JustPaste.it

الرسالة ( 71 )
جمود في الفكر أم الإصرار على الضلال
الحمد لله ناصر المؤمنين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
مضت أشهر على إعلان الغرب – بقيادة الاحتلال الأمريكي - تحالفهم ضد الإسلام في منطقتنا ولاسيما في العراق تحت لافتة محاربة الإرهاب، وقد تكشّفت في هذه المدة الطويلة صدق توصيفنا، وانفضح زيف ادعاءاتهم، فقد بات من الصعوبة بمكان على العدو أن يستمر طويلا في كذبه، وأصبح الإعلام متعدد المنافذ خير وسيلة لكشف النوايا وإظهار الحقائق، ولذا فإن العلاقة بين الإعلام وبين الحروب هذه الأيام باتت في صراع، وأصبح الإعلام سلاحا ذو حدين إما أن يؤدي لرفع المعنويات وإرهاب العدو، أو يكون فاضحا للأكاذيب، فهو جزء من الحرب النفسية، من أحسن استخدامه كان عاملا مساعدا له على النصر.
ومن متابعة تصريحات مختلف الجهات المشاركة في هذا التحالف أصبح واضحا للجميع أنهم يستهدفون أهل السنة تحت ذريعة الإرهاب، وأن كل أعمال القصف والقتل والتهجير غايتها إضعاف وتدمير مناطقنا، وتقوية الميليشيات ومساندة الفاسدين والمجرمين، وأن مخططاتهم لتفتيت المنطقة وتقسيمها باتت شبه معلنة واضحة المعالم، فالمقدمات دليل على النتائج.
ورغم كل هذا الوضوح فلا تزال العديد من الأطراف مشتركة في هذا التحالف، ومستمرة في دعمها لتلك الحرب بما فيها من جرائم ضد الإنسانية، ويتسابق الكثيرون في دعم تلك الانتهاكات ضد المدنيين، وتتنوّع مشاركاتهم تلك بين المادية والمعنوية، فلا يكتفون بالدعم المالي فحسب؛ بل زادوا عليه الدعم السياسي والإعلامي وصولا للعسكري الميداني، فأصبحوا جزءا من تلك الحرب وباتوا ركنا فيها ضد أهلنا وبلادنا.
وإذا كانت المصالح الاقتصادية المقترنة بالحقد الأعمى هي الدافع لمشاركة الدول الأوربية في حلفها مع المحتل الأمريكي، وإذا كانت دوافع إيران هي غاية البعد القومي الفارسي ضد العرب والحقد ضد بناة الإسلام الذي قضى على الامبراطورية الفارسية وهلاك كسرى– ولا كسرى بعده -، فالسؤال الملح: ما هي دوافع بقية دول الجوار "العربية والإسلامية"؟
والأمر الأعجب أن التعاون في حربنا لا يقتصر على الدول؛ بل يتعداها لأطراف هي جزء من النسيج الاجتماعي من سكنة هذه المناطق المستهدفة، فكيف يشارك هؤلاء في تلك الجرائم بحق أهلهم وتدمير مناطقهم؟ ولو افترضنا أنهم خدعوا بادئ الأمر بلافتة الحرب ضد الإرهاب، وأغرتهم الملايين والمناصب للسكوت عن تلك الجرائم، فكيف سيعللون الاستمرار في جريمة المشاركة تلك بعد انفضاح أهداف الحرب، وبعد تواتر أخبار الجرائم والانتهاكات؟ هل عميت أبصارهم أم بصائرهم؟ هل غطى الران جميع أجزاء قلوبهم فتحجّرت أمام تلك الصور من المآسي لأهلهم؟ هل تجمدت عقولهم فلم تعد ترى الحق ولا تفكر إلا بما يمليه عليهم أسيادهم؟ أم هي الخيانة التي ملكت قلوبهم واستولت على عقولهم وكل جوارحهم؟ والسؤال الأهم: حتى متى تستمرون؟ وماذا ترتجون؟
كتائب ثورة العشرين
المكتب السياسي
1/صفر/1436هـ
23/11/2014م