JustPaste.it

التوحيد العميق في الفكر الهندوسي

رسلان عامر

 

 file1.jpeg

 

 

 

   الهندوسية (Hinduism) هي الديانة الأكثر انتشارا في شبه القارة الهندية، و هي مجموعة كبيرة من المعتقدات و التقاليد الدينية التي تعود جذورها إلى أواسط الألف الثانية قبل الميلاد، و ما تزال مستمرة حتى اليوم و لها من الأتباع أكثر من 900 مليون.

  و هي ديانة لا يعرف لها مؤسس محدد، و قد تطورت على مدى عصور طويلة عن ديانة سابقة، ما قبل تاريخية، يطلق عليها المؤرخون و علماء الأديان تسمية "الفيدية" (Vedism)، نسبة إلى كتب الفيدا ([1]) الدينية التي ظهرت في زمانها، و هي أقدم الكتب الدينية المعروفة في العالم.

   ثم مرت الهندوسية بمرحلة وسيطة هي المرحلة البراهمانية (Brahmanism)، و هي مرحلة تبدأ تقريبا في القرن التاسع قبل الميلاد، و اشتهرت بكهنتها السحرة الذين كان يـُطلق على الواحد منهم تسمية "برا همان" (Bráhman) أو "براهمين" (Brahmin)، و اقتصرت خدمتهم الدينية  بشكل أساسي على تقديم القرابين و ممارسة السحر، و كانوا يحظون بالمكانة العليا في المجتمع، و يعتبرون طبقته (casta) الأعلى، و يليهم طبقة الأمراء و الفرسان (Kshatriya)، و تليها طبقة الفلاحين و مربي المواشي (Vaishyas)، ثم طبقة العمال و الحرفيين (Shudra)، و أخيرا طبقة المنبوذين (Paria) المعدومة  المكانة و الدور الاجتماعي.

   لكن البراهمانية لم تقتصر فقط على مجموعة من طقوس القرابين و السحر، فقد تم فيها تأليف مجموعتين كبيرتين من النصوص الدينية هما "البراهمانا" (Brahmana) التي تشرح بشكل أساسي بالتفصيل و التفسير شعائر تقديم القرابين، و "الأوبانيشادات"، (Upanishads) و هي نصوص فلسفية ذات عمق فلسفي فريد، و تضم الجزء الأكبر من تراث الهند الروحي و التأملي  عبر تاريخها، و هي تسمى أيضا بالـ "فيدانتا" (Vedanta) أي "خلاصة الفيدا".

  نظام المجتمع الطبقي و ما ارتبط  به من تناقضات أدى إلى ظهور ديانتين رفضتا التقاليد البراهمانية، وهما الجائينية (Jainism)، و البوذية (Buddhism)، وكلتاهما ظهرتا تقريبا في القرن السادس قبل الميلاد، و قد تمكنت البوذية من أن تصبح الدين الرسمي للهند على يد الملك الشهير أسوكا (Asoka) ( 232–304ق.م) الذي تمكن من توحيد الهند، و  لم يكتف بجعل البوذية دينها الرسمي، بل أرسل المبشرين البوذيين إلى الكثير من مناطق العالم المعروفة يومها، و  قد حافظت البوذية على مكانتها  في الهند حتى مطلع التاريخ الميلادي تقريبا، حيث عاد بعد ذلك الكهنة البراهمانيون لاستعادة مكانتهم، و تمكنوا شيئا فشيئا من طرد البوذية من الهند، و شكلوا النسخة الأحدث من الهندوسية، التي ما تزال مستمرة حتى يومنا، و التي تختلط فيها العقائد الرفيعة المستوى مع المعتقدات و الخرافات الشعبية ذات الجذور المغرقة في القدم.

 

   عند الكلام عن الهندوسية، يتبادر إلى أذهاننا فورا ذاك العدد الكبير من الآلهة، و نظام الطبقات، و تقليد حرق الأرامل، و تقديس الحيوانات و في طليعتها الأبقار، و سواها من المعتقدات الجد بدائية.

  هذا من جانب، و لكن من جانب آخر نجد فكرا ميتافيزيقيا فريدا و مدارس روحية راقية مثل اليوغا، و أخلاقيات عالية تتمتع بحس الوحدة الإنتمائية و التسامح مع كل الكائنات و الموجودات، و المعبر عنها بالعبارة الشهيرة "أنت ذاك" (Tat Tvam Asi).

 

  هذه المقالة تستقرئ بعض ملامح ما في الفكر الهندوسي الميتافيزيقي من تصور "توحيدي" عميق، يكمن خلف مظاهر "التعددية" و التدين الشعبي التقليدي، و هي لا تسعى إلى نفي صفة "الشرك" عن الهندوس، فليست الغاية هنا الدخول في أي جدل ديني، و المقالة تقف على مسافة واحدة من كل الأفكار الدينية و غير الدينية، و الغاية هنا معرفية و إنسانية، وهي تسعى إلى معرفة الآخر .. و معرفة ما لدى الآخر، و هذان شرطان آساسيان من أجل الحوار الحضاري مع هذا الآخر و التعايش الإيجابي معه.

 

   ورثت الهندوسية عن الفيدية تعدديتها البدائية ذات الأعداد الغفيرة من الآلهة، و التي كان من أشهرها إندرا (Indra) إله الرعد و العواصف و المطر، فارونا (Varuna) إله السماء الليلية، الذي أصبح إله النظام الطبيعي و الأخلاقي الشامل، و ميثرا (Mithra) إله السماء النهارية، الذي تطور إلى إله النور و الحق و العدل، و قد تراجعت هذه الآلهة في العصور التالية، و حلت محلها في المرحلة البراهمية آلهة التضحية، و بالأخص آغني (Agni) إله النار، أما الهندوسية المعاصرة فتشتهر بثالوثها (تريمورتي- trimurti) المؤلف من براهما ((Brahma و فيشنو (Vishnu)  و شيفا (Shiva)، رغم احتفاظها بمعظم الآلهة القديمة، حيث تقترن ببراهما وظيفة الخلق، و بفيشنو وظيفة الحفظ، و بشيفا وظيفة الهدم، و هي وظيفة لازمة من أجل إعادة الخلق.. و استمرار الوجود، و من ناحية أخرى يتمتع فيشنو بوظيفة أخرى، و هي التجسد (avatar) ، و التي تجعله رسول الآلهة إلى عالم الأرض، و هو يتجسد في كائنات حية إنسانية و غير إنسانية (سمكة، سلحفاة،أسد،...)، و من أشهر تجسداته البشرية (راما و كريشنا)، و كريشنا هو اليوم أكثر آلهة الهندوس شعبية، و هو مشهور بقصة عشقه لراعية البقر (Radha) المدونة في كتاب غيتا غوفيندا (Gita-Govinda) "أنشودة راعية البقر"، التي تؤوّل في الفكر الهندوسي تأويلا رمزيا يعبر عن عشق روح الإنسان الممثلة بـ "رادها" للإله الممثل بـ "كريشنا"، كما ينسب إلى كريشنا أشهر جزء في الملحمة الهندية الأشهر "الماهابهاراتا" و هو قصيدة "بهاغافاد غيتا" (Bhagavad-Gita) "الأنشودة الإلهية" ، ذات المضامين الفكرية التأملية العميقة.

 

  يقوم الفكر الميتافيزيقي الهندوسي على تصور ٍلأساسٍ للوجود هو "البراهمان" (Brahmán)، و يجب الحذر و عدم الخلط بينه و بين  (Bráhman) التي تعني "الكاهن البرهمي"،  و لا بينه  و بين (Brahma)، إله الثالوث الهندوسي الأعلى، و هو- أي براهما- إله شخصي كغيره من الآلهة العديدة، ذات الوظائف المختلفة، أما البراهمان فلا يدل على شخصية سماوية محددة، و هو كمفهوم يعود إلى مرحلة زمنية أقدم، و هي مرحلة ظهور الأوبانشيدات، و هو مفهوم يدل على المطلق التجاوزي (transcendental)، اللاشخصي الحيادي، و "الماهية الأولى" التي تتشكل منها كل الأشياء و الظواهر، و هو لا يمكن تعريفه بـ "ما هو"، أي بإعطائه أية صفات أو تعريفات إيجابية (positive)، يل يعرف فقط بـ "ما ليس هو"، أي بنفي كل الصفات عنه، كالقول مثلا هو "لانهائي"، "لامتغير"،"غير متأثر"، "غير متحرك"، و ما شابه، و هذه الفكرة تذكرنا إلى حد ما بفكرة "الله المنزه عن الصفات" في الفكر الإسلامي.

  لكن هذا المطلق اللانهائي يمتلك أيضا وجها آخرا، و هو "الآتمان" (Ātman)، و هذه الكلمة في السنسكريتية يمكن أن تعني "جوهر، نفـَس، نفـْس، روح"، أما في الفكر الميتافيزيقي، و بالأخص في مدرسة الفيدانتا، فالآتمان هو "النفـْس" أو "الذات" الحقيقية للفرد في ما وراء عالم الظواهر"، و بهذا المفهوم يصبح الآتمان قريبا من مفهوم "النفس الكلية"، و لكي يحصل الفرد على التحرر- أو الخلاص- (moksha)، فعليه أن يحصل على معرفة الذات الحقيقية (atma jnana)، التي تجعله يدرك أن الذات الشخصية الحقيقية (subjective self) (الآتمان) تتطابق مع الذات الموضوعية (objective self) (البراهمان).

  و إضافة إلى الفيدانتا، فباقي المدارس السراطية الست "الأستيكا" ([2])  في الفكر الهندوسي تؤمن أن كل شيء له " نفـْس و روح".

 

   في العلاقة بينهما يشكل كل من البراهمان و الآتمان وجها أو بعدا المطلق، حيث يمثل البراهمان المطلق في صورته الموضوعية، فيما يمثل الآتمان المطلق في صورته، الذاتية، و هذا التطابق بين الذاتي و الموضوعي قي الفكر الهندوسي يحيلنا إلى مفهوم "وحدة الوجود (pantheism) التي يتطابق فيها الله و الإنسان والوجود، بل و يذهب بنا أيضا خطوة أبعد من ذلك باتجاه الواحدية (monism)، التي تضع في  أساس الوجود مبدأ واحدا لا غير، و هذا ما نجده في "الواحديات" الدينية و الفلسفية التي تقول بفكرة الفيض و الصدور (emanation) ، التي يتموضع الله فيها في أساس و مركز الوجود، بحيث يتمثل فيه الوجود المحض، و يصدر الكون فيه عن هذا المركز و الأساس المصدري بشكل يشبه صدور الضوء عن الشمس تقريبا!

  لكن المفهوم الهندوسي لهذه الواحدية بعيد هنا عن فكرة الصدور، و هو بنفس الوقت بعيد أيضا عن فكرة "الخلق من العدم" السائدة في الأديان الإبراهيمية، و التي تلتقي في جذورها مع فكرة "الواحدية"، لأنها تحصر الوجود المطلق في الله وحده، فهو الموجود الأبدي الأزلي الأوحد، و ما الكون إلا خليقة له من العدم، خلقه بقدرته الكلية، لكن هذا الكون الذي يغدو – بقدرة الله – وجودا حقيقيا، يبقى منفصلا عن الله، الذي يبقى منزها عن خلقه، و مفارقا لخليقته.

    هذا التنزيه و المفارقة "للمطلق" نجده أيضا في الفكر الهندوسي، لكن هنا ليس ثمة وجود حقيقي للعالم، فالعالم هو عبارة عن وهم محض (maya)، و لا وجود له إلا في وعي الفرد الجاهل، و سبب هذا الوهم هو "الجهل" و الشهوة"، و هذا يجعل الإنسان يتوهم وجود العالم، و يتوهم وجوده فيه، و حياته و موته و تقمصانه، هذا كله عبارة عن لعبة (lila) وهم! و للخلاص من كل هذا يجب على الإنسان أن يعي الحقيقة، و أن يستنير و  يتحررـ و يتم ذلك باكتساب المعرفة المقدسة (jnana) و بالالتزام التلقائي بها، و بذلك يحقق الإنسان التحرر(moksha)، و  تنقشع معه صورة العالم الوهمية، و تتوقف دورة الولادة و الموت الوهمية، و يسقط قانون العاقبة أوالكارما ([3])، و يعي الإنسان أن الوجود الحقيقي الأوحد هو البراهمان- الآتمان، و أنه هو بجوهره و حقيقته و وجوده جزء من هذه الكلية المطلقة، التي يعود إليها و يتماهى معها عندما  يتحرر من قيود الوهم التي تفصله و تبعده عنها.

  هذه الفكرة ليست بعيدة عن البوذية، فرغم استقلال البوذية عن الهندوسية الدينية، إلا أنها أبقت على المحاور الرئيسة في الميتافيزياء الفكرية الهندوسية، و حافظت على مقولة "الوهم" .. و أبقت على مبدأ التقمص و الكارما، و لكنها استعاضت عن فكرة التحرر (moksha) بالنيرفانا (nirvana)، التي تعني حرفيا " الانطفاء" (extinction)، و استعاضت بهذه النيرفانا ايضا عن كل من البراهمان و الآتمان، و هناك مقولة بوذية مفادها أن "السمسارا (samsara) (أي عالم الوجود الوهمي الذي يعيش فيه الإنسان تقمصاته محكوما بقانون العاقبة أو الكارما، بسبب جهله و شهوانيته) هي نفسها النيرفانا ( أو عالم الوجود الحقيقي الذي يدركه الإنسان بالاستنارة و التطهر و التحرر من الجهل و الشهوة)، و هذا يعني أنه ثمة حقيقة واحدة، و حالتتين من حالات الوعي الإنساني لهذه الحقيقة، فإن حصل ذلك في ظروف الجهل و الشهوة.. عجز الإنسان عن وعي هذه الحقيقة، و زيـّفها، و عاش بالتالي معذبا في عالم الوهم "السمسارا"، و إن وعى الإنسان هذه الحقيقة بأصالتها في ظروف الاستنارة و التحرر أدرك النعيم في الوجود الحقيقي "النيرفانا".

  الفرق بين الميتافيزياء البوذية و الهندوسية هو في أن الوجود المطلق يعرّف في البوذية عن طريق السلب (apophatism)، أي نفي صفات الوجود الزائف أو الوهمي عنه، أما الوجود المطلق فتعرّفه الميتافيزياء الهندوسية بشكل إيجابي عندما تجعله تماهيا مع كلية البراهمان و الآتمان الممثلين لحقيقية واحدة، لكن الميتافيزياء الهندوسية، تعود بدورها لتعرّف كلا من البراهمان و الآتمان عن طريق السلب و نفي كل الصفات التي يتصف بها وجودنا الكوني، المعتبر عالما وهميا عنهما، و يمكن القول أن الخلاص في البوذية يتم كنفي لوجود زائف، أما في الهندوسية فهو عودة إلى الوجود الحقيقي،أي أن البوذية تقول أن الوجود المطلق هو "النرفانا" كوجود غير زائف"..فيما تقول الهندوسية أن الوجود المطلق هو "البراهمان- الآتمان" كوجود حقيقي، و هذا الاختلاف هو لعبة مفاهيم و مقاربات، فالجوهر من حيث المبدأ هو تقريبا واحد.

 

  من المهم عندما تعاملنا مع مفهوم المايا الهندوسي ألا يغرّنا ما به من تقارب مع "عالم المثل" الأفلاطوني، فوجه التشابه هو في كون كلا العالمين يدل على حالة "وجود وعيوي"، لكن رؤية كل من هذين العالمين جد مختلفة، بل حتى أنهما تتنافضان، فعند أفلاطون "عالم المثل" هو "عالم الوجود الحقيقي"، فيما لا يعدو عالم الأشياء الكون "نسخة مشوهة عنه"، أما في الميتافيزياء الهندوسية، فـ "عالم الأشياء" يتطابق مع "عالم التصورات"، و ليست الأشياء في حقيقتها إلا تصورات واهمة، أي أوهام، و بالتالي هو "وجود غير حقيقي" على عكس عالم مثل أفلاطون.

 

    يرى حكماء الهندوس في البراهمان المبدأ الأساسي للوجود، و هم يسمونه أيضا بالكائن الأوحد، و نجد في النشيد 121 من الجزء العاشر من الريغ- فيدا كلمات تعبر عنه بما يلي :

   "هو الذي يهب الحياة و يمنح القوة، و ظله هو الخلود، و ظله هو الموت، فمن هو هذا الإله؟ و لنمجده بالأضاحي!"

    و فيه  أيضا:

"و هو الذي يقوم وحده فوق كل الآلهة، فمن هو هذا الإله؟ و لنمجده بالأضاحي!"

   و في نشيد آخر من الريغ فيدا يرد :

" إن الحكماء يسمون الكائن الأوحد بصور شتى: فهم يسمونه أغني، وميثرا، وفارونا..."

    و نحن هنا نلمس بوضوح الرؤية التوحيدية الكامنة وراء مظاهر تعدد الآلهة،  و أن هذه الآلهة كلها  في فهم الحكماء لا تعدو كونها تجليات و رموز لحقيقة إلهية واحدة تتجاوزها و تتقدم عليها كلها.

  و في البهاغافاد غيتا نجد المزيد من التأكيد لهذه الفكرة، حيث يرد على لسان كريشنا:

"إن اكتشاف الكائن الكلي أو الشامل يتيح لنا القضاء على كل رغبة أنانية، و استعادة الهدوء  الذي تعطينا إياه الحكمة، و السلام الذي يسود القلب..."

   و أيضا:

"و هذا الذي أخلص لي، أنا كريشنا، بكل ما فيه من إيمان، و بكل الحماسة التي تحملها قناعاته، هذا سأحرره من كل قوة الطبيعة، فينحل بي، أنا الذي هو جوهر براهما...).

 

   مما تقدم نرى أن الفكر الميتافيزيقي الهندوسي، قد طور مفهوما جد عميق و شاملا لحالة "توحيد" (monotheism)، فريدة، و هي تختلف عن أشكال التوحيد الربوبي التقليدية القائلة بوحدانية الله و مفارقته للعالم، المعترف به وجودا حقيقيا و إن كان مخلوقا من العدم من قبل الله، كما أنها تختلف أيضا عن وحدة الوجود التقليدية، التي يتماهى فيها الله مع الوجود و يحل فيه، و كأن الله يغدو روح الوجود بكل موجوداته.

  إننا هنا أمام توحيدية عميقة يندمج فيها كل من التوحيد الربوبي (monotheism) و وحدة الوجود (pantheism) و الواحدية (monism)، و إن كانت تطفو على سطحها ظلال التعددية الإلهية (polytheism))، و في هذه التوحيدية يصبح الله فيها هو الوجود الحقيقي المحض، الذي تتماهى فيه الذات الفردية مع الذات الكلية مع الحقيقة الموضوعية، أما العالم فهو ليس أكثر من وهم.

 

 

 

[1] - Vedas: هي مجموعة الكتب المقدسة لدى الهندوس، و  تعود بداياتها إلى  القرن السادس عشر قبل الميلاد، و قد دونت على مدى أكثر من ألف سنة،  و  تقع في  حوالي 800 مجلد، و هي تتألف من أربعة أجزاء رئيسة، هي : Rigveda، Yajurveda، Samaveda، Atharvaveda، و كلمة (Veda)  تعني بالسنسكريتية- أكثر لغات الهند القديمة انتشارا- "المعرفة".

 

[2] - Āstika: ( أستيكا) و هي تسمية تطلق على ستة مذاهب أو مدارس فلسفية هندوسية أصيلة، و يطلق عليها الباحثون الغربيون أيضا تسمية المدارس الأرثوذوكسية الهندوسية ، و هي : Nyāyá, Vaiśeika,Sākhya, Yoga, Mīmāsā, Vedānta، فيما تطلق تسمية ( nāstika) أي "غير الأستيكا" على كل من البوذية و الجائينية، و كلمة "أستيكا" تعني حرفيا "يوجد أو يتواجد"، و هي تطلق على المدارس التي تعترف بمرجعية الفيدا، و هذا ما تفعله المدارس الست المذكورة أعلاه، و لا تفعله البوذية و الجائينية ، اللتان لديهما مرجعياتهما الخاصة.

[3] - karma : هو مفهوم في الهندوسية و البوذية و الجائينية، مرتبط بعقيدة التقمص، و يدل على القانون السببي الذي تنعكس بموجبه عواقب سلوكيات الإنسان بخيرها و شرها في كل حياة من حيواته على الحياة التالية، التي تتقمص فيها روحه جسدا جيدا، لتعيش في ظروف تحددها الكارما كنتيجة لأعمال الشخص في حياته السابقة.

***

هذا المقال منشور أيضا على:

مجلة الكلمة- العدد 123- تموز-2017

***

و أهلا و سهلا بكم إلى

مدونة رسلان عامر على جست بيست إت