو يسوغ الحكم بغير ما أنزل الله أو يسهله ويجادل عنه❗️
?الجواب: محبة المسلمين وموالاتهم من لوازم شق الإثبات في كلمة #التوحيد(لا إله إلا الله)
فكما أن شق النفي في هذه الكلمة العظيمة يستلزم البراءة من الشرك وأهله وبغضهم؛فشق الإثبات يستلزم تحقيق #التوحيد وموالاة أهله ومحبتهم بقدر ما عندهم من الإيمان و#التوحيد؛
ولا يَخرج المسلم من دائرة الموالاة والأخوة الإيمانية وتحرم محبته إلا بنقضه #للتوحيد وسقوطه في مهاوي الشرك والتنديد؛فإن صار داعية للشرك صار بغضه أعظم ؛وحُرمة موالاته والمنع من محبته أشد❗️
-قال الله تعالى:(لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)
فنفى الله الإيمان عمن يوادّ من حادّ الله ورسوله ﷺ ؛وحقيقة المحادّة أن يصطف في الحدّ الذي يرفض #التوحيد والشريعة؛
ونفي الإيمان وعيد لا يَصدر إلا في حق من ناقض أصل الإيمان أو خالف شيئاً من واجباته.
-وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ..)
وهذا نهي من الله عن مَوَدّة كل من عادى الله أو عادى المسلمين؛وانحاز لعُدْوة الطواغيت وأعداء الدين.
-وقال تعالى:(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)
فملة إبراهيم التي أمرنا الله أن نتأسى بها؛تقتضي بُغض الكفار أبداً حتى يُحقّقوا #التوحيد؛ومن أحبّ من ناقضوا #التوحيد أو من دعوا إلى نقضه وتَرَك بغضهم؛ لم يتأسّ بملة إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
-وقال تعالى:(فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)
ولا يكمل توحيد المسلم حتى يُحب من يُحبهم الله ويبغض من يبغضهم الله؛فالحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعادة في الله من أوثق عرى الأيمان.
?ويجب أن تزداد محبتنا للمسلم كلما زادت طاعاته وإيمانه وتوحيده
وتنقص محبتنا له كلما زادت معاصيه ونقص إيمانه وتوحيده.
فإن ناقض #التوحيد وخرج منه إلى الشرك والتنديد لم تجز محبته ولا موالاته.
✅ هذا ?الجواب صحيح 100% ولا تُعَكّر عليه المحبة الطبعية والفطرية التي تكون من الوالد لولده أو محبة الشهوة والغريزة التي تكون من الزوج لزوجته.
كما لا يُغيّر هذا الجواب؛ أو تجوز محبة أعداء #التوحيد ضرورة دفع الصائل؛ فإن دفع الصائل عن الدين أعظم؛وذلك يقتضي بغض وعداوة من نقض #التوحيد أو دعا للتنديد❗️
?ولا ينبغي الخلط بين حرمة محبة الكفار؛ومخالفتها #للتوحيد؛وبين مشروعية محبة الخير للكفار أو محبة هدايتهم؛فهذا شيء وذاك شيء آخر.
?وإدخال مَحبّة علماء السلاطين؛ ومَحبّة من ناقض التوحيد وجادل عن الطواغيت؛ومحبّة من دعا إلى التحاكم إليهم أوتبنّى منهج الديمقراطية ودعا إليه؛
إدخال هذا الباطل كله ومحبة أمثاله هؤلاء؛ تحت عنوان(محبة المسلمين)تلبيس وضلال مبين؛نسأل الله تعالى أن ينقي صفوف المسلمين والدعاة والمجاهدين منه.
✍?(ناصح المجاهدين)