JustPaste.it

جهاديون في المظهر، وثنيون في الجوهر
كلمة على المكشوف..

 

رسلان عامر



في الوثنيات القديمة على اختلافها كان من أهم الآلهة التي تـُعبد فيها آلهة الجنس و الخمر و المال، فعند قدماء اليونان مثلا كانت إلهة الحب الجنسي هي "أفروديت"، و إله الخمر هو "ديونيزوس"، و إله المال و الثروة هو "مامونا"

و اليوم ثمة من يقول أنه يعبد الإله الواحد .. الذي يرمز إلى درجات الخير و الحق و الجمال القصوى، و الذي لا يمكن لعبادته إلا أن تقترن بالترفع عن الشهوات و الأطماع!
و في نظر هؤلاء الجهاد هو أكبر الفرائض.. و نحن نحترم أكبر الاحترام من يجاهد في سبيل الله ناصرا لقيم الخير و الحق و الجمال، إما مدافعا عنها.. أو ساعيا لتكريسها!

لكن دعونا نكون صريحين.. أليس أكثر مدعي الجهاد في سبيل الله، الذين يزدرون و يحقرون الوثنيين و يكفرونهم، يجاهدون جهادهم الدعي طمعا بالحوريات و أنهار الخمر و القصور التي تفوق الخيال و ماشابه! و هم في جهادهم المزعوم.. يقترفون أشد و أفظع الجرائم بحق الإنسانية من قتل و سبي و نهب و تشريد وسواها.. و لا يسلم منهم حتى أبناء ملتهم الذين يختلفون معهم في الرأي و لا يرضخون لإرادتهم!

هؤلاء!
أليسوا عابدي جنس و خمر و مال!
بماذا يختلفون عن الوثنيين في ذلك؟
على الأقل كان لدى أولئك الوثنيين حسنتان كبيرتان.. فهم لم يكونوا في عبادتهم يؤذون سواهم بتاتا.. و لم يكونوا يشهرون بوجهه ساطور التكفير!
و هم كانوا صادقين مع أنفسهم و مع غيرهم، فهم في أنفسهم لم يكونوا يشعرون بأنهم يفعلون ما هو غير صحيح.. و تلك الأمور في عقائدهم لم تكن إثما و حراما، و هم لم يكونوا يراؤون على أنفسهم و غيرهم بادعاء السعي إلى غاية.. و السعي حقيقة إلى سواها..بل إلى نقيضها!

إن هذا النموذج الممسوخ من الجهاديين.. هم في حقيقتهم وثننيون دمويون و في وثنيتهم بلغوا أضعاف وثنية أولئك الوثنيين!
هؤلاء في حقيقيتهم شيطانيون حقيقيون رغم الأقنعة التي بها يتقنعون!

*

هذه المقالة منشورة أيضا على

شبكة الإلحاد العربي

https://www.il7ad.org/vb/showthread.php?p=139300&mode=linear#post139300

*

و أهلا و سهلا بكم إلى

مدونة رسلان عامر على جست بيست إت