لانه يوجد مشكلة فنية في نقل الرد من صفحة وورد PDFملاحظة ينصح مطالعة النسخة
كتاب أيام بيشاور رد على كتاب ليالي بيشاور
فضائح كتاب ليالي بشاور .
كشف اكاذيب كتاب ليالي بيشاور/
كتاب ايام بيشاور / رد على كتاب ليالي بيشاور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام علی من لا نبی بعده.
تبدأ حكايتنا في هذا الکتاب مع إطلالة عام 1345 حیث تقول هذه الروایة : کان هناك رجلاً یدعی « سلطان الواعظین الشیرازي » وقد زعم هذا الأخيرأنه سافر في العام المذكور أعلاه الى بيشاور إحدى مدن باكستان ، وهذا يعني أنه قد مرَ على رحلته المزعومة أكثر من 83 عاماً تقريباَ، حيث مكث هناك عشرة ليالي وتم في خلال هذه المدة مناقشة أهل السنة ، واستطاع الشيرازي بما أوتي من ذكاء وعبقرية أن يبطل مذهب أهل السنة ويثبت ما عليه الشيعة من حق وصواب ...!!؟ كما تقول هذه القصة وعلى لسان الحكواتي المخضرم المدعو سلطان الواعظين الشيرازي بطل قصتنا أنه قام بكتابه خلاصة هذه المناقشة ومادار بينه وبين أهل السنة في تلك المجالس من مكافحة ومنافحة لنصرة الحق الذي هو عليه ، وما توصل اليه بعد جهد جهيد من نتائج باهرة ، استطاع أن يجمع كل ذلك في كتابه المسمى ( ليالي بيشاور ) .......!!.
وهكذا تم له ما أراد وطبع الكتاب لأول مرة بعد ثلاثين عاماً من تاريخ تدوين هذه الخلاصة التي بذل فيها صاحبها دم قلبه وماء عينيه وساعات عمره الغالي ، تم توالت طبعات هذاالكتاب حتي أصبح أشهر من نارٍعلى علم ، بل وأصبح هذا الكتاب زينة المجالس بالنسبة للشيعة، وأحد مفاخرهم التي يفتخرون بها على أهل السنة وكل من ناوأهم.......!
توفي مؤلف الكتاب بعد مرور ( 15 عاماً ) على تاريخ الطبعة الاولى لكتابه، فلم تنقطع طبعات الكتاب عن الاصدار بين الحين والحين وكيف لايكون الحال كذلك
وهم لا يكفوا عن القول لكل من ناقشهم أوجادلهم وكأنهم لقنوا هذه العبارة تلقينا : إقرأ ليالي بيشاور ...؟!
اصبح لي أكثرمن 23 عاماً وأنا أعيش في هذه المدينة ..... مدينة بيشاور وأنا لا تكاد تخفى عليَ خافية بفضل من الله تعالى عن أحوال أهلها وقد أبدت إلىَ الايام ما جهله غيري وزودتني بالأخبار مالم يزودوا ....!
فالأمورعندي أوضح من الشمس في رابعة النهار، ولذا فإني أرى من المحال أن يكون هذا الرجل صادقا فيما يدعيه أوأنه يكون قد عقد مثل هذا المجلس لمناظرة علماء أهل السنة والجماعة كما يحلو له أن يزعم ذلك ويدعيه ...؟!!!.
وليس من دليل أدل على بطلان ما يزعمه ويدعيه من قوله : إن الذي ناظره كان رجلاً شافعي المذهب .....! في حين إننا لم نجد والله أعلم مقلداً شافعياً واحداً في هذه المدينة الصغيرة التي تسمى بيشاور .....؟! .
نعم قد يكون هناك حقيقية لما يدعيه لو أنه قال : كان ذلك في الهند مثلا ....! فلعلنا نجد له مبرراً و دليل صدق لما يقول ، وإن أردنا أن نحسن الظن في هذا الرجل ولنجد له بالتالي مسوغاً لما يدعيه فنقول : لعله قام بمناقشة عابرة بينه وبين ثلة قليلة من أبناء أهل السنة ، فجعل منها خياله الخصب مناقشات ومجالس ومناظرات ذات طابع مميز وخطير بينه وبين علماء أهل السنة والجماعة..؟!
ثم لا ينقضي عجبك وأنت تراه في هذا الكتاب وقد نصب نفسه خصماً ومدعيا و قاضيا وحكما في الوقت نفسه..؟!!
هذا الكتاب الذي بين يدي كتاب مظلم وقد مليء كذباً وزوراً وبهتاناً ، فعندما بدأت بكتابة مقدمة الرد على كتاب ( ليالي بيشاور ) فإني قبل ذلك قرأت الكتاب من صفحه 501 – 520 وتأملت تلك الصفحات جيداً فلم أجد خلال تلك الصفحات العشرين الا صفحةً واحدةً نقل فيها كلام أهل السنة، وأما باقي الصفحات فهي عبارة عن كلام لهذا الرجل الثرثار المهذار.......!
وأود أن أتساءل فأقول : لماذا سمى هذا الرجل تلك المقالة أوالمحاضرة التي أملاها عليه ضميره ووجدانه مناقشة ومجادلة ورداً...... ؟! فسبحان ربي فقد أبى تعالى الا أن يفضحه ويكشف كيده وزوره وبهتانه ، وصدق سبحانه إذ يقول : ( و لو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ) محمد 30 .
فإنك ترى في تلك الصفحة التي خصصها لأقوال أهل السنة في كتابه، أقول : إما إنك ترى أن أهل السنة مرة يطلبون منه توضيحاً اكثر للموضوع ، وإما تجدهم يؤيدون كلامه في موضع آخر، وإن اعترضوا عليه فتكون اعتراضاتهم تافهة ومقتضبه وإما أن تراهم يسألونه أسئلة تتلائم مع ما يشتهيه من أقوال وما يبديه من تخريصات و تصريحات، أو أنك تجدهم يستدلون بأدلة تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، فهل بعد هذا كله تطلب دليلاً أوضح وقولاً أصدق وحكما أعدل من تزوير هذه المناقشات والمناظرات التي يدعيها ( سلطان الوعظين الشيرازي )
83 سنة قد مرت وولت علی تلك المناقشة والمناظرة ولکن مع ذلك کله فلم یمض وقت طویل علیها ، وها أنا ذا أجیب علی تلك الاعترافات والردود الواهیة ضاربا بعرض الحائط ردود اولئك العلماء المزعومین...!!
ولاأنسی أن أقول لأولئك الذین یقرأون کتابه و یتباهون به : إنکم إن طرحتم وترکتم التعصب جانباً وطلبتم الحق والحقیقة فأنکم سوف تعلمون علماً جازماً بصدق ما ذهبنا إلیه وستجدون القناعة الکاملة فی أجاباتنا وأدلتنا، ولتدرکوا کذلك أن مؤلف کتاب ( ليالي بیشاور ) لم یکن الا رجلاً مکاراً ومخادعاً ودجالا أكثر منه عالماً.......؟!
کیف لا، وهو قد أعترف وأقرعلی نفسه أن ما قاله فی کتابه ما هو إلا تکرار لما قاله السابقون من قبله ، الا إنه أعاد صیاغته وألبسه ثوباً جدیداً وألفه بطراز جدید . ومن العجب أنك تری أن معظم الذین جاءوا من بعده یکررون ویرددون هذه الإعترفات و الردود نفسها وکأنهم یدورون فی حلقة مفرغة ولیس لدیهم شیئاً جدیداً یضاف أو یرد.......؟!
إن إجابتنا و ردنا علی هذا الکتاب هو ردَّ علی معظم کتب الشیعة و تفنیداً لما جاء بها من أکاذیب واباطیل وکشفاً لما ورد فیها من زخارف وتهاویل .
فأسأل الله تعالی أن یمن علی المخالفین لنا بالبصیرة والرشاد وأن یردهم الی الحق الذی هدانا الیه بفضله ومنه وکرمه ولیعلموا ذلك ویدرکوا هذه الحقیقة التي لا مناص منها وهوإننا عاجلاً أوآجلاً سنکون فی عداد الموتی وسنرحل عن هذه الدنیا کما رحل من سبق ، ولیکن فی هذا عبرة وعظه للجميع، ولیقبلوا علی الحق الذي صدهم عنه الشیطان بما کسبت ایدیهم، ولیعلموا أن الله تعالی وحده هو الحافظ والرازق، فإن أدرکوا حقیقة ذلك سهل علیهم الإذعان للحق وقبوله کما أسأله سبحانه أن یبارك لي في هذا العمل القلیل ويجعله سبباً لهدایة الحیاری والتائهين من الشیعة ..
ما هو الهدف الحقیقی من وراء تألیف کتاب ( لیالی بیشاور )؟!!
من المعلوم بداهةً إن المؤلف لم یؤلف کتابه هذا لهدایة أهل السنة .. فکل طالبٍ مبتدئ یدرك جیداً أن أقوال سلیمان البلخي وأبن أبی الحدید لا تساوي شیئاً أمام صحیحي البخاري ومسلم ...!!
إن مؤلف کتاب لیالي بیشاور حاول متعمداً التلاعب فی الألفاظ والاحادیث المرویة عن أهل السنة وذلك بغیة تحقیق هدفه الدنيء من وراء تألیفه لهذا الکتاب ، وکأنه لم یعلم أن أبناء أهل السنة والجماعة یقفون له ولأمثاله بالمرصاد ، فإنهم والفضل لله وحده سبحانه سیردون علی أقواله و یفضحون زیفه ويكشفون زيغه ثم لیرموا بذلك کله فی وجهه بالمستقبل القریب .
إذن: فما هوالمقصد الحقیقی من تألیف هذا الکتاب ...؟ إن الهدف من تألیف هذا الکتاب هو محاولة لاهثه وسعي حثیث من المؤلف لمنع ذلك البیت الشیعي من التصدع وابناءه من الحیرة والشك والارتباك والضلال الذي بدأ یعصف بهم عصفاً هذا الحال الذی یکشف لنا ما کانت تتعرض له الشیعة فی عصر المؤلف من حملات شدیدة ، کما أن الایرانیون کانوا یدرکون جیداً ویشعرون أن عقیدة الشیعة و انتمائهم الی الاسلام لا یقوم علی أساس متین ، فتری المؤلف في هذا الکتاب یکثر من ایراد الادلة و الشواهد من کتب أهل السنة ويحاول جاهداً أن یأتي بهذه الأدلة لیثبت صدق ما یذهب الیه الشیعة من مسائل وآراء ومعتقدات مختلفه فأورد لکل مسئلة حدیثاً من کتب أهل السنة.......! سواءاً کان ذلك فیما یخص الادلة علی ظهور المهدي أو الطعن في ابي بکر وذمه، أو ما یتعلق كذلك فی اثبات الاوقات الثلاثة للصلاة وما الی ذلك... نعم لقد حقق المؤلف الکیثر مما کان یصبو الیه من وراء تألیفه لهذا الکتاب، وإلا فلما ذا یقول الشیعة لنا عند مناقشتهم ومناظرتهم إقرؤوا کتاب ( لیالی بیشاور ).....؟!!!.
وترجع أسباب نجاح هذا الکتاب ونجاح مؤلفه الی سببین رئیسین هما:
1 - إن مؤلف هذا الکتاب کان رجلاً ترثاراً کثیرالکلام .
2- عدم وجود رد علمي من قبل علماء أهل السنة ، فتعالوا معنا لنری ماذا یحدث الله لنا من أمره ...؟
وقبل أن نبدأ بکتابة الرد علیه فی هذا الکتاب علینا أن نعلم جمیعاً أن علماء الشیعة فی مناقشتهم وحوارهم لأهل السنة یسلکون طریقاً لا یحفظ للانسان کرامته وانما هوعبارة عن أسالیب تتخذ من المکر والخداع والکذب والافتراء اقنعة تغطمي بها وجهها الکالح المسود.
ومن تلك الاسالیب القائمة علی المکر والخداع والکید ما یلي :
الاول: الاستدلال بالاحادیث الموضوعة والمکذوبة
وهذا لا یعني إننا نقول : أن کل ما فی کتب أهل السنة أحادیث صحیحة ، ولکن الشيء الذي یلفت الانتباه أن الشیعة یکثرون من الإستدلال بأضعف الأحادیث الموجودة فی کتب أهل السنة وحتى الموضوعة منها كذلك ......؟!! وذلك محاولة منهم لتأييد ما یذهب الیه الشیعة من عقائد باطلة ، وهذا لعمري من اعجب العجب، ولکنهم یرتکبون ذلك ویفعلونه دون حیاءٍ أو خجل.....!
وهنا أقول لاولئك الشیعة البسطاء السذجة : إن وجود الحدیث فی أي کتاب من کتب أهل السنة لا یعنی الحکم بصحته....! کما أنه لم یقل أحد من أبناء أهل السنة إن جمیع الاحادیث الموجودة فی کتبنا صحیحة کلها...!!!. سبحان الله من یتجرأ علی مثل هذا القول..؟!
إن إصرار الشیعة علی القول بصحة جمیع المرویات فی کتب أهل السنة یضطرهم الی قبول الاحادیث الواردة فی کتب أهل السنة والتي تخالف وترد علی عقائدهم الباطلة وعلیهم کذلك ألا یطالبوننا بقبولها أوردها ....؟!
واعجباً لهؤلاء...!! فهم عندما یطلعون علی تلك الاحادیث التي فی کتبنا والتي تخالف مذهبهم وعقیدتهم تراهم یحکمون علیها بالرد والتزوير والضعف ، ومن هنا یتضح لنا أن الشیعة لیس لهم علم یهتدون به أو أصل متین یرجعون الیه في قبول أو رد الاحادیث وإنما هي أهواءهم وتعصبهم البغیض الذي أعمی أبصارهم وبصائرهم.
منزلة الصحیحین عند أهل السنة :
قسم ائمة الحدیث المرويات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الی قسمین : المقبول والمردود.
وکل منهما علی درجات ، فالصحیح درجات والضعیف کذلك.
ولکن السؤال هو : کیف تسربت هذه الاحادیث الضعیفة الی کتبنا؟
والجواب علی هذا السؤال نقول : إن الصحابة قد تفرقوا وانتشروا فی البلاد بعد وفاة النبي صلی الله علیه وسلم ، وقد بلغوا للأجیال من بعدهم ما حفظوه من احادیث النبي صلی الله علیه وسلم وماعرفوه من سنته وهديه صلوات الله وسلامه علیه ، وبعد وفاة الجیل الأول من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تحمل التابعون الأمانة و المسؤولیة من بعدهم ، وهکذا نقل هؤلاء بدورهم ما حفظوه من الصحابة ، وتم تدوین الحدیث شیئاً فشیئاً، ولکن المنافقین واعداء هذه الأمة ومن کان یتربص بها الدوائر استطاعوا أن ینفثوا سمومهم فی الأمة ویروجوا لهذه الاکاذیب بینهم وهکذا دخلت وانتشرت في المجتمع الاسلامي ، کما أن لعوامل الضعف البشري کالنسیان
والخطأ دور کبیر فی نشر هذه الاخطاء فأدی ذلك کله الی التحریف و التبدیل في الحدیث ، ولکن من رحمة الله تعالی بهذه الأمة فقد هیئ لها أئمة أفذاد وعلماء أجلاء صادقین من امثال امامي الحدیث البخاري ومسلم فجمعوا رحمهم الله تعالی الاحادیث الصحیحة بدقة تامة ومتناهیة فأبوا أن یکتبوا أو یدخلوا فی صحیحیهما الآلاف من الاحادیث فی کتبهم وذلك بسبب شك بسیط فیها.....!
ولذلك فإن کل ما ورد في هذین الکتابین فهو صحیح وما اتفق علیه الامامان الجلیلان هوأصح الصحیح ، وأما ما عداهما من کتب الحدیث فمنها الصحیح و الضعیف ثم جاء العلماء من بعدهم فغربلوا ونقحوا ما جمعه العلماء من قبلهم و قاموا بتحقیق تلك الاحادیث فمیزوا بین الصحیح منها والسقیم و بین الثابت والمختلق الموضوع ، ومع ذلك فإن هناك بعض الاحادیث التي یتردد الحکم علیها بین الصحة والضعف نظراً لما تحمله من أوجه مختلفة تجعل العلماء یترددون فی الحکم علیها وذلك طبعاً کله یخضع لقواعد وأصول آیةً في الدقة والمصداقیة.
فماهي مشکلة هذه الاحادیث ...؟!! .
یذکر أن بعض العلماء قالوا : بما أن هذه الاحادیث فیها إحتمال الصدق بدرجة تصل الی 50 % فلا بأس بالعمل بها، وأما الآخرون فقالوا بما أن درجة الضعف تصل الی 50 % فلا یعمل بها ، وهناك فریق ثالث قال : یعمل بها فی الفضائل ولا یعمل بها فیما یجب علی المسلم في بابي الاعتقاد والعبادة ، والاختلاف بین العلماء هنا هو احتمال صدق الرواي أو کذبه ، فمثلا إن الراوي الفلاني عند بعض العلماء یعتد بروایته وهو صدوق عندهم ، بینما الآخرون لا یرون ذلك فیه...؟
وإنما حدث ذلك کله بسبب أولئك الرواة الذین وضعوا وکذبوا في الحدیث ما لیس فیه فعاد شؤمهم وأذاهم علی الأمة کلها ، وهذا ما جعل ذلك الاختلاف الواضح بین مذاهب أهل السنة والجماعة، ولکن ولله الحمد فإن کتاب الله المحفوظ من ید التحریف والتبدیل جعله الله میزان عدل تلجأ اليه الأمة في ملماتها لرفع مثل هذه الإختلافات من بينها والوقاية من آثارها وشرورها .
قدر الله ذلك وظهر في الأمة من سولت له نفسه من الکذابین المفترین فغیروا الأذان الذي سنه لنا نبینا محمد صلی الله علیه وسلم ، ولکنه جل وعلا منعهم من أن یفعلوا ذلك مع کتاب الله تعالی و لوحتی في نقطة واحدة منه.......!
فهؤلاء هم أهل السنة والشیعة علی السواء یقرؤون القرآن الکریم بطریقة واحدة ولا اختلاف یذکر بین قراءتهم ، فکتاب الله تعالی حفظه الله تعالی من التغییر والتبدیل فلا اختلاف في قراءته و لو بكلمة واحدة أما بالنسبة للاحادیث الواردة فی صحیح البخاری فإن الشیعة لا یقبلون ولو صفحة واحدةً منه کما إننا لا نقبل و لو صفحة واحدة من کتاب ( الکافي ).......! فلا بد من عرض ما ورد في السنة علی کتاب الله تعالی لکي ندرك بعد ذلك طریق الحق والاستقامة التي هدی الله الیها والصالحون من قبلنا .
ولو کان مؤلف کتاب لیالي بیشاور لدیه ذرة من صدق واخلاص وإرادة صحیحة لطلب الحق ومعرفته لاتبع القرآن وجادل المخالفین له به وحاججهم بأدلته و براهینه فبالقرآن یمکننا معرفة المحق من المبطل وبالتمسك به یعرف أصحاب الحق أهم السنة أم الشیعة ..........؟!!
الثاني : ان استدلال هذا المخادع الماکر بالاحادیث التي لم تصح لدینا ولم نقبلها ولا نری العمل بها دلیل واضح علی سوء طویة هذا المؤلف وأنه رجل مغرض لا أمان له .
وإلا فأین ذهبت تلك الاحادیث الموضوعة المکذوبة التي املأت بها کتبهم..؟ هل ینکر أحد له أدنی إلمام من العلم ذلك.....؟
ان لم یکن ذلك عندهم فاعتبروني من زمرة الشیعة....!! وان کانت موجوده فلما الاعتراض علینا والطعن بنا؟
الثالث : ان هذا الرجل یتبع هوی نفسه، فهو مثلاً یستدل بالحدیث الوارد في مستدرك الحاکم ، في حین ان الحاکم رحمه الله أورد في کتابه ( المستدرك) حدیثاً مفاده : أن علیاً رضی الله عنه کان یشرب الخمر قبل نزول المنع والتحریم......! فنقول له : ان تقبل ما ورد ذکره في مستدرك الحاکم، فعلیك ان تقبل هذا القول ایضاً، والا فلیس من الانصاف في شيء ولا من الامانة العلمیة أن یکون ما وافق هواه صحیحاً وما عداه فیضرب به عرض الحائط..؟!!!!
مع أني أکاد أجزم أن هذا الرجل علی اطلاع واسع والمام بکتب أهل السنة وما جاء فیها من أحادیث وروایات ، ولکنه مع ذلك کله لم تکن لدیه ملکة التمییز بین الغث
والسمین والصحیح والضعیف من الروایات ، فأنتم ایها الشیعة تخدعون أنفسکم بنقل الاخبار المکذوبة ، أما أهل السنة ولله الحمد فعندهم مهارة ودربة في معرفة الصحیح من السقیم والمقبول من الحدیث والمردود فأنت تراهم یفصلون لك کل ما ورد من الاحادیث والروایات فهذا الصحیح وهذا الضعیف ، وهذا المختلق المصنوع ، وهذا الموضوع ، فکل شئ عندهم واضح وجلي یعرفون منشأه ومصدره ، واعلموا کذلك أن الشیعة لم ینقحوا ما بین أیدیهم من الاحادیث فلا یعلم عندهم الصحیح من المکذوب ولا المقبول من المردود، ولکنك تراهم حینما یضیق بهم الخناق ولم یجدوا مفراً مما هم فیه من سوء الحال والمقال یسارعون بالحکم علی هذا الحدیث أو ذاك بالضعف لکي یدرؤوا عن أنفسهم تلك الاعتراضات والانتقادات الکثیرة التي توجه الیهم.
لماذا لم تکن عندهم تلك المروءة والرجولة وعلوالهمة وقوة الارادة فیکتبوا لنا کتاباً لا خفاء فیه ولا لبس ولا غموض ؟ کتابا یتضح فیه الصحیح من الضعیف کما یفعل ذلك ائمة السنة الغراء وکماهوالحال في کتاب صحیح الترمذي وضعیف الترمذي مثلاً ...؟!! لماذا.....؟ ذلك لأنهم علی علم تام ویقین ولو کرهت ذلك نفوسهم المریضة أنهم لا ولن یستطیعوا أن یمیزوا بین الغث والسمین بین أحادیثهم وإنی لهم ذلك ..؟ وقد عم البلاء وطم فلم يعد في وسعهم أن یثبتوا للعالم أجمع أن هناك حدیث صحیح یرتقي الی درجه الاحتجاج به ، ولکي تدرك وتعرف حقيقة مكرالشیعة ودهائهم أضرب لك هذا المثال :
اقول : ( إن الکافي وشریعتي وشیرین عبادي وکوکوش یروون عن الامام الصادق ثم يذكر الحديث ......... فیظن القارئ أن شرین عبادي هو أحد الرواة الذين لهم من الرتبة والمكانة ما للكافي عند الشيعة أو أنه أحد أئمة الحديث ورواته الذين يشار اليهم بالبنان .......!!
فأقسم بالله إن ما فعله مؤلف کتاب لیالی بیشاورهوأسوء بکثیر من ذلك واعتقد بل اجزم أن ما ارتکبة من جرم وما اقترفته یداه من تزویر کافیا لأن یعرض الشیعة عن علمائهم و یرفضوا تمام الرفض کل ما یتبجحون به من باطل وإثم.
والآن أظنکم قد علمتم واستطعتم أن تدرکوا أي وسیلة استخدمها المؤلف لتضلیل قومه !!
ومرة اخری أقول : أعیروني سمعکم واصغوا اليَ وانا اضرب لکم هذا المثال الآخر:
ما أنا إلا فرد من من أفراد أهل السنة ، وقد کنت قبل ذلك شیعیاً، کما أني کنت مدرساً لمادة التربية الإسلامية ، وقد صدرت لِي مؤخراً عدة کتب ومؤلفات أثني فیها علی الصحابة وأظهر مناقبهم وفضائلهم فلوجاء شخص بعد 500 عام وقال لکم : إن محمد باقر بن حسن کان أحد کبارالشیعة ( ولا یستطیع أحد الآن ینکرذلك لیقول أني لم اکن شیعیا ....! )
فيقول : وکان هذا الشیعي الکبیر ( يقصدني طبعا ) یثني علی الصحابة خیراً ویکیل لهم المدح کیلاً وهو من وراء ذلك یرید أن یفهم القارئ والسامع أن الشیعة في الأصل موالون للصحابة ومن المحبین لهم..!! والآن ألا یعد هذا القول منه مکراً وخدیعة ..؟!!
إن کتاب لیالي بیشاورملیء بمثل هذه الاباطیل والاکاذیب فارجوا ان تدركوا ذلك وتفهموا هذه الحقيقة جيدا.
الثالث : المساواة بین العالم المشهور والجاهل المغمور .
إن مؤلف لیالی بیشاور یجلس الصغیر مجلس الکبیر ویجمع بین الاضداد ، وأنتم لو أمعنتم النظر فإنکم ترونه ینزل الامام أحمد بن حنبل وهوالامام العالم الجلیل منزلة میرسید علي الهمداني الشافعي وسلیمان الحنفي البلخي ....! فیظن القارئ أن الأخیرین من کبار علماء أهل السنة...؟!!!.
الكل يعلم ان الامام احمد بن حنبل هو أحد أئمة المذاهب الأربعة المشهورة والتي أجمعت الأمة علی إمامة وفضل هذا الامام الذي یعرفه الناس والعالم أجمع من (جاکارتا) شرقاً الی (کازا بلانکا) غربا ، أضف الی ذلك فإنه صاحب المسند العظیم الذي جمع بین دفتیهِ أحادیث النبي صلی الله علیه وسلم والذي یعد من الکتب المشهورة التی تُدرسُ في الکثیر من المدارس والمعاهد العلمیة وذلك أمر لا یخفی علی أحد.
فماذا یعني ذلك ..؟ حین یسوي بین هذا العلم الشامخ والامام القدوة وبین الشیخ سلیمان البلخي..؟!!
إن الشیخ سلیمان البلخي رجل مغمور لا یعرفه أحد ، ولا یعلم أحد عن مولده ولا منشئه ، کما أن أهل السنة لا یرتضونه لهم بواباً ولاحاجبا فضلاً أن یکون لهم إماماً ..؟! ثم إن کتابه الموسوم ( بینابیع المودة ) لیس هو من الکتب المعتمدة ولا دون ذلك حتی ..!! ولیس هو من الکتب التي یعتمد علیها فتدرس في المعاهد العلمية أو حتى في المدارس الإبتدائية ...! کما أن السواد الاعظم من أهل العلم وطلبته لا یعرفون عن هذا الکتاب شیئاً یذکر ...! فهل أدرکتم الآن کیف یُضل علماء الشیعة أتباعهم لیکونوا من الهالکین ..؟!
الرابع : تركيب الاحادیث ودمج بعضها ببعض :
حیث یقوم بأخذ قطعة من أحد الأحادیث الواردة في أحد کتب الضالین والمبتدعین ثم یأتي بجملة من حدیث آخر ورد في البخاري أوغیره من صحیح الحدیث ثم یکتب بعده ویقول :
رواه سلیمان البلخي وأحمد ( بتصرف .....! ) یعنی : مع بعض الزیادة والنقص فیه وهو بهذا یجعل من هذهِ العبارة ستراً وغطاءاً علی تلاعبه بالأحادیث التي یوردها فی کتابه .
ولا أدري ماذا یعنی بقولهِ : مع بعض الزیادة والنقصان.......؟!!
إن کل کلمة من أحادیث المصطفی صلی الله علیه وسلم هدیً ونور، ولا سیما عند اختلاف الأمة واضطرابها ، ولکن آن لنا أن نعرف هذه الحقیقة المرة ...! إن هؤلاء لا یریدون السیر علی الهدي السوي والصراط المستقیم الذي هدی الله الیه هذه الأمة ، وإنما تراهم يكيدوا للأمة المکائد فیلبسوا الباطل بلباس الحق ، ولا یخفی علی کل عاقل لو أن قطرة من البول سقطت فی کوب ماءٍ عذب صافي لا فسدته کله.
الخامس : استدلاله بالکتب التي لا ترقی عندنا الا الی الدرجة الرابعة .
فهم لا ینقلون الاحادیث من المصادر المعتمدة عندنا والاصول الثابته وإنما إن أرادوا أن یسدواالینا جمیلاً ویشفقواعلینا فإنهم یلجؤون الی الکتب فینقلون عنها وهي لا تصل عندنا من حیث الحجیة والرتبة في الاستدلال الا الی الدرجة الرابعة أوالخامسة عندنا فیستدلون بها .......! هذا من ناحية ، ومن ناحیة أخری فإنهم في بعض الأحیان یریدون أن ینقلوا من الکتب الأصلیة ولکنهم یجعلون بین ذلك واسطة مثل سلیمان البلخي ، وعلی سبیل المثال: فإني إذا أردت محاججتهم ومناقشتهم فأقول : حدثني الدکتورعلي شریعتي عن الامام الصادق فی کتابه الشیعة والتشیع ...........الخ . فهذا عین الکذب والزور والبهتان..؟! وذلك لانه ینبغي للناقل مثلي أن یأتي بالحدیث أو الروایة من المصدرالأصلي لها ، وهذا من البدهیات التي یعرفها کل مبتدئ في طلب العلم ، نعم لا بد لي من نقل أي معلومة من المصادر المعتمدة عند الشیعة أنفسهم وبهذا أکون قد أدیت الامانة التي کلفت بحملها.
وأما الشیعة فهم یستدلون بکتاب المناقب للخوارزمی ، والخوارزمي طبعاً لم یأت بهذه الاحادیث أویتلقاها وحیاً من السماء وإنما هو أیضاً نقلها بدوره من مصدر آخر ....! إذن علیك ان تنقل الحدیث من ذلك المصدر ....!!
فهل تراني قلت شططاً من القول أو حملتك منه مالا تطیق فهمه أوإدراك معناه ..؟
ثم لیعلم الجمیع إن الخوارزمي هذا لا یجب أن یحسب علی أهل السنة أصلاً فهو شیعي معتزلي ...؟!!!
السادس : المدح والثناء والإطراء لراوي الحدیث وتجاهل سنده .
إن مما یلفت انتباه القارئ لهذا الکتاب إنك تری أن المؤلف عندما یذکر حدیثاً فی کتابه أو یستدل به ، فإنه بدل أن یولي اهتمامه للحدیث ویعرف القارئ بسند هذا الحدیث ودرجته ورتبته من حیث الصحة اوالضعف فإنك تراه یبدأ قبل کل شيء بالمدح والثناء والاطراء لهذا الرواي أوذاك متناسياً الحدیث وسنده ومدی صحته..؟!! وهذا أمر محیر وغریب علی أهل العلم فإن صلاح الراوي وزهده وکثرة عبادته کل هذه صفات لا تصحح حدیثاٌ هو في نفسه ضعیف ...! ولم یقل أحدٌ أن صلاح الرواي دلیل علی صحة المروي..؟!
والا فلماذا قلنا أن کل ما عدا صحیحی البخاري ومسلم ففیه الصحیح والضعیف ؟ ثم إذا قبلنا هذا القول واعتمدناه فقولوا لي بربکم : لماذا لم یقبل الحنابلة جمیع المرویات التي وردت في المسند عن إمامهم أحمد بن حنبل علیه الرحمة والرضوان..؟
إن الحق أحق أن یتبع ، فالانسان الصالح والعالم التقي مهما بلغ به الصلاح والتقی فهو ولابد أن يصدرعنه الخطأ والسنیان ، ولا عصمة لأحد بعد محمد صلی الله علیه وسلم ، فکل أحد یؤخذ منه ویرد علیه إلا أبا القاسم علیه الصلاة والسلام ، ثم لا یجب علینا أن ننسی أن کبار علماء هذه الأمة هم من کان یحکم علی هذا الحدیث بالصحة أو بالضعف ، ولم یقل أحد منهم للأمة : أن کل ما ورد من الاحادیث فی کتب الأئمة صحیح لاضعف فیه ..؟
فهذا الامام النسائي وابوداود والترمذي وغیرهم الکثیر من الائمة والعلماء الأجلاء وهم عندنا والحمد لله من أفاضل الناس وسادتهم ومع ذلك فإننا نقول في کثیرمن الاحیان : لا نقبل هذا الحدیث أو ذاك بسبب ضعف المتن أوالسند وهکذا ، وسواءاً کان هذا الضعف عند الترمذي والنسائي أوعند صاحب الموطأ فالکل في میزان الحق سواء......!
نعم إن الامة تلقت صحیحي البخاري ومسلم بالقبول والرضا وذلك لانها تعلم جیداً أن هذین الامامین الجلیلین علیهما الرحمة والرضوان قد اشترطا علی ألا یکتبوا في کتابیهما الا ماصح وثبت عن النبي صلی الله علیه وسلم ووضعوا لذلك شروطاً لا تدع للشك والضعف والاضطراب في الحدیث مجالاً لقبوله ، کما أنهم لم یکتبوا أو یدخلوا في کتابیهما الکثیر من الاحادیث وذلك لشدة حرصهم واحتیاطهم حتی لا یدخل ولو حدیثاً واحداً فیهما ومع ذلك فإننا لا نجعل ذلك دلیلاً علی تفضیل الأمامین البخاري و مسلم علی الامام أحمد علیه الرحمة......!!
و لکي أقرب الصورة الی الاذهان اکثر دعوني أضرب لکم هذا المثال : تخیلوا معي وتصوروا لو أن مؤتمراً عقد لدراسة وعرض کل جدید في مجال مکافحة مرض نقص المناعة ( الإیدز ) مثلاً ، وعند انعقاد هذا المؤتمر قام کل عالم بإبداء رأیه وعرض ماعنده من آراء قیمة تخدم الآخرین في هذا المجال ، وبینماهم کذلك وإذا بشخص یقوم امام الحاضرین و بدل أن یقدم ماعنده من حلول للقضاءعلی هذا المرض ، فإنه یبدأ بتعریف نفسه للآخرین ثم یکیل صفات المدح والأطراء وأنه طییب حاذق و ... و .. فهل هذا یعني أنه بهذا وجد حلاً وطریقاً للخلاص من هذا المرض الخطير..؟
ومع هذا فإن المؤلف لمکره ودهائه وتلاعبه بأحکام هذا الدین وأصوله لا یتوانی عن القول بالحکم علی صحة الحدیث إن کان یخدم أهدافه ومآربه وفي نفسه صحیح ، نعم إنه یسارع لاقتناص هذه الفرصه ویقول: إن علماؤکم قد حکموا وشهدوا علی صحة هذا الحدیثاً أرأیتم مثل هذا الرجل بمکره وخبثه وحیله..؟!
السابع : تتبع هفوات العلماء وأخطاءهم .
من المعلوم بداهة ان العلماء رحمهم الله مهما بلغوا من جلالة القدر والعلم
والفضیلة ، ومهما أثرت عنهم من الأقوال النافعة الثمینة فإنهم مع ذلك بشر یصیبون و یخطؤون ، إلا إن هذا الرجل یستغل هذه الهفوة أو تلك للوصول الى هدفه ومراده الخبيث ...!!
ودعونا نضرب لکم هنا مثالاً آخر :
تقول الشیعة بأن إمام زمانهم قال : ( کتاب الکافي لشیعتنا کافي ) ولو أردنا أن نضیق الخناق علی هذا الشیعي بأسلوب المناقشة والبحث العلمي الرصین فإنه ولابد سیقول لنا ولکي یجد لنفسه مفراً مما هو فیه : أن حدیث کذا في الکافي ضعیف ، أعني بذلك أن تزکیه جمیع علماء الشیعة وإمام زمانهم معهم کذلك لا یکون دلیلاً کافیاً علی أن کل حدیث في الکافي صحیحا، ولکن مع ذلك فإن مؤلف لیالي بشاور یجبرنا علی القول بصحة کل حدیث ورد في هذا الکتاب أو ذاك بحجة أن مؤلف هذا الکتاب رجل صالح...؟!!!!
إذا فهو بهذا الخطأ الفاحش والظن الفاسد یزید الی رصیدهِ المظلم النتن تلك الصورة القاتمة لتشویه العلماء والطعن واللمز بهم ولیمنح الشیعة هذهِ الفرصة لینشبوا أظفارهم في لحوم أهل العلم والدیانة ، ولیجعلوا تلك الأخطاء دلیلاً علی صحة مذهبهم وعقیدتهم ، والغریب في الأمر أن هذا الخلق الذمیم لا یقتصرعلی عوام الشیعة فحسب بل إنك تری المئآت من علماءهم من یکون أشد حرصاً على تصید هذهِ الأخطاء للتشهیر بهم وهذا لا یعني أننا ننکر صدور الخطأ من علمائنا وأئمتنا، ولا یتجرأ أحد علی إلصاق مثل هذهِ النقیصة بنا ، بل نحن الذین ننکرعلی الشیعة وغیرهم القول بعصمة أحد من البشر بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم، وقلنا ذلك من قبل ، ونکررالقول لیکون ذلك عبرة لمن کان له قلب أوالقی السمع
وهو شهید ، إنه لا عصمة لاحد وکل عالم یخطأ ویصیب مهما بلغت درجتة العلمیة ومکانتة ، ولا نأمر أحداً بتقلیدهم تقلیداً أعمی بل علیه أن یحترمهم ویجلهم ویعرف لهم فضلهم ولا یسيء الأدب معهم فهذا ما تعلمناه من هدي نیینا وهدي سلفنا الصالح علیهم الرحمة والرضوان وبذلك أمرنا.
والآن تعالوا لننظر ماذا فعل هذا الکاتب الشیعي ..؟
لقد اتبع طریقة في غایة الغرابة والعبثية فهو یأخذ بکل قولٍ وافق مذهبه الفاسد دون نظر أوتمحیص ...!!
فهل هذا القول أو تلك الطريقة تتفق مع ما علیه جمهورالمسلمین وأئمة هذا الدين؟
بل وصل الحد بالشیعة أنهم یأخذون بهذهِ الاخطاء والأقوال الموافقة لهواهم ومذهبهم مهما کانت ضعیفة ومردودة ولو کانت صادرة من عالم یری ضلالهم وکفرهم ، لا لشيء الا لکي یقولوا لنا : إن هذا القول هو قول عالمکم وإمامکم ؟؟!! وظنوا بذلك أنهم قد حازوا قصب السبق بدهائهم ومکرهم وماعلموا أن طریقتهم هذهِ طریقة فاسدة شاذة لا اعتبار لها ولا وزن عند من هداهم الله الی الحق ، وذلك لأن الاعتبارالأول والمرجع الحق لنا هو کتاب الله تعالی وسنة نبیه علیه الصلاة والسلام وإنا لا نتبع أحداً بعینه ، الا إذا کان موافقاً في آرائه وأقواله هذین الأصلين العظیمین اللذین جعلهم الله تعالی للأمة ملجأً وعصمة من البدع والأهواء ، وأن التشهیر والنفخ وأقتناص الفرص للغض من منزلة العلماء ومکانتهم هو خلق ذمیم لا یُعرف الا في خلق الشیعة وثقافتهم وهدي علمائهم الضالون المضلون....!
الثامن : الشیعة وأنصافُ الحقیقة.
إن عبّاد الشیطان لو أردوا مجادلتنا ومناقشتنا محتذین حذو الشیعة وطریقتهم الماکرة لاستطاعوا أن یقنعونا ویثبتوا لنا من کتاب الله تعالی أن الشیطان عبد من عباد الله الصالحین الأخیار والمنتجبین الأبرار ...!! فهم مثلاً یستطیعون أن یقولوا لنا : أن الله تعالی استجاب لعبده الشیطان حین دعاه والدلیل قوله تعالی : « قال ربّ انظرني الی یوم یبعثون، قال إنك من المنظرین، الاعراف : آیه 14- 15 .
أو أنهم یقولون لنا : إن الشیطان کان من الموحدین لله تعالی وقد تبرأ من المشرکین وشرکهم ، وکان من أشد عباد الله خوفاً من ربه وخالقه وأنه تاب من ذنبه وأصبح من المتقین ...!!
والدلیل قول الله تعالی : « وإذ زین لهم الشیطان أعمالهم وقال لا غالب لکم الیوم من الناس وإني جارلکم فلما تراءت الفئتان نکص علی عقبیه وقال إني أخاف اللة واللهُ شدید العقاب » الانفال : آیة 47 .
إن طریقة الشیعة هذهِ في الإستدلال والتلبیس علی عباد الله والتلاعب بالوحي الشریف یستهویها ویستعذبها ضعاف النفوس من جهلة الشیعة وحمقتهم تلك الطریقة التي تجعل من الشیطان عبداً تقیّاً وأن لقمان خیرٌ من محمدٍ صلی الله علیه وسلم ..!! وماالعجبًُ والاستغراب في ذلك ....؟! ألم ینزلِ الله تعالی سورةً باسم لقمان ..؟ فإذا قلنا لهم : إن في القرآن کذلك سورة باسم محمد صلی الله علیه وسلم فتراهم عندئذ یقولون لك « قالوا قلوبنا في أکنةٍ لما تدعونا الیه وفي آذاننا وقرٌ ومن بیننا وبینك حجاب ..» فصلت: آیه – 5 .
هذهِ هي طریقة الشیعة وأسلوبهم الذي یتمیزون به عن غیرهم .!
إنهم لا یهتمون ویراعون بالذکر إلا ما تهواه أنفسهم ولو کان ذلك الشيء باطلاً مخالفاً للحق الذي أنزل ولو کان ذلك الشيء هو الحقیقة بعینها فسبحان من ألهم النفوس فجورها وتتقواها .!
ثم تعالوا لنعید النظر کرّةً أخری فالأمر لم ینتهي عند هذا الحد فحسب فإن عابد الشیطان عندما یذکر محاسن شیطانه و فضائله حسب ما یذهب إلیه من تأویل لآیات الله تعالی حینما تقول له أذکر مساوئه التي وردت في کتاب الله کما ذکرت محاسنه ؟
أجابك قائلاً : أنا لا أقبل اوأؤمن بکل ماجاء في هذا القرآن..!!! واذا قلنا لعابد لقمان أنظر إلی سورة محمد ....! قال : لا أقبل کل ما جاء في هذا القرآن .......!
وإذا قلنا لعابد علي : إن ما ورد من فضائل علي صحیح مسلَّمٌ به ، فانظر کذلك الی ماورد وجاء من فضائل في أبي بکر وعمر عند أهل السنة ...؟ قال: أنا لا أقبل جمیع ما یرد من الاحادیث وإنما أقبل ما اتفقنا فیه واشترکنا في قبوله...!!! ألم تکن الآیة التي أستجیب فیها دعاء الشیطان من المشترکات التي بیننا وبین عباد الشیطان أیضا..؟؟!
فلم یکن من حق الشیعة أن تذکر الأدلة الواردة في فضل علي من کتبنا ثم تقول
لنا : إنکم شهدتم بأنفسکم على ما لعلي من فضل ومناقب وکرامة وبهذا نستنتج : أن علیاً أفضل من ابي بکر...!! ألم تذکر تلك الفضائل نفسها بل وأکثر منها في أبي بکر وعمر...؟!! ألم تثبت الروایات الصحیحة والسنن الثابته أن أبابکر أفضل من علي.؟ وبهذا نعلم علماً لا یخالجه شك أن طریقة الاستدلال هذه عبث لا طائل من وراءه ، ولکنهم یعتقدون بهذرهم هذا وترهاتهم الدائمة واستدلالاتهم الباطلة التي یمجها کل عقل سلیم أنهم سوف یقنعون غیرهم بهذا الغثاء ومحال ذلك.
التاسع : التأویلات الباطلة وتشویه الحقائق
ذکر الامام الذهبي في کتابه میزان الاعتدال تلك الاحادیث الضعیفة والمکذویة التي عند الشیعة وذلك لفضحهم وکشف زیفهم والتحذیرمنها ، ثم ردّ علی تلك الاحادیث وأبطلها .
وقد عرف عن الشیعة أنهم یذکرون قول القائل دون الاشارة الی مراد القائل نفسه من هذا القول..!! کقولهم : ذکر هذا القول أو ذاك الامام الذهبی في کتابه میزان الاعتدال وقال : كذا وكذا..... وهم بذلك کمثل قائلاً یقول : أن الله تعالی يقول في كتابه المجيد وفرقانه الحميد « أنا ربکم الاعلی » فیفهم منه أن الله تعالی يقول : ( ان فرعون هو الربّ.....!! ) علی الأقل هکذا یفهم من الآیه ، فهل هذهِ هي الطریقة العلمیة الصحیحه أم أنه المکر والکید والحیله....؟ فعلی المؤلف أن یعرف هذهِ الحقیقة جیداً أنه یکذب ویرید بهذهِ الطریقة المنحرفة الزائفة إضلال المخاطبین وخداعهم.... !!
العاشر :النقل عن الصوفیة والاستشهاد باقوالهم .
إن المؤلف لا يكاد يكف عن الإستشهاد والإستدلال علی ما یرید بأقوال من لا یراهم أهل السنة أهلاً للإحتجاج بأقوالهم والاستدلال بها وذلك مثل الإحتجاج بأقوال الصوفیة عبدة القبور من امثال ابن حجر المکي وهو صوفي متعصب وعداءه عداء سافر لعلماء أهل السنة والطعن بهم وسبهم ولعنهم ومن أمثال هؤلاء العلماء الذين تطاول عليهم شیخ الاسلام ابن تیمیة یرحمه الله ومن المعلوم فإن هذه السیاسة واقصد بها سیاسة السب والطعن واللعن من الخصال التي یحبها الشیعة ، ویسیل لها لعابهم ، مع أن الشیعة وللآمة طبعهم ودناءة أصلهم یغضون الطرف عن أقوال ابن حجرهذا وهو یری کفرهم ویلعنهم لعناً شدیدا ً.....!! ولکن ذلك کله لا یهمهم مادام إنه وإیاهم علی عقیدة واحدة فالصوفیة بالجملة لا تختلف عن الشیعة في المنهج والمعتقد.....!!
الحادی عشر: لا حظ للشيعة من العلم في کتاب الله تعالی وسنة نبیه صلی الله علیه وسلم والفقه فيهما .
وهذا أمر واضح والتفاوت بیننا وبینهم عظیم في فهم معاني الکتاب والسنة وهم إن نقلوا عن أهل السنة حدیثاً فهم لا یدرکون ولا یفقهون منه تلك المعاني والاحکام التي أنعم الله بها علی أهل السنة، بل ویفسرونها بما یتفق مع أهوائهم وما یؤمنون به من عقائد فاسدة ، فلو کانت لدیهم ذرة إنصاف وعلم وحکمة لنقلوا عنا تفسیر هذا الحدیث وشرحه کما نقلوا عنا
متنه .......؟! وها أنذا أستعین الله تعالی بعد أن اطلعت علی هذا الکتاب ورأیت ما فیه من طعن
وسب وشتم وادعاءات کاذبة واتهامات باطلة وتحریف لمعاني الکتاب والسنة وافتراء علی علماءنا وأئمتنا بکتابة هذه الاجابات الشافیة وتفنید ما جاء فیه من هذه الاباطیل والتخرصات والدعاوی الکاذبة ، وسأقوم بعد عون الله وتأییده وتضرعي الیه جل في علاه أن یلهمني الصواب والسداد في الإجابة والرد علی هذا الأفاك الأثیم وقد حاولت وسعیت جاهداً ألا أدع اعتراضاً واحداً الا وقد رددت علیه وبينت زيفه وکشفت عن مقصده وما يرمي اليه قائله والحمد لله رب العالمين فمنه العون والتوفيق.
الإدعاء الاول وقوله : أهل السنة قاموا بتحريف كتبهم ورفع كل حديثا أو محوه بالكلية إن وجدوه لا يوافق هواهم ومذهبهم ، ثم تراه يضرب مثالا على ذلك ويقول : عندما تم طباعة كتاب تفسير الكشاف لجار الله الزمخشري عام 1319 وقد ذكر فيه مؤلفه عدة أبيات شعرية ، ولكننا لم نر لهذا الشعر من أثر في طبعة هذا التفسير عام 1373 هجرية ....!! ثم يصل في النهاية الى هذه النتيجة فيقول : إذا ما ذكرت لكم قولا ما قد ذكر في أحد كتب أهل السنة ولم تجدوه فاعلموا أنهم إما غيروه أو حذفوه ...!!
الرد علی هذا الإدعاء من عدة وجوه :
الأول :
هذا ادعاء باطل ومردود ولا حقیقة له بحمدالله تعالی ، ولیس لذلك وجود الا في رأس هذا المدعي المأفون ، فکتبنا وأصولنا لم تتعرض للتحریف أوالتبدیل ، ومن اطلع علیها وأمعن النظر فيها علم أن هذا القول لا أساس له من الصحة بل محال ، فهذه المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة وقد تکون خمسة مذاهب اذا اعتبرنا أن المنهج السلفي منهجاً ومذهباً مستقلاً عن المذاهب الاربعة الأخری، وهذه المذاهب کانت ومازالت فی سعي حثیث ودائم لأثبات أن الطریقة أوالمنهج الذي یتبعه هذا المذهب أوذاك هو المذهب الصحیح والأمثل والأقرب الی هدي المصطفی صلی الله علیه وسلم وسنته، فلو کان التحریف ممکناً في کتب أهل السنة والجماعة وأصولهم لرأیت للأحناف صحیحاً للبخاري وللشافعیة صحیحاً آخر وهکذا بقیة المذاهب الأخری ولحاول کل مذهب أن یحذف من البخاري تلك الأحادیث التي لا توافق هواه ومذهبه ..!!
ولکننا بطبیعة الحال نری أن لجمیع المسلمین في الشمال والجنوب والمشرق
والمغرب بخاري واحد ومسلم واحد وترمذي واحد ونسائي واحد ، فبناءاً ما تقدم یعلم بمالا یدع مجالاً للشك أنه لا مجال ولا مکان للتحریف أوالتبدیل في کتبنا وأصولنا والحمدالله .
الثانی:
لا أعرف ولا یعرف كل عاقل على وجه البسيطة ما هوالجرم الذي ارتکبه أهل السنة بحقکم وأنتم تحاولون جاهدین التشهیر بهم والکذب والأفتراء علیهم ..؟ هل تریدون الغلبة وإسکات صوت الحق الذي جعله الله عل لسانهم..؟ إنکم تحاولون بکل ما أوتیتم من قوة تحقیق ذلك ولکن هیهات هیهات ، فإن الاتباع والتعلق بأذیال أولئك الذین لا صلة لهم بأهل السنة البته بل أن أهل السنة بریئون من هؤلاء وقد بینوا للجمیع ما هم علیه من الباطل والضلال ولکنکم تذکرون هذه الأمثلة والجمل من أقوالهم لتوهموا الناس أن هذه هي أقوال أهل السنة والجماعة....!!!
هل ترید أن تجعل من یخالف السنة من أهلها..؟ إنه منا بريء ونحن منه برآء..
وأما ما ذکرته من الشعر وأنك ادعیت أنه قد حذف جملة منه فانظر ماذا قال فیه
إذا سـألوا عن مذهبي لم أبح به وأكـتمه ، كـتمانه لـي أسـلم
فـإن حـنفيا قلت ، قالوا بأنني أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مـالكيا قـلت ، قالوا بأنني أبـيح لـهم أكل الكلاب وهم هم
وإن شـافعيا قـلت ، قالوا بأنني أبـيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حـنبليا قـلت ، قالوا بأنني ثـقيل حـلولي بـغيض مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه يقولون : تيس ليس يدري ويفهم
تـعجبت مـن هذا الزمان وأهله فـما أحـد من ألسن الناس يسلم
وأخـرني دهـري وقدم معشرا عـلى أنـهم لا يـعلمون وأعلم
هذا الشعر الذي ذکرته في الصفحة (523) من کتابك حیث أتهمت فیه أهل السنة بأنهم یعتبرون ویعتقدون حلَ لحم الکلاب وأنهم یجیزون نکاح بناتهم وانهم مجسمون فبالله علیکم .... هل من یقول بهذه الاقوال ویعتقد صحتها یحسب علی أهل السنة...؟ من قال بذلك ..؟ اللهم إن هذا باطل لا نرتضیه ها أنذا محمد باقر وقد کنت من الشیعة وقد هداني الله تعالی وکتبت هذا الکتاب للرد علی الشیعة ، فهل یحق لسنيَ مغرض مثلا أن یستدل بأقوالي هذه مخاطباً الآخرین : أنظروا هذا محمد باقر الشیعي ماذا یقول ..؟ إنه یقول : إن عمر رجل صالح وطیب..؟!! ویعتبر ذلك دلیلاً له من کتب الشیعة علی صلاح عمر وعدله واستقامتة وإن أردتم التأکد فارجعوا الی کتاب ( أیام بیشاور ) ..؟!!!!!.
فجارالله الزمخشري هذا عند أهل السنة رجل معروف باعتزاله وضلاله ولا وزن له عندنا ، أما مؤلف کتاب ( لیالي بیشاور ) فإنه یعتبر ذلك الشخص الذي قال : إن أهل السنة یجیزون وطء بناتهم ویعتبر صاحب هذا القول الباطل من أهل السنة کما ذکر في عدة من صفحات کتابه وأن أهل السنة یقولون ذلك : لقد کان علي علی الحق و عمر علی الباطل..؟!!
الثالث :
إذا کان أهل السنة یحرفون کتبهم ، و یفضحون أنفسهم امام الملأ بمثل هذه الأقوال والآراء الفاسدة ، فکان الأولی بکم یا معشر الشیعة أن تغتنموا هذه الفرصة الذهبیة فتضربوا ضربتکم القاضیة وتقضوا علیهم بعرضكم أقوالهم المنحرفة وآراءهم الباطلة ، حتی لا تدعوا لهم متنفساً أو فرصة للرد علیکم ، ولکن دعوني أقول لکم : أنَی لکم ذلك ..؟ فإن ما تعتقدونه في أهل السنة خیالات وأوهام لا تلبث أن ينقشع غمامها أمام نور القرآن وهدي السنة المطهرة وشمسها المشرقة ، فهذا التحریف الذي تزعمونه وتدعونه لا وجود له ولا حقيقة ، وهذه کتب أهل السنة تطبع لیل نهار في مختلف البلاد وبشتی الألسنة والأمصار، وکل طبعة منها تجد لها نسخاً أصلیة محفوظة في مخازن الکتب المشهورة والمتاحف المعروفة ، فهل مع هذا کله تکون کتبنا عرضة للتحریف أو التبدیل...؟ هل یعقل أن أهل السنة کلهم یتفقون علی تحریف وتبدیل کتاب ما بغض النظر عن اختلافهم الکبیر وتباین آرائهم..؟
أقول : کیف یمکن ذلك ثم یخفی ذلك علی الأعداء ولا یطلعوا علیه مع اختلاف مقاصدهم ومشاربهم وکثرتهم ...! یا لجرأته وکذبه وافتراءه...؟؟!!
یقول مؤلف لیالي بیشاور : کل سند ذکرته في کتابي ولم تجدوه فذلك دلیل علی صدقي وکذب أهل السنة ....!! ألا یستطیع کل کاتب ومؤلف إن أراد أن یمرر افتراءاته و أکاذیبه علی الآخرین أن یدعي مثل هذا الادعاء .....؟
وبهذا لا یکون هناك حاجة ولا اعتبار یذکر لسند الحدیث من جهة ، ولتجنب الانتقاد والطعن به والتشکیك في أقواله من جهة أخری...؟!!!.
والآن وبعد أن رأینا وسمعنا کل هذه الدعاوی الباطلة، ألیس من حقنا أن نشکك في نیة المؤلف وقصده وما یرمي الیه من وراء هذه الأقوال والآراء الباطلة ...؟
استحلفکم بالله الذي لا اله غیره .. هل سمعتم یوماً أنهم أجازوا نکاح البنات
والمحارم..؟ إنه لم یکتف بهذا القول الذي یشهد علی کذبه وعظیم جرمه وافتراءه حتی جعل ذلك عنواناً لکلامه و دلیلا ً لمراده... ثم یعود ثانیة لیقول : إن أهل السنة قد حرفوا کتبهم وبدلوها ... !! أین حدث هذا....؟ ومتی...؟
هل سمعتم أو قرأتم وعلی مرالعصور وکر الدهور أن سنیاً نکح ابنته...؟
هل شاهدتم أوسمعتم کذاباً أشر أدهی وأمر من هذا الزمخشري ومؤلف کتاب « لیالي بیشاور » ذلك الماکر اللئيم .....؟
الإدعاء الثاني وقوله: فصرح ابن أبي الحديد وغيره من كبار علمائكم ممن شرح نهج البلاغة
أنه (ع) عنى بهذه الأوصاف معاوية عليه اللعنة ، فهو الذي لما غلب على الشيعة وأصحاب الإمام علي (ع) أمرهم بسبه ولعنه والتبري منه صلوات الله عليه وقتل من أبى منهم وامتنع مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
ولقد دامت هذه السنة السيئة والبدعة الميشومة ثمانين سنة على المنابر والصلوات وفي خطب الجمعات .
ردنا عليه :
هذا محض کذب وآفتراء لا أصل له ، فکیف یرضی الامام الحسن لنفسه أن یتصالح مع رجل کان یسب أباه ویأمر بسبه علی المنابر...؟!! ولکن الحق الذيِ رأیناه وعرفناه من کتبنا أن معاویة حینما بلغه الخبر بوفاة علي بکی وحزن ، وعندما قالت له زوجته : بالأمس کنت تحاربه والیوم تبکي علیه ......؟!! فأجابها قائلا ً: لا یعرف الناس أي رجل فقدوا....؟! والحقیقة هوأنکم من مبغضي معاویة
ومحبي الفتنة ، وبهذا فلا ولن نقبل أو یقبل أحد من العقلاء قولکم ودعوا کم هذه.
الإدعاء الثالث وقوله : لا يعلم أو يعرف لمعاوية اسم أو أثر ولا رسم بينما تجد أئمتنا هم أصحاب المشاهد والضرائح المشهورة والقبب الرفيعة .
نعم لقد اندثر كل معلم يدل على معاوية أو قبره وما ذاك إلا دليل واضح بين على ما كان عليه من الباطل ، معاوية هذا لا يعرف أحد قبره بينما رقية الصغيرة فقبرها معروف مشهود لدى جميع الناس يستلهمون ويستمدون منها ..................... )
ردنا عليه :
إن الاستعانة أو الاستغاثة واللجوء الی القبر من جهة وإبرازه والبناء علیه ونصب القبب کل ذلك لا یکون دلیلاً علی إثبات حق أو بطلانه فإن کثیراً ممن تعتبرونهم أنتم أنهم من أهل النار مثل عبدالرحمن الجامي وعبدالقادر الجیلاني ولینین وفرعون فکلهم أیضاً قد بنیت لهم القبورالعظیمة ونصبت علیها القبب وجعلت لها تلك الصروح المزخزفة ، فهذه الأعمال کلها لا تکون دلیلاً علی أن صاحب هذا القبرعلی الحق أوالباطل ....! وإنما یرجع ذلك الی ما یعتقده الناس ویؤمنون به ، أما نحن فنعتبر أن بناء القبة علی القبور وتعليق السرج عليها وتزیینها بدعة لا یرتضیها شرع وأما الاستعانة بها فهذا شرك لامراء فیه .
نعم : إن لمعاویة قبر ومشهد معلوم وکذلك لغیره من الصحابة والصالحین وهو عمل لا نرتضیه ولا نحبه ولکننا في نفس الوقت لنا قبوریین مثلکم.....!!
الإدعاء الرابع وقوله: إن بعض أهل السنة يذمون عليا ويعتبرونه إنسانا ضالا ...!!! ومنهم السني الفلاني ..؟؟! .
ردنا عليه :
کل من سبَ علیاً فهو عندنا من الشیعة لأن سبَ الصحابة عموماً خصلة لا نعلمها ولا نعرفها إلا عند الشیعة .......!! وأما أهل السنة فلله الحمد لا یسبون أحداً من الصحابه ولا سیَما علیا ً، و ذلك لما له من المکانة العالیة والمقام الرفیع عندهم ، کما أنه من الخلفاء الراشدین الأربعة ، ومع ذلك فإن الشیعة مازالوا یتهمون السنة بسب علي َ، ذلك في حقیقة الحال لیس الا تحریضاً واستفزازا لمشاعرالسذجة والجهلة من أتباعهم وإشعالا ً للفتنة وتهییجاً لها....!
إن الجمیع یعلم وأنتم کذلك تعرفون ذلك ، إننا لا نکره أو نبغض من قتل حمزة رضي الله عنه مضغ کبده ، بل نعتقد محبتهما واحترامهما ، وذلك لأنهما تابا
وأسلما وهم من الصحابة الذین یشهد لهما بالخیر في آخر أمرهما ، فهل یعقل أو یمکن بعد ذلك أن ندع وننهی غیرنا من سبَ مثل هؤلاء ثم نسبَ علیاً وهو ذلك الصحابي الجلیل وابن عم النبي صلي الله علیه وسلم وختنه آمن به منذ أن کان صغیراً وجاهد معه وقدم نفسه فداءا ً لنبي الهدی والرحمة وهو کذلك والد سبطیه
وریحانتیه في الدنیا ومن أهل بیت النبوة......؟!!
هل مثل هذا یسب او ینتقص....؟
ألم تقل وتذکر في إحدی صفحات کتابك أن أهل السنة لا یسبون أحداً من أهل البیت بل إنَهم یحبون علیا ً. .؟؟! فلماذا بعد هذا تنکص علی عقبیك وتناقض نفسك...؟!!
الادعاء الخامس وقوله:
السنة وكتمان الحقيقة
هذا حسن هيكل نراه لم يذكر شيئا عن مسألة غدير خم في كتابه ( حياة الرسول ) في حين أن الكثير من علماء أهل السنة مثل سبط بن الجوزي والثعلبي قد عرجوا على هذا الموضوع وذكروه في كتبهم.
ردنا علیه :
مما لا شك فیه فإنه قد جاء في کتبنا حدیث الغدیر ( غدیر خم ) ولکن لیس بالصورة التي أنتم تعتقدونها وتقولون فیها: أن النبي صلی الله علیه وسلم في هذا الحدیث قد ذکر إمامة علیه وأوصی له وجعله خلیفته من بعده ....! هذا هو حدیثکم أنتم ..!! وسواء قد ذکر هذا الحدیث هیکل في کتابه أم لم یذکره فلا نجد لذلك ضرورة تذکر ، فإن هذا وأمثاله لیسوا من العلماء والأئمة الذین یکون کلامهم حجةً علی غیرهم ، ویجب أن یعلم کذلك فإن هیکل لم یکن یوماً من الشیعة !!
الإدعاء السادس وقوله : إن الكثير من أعلامكم وكبار علمائكم ، منهم : أبو إسحاق الثعلبي والذي تحسبوه أمام أصحاب الحديث في تفسير القرآن . قد وافقنا القول بأن هذه الآية نزلت في شأن الإمام علي( ع ) .
ردنا علیه :
تفسیر الثعلبي لا یعتبر من التفاسیر المعتمدة عند أهل السنة والجماعة ، حیث ذکر الإمام المفسر ابن کثیر رحمه الله فقال : « هذا التفسیر قد جمع الکثیر من الاحادیث الموضوعة والمکذوبة ، وجاء فیه بالکثیر من العجائب والغرائب »
هذا ولیعلم أن الثعلبي لم یکن شیعیاً ، ولکن کتابه لم یکن له قیمة علمیة ذا بال الی درجة یصح الاعتماد علیه فیما یورده من مقالات وآراء ، کما قال عنه الامام ابن الجوزي کذلك : « تفسیر الثعلبي لم یکن به بأس لولا ما جمع فیه تلك الاحادیث التي لا طائل من ورائها ولا جدوی » فالثعلبي حاطب لیل کما أسماه بذلك شیخ الاسلام ابن تیمیة ، وذلك لأنه جمع في تفسیره تلك الأحادیث دون تثبت أو نظر الی صحة الحدیث او ضعفه وذلك ما جعل الشیعة یجدون فیه مرتعاً خصباً لکشف وإظهار تلك الأفکار والآراء المنحرفة المغلوطة لکي تکون لهم عوناً لتأیید ودعم مذهب الشیعة وأفکارهم السقیمة .........؟!!
الإدعاء السابع وقوله: سبط ابن الجوزي وهو من أعلامكم ، ولا يشك أحد في التزامه بمذهب السنة والجماعة ، بل تعصبه في ذلك ، وقد اشتهر بدقة النظر والاحتياط في صدور الحكم في مثل ما نحن فيه ، قد ذكر في كتابه تذكرة خواص الأمة في ص36 فنقل قول الغزالي في الموضوع من كتاب سر العالمين ونسبه إليه من غير تعليق أو تشكيك ونقل عنه العبارات التي نقلتها لكم حول الصحابة والخلافة ، وحيث أن سبط ابن الجوزي لم يعلق على عبارات الغزالي بل استشهد بها فيعلم أنه أيضا موافق لذلك الكلام ومؤيد له .
ردنا علیه :
لا تظنوا أو یظن القارئ الکریم أن المقصود بذلك هو ذلك الامام المعروف والزاهد الورع الامام ابن الجوزي صاحب التفسیر المشهور ( بزاد المسیر ) وصاحب الکتاب القیم « تلبیس ابلیس » وغیرها من الکتب القیمة
وإنما المقصود بهذا المذکورهوسبط ابن الجوزي واسمه یوسف بن قزعلي ویکنی بأبي مظفر ، وقد ذکره الامام الذهبي في کتابه القیم ( میزان الاعتدال ( 7 / 304 ) فقال: « نقل عن جده الامام ابن الجوزي أکاذیب کثیرة ، وقد توفي سنه 656 في مدینة دمشق ولما وصل خبر وفاته الی الشیخ محي الدین السوسي قال : لا غفر الله له ، لأنه مات علی مذهب الرافضة وقد کتب سبط ابن الجوزي هذا کتاباً دعا فیه الی مذهب الرافضة ، ولما رأی الامام الذهبي کتابه هذا تیقن أنه کان رافضیاً..!
وقد ورد ذکر آسمه کثیراً في کتاب لیالي بیشاور وإذا رجعتم الیه سترون حقیقیة ذلك .
مما لا شك فیه فإن الشیعة المکرة الدهاة یستفیدوا من هذه الکتب فائدة کبیرة جداً ویجعلون ما ورد فیها من هذه الاکاذیب دلیلاً وشاهداً علی تبجحهم واستهتارهم معلنین علی الملأ أن سنیا منا شهد لهم علینا ، وهم لا یذکرون ولا یصرحون لنا وللآخرین ما آسم هذا الشاهد وما حقیقته وما أصله ..؟ طبعاً هم یفعلون ذلك لیوهموا السامع والقاریء أن المقصود بذلك هوالامام المشهور ابن الجوزي....!!! هذا وقد اکثر مؤلف کتاب لیالي بیشاور من الاستشهاد بأقوال هذا المنحرف الضال سبط ابن الجوزي وأما النقل عن الصحیحین والکتب الست ، فإنه یفرمنها فرار الشیطان من قول بسم الله وكل ذكر فيه اسم الله ......!!
الادعاء الثامن وقوله : قال الإمام الشافعي : ( إن الأعداء ـ أهل السنة ـ كتموا الكثير من فضائل علي ..) ..!! .
ردنا علیه:
تدعي إنه ما من کتاب من کتب أهل السنة إلا وقد ذکروا في کتبهم روایات وأحادیث في فضل علي رضي الله عنه ....! وقد زعمت أن صاحب هذا القول هوالامام الشافعي رحمه الله أحد الأئمة الأربعة...! إذن نفهم من هذا ونستنتج حسب هذا القول أن أهل السنة والفضل لله من أشد الناس محبة لأهل البیت فکیف تجتمع محبة قومٍ وبغضهم في آن واحد ...؟ ألیس هذا تناقض بین وقول ظاهر الفساد والبطلان ..؟
فأنا حینما أقول : إن الرسول صلی الله علیه وسلم قد جعل علیاً خلیفته من بعده
ولکنني مع ذلك أکتم هذا القول وأخفي هذه الحقیقة ..؟ ألم أکن شئت أم أبیت
متناقضاً في أقوالي ..؟ وأن آخر هذا القول یبطل أوله......؟!!
الادعاء التاسع وقوله: إن أهل السنة قد ذكروا في كتبهم مداعبة الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة ومزاحه معها .
ردنا علیه :
هذا کذب وافتراء ...! فإن أهل السنة والحمد الله والفضل له وحده ما نقلوا للأمة إلا ما فیه هدایتهم وخیرهم وتعلیمهم دینهم وهدي نبیهم علیه الصلاة والسلام ، ومثال ذلك هذا الحدیث الصحیح : عن عائشة رضي الله عنه قالت : کان النبي صلی الله علیه وسلم یقبلني وأنا صائمة وهو صائم » أبو داود 1 / 374 ) وأحمد (6 /179)
وهذا الحدیث دلیل واضح علی جواز قبلة الصائم لأهله
والحکمة في نقل هذا حدیث وإخبار أم المؤمنین بذلك هو تعلیم الأمة هدي نبیها
وما یجوز لهم في دینهم وما لا یجوز، ولیس في ذلك إفشاء لسرالرسول صلی الله علیه وسلم البته ....! کما أنه لا یفکر في ذلك أو يقول به إلا من کان في قلبه مرض - عافانا الله والمسلمین من ذلك .
الإدعاء العاشر وقوله: لا اعتراض لأحد من أهل السنة على علي .
ردنا علیه :
هذا صحیح ، ولکنك في الوقت نفسه قد ناقضت نفسك ، إذ أنك قلت في الإدعاء الرابع ما یخالف هذا ....! فارجع الیه وأمعن النظر فیه لتعرف خطأك.! ولکن صدق من قال - الکاذب ضعیف الذاکرة - .
الإدعاء الحادي عشر وقوله : مصاحبة أبي بكر للرسول صلى الله عليه وسلم في الغار لا يثبت أحقيته بالخلافة ..
ردنا علیه:
جمیل منك أن تعترف وتقر برفقة أبي بکر لرسول الله صلی الله علیه وسلم
وصحبته في الغار ، ولکن أنی للشیعة أنی یقبلوا منك هذا القول فإنهم علی اختلاف فرقهم ونحلهم وأخص منهم بالذکر شیعة القرن الواحد والعشرین ینکرون أساساً هذه الفکرة والمقولة التي تقول : إن المقصود بهذه الآیة هوأبوبکر الصدیق المعروف عندنا إنما القول الراجح عندهم : أن ذلك أبوبکر آخر.....!! أنا أجزم أن هؤلاء الشیعة هم أعقل منك بکثیر.. وهذا أمر لا شك فیه ، أتعرف لماذا ....؟
نعم ، لأنهم یعلمون جیداً أن الأقرار والقبول لصحبة أبي بکر للنبي صلی الله علیه وسلم في الغار تستلزم أحد أمرین لا مفر منهما ، وکلاهما علقم في حلوقکم ، فإما أن یکون أبو بکر جدیراً بالخلافة والإمامة بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم
وإما یدل ذلك علی صدق إیمانه رضي الله عنه وإخلاصه وعلی ثقة النبي صلی الله علیه وسلم واعتماده علیه وصحبته له في المهمات والملمات ....! نعم ، إن شیعة القرن الواحد والعشرین یرفضون قولك هذا وینکرونه إنکاراً تاماً ، بل إنه قول لا أساس له عندهم ، فأبوبکر المشهور والمعروف عند المسلمین لا یمکن أن یکون صاحب النبي في الغار کلا وحاشا أن یکون کذلك ....؟؟!!!
الإدعاء الثاني عشر وقوله: إن إمامة ابي بكر بالناس لا تدل على استحقاق أبي بكر بالخلافة وأهليته لها ، ولنضرب لذلك هذا المثل : لو أن ملكا كلف أحدا من رعيته أو أقاربه لينوب عنه في الإفتتاحات والمناسبات الرسمية ولم يرسل ولي عهده وخليفته مثلا ، فهل يحق لهذا المكلف أن يدعي الخلافة وولاية العهد بعد الملك ..؟؟ أنصفونا في الحكم : إمامة الناس في عدة صلوات وقضاء أيام معدودة مع النبي في الغار هل تؤهل أو ترفع أبا بكر الى تلك المنزلة الرفيعة التي يحضى بها علي ومع كل تلك الأحاديث التي وردت في فضله وشأنه وعلو منزلته ..؟؟؟! كيف يستويان ..؟؟
ردنا علیه :
إن منصب الإمامة منصب عظیم وخطیر في الإسلام ولذلك فقد اعتنی الاسلام بها عنایة کبیرة وأولاها إهتماماً کبیراً وأهم أرکانها وأعظمها هوإمامة المسلمین في صلاتهم والتي هي الرکن الثاني من أرکان الإسلام ومن هنا یفهم المسلم لماذا لم یکن أحد من البشر ينوب عن النبي صلی الله علیه وسلم في إمامة الصلاة بحضوره ولو کانوا هم الصحابة أنفسهم رضي الله عنهم ، کما إن النبي صلی الله علیه وسلم لم یأمر أحدا بذلك وقد أخذ الخلفاء الراشدون الأربعة کلهم بهدي النبي صلی الله علیه وسلم وعملوا به فکانوا یقومون بهذه الوظیفة الخطیرة بأنفسهم
و لم یمروا أحداً یقوم بهذا لمهمة نیابة عنهم ، وأعظم دلیل وأوضح برهان علی تلك الأهمیة أنهم قاموا بها حتی الرمق الأخیر من حیاتهم ، فهذا الخلیفة الراشد الثاني والخلیفة الراشد الرابع کلاهما لقیا مصرعهما في محراب المسجد وهم یقومان بأداء هذه الوظیفة والأمانة العظمیة ......!! ومما تجدر الاشارة الیه أن الحسن حینما تولی الخلافة بعد أبیه رضي الله عنهما لم یکن لیسمح لأحد أن یؤم الناس سواه إذن فمنزلة الإمامة ووظیفتها لها مکانة سامیة ومهمة في الاسلام ..!
نعم إن النبي صلی الله علیه وسلم أمر أبابکر رضي الله عنه أن یؤم الناس بالصلاة حین مرض واشتد به مرضه ، ولم یقدم أو یأمر بتقدیم أحدٍ غیره من الصحابة وقد کان علي أحدهم حیث آئتم بأبي بکر رضي الله عنه ، وفي هذا إشارة واضحة
دلیل قاطع علی تقديم أبي بکر رضي الله عنه علی سائر الصحابة رضي الله عنهم. وإن ما ذکرتموه لا یصح دلیلاً لکم في هذه المسألة والصحیح هو أن تقول : لو أن ملکاً أرسل مندوباً له ومبعوثا في مهمة من مهامه ، ثم أمر وکلف ولي عهده بمرافقة سفیره ومبعوثه وأمره أن یکون تحت أمرته ولا یخالفه في شيءٍ من أمره فکون المبعوث آمرا وولي العهد مأموراً لا یعني ذلك أنه اکثر منه رتبةً أوأعلی منه منزلة .....! وبهذا یتضح بطلان قولك في تقدیم علي علی أبي بکر رضي الله عنها.
مع أن علیاً قد آئتم بأبي بکر في صلاته وفي هذا دلیل علی افضلیته وعلو رتبته لا أدري لمه أتعبت نفسك وأثقلت ظهرك بما لا تطيقة وبما لا طائل من وراءه.....؟
حیث قمت بإیراد الأحادیث الکثیرة من کتب أهل السنة و نثرتها في کتابك ، فعلت كل ذلك لا لشيء إلا لتثبت الأفضلیة لعلي وتقديمه علی أبي بکر .....؟!! وهب أنك قمت بذلك ، فلماذا إذاً أغمضت عینیك عن تلك الأحادیث الکثیرة التي وردت في فضل أبی بکر رضي الله عنه ...؟!! لقد کان یکفیك حدیثاً واحداً لیردك الی صوابك ورشدك ولکي تعلم منه أن علیاً رضي الله عنه لا یمکن أن یصل الی رتبة أبي بکر ومنزلته ، والیك هذا الحدیث « حدثنا أنس بن مالك أن أبابکر الصدیق حدثه قال: نظرت الی أقدام المشرکین علی رؤوسنا ونحن في الغار ، فقلت : یا رسول الله لو أن أحدهم نظر الی قدمیه أبصرنا تحت قدمیه ، فقال صلی الله علیه وسلم : « یا أبابکر ما ظنك باثنین الله ثالثهما...؟» رواه البخاري ومسلم .
أیها المخادع الماکر أنك طالعت کتبنا وقرأتها فلا بد إنك قد رأيت هذا الحدیث أیضا فلا یعقل أبدأ أنك تنکر أو تجهل مثل هذا الحدیث المشهور في کتبنا...؟!!.
الإدعاء الثالث عشر وقوله: أهل السنة وضعوا الحديث واختلقوا الرويات في فضائل أبي بكر .
ثم يذكر لنا حديثا جاء فيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ......) ثم يقول بعده : هذا الحديث من المختلقات والموضوعات بل هو حديث مزور ، نعم أهل السنة هم من شهدوا وقالوا بذلك ...!! .
ردنا علیه :
أقولها بکل صدق ویقین وأشهد الله علی ذلك ، نعم . إنك کذاب ، لان أهل السنة یعتبرون هذا الحدیث من الأحادیث الصحیحة عندهم ، وکیف لا یکون کذلك وقد أورده البخاري في صحیحه...!!! فهل یعقل بعد هذا أن یقول سني َ: إن هذا حدیث موضوع او مصنوع ..؟!! وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه یحدث عن النبي صلی الله علیه وسلم أنه قال : « لو کنت متخذا خلیلاً لا تخذت أبا بکر ولکنه أخی وصاحبي ، وقد اتخذ الله عزوجل صاحبکم خلیلا ً» أخرجه مسلم ( 7 | 108 ).
وهکذا فقد خصه بتلك الأوصاف التي تدل علی أرقی وأعلی درجات المودة والمحبة وأنبلها ألا وهي الخلة...!!!
وبهذا تعلم أیها المکار أن أهل السنة یرون هذا الحدیث من أصح الصحیح عندهم.! ولم لا....؟! ألم يكن من الأحاديث التي التفق الشیخان علی أیراده فی کتابیهما اللذین هما أصح الکتب المصنفة ، وأما الأحادیث التي أوردتها في كتابك فأهل السنة یرون أن ( % 99 ) منها أحادیث ضعیفة لا یصح الإحتجاج بها أوالاعتماد علیها ، وأما النسبة الباقیة منها وهي ( 1% ) فقط فهذه أیضا لم تسلم من تحریفك وتزییفك وأنت تلوي أعناق النصوص النبویة لتجعلها موافقة لهواك ومرادك ....!!؟
کما إنك لم تلقي بالاً أوترعی سمعاً لأقوال أهل السنة وما جاء عنهم في تصحیح هذه الاحادیث أو تضعیفها ، فالأمر عندك سیان ، فما دام الحدیث یوافق هواك فهو صحیح مقبول في شرعك وهواك...!!! وإلا فنحن نعلم جیداً إنك لاحظ لك ولا نصیب من علم الحدیث وأصوله ، ولم تنل من برکته وشرفه ولا حتی أقل من القلیل .....! فسبحان الله الذي حکم وقضی ألا یحمل هذا العلم من کل خلفه إلا عدوله....؟؟! .
الإدعاء الرابع عشر وقوله : ليس هناك ما يثير العجب والإستغراب إذا علمنا أن نوحا قد عاش الف وأربعمائة عاما ، فما المانع أن يعيش المهدي مثل هذه العمر بالتمام والكمال ..؟؟ ولذلك فلا عجب بعد ذلك إن قلنا : إنه قد غاب منذ ما يقرب من ألف ومائتي سنة ..!!
ردنا علیه :
هل یمکن لفتاةٍ أن تلد بدون بعل کما ولدت السیدة مریم عیسی علیه الصلاة والسلام ..؟؟!
الاحتمال والامکان شيٌ ووقوع الأمرعلی الحقیقة شيٌ آخر ، فنحن نستدل علی طول عمر نوح علیه السلام من القرآن الکریم کما قال تعالی ( ولقد أرسلنا نوحاً الی قومه فلبث فیهم ألف سنة الا خمسین عاما» العنکبوت - 14 .
کما نستدل علی وقوع الحمل وهو أمر مخالف للعادة لمریم البتول من القرآن کذلك کما قال عز آسمه « قالت رب أنی یکون لي ولد ولم یمسسني بشر قال کذلك الله یخلق ما یشاء » آل عمران :47 .
أما أنت أیها المشعوذ الأفاك فلا دلیل لك من کتاب الله تعالی فیما تدعیه وتقوله الا الظن والمقایسات الباطلة وقد علم کل من له لب أن مثل هذه الأمور المهمة
والخطیرة لا تعدم دلیلاً لها من کتاب الله تعالی کما انعدم الدلیل فیه فلم یرد لعلي
ولا حتی لإمام زمانکم ذکر في کتاب الله تعالی....؟!!!
وأنت لا تزال تتبجح بتلك التفاهات لتجعل لإمام الزمان من المنزلة ما لنبي الله نوح بل لم تکتفي بذلك حتی فضلتم إمام الزمان علی نوح علیه الصلاة والسلام ....!!
وقد جاء في کتبکم أن نبي الله نوح علیه السلام هوالذي حفر قبر علي بیده ..!
ولهذا فأنت الآن تحتاج الی نوح علیه السلام لتثبت لنا الإمامة ..! وذلك بضرب مثل هذه الأمثلة والمقايسات الفاسدة .
الإدعاء الخامس عشر وقوله: كان للنصارى مطلق الحرية بأداء الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، بينما نجد الشيعة لا يملكون هذه الحرية في أداء الصلاة في مساجد أهل السنة ، ثم اضاف قائلا : لأهل السنة الحق في تقبيل أبواب الحرم وجدرانه ولكن ليس للشيعة مثل هذا الحق ..؟؟؟ ! .
ردنا علیه :
یقطن العاصمة طهران أکثر من مائة الف سنيَ ومع هذا فأنتم لا تسمحون لهم ببناءٍ مسجد واحد لهم فیها، فلم كل هذاالظلم والحیف والتمییز الذي تجاوز کل الحدود والأعراف ...؟ إنکم والحال هذه ماذا ستصنعون بنا وبالأمة کلها حینما تسیطرون وتحکمون مکة والمدینة ( لا قدر الله ذلك ) ...؟!!!
تعلمون جیداً ویعلم الجمیع أنکم سمحتم للیهود ببناء معابد لهم في طهران ولکنکم لم تسمحوا في الوقت نفسه لأهل السنة ببناء مسجد لهم ...؟؟!! .
فکیف بعد کل هذا الظلم والتجبر والطغیان والتعسف والعنجهية والوقاحة تتبجح
وتقول : بأن أهل السنة في مکة والمدینة لا یسمحون للشیعة بأداء شعائرهم
وعباداتهم هناك ، بینما هم یسمحون للسنة بذلك...؟! إن هذا کله محض کذب
وافتراء لا دلیل لك علیه ، فالناس کلهم هناك سواسیة في رحاب الحرم الطاهر فلا عنصریة ولا تمییز بین أحد وأحد ثم کیف یمکن ذلك...؟ هل کتب علی جبهة کل أحد هناك هذا سني وهذا شیعي ...؟ !! نعم إنهم ومن حرصهم وحبهم للدین والمحافظة علی جوهره وصورته المشرقة من أن تدنسوها بتلك المظاهر والعادات السیئة التي تقومون بها ، فقد منعوکم ومنعوا غیرکم من المسلمین سنة وشیعة من تقبیل الاحجاروالجدران والابواب وما الی ذلك من تلك المظاهر الجاهلیة التي تعج بها عقیدتکم المنحرفة ، وخاصة في عصر مؤلف کتاب ( لیالي بیشاور) فقد کانت الحکومة السعودیة آنذاك أشد حرصاً علی منع هذاه المظاهر المنحرفة ..! فالکذب الذي تتبجع به لا بد أن یکون له حد ..؟ ولکنك قد تجاوزت کل الحدود وشهد بکذبك واحتیالك القاصی والداني ....!
الإدعاء السادس عشر وقوله : سليمان البلخي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
إبتداءاً هلموا لنتعرف علی هذا العالم السني والذي یدعی سلیمان بن خواجة إبراهیم قیلان .....؟!!!هذا هو اسمه الکامل طبعا ً، أما بانسبة لألقابه فمنها : الحسیني والحنفي ، وقد کان علی الطریقة النقشبندیة ، والذي يسميه الشیعة أحیاناً بالحافظ الحنفي القندوزي و( قندوز) ولایة بجوار بلخ بأفغانستان ، ولا نرید أن نطیل بتعریف هذا الشخص فالنکرة لا یعرف الا في حالة خاصة .....! وهي في هذا الشخص قد انتفت تماما حیث لا یعرفه أحد في هاتین الولایتین ولا في أفغانستان کلها...؟!!!
فما بالك في ( جاکارتا ومکة وبغداد وکازا بلانکا »...؟ وبالجملة فقد کان هذا الرجل من الغلاة وأحد أفراد هذه الفرقة الصوفیة الضالة ، وکما یعلم من أقواله أنه شیعي محترق ....! ولکنه لم یظهر أو یجاهر بعقیدته هذه لسببین : إما الخوف من الناس هو الذي منعه من ذلك ، أو أنه کان یعمل ذلك تقیة ، ولا أدل علی ضلاله
واحتراقه من ذلك الحب والهیام في شخص محي الدین بن عربي صاحب کتابي
( فصوص الحکم ) و ( الفتوحات المکیة ) وهما من الکتب التي حکم علماء أهل السنة بتکفیر صاحبها وذلك لما فیها من الأقوال الکفریة وما حوته من ضلال
وإلحاد مبین ، والآن أرجو أن تتأملوا معي ما هو السر في تسمیة الشیعة لشیخ السوء هذا : بالحافظ......!!! الحنفي .....!!! القندوزي ....! أوالشیخ سلیمان البلخي ....! أجل وله الکثير من هذه الأسماء والألقاب ...! ولم یعد یخفی علیکم بعد أن عرفتم هذا الشخص وما عنده من ضلالات وطامات ، أقول : لم یعد یخفی علیکم کذب الشیعة ومنهم مؤلف ( لیالي بیشاور) عندما یدعي : أن الشیخ سلیمان البلخي کان حنفیاً ، مع العلم أن الأحناف بعلمائهم ومقلدیهم وعامتهم من أشد الناس مخالفة للشیعة وبغضاً لهم ....؟! فکیف بعد هذا کله یریدوا أن یوهموا الآخرین ویوهمونا أنه من الممکن الجمع بین الکفر والأیمان أوالجمع بین المتناقضات...؟!!
هذا الرجل کان صوفیاً علی الطریقة النقشبندیة ولم یقنع بدین الاسلام وحده ، حتی أضاف الیه واشرك معه هذه الخرافات التي آمن بها ، کما أن له کتاب بآسم ( ینابیع المودة ) وهو کتاب لا یعتني به أحد في الأوساط العلمیة عند أهل السنة الا ما تقوم به إیران ، وذلك طبعاً لحاجةٍ في نفسها.....؟! حیث تقوم بطباعة هذاالکتاب بین الفینه ولأخری ، ومن الطرافة أن هذا الرجل ولد قبل مائتین سنة فقط ، ثم لقي حتفه بعد ثمان وأربعین سنة ... !! لقى حتفه بعد عمر شحیح لاخیر فیه ولا برکة وإذا تمعنا في ذلك نجد أن ذلك کان قبل مائة وخمسین سنة أي في عام 1294 فلم یکن بین هذا المؤلف وبین من ینقل عنه وهو مؤلف لیالي بیشاور الا فترة وجيزة لا تستحق هذا العناء الكبير في نقل كل صغيرة وكبيرة من هذا الكتاب وأخذ هذا الكم الهائل من الأحاديث التي كان باستطاعته أن ينقلها من مصادرها الأصلية ...!
كل هذا كان سهلا متيسرا ، ولكنه مع هذا تراه يلجأ الى الأخذ من كتاب لم يكن بينه وبينه إلا سبعين عاما تقريبا ...! هذا ویجب أن یعلم أن هناك عالم شیعي یعرف بآسم ( آغا بزرك الطهراني ) وهو مؤلف کتاب ( الذریعة) ویعتبر کتاب( ینابیع المودة ) لمؤلفة سلیمان بلخي أن هذا الكتاب أحد کتب الشیعة المعتمدة...!! فتعالوا معي لنقرأ هذا الحدیث الذي أورده مؤلف ( ینابیع المودة ) في کتابه حیث یقول : ( عن جابر قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : ( أنا سیدالنبیین وعليَ سید الوصیین وإن أوصیائي بعدي إثنا عشر ، أولهم علي وآخرهم القائم المهدي ) علماً بأنه لا یوجد مثل هذا الحدیث في کتب أهل السنة ، وحتی لوافترضنا ذلك وبحثنا عنه عندهم فإنا سوف لن نجده حتی في الاحادیث الموضوعة او الضعیفة عندهم ، ولکي تتیقنوا من صحة ظني أن هذا الرجل کان شیعیا حتى النخاع تعالوا لنقرأ هذه الاحادیث التي وردت في کتابه : عن جعفر الصادق عن كان عليعليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ، وقال له: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة ، فإن لم تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه ، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء.
عن جابر بن عبدالله قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم القائم ، اسمه اسمي و كنيته كنيتي ، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان "
ومفهوم هذا الحدیث المختلق : أن سلیمان البلخي قد ذکر أسماء اثني عشر أماماً من أئمة الشیعة باسمهم ورسمهم ، فهل یظن بعد هذا ظان أنه محسوب علی أهل النسة والجماعة...؟ ومن ظریف القول فإنه دائماً یتحدث علی لسان الشیعة وما یعتقدونه في الأمام المهدي وهو قولهم أنه غاب وسیعود مرة أخری في آخر الزمان ، وبهذا الحدیث فقط یعلم أن سلیمان البلخي کان شعیاً منهم وفیهم ولا یماري في ذلك أحد یرید الحق ویؤمن به ....!
وذکر کذلك في کتابه أن النبي صلی الله علیه وسلم قال : علي خلیفتي ، فیری هذا الرجل أن علیاً هو خلیفة الرسول صلی الله علیه وسلم ونائبه .....؟!
ویقول کذلك : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم « أنت أخي ووصیي ووزیري
وخلیفتي فهل لدیکم أي شك بعد هذه الاحادیث الکثیرة التي أوردها في کتابه انه لم یکن شیعیاً ...؟ إفرؤوا معي هذه النصوص: عن جعفر بن مالك قال : قال معاویة بن حکیم ومحمدبن أيوب ومحمد بن عثمان: إن أبا محمد الحسن عرض ولده علينا ونحن في منزله، وكنا أربعين رجلا، فقال: هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا.
عن حمدان القلانسي قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري: مضى أبو محمد ؟
والذي يفهم من ذلك أن سلیمان البلخي لم یکتف بالحدیث عن المهدي فحسب في الباب الثاني والثمانون حتی تعدی من کتابه ذلك الی الحدیث عن أصحاب المهدي
وواظائفهم وصفاتهم ...!!! ومع هذا کله تری الشیعة أن سلیمان البلخي هذا کان سنیاً حنفیا...؟؟؟!!! ألا یعلم الشیعة أن حبل الکذب قصیر ..؟ وإنهم لن یستطیعوا أن یستمروا طویلاً بخداع جمهور الشیعة بهذه الطریقة التي یستنکف منها کل عاقل .ثم ألیس من المدهش والظریف في الأمر أن مؤلف کتاب ( لیالي بیشاور ) یزعم أنه أجری هذه المناقشة قبل ثمانین سنة....!!! ثم إذا نظرت الی الفاصل الزمني بینه وبین سلیمان البلخی هذا تجدها لا یزید علی السبعین سنة ، ومع هذا فإننا المؤلف یقدمه ويفضله علی الامام الجلیل أحمد بن حنبل ....؟!! کما استدل بأقواله واستشهد بها أکثر من مائتي مرة ، بل وجعل کتابه وکتابي البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد في رتبة واحدة.....!!!
اتعلمون لماذا..؟ نعم حتی یشعر القارئ لکتابه أن هذا الشخص هو رجل هام
وعالم کبیر من علماء أهل السنة ، وبهذا تدرکوا الی أي مدی بلغ مکر الشیعة
وخبثهم وهذه القصة التي حکیتها وذکرتها لکم عن سلیمان البلخي ما هي الا مثالا وإنموذجا بسیطا یغني عن الکثیر من الأمثلة فقبضة من التراب عینة لکثیره .....!
الادعاء السابع عشر وقوله : ابن ابي الحديد وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
مما یلفت انتباهکم ویتردد کثیراً في هذا الکتاب أنه یکثر من ذکر المسمی بآبن أبي الحدید المعتزلي ، ویستشهد بأقواله باعتباره هو الآخر من علماء أهل السنة والجماعة ، وقد علم کل من له أدنی اطلاع ان هذا الرجل کتب کتاباً وسماه ( شرح نهج البلاغة ) وهو لیس له من البضاعة في عالم الکتابة
والتألیف الا هذا الکتاب فهولا یجید علماً أو فناً غیر ذلك وشرحه هذا دلیل واضح علی تشیع هذا الرجل ، فالشیعة یطلقون علی هذا الشرح ( بالشرح الشریف)
وعندما أتم تألیفه أهداه الی الوزیر آبن العلقمي وهذا الأخیر کان من المتآمرین علی ضرب المسلمین وإبادتهم بعد أن تصالح مع قائد المغول والتار وحفید جنکیز خان هولاکو عابد الاصنام ، وبهذه الخیانة العظیمة التي أطاحت بصرح الخلافة الاسلامیة نال أعلی الرتب والمراکز الحساسة في عهد دولة الالحاد والکفر الدولة المغولیة واستطاع المغول أن یبیدوا المسلمین في بغداد إبادة تامة ، فقتل منهم ما یقرب من ملیوني نفس ، هذا علاوة علی ماانتهکوه من أعراض المسلمات الطاهرات وابن العلقي هذا قد أهدی لمؤلف شرح نهج البلاغة مبلغاً جزیلاً
ومقداره مائة الف درهم إضافة الی ما أتحفه به من الثیاب الفاخرة والمراکب الفارهة جزاءاً علی هذا التألیف الذي قال فیه : إن عمر قد ظلم علیاً واغتصب حقه وأکل ماله ....؟!! وابن ابي الحدید هذا أصله من المدائن ویری رأي أهل الاعتزال ویقول به ، ومعلوم عند کل أحد أن المعتزلة لا صلة لهم بأهل السنة وهم یخالفونهم ویردون علیهم ، والحقیقة أنه کان من غلاة الشیعة رحل من المدائن واستقر ببغداد وأصبح معتزلیاً ، کما أنه لو کتب کتاباً في نقد ورد ما جاء في نهج البلاغة من الأخبار والأقوال المنسوبة الی علي رضي الله عنه وهي بلا شك أقوالاً مردودة مکذوبة لهان الخطب ولکنه ألف شرحاً أید کل ما جاء فيه وصدقه وطعن في خیرة هذه الأمة وسلفها الصالح ، وجاء فیه بالغرائب النکرة والأخبار المکذوبة یعلمها کل من نور الله قلبه ورزقه حب نبیه وأهل بیته وأصحابه البررة ، فهل یعقل أن شخصاً یأتي بکل منکر وشاذ ومخالف لعقیدة أهل السنة والجماعة ثم ینسب زوراً وظلماً وبهتاناً الی السنة وأهلها ..؟!!
هذا قول لا یرتضیه دین ولا شرع ولا عقل سوي ، وأنا في الوقت الذي اکتب فیه هذه الکلمات لا أکاد أجد خلاصاً مما ینتابني من الحیرة والدهشة بسبب هؤلاء القوم الذین لم نقف لهم علی دین أو مبدءٍ أو مرجع نحاکمهم الیه ، فهم یکذبون بمناسبة وبغیر مناسبة وإلا فبأي حق أو دین أن یجعل علماء الشیعة المعاصرین آبن أبی الحدید سنیاً..؟! ولا سیما منهم مؤلف کتاب لیالي بیشاورهذا المکار المحتال الذي رأی من المصلحة الکبیرة أن یجعل آبن أبی الحدید هذا من أهل السنة وینسبه إلیهم وذلك لکي یمرر کذبه وزیفه علی الجهلة من أمثاله وآتباعه من جهة ، ولکي یظهر هذا الباطل الذي یخوض فیه بصورة جدیدة تذهب برونق الحق و بهائه ..
ولتلبس الباطل بلباس الحق من جهة أخری...؟! وهذا آیة الله القمي من الذین یصرحوا ویعلنون علی الملأ أن ابن أبي الحدید شیعیا ، فکیف بعد هذا یستطیع أحد أن یشك في تشیع ابن ابي الحدید....؟!! أم کیف نصدق هؤلاء الکذبة بعد کل هذا التضارب والتناقض في الأقوال والدعاوی الکاذبة التي لا دلیل علیها ولا برهان...!! لکن ما في ید الشیعة حیلة أخری فهم ان لم یجعلوا هؤلاء المتشیعین سنةً لیستدلوا بأقوالهم ویجعلونهم متکأ وعلاقة یعلقون علیها وینسبون الیها کل قول باطل أوروایة موضوعة ، أقول : ان لم یفعلوا ذلك فمن ذا الذي یصدقهم في قولهم أم کیف تنطلي تلك الاکاذیب علی الآخرین ؟ فهم لا ولن یستطیعوا مهما أوتوا من قوة في الباطل وکید في المماحلة والمماطلة أن یثبتوا لنا من کتاب الله تعالی دلیلاً واحداً علی جواز اللطم وضرب الصدر ، أوأنهم یثبتوا الأمامة لأحد من الأئمة المزعومین ..! نعم قد یستطیعوا اثبات ذلك من خلال القوانین التي سنهَا وشرعها إيتاتورك ، وباستطاعتهم کذلك أن یثبتوا للإیرانین الذین یعیشون في کالیفورنیا أنه لا دلیل من کتاب الله تعالی علی وجوب الحجاب أو لا أمر به ..!!
وأود أن أقول هنا لکل من أراد أن یحاججنا بهذا الکتاب - إثبت الحجر ثم انقش –
وذلك لأننا وجمیع إخواننا من أهل السنة رؤساءاً ومرؤسین لا نعتقد صحة هذا الکتاب أو نسبته الی علي رضي الله عنه ، کما تدعي ذلك الشیعة ، بل نحن نعتقد کذب ذلك ، وإذا کان الأمر هکذا فما قیمة المؤلف وشرحه حتی یجعله مؤلف لیالي بیشاور أحد المراجع المهمة لکتابه والتي یعتمد علیها لإثبات زیغه وکذبه ..؟! هذه بلادنا الاسلامیة وتلك هي مدارسنا العلمیة ، انظروها فتشوها هل تجدون لهذا الکتاب أثراً في مقرراتها ومناهجها العلمية والدارسیة ..؟؟ کلا وألف کلا... وذلك لان هذا الکتاب لو صحت نسبته لعلي رضي الله عنه وثبت ذلك بالدلیل العلمي الموثوق فیه لوضعه أهل السنة والجماعة علی رؤسهم ولقبلوه بکل رحابة صدر وطیبة نفس وأما الشيء الذي لا نقبله ولا نرتضیه أن یکون ابن ابي الحدید هذا سنیاً ثم تراه قولاً وعملاً مخالفاً ومنکراً ومشنعاً علی أهل الحق والعدل من سادات وأئمة وسلف هذه الأمة وخیرة أهلها ....؟! لقد عاش ابن أبي الحدید في القرن السابع ، وهذا یعني أن بینه وبین الحدیث
وأهله ونقلته ومعاهده الأصلیة أمداً بعیداً ، فکیف یجیزون الأخذ عنه والنقل عن کتابه وثم لا یکتفون بذلك حتی یریدوا أن یجعلوه حجة علی العباد أجمعین..؟!!
إن ابن الحدید ومما لا شك فیه قد نقل عن غیره کل ما أثبته في کتابه من أقوال
وایرادات ، وإذا کان الأمر کذلك فلماذا یا تری لا تأخذوا ممن أخذ عنه و نقل منه,,؟! وما الحاجة إذا عرف الأصل والمصدر للأخذ من أمثال هذا وغیرة ..؟ نعم إنکم لو نقلتم أقوالکم هذه من مصادرنا وکتبنا المعتمدة لسلمنا لکم وصدقناکم وصدق المثل القائل : - إذا حضر نهر الله بطل نهر معقل - ولکنهم ما فعلوا ذلك إلا لخبیئة فاسدة وکید بالأمة وأهلها وتشکیکا منهم بکل الثوابت والأسس التي أرسی قواعدها و دعا الیها سیدنا محمد صلی الله علیه وسلم وبلغها من بعده صحابته البررة وخیر قرون هذه الأمة..!!
فلماذا إذاً یکون لابن ابي الحدید کل هذا الوزن عندکم مع أنه لا قیمة له تذکر عند أهل السنة ...؟ حتی أنا لم أقرأ کتاب نهج البلاغة ولم أجد له أثراً في مکتبات أهل السنة، ولکنني قرأته حینما کنت شیعیاً آنذاك ، وأذکر أني عندما سألت بعض العلماء والمفسرین من علماء أهل السنة عن هذا الکتاب وهل أنکم قرأتموه ؟ فکان الجواب هو: أنهم لم یطلعوا علی هذا الکتاب ولم یقرؤوه فإذا کانوا لا یقرأون الکتاب الأصلي وما فیه من الأقوال المنسوبة لعلي رضي الله عنه ، فما بالك بشرحه ..؟ وماالفائدة من ذکرکم المستمر لأقواله واحتجاجکم بها..؟ ألم یقل هذا التافه ناعتا اباهریرة رضي الله عنه بالراشي ...! وقد علم جیداً أن کتب أهل السنة قد ملأت بأحادیثه التي نقلها عن رسول الله صلی الله علیه وسلم، وکیف یعقل في الوقت الذي لا یری ابن ابي الحدید صحة حدیث إذا کان راویه مرتشیاً وبالتالي فهو لا یری الأخذ باقوال اهل السنة ، فهل بقي لقولك وادعائك وجه أوحجة في آنتساب ابن ابي الحدید لأهل السنة..؟ انا لا أعرف لتصرفاتکم ولأفعالکم هذه أي معنی أو مبرر ففي الوقت الذي لا ترتضون أو تقبلون أي قول لأهل السنة والجماعة ، نراکم هنا تکثرون الإیراد والإستشهاد بأقوال هذا الدعي الذي تنسبوه لأهل السنة حتی جعلتم لأقواله كل هذه الأهمية في الاحتجاح والاستدلال بها ؟!!
ودعوني أسرد هذه الأدلة لأثبت لکم أن آبن أبي الحدید هذا لم یکن إلا شیعیاً حتی العظم ولتأتي هذه الشهادة علی لسان علماء الشیعة المعاصرین حیث قالوا عنه : هو عز الدين بن أبي الحسن بن أبی الحدید المدائني ... وبهذا تعلمون أن آیة الله خونساري کان یعتبره شیعیاٌ کما ذکر القمي في کتابه ( الکني والألقاب ) ابن ابي الحدید ولد في المدائن وكان الغالب على أهل المدائن التشيع والتطرف والمغالاة فسار في دربهم وتقلد مذهبهم ونظم العقائد المعروفة بالعلويات السبع على طريقتهم وفيها غالي وتشيع وذهب مذهب الإسراف في كثير من الأبيات ، ثم ذكر القمي بعض الأبيات التى قالها غاليا ثم خف الى بغداد وجنح الى الاعتزال واصبح كما يقول صاحب نسخة السحر معتزلياً جاهزيا في اكثر شرحه بعد ان كان شيعياً غاليا، وتوفي في بغداد سنة 655 .
والآن دعك من الخوض في هذا واسمع معي هذه الحکایة : قیل لأحدهم : ما آسمك ؟!! فقال : مسیو قرابیط . قالوا : لا تسألوا عن دینه إذاً ..؟!!
فأنتم تقولون : إن ابن ابی الحدید کان معتزلیا... وقد علم أن المعتزلي لا یحسب علی أهل السنة کما أن أهل السنة لا یعتبرونه واحداً منهم ، بل وینکرون علیه مذهبه وعقیدته ویضللونه...!! فعندما یکتب کتاباً یشرح فیه نهج البلاغة ویذکر فیه : أن عمر کان ظالماً وقد أغتصب الحقَ من علي َ، ووصفه بأسوء من ذلك ، ثم بعد ذلك یهدي هذا الکتاب لابن العلقمي وأضرابه ..!! ثم بعد کل ذلك یقال لنا : أنه کان سنیا..؟!!! إن أردت تصدیق منا ذلك ، فهل تصدقوا لو أن أحداً أخبرکم أن شخصاً کتب کتاباً في فضل عمر ثم قام بتقدیم هذا الکتاب وأهدائه الی ولي العهد السعودي ثم یخبرکم : أن الکاتب وولي العهد السعودي کانا شيعیین...؟!!! إن صدقتم هذا حينها سنصدق قولکم...؟!!!
ومما یدل علی تشیع هذا الرجل تلك القصة التي ذکرها في کتابه ( شرح نهج البلاغة) أن علیاً علیه السلام قال في جوابه لمن سأله : لماذا لم تسترجع حقك من
فدك ؟ فقال : أنا استحي من الله تعالی أن استرجع شیئاً منعنیه أبوبکر ووافقه علی ذلك عمر..!!! وهو بهذا یشیر الی أن أبابکر وعمر قد اغتصبوا حقاً کان لعلي ....!!!
وذکر فی کتابه أیضاً : أن محمد بن اسحاق قال : سألت الامام الباقر علیه السلام ماذا عمل علي في الخمس من فدك حینما استولی علی العراق ؟ فقال الباقر : عمل بها بما کان علیه الأمر في خلافة ابي بکر وعمر ، فقلت : لِم وکیف .....؟ ألم تقولوا أن ذلك من حق أهل البیت ..؟ قال : والله إن أهل بیته لا یتجاوزون قولی ولا یرون إلا رأیه ، قلت : فما الذي یمکن أمیر المؤمنین من استرداد حقه ؟ قال: کان یکره مخالفة أبی بکر وعمر ....!
لقد کان یکره علي ذلك ، وأما ابن ابي الحدید فقد ترك الحیاء ورمی به جانباً ولم یسعه ما وسع أمیر المؤمنین رضي الله عنه ، وصرح أن أبابکر وعمر قد اغتصبا حقاً کان لعلي ...!! وکأنه أغمض عینیه عن تلك الاحادیث التي وردت بالعشرات في صحیح البخاري ، والتي تذکر أن علیاً رضي الله عنه کان یترحم ویترضی
ویمدح هذین الصحابیين الجلیلین وأما ابن ابن الحدید فهو لا یری ذلك ولم یجد من ضرورة لایراد ذلك في کتابه ......................؟!!!!
الإدعاء الثامن عشر وقوله: موفق بن أحمد الخوارزمي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
والآن تعالوا معي لنعرف هذا الرجل ، حیث کان من المعتزلة وأحد تلامذة الزمخشري ، ولکي تقفوا علی حقیقته یتحتم علیکم معرفة استاذه ..؟!
ولمعرفة ذلك أقرؤوا ردنا علی الادعاء التاسع عشر .
فهذا الخوارزمي کان یتظاهر أنه من الأحناف ولکنه کان یبطن التشیع بدلیل أنه کان یکثر النقل والا ستدلال بأقوال الرافضة الکذبة مثل ابن شاذان والبلوي وفي هذا الصدد فقد حذرنا ونبهنا الامام الذهبي رحمه الله الی طامة من طاماته وعیب من عیوبه وذلك أن مؤلفات هذا الرجل قد ملئت بالاحادیث المختلقة والموضوعة حیث ذکر عنه أنه نقل بجهله وسوء صنیعه عن ابن شاذان هذا الحدیث : من أحب علیاً أعطاه الله بکل قطرة من عرقه مدینة في الجنة ...!! ولم یکتفي عند هذا الحد بل وأسند هذه الرواية الی ابن عمر عن طریق مالك عن نافع بسند لا قیمة له ولا وزن ، ولا یثبت أمام التحقیق العلمي والنقد البناء کما روی بنفسه هذا الحدیث :
« یا علي لو أن رجلاً عبدالله تعالی ألف سنة وأنفق من مالهِ مثل جبل أحد ذهبا وحج الف مرة ماشیاً وقتل بین الصفا والمروة مظلوماً ثم لا یحبك ویوالیك ولا یراك کذلك ، لا یدخل الجنة ولا یجد ریحها .......! ». فبعد ما رأیتم وسمعتم کیف ترون الخوارزمي هل شیعیاً أم سنیا.....؟! الأمر الیکم ..!! أما صاحب لیالي بیشاور فیعتبره سنیاً وشهد لنفسه بنفسه علی صدق ذلك کالثعلب یشهد ذنبه علی نفسه..! ولا ندري من هم اولئك الذي ناظرهم وأجری معهم تلك المساجلات العلمية في محفل قل نظیره وکثر ناظرة ...... یا تری هل لهذا الأمر حقیقة ...؟ أم أنه من بنات أفکاره ......؟!!
الادعاء التاسع عشر وقوله: جار الله الزمخشري وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
ذکر المؤلف في کتابه (صفحة - 523 ) جملة من الأبیات ثم نسبها الی جار الله الزمخشري شیخ الخوارزمي حیث جاء فیها : إذا سـألوا عن مذهبي لم أبح به وأكـتمه ، كـتمانه لـيأسـلم
فـإن حـنفيا قلت ، قالوا بأنني أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مـالكيا قـلت ، قالوا بأنني أبـيح لـهم أكل الكلاب وهم هم
وإن شـافعيا قـلت ، قالوا بأنني أبـيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حـنبليا قـلت ، قالوا بأنني ثـقيل حـلولي بـغيض مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه يقولون : تيس ليس يدري ويفهم
تـعجبت مـن هذا الزمان وأهله فـما أحـد من ألسن الناس يسلم
وأخـرني دهـري وقدم معشرا عـلى أنـهم لا يـعلمون وأعلم
فهو کما ترون یذم جمیع المذاهب ، ویری أن السنة لم یسلم لهم مذهب واحد فهي کلها قد ملئت بالضلالات وكل ما یشین بالإسلام وأهله ، وهذه في الحقیقة تهم ینکرها کل منصف عاقل ، ویعلم أن السنة منها براء ، فالحنفي لا یری الخمر حلالاً والمالکي لا یری لحم الکلب مباحاً ، والسنيّ لم یقل بنکاح المحرمات من البنات
وتراه لم یذکر في الشیعة عیباً یستحق التنویه الیه والتحذیر منه ، وهذا وحده دلیل علی تشیعه ، وهو کذلك لم یکن أفضل من أستاذه وقائل هذه الکلمات التي تقطر کذباً وزوراً وبهتاناً وطعناً بالحق وأهلهِ ...........!!
الأدعاء العشرون وقوله: ابن المغازلي الشافعي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
مما ترونه یتکرر في کتاب لیالي بیشاورهو آسم ابن المغازلي الشافعي أیضا ، فمن هوابن المغازلي الشافعي ...؟ إن هذا الشخص هو مؤلف کتاب ( المناقب ) حیث ذکر فیه جملة من مناقب وفضائل علي رضي الله عنه وکان هذا الرجل یعتقد في علي أنه خلق من النور قبل خلق السموات والأرض ....؟؟! »
وکان یذهب مذهب الشیعة في تأویل آیات القرآن الکریم ، فقد فسر الآیة الکریمة من قوله تعالی في سورة النور « الله نورالسموات والأ رض....» الآیه فقال : المشکاة : یعني فاطمة.... المصباح یعني الحسن ، والزجاجة یعني الحسین والکوكب الدري یعني فاطمة ، نور علی نور: یعني ایضاً فاطمة ویعني بذلك النور علی النور أنها فاطمة وجنینها الذي تحمله الامام الحسن.
ومن عجائبه التي سبق بها غیره من علماء الشیعة ومفسریهم أنه قال : إن المقصود من قوله تعالی « إنك علی صراط المستقیم » سورة الزخرف : آیه – 43
إن الرسول علی هدي علي وطریقه ....!!
ویقولون کذلك : إن الضمیر في الآیة الکریمة « وإنه لذکر لك ولقومك » یعود الی علي ...!! أرأیت أعجب من هذا الفهم السقیم ؟ ولذلك لا نستغرب بعد ذلك إذا سمعنا قولهم : أنه لا یأذن بالمرور لأحد علی الصراط یوم القیامة الا إذا کان قد أخذ الإذن من علي.....؟!! وهکذا فإنك تسمع من أصحاب هذه الأفواه النتنة العفنة کل ما هو عجیب وغریب في تأویل آیات الکتاب العزیز، وأما بشأن ابن المغازلي ، فهناك عدة احتمالالت :
الأول : یحتمل أن یکون هناك شخصان یحملان الاسم نفسه وهو: علي بن محمد بن محمد الطیب الجلابي الفقیه الواسطي المعروف بابن المغازلي ( وواسط احدى مدن العراق ) وبهذا یکون أحدهما سنیاً والآخر شیعیاً ......!!
الثاني : أن یکون شخص واحد ولکنه تقیة أخفی تشیعه .....؟!
الثالث : لعله یکون من أهل السنة ولا تصح نسبة کتاب المناقب الیه ولم یکن هو مؤلفه .
الرابع : أن یکون هو مؤلف الکتاب ولم یکن هناك شخص آخر غیره ، إلا إن هذا الاحتمال الأخیر ضعیف .
وأما الدلیل علی اعتبار أن علي بن محمد بن محمد الجلابي الفقیه الواسطي کان مالکي المذهب وذلك لإن ابن بطریق یحی بن الحسن الأسدي الحلي قد اعتبره في کتابه ( عمدة عیون صحاح الأخبار في مناقب إمام الابرار) شافعیا ً، ولم یکن ذلك منه مرة أو مرتین بل تکرر ذلك منه عدة مرات ، وابن بطریق هذا هو أول من نقل عن کتابه ، ولذلك فإن من جاء بعده امثال ابن طاووس وألأربلي والعلامة الحلي
والمجلسي والتي کانت و فاتهم بعد القرن السادس الهجري قد استفادوا من ابن بطریق یحی بن الحسن الاسدي الحلي والذي توفي في القرن السادس ونقل بدوره عن ابن المغازلي وبناءاً علی نقلهم عنه واستفادتهم منه فقد اشتهر عندهم بأنه شافعي المذهب.
الإدعاء الحادي والعشرون وقوله : عبيد الله الحسكاني وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
لکي تعرفوا سوء هذا الرجل وخبثه فیکفینا دلیلاً أن وزارة الارشاد والثقافة الایرانیه لا تزال تحرص علی طباعة هذا الکتاب بین الحین والحین والکل یعلم تلك الأهداف التي تسعی هذه الوزارة لتحقیقها من وراء هذا الإهتمام الزائد
والدعم الکبیر لطباعة مثل هذه الکتب..؟!!
ولوأردنا أن نتصور مثلا ً: أن تقوم هیئة کبار العلماء في السعودية بالسماح والتشجیع کذلك لطباعة کتاب آیة الله السیستاني مثلا ً، وهذه الهیئة کما تعلمون تمثل القطب بالنسبة للفكر والمنهج السلفي في العالم الإسلامي ، فما الظن حینئذ بالسیستاني ..........؟؟ .
فهذا الرجل کان حنفیاً ثم تشیع فالاستدلال بأقواله ومما لا یشك فیه أحد هو من قبیل التلاعب والمکر والنصب والإحتیال والایقاع بأصحاب العقول الضعیفة والقلوب المریضة .
فأنا الشخص الماثل أمامکم ، إسمي محمد باقر ولدت شیعیاً وکنت أستاذاً للعلوم الشرعیة ، ثم أصبحت سنیاً فلو أن أهل السنة استدلوا بأقوالي هذه وکتابي الذي هو بین أیدیکم الآن ثم قالوا: إن الشیعة یعتقدون عقیدتنا ، ویرون رأینا ، لکان ذلك کذباً وخداعاً وزیفا مکشوفاً لا یخفی علی أحد ، بل وكان من البهتان الذي يمجه كل أحد .
إن المصادر الأصلیة والکتب المعتمدة عند الشیعة في متناول کل من طلبها فما الحجة في قولي..؟ وما ضرورة الإستدال بکتابي وآرائي ...؟
ثم إن کانت المصادر الموثوقة والکتب المعتمدة مثل البخاري ومسلم وسنن الترمذي والنسائي وغیرها میسرة لمن طلبها ورجع الیها للاحتجاج بها والنقل عنها ، فما الحاجة بعدئذ للاستدلال بأقوال الحسکاني لتجعلوها دلیلاً لکم وحجة لدیکم تلوحون بها أمام وجوه أهل السنة والجماعة....؟ ولکنه المکر ولا شيء غیره ، نعم فعلتم ذلك لتمرروا هذه الاکاذیب علی اتباعکم وأنصارکم من الشیعة أما أهل السنة فهم في عافیة منکم بل هم لکم بالمرصاد ....!!
ومن معتقداته الضالة أنه کان یعتقد أن القمر عاد مکانه ، والشمس لم تبرح مکانها، وذلك إکراماً لعلي حتی لا تفوته صلاة العصر ..؟! وبهذا استدل الامام الذهبي علی صحة تشیع الحسکاني .......؟!! بل مما لاشك إن کل من یعتقد أو یری صحة هذا الحدیث القائل : « إن الله تعالی أمر الشمس ألا تغرب حتی یصلي عليّ صلاة العصر » فهو رجل جاهل لا علم له بالحدیث ولیم يكن من أهله طرفة عين ، کما إن الحسکاني وأمثاله لا یمکن بحال أن یکون حنفیاً بهذه العقیدة المنحرفه ، و قد علم الجمیع أن الأحناف من أشد الناس بغضا لهذه العقیدة وأهلها وأقصد بهم الشیعة ....!
الدعاء الثاني والعشرون وقوله: الكنجي الشافعي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
مما ترونه کثیراً ما یتردد علی ألسنة الشیعة ویذکرونه في کتبهم هو هذا الشخص وکتابه الموسوم : ( بالطالب) حیث یظن الشیعة أن ما جاء فیه هو عقیدة أهل السنة ، وبه یحتجون ویستدلون قائلین : هذه أقوالکم وتلك هي عقیدتکم یا معشر أهل السنة ، لقد ولد المؤلف لهذا الکتاب عام 658 وهو العام الذي آبتلی الله به المسلمین فسلط علیهم المغول والتتار .....!
في تلك السنة وجدت الشیعة المیدان أمامها خالیا لتسرح وتمرح وتفعل ما شاء ثم أصبحت للمغول الید الضاربة لأهل السنة في أرض الاسلام ودار السلام فأدت بذلك أقذر دور في تاریخ الأمة بل والبشرية جمعاء ....!! فقتلت أطفال المسلمین وابناء أهل السنة آخذة بثأر الحسین کما تدعي ذلك ومهما یکن فمحمد بن أحمد القمي کان یقول : لقد کان یمیل الی ( التشیع ) ولأجل ذلك فقد ثار الناس علیه وقتلوه ، وبهذا الصدد فقد ذکر الامام ابن کثیر رحمه الله قصة عجیبة عن ظلم المغول فقال : إن شیخاً رافضیاً کان قد تآمر ضد المسلمین فجعل من نفسه مرشداً ودلیلاً یدل المغول علی مخابيء المسلمین من أهل السنة ومواضع أموالهم وذخائرهم ومؤنهم وأخیراً لقی حتفه فقتل علی أیدي المسلمین مع من قتل من المنافقین والمرتدین والمتآمرين من أمثالهم والحمد الله .......؟؟؟!
والآن نعود لحدیثنا ، إن هذا الذي یدعون أنه شافعیاً وهو في الحقیقة لم یکن کذلك وذلك لأن ابن طاووس الرافضي کان یقول عنه : إن السید الکنجي کان یعتبر أن محمد بن الحسن العسکري هوالمهدي ، وکان یعتقد ظهوره وذلك ینبئ عن یأسه وهو یری بأم عینیه تلك المظالم التي یشیب لها الولدان ، فأخذ ینتظرالمهدي وظهوره ، لأنهم يعتقدون أن المهدي لن یظهر حتی تمتلأ الأرص ظلما وجورا
ولذلك فقد کان هذا المأفون کأمثاله من الشیعة یساعد هؤلاء المغول معتقداً أن ذلك یعجل في ظهور المهدي......؟!!!. ومما تقوله الشیعة عنه : أن له کتاب باسم
( البیان في أخبار صاحب الزمان ) وبذلك یعرف أنه شیعي ..؟!! ومع هذا فالشیعة مصرون علی تلقیبه بالشافعي ، مع العلم أن الشافعي لا یعتقد صحة الصلاة خلف الشیعة کما قال عنهم الامام الشافعي : ( ما رأ یت أحداً أظهر کذباً مثل الشیعة ) ولکنهم مع ذلك ینسبونه الی الشوافع تلبیسا منهم وخداعاً لامثالهم واتباعهم من الشيعة .
الإدعاء الثالث والعشرون وقوله: ابراهيم بن محمد بن المؤيد ابي بكر بن حمويه الجويني وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
یعتبر الإمام ابن حجر العسقلاني هذا الرجل صوفیاً ولا ننسی أن الشیعة ما ظهرت الا كنتيجة لخرافات الصوفیة وضلالاتهم ، وقد کان هذا صدیقاً لمحسن العاملي
( أحد علماء الشیعة ) وإنما یعرف المرء بخلیله .....؟؟!
عن المرء لا تسأل وسل عن قرینه فکل قرین بالمقارن یقتدي
کما أن له کتاب یعرف ( بالفرائد الستین في فضائل المرتضی والبتول والسبطین ) وقد طبع في طهران .
قال الامام الذهبي عنه : « هو حاطب لیل ، یعني بذلك أنه جمع في کتابه الحسن والضعیف ، وقد جمع في کتابه الکثیر من الاباطل والأکاذیب ثم سماها أحادیث زورا وبهتانا....؟!!!
الادعاء الرابع والعشرون وقوله : الحاكم النيسابوري وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا عليه :
لا بد لنا وقبل کل شيء أن نعرف هذه الحقیقة عن هذا الإمام العالم السني ......!!! وذلك أنه خرج بعض الأحادیث في کتابه وحکم بصحتها وقال أنها علی شرط الصحیحین ، مع أن الائمة من بعده حکموا بضعفها وعدم صحتها ، بل وقد ترك الشیخان رحمهما الله تعاالى ایرادها في کتابیهما اللذین هما أصح الکتب المصنفة ، وطبعاً هذاعیب وخلل واضح أن یصدر مثل هذا الأمر من إمام وعالم مثله ...!!! وبهذا وجدت الشیعة ضالتها فأخذت تکثرالأخذ عنه برغبة أو برهبة
ولکنهم طبعاً وذلك الأمر متأصلا ً فیهم ، فهم لا یوردون الأحادیث على وجهها بل یقلبون ویحرفون ویزیفون تلك الروایات والاحادیث حتی توافق میولهم وأهوائهم فلیتهم حین رضوا منه تلك الأحادیث الضعیفة أنهم قبلوا منه ذلك الحدیث الذي أورده في کتابه حیث جاء فیه : « أن علیاً رضي الله عنه کان یشرب الخمر قبل تحریمه » وإلا فکیف یسلم لکم القول ببعضها وأنتم تبرؤونه وتضعفون کل حین لا یوافق هواکم ......؟!
الإدعاء الخامس والعشرون وقوله : المتقي الهندي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
له الکتاب المعروف « کنزا لعمال » وهو کتاب جمع فیه من الأحادیث مااستطاعت یداه أن تصل الیه من کتب السنة ومصادرها ، والشیعة کعادتها حینما تذکر حدیثاً فهي تنسب ذلك الحدیث الی کنزالعمال ولا تعزوه الی المصدر الذي أخذ عنه صاحب الکنز هذا....؟!! لا اعرف لماذا .....؟!! وتراهم کذلك إن هم ذکروا حدیثاً ثم ذکروا مصدره یذکرون مع ذلك کتاب کنز العمال لیوهموا السامع أن هذا الحدیث وتلك الروایة هکذا وردت في کتب أهل السنة بهذا اللفظ دون أي تعارض أو تفاوت في التحمل والروایة والنقل وکأن کتاب کنزالعمال مصدر قائم بنفسه
ومرجع مهم من مراجع الحدیث ، وقد علمت الأمة إننا لو قمنا بمحو هذا الکتاب من الوجود ، فإن ذلك لن یضر الأمة شيء فما هو الا کتاب قد جمع فیه مؤلفه هذه الأحادیث من المصادر المطبوعة والمحفوظة في کل بیت من بیوت أهل السنة والجماعة ، ولن تأسف أبدأ علی فقده أو إلغاءه بالکلیة ، فوجب علی الامة والمتمثلة بعلمائها أن تحذر مما في هذا الکتاب من الأحادیث الواهیة والموضوعة والضعیفة حفاظاً علی نصاعة عقیدتها وطهارة منهجها وأستقامة صراطها ولتؤدي الامانة التي أمرها الله بأدائها .
نعم إن الشیعة بفعلهم هذا ولعلمهم أنهم أناس مفلسون یریدون أن یکثروا من اسماء الکتب والمصادر لكل ما وافق ضلا لهم وباطلهم وطعنا منهم بأهل السنة
واحراجاً لهم ، ولقد علموا أن ذلك الزیف مکشوف وإن هذا الباطل ممحوق ولو جاؤواعلی باطلهم هذت بألف شاهد وشاهد ....!!!!
الإدعاء السادس والعشرون وقوله : محمد بن طلحة الشافعي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
هذا المخبول کان یری ویعتقد أنه قد أخذ علم رموز الأعداد من الامام عليّ ....!! ولکن طبعاً ذلك کله في المنام ...!! ویعتقد کذلك بناءاً علی المنام العجیب ، أنه أدرك بدقیق علمه وفهمه الثاقب أن الدنیا ستنتهي وتفنی في عام 999 من السنة الهجرية ......؟!!
وله کذلك الکثیر من هذه الهذیانات والخزعیلات والخنفشاریات التي تمجها العقول ویأباها المنقول ، فلا عجب أن تری الشیعة في هذا الشخص أنه من عجائب الزمان وقد وجدت فیه ضالتها ومبتغاها .
الادعاء السابع والعشرون وقوله: المسعودي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
لقد کان هذا من أهل الرفض الاعتزال ، فلا أعرف سبباً وجیهاً تطمأن الیه النفس لمه لم تجعله الشیعة من زمرتهم ، والحال أن هذا الرجل قد تکاملت فیه الشروط التي تجعل منه شیعیاً خالصا وأقصد بذلك : بغضه للصحابة وسبهم والطعن
فیهم ..!! نعم إنها تحسبه علی أهل السنة ثم لا تخفي أعجابها به وفرحها فيه ، ولا أدل علی ذلك من إعراضهم عن کتب الصحاح والسنن مثل البخاري ومسلم وابي داود والنسائي ، ثم هم یسارعون ویکثرون من الأخذ عنه والاستشهاد و بمرویاته ومهما یکن فنحن لا نعتبره سنیاً بحال ، بل هو عندنا من أهل الرفض والتشیع وإن هاجوا وماجوا ثم ماتوا .....؟!!
الإدعاء الثامن والعشرون وقوله: ابن الصباغ المالكي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن الكثير من الإدعاءات والأقوال التي يقول بها الشيعة هي اقوال حق .
ردنا علیه :
إسمه الکامل هو ( نور الدین علي بن محمد ) وله کتاب اسمه
( الفصول المهمة في معرفة الأئمة ) وقد ذکر في کل فصل من فصول کتابه هذا أماماً من الأئمة الاثني عشر وخصصه له ، وأنا أتساءل ولا تکاد الدهشة تفارقني لما ینسب هذا الرجل نفسه الی مذهب الامام مالك فینعت نفسه بالمالکي ...؟!! مع أنه یتضح من کتابه المذکورآنفاً أنه الشیعة المبرزین ، ومع ذلك ما آنفك صاحب لیالي بیشاور ینعق وکأنه بومة في خربة إن صاحب الفضول هذا .....عفوا الفصول أحد أشهر علماء السنة المالكيين .....!!
الادعاء التاسع والعشرون وقوله: يعمد بعض أهل السنة الى سب عمار بن ياسر، فبماذا سيجيبون الله تعالى يوم القيامة ..؟؟ ويضيف قائلا : ممن عرف عنه سب الصحابة الكاتب المصري أحمد أمين ، ومما يلفت النظر ويشد الإنتباه هو قول المؤلف : الويل لأحمد أمين من يوم تشخص فيه الأبصار يوم تجد فيه كل نفس ما عملت محضرا ، إنه يوم العدل والحساب والمجازاة ، يوم يرى فيه ذلك الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغ من العمر تسعين سنة إنه عمار بن ياسر، فلا أدري بماذاسيجيب أم كيف سيرد على ذلك البهتان والإفتراء الذي افتراه على هذا الصحابي الجليل .
ردنا علیه :
نقول فی جوابنا أولا ً: بعد الحمد والثناء علی الکبیر المتعال : نحن لا نعرف هذا المدعو أحمد أمین ....! کما لا یهمنا أمره کثیرا ...؟ وحسبنا أن نقول: إن کل من ثبت علیه أنه یسب أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم ویبغضهم فهو لا شك لم یکن سنیاً حتی یلج الجمل في سم الخیاط .؟! أما أنتم ، فعلیکم أن تثبتوا أنه لم یکن شیعیاً...!!؟ وأما في یوم الحساب ، یوم تذهل کل مرضعة عما أرضعت وتضع کل ذات حمل حملها فإنه سیجیب ربه کما ستجیبونه ....! وکل امرئ حسیب نفسیوم یضع الله تعالی الموازین القسط ......!!!
فلو نظرتم الی هذا المؤلف فإنکم لن تروا في کتابه الا السبّ والطعن في اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم وکأن لا شاغل له الا الذم واللعن بأشرف وأبر الناس بعد نبیهم علیه الصلاة والسلام ....؟؟؟!
ثانیاً : قول هذا المدعي البطال یذکرني بأولئك الذین لطخو أیدیهم وشارکوا في قتل الحسین رضي الله عنه ...!! فعندما سأل أحد العراقیین عبدالله بن عمر رضي الله عنه عن دم البعوضة هل هو طاهر أم نجس ؟ فقال ابن عمر: ویحکم یا أهل العراق تسفکون دم الحسین ثم تسألون عن دم البعوضة...؟!! فالمحتال هذا ینطبق علیه هذا المثل ...! فهو یسب أصحاب النبي ویطعن في زوجات رسول الله صلی الله علیه وسلم وأمهات المؤمنین الطاهرات ثم ها أنت ذا جالساً علی سجادتك
ومصلاتك تبتهل وتتضرع وکأن ظلم الدنیا قد صُب علیك صبا قائلاً : أبرأ الی الله منکم ، لا صلة تربطني بکم یوم القیامة...؟!!!! .
الإدعاء الثلاثون وقوله : مما لا يشك فيه أحد فإن علماء أهل السنة قد اعترفوا بفضائل أهل البيت وطهارتهم ، وهذا ما شهدت به كتبكم أنتم أهل السنة ، افلا يكون في ذلك دلالة وحجة وشهادة أن الشيعة أولى بالحق من غيرهم ..؟ هذا وقد نقلت لكم بعض الأحاديث الشريفة من كتبكم المعتبرة ومصادركم المشتهرة كحديث الثقلين وحديث السفينة وباب حطة وغيرها . وإذ تنصفونا وتتركوا العناد واللجاج ، لكفى كل واحد من تلك الأحاديث في إثبات قولنا وأحقية مذهبنا . وأما أنتم فليس عندكم حتى حديث واحد عن النبي (ص) يأمر أمته بمتابعة الأشعري أو ابن عطاء في مسائل أصول الدين ، أو العمل بآراء وأقوال مالك بن أنس أو أحمد بن حنبل أو أبي حنيفة أو محمد بن إدريس الشافعي في فروع الدين وأحكام العبادات والمعاملات ، ليت شعري من أين جاء هذا الانحصار ؟! فاتركوا التعصب لمذهب الآباء والأمهات والتمسك بالتقاليد والعادات ، وارجعوا إلى القرآن الحكيم وأحاديث النبي الكريم (ص) فلو كان عشر هذه الروايات والأحاديث المروية في كتبكم والواصلة عن طرقكم في متابعة أهل البيت عليهم السلام ، لو كانت في حق واحد من أئمة المذاهب الأربعة لاتبعناه وأخذنا برأيه وعملنا بقوله . ولكن لا نرى في كتبكم وأسانيدكم إلا أحاديث النبي (ص) وهو يحرض ويحفز على متابعة الإمام علي عليه السلام بل يأمر المسلمين بذلك وينهى عن مخالفته ويصرح بأن الحق معه . والآن تذكرت حديثا نبويا نقله كثير من علمائكم وأعلامكم ، أنقله لكم بالمناسبة لتعرفوا أن الشيعة لا يتبعون عليا وأبناءه عن تعصب وهوى ، بل بأمر من الله ورسوله (ص) وليس إلى الحق والجنة سبيل غير مذهب أهل البيت عليهم السلام وهو مذهب رسول الله (ص)
روى الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابيع المودة الباب الرابع / عن فرائد السمطين لشيخ الإسلام الحمويني بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب : يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك ، لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيتي ، سعد من أطاعك و شقي من عصاك ، و ربح من تولاك ، و خسر من عاداك ، و فاز من لزمك ، و هلك من فارقك ، مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي ، مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق ، و مثلهم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة .
ويصرح النبي (ص) في حديث الثقلين الذي اتفق علماء المسلمين على صحته ، إنكم ما إن تمسكتم بالقرآن وبأهل بيته وعترته لن تضلوا بعده أبدا .
وقد تكلمت حول هذا الحديث بالتفصيل في الليالي الماضية وذكرت لكم مصادره من كتبكم ومسانيدكم ، ولكن بالمناسبة أقول :
إن ابن حجر الهيثمي وهو ممن لا يتهم عندكم بشيء بل لا ينكر أحد تعصبه في مذهبه ، وتمسكه بطريقة أهل السنة والجماعة .
قال في كتاب الصواعق المحرقة / الفصل الأول من الباب الحادي عشر عند ذكره الآيات الكريمة النازلة في شأن أهل البيت عليهم السلام فيقول في ذيل الآية الرابعة قوله تعالى :
(وَقِفُوهُمْ إِنّهُم مّسْؤُولُونَ) ، أي عن ولاية علي وأهل البيت .... قال ابن حجر : وأخرج الترمذي وقال : حسن غريب ، إنه (ص) قال : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : أحدهما أعظم من الآخر و هو كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود من الأرض إلى السماء و عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟! قال : " وأخرجه أحمد " في مسنده بمعناه ولفظه : إني أوشك أن أدعى فأجيب، و إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي ، و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . فانظروا بم تخلفوني فيهما ؟! وسنده لا بأس به . وفي رواية : إن ذلك كان في حجة الوداع . وفي [ رواية ] أخرى : مثله ـ يعني : كتاب الله ـ كسفينة نوح من ركب فيها نجى . ومثلهم ـ أي أهل بيته ـ كمثل باب حطة من دخله غفرت له الذنوب .
ردنا علیه :
مما لا يشك فیه أحد فإن أهل السنة حبهم لأهل البیت لا یدانیه حب وهوأمر ظاهر لا یحتاج معه الی دلیل ، ولکن علیهم أولاً أن یستدلوا بمصادرنا ویرجعوا الیها فکتبنا فیها من الصحیح الثابت ومما تبثت به الحجة علی کل أحد والحمد لله وله المنة والفضل ، ولا نقبل بحال أي حدیث ضعیف أومشکوك فیه أما الکتب التي تعتبر عندنا من الدرجة الرابعة أو الخامسة من حیث الحجیة والاستدال ومنها کتاب
( ینابیع المودة ) لسلیمان البلخي والذي یرجع تاریخ تألیفه الی مائة وخمسین عاماً فإن مؤلفه رجل ضال مضل لا صلة له بأهل السنة ولا کرامة ونحن لا نحصي لله تعالی حمداً ولا شکراً علی نعمه الکثیرة ، فإن القائمة طویلة جدا لاولئك العلماء الاجلال والأئمة الفطاحل الذین کتبوا الکتب في فضائل أئمة أهل البیت علیهم الرحمة والرضوان وهي خیر شاهد ودلیل علی نزاهة أهل السنة وعدلهم وإنصافهم ، وإن هؤلاء العلماء الأجلاء لم یکتموا الحق ولم یتظاهرواعلیه کما یفعل ذلك الشیعة ودعاتهم ، فذکروا الاحادیث الکثیرة في فضلهم ومناقبهم وأدوا ذلك بکل إمانة ونزاهة لا نظیر لها في تاریخ الأمم کلها ، کما إنهم لم یکتموا حدیثاً واحداً ورد في فضل علي رضي الله عنه أوأحدا من أهل بیته ، ویجب أن یعلم إن ما ذکره الشیعة من أحادیث کثیرة یفهم منها أن الصحابة رضي الله عنهم قد تمالؤوا واجتمعوا علی عدواة علي وأهل بیته ظلموهم ، أقول : کل ذلك محض کذب وافتراء وبهتان هم منه برءاء والحمدلله .
أما الشیعة فمن الدلائل الواضحة علی ظلمهم وعدم عدلهم وإنصافهم أنهم لم یذکروا لأبي بکر رضي الله عنه حدیثاً واحداً من فضائله ومناقبه الکثیرة رضي الله تعالی عنه وکذلك لم یذکروا ذلك عن عمر وعثمان رضي الله عنهما ، بل لم نجد عندهم الا الذم والسبّ والطعن واللعن ...!!
أما السنة فعلی العکس تماماً من ذلك فهم لم یذکروا في کتبهم حدیثاً واحداً یفهم منه طعنا أو ذماً لعلي رضي الله عنه - حاشالله ثم حاشاهم من ذلك - ، فأهل السنه بحمد الله تعالی لم یکونوا ولن یکونوا أعداءا لعلي بل هم أحباؤه وأنصاره وأولیاؤه وشيعته فعلی کل عاقل منصف أن یأخذ بأقوال أهل السنة وما ذکروه من عدل وإنصاف وحق ویبتعد وینبذ وراء ظهره کل ما جاء عن هؤلاء الأفاکین الکذبة الذین لا یعرفون الحق فهم لا یعرفون أهله ...؟!
الإدعاء الحادي والثلاثون وقوله: هذا الإمام محمد بن إدريس الشافعي استمع اليه وهو ينشد أبياتا من الشعر نقلها عنه العلامة العجيلي في ـ ذخيرة المآل ـ وهي تتحدث عن فضائل أهل البيت وهو دليل كاف وشاهد واضح يقول بكل صراحة : أن الشيعة هم أهل الحق وهو دون ما سواهم على الصواب :
ولـمّا رأيـت الـناس قد ذهبت بهم مـذاهبهم فـي أبـحر الغي والجهل
ركـبت على اسم الله في سفن النجا وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
وأمـسكت حـبل الله وهـو ولاؤهم كـما قـد أمـرنا بـالتمسك بالحبل
إذا افـترقت في الدين سبعون فرقة ونـيفا على ما جاء في واضح النقل
ولـم يـك نـاج مـنهم غـير فرقة فـقل لـي بها يا ذا الرجاحة والعقل
أفــي الـفرقة الـهلاك آل مـحمد أم الـفرقة اللاتي نجت منهم قل لي
فـإن قـلت في الناجين فالقول واحد وإن قلت في الهلاك حفت عن العدل
إذا كـان مـولى الـقوم منهم فإنني رضـيت بهم لا زال في ظلهم ظلي
رضـيت عـليا لـي إمـاما ونسله وأنـت مـن الباقين في أوسع الحل
فلا يخفى على من أمعن ونظر في هذه الأبيات لعرف تصريح الشافعي وهو إمام أهل السنة والجماعة ، بأن آل محمد (ص) ومن تمسك بهم هم الفرقة الناجية وغيرهم هالكون ، وفي وادي الضلالة تائهون !!
ردنا علیه :
یعلم الجمیع إن الامام الشافعي أثر عنه الکثیر من الاشعار في مدح آل بیت النبي صلی الله علیه وسلم أما أنتم فقد ألبستم الحق بالباطل وزدتم فیها من باطلکم متبعين في ذلك ما تأمرتکم به نفوسکم المریضة ، و ذلك دلیل واکرر القول مرة أخری : ذلك دلیل علی حب أهل السنة لأهل البیت وعدلهم وإنصافهم ، ولو کان هناك من الحق والانصاف اکثر من ذلك لقاله الشافعي وکل إمام منصف مثله لقال ذلك ولو کلفه ذلك الکثیر علماً بأن الشافعي رحمه الله قد قال ذلك في زمن وعهد کان المخالف لعلي وأهل بیته کث، بل کان باستطاعته أن یقول خلاف ذلك دون خوف أو وجل حیث لا مانع یمنع من ذل، بل کانت الفرصة مواتیة والداعي لذلك والناصر له موجود بل کان الشافعي رحمه الله باستطاعته أن یفعل أکثر من ذل، وهذا دلیل آخر یثبت ماأنتم علیه من الباطل والضلال الذي تخوضون فیه دون خوف من الله تعالی أو خوف من حساب ووقوف بین یدي الجلیل عز شأنه ، نعم إنه دلیل علی إفراطکم وتجاوزکم لکل الحدود، وکان يجدر بکم أن تقفوا حیث وقف الائمة والمنصفون من أمثال الشافعي علیه الرحمة والرضوان .
الدلیل الثاني والثلاثون وقوله : يعتقد أهل السنة كذلك بخروج المهدي المنتظر .
ردنا علیه :
نعم ، لا ننکر ذلك بل نعتقده ونؤمن به ، وکل مسلم سني یعتقد ظهور المهدي کما جاء ذلك في الاحادیث الصحیحة في کتب أهل السنة والجماعة اما استدلالك بهذا فهو زیف ومکر واضح لا یخفی علينا ومثلك مثل رجل أنکر علی النصاری کفرهم وقولهم أن عیسی هو ابن الله ....!!! فردوا علیه قائلین وعن عقیدتهم مدافعین : لسنا وحدنا من یؤمن بعیسى ، بل حتی المسلمین یؤمنون به کذلك ، فهم صدقوا في قولهم فإنا نؤمن ونصدق بنبوة عیسی ولکنهم کذبوا في زعمهم وما یدعونه في عیسی علیه الصلاة والسلام ، فالمسلمون لا یعتقدون فیه ذلك ، وهکذا فلیس بین مهدینا ومهدیکم أیها الشیعة والإیمان به الا کما بین السماء الأرض وکما بین ظلمة اللیل ووضوح النهار ...!!
الإدعاء الثالث والثلاثون وقوله : يعتقد بعض أهل السنة والجماعة بإمامنا المهدي ويؤمنون بخروجه ثم يضيف نقلا عن ابن خواجة كلان : بأن سليمان بن ابراهيم البلخي ذكر أحد عشر حديثا في الباب الرابع والثمانين من كتابه حول الأشخاص الذين رأوا إمام الزمان المهدي أثناء غيابه ، وهذا يعتبر الحديث الثاني الذي ينقله عن الحمويني وسليمان البلخي ..؟!!
ردنا علیه : ان الحدیث لیس بتلك الرتبة ولم یکن کذلك فهذان الشخصان لم یکونا من رواة الحدیث ، فلو قال لك شخص إني ذهبت لزیارة بهاء الله وقبلت یده ، فهل یشك أحد کون هذا الزائر بهائیا ً؟ فإذا کان هذا الباب ورد في کتاب ( ینابیع المودة ) فلا تشکوا أو ترتابوا إذاً في تشیع سلیمان البلخي وقد أوضحت الأمر بما فیه کفایة وبینت کفره وشرکه فلم یکن لیالي بیشاور من الکتب التي تستحق ذکراً ، وما هو الا شرك نصبه مؤلفه لیصطاد به المغرورین والمخدوعین بثرثرته وهذیانه .
الإدعاء الرابع والثلاثون وقوله : أهل السنة يشهدون بفضائل أهل البيت وهذا دليل أننا على الحق ...!! ومن الأمثلة على ذلك هذا الحديث : ( من لم يعرف حق عترتي من الأنصار والعرب فهو لأحد ثلاث : إما منافقا ، وإما لزنية ، وإما لغير ) وعبارة ( إما لغير ) تعني : حملته أمه على غير طهور .
ردنا علیه :
أولا : ذکر هذ الحدیث في موضعین من کتاب ( الصواعق المحرقة ) حیث أورده مرة في الجزء الثاني باب « الحث علی حبهم » وأورده مرة أخری في الجزء الثاني في باب ( المقصد الثاني فیما تضمنته تلك الآیة من طلب محبة آله وأن ذلك من کمال الایمان » وأما أصل الحدیث فهو : « من لم یعرف حق عترتی والانصار والعرب فهو لأحد ثلاث : إما منافقاً وإما لزنیة واما لغیر ) وقوله : ( إما لغیر ) أي حملته أمه علی غیر طهور » إذاً لماذا غیر الحدیث ؟ ذلك لأنه ینعق بما لا یسمع فلا دین یردعه ولا خوف من الرب الجلیل سبحانه يرده ، إضافة الی ذلك فإنه خاف أن یعد من أولاد الزنی لعداوته الشدیدة لاصحابه فلذلك تجده غیر وبدّل هذا الحدیث ومما یجب أن یعلم إن هذا الحدیث الوارد بهذا اللفظ لم یصح سنده ، ولکنه أبی مع ضعف الحدیث الا إن یمد یده للحدیث بالتحریف والتبدیل ........!!
الثاني : إن جمیع الأحادیث التي أوردها وذکرها في کتابه في مدح أهل البیت والثناء علیهم دلیل واضح وبرهان ساطع علی أن أئمة وعلماء أهل السنة من رواة الحدیث لم یخفوا شیئاً من أحادیث الفضائل التي وردت في علي وأهل بیته ، ولم یکن ذلك بالطبع خوفاً من أحد فما الداعي إذاً لاعتماد هؤلاء وولعهم بالأحادیث الضعیفة والمختلقة والمزورة...؟ لماذا تمسکوا بهذه الاحادیث الواهیة وأغمضوا أبصارهم عن الأحادیث الصحیحة التي جاءت في کتبنا وأداها العلماء بکل أمانة ودقة ومصداقیة..؟ ما السبب في إعراضهم عن الکتب المعتمده والمصادرالهامة والتي لها الدرجة الاولی في الحجیة مثل البخاري ومسلم والتي جاءت فیهما الاحادیث الکثیرة والفصول العدیدة في فضل علي وأهل بیته ، ثم تراهم یعتمدون علی أمثال : خواجه کلان ( سلیمان البلخي ) ومیر سید الهمداني وکواشکي والعلوي والثعلبي وجغال والبقال ؟!! ثم یدعي بعد هذا ذلك الإدعاء الکاذب في الثعلبي حیث جعله أولاً إماماً ، ثم أمیراً لاصحاب الحدیث وهذا من کذبه الظاهر الذي یصدقه كل أحد وللأسف الشدید فإن کتاب الثعلبي قد ملأ کتابه بالاحادیث الضعیفة والموضوعة ولکن المؤلف لم یکتفي ان یجعله احد رواة الحدیث حتی جعل منه أمیراً للمحدثین وهذا من أشنع الکذب و أقبح البهتان ......!!
الادعاء الخامس والثلاثون وقوله : محبة أهل البيت وموالاتهم من اصول الدين
جاء في تفسير آية المودة ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) شورى 23 .
( من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، الا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف الى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان الى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزارا ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة )هكذا يقول عالمكم ومفسركم الكبير المدعو عكرمة ..!! .
ردنا عليه :
الاول : ٍذکر المؤلف هذا الحدیث في الصفحة ( 66 ) من کتابه لیالي بیشاور
قال الشیخ الالباني رحمه الله تعالی : هذا الحدیث باطل موضوع .انتهى
ثم يقول : ( لا أسألکم على ما ادعوكم اليه أجرا إلا أن تحفظوني في قرابتي علي وفاطمة والحسن والحسين وابناهما ..) هكذا في كتبكم ..؟؟
قلت : الرد علیك في هذا : هل کان النبی صلی الله علیه وسلم قد أفهمکم أو أفهم الأمة ألا تراعوا حرمةً ولا تؤدوا حقاً أوأن تقولوا ما شئتم من تلك الأقوال الباطلة والأفك المبین بحق أزواجه أمهات المؤمنين رضی الله عنهن ....؟!!.
نعم ، هذا ما یفهم وما علمناه من تفسیرکم لهذه العبارة ....!! وانا بالطبع لم أجد هذا الحدیث في کتبنا ، ولکنه من قول عکرمة حیث قال : « لا أسألکم علی ما أدعوکم الیه إلا أن تحفظوني في قرابتی بیني وبینكم وليس كما يقول الكذابون » هذا هو قوله ، لا كما یدعیة الکذبة المارقون ......؟!! وبهذا تعلموا أن مؤلف الکتاب لم یکن أمیناً في نقل الأقوال ، بل کان یحرفها ویقلبها ویتصرف فیها کما يريد أو كما تشتهي نفسه وما یملیه علیه هواه..!! فهو یقول : هذا الحدیث من أحادیث أهل السنة ونقلهم ( النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي )
قلت : إسناد هذا الحدیث لا یصح قطعاً ، وإنا لم أقل هذا من تلقاء نفسي وأنما هو قول الامام الحبر ابن حجر رحمه الله ، نعم قد عرفت ضعف هذا الحدیث بقرینة أن هذا المخادع الكذاب قد اعتمد علیه واستدل به، وذلك لإننا ما عهدنا هذا الكذاب یستدل بحدیث صحیح موثوق به لما يريد إثباته لنا من أباطيل ، کما ان هناك الكثير من الأدلة والقرائن ساعدتني في الوصول تدریجیا الىً هذهِ النتیجة..!!؟
وأما قوله إن هذا الحدیث ورد في إثبات ما لأهل البیت من حق ، یقول السني :
( الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا )
فنجیب قائلین: یقصد المؤلف من قوله «إلا بمعرفة حقنا » هوالاعتقاد بألوهیة الأئمة ..؟؟!! والا فمما یعلمه الجمیع إننا نکن کل محبة وتقدیر لأهل البیت ولا شك فإن أمهات الؤمنین وأزواجهُ صلی الله علیه وسلم منهم ، مع أن هذا الحدیث قال عنه صاحب ( مجمع الزوائد ) هذا حدیث لا یصح ....!!
الإدعاء السادس والثلاثون وقوله : لدى أهل السنة حديث يقول بصريح العبارة : إن الحقد الدفون في قلوب الصحابة سوف يظهر ويعلن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا وقد نقل الشيخ سليمان الحنفي البلخي في الباب الخامس والسبعون من كتابه هذا الحديث: ( يا علي اتقي الأحقاد التي مخبأة في القلوب لا يظهرونها إلا بعد موتي ، هم الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )
ردنا علیه :
من المقصود بذلك .......؟ من الواضح جداً إنه یقصد بذلك أبابکر وعمر وعثمان ..!! حقیقة إن اشیعة قد حرموا نعمة الحیاء ونزعوا برقعه ، فتراه مرة أخری یرید أن یفهم الشیعة أن سلیمان البلخي ما هو الا إماماً من أئمة السنة الأحناف ، وشیخاً من مشایخهم وماذاك الا من المکر السافر والكذب الداعر على أهل طائفته من الشیعة .
الإدعاء السابع والثلاثون وقوله : أولاد البتول عليها السلام ذرية الرسول (ص) ولذا فنحن
باستطاعتنا أن ندعوهم بابن رسول الله ...! ثم ذكر المؤلف شجرته على النحو التالي :
شجرة المؤلف:
أنا محمد بن علي أكبر "أشرف الواعظين" بن قاسم" بحر العلوم" ابن حسن بن إسماعيل "المجتهد الواعظ" بن ابراهيم بن صالح بن أبي على محمد بن علي " المعروف بالمردان" بن أبي القاسم محمد تقي بن "مقبول الدين" حسين بن أبي علي حسن بن محمد بن فتح الله بن إسحاق بن هاشم بن أبي محمد بن إبراهيم بن أبي الفتيان بن عبدالله بن الحسن بن أحمد " أبي الطيب" ابن أبي علي حسن بن أبي جعفر محمد الحائري "نزيل كرمان" ابن إبراهيم الضرير المعروف بـ"المجاب" ابن الأمير محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي السجاد "زين العابدين" بن الإمام أبى عبدالله الحسين "السبط الشهيد" بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (سلام الله عليهم أجمعين)
الحافظ : جيد، لقد انتهى نسبك ـ حسب بيانك هذا ـ إلى علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، وهذا الانتساب يثبت أنك من أقرباء النبي (ص) لا من أولاده، لأن الأولاد إنما هم من ذرية الإنسان ونسله، لا من ختنه وصهره، فكيف ادّعيت مع ذلك بأنك من أولاد رسول الله (ص) ؟!
قلت إن انتسابنا إلى النبي الأكرم (ص) إنما يكون عن طريق فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله (ص)، لأنها أم الإمام الحسين الشهيد عليه السلام .
الحافظ : العجب كل العجب منك ومن كلامك ! إذ كيف تتفوّه بهذا الكلام وأنت من أهل العلم والأدب ؟!
ألست تعلم أن نسل الإنسان وعقبه إنما يكون عن طريق الأولاد الذكور لا الإناث ؟! ورسول الله (ص) لم يكن له عقب من أولاده الذكور !! فإذن أنتم أسباطه وأبناء بنته، لا أولاده وذريته !!
قلت : إني وفي أثناء كلامكم تذكرت مناظرة حول الموضوع، جرت بين الخليفة العباسي هارون، وبين : الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، فقد أجابه عليه السلام بجواب كاف وشاف اقتنع به هارون وصدقه .
الحافظ : كيف كانت تلك المناظرة أرجو أن تبينوها لنا ؟
قلت : قد نقل هذه المناظرة علماؤنا الأعلام في كتبهم المعتبرة، منهم : ثقة عصره، ووحيد دهره، الشيخ الصدوق في كتابه القيم : (عيون أخبار الرضا).
ومنهم : علامة زمانه، وبحّاثة قرنه، الشيخ الطبرسي في كتابه الثمين :(الاحتجاج)وأنا أنقلها لكم من كتاب.
(الاحتجاج) وهو كتاب علمي قيّم، يضم بين دفتيه أضخم تراث علمي وأدبي لا بدّ لأمثالك أيها الحافظ من مطالعته، حتى ينكشف لكم الكثير من الحقائق العلمية والوقائع التاريخية الخافية عليكم .
أولاد البتول عليها السلام ذرية الرسول (ص):
روى العلامة الطبرسي أبو منصور أحمد بن علي في الجزء الثاني من كتابه :(الاحتجاج) رواية مفصلة وطويلة تحت عنوان :" أجوبة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام لأسئلة هارون " وآخر سؤال وجواب، كان حول الموضوع الذي يدور الآن بيننا، وإليكم الحديث بتصرّف :
هارون : لقد جوّزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى النبي (ص) ويقولوا لكم : يا أولاد رسول الله، وأنتم بنو علي، وإنما ينسب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنما هي وعاء، والنبي جدكم من قبل أمكم ؟؟!
الإمام عليه السلام : لو أن النبي (ص) نشر فخطب إليك كريمتك، هل كنت تجيبه ؟!
هارون : سبحان الله ! ولم لا أجيبه، وأفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك .
الإمام عليه السلام : لكنه لا يخطب إليّ، ولا أزوّجه .
هارون : ولِمَ ؟!
الإمام عليه السلام : لأنه ولدني ولم يلدك .
هارون : أحسنت !!
ولكن كيف قلتم : إنا ذرية النبي (ص) والنبي لم يعقّب ؟! وإنما العقب للذكر لا للأنثى، وأنتم ولد بنت النبي، ولا يكون ولدها عقبا له (ص)!!
الإمام عليه السلام : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا أعفيتني عن هذه المسألة .
هارون: لا ... أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي ! وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم، كذا أنهى لي، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه، حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله، وأنتم معشر ولد علي تدّعون : أنه لا يسقط عنكم منه شيء، ألف ولا واو، إلا تأويله عندكم واحتججتم بقوله عز وجل : ( مَا فَرّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم !!
الإمام عليه السلام : تأذن لي في الجواب ؟
هارون : هات .
الإمام عليه السلام : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمِن ذُرّيّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلّ مِنَ الصّالِحِينَ) فمن أبو عيسى عليه السلام ؟
هارون : ليس لعيسى أب !
الإمام عليه السلام : فالله عز وجل ألحقه بذراري الأنبياء عن طريق أمه مريم عليها السلام وكذلك ألحقنا بذراري النبي (ص) من قبل أمنا فاطمة عليها السلام ، وكذلك الشيخ أبو بكر الرازي في (التفسير الكبير) في ذيل آية المباهلة، وفي تفسير كلمة (أبناءنا) له كلام طويل وتحقيق جليل، أثبت فيه أن الحسن والحسين هم أبنا رسول الله (ص) وذريته .
ردنا علیه :
وجوابنا علیه من عدة وجوه :
الأول : کلنا نصدق ونعتقد أن النبي صلی الله علیه وسلم هو جد الحسن والحسین وقد ناداهما النبی صلی الله علیه وسلم وخاطبهما قائلاً لهما : ( ابني ) ولکننا لا نقبل بحال ما تقولونه دائما وتکررونه باستمرار عند مناداتکم واستغاثتکم حیث تقولون : یا أبن رسول الله ، بل کان الأولی بکم أن تقولوا : إن الحسین هو أبن علي .
الثاني : مما يثیر الدهشة والعجب أن المؤلف لایستدل بالآیة الکریمة والتي هي لها مساس مباشر بما نحن بصدده من هذا الموضوع وهو قوله تعالی:
« ما کان محمد أبا أحد من رجالکم » وهذا واضح ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم یکن أبا لأحد من الناس فبطل قولك: ( يابن رسول الله ...!! ) ولیس من حقنا ولا من أحد من البشر أن یعتبر نفسه من أبناءه أو أن ینتسب الى النبي صلی الله علیه وسلم مالم لکن له صلة حقيقية من البنوة کأولاده الثلاثة .
الثالث: لیس من الحق في شیً أن تمثلوا الحسن والحسین بعیسی ابن مریم علیه الصلاة والسلام ، أو أن تقارنوا بینهم وبینه ، فإن ذلك القیاس قبیح وشاذ ، فلیس أحدٌ من البشر مثل عیسی من حیث أنه ولد من غیر أب وکانت تلك أحدی المعجزات التي أیده الله تعالی بها ، وکانت للناس آیة...... !! فسماه الله تعالی لذلك بعیسى ابن مریم، أما نحن فلا يحق لنا أن نسمي ما لم يسمه الله به عیسی فإن ذلك القول فاسد وهو کقولك الحسن بن فاطمة أوالحسین ابن فاطمة ، بل الحق أن تقولوا إن الحسن والحسین ابنا علي رضي الله عنهم أجمعين ، وذلك لاننا أمرنا في الشرع أن ننسب الأبن لأبیه ...! ولا نعجب اذا علمنا أن هذهِ الطریقة الفاسدة والأقیسة الشاذة من عادة الشیعة التي تمیزوا بها عن غیرهم ، فعیسی هو عیسی والحسین هو الحسین ، ذلك ولد من غير اب صلی الله علیه وسلم فنسب الی أمه ، فهل تستطبع امرأة أن تدعي وتقول : ولدت ابني هذا من غیر أب .....؟ فالأمر واضح وقولها في غایة الفساد والبطلان ، أما الحال مع مریم فمختلف جداً ....!! هذا العمر الله أیها الشیعة قیاس باطل وشاذ یحُیر کل ذي لب .
الادعاء الثامن والثلاثون وقوله: : دليلنا من القرآن الكريم قوله تعالى: ( فَمَنْ حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ). أولا : الآية تدل على أن عليا وفاطمة والحسن والحسين (ع) هم أفضل الخلق وأشرفهم بعد النبي (ص) عند الله تبارك وتعالى ، وهذا ما وصل إليه وصرح به كثير من علمائكم حتى المتعصبين منهم ، مثل الزمخشري في تفسيره لآية المباهلة ، فقد ذكر شرحا وافيا عن الخمسة الطيبين وكشف حقائق ودقائق مفيدة عن فضلهم ومقامهم عند الله سبحانه ، حتى قال : إن هذه الآية الكريمة أكبر دليل وأقوى برهان على أفضلية أصحاب الكساء على من سواهم . ورأى البيضاوي والفخر الرازي في تفسير الآية قريب من رأي الزمخشري .
ثانيا : نستنبط من الآية الكريمة أن مولانا علي بن أبي طالب هو أفضل الخلق وأشرفهم بعد رسول الله (ص) ، لأن الله تعالى جعله نفس النبي (ص) إذا أن كلمة ( أنفسنا) لا تعني النبي (ص) ، لأن الدعوة منه لا تصح لنفسه (ص) ، وإنما الدعوة من الإنسان لغيره ، فالمقصود من ( أنفسنا ) في الآية الكريمة هو سيدنا وإمامنا علي (ع) ، فكان بمنزلة نفس النبي (ص) ، ولذا دعاه وجاء به إلى المباهلة ، وذلك بأمر الله سبحانه .
هذا جواب سؤالكم وارتباط الآية الكريمة بالموضوع .
فعلي (ع) هو نفس رسول الله (ص) بتعبير القرآن الكريم ، وهو تعبير مجازي واتحاد اعتباري لا حقيقي . وقد قال الأصوليون : حمل اللفظ على المعنى المجازي الأقرب أولى من حمله على الأبعد وقال في موضع آخر :. الإمام عليه السلام : قال الله تعالى : ( فَمَنْ حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) ولم يدّعِ أحد أنه أدخله النبي (ص) تحت الكساء وعند مباهلة النصارى، إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليها السلام، واتفق المسلمون : أن مصداق (أبناءنا) في الآية الكريمة : الحسن والحسين عليهما السلام، (ونساءنا) : فاطمة الزهراء عليها السلام . (وأنفسنا) : علي بن أبي طالب عليه السلام .
ردنا عليه :
تفسیرك للآیة ظاهر الخطأ ، لأن لفظ ( الأبناء) و ( النساء ) و ( الأنفس ) ألفاظ جموع ، والحال أن الحسن والحسین اثنان ، وعلي ورسول الله اثنان ، وفاطمة لم تكن إلا واحدة ....!! ومعلوم في اللغة العربیة أن للمثنى لفظه الخاص والآیة هنا تدل علی اکثر من ذلك ، ونحن نری أن هذهِ الآیة لها دلالة عامة ، فهي خطاب یصلح لجمیع الازمان والعصور وتصح المباهلة مع الکفار والمبتدعة وأصحاب الطرق والمناهج المنحرفة الضالة ، وذلك نصرة للحق والدین وإظهار ما علیه عصابة الایمان من الحق المبین .
الإدعاء التاسع والثلاثون وقوله: ذرية الحسن والحسين هم نسل النبي صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامة .
ردنا علیه :
سبق وأن ذکرنا إن أبناء فاطمة رضي الله عنها هم أحفاد رسول الله صلی الله علیه وسلم ، وکما هو معلوم عند أهل العلم ان الاعتبار في الأنساب هو الذکورة ، أي إن الابن ینسب الی أبیه ولا ینسب الی أمه وذلك لا یعني أننا ننکر ما للأحفاد من مکانة وقرب ومزیة لا تنکر ، وکیف ننکر من أمرنا بمجته ومودته ؟!! ولکن في الوقت نفسه یجب أن یعرف إن الإتکال علی الحسب والنسب وحده لا یکفي أبدأ ولا یغني من الحق شیئاً وذك إن لم یکن معه عمل صالح یرتجی أثره یوم القیامة في صحائف الاعمال الصالحة المتقبله ........!! وهذا ولد نوح علیه السلام واولئك هم ابناء یعقوب علیه السلام قد علمنا من أنباءهم ما أخبرنا الله به في کتابه والمعقصود هنا إن الحسب والنسب وحدهما لا یکونا سبباً في النجاة یوم القیامة أو الرفعة والمنزلة في هذهِ الدنیا الا اذا رافق ذلك عمل صالح متقبل عند الله عزوجل . وهذا أمر معلوم لاینکر ، فهؤلاء هم الشیعة أنفسهم یکفرون بعض أولاد علي رضي الله عنه مثل أولاد اسماعیل بن جعفر وهو المعروفین باسم ( بالفرقة الاسماعیلیة ) کما إنهم یعتبرون أخ الامام الحادي عشر وابن الامام العاشر من الکذبة وشاربي الخمور وأهل الفجور ....!! إذا کیف یصح أو یقبل من کل سثیعي دعي یعتبر نفسه من أولاد الرسول صلی الله علیه وسلم ثم یأمر الناس أن یأخذوا عنه کل ما یقوله وینطق به معتبرا ذلك هو الحق الذي لایسع الناس اتباع قولاً غیره .......؟؟! حتی جعلوا هذهِ المقولة شعاراً لا ینبغي لاحدٍ أن یحید عنها أو یکذبها فما دمت من ابناء الرسول فأنا علی الحق ........!! ما هذا الهراء ... ؟؟ ومن أين لکم کل هذا الحق ...؟ حتی تقولوا للناس مثل هذهِ الاباطيل والضلالات التي لم ینزل الله تعالی بها سلطاناً في کتابه أو سنة نبيه .....؟!! إن کنت حقاً من ابناء الرسول صلی الله علیه وسلم وأحفاده ِ، فقل لنا ما عملك ومدی اتباعك للکتاب والسنة ....؟ لکي نعلم بعد ذلك صدقك من کذبك ...........؟!!
إنك ان عملت عملاً علی خلاف ماجاء به الشرع الحنیف واتبعت غیر سبیل المؤمنین یولك الله ما تولیت ویصلك جهنم وساءت مصیرا ، ولا ینفعك حینئذ نسبك أو حسبك وادعاء اتك الباطلة الکاذبه ، إنما هي أعمالکم إن کانت خیراً فخیر وإن کانت شراً فشر ، کمالا نصدق كل من هب ودب أنه من الشجرة الشریفة والنسب الطاهر بناءا على ادعاءات يدعيها هو أو أن یقول في کتاب الله تعالی برأیه أو یفسره حسب هواه ....!! فلیس لأحد مهما علت منزلته وسمت رتبته أن یتحدث بحدیث مخالف للکتاب والسنة ، بل حتی الشیعة فقد رأیناهم یقولوا لاتباعهم : إن رأیت عالماً أو شخصاً أعلم من السید ( ویقصدون به الشخص من ابناء واحفاد علي ) فاتبعوه وهکذا فهم یقلدون في بعض الاحیان أشخاصاً لم یکونوا من هؤلاء السادة المنسوبین الی أهل البیت .....!!!.
الإدعاء الأربعون وقوله: الاستدلال بكتب العامة ورواياتهم: أن الحسن والحسين أبناء النبي
صلى الله عليه وسلم .
هناك دلائل كثيرة جاءت في نفس الموضوع تدل على ما ذكرناه وقد سجّلها علماؤكم ونقلها حفاظكم ورواتك ومنهم : ابن أبي الحديد في : " شرح نهج البلاغة"، وأبو بكر الرازي في تفسيره و محمد بن يوسف الشافعي، المعروف بالعلامة الكنجي، ذكر في كتابه (كفاية الطالب) و الخطيب الخوارزمي، فقد روى في (المناقب) عن ابن عباس ورواه ابن حجر المكي في صواعقه المحرقة : ص74 و94 عن الطبراني عن جابر بن عبدالله أنه قال : قال رسول الله (ص) إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب "
ردنا علیه :
قال الامام الهیثمي في رجال هذا الحدیث ( یحیی بن العلاء ) لا یعتبر قوله ، وقد روی هذا الحدیث الامام الطبراني . انتهى .
فما الحاجة بعدئذ الی ذکر جملة هذهِ الاسماء من أمثال ابن ابي الحدید والکنجي الشافعي والخوارزمي وابن حجرالمکي والرازي وغیرهم ....؟
أتعرفون لماذا ..؟ أنه یرید بذلك أن یظهر للقاريّ أن کبار علماء أهل السنة یقولون بهذا القول .! ولا شك فإن هذا مکر واضح وخداع لایخفی علی أحد ، فمثله مثل قول القائل : ان الحدیث الفلاني قد نقله الکافي والحسيني والسیستاني وإمام مسجدنا وجریدة کیهان ومجلة إیران الیوم! یقول الشیخ سلیمان الحنفي بعد أن ذكر جملة من أسماء الأئمة والعلماء السنة وأضاف اليهم أسماء من ينتسبون الى أهل السنة ونسب اليهم هذا الحديث : أن الخليفة الثاني قال : ( انی سمعت رسول الله یقول : کل حسب ونسب فمنقطع یوم القیمه ما خلا حسبی ونسبی وکل بنی اثنی عصبتهم لابیهم ما خلا بنی فاطمه فانی انا ابوهم وانا عصبتهم .
قال الهيثمي : من رواة هذا الحديث : ( شيبة بن نعامة ) وهو لا يعتد بقوله ، وقال الدمشقي : ومن رواة هذا الحديث : ( حسين الأشقر ) وهو رافضي كذاب .
ثم يقول المؤلف : وروى الحافظ الكنجي الشافعي في آخر هذا الفصل، بسنده عن عمر بن الخطاب، قال سمعت رسول الله يقول : كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة، فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم .
قال العلامة الكنجي : رواه الطبري في ترجمة الحسن .
هذا ونقله أيضا بتفاوت يسير وزيادة في أوله، بأن رسول الله (ص) قال : كل حسب ونسب منقطع يوم اليوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي .
أقول : ونقله كثير من علمائكم وحفاظكم، منهم الحافظ سليمان الحنفي في كتابه : ينابيع المودة وقد أفرد بابا في الموضوع فرواه عن أبي صالح، والحافظ عبدالعزيز بن الأخضر وأبي نعيم في معرفة الصحابة، والدار قطني والطبراني في الأوسط .
ومنهم : الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي في :(الإتحاف بحب الاشراف) .
ومنهم : جلال الدين السيوطي في (إحياء الميت بفضائل أهل البيت).
ومنهم : أبو بكر بن شهاب الدين في : (رشفة الصادي في بحر فضائل بني النبي الهادي)
ومنهم : ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) الباب التاسع، الفصل الثامن، الحديث السابع والعشرون، قال : أخرج الطبراني عن جابر، والخطيب عن ابن عباس ... ونقل الحديث .
الإدعاء الحادي والأربعون وقوله: العثور على جسد شاه جراغ في شيراز دليل على أن الشيعة على الحق ..؟!! .
يقول المؤلف : إن العثور على قبر الشهيد بعد أربعمائة عام وبقاء الجسد على الحالة التي قتل عليها فكأنه قتل الساعة ...!! حيث حفروا له قبرا ثم دفنوه وأطلقوا عليه اسم : ( شاه جراغ شيراز ) .
ردنا علیه :
دینکم وعقیدتکم مبنیة علی الظنون الکاذبة والتخرصات الواهیة وإلا فمن أین لکم وکیف عرفتم أن صاحب هذا القبر من الشهداء ..؟ وإن صح ذلك فمن ذا الذي أخبرکم أن شهادته هذهِ متقبلة عند الله سبحانه وتعالی ..؟ وکیف علمتم أنه من أهل الجنة..؟ ألدیکم سلطاناً بهذا ...؟ أودلیل حق نعتمد علیه ..؟ إن القیامة لم تقم بعد .......؟ فما بالکم وقد ادخلتموه الجنة وبوأتموه تلك امنزلة العالیة فیها ثم جعلتموه من أهل الکرامة والشفاعة المتقبلة ....؟!!.
الإدعاء الثاني والاربعون : حكاية السيد علاء الدين حسين دليل آخر يضاف الى الأدلة السابقة أن الشيعة على الحق ...!! .
حكاية ظريفة وعجيبة ، نعم عجيبة وغريبة جدا تلك القصة التي تتكلم لنا عن كشف الشيعة وعثورهم على جسد أحد أبناء الإمام موسى الكاظم فالنستمع الى ما يقوله المؤلف : وجد الناس على عهد الدولة الصفوية رجلا قتل طعنا بالسكين والدم ما زال ينزف من جسده ، وبعد النظر الى القرائن والشواهد ....؟؟!!! قلت : نعم ، ماذا تبين لكم بعد النظر في القرائن ..؟
قالوا إن هذا المقتول هو ابن الإمام ، وإنه قد قتل قبل عدة قرون .............؟؟! فقرروا أن يبنوا على ضريحه وقبره مزارا مشهودا ......!! .
ردنا علیه :
هذا المکر والدهاء من القاتل نفسه حتی لا یفتضح أمره ویؤخذ بجریرته ، فأخبرا الناس أن هذا المقتول من أولاد الامام ولکي یحبك اللعبة أظهر للناس هذهِ الکرامة الخارقة العادة وهو وجود الدم علی جسد المقتول بعد هذهِ الازمنة والقرون
العدیدة ......! بقي هذا الأثر بعد مقتله بسبعمائه سنة ....؟!! فهل رأیتم کرامة فوق هذه .....؟ هل سمعتم مکراً ودهاءاً اعظم من دهاء هذا القاتل المجرم الذي أخفی جریمته بإظهار کرامة المقتول ..؟ ثم لا ينقطع عجبك من هؤلاء السفهاء فكلما أردت مناقشتهم قالوا لك : إقرأ كتاب ليالي بيشاور ....؟! مع أني على يقين أن الكثير منهم لم يطلع بعد على هذا الكتاب الذي جمع فيه صاحبه كل غريب وشاذ .
الأدعاء الثالث والأربعون : ابراهيم المجاب دليل آخر يشهد أن الشيعة على الحق .
ـ ابراهيم المجاب ـ وحسب ادعاء المؤلف سلم على الإمام علي في اليقظة وليس في المنام ..! فرد علي عليه السلام مع أنه ـ أي ابراهيم هذا ـ لم يولد إلا بعد قرابة ستة قرون من وفاة علي رضي الله عنه ...؟؟!!
ردنا علیه :
من الذي یشهد للمؤلف علی صدق ما یقوله وما یدعیه .......؟ فإن کان قد سلم علیه وسمع رد السلام منه ، فذلك یعني أنه هو نفسه ...؟! ألا تستحي من هذا الادعاء الکاذب .......؟ ولکن الذي یظهر لي ان هذا الکذب والمکر متأصل في آباءك وأجدادك ...؟!!
الإدعاء الرابع والاربعون : ظهور قبر علي دليل على أحقية الشيعة ...!
وهنا ذكر المؤلف قصة خيالية قاصدا من وراء ذلك التعظيم والمغالاة في شخصية الإمام علي رضي الله عنه فيقول : من الكرامات الظاهرة لعلي رضي الله عنه أن نوحا عليه السلام هو من حفر قبر علي في زمنه الذي كان فيه .......؟؟!!!
ردنا علیه :
ذکر صاحب الکتاب هنا قصة خیالیة هي أشبه بالخرافة منها الى الحقيقة ..!!
حیث جعل ذلك إحدی کرامات علي رضی الله عنه قاصداً بذلك أن یلفت أنظار الناس الی هذا القبر الخیالي لعلي رضي الله عنه ، حیث زعم أن الذي قام بحفر هذا القبر هو سیدنا نوح علیه الصلاة والسلام ..؟!!!. ولکي نرد علی هذا الزعم الکاذب نجیب بالآتي :
نوح علیه الصلاة والسلام نبي ورسول من أولي العزم ، وله عند الله تعالی المکانة العالیة والمنزلة الرفیعة ، فهل یعقل أن یکون هذا النبي الکریم حفارا لقبر علي رضي الله عنه ...؟ ألم تکن هذهِ منقبة لعلي ومزیة واضحة یستحق معها أن یفتخر بها علی نوح علیه والسلام ، ویتیه بها علیه..؟! الظاهر من قولکم وکذبکم أيها الشیعة أنکم تریدوا بذلك أن تخبرونا وتفهمونا إن لعلي من المکانة والمنزلة مالا یبلغها أو یصلها نوح علیه الصلاة والسلام ولا ما سواه من الانبیاء والرسل ..!! الم یکن هذا هو فحوی کلامکم ومقتضاه ...... أم أنکم تنکرون ذلك ؟ نحن لم نر سورة واحدة بل ولا آیة واحدة ذکر فیها اسم علي رضي الله عنه کما ذکر نوح علیه الصلاة والسلام . ألم یکن باستطاعتکم أن تجدوا قبر زوجته رضي الله عنه کما وجدتم قبره هو ...؟ لعلکم تقولون لنا : بما أن لکم امام غائب فلا بد أن یکون معه قبر غائبٌ أیضاً ..؟!!
الأدعاء الخامس والأربعون وقوله : فتح علي شاه كان ملكا مسلما محبا للعلم والعلماء .
ردنا علیه : ملك الملوك ، محبُّ العلم فتح علي شاة ....!! وأخیراً وبعد جهد جهید وسعي حثیث استطعنا أن نقف علی شجرة ونسب هذا المؤلف المحترم.؟! يمتد هذا النسب لیصل بنا الی طهران ، نعم طهران في عهد السلطان فتح علي شاه قاجار، حیث مکث هناك بناءاً علی طلب واستدعاء من ذلك السلطان المسلم محبّ العلم والعلماء فتح علي شاة ، وفتح علي هو ذلك السلطان الذي استطاع -- وبمبارکة من فتوی قالها جد هذا الؤلف والذي یدعی سادات شيرازي - - أن یتزوج اکثر من تسعمائه امرأة زواج المتعة .......؟؟!! وقد استمر الوضع على ما هو عليه تسع وتسعین سنةً تقریباً وکأنهم أغمضوا عیونهم عن الآیة الرابعة من سورة النساء والتي لم تبح لأحد أن ینکح اکثر من أربعة نساء فقط ، فهم بذلك کانوا السبب الأول الذي جعل هذا السلطان ینغمس في ملاذه ولهوه وفجوره وشربه للخمر ضاربين بالدين عرض الحائط – نعم کان ذلك کله بمبارکة من سادات شیرازي الذي أفتی له بذلك، بینما کانت القوات الروسیة تدك الحصون تلو الحصون وتفتح القلاع تلوا القلاع بینما کان السلطان فتح علي شاه مشغولا بفض البكور والعذارى ...؟؟!!
ألا تتعجب من صنع سادات شیرازي وتتحیر من فعله حیث یعتبر السلطان فتح علي شاه رجلا مسلماً ومن محبي العلم ومن القائمین علی خدمته ...!!
أنا لحد الآن لم أکن آتصور أن معنی محبة العلم هو أن تهتم ببطنك وتطلق العنان لنفسك لترتکب من الآثام والفجور والفسق وكل ما یحلو لها فعله ..؟!! فهل أصبح المجون والفسق والفجور علامة ودلیلاً علی محبة العلم وخدمته ..؟ ثم لماذا یسمیه ( شاهنشاه ) هل یمکن لشخص یقوم بکل هذهِ الأعمال القبیحة السیئة یستحق أن تطلق علیه كل هذهِ الالقاب الکبیرة مثل ملك الملوك والسلطان ومحب العلم .....؟!! إننا لا یهمنا ذلك کله ، فالذي یهمنا هنا أن نعرف ویعرف الجمیع ان أجداد السید الشیرازی یأکلوا مجاناً وینکحوا نکاح المتعة مجاناً مع من یشاؤون دون حسیب أو رقیب ، وطبقاً لهذهِ القصة والروایة التي ذکرها الؤلف الماکر فإن هؤلاء السادات والآیات بقوا في طهران حتی عهد ناصر الدین شاه والذي کان تحته ثلثمائه امرأة بنکاح المتعة ..؟!!!.
وفي زمن هذا الملك ناصر الدین لقب جد المؤلف وبقرار من هذا الملك ( أشرف الواعظین ) ولکي تعرفوا حقيقة هذا الملك أکثر فاکثر وتعرفوا مدی الفوضی التي کان یعیشها إسمعوا هذهِ القصة الطریفة عنه :
ذات یوم فرت إحدی نساء السلطان ، وعندما وصل الیه الخبر ، أخذ یضرب علی رأسة ویقول : من هي ..؟ من هي ...؟ يحاول أن یتذکر شکلها رصفتها ..!!! نعم لقد کان من أرکان دولته ورجاله المعتمدین هو : اشرف الواعظین هذا ، جد مؤلفنا..!! سبحان ربي کیف فضح الؤلف نفسه ...!!!
الإدعاء السادس والأربعون وقوله: فإن كلمة "الشيعة" اصطلاح يطلق على أتباع علي بن أبي طالب وأنصاره منذ عهد النبي (ص) وإن واضع هذه الكلمة والذي جعلها علما عليهم هو رسول الله (ص)، وهو كما قال الله عز وجل فيه : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحَى).
وقد قال (ص) :" شيعة علي هم الفائزون" وروى علماؤكم هذا الحديث وأمثاله في كتبهم وتفاسيرهم ثم يقول :
الحافظ أبو نعيم هو من أكبر علمائكم ومحدثيكم، يقول ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان) بأنه من أكبر الحفاظ الثقات، وأعلم المحثين، وكتابه (حلية الأولياء) الذي يبلغ عشر مجلدات من أحسن الكتب .
وقال صلاح الدين الصفدي في كتابه (الوافي بالوفيات) : تاج المحدثين الحافظ أبو نعيم ...الى آخره .
وقال في تعريفه محمد بن عبدالله الخطيب في كتابه (مشكاة المصابيح) : هو من مشايخ الحديث الثقات، المعمول بحديثهم، المرجوع الى قولهم، كبير القدر، وله من العمر ست وتسعون سنة .
ردنا علیه :
یرید هذا المفلس أن یثبت هنا ومن کتب ومصادر أهل السنة ان کلمتي الشیعة والحزب کانتا موجودتین على عهد النبي صلی الله علیه وسلم فکتب ما سبق ذكره آنفا ، فأنظروا أعزائي وقرائي الکرام الی کذب هذا الؤلف ومکره واحتیاله ، فهو قبل أن یبین لنا صحة هذا الحدیث وسنده تراه یکیل المدح والثناء علی ناقل هذا الحدیث ویطریه عظیم الإطراء ...!! دع عنك یا هذا الحافظ أبا نعیم الإصفهاني ولو کان ذلك الإمام أحمد رحمه الله تعالی أوأي إمام آخر من أئمة أهل السنة ، فقد علمت أیها الماکر کما علمت الأئمة کلها إن أهل السنة لا یستدلون أو یجعلون صلاح الراوي أو المؤلف وحسن سیرته وتقواه وعظیم إیمانه میزاناً لصحة هذا الحدیث أو ضعفه ، وإنما العبرة بالضبط والاتقان والتثبت في التحمل والأداء في حدیث النبي صلی الله علیه وسلم ، ولو کان الأمر کما زعمت بظنك الباطل وتخرصك الفاضح لقبل أهل السنة کل ما جاء في مسند الإمام أحمد وحکموا بصحته ...؟!!
فهل حقیقة لا یعلم هذا الأفاك هذهِ الحقیقة الناصعة الواضحه ...؟!!
أقول : یعلم ذلك تمام العلم ، ولکنه أراد أن یخدع الآخرین کما هو دیدنه دائماً وأبدا ، بل إن کتاب لیالي بیشاور لم یکتب ویؤلف إلا لهذا القصد السيء الخبیث .
والآن نرید أن نطلع علی الحدیث الذي نقله عن الحافظ ابي نعیم حیث یقول : « لما نزلت هاتان الآیتان من سورة البینة وهو قوله تعالی : « إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خیر البریة ، جزاؤهم عند ربهم جنات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدین فیها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه » البنیة/ ( آیة -7-8 ) قال الرسول صلی الله علیه وسلم لعلي :
« یاعليّ هو أنت وشیعتك تأتي أنت وشیعتك یوم القیامة راضين مرضیین » قال علي : فقال رسول الله صلی الله علیه وسلم « وإنك وشیعتك في الجنة » هذا فعلك الدائم أیها الکذاب المحتال أیها الرافضي المفلس ، حُرمت من نعمة العلم والدین والإيمان وقول الحق فلجأت الی هذا التهریج والتزییف ظاناً إن ذلك سینفعك، تنقل الأحادیث الضعیفة والموضوعة المکذوبة لتخدع بها غیرك کما خدعت من قبل بها نفسك ؟ ولکن أنی لک ذلك ، ونحن نلهب ظهرك بسياط الحق والإیمان لتکون عبرة لغیرك ولکل من تسول له نفسه أن یفعل فعلتك الشنعاء هذه ...!!
الإدعاء السابع والأربعون وقوله : وجود الشیعة في عهد النبي صلی الله علیه وسلم ونزول الآیات القرآنیة في اثبات حقهم...!!: روى الحافظ أبو نعيم(7) في كتابه " حلية الأولياء" بسنده عن ابن عباس، قال : لما نزلت الآية الشريفة : (إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ) خاطب رسول الله (ص) علي بن أبي طالب وقال : يا علي ! هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين . ورواه أبو مؤيد، موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل من كتاب المناقب في كتاب تذكرة خواص الأمة وسبط ابن الجوزي بحذف الآية . وروى الحاكم عبيد الله الحسكاني، وهو من أعاظم مفسريكم، في كتابه (شواهد التنزيل) عن الحاكم أبي عبدالله الحافظ، بسند مرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري، قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : حدثني رسول الله (ص) وأنا مسنده إلى صدري، فقال : أي علي. ألم تسمع قول الله تعالى : ( إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيّةِ). هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأمم للحساب، تدعون غرا محجلين.
ردنا عليه :
لقد ذکر المؤلف عدة أحادیث في کتابه لکي یثبت لنا أن المقصود من الآیة الکریمة « إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خیر البریة » هو علي رضي الله عنه وشیعته ..!
ولکي نعرف حقیقة هذا القول وصدقه من کذبه أقول :
لقد بین لنا القرآن الکریم بیاناً لاخفاء فیه ولالبس من هو المراد والمقصود من هذین الأصلین العظیمین اللذین هما شرط لنجاة العبد یوم لقیامة والفوز بالجئة التي أعدها الله تعالی لعبادة المؤمنین ، نعم لقد بین ذلك في سور عدیدة من کتابه العزیز فلم نجد أو نری آیة واحدة تخبرنا وتبین لنا أن المراد من الایمان والعمل الصالح هو محبة علي وشیعته ..؟!
فإذا کان ذلك لم یکن له حقیقة أواثبات في کتاب الله تعالی ، فکیف یصح بعد ذلك أن نقبل منه استدلاله بالاحادیث الموضوعة المکذوبة ....؟؟
قد یکون الحق کله معکم لو أنبأنا الله تعالی في کتابه قائلاً لنا « إن علیاً وشیعته أولئك هم خیر البریة » لو انه سبحانه قال ذلك لکنتم من الصادقین ، ولما خفي ذلك علی أحد من الأمة ، کما لم یخف علینا قول الحق تبارك وتعالی « محمد رسول الله والذین معه » أي محمدٌ وأمته ، فقول ربنا هوالحق الذي لاحق غیره ، فلا مجاملة في الذین ولا مداهنة لأحدٍ من البشر .
الإدعاء الثامن والأربعون وقوله:
أن وجود الشیعة كان على عهد النبي صلی الله علیه وسلم وورود الأحادیث بذلك عند أهل السنة وفي کتبهم، حیث قال صلی الله علیه وسلم « والذي نفسي بیده إن هذا وشیعتةُ کلهُمُ الفائزون یوم القیامة » .....! فنزل حینئذٍ قوله تعالی « إن الذین آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خیر البریة » والمقصود في هذهِ الآیة أن الذین آمنوا هم الشیعة والعمل الصالح هو علي!!.
ردنا عليه :
إن هذهِ الآیة الکریمة قد جاءت في کتاب الله تعالی اکثر من مائة مرة حیث خاطب الله تعالی بها نوحاً وابراهیم وأتباعهما ووصفهم بالمؤمنین الصالحین فهل یعني ذلك إنهم من شیعة علي ..؟! فهل سمعتم بربکم هذیاناً وتخریصاً أشنع من هذا .؟
ثم تعالوا معي لنطلع على هذه الأحاديث التي أوردها في كتابه لنقف على الحقيقة المرة « یا علی الم تسمع قول الله تعالی:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ }
ـ هم شیعتك وموعدی وموعد کم الحوض اذا اجتمعت الامم للحساب تدعون غرآ محجلین.
یاعلی ، تأتی انت وشیعتك یوم القیامة راضین مرضین ، قد اتاکم اخی و الذی نفسی بیده هذا
وشیعته هم الفائزون یوم القیمة ، یا علی انت و شیعتك خیر البریة تابی یوم القیمة انت
وشیعتك راضین و مرضین و یاتی عدوک غضبانا مقمحین فقال من عدوی قال من تبرء منك
ولعنك ، یا علی انت و اصحابك فی الجنة و شیعتك فی الجنة ) مثلك فی امتی مثل امسبح عیسی بن مریم . فانت یا علی و شیعتك فی الجنة و محبوا شیعتك فی الجنة و عدوك و الغالی فیك فی النار، یا علی ستقدم علی الله انت و شیعتك راضین مرضین و یقدم علیه عدوك غضباً مقمحین)
قلت : جمیع الأحادیث التي أوردها المؤلف في کتابه إما تجده حدیثاً ضعیفاً أو متروكاً أو موضوع ، وهو لا ینقلها الا من کتب أولئك الذین أحبهم وإلیك قائمة بأسمائهم :
1- اخوازمي 2- الحسکاني 3- الکنجي
4- سبط ابن الجوزي 5- السیوطي 6- ابن حجر المکي
7- ابن الصباغ 8- سلیمان البلخي
ها نحن ذا نذکر لك کل شاردة وواردة ذكرها المؤلف في کتابه حتی نأتي علیها کلها لیدرك القاريء عندئذ کیف استطاع هذا الثرثار المهذار أن یجمع کل هذا القدر من الکلام الفارغ في کتابه الذي یتألف من ألف صفحة بالتمام والکمال ، ولنقف معکم علی مکر هذا الرجل وتضلیله للناس بهذا الباطل الذي ما فتيء یبرمه ثم ینقضه في کتابه حتی اذا ما وقف القاريء علی ما کتبه في هذا الکتاب أصیب بشيء من الحيرة والغثیان کیف لا یکون کذلك وهو قد یعید القول الواحد أکثر من عشر مرات وما ذلك إلا بهدف إجبار الناس علی قبول هذهِ الشعوذة والهلوسة ...!! نعم إنه الطوفان الذي يهيج فيحدك الإرباك والفوضی في أمواج الکلمات والجمل فتراها مبعثرةً هنا وهناك ..؟!!
إن الخوارزمي والحسکاني والکنجي وابن الصباغ وحتی میرسید علی الهمداني أصبح الجمیع في شرع المؤلف من رواة الحدیث وأئمتهِ ، مع انك اذا اطلعت الی بضاعتهم تجدها إما حديثا موضوعا أو لا أصل له..!! فإلی متی ترید الشیعة أن تستمر في دجلها وشعوذتها وتکذیبها علی الله تعالی ورسوله صلی الله عليه وسلم إن من الظریف هنا إننا نجد مثل هذهِ الأحادیث في کتب أهل السنة أیضاً ، ومنها علی سبیل المثال :
عن ام سلمة قالت : ( كانت ليلتي وكان النبي عندي فأتته فاطمة فتبعها علي رضي الله عنهما فقال النبي يا علي أنت وأصحابك في الجنة أنت وشيعتك في الجنة إلا أنه ممن يزعم ممن يحبك أقوام يصغرون الإسلام يلفظونه يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم لهم نبز يقال لهم الرافضة فجاهدهم فإنهم مشركون قالوا يا رسول الله ما العلامة فيهم قال لا شهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون على السلف )
ومما لاشك فیه فإننا لم نعمل بهذهِ الأحادیث مع أنها وردت في کتبنا ، ولا نقول إذا کان معنی الحدیث صحیح فلا بأس بالعمل به ولا ضیر ، وذلك لان الحدیث اذا ثبت ضعفة فلا یجوز العمل به بحال ، والسؤال هنا : إن کانت الشیعة تستدل وتعتمد علی الاحادیث الضعیفة ، فلماذا تراها لا تکتب هذا الحدیث أیضاً .....؟
لماذا ........؟ ذلك لان معنی هذا الحدیث ینطبق علیهم تماماً ....!!
الإدعاء التاسع والأربعون وقوله : يروي علمائكم عن النبي (ص) أنه قال : " أصحابي كالنجوم
بأيهم اقتديتم اهتديتم " وقد كتب أبو الفداء في تاريخه ـ وهو من مؤرخيكم ـ : أن هؤلاء الأربعة
امتنعوا من البيعة لأبي بكر يوم السقيفة، وتبعوا علي بن أبي طالب (ص)، فلماذا لا تجعلوا
عملهم حجة ؟! مع ما نجد في كتبكم أن هؤلاء كانوا من المقربين والمحبوبين عند النبي (ص)
لكن نحن تبعناهم واقتدينا به وصرنا شيعة علي (ع)، فنحن مهتدون بحديث رسول الله
(ص)الواصل عن طريقكم : بأيهم اقتديتم اهتديتم .
ِردنا علیه : أقرؤوا الادعاء« 254 » لتدرکوا حینها کیف امتطی الشیطان هذا الرجل حتی
تمکن منه ..؟! .
الإدعاء الخمسون وقوله: وجاء في كتاب " الزينة " لأبي حاتم الرازي، وهو منكم قال : إن
أول اسم وضع في الإسلام علما لجماعة على عهد رسول الله (ص) كان اسم (( الشيعة )) وقد
اشتهر أربعة من الصحابة بهذا الاسم في حياة النبي الأكرم (ص) وهم :
1ـ أبو ذر الغفاري 2ـ سلمان الفارسي 3ـ المقداد بن الأسود الكندي 4 ـ عمار بن ياسر
ردنا علیه :
من البدیهي لدی کل مؤمن هو حب الصحابة رضي الله عنهم ومعرفة قدرهم ومکانتهم وماذکره الؤلف في الصحابة الأربعة عمار وأبو ذر وسلمان والمقداد خاصةً هو حق لامراء فیه والحدیث الذي جاء في حقهم فإننا نعمل به ونعترف بما لهؤلآء الصحابة الأجلاء من المقام الرفیع والمکانة السامیة في الاسلام ، ولکن الذي نرید أن نعرفة هنا هو : ماذا یرید مؤلف لیالي بیشاور أن یقوله لنا في هذا الادعاء الباهت ، وما هي الرسالة التي یرید أن یوصلها الینا؟
نعم ، إنه یرید أن یقول لنا : إن هؤلاء الصحابة کانوا والی أن ماتوا من الموالین لعلي ومن شیعته ...؟! وهذا بطبیعة الحال کذب وبهتان من القول وهو مردود علی صاحبه ومضروب به في وجهه ، فإن الأمر لو کان کذلك فلم جعل عمر رضي الله عنه سلمان والیاً علی المدائن ...؟
ولکن صدق المثل القائل : غلب الطبع التطبع ، فإن ترك العادة والمألوف أمر شاق علی النفس وهو سبب في علتها ومرضها ، ولذلك فإن المؤلف ترك الاستدلال والرجوع الی الآیات القرآنیة والاحادیث النبویة الصحیحة ولم یسعه إلا هذا الحدیث الموضوع الذي اختاره وانتقاه من کتاب لا یؤبه به ولا یعول علیه کشاهد ودلیل علی ما یقول .
الإدعاء الحادي والخمسون وقوله : أسباب تشيع الإيرانيين:
أما الأسباب التي دعت الإيرانيين إلى التمسك بمذهب الشيعة والالتزام بولاء أهل البيت،
متابعتهم، والسير على منهج علي بن أبى طالب وأبنائه الطيبين، والتفاني في ذلك، هي :
1 ـ عدم وجود العصبيات القبلية والنزعات الطائفية والدواعي العشائرية عندهم، لأنهم لم يكونوا
ينتمون لأي قبيلة من قبائل قريش أو غيرها الموجودة في الجزيرة العربية، وبعيدا عن كل هذه،
وجدوا الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام فانحازوا إليه، ولم تصدهم العصبيات والنزعات
عن طريق أهل البيت عليهم السلام ومذهبهم .
2 ـ الذكاء والتعقل عندهم يمنعهم من التعصب الباطل والتقليد الأعمى، فهم أهل تحقيق
وتدقيق في أمر الدين والعبادة، لذلك كانت المجوسية عندهم رخوة ومتزلزلة، ولهذا السبب
أسلمت أكثر بلادهم من غبر حرب وفتحت من غير مقاومة، وبعد فتح بلادهم تركوا المجوسية
من غير كره وإجبار واعتنقوا الإسلام بالحرية والاختيار، لأنهم عاشروا المسلمين وحققوا حول
الإسلام ، وعرفوا حقانيته، فتمسكوا به وأصبح الإسلام دينهم الذي كانوا يضحون أنفسهم دونه،
ويقدمون الغالي والنفيس من أجله، ويجاهدون في سبيل الله تحت راية الإسلام مع العرب
وغيرهم من المسلمين جنبا لجنب في صف واحد .
وبعدما دخلوا في الإسلام، واجهوا مذاهب شتى وطرائق قددا، كل منهم يدعي الحق وينسب الآخرين إلى الضلال فدققوا وفتشوا عن الحقيقة، وفحصوا وحققوا عن الحق والواقع، فوجدوه في مذهب الشيعة الامامية الاثنى
ردنا علیه:
ذكر المؤلف هنا أقوالا لا أساس لها من الصحة ولا إدري کیف خان الایراینین ذکاؤهم وفطنتهم بل أین غاب عنهم ذلك الذکاء وتلك الفطنة إبان بعثة النبي صلی الله علیه وسلم ؟ أین وأین ذهبت عنهم تلك الفطنة حینما حاربوا جیوش السلام ، ولم یترکوا میدان القتال حتی أجبرتهم لیوث الاسلام علی التقهقر والانهزام ..؟!!
لماذا لم یؤمنوا ویذعنوا للحق لما جاءهم قبل أن تدور الحرب رحاها وقبل أن یصیبهم الله بتلك الهزیمة النکراء التي جعلت صفوفهم وفلولهم شذر مذر بعد أن سلط علیهم کتائب الإیمان وحفاظ الوحي والقرآن ..؟!!
لماذا لم یعتنقوا دین المسيح عیسی بن مریم عليه السلام ..؟ إن کان الایرانیون بهذهِ الدرجة من حدة الذکاء وتوقد الذهن ..!! ألم یکن دین المسيح هو الدین الحق قبل الاسلام ..؟ إذا لماذا رضوا وقبلوا المجوسیة ...؟! تلك الدیانة التي تببح لهم نکاح المحارم فیتزوج الرجل بنت أخیه وبنت أخته بل وحتی أخته کذلك ..؟!!!
إن کان حقاً ما تقول فلماذا إذا کانت بینهم تلك الانظمة القائمة علی الطبقیة المقیته؟ لماذا لم یصمدوا إمام القائد المظفر والمعلم الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه....؟!!.
إن علیا کان یکره الایرانیین تماماً کما کان عمر یکرهم ......!!
ثم استمعوا اليه وهو يقول : (أما الأسباب التي دعت الإيرانيين إلى التمسك بمذهب الشيعة والالتزام بولاء أهل البيت، متابعتهم، والسير على منهج علي بن أبى طالب وأبنائه الطيبين، والتفاني في ذلك، هي :
3 ـ إن عليا عليه السلام كان يعرف حقوق الإنسان وحقوق الأسرى في الإسلام، لأن النبي (ص) كان يوصي المسلمين بالأسرى ويقول : أطعموهم مما تطعمون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تؤذوهم ... إلى آخره، فكان علي عليه السلام يلتزم بتطبيق هذه الحقوق، وأما غيره فما كان يعرفها ! وإذا كان يعرفها ما كان يلتزم بها ، وحينما جاءوا بأسرى الإيرانيين إلى المدينة، عاملهم بعض المسلمين بما لا يليق، فقام علي عليه السلام بالدفاع عن ابنتي الملك حين أمر الخليفة أبو حفص ببيعهن، ولكن عليا عليه السلام منعه وقال :إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منع من بيع الملوك وأبنائهم وبناتهم، وإنما تنتخب كل واحدة من هاتين رجلا من المسلمين فتتزوج منه . وعلى هذا انتخبت إحداهن ـ وهي " شاه زنان" ـ محمد بن أبي بكر، وانتخبت " شهربانو" ـ وهي الأخرى ـ الإمام الحسين عليه السلام . وذهب كل منهما مع زوجته بعقد شرعي ونكاح إسلامي إلى بيته، فولدت شاه زنان من محمد ولده " القاسم" وأصبح من فقهاء المدينة وهو والد " أم فروة " والدة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، وولدت شهربانو الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام .فلما رأى بعض الإيرانيين وسمع آخرون منهم بزواج ابنتي يزدجرد واحترام الإمام علي عليه السلام لهما، شكروا هذا الموقف التاريخي العظيم، والقرار الإنساني الجسيم، من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . وكان هذا من أهم الأسباب التي دعت الإيرانيين إلى تحقيق أكثر حول شخصية أبي الحسن عليه السلام، وعلي عليه السلام هو الرجل المقدس الذي كلما زاد الإنسان معرفة به، زاد حبا له وتعظيما .
یتضح من قولك إن تلك العلاقة التي کانت بین المجوس وبین علی لم تکن علاقة قائمة علی الدین والعقیدة وإنما هي علاقة قائمة علی مبدأ المحبة والولاء للدولة الساسانیة .....؟؟؟؟!!
الادعاء الثاني والخمسون وقوله : في سنة 694 هجرية فتح غازان خان المغولي بلاد إيران، ولكنه أسلم وسمي بـ : " السلطان محمود " وكان يظهر الحب والولاء لآل رسول الله (ص) ويحترم محبيهم، وكان الشيعة في حرية العقيدة في دولته، ولما توفي سنة 707 هجرية خلفه أخوه، وقد أسلم هو أيضا وسمي : " محمد شاه خدابنده " ولما اطلع هذا على كثرة المذاهب، وأهل كل مذهب يزعمون أنهم على حق وأن غيرهم على ضلال أحب أن يعرف الحقيقة ويكشف عن الحق ليتمسك به، فأمر بإحضار العلماء من كل مذهب، ثم أمرهم بالمناقشة والمناظرة والمحاورة بمحضره .
وكان العلامة الكبير الشيخ جمال الدين حسن بن يوسف الحلي، ممثل الشيعة في المجلس، وهو وحده ناظر جميع علماء المذاهب الأربعة الحاضرين في مجلس السلطان، وأفحمهم بالأجوبة الكافية والأدلة الشافية، وأورد عليهم مسائل وإشكالات فلم يتمكنوا من ردها ، هنالك ظهر الحق وزهق الباطل ، وأعلن " خندابنده " وحاشيته تشيعهم، وأصدر بعد ذلك بيانا إلى جميع ولاته على البلاد، وأخبرهم بما جرى في مجلسه، وأنه تشيع على علم ودراية، لذا يجب أن تلقى الخطب في الجمعة والجماعات باسم الإمام علي وأبنائه (ع) وطبع الدراهم والدنانير بكلمة : لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله ، وسعى كثيرا واجتهد لنشر مذهب الشيعة في البلاد
ردنا علیه :
هو في الحقیقة لا یرید ولا یجرأ علی ذکر السبب والعلة الحقیقة لذلك ولربما یخجل من التصریح بالقول : إن الشیعة کانت هي الشریك والظهیر القوي والمساعد الأیمن للحملة المغولیة علی بلاد المسلمین ....!! تلك الحملة التی سعت بکل ما أوتیت من قوة لمحو والقضاء على الدولة الاسلامیة وإبادة أهلها بکل وحشیة وعنجهیة لم یشهد التاریخ لها مثيلا ....؟؟!!
ثم يقول : ( والملوك الصفويون من بعد المغول، جدوا واجتهدوا في نشر مذهب الشيعة وأعلنوه المذهب الرسمي في إيران، وقدموا خدمات عظيمة للبلاد والعباد تحت راية علماء الشيعة ومفكريهم )
قول : إن هذهِ القوة لم تکن نابعة من الدلائل التي أوردتموها نفسها وإنما اکتسبت تلك القوة من تلك السیوف المغولیة المسلطة علی رقاب المسلمین لیل نهار، فلماذا لا تستفیدون منها في یومکم هذا لاقناع من یخالفکم ..؟!!
أما عن سبب تشیع المغول ... وذلك لأن مذهبهم قریب من مذهبکم ، وأنتم أول من وقف معهم وساعدهم ، ثم ألم تکونوا أنتم أیها الشیعة أعداءاً لأعدائهم وهم السنة..؟!! إذا ما العجیب في ذلك أن یتخذوکم لهم أولیاء یحبونکم وتحبونهم وصدق المثل السائر حین یقول : عدوعدوي صدیقي ...!!.
الاعاء الثالث والخمسون وقوله : الغلاة ليسوا من الشيعة ولا يقول أحد منهم بإلةهية علي
فإن شيعة الإمام علي (ع)، سواء أكانوا إيرانيين أم عربا أم غيرهم، كلهم يوحدون الله تعالى
ويطيعونه ويعبدونه ولا يشركون به شيئا، ويشهدون بأن محمدا بن عبدالله عبده ورسوله، و
خاتم النبيين، ولا نبي بعده إلى قيام يوم الدين .
ويعتقدون بأن علي بن أبي طالب ولي الله وعبده الصالح، اتخذه النبي (ص) أخا، وأوصى إليه
وجعله خليفته من بعده، كل ذلك بأمر من الله تبارك وتعالى .
ومن كان يقول ويعتقد غير هذا في الإمام علي وبنيه الأئمة الأحد عشر (ع) فلا تنسبوه إلى
الشيعة ، ونحن الشيعة في إيران وغيره براء من الغالين في الإمام علي أو بنيه، كالسبئية
والخطابية والغرابية والحلولية وغيرهم
ردنا علیه :
لو کنتم إیها شیعة هکذا حقیقة لهان الخطب ، ولکان ذلك أمراً حسناً ولکن ماذا تقول وقد جاء في أصح کتاب عندکم وهوالکافي ذکرهذهِ الأبواب ، وأنتم والکل یعلم ذلك تعتقدون صحة ما جاء فیه حتی جاء عنکم قول إمامکم المهدي :
« کتاب الکافي لشیعتنا کافي » ودعوني أذکر لکم جملة من اسماء الابواب التي ورد فیها : ( باب أن الأئمة یعلمون الغیب )
( باب أن الأئمة یموتون باختیارهم )
( باب أن الأئمة یعلمون کل مایحدث في الستقبل وإن لم يقع وإن وقع کیف سيکون ..!! ) فالتناقض في أقوالكم ظاهر لا يمكن إخفاؤه أو التستر عليه ...!
ولنقرب لکم مثل ذلك بضرب هذا المثال : عندما أسقط الخمیني الملك وحکومته ثم أصبح هو الموجع للأمة لكلها ... عفوا المرجع للأمة كلها قرابة سبعة وعشرون عاماً ، فإن الأئمة عند الشیعة یعلمون ذلك ویعلمون کذلك لو أن الخمیني لم یتمکن من أسقاط الملك وحکومته ما ستؤول الیه الأمور طوال هذهِ السنین العجاف من عمر حکومته ، ثم تراه بعد ذلك یلعن الغلاة ...!! ألم تکونوا أنتم من الغلاة
أیضاً ؟!!.
الإدعاء الرابع والخمسون وقوله: (يس) أحد أسماء نبينا (ص)، لأن الله تعالى ذكر لنبيه الكريم في القرآن، الحكيم خمسة أسماء وهي : محمد وأحمد وعبدالله ونون ويس، فقال ( يس«1» وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ«2» إِنّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) يا : حرف نداء، و(س) اسم رسول الله (ص) وهو إشارة إلى تساوي ظاهره وباطنه .
النواب : ما هو سبب اختيار حرف (س) من بين الحروف ؟!
قلت : لأن حرف الـ (س) في حروف التهجي هو وحده يكون عدد ظاهره وباطنه متساويين، فإن لكل حرف من حروف التهجي عند المتخصصين بعلم الحروف والأعداد زُبَر وبينة، وحين تطبيق عدد : زُبِر وبينة كل حرف يكون عددهما مختلفا، إلا حرف (س) فإن زبره يساوي بينته .
نواب : عفوا يا سيد، أرجو منك التوضيح بشكل نفهمه نحن العوام، ونحن لا نعرف معنى : الزبر والبينة، فنرجو توضيحا أكثر .
قلت : أوضح :
الزبر : هو اسم الحرف الذي يخط على القرطاس : (س) وهو حرف واحد، ولكن عند التلفظ يكون : ثلاثة حروف : س ي ن فكل ما زاد على الحرف وخطه في تلفظه يكون بينته، وعدد (س) عند العلماء : ستون وعدد (ي) عشرة، و(ن) خمسون، فيكون جمعهما ستون أيضا، فيتساوى عدد : (س) وعدد : (ين) وهذا هو الحرف الوحيد بين حروف التهجي يتساوى زبره وبينته .
ولذلك فإن الله تعالى خاطب نبيه قائلا : يس، الياء : حرف نداء، و (س) : إشارة إلى اعتدال ظاهره وباطنه.
وكذلك في الآية المباركة قال : ( سلام على آل ياسين )
ردنا علیه :
إن الکذب علی الله تعالی والکذب علی رسوله من أعظم الآثام والذنوب عند الله تعالی فکیف تسمح لنفسك أن تفسر القرآن بهواك ، وما هذهِ الجرأة علی کتاب الله تعالی وکلامه العزیز ....؟ أي تفسیر هذا الذي أنت تقوله ...؟ هل حقاً إن المقصود من قوله تعالی « یاسین » هو : یا محمد ..؟!! ما دلیك علی هذا.. ؟ وما حجتك ..؟ لقد أفلست فرجعت تذکر لنا أدلة من الحروف الابجدیة والحساب والهندسة ، فهل حقاً بهذا الهراء تثبت لنا صحة تفسیرك لأیات الله تعالی ...؟
أهنئك علی هذا العقلية والعبقرية التي لم یر في الثقلین مثلها ..؟!!
الإدعاء الخامس والخمسون وقوله : أثبت كلامي استنادا إلى كتبكم وصحاحكم وإنكم إما غير مطلعين على كتبكم، أو مطلعين عليها ولكنكم تكتمون الحق !
أما نحن، فمطلعون على كتبكم وما فيها من الروايات والأحاديث الصحيحة والمدسوسة، فنأخذ الصحيحة ونترك غيرها . وفي خصوص هذا الموضوع نعرف روايات وأحاديث معتبرة في كثير من كتبكم، منها في كتاب ( الصواعق المحرقة ) الآية الثالثة في فضائل أهل البيت.
قال إن جماعة من المفسرين رووا عن ابن عباس أنه قال : أن المراد بـ ( سلام على آل ياسين ) أي : سلام على أل محمد، قال وكذا قاله الكلبي .
وذكر السيد أبو بكر شهاب الدين في كتابه " رشفة الصادي ..." في الباب الأول ص 24 : عن جماعة من المفسرين رووا عن ابن عباس، والنقاش عن الكلبي : سلام على آل ياسين، أي : آل محمد .
ورواه أيضا في الباب الثاني : ص34 .
وذكر الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير ج 7 ص 163 في تفسير الآية الكريمة ( سلام على آل ياسين ) وجوها ... الوجه الثاني : إن آل ياسين هم آل محمد.
فجواز الصلاة والتسليم على آل محمد، أمر متفق عليه بين الفريقين .
ردنا علیه :
نقل المؤلف عن کبار المفسرین حسب ادعائه : إن القصود من - آل یـاسين - هم آل محمد ..؟!! حیث عزی هذا القول الی کل من : ابن حجر ، وأبي بکرالعلوي والفخرالرازي .
قلت : أولاً : إن هؤلآء الذین ذکرهم المؤلف قد ذکروا في ذلك أقوالاً عدیدة ومختلفة کما هي عادة الکثیر من المفسرین دون أن یعتقدوا صحتها أو یؤیدوها ، ولکن المؤلف ذکر هذهِ الأقوال عنهم في کتابه ولم یبین هذا الأمر أو یجعل القاريء علی بینة من ذلك ، فیظن القاريء لهذا الأقوال أنها اقوالهم ...؟!
ثانیاً : ان العبرة فیما اتفق علیه کبار أهل العلم من هذهِ الأمة ، ومن جعل الله تعالی لهم القبول بین الناس ولو کان ذلك في صغائر المسائل وفروع الدین ، فما الظن إذا ونحن نأخذ عنهم تفسیر کتاب الله عزوجل وکلامه ..؟!
أما ما ذکره هؤلاء ولا شك ان منهم من یحسب علی أهل العلم ، فلو أننا قلنا انهم یعتقدون ذلك فلا عبرة بقولهم لانه مخالف للقول الصحيح المشهور ممن علمنا من جمهور العلماء والمفسرین وأئمة هذا الدین ..!!
ثالثاً : ثم من هذا المسمی بأبي بکر العلوي ..؟! نحن لا نعرفه ..؟ ولیس هو من أئمة هذا الشأن کما نعلم والله أعلم واحکم ..
الإدعاء السادس والخمسون وقوله: بما أن الصلاة علی آل محمد سنة وفي التشهد واجبة فذلك یعني أن الشیعة علی الحق ..؟! ثم أضاف : روى البخاري في صحيحه ج 3 . ومسلم في صححه ج 1 . والعلامة القندوزي في ينابيع المودة ص 227 نقلا عن البخاري، وابن حجر في الصواعق المحرقة : في الباب الحادي عشر، الفصل الأول، الآية الثانية . كلهم رووا عن كعب بن عجرة، قال لما نزلت هذه الآية، قلنا : يا رسول الله ! قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى وآل محمد. .. إلى آخره .
قال ابن حجر : وفي رواية الحاكم، فقلنا : يا رسول الله ! كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... إلى آخره .
ردنا عليه :
مما یعلمه کل أحد والعدو قبل الصدیق والشیعة قبل السنة أننا لم ننکر ذلك ولم نقل لا تجب الصلاة علی محمدٍ صلی الله علیه وسلم وعلی آله ...؟ ومن قال خلاف ذلك فهو أحد اثنین : إما کذاب معلوم کذبه ، وإما رافضي یرید تشویه الحقائق ویبتغي الفتنة بین المسلمین ..!! فإننا والحمدلله نعتقد وجوب الصلاة علی رسول الله في التشهد الأخیر وهذا دلیل واضح علی محبة أهل السنة لمحمد صلی الله علیه وعلی آله وصحبه ، ولوأننا نعلم ان الغلو في محبتهم من الدین لکنا أسرع الناس الی ذلك إن الشیعة إنما تکذب علی آهل السنة وتفتعل مثل هذهِ الأکاذیب وتتقول علی أهل السنة ما لیس فيهم ثم إنها تتهمهم ببغض أهل البیت مع ان أهل السنة یعرفون أن لأهل البیت لهم المکانة الرفیعة في قلوبهم وصلاتهم کذلك قلت: إنما تفعل الشیعة ذلك حتی یستروا سوأتهم ویخفوا عیبوبهم ولیقولوا للناس بلسان الحال قبل المقال إن ما نحن فیه من غلو ومغالاة إنما هوعین الحق الذي دعا الیه الاسلام ، وبهذا الغلو الذي جاء الاسلام لأبطاله یجعلون من أهل السنة أعداءاً لأهل بیت النبوة ولو علم الناس حقیقة الأمر لتبین لهم إن کل ذلك لا أصل له وإن هذا البغض لأهل السنة والعداء الکامن في نفوسهم لم یکن أساسه وسببه هو محبة أهل البیت أو بغضهم لأن ذلك من المسائل المفروغ منها ولا ينكر محبتهم الا منافق معلوم النفاق ، وأما العداء الحقیقي الذي بیننا هو بسبب إنکارنا علیهم ما هم فیه من الشرك بالله والکفر به ، والذي تهون بجنب هذهِ الخطیئة الکبیرة والأثام العظیمة کل جریرة ومعصیة .
الإدعاء السابع والخمسون وقوله: لقد وافقنا في قولنا بأن الآية نزلت في شأن الإمام علي( ع ) كثير من أعلامكم وكبار علمائكم ، منهم : أبو إسحاق الثعلبي ـ الذي تحسبوه أمام أصحاب الحديث في تفسير القرآن ـ قال في تفسير" كشف البيان" في ذيل الآية الكريمة 54 من سورة المائدة : إنما نزلت في شأن الإمام علي (ع) ، لأن الذي يجمع كل المواصفات المذكورة في الآية لم يكن أحد غيره ، ولم يذكر أحد من المؤرخين من المسلمين وغيرهم ، بأن الإمام عليا ( ع ) فر من الميدان ، حتى ولو مرة ، أو أنه تقاعد وتقاعس في حروب النبي ( ص ) وغزواته مع الكفار ، ولو في غزوة واحدة ، بل ذكر المؤرخون أنه في معركة أحد حينما انهزم المسلمون ، حتى كبار الصحابة ، ثبت الإمام علي ( ع ) واستقام واستمر في الجهاد ومقاتلة المشركين الأوغاد ، وهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل بين راكب وراجل ، وعلي ( ع ) يضرب بالسيف خراطيمهم ويحصد رؤوسهم ، فذب عن الإسلام ، ودفع الطغام ، عن محمد سيد الأنام ، حتى سمع النداء من السماء : ( لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)
وقد أصيب في جسمه يوم أحد بتسعين إصابة غير قابلة للعلاج ، فعالجها رسول الله بعدما انتهت المعركة عن طريق الإعجاز ، إذ مسح عليها بريقه المبارك الذي جعل الله فيه بلسم كل جرح ، ودواء كل داء ، ولقد ذكر المؤرخون وأصحاب السير: أن المسلمين انهزموا في غزوة أحد وخيبر وحنين ، أما خبر خيبر فقد ذكرته لكم عن صحيح البخاري ومسلم وغيرهما .
وأما الخبر عن غزوة حنين وفرار المسلمين فيها ، فراجع الجمع بين الصحيحين للحميدي والسيرة الحلبية: 3/123 ، وأما فرارهم في غزوة أحد ، فحدث ولا حرج! فقد ذكره عامة المؤرخين ، منهم: ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي في شرح النهج 13/ 278 ط دار إحياء التراث العربي ، قال: فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه[ النبي ( ص ) إلا أربعة : علي والزبير وطلحة وأبو دجانة، وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج 14 : 251 ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 34 ، وغيرهما من الأعلام ، قالوا: وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء ، لا يرى شخص الصارخ به ، ينادي مرارا: لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي ! ، وروى محمد بن يوسف الكنجي القرشي في كتابه" كفاية الطالب" في الباب السابع والعشرين ، بإسناده عن عبدالله بن مسعود ، قال: قال رسول الله( ص ) : ما بعث علي في سرية إلا رأيت جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والسحابة تظله حتى يرزقه الله الظفر . وروى الإمام الحافظ النسائي في كتابه خصائص الإمام علي( ع ) ، ص8 ط مطبعة التقدم بالقاهرة ، بسنده عن هبيرة بن هديم ، قال: جمع الناس الحسن بن علي( ع) وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه ، فقال: قد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، وإن رسول الله( ص ) قال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه .... إلى آخره.
نعم ، كان النصر معقودا براية الإمام علي( ع ) وسيفه ، وكان الظفر ينزل على المسلمين في كل ميدان ينزل فيه علي( ع ) ، حتى قال النبي ( ص ): ما قام الدين وما استقام إلا بسيف علي عليه السلام .
ردنا علیه :
ذکر مؤلف الکثیر من الأحادیث الواردة في فضائل أهل البیت عند أهل السنة والجماعة ، وطبعاً هذا بحد ذاته دلیل کافي علی أن أهل السنة لم یخفوا شیئاً من قول المصطفی صلی الله علیه وسلم وما جاء عنه في المدح والثناء علی أهل بیت النبوة..!!
وأما الغریب في الأمر هو : لماذا ترك المؤلف ما ورد في هذا الباب من الأحادیث الکثیرة والصحیحة والحمدلله ، ثم تراه یلجأ الی هذهِ الروایات الواهیة والضعیفة والموضوعة ..؟ هل یعني ذلك أن بصرهم لم یقع علیها ..؟ ما الداعي أو السبب الذي جعلهم یترکوا المراجع المهة والتي هي في المرتبة الأولی من الحجیة کالبخاري ومسلم ، ثم یستشهدوا ویستدلوا بما جاء في کتب سلیمان البلخي ومیرسید الهمداني وکواشکي والعلوي والثعلبي وکل من هبّ و دب ..؟!! هل صحیحاً ما قاله الؤلف عن الثعلبي : أنه عالم وإمام یُشار الیه بالبنان وأنه أمیر المؤمنین في علم الحدیث والسنة النبویة..؟!! هل توافقونه فیما یقول ..؟ أم أنکم تنکرون علیه ما أنکرته أنا وتوافقونني القول حینما نعتبر قوله هذا من أعجب الأقوال وأغربها ..!!!.
إن الثعلبي غفرالله له وعفا عنه حاطب لیل وقد ملأ کتابه وشحنه بالأحادیث الضعیفة والموضوعة ، ولکن الؤلف جعل منه إمامأ وأمیراً للمؤمنین في السنة النبویة وهذا من کذبه وافتراءه ، فما أکذب هؤلاء القوم وما أشد بهتهم ؟!!
إنهم یقولون بکل وقاحة : إننا أتباع القرآن والسنة ویفسرون هذا القول بأنهم یعتقدون إن ما أحله محمدٌ صلی الله علیه وسلم حلال الی یوم القیامة وما حرمه فهو حرام الی یوم القیامة ، وذلك کذب علی الله ورسوله وعباده المؤمنین ، فهم في أحیانٍ کبیرة یجعلون من حلال محمد صلی الله علیه وسلم حراماً ومن حرامه حلالا ، فهم مثلاً یعطلون الحدود مثل حد الزنا وحدُّ السارق بحجة إن ذلك لایکون الا اذا ظهر الامام من غیبته..؟!!
کما عطلوا صلاة الجمعة ، فلا أعرف أي معنی لما یقولونه ...؟؟ إن حلال محمد حلال الی یوم القیامة ..؟ فهل یعني هذا القول أن تُحلوا حرامه کذلك..؟ إنکم ومنذ ثمانٍ وعشرین عاماً أسستم في ایران ما یسمی بولایة الفقیه واعتبرتم ذلك هو المرجع في کل صغیرة وکبیرة من أمور مذهبکم ودینکم ، ولکنهم مع ذلك أبحتم الربا فهو رائج عندکم بل وعلاوة علی ذلك فأنتم تشجعون علی ذلك وتعلنونه وتجاهرون به وأول من أعلن عن ذلك وشجع علیه هم أصحاب العمائم من الآیات والحج والمراجع عندکم ..؟!!
الإدعاء الثامن والخمسون وقوله وعلى لسان السني المزعوم : الحافظ : إني طالعت أخبارا
كثيرة في كتبكم بهذا المعنى ولكن الذي أذكره الآن ويجول في خاطري ، عبارة ، في "تفسير
الصافي " للفيض الكاشاني الذي هو أحد كبار علمائكم فقد روى : أن الحسين شهيد الطف
وقف يوما بين أصحابه فقال : أيها الناس ! إن الله تعالى جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه
فإذا عرفوه عبدوه ، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه .
قال رجل من أصحابه : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله (ص) فما معرفة الله ؟
قال (ص) : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته .
قلت : أولا: يجب أن ننظر إلى سند الرواية ، هل كان صحيحا أو موثقا ، قويا أو ضعيفا ، معتبرا
أو مردودا .
ثم على فرض صحة السند فهو خبر واحد ، فلا يجوز الاستناد عليه والالتزام به ، فمثل هذا
الخبر يلغى عندنا لمناقضته للآيات القرآنية والروايات الصريحة المروية عن أهل البيت عليهم
السلام في التوحيد .
ومن أراد أن يعرف نظر الشيعة في التوحيد فليراجع خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام في ( نهج البلاغة) حول التوحيد وليراجع مناظرات أئمتنا عليهم السلام ومناقشاتهم
مع الماديين والدهريين المنكرين لوجود الله عز وجل ، لتعرفوا كيف ردوا شبهاتهم ، وأثبتوا
وجود الخالق وتوحيده على أحسن وجه .
راجعوا كتاب توحيد المفضل ، وتوحيد الصدوق ، وكتاب التوحيد من موسوعة " بحار الأنوار"
للعلامة المجلسي قدس الله أسرارهم .
وطالعوا بدقة كتاب النكت العقائدية ، والمقالات في المذاهب والمختارات ، وهما من تصانيف
محمد بن محمد بن نعمان ، المعروف بالشيخ المفيد طاب ثراه ، وهو من أكبر علمائنا في القرن
الرابع الهجري.
طالعوا بإمعان كتاب ( الاحتجاج ) للشيخ الجليل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي رحمه الله
راجعوا هذه الكتب القيمة حتى تعرفوا كلام أئمة الشيعة وعلمائهم في التوحيد .
ولكنكم لا تريدون معرفة الحقيقة والواقع ! وإنما تبحثون في كتبنا لتجدوا أخبارا متشابهة
فتتحاملون بها علينا ، وتهرجون بها ضدنا .
ردنا علیه :
الأول:
إن لدی الشیعة جیش لا یشق غبارة من الآیات والملالي والمعممین والحجج فلماذا یا تری لا یجهد هؤلاء أنفسهم لنتقیح ماجاء في کتبهم من الاحادیث الضعیفة والنوضوعة ..؟؟ لماذا لم يفعلوا حتی یتمیز لدیهم وللقارئین الغث من السمين ..؟ لماذا لا یفعلو ذلك ویقومون بعملیة الغربلة لکل ماجاء منها ؟
إن الجواب واضح علی هذهِ الأسئلة فأقول وبکل بساطة : إن القیام بمثل هذا العمل لا یخدم المذهب الشیعي أبداً ، وذلك لأن ماجاء من الأحادیث في کتبهم إنماجاء لخدمة ما یعتقدونه ویؤمنون به ، فلو قاموا بهذهِ العملیة الجبارة فحکموا علی هذا الحدیث بالضعف وعلی الآخر کذلك فما الذي یبقی لهم بعد ذلك ..؟ وبماذا سیحاججون من یعترض علیهم ؟ وبماذا سیردون علیه..؟ إن عملیة کهذهِ یعني : الحکم بالاعدام علی هذا المذهب الذي لم یقم الا علی هذهِ الأحادیث الضعیفة والموضوعة والمختلقة ، وبالتالي سیذهب کل شيءٍ وکل ما بنوه طیلة هذهِ السنین التي مضت في أدراج الرياح ولأصبح کل شيءٍ أثراً بعد عین ...!!!.
ولتوضیح هذهِ الصورة ، فقد جاء في کتاب الخمیني مثلاً : أن للأئمة مقام ومکانةٌ لا یصل الیها نبيّ مرسلٌ ولا ملك مقرب-...!!! فإذا کان الاساس الذي یقوم علیه مذهبهم یعتمد علی مثل هذهِ الأقوال ، وقد علم بطلانه من کتاب الله تعالی قبل السنة فلا أدري على أي حدیث سيحكموا بالضعف وماذا سيبقى لهم ؟
الثاني:
مما نستغربه من فعل هذا الرجل ونتعجب منه، أنه تعامل مع کتب أهل السنة بالطریقة نفسها التي یتعامل بها مع کتبهم بل وأسوء من ذلك ......؟!!
فتراه یعترض علینا لأننا نعتبر أن خبر الواحد مما تقوم به الحجة، ثم تراه في الوقت نفسه لا ینقل من الکتب والمصادر المعتبرة عندنا والمعتمده لدینا، بل تراه یشرقَ ویغرّب فینقل ویذکر قول هذا العالم أو ذاك مما لا تقوم بقوله الحجة ولیس هو من الأئمة المعتمدین عندنا ، ثم تراه ینسب الینا هذا القول زوراً وبهتانا أو أنه ینقل من أقوال الشیعة وأئمتهم ثم ینسبه الی أهل السنة معتبراً ممن نقل عنه ذلك القول سنیّا ...........؟!!.
الثالث :
لو أن شخصا منا قال : أن القرآن محرفٌ فنحن لا نکتفي بتخطئته فقط ، وانما نحکم بکفره أیضاً ، أما أنتم فلا ترون في ذلك من حرج إن قال قائل منکم إن القرآن ناقص ..؟!! ولا تعتبرونه قد أساء الی کتاب الله أو أخطأ في قوله ..!! بل علی العکس تماماً فإنا رأیناکم تعتبرون قائل هذا الإفك والبهتان من أجل علما ئکم وأعظمهم شأناً وأولاهم بالإحترام والتبجیل ..؟!! والیکم هذا المثال الآخر فأنت هنا أثنیت علی الإمام المجلسي ، حیث أنه روی هذا الحدیث في کتابه « بحار الأنوار» - باب وجوب زیادة الإمام الحسین - کل من لم یذهب لزیارة قبر الحسین فهو عاق لرسول الله وللأئمة ، ولو کان من أهل الجنة لا یعطی له سکن في الجنة ، فهذا یعني أن أهل الجنة حسب قولك سیعیشون أزمة سکن مثلنا ..!!! ثم یذکر کذلك إن الله تعالی یتباهی بزوار الإمام الحسین ، وأن الله ینزل مع ملائکته لزیارة قبر الحسین ....؟؟! ومتن الحدیث عن صفوان قال : ( قال لي ابو عبد الله لما اتى الحيرة هل لك في قبر الحسين ؟ قلت : وتزوره جعلت فداك ؟ قال : وكيف لا أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكةاليه والانبياءوالاوصياءومحمد افضل الأنبياءونحن أفضل الأوصياء.
فقال صفوان : جعلت فداك فنزوره كل ليلة جمعة حتى ندرك زيارة الرب ...؟!! ) .
قال المجلسي في شرحه وتفسیرة : من المراد من نزول الله مع ملائکتة ؟ المراد من ذلك : أن الله تعالی ینزل رحمته ، وهذا الشرح والتوضیح من نزول الرب جل جلاله و ملائکتة لا یناسب ماجاء من قول الأمام ، لانه باستطاعته أن یقول : وباللغة العربیة : إن الملائکة ینزلون رحمة الله تعالی علی قبر الحسین مثلاً أو بواسطتهم ومساعدتهم وهکذا ، أم إنه کان یرید أن یوقع البلبلة والفتنة بین الناس أم تری أن راوي هذا الحدیث كان من الکذابین ..؟!!. الله اعلم .
الإدعاء التاسع والخمسون وقوله: یستدل مؤلف الکتاب هذهِ المرة بالحدیث الذي یقول :
« معرفة الإمام من أعظم العبادات » وهو لم ینکر أن هذا الحدیث من الأحادیث الذي یستدلون بها ويعتمدون علیها إعتماداً کبیرا ً، ولا یذکر ضعفاً أو جرحاً في هذا الحدیث بل تراه یدافع عنه بکل جرأة ، مبدیاً لنا هذه المرة ما کان یستره من خبث وسوء نیة وکأنه یرید أن یفهمنا ان المعنی لهذا الحدیث هو : وما خلقت الجن والانس الا لمعرفة الإمام..!!
ردنا عليه :
یقول الحق تبارك وتعالی : « وما خلقت الجنَّ والإنس إلا لیعبدون » أيها الجهلة ایها الحمقی ، إن کان الله خلق الجنَّ والإنس لمعرفة الإمام ، فلماذا إذا خلق الامام نفسه ....؟!! ألم یکن هذا الإمام مخلوق مثلکم ..؟ إنما جاءت هذهِ الآیة لاثبات أمر مهم وعظیم فنراکم تلوون نصوص القرآن وتحرفون معانيه وتصرفونها الی المقصد الذي أنتم تریدونه وهو لم ينزل لذلك أصلاً ..؟ ثم یذکر الؤلف دلیلاً وشاهداً آخر من أقوال إمامه حیث قال : « بنا عُرف الله وبنا عُبدَ الله »..!!
إنه بهذا القول قد حکم بالکفر علی نفسه وطبع بطابعه رغماً عن أنفه ، ثم ألیس هناك من یسأله : أما عُرف الله تعالی قبل ولادة إمامك أيها المفتري على الله ورسوله ..؟ أما کان یعبد قبلة ...؟
هل من معبود هناك سواه..؟ وبهذا الصدد نفسه یقولون : إن الله خلق الإمام قبل خلق السموات والأرض ..!! هل من أحد یسأل هذا الإمام الذي یری لنفسه شأنا ومنزلة عظیمة : إن کان لوجودکم وخلقکم کل هذا القدر الکبیر من الأهمیة والضرورة فلماذا لم نجد في کتاب الله تعالی لکم ذکراً أو لصفتکم أثرا..؟ هل أصابکم داء الطائفة البهائیة فأنتم تحاولون بكل ما أوتیتم من قوة وطاقة أن تلصقوا الآیات القرآنیة بکم فتؤلونها علی هواکم وبما تشتهیة أنفسکم ..؟!!
الإدعاء الستون وقوله : قلت : أنا لا أحب أن أخوض في هذا البحث ، ولكن تلبية لطلبكم ولكي
تعرفوا أني لا أتكلم إلا عن علم وإنصاف ، وعن وجدان وبرهان ، اذكر بعض تلك الروايات
باختصار : رؤية الله سبحانه عند أهل السنة:
إذا أردتم الاطلاع على الأخبار التي تتضمن الكفر في الحلول والاتحاد وتجسم الله سبحانه
ورؤيته في الدنيا أو في الآخرة على اختلاف عقائدكم ، فراجعوا : صحيح البخاري ج 1 ، باب
فضل السجود من كتاب الصلاة ، وج 4 باب الصراط من كتاب الرقاق ، وصحيح مسلم ج1 ، باب
إثبات رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة ، ومسند أحمد ج2 ص 275 .... وقد رد هذه الأخبار كثير
من كبار علمائكم وعدوها من الموضوعات والأكاذيب على النبي (ص) ، منهم الذهبي في "
ميزان الاعتدال " والسيوطي في " اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " وسبط ابن
الجوزي في " الموضوعات " فهؤلاء كلهم أثبتوا ـ بأدلة ذكروها ـ كذب تلك الأخبار وعدم
صحتها .
ردنا عليه :
قلت : هذا کذب وإفك ویهتان من مؤلف لیالي بيشاور ، هذا الرجل الذي لم یتق الله فیما یقول، فإن رؤیة الله تعالی في الآخرة هی عقیدة آهل السنة کلهم ، ولا یخالف في ذلك إمام شهدت له الأمة بالرضا والقبول من أئمة أهل السنة والجماعة والحمد لله ، وأما قولك: إن الذهبي یخالف ما ذهب الیه أهل السنة في تصدیقهم واعتقادهم رؤیة الله تعالی في الآخرة فهو من الکذب الذي لم یسبقك به أحد ، وأنتم لعلکم تذکرون جیدا حینما ذکرت ذلك في مقدمة هذا الکتاب حينما قلت : إن المؤلف عندما یرید أن یستشهد أو یستدل بأحد أقوال الذهبي فإنه ینقل کلامه علی لسان مخالفیة ومن کتبهم ولا ینقل ذلك علی لسان قائله نفسه وهو الامام الذهبي رحمه الله ...؟ ثم یقول : هذا قول الذهبي ..!! أرأیتم تلاعب هذا الرجل وتحایله وخداعه ..؟!! هل هناك رجل ینسب الی العلم وآهله یرضی لنفسه هذا المستوی الهابط المنحط کما رضي ذلك مؤلف لیالي بيشاور لنفسه ..؟!
ومثله کمن ینقل کلامي وأقوالي من کتابه هو وبالصیغة والطریقة التي یرتضیها هو ثم ینسبها الي ویقول لقارئي كتابه : هذا قول سجودي لفسه ..؟!!. وأما سبط بن الجوزي هذا فالأولی بك ألا تنسبه الی أهل السنة والجماعة فهو لایمت الیهم بأي صلة ولو قلت أنه شیعي محترف مثلك لصدقت في قولك ، ولقبلنا منك ذلك .
ویا لسوء حظه العاثر فسبط ابن الجوزي هذا لم یرضی به الفریقان لا الشیعة تراه منها ولا أهل السنة یرتضون ذلك بل یتهمونه بالتشیع والرفض وما کتبه دلیل علی ذلك .!! وبلدنا لا یزال محاولاً بكل ما أوتي من مکر ودهاء أن ینسب كل من عرف عنه علماً وفضلا الیه ومثال ذلك : إنهم یعتبرون الامام مسلم ایرانیاً وغیرهم بنسبونه للعرب ، وأود أن أضیف هنا الی ماسبق ذکره : إن رؤیة الله تعالی من الأمور المسلم بها في الآخرة ولم یکن ذلك أمراً مستغریاً ولا هو من قبيل المستحیلات التي ترفضها العقول النیرة والنفوس الطاهرة ، لأن کلا منا هنا هو عن رؤیة الله تعالى في الآخرة ، أما في الدنیا فنحن والحمدلله متفقون أن الله تعالی لا یری في الدنیا وأما الأمر في الآخرة فمختلف جداً ولا یمکن لأحد أن یقارب أو یقیس أحوال الدنیا علی ما في الآخرة ، فالأختلاف بینهما کبیر جداً ولا یمکن أن نحکم علی ما في الآخرة بموازین الدنيا وأسبابها ، ولو قلنا بذلك لقلنا ببطلان الخلود للکفار في النار فإنهم سوف یصبحون رماداً وتراباً بمجرد دخولها..!! وهذا کما ترون باطل من جمیع الوجوه ، ثم إن رؤیة الله تعالی أمر واقع في الآخرة وهذا ما صدقته الآیات وشهدت به ، والله سبحانه قادر علی أن یرزقنا ویهبنا بصراً وعینین لهما القدرة علی رؤیة وجهه الکریم سبحانه ، وأما أنتم فقد کذبتم وأنکرتم ذلك فلا شك إن لکم نصیب وحظ کبیر من قول الحق تبارك وتعالی « ومن کان في هذهِ أعمی فهو في الآخرة أعمی وأضل سبیلا » فهل نکذب علیهم إذا قلنا لکم : إن عماکم في هذه الدنیا هو الذي أوقعکم في الحیرة والضیاع ..؟!! .
الإدعاء الحادي الستون وقوله : وإذا لم تكن هناك أدلة على بطلانها سوى الآيات القرآنية
الصريحة في دلالتها على عدم جواز رؤية الباري عز وجل لكفى ، مثل : ( لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ
وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .
وفي قصة موسى بن عمران (ع) وقومه إذ طلبوا منه رؤية الله تعالى وهو يقول لهم : لا يجوز
لكم هذا الطلب ، ولكنهم أصروا فقال : ( رَبّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ) و (لن) تأتي في
النفي الأبدي .
ردنا عليه :
لقد اتهما بأننا من المجسمة ويقصد بذلك الذين يثبتون لله تعالی جسماً ثم ذکر بعض الأدلة واستشهد ببعض ماورد في کتبنا من الأحادیث في ذلك والتي تقول في مجملها : أن لله تعالی رجل وإن الله یوم القیامة یضع رجله في جهنم والحدیث عندنا صحیح ولا شك فیه ، ولکننا نقول إن مثل هذا القائل الذي ینکر علینا إثبات ذلك لله تعالی کمثل من یرید أن یقول لنا: إن الأعمی الذي ذکره الله تعالی في سورة عبس سیکون أعمی بلا أدنی شك في الآخرة أیضاً ..؟!! أفیقوا أیها الغافلون ها نحن نقولها لکم : إن الآخرة وأحوالها وما فیها یختلف تمام الاختلاف عن الدنیا وما فیها ، فهل تصدقون إن قلنا لکم : إن بعض الناس یمشون علی رؤوسهم بدل مشيهم علی أقدامهم یوم القیامه ..؟
هل تنکرن ذلك أیضاً..؟ فهذا الذي نقوله : إن في الآخرة عالم یختلف عن عالمنا هذا ، وقد تحدث فیه من العجائب ما یجعل الانسان في دهشة من أمره ، ومنها رؤیة الله تعالی في الآخرة .
الإدعاء الثاني والستون وقوله : فمن يعتقد برؤية الله سواء في الدنيا أو في الآخرة ، يلزم أن
يعتقد بجسميته عز وجل ، وبأنه محاط ومظروف ، ويلزم أن يكون مادة حتى يرى بالعين
المجردة ، وهذا كفر كما صرح العلماء الكرام من الفرقين !!
ردنا عليه :
ترید أن تقول لنا ان الله تعالی غیر محدود ..؟هل حقاً ما تقول..؟ ياسبحان الله من علمك هذا ..؟ ها أنت ذا تتکلم في ذات الله تعالی اللا محدود بعرفك ...!!
إسمع یا هذا ...إن أهل السنه یصفون الله تعالی بما وصف به نفسه في کتابه ووصفه نبیه صلی الله علیه وسلم في سنته ، فالله جل وعلا له الأسماء الحسنی وصفات الکمال کلها فنقف حیث وقف نبینا صلی الله علیه وسلم ولا نتکلم في المحدود وغیر المحدود کما تدعي ذلك أنت فالعبد لا یعرف شیئاً عن ذاته سبحانه الا بما جاء في کتاب الله وسنة رسوله صلی الله علیه وسلم فنثبت له ما اثبته لنفسه سبحانه من غیر تمثیل ولا تشبیه ولا تعطیل ولا تکییف فهو الواحد الاحد الفرد الصمد الرحمن الرحیم السمیع البصیر الاول الآخر الظاهر الباطن .. فهل لدیکم ایها الشیعة من جمال العقیدة وصفائها ما منَّ به علینا ، أم ما زلتم تتکلمون هذا محدود وذلك غیر محدود ...؟؟ وأما أنت یا صاحب لیالي بيشاور فنقول لك : إن الله تعالی یهب لعبادة المؤمنین عیوناً تکون لها قدرة علی رؤیة بارئها وخالقها جل في علاه ولو کان ذلك فوق المحدود الذي تصفهُ أنت ، قال تعالی « ومن کان کان في هذهِ أعمی فهو في الآخرة أعمی وأضل سبیلا ً» الاسراء/72 . ومن أدلتنا علی رؤیة الله تعالی فکما قلت سابقا فإن المؤمنین سیرون ربهم یوم القیامة یوم یمشي الناس علی رؤرسهم ، فإن کان الأمر کذلك فما العجب من رؤیة الله تعالی ..؟ وهذا دلینا واضح وصریح من کتاب الله تعالی حیث یقول عزوجل :
« وجوه یومئنذ ناظرة الی ربها ناظرة » القیامة 22- 23
الإدعاء الثالث والستون وقوله: فمن يعتقد برؤية الله سواء في الدنيا أو في الآخرة ، يلزم أن يعتقد بجسميته عز وجل ، وبأنه محاط ومظروف ، كما يلزم أن يكون مادة حتى يرى بالعين المجردة ، وهذا كفر كما صرح العلماء الكرام من الفرقين
ردنا عليه :
إن کان جسماً أم لم یکن کذلك ، فالأمر لا یهمنا بتلك الدرجة التي أنت تظنها وتعالی الله عما تقول علوا کبیراً، إن الذي یهمنا هو إن الله تعالی سیتجلی لعباده حتی یروه ، أما کیف ذلك وعلی أي هیئة فهذا مالا نعلمه ولا یمکن لأحدٍ تصورهِ .
الإدعاء الرابع والستون وقوله : إذا أردتم الاطلاع على الأخبار التي تتضمن الكفر في الحلول والاتحاد وتجسم الله سبحانه ورؤيته في الدنيا أو في الآخرة علىاختلاف عقائدكم ، فراجعوا : صحيح البخاري ج 1 ، باب فضل السجود من كتاب الصلاة ، وج 4 باب الصراط من كتاب الرقاق ، وصحيح مسلم ج1 ، باب إثبات رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة ، ومسند أحمد ج2 ص 275 ،واليكم المثال التالي: عن أبي هريرة : إن النار تزفر و تتقيظ شديدا ، فلا تسكن حتى يضع الرب قدمه فيها ، فتقول : قطّ قطّ ، حسبي حسبي .
ردنا عليه :
الاول :
مما لا شك فیه فإن ذکر الیدین والعین قد جاء في القرآن الکریم وهذا مما لا ینکره أحد ، قال تعالی « والسماء بینیناها بأیدٍ وإنا لموسعون » الذاریات وقال تعالی « ید الله فوق ایدیهم » وقال تعالی « تجزي بأعیننا » نحن نومن ونعتقد في الوقت نفسه أن الله تعالی « لیس کمثله شیئ ٌ» « ولم یکن له کفواً احد » وقد سأل الامام أحمد عن الاستواء فقال : « الاستواء معلوم والکیف مجهول والایمان به واجب والسؤال عنه بدعة » ثم أمر بأخراجه لأنه رآه من أهل النفاق..!!.
فلا ننکر ماجاء في کتاب الله بل نؤمن بکل ماجاء فیه ونصدقه ثم إننا نقف حیث وقف ولا نتعدی ذلك بتأویل باطل أو بقول ضعیف لا أصل له من کتاب أوسنة .
الثاني :
نحن نؤمن بوجود الله تعالی ولا نکیف ولا نشبه ولا نمثل ولا نعطل ..!!
والذی یرید أن یسأل عن ذات الله تعالی أوطلب تكييف شيءٍ من صفاته کالید والقدم والعین وما الی ذلك فنری إنه مبتدع منافق ونری إخراجه من مجالسنا، والله لا ندري ماذا نفعل فقد ابتلینا وابتلیت الأمة بهؤلاء الشیعة..:!!. لقد أمرنا أن نؤمن ونقر بکل ماجاء في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات الله تعالى وأسماءه الحسنى وأن نتكلم في ذلك دون اي حرج أو أثم فنقول : إنه تعالی سمیع بصیر حي قیوم واحد أحد فرد صمد ، فأنت لا تستطیع أن تحذف کلمة الید من القرآن الکریم ..؟ ! فهل تظن أن الأمام مسلم کان مخطئا حینما ذکر الید في صحیحه ..؟ وما هو إلا ناقل عن رسول الله صلی الله علیه وسلم ما قاله ولم ینشأ قولاً من عند نفسه رحمه الله .!!
أرني سنياً واحداً یقول ذلك أو قریباً منه ، عندها لك الحق أن تعترض علينا او تحتج ..؟؟!! إن السنة لا یقولون بأن الله تعالی جسماً أوأنه بهیئة کذا أو بصفة کذا فهذا الذي تقوله من کذبك أنت ، والسنة عندنا أن الرسول صلی الله علیه وسلم قد ذکر الید والقدم وأثبتهما لله تعالی ولا یعني ذلك أن هذا دلیلاً لك علینا حتی تقول: إن أهل السنة یثبتون الله تعالی جسماً..؟!
هل نتهمکم بالتجسیم بمجرد وجود هاتان الصفتان الید والعین في کتابکم وأعني به القرآن الذي بین أیدیکم ؟؟! هل قلنا ذلك من عند أنفسنا ؟
ألم يقل الحق تعالی « یوم یکشف عن ساق ٍ» القلم:42
وقال سبحانه : « إن الذین یبایعونك إنما یبایعون الله » وقال جل شأنه: « بل یداه مبسوطتان » المائده/64 .
هذا کتاب الله ینطق بیننا بالحق ویثبت لله تعالی الساق والید ..!! ألم یکن الله قهارا..؟ إذا یغضب ..؟! ولکني أراك تتهم أهل السنة وتقول من عند نفسك ما لم نقله: إن السني یثبت ویقول : إن لله تعالی جهاز عصبي فهو یتحرك ویغضب عندما یسيء ابن آدم ، أو یعمل مالا یرضاه الله سبحانه ..؟!! إن الله تعالی یفرح من عبده حینما یراة یجاهد أعداء الله تعالی ویقاتلهم وینکل بهم ، وقد عبر النبي صلی الله علیه وسلم عن ذلك بالضحك ، فما هو الاشکال في هذهِ الضوص القرآنیة وما ورد في سنة النبي صلی الله علیه وسلم .؟؟؟!! لا نری إشکالاً یذکر بفضل من الله تعالی ، أما أنتم فمشکلتکم هي مع کتاب الله تعالی إذ یقول الله تعالی : « بل یداه مبسوطتان » وهذا اثبات من الله تعالی للید ، أما أنتم وأمثالکم فربما تتساءلون : ماذا نفعل في مثل هذهِ الآیات ؟ فالجواب هو: إن أهل السنة یؤمنون بکل ماورد في القرآن والسنة الصحیحة من غیر تکيیفِ کما أسلفنا ذلك ، فإن الإیمان به واثباته هو مایجب علی المؤمن تصدیقه والایمان به ، أما الكيفية فأمرٌ لا يقع تحت إدراك المؤمن ولم يكلف الله به أحدا من خلقه ، وذلك لاننا لو سألنا سائل وقال : کیف هي ید الله وکیف وجهه ..؟ صف لي عینه ..؟ قلنا له : بین لنا داته سبحانه لتعرف بعدها صفة الید والعین والوجه ، إذا فنحن نؤمن بالله الرحمن الرحیم الخالق الباريء المصور المهمین من غیر تکيیف له سبحانه ولا تمثیل ولا تصور لهیئة خاصة عن ذاته جل شأنه ، ولکن نؤمن بذلك إيماناً مجملاً وهذا هو المطلوب من کل عبدٍ مسلمٍ أن یؤمن به ، فنحن حینما نقول : ان الله تعالی یداه مبسوطتان ، فلا نقل : ان له ثلاثة أیدي ، ولا نقل إنه فتح احداهما دون الاخری ، ولا ننفي ذلك بالکلیة ، بل نؤمن بکل ماجاء في هذهِ الآیة من صفات الکمال والجلال من غیر تشبیه ولا تجسيم ولا تعطیل ولا تأویل کما یفعل ذلك بعض الناس..!!
قال تعالی :« هو الذي أنزل علیك الکتاب منه آیات محکمات هنَّ أم الکتاب وأخر متشابهات ، فأما الذین في قلوبهم زیغٌ فیتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأویله وما یعلم تأویله الا الله والراسخون في العلم یقولون آمنا به کل من عند ربنا وما یذکر الا أولوا الالباب ». آل عمران/7
الإدعاءالخامس والستون وقوله : بعد ايراده لما جاء في صحيح الامام البخاري حيث جاء فيه: أخرج البخاري في كتاب الغسل ، باب من اغتسل عريانا ، وأخرج مسلم في ج2 باب فضائل موسى ، وأخرج أحمد في مسنده ج2 ص 315 عن أبي هريرة قال : كانوا بنوا إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض ، وكان موسى يغتسل وحده ، فقالوا : والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر ـ أي ذو أدرة ، وهي : الفتق ـ .
قال فذهب مرة ليغتسل فوضع ثوبه على حجر ، ففر الحجر ، بثوبه ، فجعل موسى يجري بأثره ويقول : ثوبي حجر ! ثوبي حجر ! حتى نظر بنو إسرائيل إلى سوأة موسى !!! فقالوا : والله ما بموسى من بأس ، فقام الحجر بعد حتى نظر إليه ، فأخذ موسى ثوبه فطفق بالحجر ضربا !! فوالله إن بالحجر ندبا ستة أو سبعة !! وهل من المعقول أن موسى بن عمران يقوم بعمل جنوني فيضرب الحجر ضربا مبرحا حتى يئن الحجر ؟ !! ليت شعري أبيده كان يضرب الحجر ؟! فهو المتألم لا الحجر !! أم كان يضربه بالسيف ، فالسيف ينبو وينكسر ! أم كان الضرب بالسوط ، فالسوط يتقطع ! فما تأثير الضرب بأي شكل كان ، على الحجر ؟! فكل ما في الحديث من المحال الممتنع عقلا ، وهو من الأحاديث المضحكة التي من التزم بها فقد استهزأ بالله ورسله !! قلت بالله عليكم أنصفوا ... ألم يكن هذا الخبر الذي أضحككم من الخرافات والخزعبلات ؟! وإني أتعجب من رواة هذا الخبر وناقله !! بالله عليكم أنصفوا .. هل يرضى أحدكم أن تنسب إليه هذه النسبة الموهنة الشنيعة ؟! التي لو نسبت إلى سوقيّ عاميّ لغضب واستشاط ! فكيف بنبي صاحب كتاب وشريعة ، وصاحب حكم ونظام ، يخرج في أمته وشعبه عريانا وهم يمنعون النظر إلى سوأته هل العقل يقبل هذا ؟!
وهل من المعقول أن الحجر يسرق ملابس موسى ويفر بها وموسى يركض خلفه ، والحجر يمر من فوق يده وموسى ينادي الحجر ، والحجر أصم لا يسمع ولا يبصر ؟!!
ردنا علیه:
إن الؤلف لا یمکنه أن یتصور فضلاً أن یعقل ذلك ، أن حجراً یرکض ویجري....؟!!
لماذا جری موسی علیه الصلاة والسلام أمام قومه عریاناً...؟ وما الفائدة من ذلك؟ ثم ما الفائدة کذلك من ضرب الحجر وهو جماد لا یعقل أو یشعر..؟ ثم یضیف الؤلف إننا من المکن أن نقبل معجزات الانبیاء ونؤمن بها إذا کانت تقع لحکمة ما ، أو لفائدة تذکر...؟!!.
أقول : هل یعقل أن مسلماً یدعي الایمان والاسلام یقول مثل هذا القول ...؟ نعم لو کان المعترض علینا دهریاً أو زندیقا لهان الخطب ، ولقبلنا منه ذلك حتی نعلمه ونرشده ...؟!
إن التفکیر مجرد التفکیر والنظرة السلبية لآیات القرآن الکریم وقصصه بهذه الطریقة کافیا لرد الکثیر من الآیات وخاصة تلك الآیات التي تثیر الدهشة والتساؤل عند الانسان ، فإن الآیات التي قصت علینا میلاد المسیح عیسی بن مریم علیه السلام یستطیع عندها أن یقوم أي شخص غیر المؤلف لیعترض علینا ویقول : ما الحکمة وما الفائدة أن تلد المرأه من غیر زوج ..؟!!
وبهذا یقع التشکیك والریب في قصص القرآن وآیاته ..؟!! ونبطل کذلك الکثیر منها بسبب التشکیك والتساؤل والاعتراض المستمر علی آیاته ونصوصه ، وکأنه کتاب لم يأت لهدایة البشر وتعلیمهم وارشادهم الی طریق الحق والعدل ، وإنما هو کتاب الغاز وأحاجي جاء لتسلیة الناس ..؟!! ولا نبالغ إذا قلنا :؛ إنه حینئذ سیکون مثل تلك الکتب الخرافیة التي تثیر فضول خیال الانسان فتجعله یعیش عالماً من الاحلام والأوهام..؟ تعالی الله وکلامه عما یقوله ويظنه الظالمون علوا کبیراً .
الإدعاء السادس والستون وقوله: أنقل رواية أخرى عن أبي هريرة مضحكة أيضا ، ولا أظن
أحدا من الحاضرين ـ بعد استماع هذه الرواية ـ سيدافع عن أبي هريرة ، أو يعتقد بصحة روايات
البخاري ومسلم !
نقل البخاري في ج1 ، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة ، وج2 ، باب وفاة موسى ، ونقل
مسلم في ج2 باب فضائل موسى عن أبي هريرة ، قال : جاء ملك الموت إلى موسى (ع) ، فقال
له أجب ربك.
قال أبو هريرة : فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها !!
فرجع الملك إلى الله تعالى ، فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ففقأ عيني !
قال : فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياة ترد ؟! فان كنت تريد الحياة فضع
يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج2 ص 315 ، عن أبي هريرة ، ولفظه : إن ملك الموت كان
يأتي الناس عيانا ، فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه .
وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه ج1 ، في ذكر وفاة موسى ولفظه : إن ملك الموت كان
يأتي الناس عيانا أتى موسى فلطمه ففقأ عينه ـ إلى أن قال : ـ إن ملك الموت إنما جاء إلى
الناس خفيا بعد موت موسى !
وقد علقت فقلت لأنه يخاف من الجهال أن يفقئوا عينه الأخرى .
فضحك جمع من الحاضرين بصوت عال .
قلت بالله عليكم أنصفوا ... ألم يكن هذا الخبر الذي أضحككم من الخرافات والخزعبلات ؟! وإني
أتعجب من رواة هذا الخبر وناقله !!
وأستغرب منكم إذ تصدقون هذا الخبر وأشباهه ، ولا تسمحون لأحد أن يناقشها وينتقدها ، حتى
لعلمائكم !!
فإن في هذه الرواية ما لا يجوز على الله تعالى ولا على أنبيائه ولا على ملائكته !!
أيليق بالله العظيم أن يصطفي من عباده ، جاهلا خشنا يبطش بملك من الملائكة المقربين وهو
مبعوث من عند الله تعالى ، فيلطمه لطمة يفقأ بها عينه ؟!
ردنا عليه :
إن هذا النبي المعصوم بالرغم من تلك المنزلة الرفیعة التي وصل الیها وذلك المنصب الخطیر الذي أولاه الله إياه أقول : مع ذلك فإنه حینما رأی عصاه تهتز أمام ناظره کأنها ثعبان خاف وهرب ولم یلتف وراءه ..؟!
قال تعالی « وألق عصاك فلما رآها تهتز کأنها جانّ ولی مدبرا ولم یعقب ، یا موسی لاتخف إني لا یخاف لديّ المرسلون » النمل/10.
فهل تعترض علی هذا أیضاً ....؟ هل ترید أن تقول لنا: إن هذا القرآن كتاب خرافيّ يحقر الانبیاء وینتقص منهم ..؟ لا أری هناك فرقا بینك وبین الدهربین الملحدین ..؟ ثم یقول : (أنقل رواية أخرى عن أبي هريرة مضحكة أيضا ، ولا أظن أحدا من الحاضرين ـ بعد استماع هذه الرواية ـ سيدافع عن أبي هريرة أو يعتقد بصحة روايات البخاري ومسلم !
نقل البخاري في ج1 ، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة ، وج2 ، باب وفاة موسى ، ونقل مسلم في ج2 باب فضائل موسى عن أبي هريرة ، قال : جاء ملك الموت إلى موسى (ع) ، فقال له أجب ربك. قال أبو هريرة : فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها !! فرجع الملك إلى الله تعالى فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ففقأ عيني ! قال : فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إلى عبدي فقل : الحياة ترد ؟! فان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة .
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ج2 ص 315 ، عن أبي هريرة ، ولفظه : إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا ، فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه .
وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه ج1 ، في ذكر وفاة موسى ولفظه : إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا أتى موسى فلطمه ففقأ عينه ـ إلى أن قال : ـ إن ملك الموت إنما جاء إلى الناس خفيا بعد موت موسى ! ثم قال ساخرا من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( وقد علقت فقلت لأنه يخاف من الجهال أن يفقئوا عينه الأخرى ) . ثم يضيف : (أيليق بالله العظيم أن يصطفي من عباده ، جاهلا خشنا يبطش بملك من الملائكة المقربين وهو مبعوث من عند الله تعالى ، فيلطمه لطمة يفقأ بها عينه ؟! أليس هذا العمل عمل المتمردين والطاغين الذين يذمهم الله العزيز إذ يقول : ( وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبّارِينَ ( ؟! فكيف يجوز هذا على من اختاره الله الحكيم لرسالته ، واصطفاه لوحيه ، وآثره بمناجاته ، وكلمه تكليماوجعله من أولي العزم ؟! وكيف يكره الموت هذه الكراهة الحمقاء فيلطم ملك الموت وهو مأمور من قبل الله تعالى ، تلك اللطمة النكراء فيفقأ بها عينه مع شرف مقامه ورغبته في القرب من الله تعالى والفوز بلقائه عز وجل ؟! وما ذنب ملك الموت ؟! هل هو إلا رسول الله إلى موسى ؟! فبم استحق الضرب بحيث تفقأ عينه ؟! وهل جاء إلا عن الله وهل قال لموسى سوى : أجب ربك ؟! أيجوز على أولي العزم من الرسل إيذاء الكروبيين من الملائكة وضربهم حينما يبلغونهم رسالة ربهم وأوامره عز وجل؟! تعالى الله ، وجلت أنبياؤه وملائكته عن كل ذلك وعما يقول المخرفون .
إن هكذا ظلم فاحش لا يصدر من آدمي جاهل فكيف بكليم الله !
ثم إن الهدف والغرض من بعثة الأنبياء وإرسال الرسل : هداية البشر وإصلاحهم ، ومنعهم من الفساد والتعدي والوحشية ، فلذلك فإن الله سبحانه وكل أنبيائه ورسله منعوا الإنسان من الظلم حتى بالنسبة للحيوان ، فكيف بالنسبة لملك مقرب ؟!
فلذا نحن نعتقد ونجزم بأن هذا الخبر افتراء على الله وكليمه ، وجاعل هذا الخبر كذاب مفتر يريد الحط من شأن النبي موسى ويريد هتك حرمة الأنبياء وتحقيرهم عند الناس .
وردنا علیه من عدة وجوه:
الأول :
جاء في شرح هذا الحدیث : أن موسی علیه السلام لم یتعرف علی ملك الموت حین دخل علیه وذلك لأنه جاءه علی هیئة البشر ، ثم إنه دخل داره بغیر إذنهِ وهذا قد حصل من الانبیاء غیره ، فهذا نبي الله وخلیله ابراهیم علیه الصلاة والسلام عندما دخل علیه الملائکة الثلاثة لم یکن یعرفهم ، وإلا کیف قدم الیهم الطعام ؟ ثم إن السیدة مریم کذلك خافت من الملائکة قال تعالی : « فأرسلنا الیها روحنا فتمثل لها بشراً سویاً قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن کنت تقیا » فلو کانت مریم رجلاً فلا شك إنها سوف تقف امام الملك وتمنعه من الدخول علیها بغیر إذن ..؟!!
الثاني :
قیاسك هذا فاسدٌ لا صحة له ، فالموت أمر لا یحبه الانسان بفطرته وما فعله موسی من ردة الفعل دلیل صحیح علی ذلك ، ولکن أنظروا الی هذا المحتال فإنهُ لم یذکر القصة بتمامها، حیث أن موسی علیه السلام قد رضي أخیراً بما قدره الله تعالی علیه من الموت ، وهو أمر لا مفر للإنسان منه، فکیف بأنبیاء الله تعالی وما أعده لهم ربهم من الکرامة والمنزلة الرفیعة عنده ..؟ وذلك هو أثر تلك التربیة الربانیة لهم صلوات الله وسلامه علیهم ، فلم یکن هناك تحقیر أو تنقیص لنبي الله موسی علیه السلام ، وأنت أیها المؤلف المخذول تستطیع أن تبطل الآیات الواردة في کتاب الله تعالی وهي تحکي لنا قصة نبي الله آدم ابو البشر، أقول: تستطیع أن تعترض علیها باستدلالك الفاسدةهذا فتقول : کیف یبیع ابو الانبیاء والبشر آدم علیه السلام تلك الجنة بأکلة عابرة ..؟!! إن هذا لا یمکن أن یقع أو یحدث..؟!! أرأیت الی أي هاویة ودرك من الجهل أرداك هذا الاستدلال الفاسد السقیم ...؟!!
الإدعاء السابع والستون وقوله : الشيعة ليسوا مشركين ...!!
لکي یبعد عن نفسه تهمة الاشراك بالله تعالی تراه بدأ یضع تعریفاً مصطنعاً للشرك
فیقول : ( أقسام الشرك: إن الحاصل من الآيات القرآنية ، والأحاديث المروية ، والتحقيقات العلمية ، أن الشرك على قسمين ، وغيرهما فروع لهذين ، وهما : الشرك الجلي ، أي : الظاهر والآخر الشرك الخفي ، أي المستتر
الشرك الجلي:
أما الشرك الظاهري ، فهو عبارة عن : اتخاذ الإنسان شريكا لله عز وجل ، في الذات أو الصفات أو الأفعال أو العبادات .
أـ الشرك في الذات ، وهو أن يشرك مع الله سبحانه وتعالى في ذاته أو توحيده ، كالوثنية وهم المجوس ، اعتقدوا بمبدأين : النور والظلمة . وكذلك النصارى ... فقد اعتقدوا بالأقانيم الثلاثة : الأب والابن وروح القدس ، وقالوا : لكل واحد منهم قدرة وتأثيرا مستقلا عن القسمين الآخرين ومع هذا فهم جميعا يشكلون المبدأ الأول والوجود الواجب ، أي : الله ، فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا "
ردنا عليه :
قلت : هذا كما ترون في الحقیقة من مکر الشیعة فهم یقسمون الشرك الی تقسیمات عجیبة وتفریعات غریبة ما أنزل الله تعالی بها من سلطان ، وذلك بغیة الهروب من الواقع المظلم الذی هم فیه ، وحتی لا یصدق علیهم مسمی الشرك بأي حال من الأحوال فابتدعوا هذهِ الطریقة لدرء هذهِ التهمة عن أنفسهم محاولین بکل ما أوتوا من مکر ودهاء نفي الکثیر من الصفات والاقوال والأفعال الشرکیة التي وقعوا فیها ، وإذا ما واجهتهم بها أنکروا ونفوا کل ما تلبسوا به من هذا الباطل ، وهذا بطبیعة الحال کذب واضح منهم ، وإذا ما رجعنا الی آیات الله تعالی وتدبرناها ندرك أن المشرکین لم یکونوا ینسبون الی آلهتهم شیئاً من التدبیر والخلق والاحیاء والاماتة لمعبوداتهم ، فهم یقرون بأن الخالق لهذا الکون والمبدع المصورهوالله تعالی فهم إذا کانوا یوحدون الله تعالی في ربوبیته ، الا إنهم أشرکوا في الوهیته ، وإذا ما تدبرت حالهم وماهم فیه من بدع وضلالات رأیتهم في نهایة المطاف صورة لا تختلف کثیراً عن الشیعة وما یقومون به من بدع وضلالات ورسوم وتهاویل حول قبور أئمتهم فهذا الراکع عند باب الامام ، وهذا الساجد وآخر تراه یطوف حول قبره مع ذبح القرابین ونثر المال داخل قبر معبودهم ، وما الی ذلك من المنکرات التي لا تعد ولاتحصی ، والیك هذهِ الأدلة من کتاب الله تعالی التي تبین لك بطلان ما هم فیه ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ).
أرأیتم ..؟ هذا یدل علی أن الانسان قد یعرف الحق ویعرف ربه ومعبوده ، ولکنه في الوقت نفسه تراه یلوث نفسه بأدران الجاهلیة وأوضارها وهو أمر لیس بمستبعد أبداً ، ولذلك فإن الشیعة ینکرون هذهِ الآیات لانها تعریهم وتظهر حقیقتهم فذهبوا یعرفون لنا الشرك بتعریفات وحدود وأوصاف تجعلهم بمنأی عن الوقوع في دائرته ِ، ولو تدبروا جیداً وطلبوا الحق من مظانه وتجردوا من كل هوى وزيغ وإصرارعلی الإتم لعلموا أنهم من المشرکین ....؟! إذا ان لم هذا من الصب والکذب والاحتیال فلا نعرف للمکر والاحتیال مفهوماً غیره..؟!!.
الإدعاء الثامن والستون وقوله: وكذلك النصارى ... فقد اعتقدوا بالأقانيم الثلاثة : الأب والابن وروح القدس ، وقالوا : لكل واحد منهم قدرة وتأثيرا مستقلا عن القسمين الآخرين ، ومع هذا فهم جميعا يشكلون المبدأ الأول والوجود الواجب ،أي: الله ، فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا والله عز وجل رد هذه العقيدة الباطلة في سوره المائدة ، الآية 37 ، بقوله : ( لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوا إِنّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلهٍ إِلّا إِلهٌ وَاحِدٌ وبعبارة أخرى فالنصارى يعتقدون : أن الألوهية مشتركة بين الأقانيم الثلاثة ، وهي : جمع اقنيم ـ بالسريانية ـ ومعناها بالعربية : الوجود وقد أثبت فلاسفة الإسلام بطلان هذه النظرية عقلا ، وأن الاتحاد لا يمكن سواء في ذات الله تبارك وتعالى أو في غير ذاته عز وجل .
ردنا عليه :
یرید أن یفهمنا أن لا تقارب أو تشابه بینهم وبین النصاری بحجة أن النصاري یعتقدون في عیسی أنه إله من دون الله ، أو أنه ثالث ثلاثة وأما الشیعة بزعم الؤلف فهم لیسوا کذلك .... ؟! أقول : قد یکون لقولك شيءٌ من الصحة ، ولکن مع هذا فأنت لم تقل الحقیقة ولم تصدق مع نفسك أو مع غیرك ، وذلك لان الشیعة بینهم وبین النصاری الکثیر من التشابة والتقارب ، ويکفینا دلیلاً علی ذلك مانراه منکم وأنتم لا تکادوا تذکروا الله الا قلیلاً ، وقد شغلتم لیلکم ونهارکم بالتمجید والحمد والتسبیح والتنزیه لتلك المنازل العالیة والمقامات الرفیعة التي وضعتم فیها أئمتکم ومعصومیکم تلك المنزلة التي لا یصل الیها نبي مرسل ولا ملك مقرب ، وهي منازل ومقامات لا تلیق الا بجلال الله وعظمته سبحانه ..!! ثم ماهذه الأعیاد والمحافل التي تقیمونها بمناسبة میلاد أئمتکم ألیس ذلك تقلید لأعمال النصاري وتشبه بهم وبأفعالهم ..؟ ألیس ذلك التقدیس والغلو الکبیرلهؤلاء الأئمة الذین تدعونهم وتلوذون بهم وتتضرعون اليهم في الملمات تشبه واتباع واضح لما یقوم به النصاري من تقدیس وعبادة لذلك الصلیب الذي تزعم النصاری أن السید المسیح علیه السلام قد صلب علیه..؟ ثم لم نر إن الأمر قد توقف عند هذا الحد من العبادة والتقدیس للبشر حتی تعدی ذلك الی تقدیس التراب ، حیث جعلتم من تربة کربلاء تربه مقدسة لا تضاهیها بقعه بقدسیتها وطاهرتها علی أرض الله کلها..!! نعم إنکم لم تکونوا مثل النصاری ولم تقلدونهم وتتشبهوا بهم فحسب بل إنکم تجاوزتم ذلك الی أدنى درجة من الانحطاط لأنهم أفضل حالٍ منکم حیث أنهم یدعوا حیاً غائبا أما أنتم فتدعون أمواتاً لا یملکون لأ نفسهم نفعاً ولا ضراً فکیف هم یملکون ذلك لکم ..؟ لقد قلتم بأنفسکم إن علیاً قد مات ، فلماذا نراکم حتی الساعة وأنتم تستعینون به وتستصرخونه ..؟!! من المکن أنکم تعتقدون أنه مازال یملك ذلك لکم کیف لا..؟ وأنتم زعمتم أنه لما توفي رضيِ الله عنه مشی الی قبره بنفسه..؟ فهو حسب زعمکم ما زالت لدیه تلك القدرة الخارقة علی تحقیق المعجزات..؟!!
الإدعاء التاسع والستون وقوله : الشرك في الصفات ... وهو : أن يعتقد بأن صفات الباري عز وجل ، كعلمه وحكمته وقدرته وحياته هي أشياء زائدة على ذاته سبحانه ، وهي أيضا قديمة كذاته جل وعلا ، فحينئذ يلزم تعدد القديم وهو شرك
ردنا عليه :
ها هو یعود الی المراوغة وإلاحتیال مرة أخری ، وذلك حینما قال : كل من أدعی أن صفات الله غیر ذاته فهو مشرك ، أي أنها صفات مکتسبة فهو مشرك؟!!
إذاً أنت تعني کل من أعتقد أن الرزاق هو غیر الله فهو مشرك ، فنقول لك: إجعل کل من ادعی أن علیاً حلالا لکل مشکل وقاضٍ لکل حاجة فهو غیرالله فهو مشرك أیضا ، ألستم أنتم من یقول : یا علي مدد ، یا علی أدرکني واغثني کما نسمع ذلك على لسان الشيعة في كل مكان :
نادي عليا مظهر العجائب تجد ه عونا لك في كل الشدائد
يا علي يا علي يا علي
هذا هو قولكم ولم نتألى عليكم ....؟!! .
الإدعاء السبعون وقوله: الشرك في الأفعال ... وهو الاعتقاد بأن لبعض الأشخاص أثرا استقلاليا في الأفعال الربوبية والتدابير الإلهية كالخلق والرزق أو يعتقدون أن لبعض الأشياء أثرا استقلاليا في الكون ، كالنجوم ، أو يعتقدون بأن الله عز وجل بعدما خلق الخلائق بقدرته ، وفوض تدبير الأمور وإدارة الكون إلى بعض الأشخاص ، كاعتقاد المفوضة ، وقد مرت روايات أئمة الشيعة في لعنهم وتكفيرهم ، وكاليهود الذين قال الله تعالى في ذمهم : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ).
ردنا عليه :
إن المؤلف بین لنا الشرك وأظهره لنا بصورة یظن کل انسان حینما یقرأ ذلك أن الله تعالی عندما خلق الخلق ترکهم وشأنهم ثم أوکل أمر العالم کله الی غیره ..!! ثم ضرب علی ذلك مثالاً بالیهود وقال إنهم علی هذهِ العقیده .
قلت : والشیعة کذلك یعتقدون ذلك ..؟! فإن رفضت ذلك ورددته فإن إمام زمانك أیها المؤلف سیکون بناءاً علی قولك هذا معطلا ً..!! مع إني اعتقد أن عقیدة الشیعة في الحقیقة أسوء بکثیر مما علیه حال الیهود ..؟! نعم هذه هي الحقیقة التي یعرفها کل عرف وعلم عن الشیعة ما أعلمه أنا ، فالیهود إنما أدعوا ذلك وافتروه علی الله تعالی في الدنیا وأما الشیعة فقد ادعوا علی الله أعظم من ذلك حینما قالوا : إن یدیة مغلولة في الدنیا یصرف کل تدبیر من أمر السموات والارض وجمیع الحق الی أئمتهم فهم المتصرفون بکل شي ، ومغلولة في الآخرة حینما قالوها جهاراً نهاراً * إیاب الخلق الیکم وحسابهم علیکم *..؟!! اذا هم بذلك عطلوا الله تعالی من صفات الکمال والجلال واتهموه تعالی في ربوبیته ..؟!!
الإدعاء الحادي السبعون وقوله : الشرك في العبادات ... وهو أن الإنسان أثناء عبوديته يتوجه إلى غير الله سبحانه ، أو لم تكن نيته خالصة لله تعالى ، كأن يرائي أو يريد جلب انتباه الآخرين إلى نفسه أو ينذر لغير الله عزوجل ..!! فكل عمل تلزم فيه نية القربة إلى الله سبحانه ، ولكن العامل حين العمل إذا نواه لغير الله أو أشرك فيه مع الله غيره ، فهو شرك
ردنا عليه :
لم نر المؤلف قد عرف العبادة تعریفاً جامعاً شاملا شافيا وإنما اكتفی بالتعريف أعلاه ...! فوالله الذي لا اله غیره إني لا یزال عجبي یزداد کل یوم من أمثال هذا الؤلف وأسلافه ..!!
لا أدري ما الذي غنموه واستفادوه من اضلال الناس وإغوائهم ..؟!! أهو الرزق..؟ ألم یکن ذلك نصیب من أوقعتموهم فریسة في شَرَکِکِم وخداعکم وباطلکم وضلالکم؟ وإني أود أن أوجه الیهم هذا السؤال : عندما تذهبون الی زیارة قبر الحسین فهل تعتبرون هذهِ الزیارة من العبادة أم لا ..؟ هل تنکرون أن الزائز لهذا القبر عندکم یناله من الأجر والثواب العظیم أم أنکم ِ تثبتون ذلك وتقرون به .؟ هل یعتبرُ ذلك الصراخ والعویل والبکاء عند قبر الحسین من العبادة أم لا .؟ من الذي حینها یکون أکبر في صدورکم واکثر حضوراً وأعظم هیبة الله ام الحسین .؟!! طبعاً إنکم قوم بهت والکذب في شرعکم ودینکم ومذهبکم لا حد له ولا ساحل ..!! إن إنکرتم وقلتم لم یکن لذلك اصل ، فأخبرونا بربکم ما هذا الذي نراه منکم عندما یرید أحدکم أن یذهب لزیارة هذا القبر أو ذاك...؟ فتراه یقف عند الباب ثم ینادي صاحب القبر الشریف والمقام المنيف یستأذته في الدخول ..!! إن کان ما تقولونه حقا فلماذا یستأذن من المیت ولا يستأذن من الحي القیوم .. ؟؟ ذلك رب العالمین ؟ هل مازلتم مصرّین علی باطلکم ..؟ هل تریدون أن تضحکوا علی عقولكم الساذجة الحمقی من أمثالکم لتقولوا : إنما قلوبنا وتعلقنا هو بالله تعالی لا بصاحب هذا القبر؟
ثم إننا نری إن تعریفکم للعبادة لم یکن تعریفاً صحیحاً ولا شاملاً لمفهوم العبادة في الشرع والدین ، ولکنه والحق یقال فإن لهذا التعریف وجه تعلق بکم هو یشملکم.؟!! ولذا فإننا نری الؤلف عندما یری أن الامور ل تسیر علی النحو الذي یریده ویتمناه تراه یحید عن الموضوع الأصلي لینتقل الی الحدیث عن الشرك الأصغر ظاناً بذلك أنه سوف یخفي فضیحته وسوءته عن أنظار القارئین والسامعین إن الکل یعلم إن أصل العبادة هو دعاء الانسان وتضرعه لخالقه وبارئه وإلهه کما ورد وصف ذلك في الحدسث الشریف « الدعاء هو العبادة » وکما ورد ذلك في قوله تعالی قبل ذلك :« وقال ربکم أدعوني استجب لکم إن الذین یستکبرون عن عبادتي سیدخلون جهنم داخرین » غافرة 60.
فکیف تریدون أن تقنعونا أو تقنعوا من سوانا إن ما تقومون به من دعائکم أئمتکم واستغاثتکم بهم ورفع الحوائج الیهم وطوافکم بضرائحهم والنذر لهم لم یکن ذلك من العبادة في شيء ..؟!! أو أن ذلك لم یکن من نواقض الأسلام والشرك بالله تعالی ..؟ نعم قد نقول إنکم لم تقعوا في شرك العبادة أحیاناً ونقبل ذلك منکم فهل تعرفوا لم ذلك ؟ لانکم في تلك الأحیان لم یکن لله تعالی وجود في کیانکم وعبادتکم ، بل قد نسیتموه بالکلية ، وذکرتم أربابکم من المخلوقین والأئمة فأنتم في هذا الحال لم یکن لدیکم الشرك وحده ، بل إنها الزندقة والالحاد والانکار لکل حق وحقیقة ووجود لهذا الکون وخالقه ..؟!
الإدعاء الثاني والسبعون وقوله : قلت : العقل السليم والمنطق السليم يقضيان بأن أحدا لو أراد أن يعرف عقائد قوم ، فيجب أن لا ينظر إلى أقوال وأفعال جهالهم ، وإنما ينظر إلى مقال وأفعال علماء القوم . وأنتم إذا أردتم التحقيق عن الشيعة ومعتقداتهم ، فعليكم أن تنظروا إلى كتب علمائهم ومحققيهم ، فتعرفوا الشيعة من خلال أقوال فقهائهم وأعمالهم . فإذا شاهدتم بعض العوام منا قد نذر لأحد الأئمة (ع) أو لأحد أبناء الأئمة (ع) أو أحد الصالحين ، عن جهل بالمسألة ، فلا تحسبوه من معتقدات الشيعة ، فإن كل مذهب وملة يوجد هناك عوام يجهلون مسائل دينهم ، وهذا ليس عندنا فحسب .
وأنتم إذا لم تكونوا مغرضين ، ولم تكونا بصدد خلق المعائب والأباطيل على الشيعة فراجعوا كتب فقهائهم وانظروا إلى سيرة المؤمنين منهم العارفين للمسائل الدينية
فان التوحيد الخاص والمصفى من كل شائبة لا يكون إلا عند الشيعة الإمامية .
وأرجو منكم أن تراجعوا كتابي : شرح اللمعة ، وشرائع الإسلام ، وأي كتاب آخر يضم المسائل الفقهية ، وحتى الرسائل العلمية لفقهائنا المعاصرين ، وهم مراجع الشيعة في مسائل دينهم .
راجعوا في هذه الكتب " باب النذر " فتجدون إجماع فقهائنا : أن النذر بهذا الشكل " لله علي أن : أفعل كذا وكذا، أو : أترك كذا وكذا " فيذكر بدل الجملة الأخيرة ، نذره إيجابا كان أو سلبا فإذا تعذر عليه إجراء الصيغة باللغة العربية أو صعب عليه ذلك ، فيترجم مفهومه إلى لغته ويجريه بلسانه . وأما إذا نوى النذر لغير الله سبحانه أو أشرك معه آخر ، سواء كان نبيا أو إماما أو غيره ، فالنذر باطل . وإذا نذر على الصورة الأخيرة عالما بالمسألة ، فإن عمله حرام وشرك بالله عز وجل ، فقد قال تعالى : ( وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَداً ). فيجب على العلماء أن يعلموا الجاهلين ويبينوا لهم كل مسائل الدين ، ومنها مسائل النذر ، فالنذر يكون لله وحده لا شريك له ، ولكن الناذر يكون مخيرا في تعيين مصرف النذر ، فمثلا : له أن يقول : لله علي نذر أن أذبح شاة عند مرقد النبي (ص) أو عند مرقد الإمام علي (ع) أو غيرهما أو يقول : لله علي نذر أن أذبح شاة وأطعم لحمها السادة الشرفاء ، أو الفقراء ، أو العلماء .. إلى آخره . أو يقول : لله علي نذر أن أعطي ثوبا لفلان بالتعيين ، أو لعالم ، على غير تعيين . فكل هذه الصيغ في النذر صحيحة ، ولكن إذا لم يذكر الله كأن يقول : نذرت للنبي أو الإمام أو الفقيه أو الفقير أو اليتيم ... إلى آخره ، كل هذه الصيغ باطلة غير صحيحة .
ردنا عليه :
الأول :
إن هذه الأعمال والمنکرات التي تصل في کثیر من الاحیان الی حد الشرك والکفر بالله تعالی لم تکن یوما محل أنکار من قلبکم وقبل علمائکم ، فإن مما یعلمه ويعمله جمیع العوام من الشیعة إنما یرجعون في کل صغیرة وکبیرة فيه الی إئمتهم وآیاتهم ومراجعهم ومشايخهم ، فتبین من هذا إن عدم إنکارکم علیهم هو السبب الأول في استمرارهم بهذهِ الأعمال والتصرفات الخاطئة التي لا یقرها شرع ولا دین ولا کتاب منزل ..!! فما لنا نراكم تقولوا خلاف ذلك وتنکرونه ..؟!!
النذر لغير الله تعالی أصبح من الحقائق والعادات المتأصلة في نفوس أتباعکم ولم نر لذلك منکم منکراً ًبل وحتی أصبح ذلك من الأمثال المشهور عندکم وهذا المثل دلیل علی کذبکم وصدق ما نقول فاستمع له :
كل نفط مراق فهو نذر للامام الرضا
الثاني:
إن کان الأمر کما تقول وأن هذا النذر هو في الحقیقة لله تعالی فما الذي یدعوکم الی تقریبه وذبحه عند صاحب القبر...؟ ألم تعلم إن الذبح من العبادات التي لاتجوز الا لله تعالی ؟ ألم تعلم إن الذبح عبادة عظیمة في الإسلام ..؟ وإن الله تعالی لم یهب ذلك الأجر العظیم والثواب الجزیل الی علی قدر العمل وخطورتة .؟ نحن نعلم جیدا إنکم تریدون وبأي طریقة کانت أن تحشروا أنف صاحب القبر في کل عبادة وشعیرة من شعائر الإسلام وعبادته التي لا ینبغي فیها العمل الا إذا سبق ذلك إخلاص النيةِ فیها لله الواحد الأحد ...؟!!
الإدعاء الثالث والسبعون: الشيعة نزيهون من أنواع الشرك
بعد أن بيّنّا أقسام الشرك وأنواعه ، فأسألكم : أي أقسام الشرك تنسبوه إلى الشيعة؟!
ومن أي شيعي عالم أو عامي سمعتم أنه يشرك بالله سبحانه في ذاته أو صفاته وأفعاله ؟!
وهل وجدتم في كتب الشيعة الإمامية والأخبار المروية عن أئمتهم عليهم السلام ما يدل على
الشرك بالتفصيل الذي مر ؟!
ردنا عليه :
نعم سمعنا بذلك ولکننا لم نسمع أنهم أشرکوا الامام الرضا في العبادة ؟ وإني أقسم بالله فلقد سمعت أکثر من ذلك ، سمعت أن الشیعة قد أرسلت الله نعوذ بالله من ذلك الی زیارة قبر الحسین ..!! ولکني الی هذا الحین لا أدري ما هو المراد والمقصود من هذهِ الزیارة ..؟ وهل أن الله تعالی حینما زار قبر الحسین سأل الأمام حاجته أم أنها کانت زیارة عادية مجرد زیارة ...؟!!
نعم لقد قالوا کلمة الکفر بأفواههم والیکم هذا الحدیث الذي رواه إمامهم المجلسي في کتابه بحارا الأنوار وهو ما ذکزناه سابقأ من هذا الکتاب ، وقد رأینا کیف أن المؤلف قد أثنی علیه کثیراً والیکم الحدیث : عن صفوان ( )
ثم یقول لك : إنهم لیسوا مشرکین...؟!! قد یکون صادقاً فهم لم یشرکوا فحسب بل فعلوا أسوء من ذلك .!!.
إن المشرکین علی عهد النبي صلی الله علیه وسلم کان أحدهم یشرك بالله تعالی عند سراءه ونعمته وأما وقت الشدة والمصیبة فتراه یخلص الدعاء والتضرع ویصدق في ذلك فلا یدعوا أو یلجأ الا الیه سبحانه ، کما ذکر الله تعالی ذلك في قوله تعالی :« وإذا مسّکم الضر في البحر ضلّ من تدعون الاإیاه فلما نجاکم الی البر أعرضتم وکان الانسانُ کفورا ً» الاسراء/67
نعم هذا حال مشرکي الجاهلیة قبل الاسلام ، أما الشیعة فهم لا یخلصون في دعائهم وتضرعهم حین المصیبة ونزول البلاء ، ولا یلجؤون الی الله تعالی لکشف ذلك وإنما تراهم یشرکون به في الشدة والرخاء..!! وأذکر جیداً حینما سقطت إحدی طائرات الخطوط الجویة الایرانیة قبل حوالی سنتین في العاصمة طهران هل تعرفوا ماذا وجدوا في ذلك الصندوق الاسود ..؟ إنهم وجدوا حین استماعهم الیه ان النداء الأخیر لقائد الطائرة کان : یا حـــــــــــــسین .......؟!!!
إنه إلهه الذي لا ینسی ذکره أو یغفل عنه حتی في أحرج ساعة وأشدها وأمرها.....؟؟!!
الإدعاء الرابع والسبعون : ذکر الؤلف هنا مثالاً عجیباً فقال : (قلت : أتعجب منك كثيرا ! لأنك عالم متفكر ، ولكنك متأثر بكلام أسلافك من غير تحقيق ، وكأنك كنت نائما حينما كنت أبين أنواع الشرك ! فبعد ذلك التفصيل كله ، تتفوه بهذا الكلام السخيف وتقول : بأن طلب الحاجة من الأئمة شرك!!فإذا كان طلب الحاجة من المخلوقين شرك ، فكل الناس مشركون ! فإذا كانت الاستعانة بالآخرين في قضاء الحوائج شرك ، فلماذا كان الأنبياء يستعينون بالناس في بعض حوائجهم .
اقرءوا القرآن الكريم بتدبر وتفكر حتى تنكشف لكم الحقيقة ، راجعوا قصة سليمان عليه السلام في سورة النمل الآيات 38 ـ 40 : (( قَالَ يَا أَيّهَا الْمَلَؤُا أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ«38» قَالَ عِفْرِيتٌ مّنَ الْجِنّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ«39» قَالَ الّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هذَا مِن فَضْلِ ) من الواضح أن الإتيان بعرش بلقيس من ذلك المكان البعيد ، بأقل من لمحة بصر ، لم يكن هينا وليس من عمل الإنسان العاجز الذي لا حول له ولا وقوة ، فهو عمل جبار خارق للعادة ، وسليمان مع علمه بأن هذا العمل لا يمكن إلا بقدرة الله تعالى وبقوة إلهية ، مع ذلك ما دعا الله سبحانه في تلك الحاجة ولم يطلبها من ربه عز وجل ، بل أرادها من المخلوقين ، واستعان عليها بجلسائه العاجزين .
ردنا عليه :
هذا الکلام منه في غایة العجب والاستغراب فمثل ذلك کمثل رجل هندوسي قال: انا استشفي بالبقر وذلك لأن نبیکم عندما مرض ذهب الی الطبیب ..؟!! انا ارید أن اعرف : ما العلاقة بین ما یقوله المؤلف وبین هذا المثال ..؟
یقول لنا : إن الإتیان بعرش بلقیس ونقله کان من الأمور التي تستوجب الاستعانة بالله عزوجل ولکن سلیمان مع ذلك تراه قد استعان بعبد مثله ..؟!
أقول : إن هذا القول یکذب نفسه..!!
لأن نقل العرش إن کان من الأمور التي لا تدخل في قدرة العبد مثل خلق الذباب فإنه لم یأمر بذلك ولم یستعن به ...!!
أما إذا كان یعلم أن الإتیان بعرش بلقیس لم یکن من الأمور التي لا تدخل تحت قدرة العبد واستطاعته وإنما هو أمر مقدور علیه ولکنه یحتاج الی علم خاص یهبه الله تعالی لمن یشاء من عبادة ، کما أن سلیمان علیه السلام لم یذهب الی قبر داود علیه السلام لیستنجد به أو یستعینهُ ...!! إما إن قلبنا استدلائك هذا فذلك یعني ان کل صاحب مذهب باطل یستطیع أن یقول مثل قولك بحجةأن سلیمان علیه السلام قد استعان بعبد مثله ..!! وهکذا دواليك یستطیع عباد الاصنام أن یجدوا في ذلك غطاءا ً لشرکهم وکفرهم أیضا مادام أن طلب الحاجة من مخلوق بحد ذاتها لیس شرکا أو کفرا فهو یرید أن یقولنا ما لم نقله ...! فمتی قلنا : ان ذلك شرك ...؟
إنا لم نقل بهذا إنما الذي نقوله : إنکم اذا مرضتم وعجز الأطباء عن معالجتکم فأنتم تلجؤون الی الرضا وتسألونه الشفاء ، وهو شرك لانکم تعتقدون في الرضا أن له من القدرة ما لا تکون عند غیره ، بمعنی أنه خص بشيء کما خص بذلك الأئمة الاثنا عشر عندکم ، هذا عین ما کان يعتقده عباد الاصنام الی الآن في أصنامهم ومعبوداتهم ..؟! إن هؤلاء القوم تجدهم یوقعون الناس في المغالطات ثم یقولون : (فالمريض يذهب عند الطبيب ويتوسل به ويستغيث به ويريد منه معالجة مرضه ، فهل هذا شرك ؟! والغريق وسط الأمواج يستغيث بالناس ويستعين بهم في إنقاذه من الغرق والموت ، من غير أن يذكر الله عز وجل ، فهل هذا شرك ؟! وإذا ظلم جبار إنسانا ، فذهب المظلوم إلى الحاكم وقال : أيها الحاكم ، أعنّي في إحقاق حقي ، فليس لي سواك ولا أرجو أحدا غيرك في دفع الظلم عني ! فهل هذا شرك ؟! وهل هذا المظلوم مشرك ؟! وإذا تسلق لص الجدار وأراد أن يتعدّى على إنسان فيسرق أمواله ويهتك عرضه ، فصعد صاحب الدار السطح واستغاث بالناس وطلب منهم أن يدفعوا عنه السوء ، وهو في تلك الحالة لم يذكر الله تعالى فهل هو مشرك ؟!
لا أظن أن هناك عاقلا ينسب هؤلاء إلى الشرك ، ومن ينسبهم إلى الشرك فهو : إما جاهل بمعنى الشرك أو مغرض !! فأيها السادة الحاضرون أنصفوا ، وأيها العلماء احكموا ولا تغالطوا في الموضوع .. !!)
قد یستطیعون ذلك ولکن هناك فرق کبیر بین الاستطاعة والإعطاء ، فالاستطاعة لا تعني أنه اعطاه ، فالله جل وعلا قادر ان یهب لي بدل الید جناحاً ولکن القدرة شيء وایجاد ذلك حقیقة شيءٌ آخر ..!! فأنتم لو استطعتم وکان ذلك في مقدورکم أن تثبتوا لنا أن الحسین له القدرة علی التصرف والإفادة والنجدة لغیره لاستطعتم إذا ان تنقذونا من تلك النفقات الباهضة التي تذهب هنا وهناك علی الاطباء والمستشفیات .....؟!!
ویقول کذلك : ( وأما قولهم : يا علي أدركني ، أو يا حسين أعنّي ، وما إلى ذلك ، فليس معناه : يا علي أنت الله فأدركني ! أو يا حسين أنت الله فأعني ! بل لأن الله عز وجل جعل الدنيا دار وسائل وأسباب ، وأبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها ، فنعتقد أن النبي (ص) وآله هم وسيلة النجاة في الشدائد ، فنتوسل بهم إلى الله سبحانه .)
قلت : إن كان قصدکم هو أدرکني وأعنّي یا حسین على رفع هذه المصیبة والبلاء وأغثني لدفعها ، وهذا هو دینکم وعادتکم دائماً فأنتم تدعونه وتستنجدون به في السرّاء والضراء ولم یقتصر فعل ذلك علی بعضکم دون بعض وإنما ذلك فعلکم کلكم ...!! ولا يستطیع أحد منکم أن ینکر ذلك أو یتجاهله ، کیف تنکرون ذلك
وأنتم تعلمون جیدا لو أن أحدکم ألمت به ملمة فهو لا یتوجه الی أحد في کشفها أو طلب رفعها عنه في الحال والعاجل الا الی إمامه الحسين أوالی الأئمة من ذریته تقومون کلکم علی صعید واحد و کل یدعوا بلسانه ولهجته و کأنما إمامکم قد أوتي من العلم والإحاطة بالألسنة ما أوتي نبي الله سلیمان علیه اسلام ...!! في حین إنه لا ینبغي طلب ذلك والتوجه الیه في کشف ما یصیب الانسان من هم وغم ونصب
ووصبٍ الا الله تعالی فهو الذي لا تعجزه الحاجات مهما کثرت ولا تلتبس علیه الألسن مهما أختلفت وتنوعت فهو سبحانه خالقها وبارئها ، أما أنتم فقد جعلتم من الحسین لکم إلها ولحاجاتکم قاضیاً ولکشف همکم وغمکم ملجأً ومعولا فأنتم تعرضون علیه کل صغیرة وکبیرة فیما یهمکم من أمر دنیاکم وآخرتکم ، فتوجهتم الی زیارة قبره وجعلتم منه قبلة للمستضعفین والمضطرین ثم خصصتم لذلك أیاماً معدودة ورسوماً وطقوساً معلومة ثم ضربتم وجوهکم وصدورکم تقرباً منکم الی إمامکم فعسی ولعل أن یرضی عنکم ویهبکم السعادة والسرور والحبور في هذه الدنیا في الآخرة - ثم إن تعجب فعجب قولهم إن عملنا هذا لیس شركاً ولا هو من قبیل الکفر والردة في الدین ....؟!!!.
الإدعاء الخامس والسبعون وقوله: قلت : إن توجهنا إلى عز وجل في طلب الحوائج ودفع الهموم والغموم هو بالاستقلال ، ولكنا نتوسل بالنبي وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين ليشفعوا لنا عند الله سبحانه في قضاء حوائجنا ، ونتوسل بهم إلى الله تعالى ليكشف عنا همومنا وغمومنا ، ومستندنا في هذا الاعتقاد هو القرآن الحكيم إذ يقول ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) آل محمد (ص) هم الوسيلة : نحن الشيعة نعتقد بأن الله عز وجل هو القاضي للحوائج ، وأن آل محمد (ص) لا يحلون مشكلا ولا يقضون حاجة لأحد إلا بإذن الله وإرادته سبحانه ، وهم ( عِبَادٌ مّكْرَمُونَ«26» لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (فهم واسطة الفيض ، والفياض هو الله رب العالمين .
الحافظ : بأي دليل تقولون أن المراد من الوسيلة في الآية الكريمة آل محمد (ص) ؟
قلت : لقد روي ذلك كبار علمائكم منهم : الحافظ أبو نعيم ، في : " نزول القرآن في علي " والحافظ أبو بكر الشيرازي في " ما نزل من القرآن في علي " والامام الثعلبي في تفسيره للآية الكريمة ، وغير أولئك رووا عن النبي (ص) : أن المراد من الوسيلة في الآية الشريفة : عترة الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين .
ونقل ابن أبي الحديد المعتزلي ـ وهو من أشهر وأكبر علمائكم ـ في " شرح نهج البلاغة " تحت عنوان : ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك ، الفصل الأول ، ذكر خطبة فاطمة (ع)
قالت : واحمدوا الله الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة ، ونحن وسيلته في خلقه .
ردنا عليه :
قال تعالی « یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله وابتغوا الیه الوسیلة وجاهدوا في سبیله لعلکم تفلحون » (المائدة 350).
فمؤلف الکتاب یجعل من هذه الآیة الکریمة دلیلاً علی جواز التوسل وإباحته ، ثم یذکر علی ذلك دلیلاً آخر باعتبار أن المقصود بالوسیلة هنا والمراد منها هم أهل البیت ، ثم هو لا تنقصه الحیلة أو تعییه الوسیلة فلدیه من الأدلة الکثیرة علی ذللك ولا سیَما ذلك الکتاب المهم والذي یعتبره المؤلف الأصل الاصیل في الاستدلال والاستشهاد ألا و هو کتاب إبن أبي الحدید والذي یعده أحد کتب أهل السنة المعتمدة ولذا فقد نعته بالآتي وقال : ابن ابي الحدید أحد أکبر وأشرف العلماء لدیکم ...!! أما شاهده الثاني فهو الثعلبي حیث ألبسه تاج العلماء ولقبه بالإمام وجعله صنو البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل ...؟!!
ولا أدري من هو هذا المسمی بالشیرازي ..؟؟ الله أعلم .....!! ذکره المؤلف في قائمة الشواهد والأدلة التي یعتمد علیها ولکي لا نطیل ونسهب في سرد الاسماء والالقاب الکثیرة التي وردت في هذا الکتاب فإن کل من وافقه في الرأي والقول فهوعنده من الأئمة الأعلام وکبار الاشراف والنبلاء عند أهل السنة ....!!!
فعجباً لهذا الرجل ..!! فهو قد صرح وقال : إنه معتزلي فمتی کان المعتزلة من أهل السنة ...؟؟ وهم قد شهدوا على ضلالهم وانحرافهم عن جادة الحق والصواب ...؟!
ألا یجدر به أن یکون لدیه شيء من الحیاء ،فإن الحیاء لا یأتي الا بخیر ..؟!!!
ویعلم کل من قرأ کتاب هذا الرجل أنه لم یأت علی ذکر الکتب المعتمدة والتفاسیر المعتبره لدی أهل السنة والجماعة والسبب واضح لا یجهله أحد ...؟ نعم لأنه یرید بذلك أن یخدع هؤلاء الأقزام الأراذل من الشیعة وإن لم یکن هم فمن غیرهم إذن .؟ إن مفهوم الآیة والمراد منها واضح لا یخفی علی أحد ، ومعنی الوسیلة معلوم کذلك من الآیة نفسها إن لم یرد هذا المخادع إضلالنا وارغامنا علی قبول ماعنده .؟
فالوسیلة هنا یراد بها الجهاد وکل ما یتقرب به العبد الی ربه ومولاه من الاعمال الصالحة .
فلو أن أبا قال لابنه ناصحا : یا بني علیلك بالدراسة والقراءة لترضني وتنجح فنحن نفهم من هذا القول أن المراد من قول الوالد لولده هو أن علی الولد أن يكثر من القراءة والمذاکرة لأرضاء والده ثم النجاح في دروسه ، أما هذا الملا والحجة وآیة الله الغظمی فقد فسر قول الوالد : لترضیني : أي علیلك أن تذهب الی القبور
وتتوسل بها وتتضرع الیها...!! وبهذا فهو یرید أن یضحك علیکم أیها الشیعة
ویستهزأ بکم وما ذلك الا لسفهکم وقلة علمکم ، والا فإن المعنی من هذه الآیة واضح ، ان المراد بالوسیلة هنا هو الجهاد في سبیل الله تعالی ، أما الملا فقد فسر ذلك تفسیراً عجیباً فبني من خیاله وبنات افکاره لنفسه قصراً مشیداً وحلق في جو السماء بجناحین من شمع ...؟!!
إن کلمة الوسیلة جاء ذکرها کذلك في سورة الاسراء الآیة ( 57 ) قال تعالی :
( قل ادعوا الذین زعمتم من دونه فلا یملکون کشف الضرعنکم ولا تحویلا ً أولئك الذین یدعون یبتغون الی ربهم الوسیلة أیهم أقرب و یرجون رحمته ویخافون عذابه إن عذاب ربك کان محذوراً )الاسراء 56 – 57 .
فهذه الآیة قد أنارت لنا الطریق وأوصخت لنا السبل وجعلتنا علی المحجة البیضاء وقدمت لنا المفهوم بکل سهوله و یسر من غیر أن نجهد أنفسنا في طلبه ...!! أما أنتم فتقولون : إن هؤلاء الذین ذکرتم هم من یبتغي الوسیلة للتقرب الی الله تعالی...؟! ومعلوم لدی الجمیع تلك الوسیلة التي یبتغوها ، إنها العمل الصالح – إنه الجهاد - إنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر - إنه تقوی الله وإخلاص العمل له فهل بعد ذلك نبتغي وضوحاً أشد واکثر من هذا الوضوح ...؟ الحقیقة إن هذا الذي تعتمدونه وتذهبون الیه في فهم الآیة هو مذهب المشرکین ووسیلتهم حیث أخبرنا الله تعالی عنهم ( ما نعبدهم الا لیقربونا الی الله زلفی ) بینما جعل ربنا سبحانه التوسل بذاته الکریمة والایمان به والعمل الصالح هو الوسيلة للتقرب اليه ونیل الزلفی لدیه .....!!!
قال تعالی : (وما أموالکم ولا أولادکم بالتي تقربکم عندنا زلفی الا من آمن وعمل صالحاً ) سبأ: 37 .
الإدعاء السادس والسبعون وقوله : أن حدیث الثقلین دلیل واضح علی صحة ما یذهب الیه الشیعة و شاهد علی صدقهم....!!!!
قلت : قد أتعب المؤلف نفسه وأجهدها فسرد طرق هذا الحدیث في صفحة کاملة من کتابه معتمداً في ذلك علی کتب أهل السنة وجعل ذلك دلیلاً وشاهداً علی صحة الحدیث....:
فقال : روی مسلم بن الحجاج وابو داود وسلیمان البلخي وابن الصباغ عن النبي صلی الله علیه وسلم أنه قال : إني تارك (وذكر ابن الجوزي لذلك في " العلل المتناهية " وهم أو غفلة عن استحضار بقية طرقه . بل في مسلم ـ أي صحيح مسلم ـ عن زيد بن أرقم أنه (ص) قال : ذلك يوم غدير خم وهو ماء بالجحفة ، كما مر وزاد : أذكركم الله في أهل بيتي . قلنا لزيد من أهل بيتيه : نساؤه ؟ قال : لا ، أيم الله ! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .)
قال ابن حجر : وفي رواية صحيحة : إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما ، وهما : كتاب الله وأهل بيتي عترتي . وقال : زاد الطبراني : إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلمهم فإنهم أعلم منكم )
ردنا عليه :
قلت : هذا صحیح و لکن لیس ذلك بالصورة التي یرمي الیها المؤلف حیث ذکر هذا الحدیث ونقله عن شیخه فتراه یقول لك : رواه مسلم ...؟!!
نعم إنك تراه یعید ویکرر ذکر کتاب ( ینابیع المودة ) مرتين في الصفحة الواحدة ثم یجعل لهذا الکتاب من المنزلة والمکانة ما لصحیح مسلم سواءاً بسواء..؟!
مع ان هذا الکتاب واقصد به کتاب ینابیع المودة لم یؤلف الا قبل سبعین سنة من تاریخ تلك المناظرة التي یدعي المؤلف أنه خاض غمارها مع أهل السنة ...؟!! ثم إنه کتاب لا وزن ولا قیمة علمیة تذکر ، کما أنه کتاب لا یعرفه أهل العلم من أهل السنه ولا یرحب بطباعته الا تلك المراکز والأوکار التي ترید اضلال الناس
وإبعادهم عن دینهم والتي یقوم علی الاشراف علیها اولئك الذین تشبعوا بغضاً
وکرها لدین الله وسنة نبیه صلی الله علیه وسلم في قم و طهران ..!!!.
الا یکل أو یمل هذا المأفون من کذبه وبهتانه ..؟!!
تراه یذکر الحدیث ثم یقول : هكذا روي بتصرف .....!!! فما هذا التصرف بزیادة الفاظ الحدیث وحذفها...؟؟ ماذا تقصد من وراء ذلك أیها الکذاب الأشر...؟ هل أصبح الحدیث والفاظه حبات بطاطس تزید منها ما تشتهي وتنقص..؟ تخلط هذا اللفظ بذاك فتأخذ من مسلم ثم تزید علیه من ضعیف القول ومرذوله مما ورد في کتاب هذا المشرك البلخي لتصل في نهایة المطاف الی مرادك ومقصدك....!!!!. ألم تتعلم أوتعلم أن كل كلمة من أحادیث البشیر النذیر صلوات الله و سلامه علیه حروف من نور کتبت لتهدي الناس الی الخیر والبر والرشاد ؟
ثم تأتینا أنت وامثالکم من المخذولین لتقولون لنا هکذا روینا الحدیث أو روی هذا الحدیث فلان وفلان مع زیادة وحذف ونقصان في لفظ هذا الحدیث أو ذلك.؟!! ألا ما أقبح فعلکم وأعظم ذنبکم ...؟!!
قد علم الجمیع السابق منهم واللاحق إنکم واسلافکم من الآباء والاجداد قد جعلتم من أیران بقرة حلوباً لأطماعکم و شهواتکم ، ثم إن مشکلتكم الحقیقية هوأنکم لا تبصرون من الحق الا ما جاء في علي وأهل بیته أما إن کان هذا الحدیث أو ذاك الحق ورد في حق أبي بکر وعمر فإنکم في سکرة عن ذلك وعمایة ...؟!
نعم وإن کان ذلك قد ورد في کتبنا ومصادرنا فالأمر عندکم سیّان وأقصد بذلك قوله صلی الله علیه وسلم ( ترکت فیکم أمرین إن تمسکتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً کتاب الله وسنتي ) فیقول المؤلف کذباً وبهتاناً: إن هذا الحدیث لا یصح لعلَة في سنده ، ثم لم یقف عند هذا الحد من قلة الأدب وسوء الخلق الذي عرف به حتی قال: ان البخاري ومسلم قالوا عنه: هذا کذب.....؟!!!
إن تصرف هذا الرجل محیر ومربك للغایة ، فإن المعروف عن غیره من الشیعة إنهم لا یتعرضون للاحادیث الصحیحة التي في کتبنا بل تراهم یعتمدون علی الضعیف من الاحادیث والموضوعة ثم یستدلون بها علی ما یقولون ...؟ أما هذا فإنه یجعل من الضعیف صحیحاً والصحیح ضعیفاً بکل جرأة ووقاحة ، فهل أنا محق بهذه الحیرة والدهشة التي تعتریني بسبب تصرف هذا الرجل وفعله أم لا...؟
إذا لما یفعل ذلك .... لماذا ..؟ قد یکون هذا الرجل لا یخاطب الا من عرف عنه الجهل والأمیة والبلادة ، فهم لا یمیزون بین صحیح الأقوال والاحادیث من ضعیفها ولذا تراه یتصرف بکل جرأة ووقاحة لانه متیقن أنه لن یجد بینهم من یرد علیه ویبين کذبه وزیفه ..!! فقال ماشاء وكيف شاء متى شاء ....؟!!
إن حدیث النبي صلی الله علیه وسلم صحیح والحمدالله ولیس فیه ما یعیبه أو یضعفه وهو قوله : « علیکم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدین من بعدي » فتعالوا لنلقي نظرة علی أقوال أهل السنة حول هذا الحدیث وسنده من غیر أن نلجأ في الحکم علیه الی میزان من یساوي بین الامام مسلم وابن ابي الحدید وبین المیزان الذي نزن به أقوال النبي صلی الله علیه وسلم وهدیه وحکمه ودرره وبین میزان البطاطس والفول السوداني ..!!! کما یفعل ذلك الشیعة وأحبارهم....؟!!!
فقد ورد هذا الحدیث في صحیح مسلم بلفظ :« أو تمسك به » و لیس « بها » فالضمیر فیه للمفرد الغائب وهو القرآن الکریم وذلك یعني : ان التمسك يكون بکتاب الله تعالی وحده دون العترة كما یدعون ذلك ، والآن تعالوا بنا لنری هذا الحدیث في صحیح مسلم و نقرأه سویة « أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذو بكتاب الله واستمسكوا ) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي )
وبهذا یعلم إن مؤلف الکتاب قد کذب وافتری علی الأمة في وضح النهار وأمام ناظر الجمیع حینما افتری ذلك وقال : إن الامام مسلم قد روی ذلك ..؟! إن هناك اشارة واضحة ودلالة باهرة في هذا الحدیث فمقصود الرسول صلی الله علیه وسلم في ذلك هم أولئك الذین جاؤوا من بعده یعلمون بذلك ومنه قتل الحسین رضي الله عنه والطعن والسب في امهات المؤمنین رضوان الله تعالی علیهم أجمعین ولا سیما عائشة رضي الله عنها حیث کان لها من ذلك جانب کبیر من سفههم وسوء خلقهم وجرأتهم علی محارم الاسلام ..!! فالروایة هذه بالذات نداء صارخ ودلیل واضح ضد ما یدعیه الشیعة فهم والکل یعلم ذلك والتاریخ شاهد کذلك أنهم کانوا القتلة الحقیقیين للحسین رضوان الله علیه کما کانت لهم الید الطولی في استدراجه ودعوته للقدوم علیهم حتی نال حتفه بأیديهم ...! وصدق من قال له رضي الله عنه : ( إن قلوبهم معك وسيوفهم عليك )!! مات أولئك القتلة المجرمون الذین لطخوا ایدیهم بدم الحسین الطاهر رضي الله عنه من الشیعة وبقي منهم من یؤذي رسول الله صلی الله علیه وسلم في عرضه وأهل بیته فهل سمعتم أحداً من المسلمین یفعل ذلك غیرالشیعة ..؟!!
نعم ، إنهم هم والله أعداء الله واعداء رسوله والطاعنین بأهله وأحب الخلق الیه زوجته وحبیبته عائشة رضي الله عنها.
إننا لو طلبنا العلم حقاً کان علینا أن نتمسك بأهل بیت النبوة من العلماء وأهل الفضل من أمثال عائشة رضي الله عنها لنتلقی منهم العلم الشرعي ونتعلم هدي النبي صلی الله علیه وسلم والحق الذي جاء به فمن أکثر علماً وأوعی لما جاء به وأقرب منه منزله واکثر الناس لدیه حظوة منها رضي الله عنها ؟ إذاً فنحن نفهم من هذه الروایة التي جاءت في صحیح مسلم و نتعلم ما لأهل بیت النبوة من الحق علینا وما یجب علی کل مسلم من محبتهم ومراعاة حقهم واتباع ما بلغوه للامة من العلم النبوي والهدي المحمدي علی صاحبه افضل الصلاة واتم التسلیم
ولا سیما عائشة رضي الله عنها لانها کانت علی درجة کبیرة من العلم والاحاطة بسنة النبي صلی الله علیه وسلم اکثر من غیرها، ومن ذلك نفهم ویفهم الجمیع ان الشیعة حینما تفهم من قوله صلی الله علیه وسلم « عترتي » أن المقصود بذلك هو الامام التقي النقي دون عائشة وحفصة رضي الله عنهما أو ما سواهما من أهل بیت النبوة نعلم قطعاً أنهم في العمایة والضلال المبین فلیس في ذلك أدنی شك أو ریب..!! وأرید هنا أن اضرب لکم هذا المثل لتتضح الصورة اکثر، تصوروا معي لوأن ملکاً قال لرعیته : إن انتم تحبونني ورضیتم سیرتي فیکم وعدلي بینکم فعلیکم أن تتبعوا عترتي وأهل بیتي بعد موتي ..!!! ولکن الناس بعد موته قاموا بإهانه أهله وضربهم وسبَهم وشمتهم ولعنهم ، ثم بعد موته بمائتي سنة نصبوا طفلاً عمره ثماني سنوات إماماً لهم وقالوا له : تعال ایها الامام التقي النقي وعلمنا علم أجدادك وأسرارهم ..؟!! أليس هذا هو الجنون بعینه ..؟؟ أی والله ، ولکن لا ننسی إن کان هذا العمل هو عمل مدینة بأسرها أوأمة بأکملها فلا أظن بعد ذلك أن عملا كهذا سيعد جنوناً من أحد ...!!! ثم إطلعت یوماً علی دلیل آخر مضحك استدلوا به حیث قالوا : إننا اذا أردنا فهم القرآن والسنة فهماً جیداً فلا بد من أخذ ذلك عن أحد من أهل البیت ..؟ لقد رأیت هؤلاء کثیراً ما یرددون هذا القول السخیف فهب أنه لا یمکن ذلك الا عن طریق أهل البیت ، فأین هم أهل البیت هؤلاء..؟ أین هم ..؟ اين أولئك الذین تقولون عنهم ان القرآن الکریم والسنة المطهرة لا یفهم معناها ولا یکشف عن إسرارها إلا بهم فأین هم ؟ لا بد أن نعي جیداً ونعلم في النهایة أن التبصر والتعقل شيء جمیل یحبه کل أحد ....؟!!!.
الإدعاء السابع و السبعون وقوله: قلت : لأن كثير من مشاهير علمائكم المحققين نقحوا
الصحاح ، وخاصة صحيحي مسلم والبخاري ومسلم ، وميزوا بين السقيم والسليم ، والغث
والسمين ، وأعلنوا أن رجال الصحاح وحتى
صحيحي البخاري ومسلم ، كثير منهم وضاعين وجعالين للحديث .
وأنا أنصحكم أن لا تعجلوا ولا تتسرعوا في إصدار الحكم علينا في ما نقوله عنكم ، بل راجعوا
كتب الجرح والتعديل التي كتبها علماؤكم المحققون وطالعوها بدقة وتدبر بعيدا عن التعصب
والمغالاة في شأن أصحاب الصحاح ، سواء البخاري وغيره ، حتى تعرفوا الحقائق .
راجعوا كتاب " اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " للعلامة السيوطي ، و " ميزان
الاعتدال " و " تلخيص المستدرك " للعلامة الذهبي ، و " تذكرة الموضوعات " لابن الجوزي
و" تاريخ بغداد " لأبي بكر الخطيب البغدادي ، وسائر الكتب التي كتبها علماؤكم في علم الرجال
وتعريف الرواة .
راجعوا فيها أحوال : أبي هريرة الكذاب ، وعكرمة الخارجي ، ومحمد بن عبدة السمرقندي ،
ومحمد بن بيان ، وإبراهيم بن مهدي الأبلي ، وبنوس بن أحمد الواسطي ، ومحمد بن خالد
الحبلي ، وأحمد بن محمد اليماني ، وعبد الله بن واقد الحراني ، وأبي داود سليمان بن عمرو ،
وعمران بن حطان ، غيرهم ممن روي عنهم البخاري وأصحاب الصحاح ، حتى تعرفوا آراء
علمائكم ومحققيكم في أولئك ، وهم نسبوهم إلى الوضع والكذب وجعل الأحاديث ، فتنكشف لكم
الحقائق ، ولا تغالوا بعد ذلك في صحة ما نقله البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب الصحاح !
ردنا علينا :
أظن أن المؤلف یطالبنا ویرید منا أن نتبع ما جاء في کتاب ینابیع المودة وشرح نهج البلاغة بدل اتباعنا لما في صحیح البخاري ، وهذا أمر لا غرابة فیه في دینهم
وشرعهم لانهم یعتبرون ابن ابي الحدید هذا وامثاله من الثقات المعتمدین والأئمة المهدیین ، اما البخاري ومسلم فهما عندهم کذابون وضاعون لا یحتج بهم ولا یسمع لقولهم ....؟!!
فواعجبا لما تسمع أذناي وتری عیناي ، وصدق المثل القائل : « أنظر لك موطأ قدم بين أهل القریة قبل أن تسأل عن زعیمها » !!!!.
لقد کتب المؤلف قائمة بأسماء الکذابین والمتهمین والضعفاء الذین روی عنهم إماما الحدیث البخاري و مسلم « بزعمه الکاذب » وجعل اسم الصحابي الجلیل ابوهریرة رضي الله عنه الأول في هذه القائمة...!!
فهل عند هذا الرجل المخذول المرذول شيء من بقیة حیاء أو دین ..؟!! لا والله
إن یظن بزعمه الکاذب ، أننا سوف ندع قول هذا الصحابي الجلیل لقوله، ولو فکرنا قلیلاً ورجعنا بذاکرتنا الی الوراء قلیلا ً فإننا نری أنه لم یسلم من هذا الرجل أحد من اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم ولو کان ذلك هوأبوبکر اوعائشة رضي الله عنهم أجمعین ، فأقول لکم أیها الأراذل : انبحوا ماشئتم ، وانبحوا کما یحلو لکم أن تنبحوا ، ولکن علیکم أن تعلموا أن البخاري سوف یبقی هو البخاري بجلالة قدرة وعلو مکانته ومسلم سوف یبقی هو الامام مسلم ملأ السمع والبصر ، ودعوني أهمس في أذنکم هذا المثل القائل : إن نباح الکلاب لا یضر بالسحاب ..! إن مما یدل علی کذب ما ادعیتموه من الباطل في الامام مسلم رحمه الله هو إن کان لکم أدنی علم فلماذا نقلتم عنه حدیث الثقلین الذي ورد في کتابه ....؟ إن کان هذا الامام لا ینقل الا عن الکذابین والوضاعین ، فلماذا تنقلوا عن هذا الامام ما یوافق هواکم دون اي تردد أوشك ، أما اذا كان قد ذکر في کتابه ما یخالف ذلك فهو عندکم إمام الضلالة وکتابه لم یجمع فیه الا الاباطیل والاکاذیب.؟!
إنکم بإسلوبکم هذا قد فتحتم الباب واسعاً لعبدة الشیطان ان تستدل من القرآن الکریم ما یوافق مذهبهم وباطلهم ، فیثبتوا أن الشیطان کان من عباد الله الصالحین واولیاءه المتقین ولکن بشرط واحد..!! وهو أن نلقي کل آیة وردت في ذمه وبیان کذبه ولعنه وما علیه من الباطل وراء ظهورنا ، وبذلك نجعل من الشیطان مخلوقاً صالحاً مطیعاً محبا لله متبعاً لأمرة متبرئا من کل معبود لا یطیع الله ولا یتقیه ، ألم يقل الله تعالی عنه « وقال إني بريء منکم إني أری مالا ترون إني أخاف الله والله شدید العقاب »
اما آن لكم الاوان ایها الشیعة ان تنیبوا الی الله وتتقونه وتخشون عذابه ....؟ اما آن الأوان لکم لتترکوا هذا الکذب والباطل والبهتان...؟ مات مؤلف هذا الکتاب وها هو مرهون بعمله وما کان یدعیه من الباطل ، فنعوذ بالله من عذابه وحر ناره وإن في هذا لعبرة لهؤلاء الکذبة والمشعوذون من امثاله الأحیاء ، فلیتقوا الله ولینیبوا الیه ولیکفوا عن شعوذتهم وباطلهم وبهتانهم وقولهم علی الله و رسوله و دعاة الاسلام وأئمته الكذب والباطل ...!
والمسألة الثانیة التي أود التنبیه إلیها ومواجهتکم بها وهو لو أنکم علی قدر کبیر من العلم والنباهة والحذاقة والتبحر في العلم ، فلماذا لا تتعبوا انفسکم لخدمة هذا الدین وتجهدوا أنفسکم في تحقیق ما بین یدیکم من هذه الاحادیث الکثیرة التي ملأتم بها کتبکم...؟ لماذا لا تضعوها تحت المجهر لتعرفوا الصحیح من الزائف
والقوي من التالف ؟ هل تعلمون أم تریدون أن نعلمکم یا معشر الشیعة أنكم الی هذه الساعة لم تحققوا أحادیثکم ولم تمیزوا بین صحیحها من ضعیفها ....؟؟! فلو کنت أیها المؤلف المحتال الکذاب علی هذا القدر من العلم والغیرة علی الدین لاجهدت نفسك واتعبتها في تمییز ما بین یدیك من هذه الأحادیث الضعیفة المردودة ولکن صدق فیك قول الشاعر :
طبیب یداوي الناس وهوعلیل...!!
الادعاء الثامن و السبعون وقوله :
هتك حرمة النبي الأكرم (ص) في الصحيحين:
نجد في صحيحي البخاري ومسلم أخبار تخالف الاحتياط والحمية الإسلامية ويأباها كل مؤمن غيور !
منها : ما نقله البخاري في صحيحه ج2 ص 120 ، باب اللهو بالحراب ، ونقله مسلم في صحيحه : ج1 باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد ، عن أبي هريرة عن عائشة ، قالت : وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب في المسجد ، فإما سألت رسول الله ، وإما قال تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه ، خدي على خده ، وهو يقول : دونكم يا بني أرفده ، حتى إذا مللت قال : حسبك ؟! قلت : نعم ، قال : فاذهبي .
بالله عليكم أيها الحاضرون ! أنصفوا ، هل يرضى أحدكم أن ينسب إليه هذه النسبة الفظيعة والعمل المخزي ؟!
إذا قال قائل لجناب الحافظ : بأنا سمعنا أنك حملت زوجتك على ظهرك ، وكان خدها على خدك وجئت في الملأ العام لتنظر إلى جماعة كانوا يلعبون ، ثم كنت تقول لزوجتك : حسبك ؟ وهي تقول لك : نعم ، ثم إن زوجتك كانت تحدث الرجال الأجانب بهذا الموضوع .
بالله عليكم أيها الحاضرون ! هل الحافظ يرضى بذلك ؟! وهل غيرته تسمح لأحد أن يتكلم بهذه الأراجيف ؟! وإذا سمعت هذا الخبر من إنسان ظاهر الصلاح ،ن هل ينبغي لك أن تنقله للآخرين ؟! وإذا نقلته ، ألا يعترض عليك الحافظ ويقول : بأن جاهلا إذا حدثك بخبر كهذا ، ولكن ـ أنت العاقل ـ لماذا تنقله بين الناس ؟! أليس العقلاء يؤيدونه على اعتراضه عليك ؟! فقايسوا هذا الموضوع مع الرواية التي مر ذكرها من صحيحي مسلم والبخاري ، فإن كان الأخير كما تزعمون دقيقا ومحتاطا في النقل ، وكان عارفا وعالما بأصول الحديث ـ على فرض أنه سمع هكذا خبر ـ فهل ينبغي ويحق له أن ينقله في صحيحه ، ويجعله خبرا صادق ومعتبرا ؟! والأعجب ... أن العامة ، ومنهم جناب الحافظ ، يعتقدون أن صحيح البخاري هو أصح الكتب بعد القرآن الحكيم !!
ردنا عليه من عدة وجوه:
الأول :
ما هذه الشفقة التي نزلت علیکم جملة واحدة ..؟ إننا لم نعهد ذلك منکم فأنتم کنتم وما زلتم تسمعوننا وتسمعوا العالم أجمع وتجرحوا کل غیور علی هذا الدین وعلی نبیه الکریم حینما قلتم بحق السیدة الجلیلة عائشة رضي الله عنها تلك الأقوال المنکرة وهي السیدة المبرأة والعفیفة المطهرة .
ثانیاً :
هل آلمکم وأحرق قلوبکم وغاظلکم حب النبي صلی الله علیه وسلم لزوجته
وحبیبته عائشة أم المؤمنین رضي الله عنها ...؟
ثالثاَ :
إننا لم نر لحد هذه الساعة من یفهم الحدیث ویستنبط منه الاحکام کما فهمته أنت لم نرذلك حتی من أولئك الذین غرهم بهرج الغرب وحضارة الغرب ومدنیة الغرب نعم إنهم بالرغم من تأثرهم الکبیر بتلك الحضارة وما وجدوه فیها من الحریات المزعومة للرجل والمرأة علی السواء لم نر أن أحداً منهم استدل بهذا الحدیث علی جواز أخذ الرجل بید زوجته هنا وهناك والمشارکة في النزهات والحفلات وما الی ذلك من الاوهام والتصورات التي لا تعیش الا في رأس قائلها ، إنهم وإن کانت لدیهم تلك القلوب المریضة والنفوس الضعیفة ولکنهم لم یفهموا من الحدیث الا أنه صلی الله علیه وسلم لم یترك زوجته وحبیبته رضي الله عنها أن یراها الناس فسمح لها بأن تطل برأسها وتنظر الی الحبشة وهم یلعبون لعبة الحراب التي کانت مشهورة آنذاك بینهم ...!!! انا علی یقین تام ان کل واحد یعرف معنی هذا الحدیث حتی ذلك الغربي البائس ، أما أنت فتقول بکل وقاحة وقلة أدب : أنه صلی الله علیه وسلم أرکب زوجته علی منکبیه ثم وقف بالقرب من الاحباش وهم یلعبون ...؟!!
لا زلنا وجمیع المسلمین وأنت تعلم ذلك جیدا ان النساء قد تنظر إحداهن في بعض الاحیان من احدی زوایا بیتها المطلة علی الشارع دون أن یراها أحد أو یطلع علی مکانها مخلوق ، فهل تتکر ذلك أیضاً أم أنك تجهله....؟!!.
الادعاء التاسع والسبعون وقوله : . فإذا لم تعتمدوا إلا على صحيح البخاري ، فأعلنوا بأن صحيح البخاري وحده صحيح ، وسائر الصحاح غير مقبولة لدينا لعدم صحتها ، وأن أهل السنة والجماعة مستندة إلى ما جاء في صحيح البخاري فحسب ! وإذا كنتم تعتقدون غير هذا ، وتعتمدون على الصحاح الستة فيجب أن تقبلوا الأخبار والروايات المنقولة فيها حتى إذا لم ينقلها البخاري لسبب ما .
ردنا عليه :
نحن نعلم وندرك جیداً ان الامام البخاري رحمه الله لم یستوعب في کتابه جمیع الاحادیث الصحیحة ، بل ولم یستوعب ذلك أحد في کتابه من أئمة المسلمین کما لم یدعي ذلك أحد لنفسه ، ولم یکن في ذلك عیباً أو تنقیصاً لأحد منهم یرحمهم الله تعالی أجمعین ، وأنا علی یقین تام إنکم کذلك لم تجمعوا تلك الاحادیث الصحیحة في کتاب من کتبکم ، فلم الانکار ولم تکن ثمت مشکلة تذکر..؟!!.
الادعاء الثمانون وقوله : وإن من دلائلنا المحكمة في التوسل بأهل البيت (ع) الحديث النبوي الشريف : " مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك " وهو حديث معتبر صحيح متفق ومجمع عليه ، وكما يخطر الآن ببالي ، أن أكثر من مائة من كبار علمائكم ومحدثيكم ، أثبتوا هذا الحديث في كتبهم منهم : مسلم بن الحجاج في صحيحه. أحمد بن حنبل في مسنده : 3/14 و17 و26 . الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء : 4/306 . ابن عبد البر في الاستيعاب . الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : 12/91 . محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : . ابن الأثير الجزري في : النهاية : مادة (زخ) . سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : 323 . ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : 8 . السمهودي في تاريخ المدينة . السيد مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار : 105 . الامام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب ، في آية المودة . السيوطي في الدرالمنثور ، في تفسير ( وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُم)ْ. الثعلبي في تفسيره كشف البيان . الطبراني في الأوسط . الحاكم في المستدرك : 3/150 وج2/343 . سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع والسادس والخمسون . الهمداني في مودة القربى / المودة الثانية والثانية عشرة . ابن حجر في الصواعق المحرقة : 234 . الطبري في تفسيره وتاريخه . الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، باب 100. وذكر غير هؤلاء من أعاظم علمائكم بأسانيدهم وطرقهم أن النبي (ص) قال : مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ، أو : غرق ، أو : هوى ، والعبارات شتى ولعل النبي (ص) قاله كرارا وبعبارات شتى . وقد أشار الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى صحة هذا الحديث الشريف في أبيات له نقلها العلامة العجيلي في ( ذخيرة المآل) :
رضـيت عـليا لـي إمـاما ونسله وأنـت مـن الباقين في أوسع الحل
فلا يخفى على من أمعن ونظر في هذه الأبيات لعرف تصريح الشافعي وهو إمام أهل السنة والجماعة ، بأن آل محمد (ص) ومن تمسك بهم هم الفرقة الناجية وغيرهم هالكون ، وفي وادي الضلالة تائهون !!
ردنا عليه :
نعم أنه یسوي بین هؤلاء الجهلة المشعوذون وبین إمامي السنة احمد ومسلم علیهم الرحمة والرضوان ..!! ولکن یجب أن یعلم إن هذا الحدیث لم یرد في صحیح مسلم وهو کذب وزور لا یخفی علی أحد ، وهذا الفعل وحده کافٍ لأن نرد ما بید الشیعة من أقوال والا نعتمد علیهم أبداً وقد جاء في معجم الطبراني الکبیر « إن هذا الحدیث عند کبار علماء الحدیث یعتبر حدیثاً واهنا لا أساس له ، کما قال الامام الهیثمي في « مجمع الزوائد» ان سند هذا الحدیث فیه عدة أفراد مجهولین ...!!! ومع ذلك تری أن المؤلف یقول کاذباً : ان علماء أهل السنة قالوا: إن هذا الحدیث صحیح ..؟!! لماذا کل هذا الکذب ..؟ ما الذي یجبره علی قول هذا الکذب ..؟ ولکن لم العجب والاستغراب وإن الکذب لدی المؤلف أسهل علیه من شرب جرعة ماء..!! وها أنا ذا اقولها مرة أخری: ان وجود الحدیث في کتب أهل السنة إلا ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم لا یعني ذلك الحکم بصحته ، فإننا لا نعتمد علیه ولا نستدل به حتی نعرف صحته وثبوته .ثم یذکر المؤلف بیتاً نسبه الی الامام الشافعي رحمه الله حیث جاء فیه :
رضيت عليّاً لي إماماً ونسله وأنت من الباقین في أوسع الحلّ
قلت : أنظروا ... هذا هو إمامنا الشافعي رحمه الله .... الإمام العالم العامل وهو یعلنها أمام الجمیع ویقولها بکل صدق وإخلاص ، فهذه هي المحبة الحقیقة لا محبتکم أنتم لعلي وأهل بیته ..!! نراك ایها المؤلف وأنت تستدل بقول هذا الامام السني بالرغم من عداوتك له ولجمیع أهل السنة ، ولکن شتان ما بین محبة و محبة ، محبة قامت علی الحق ودامت به ، ومحبة قامت علی الباطل ، وما قام علی الباطل فهو زائلٌ لا محاله... فانتظروا إنا معکم منتظرون .
الادعاء الحادي والثمانون وقوله: قلت : كما ورد في كتبكم المعتبرة : أن الفاروق كان في الشدائد يتوسل إلى الله سبحانه بأهل بيت النبي وعترته الطاهرة ، وقد تكرر منه هذا العمل في أيام خلافته عدة مرات ، ولكني أشير إلى اثنين منها حسب اقتضاء المجلس :
1ـ نقل ابن حجر في كتابه الصواعق بعد الآية : 14 ، في المقصد الخامس ، أواسط الصفحة : 106 ، قال : وأخرج البخاري أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس وقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد (ص) إذا قحطنا فتسقينا ، وإنا كنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون......................الى أن يقول : فهذا عمل الخليفة ، يتوسل ويتقرب بعم النبي (ص) إلى الله سبحانه ، وما اعترض عليه أحد من الصحابة ، ولا يعترض اليوم أحد منكم على عمله ، بل تحسبون أعماله حجة فتقتدون به ، ولكنكم تعارضون الشيعة لتوسلهم بآل محمد (ص) وعترته وتنسبون عملهم إلى الكفر والشرك والعياذ بالله !! فإذا كان التوسل بآل محمد (ص) والاستشفاع بعترته الهادية عند الله عز وجل شرك ، فحسب رواياتكم فإن الخليفة الفاروق يكون مشركا كافرا ، وإذا تدفعون عنه الشرك والكفر ، ولا تقبلون نسبته إليه ، بل تصححون عمله وتدعون المسلمين إلى الاقتداء به ، فعمل الشيعة وتوسلهم بآل محمد (ص) أيضا ليس بشرك ، بل حسن صحيح .
ردنا عليه : قلت: إن الحقد والبغض لأهل السنة قد أعمی بصرهذا الرجل ، فهو لم یعد یری أو یهتدي الی الصراط السوي سبيلا يسلكه ویسیر علیه ، فأخذ یتشبث بکل قشة وجدها أمامه أو وقعت تحت یده ، فبدأ ینقل أدلته ونصوصه من الکتب التي تعتبر عندنا في الدرجة الرابعة ، وترك الأخذ والنقل والاستدلال من کتبنا المعتمدة والتي لها الدرجة الأولی في الحجیة والاستدلال ، فجمع وأخذ من کتاب ابن حجر المکي الصوفي والذي جمع فیه الغث والسمین والصحیح والضعیف وأقصد بذلك کتابه
« الصواعق المحرقة » أعتمد علیه المؤلف ونقل منه وکأنه من الکتب المعتمدة عندنا والأمر خلاف ذلك ...!! ومن الطریف في الأمر أن ابن حجر المکي هذا حینما ألف کتابه هذا فإنما ألفه للرد علی الشیعة وأمثالهم فکان کتابه شدید الوطأة علیهم کثیر التشمت فیهم ، فقامت الشیعة بنقل بعض أقواله دون بعض واستفادوا من ذلك غایة الاستفادة فکان ذلك انتقاماً منه لهم ، إذ ان ابن حجر المکي لم یلتزم بذکر الصحیح في کتابه فأدی ذلك الی فقد القیمة العلمیة لهذا الکتاب ، فعندما أورد في کتابه قصة استسقاء عمر بعم النبي العباس رضي الله عنه فرح الشیعة لذلك واسبشروا فطبلوا وزمروا ولم تعد ثیابهم تسعهم من الفرح والسرور لأنهم وجدوا لهم في طریق الضلالة رفیقاً ولباطلهم دلیلاً فاستدلوا بذلك علی جواز الذهاب لزیارة قبر الرضا وطلب منه کل ما یتمنونه من سعة الرزق والبیت والزوجه والسيارة وانزال المطر وما الی
ذلك..!
وهذا بطبیعة الحال قیاس باطل لا أصل له من الصحة ، فلو کان الذهاب الی القبر جائزا والتوسل به مشروعا لکان الذهاب الی قبر الرسول صلی الله علیه وسلم أولی ، فقد کان قبره صلی الله علیه وسلم في المدینة وکان باستطاعة کل أحد الذهاب الی هناك ولکن بالرغم من ذلك فإن عمر لم یفعل ذلك لعلمه بعدم جوازه فطلب من عم النبي العباس أن یستسقي لهم لانه حيّ وقادر علی الصلاة والدعاء
والاستسقاء..!! والاستسقاء کما یعلم ذلك کل مسلم من مستلزماته الدعاء والتضرع والخشوع والتوسل الی الله تعالی وطلب مغفرته ورضاه ورحمته فکان هذا الشیخ صاحب تلك اللحیة البیضاء الکثة أولی وأنسب لهذه المهمة ولا سیما
وهو عم النبي صلی الله علیه وسلم ، عمر رضي الله عنه ذلك الخلیفة الذي کان تحت سلطتة وحکمه نصف العالم يقدم العباس رضي الله عنه للصلاة بدلا عنه ...!
وذلك منه دلیل واضح علی تواضعه الجم واحترامه الکبیر لحرمة الرسول الله صلی الله علیه وسلم ..؟!!. ثم إننا نقول : إن التوسل بدعاء الحي جائز بل هو الأفضل
ونری ان ذلك یکون له اکبر الأثر في الاستجابة لدعاء الداعین کذلك .
قال صلی الله علیه وسلم : « هل تنصرون أو ترزقون إلا بضعفاءکم »..؟ اين هذا من الذهاب الی القبر والتوسل به ..؟!!
ان قیاسکم ایها الشیعة قیاس باطل ، فإن مثلکم کمثل الذي یعتبر أن عابد الصنم والساجد له کالعابد لله والساجد له ...!!
فکیف یسوی بین هذا الکفر الواضح والشرك الفاضح ، وبین السجود لله تعالی ؟ ألا تدرکون أیها الشیعة ماهو الفرق بین الحي والمیت ، أم أنکم لم تعودوا تمیزوا بین سواد اللیل وبياض النهار ...؟!!.
الإدعاء الثاني والثمانون وقوله: وعلى هذا يجب أن تستغفروا ربكم من هذه الافتراءات والاتهامات التي تنسبونها لشيعة آل محمد (ص) وتكفرونهم وتقولون إنهم مشركون . ويجب عليكم أن تنبهوا جميع أتباعكم وعوامكم الجاهلين على أنكم مخطئين في اعتقادكم بالنسبة للشيعة ، فهم ليسوا بمشركين ، بل هم مؤمنون وموحدون ..........ثم يقول : ولن تجدوا في كتبنا الاعتقادية والكتب الجامعة للزيارات والأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أكثر مما ذكرت .
ردنا عليه:
هذا من كیدك وخداعك فمثلك مثل المرأة الزانیة التي بالغت في ارتداء الحجاب
وستر نفسها خشیة أن یفتضح أمرها ، فإن رآها أحد في وضع غیر لائق یرتاب المرأ منه ، رجع الی نفسه وقال : لا یمکن ان أسيء الظن بها فهي محجبة مستورة !! فحسبنا الله ونعم الوکیل إنکم بعملکم هذا وفعلکم قصمتم ظهر الملة وشوهتم صورة الاسلام ونسبتم الیه ما لا ینبغي لمسلم ان ینسبه لنفسه ، فقد سعی هذا الرجل الی تبرأة الشیعة مما هم فیه من الکفر والشرك الصریح ، فراح یأتي بالدلائل تلوالدلائل من کتاب المجلسي والقمي ، وقد فاته أننا نستطیع ان نثبت له من کتب هذین الشیخین ما یدحض حجته ویبطل قوله ، وها هو المجلسي نفسه یقول في کتابه ( بحار الانوار ) کلمة لو مزجت بماء البحر لأفسدته...!!
فاقرؤا هذه العبارة التي جاءت في کتابه:
« متعوذاً بك من نار استحققنها بما جنیت علی نفسي »...!! ولکننا نجد ان الشیعة یؤولون هذا الکلام فیقولون: إن قصد الزائر للضریح هنا هو : ان یشفع له عند الله لینجیه من النار...!! وبینما نری وبقلیل من التمعن في هذا القول کذب ما ذهبوا الیه من هذا التأویل الفاسد لأنه یکذبهم ویرد علیهم ، فالزائر حینما یتوجه بهذا الدعاء والتضرع الی صاحب القبر والضریح ، إنما یطلب ذلك مباشرة ولیس لله تعالی مکان أو قصد یذکر في هذا الدعاء ، فإلیك یا صاحب القبر نتوجه وبك نتوسل ومنك نطلب قضاء الحاجات
وکشف الکربات ونتعوذ بك من النار ، اذا فکل شيء یراد تحقيقه فهو من الامام والله تعالی منهم بريء - تعالی الله عما یقول الجاهلون علوا کبیر - ًولا زلت أذکر تلك الجملة التي قرأتها في کتاب ( مفاتیح الجنان ) للقمي حیث یقول : « یا علي یا محمد یا محمد یا علي اکفیاني وأنتما لي کافیان » ...؟!! سبحان الله هل یقول ذلك مسلم یعلم أن له رباً حامیه وناصره ...؟ إني لازلت اذکر جیداً حینما کنت شیعیاً فکلما أصل الی هذه العبارة تجاوزتها دون قراءة واکتفي بقراءة هذه الأدعیة : حسبي الله ، حسبي الرازق من المرزوقین ، حسبي الخالق من المخلوقین
یا لیت ما بین یدي الآن من کتب السنة کانت في متناول یدي آنذاك لاستطعت أن أمیز بین صحیح الحدیث من ضعیفة ....؟!!! سبحان الله ، ما أعظم فضلك یارب
وما أجزل منتك علي ، اللهم لك الحمد کله ولك الفضل کله والیك یرجع الأمر کله لا نحصي ثناءاً علیك أنت کما أثنیت به علی نفسك .
الإدعاء الثالث والثمانون وقوله : ولا شك أن وزر هذه الجنايات والفجائع هي في ذمتكم أيضا وأنتم العلماء مسؤولون عنها وتحاسبون عليها أكثر من الجاهلين !
هل سمعتم إلى الآن ، أن شيعيا التقى بأحد أهل السنة فقتله قربة إلى الله ؟!
لا ، ولن يقدم شيعي حتى العامي منهم على مثلها أبدا ، لأن علماءنا ومبلغينا قد أفهموا أتباعهم إن أهل السنة والجماعة هم إخواننا في الدين فلا يجوز أذاهم . فكيف بقتلهم ونهب أموالهم ؟! نعم نبين لأتباعنا ، الاختلافات المذهبية بيننا وبينكم، ولكن نقول لهم أيضا : بأنها رغم خلافنا مع العامة في بعض المسائل ، فهم إخواننا في الدين ، فلا يجوز لنا أن نعاديهم ونبغضهم .
ردنا عليه :
مما لا شك فیه إن المساعدة والخدمة التي قدمها الشیعة لأعداء الله و رسوله
ودینه من المغول والتتار کانت هي السبب الأول التي جلبت الیهم کل هذا العار
وأوغرت صدور المسلمین علیهم فلا یسمع مسلم بهم الا وفار الدم في عروقه فاستشاط غضباً علیهم وعلی تلك المؤامرة القذرة التي قاموا بها ضد البشریة کلها وخاصة منهم المسلمین وبلادهم ..؟!!!
هاأنتم تتبجحون بهذا الکلام وتقولون هذا الأفك وکأنکم حینما أقمت للشیعة دولة
وسلطة في أیران لم تقوموا بأخراج أهل السنة منها ولم تشردوهم من ديارهم
وتسومونهم سوء العذاب ..؟! بدل الکیل کیلان ، هل نسیتم ذلك کله...؟ هل تراکم تنکروه ..؟ أم تنکروا قتلکم للشیخ مفتي زاده يرحمه اله تعالى ..؟! وقتلکم لضیائي كذلك والكثير الكثير ممن تطول القائمة بذكرهم ..؟!!
ان السلطان سلیم حینما قام بقتل الشیعة آنذاك ، کان الشاه اسماعیل الصفوي یشعل نار الفتنة في ایران حیث قام بتصفیة عشرات الآلاف من الناس الأبریاء ، بل وقد تجاوز ذلك کله الی هتك الأعراض وانتهاك الحرمات وفعل بأهل السنة ما فعل ، إنك والله ما أنصفت في قولك وما عدلت في حکمك أیها المؤلف ، لانك لم تعرج ولم تذکر تلك الفجائع العظیمة والمصائب الجسیمة الأليمة التي اقترفها الصفویون اولئك الطغاة الظلمة الفجرة ولکن الله لکم بالمرصاد فماذا أنتم فاعلون ...؟!!..
الإدعاء الرابع والثمانون وقوله: اتباع أحد المذاهب الأربعة عمل باطل لا دليل عليه ..!!!
هل لكم أن تذكروا لنا حديثا واحدا عن النبي (ص) بأنه قال : خذوا أحكام ديني من أبي حنيفة أو مالك أو أحمد بن حنبل أو الشافعي ..؟؟ ثم يضيف قائلا : ولكن الناس مضطرين أو مجبرين على اتباع أحد المذاهب الأربعة ، ثم أشار الى تلك الحادثة التي جرت له في الأردن حينما أراد الصلاة في أحد مساجد أهل السنة هناك فيدعي ويزعم : أن الإمام قام بتحريض المصلين على إخراج المؤلف من المسجد ...؟؟ !!!!.
ردنا عليه :
ذکر المؤلف متسائلا ً، هل الناس بحاجة ماسة وضرورة ملحة الی تقلید أو اتباع مذهب بعینه من هذه المذاهب الأربعة أم لا ..؟. ثم أشار الی قصة حصلت له في الاردن حینما صلی في أحد المساجد هناك ، فأمر إمام المسجد هناك وحرض الناس علی إخراجه من المسجد ..!! قلت: لا لسنا مضطرین الی اتباع أو تقلید أحد المذاهب فیمکنك أن تکون ممن يقف على هذه المسألة أو تلك من مضانها ومصادرها ، لتکن من أهل الحدیث أي ان تکون سلفیاً ، الا إنکم وکما رأیناکم لا یحلو لکم هذا الکلام فکنتم دائماً الظهیر الدائم لهذه المذاهب الأربعة لتقفوا بوجه من یدعوکم الی اتباع القرآن والسنة والأخذ من جمیع المذاهب دون التقلید لمذهب معین فأین قول الأئمة ( إذا صح الحدیث فهو مذهبي ) ولکنکم آثرتم الوقوف مع هذه المذاهب ضد من اسمیتموهم ( بالوهابیة) فهي کلمه من صنعکم وابتکاركم ، ثم عندما رأیتمونا أصبحنا من أهل السنة والجماعة القیتم بنا خارج البلد فما بالك بالمسجد ..؟!!
إنکم والحق أقول : لو استطعتم أن تزهقوا أنفسنا لتخرجونا من هذه الدنیا کلها لتریحونا منها لفعلتم ذلك دون أي تردد أو تأخیر ، فعلیك ان تحمدالله وتشکره أن الاردنیین قد عاملوك بهذه المعاملة اللطیفة ، فلا حاجة لأن تتظلم وتشتکي منهم أيها الحيق الرقطاء ....؟!! وما فعل بك فهو من قبيل : الجود من الموجود ..!!
الإعاء التسعون وقوله: نحن لا نصلي الى القبور
ردنا عليه :
هذا کذب لا یخفی على أحد فهذا شیخکم وإمامکم المجلسي قد نقل في کتابه
« بحار الأنوار » عن الامام الصادق ( باب وجوب زیارة قبر الحسین )
قال الصادق : ( إذا أراد الزائر أن یصلي یجعل القبر قبلة ..!!! ) وکتب کذلك في باب ( الزیارة المطلقة ) بعد أن نقل مثل هذه الجمل التي تدل علی الکفر الصریح :
« بکم فتح الله وبكم يختم الله وبكم يمحو الله وبکم یثبت ....... ثم قال : اجعل قبر الامام قبلة وصلّ ..!!! ) قلت : قولك : أن یکون القبر بینك وبين القبلة هذه شرك أیضاً وکفر لاریب فیه .
الإدعاء الحادي والتسعون وقوله : تقبيل قبور الأئمة وأضرحتهم ليس شركا .
ردنا عليه :
إن الاستغاثة بهم وطلب العون منهم والإستعانة واللجوء والسؤال والطواف بقبورهم وما الی ذلك من الاعمال التي تقومون بها کل ذلك شرك ، والبناء علیها
ونصب القبب علیها من البدع المنکرة ، وقد جاءت الاحادیث الصریحة والأدلة الصحیحة علی النهي والتحذیر من فعل ذلك ، اما أن تکون هذه القبة هي القبلة لکل زائر فتلك بدعة أقبح وأشنع لا یرتضیها دین ولا شرع .
الإدعاء الثاني والتسعون وقوله:
ردنا عليه :
دعني أقول لك قبل كل شيء : إن محبتنا واحترامنا لأحد لا تدعونا أو تجیز لنا أن نتجاوز الحد الشرعي المسموح به ، ولا أن نفرط في ذلك حتی یصل بنا الأمر في نهایة المطاف الی عبادته والسجود له...؟!!! فالرجل لا یجوز له أن یقول : إنما شربت دم زوجتي من فرط محبتي لها ولا یسمح له بذلك ...؟؟! کما لا یسمح للأم أن تدعي : إنها إنما أکلت لحم ولدها من شدة وفرط محبتها له ....!! إذاً لا نجعل كذلك من محبة أهل البیت رضي الله عنهم سبباً أو حجة لأحدٍ أن یسجد الیهم أو الی قبر واحدٍ منهم ، وأما ما ذکره المؤلف في کتابه من جواز ذلك محتجاً بسجود أخوة یوسف لأخیهم وأن ذلك دلیل علی أن هذا الفعل لا یکون شركا ، ً فدعني أقول لك : لقد جئت بما لم تأت به الأوائل ، ولقد أدهشتنا بهذه الحجج القویة والقنابل الشیرازیة ...!!! فالتهنأ الشیعة بالا ، ولتنم قریرة العین بملأ جفینها لأن فیها إمام همام وعالم فطحل مثلك ..؟!! إنك تقول : إن أخوة یوسف ( ..............)
قلت : ان هذا الرجل المحتال لم یکف عن أسلوبه السمج هذا ، فأقول وبالله التوفیق
أولاً :
قال الله تعالی : « والنجم والشجر یسجدان » الرحمن .
فهل رأی أحد منکم الشجر وهو یحني جذعه ویرفعه ؟ من یری منکم ذلك فعلیه أن یخبر هذا المدعي الکذاب فلعله سيطیر فرحاً وسروراً لانه قد يجد لهذه الآیة دلیلاً وتفسيرا موافقا لما یعتقده ويظنه .....! لا يعلم هذا الجاهل المركب أن السجدة هنا بمعني الطاعة والخضوع ...؟!
ثانیاً : ثم لیعلم ان لکل دین شریعة ومنهجا یؤمنون به ویعملون بمقتضاه ، فقبلة الیهود کانت الى بیت المقدس ، فلو ان یهودیاً صلی الی الکعبة أنذاك لکان هذا العمل منه کفراً وضلالاً ، ولا يحق له أن یحتج بفعله ذاك ویقول : ان هذه القبلة هي قبلة ابینا ابراهیم وقد صلی اليها ؟!! وکذلك الحال في دیننا ، فلو أن مسلماً توجه في صلاته الی بیت المقدس لکفر ولا یحق له فعل ذلك او یقبل منه قوله:
إنما فعلت ذلك لان موسی وعیسی علیهما الصلاة والسلام قد صلا الیها فلذلك أنا أصلي الیها...!! وبهذا یعلم أن لکل دین شریعته وطریقته ومناسکه التي حددها
وبینها له کتابه المنزل ونبیه المرسل ، فما کان جائزا لأخوة یوسف عمله وفعله لا یجوز ذلك في دیننا وشرعنا ، قال تعالی : « لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهنّ إن کنتم إیاه تعبدون » فصلت / 37 .
ثم هل سجد نبینا ورسولنا الکریم صلی الله علیه وسلم لأحد من البشر ...؟
هل فعل بنفسه أو أمر أحداً من أمته بفعل ذلك...؟ إنکم بالرغم من کذبکم وزیفکم وبهتانکم لم نر أن هناك نصاً نعلمه في مذهبکم أو قولاً صریحاً نقله أئمتکم عن رسول الله صلی الله علیه وسلم یأمر أحداً بمثل هذا العمل المنکر الشنیع ..؟؟! فدع عنك هذا التزویق والبهرج الزائف فلا ینفعك هذا التلاعب بالألفاظ والتنميق في العبارات ..؟!!!.
ثم یقول : بما أن الروح تبقی بعد فناء الاجساد فهذا دلیل علی جواز طلب الحاجة منه..!!
ثم یدعي هذا الجاني علی نفسه الظالم لها : (......................................)
قلت : ما أتفه کلامك ، وما أضعف حجتك ، إن مثل هذا القول الهزیل والحجة الداحضة لا تسطیع أن ترفع بها رأساً أو تجعل من الباطل حقاً ، فهلا إذ جعلت علة الإرزاق سبباً لأثبات أفواه تأکل فقل کذلك بکل جرأة ووقاحة وأثبت لهم الأذان السامعة والألسن الناطقة و الأعضاءاً لتناسلیة التي تقوم بأداء واجبها أحسن
قیام ......؟!!
إن کان الأمر علی ما تقول وأنهم أحیاء في هذه الدنیا ، فلماذا إذاً یا تری تنکح نساؤهم ویمکنّ الرجال من أنفسهن أمام ناظر ومسمع هؤلاء الشهداء ؟ یقول الحق تبارك و تعالی « بل أحیاء عند ربهم یرزقون » فجئت أنت لتحییهم من قبرهم بعد موتهم فأجلستهم ونصبت لهم مائدة فیها کل ما تشتهیه نفسك ، فهل ترید منا أن نفهم آیات الله وکلامه الحمید بهذه الطريقة والفهم السقيم ..؟ هل تبین لك الآن أین خطأك وموطن هلاكك ؟ وهل علمت کیف أنك دعوت علی نفسك بدل أن تدعوا لها؟ إنهم إذاً أحیاء عند ربهم یرزقون أیها الغافل الجاهل ، فهل سمعت أذنك قول الحق تبارك وتعالی « عند ربهم » ولیسوا في هذه الحیاة الدنیا ...؟!!!! هل قرأت هذه الآیة وقرأت كذلك « کل نفس ذائقة الموت » آل عمران / 158.
فما الذي جعلك تستثني الشهید من هذه الآیة ..؟ اما رأیت هذه الآیة من کتاب الله تعالی « إنك ميت وانهم میتون » الزمر / 30
فکیف جعلت للشهید درجة أعلی من الرسول صلی الله علیه وسلم وأرفع ..؟
إقرأ قول الله تعالی « والذین تدعون من دونه لا یملکون من قطمیر إن تدعوهم لا یسمعوا دعاءکم ولو سمعوا ما استجابوا لکم ویوم القیامة یکفرون بشرکكم ولا بنبئك مثل خبیر » فاطر / 13 – 14
فانتظروا إذاً ایها المشرکون یوماً يتبرأ فیه عليّ والحسین من شرکكم وکفرکم
ولتعلموا عندئذ عظیم خسرانکم إذ کنتم تقولون علی الله غير الحق وکنتم بآیاته تستهزؤون ، فیا ویلکم ثم یاویلکم من عذاب الله ...؟!!
الادعاء الثالث والتسعون وقوله:
ردنا عليه :
لم یدع المؤلف عادته فهو في کل مرة اذا اراد الاستدلال والاستشهاد علی ما یقول تراه بدل أن یأتي علی ذلك الأمر بالأدلة من القرآن والسنة کشاهدي صدق وعدل علی ما یقول ، فإنه یلجأ في ذلك الی أقوال ابن ابي الحدید ومحمد عبده حیث أنهم یرون أن الروح لا تموت وهي باقیة في هذه الحیاة الدنیا...!!! ثم ذکر دلیلاً آخر علی ما یقول ولکنه هذه المرة أخذ دلیله من کتاب
( زیارة الحسین ) وهو قولهم عند زیارة الامام الحسین حیث یقرأ ذلك عند قبره « ایها الحسین أشهد أنك تسمع کلامي وتجیب ..... ».
قلت: ان قولکم « تشهد » کلمة لا یخفی معناها علی کل أحد فأنتم تقرون وتشهدون بأن حسیناً رضي الله عنه سمیع بصیر قریب مجیب علیم خبیر ، وهذا وربي هو الشرك بعينه الردة بعينها ولا نعرف للكفر أوشرك والردة معنى آخرغیره كما إن قولكم هذا هو الذي جعل الحسین عندکم رباً یعبد من دون الله تعالی ، والا کیف استطاع الحسین ان یسمع ویجیب ویری مقام الزائرین له ..؟ اللائذین بجنابه، الداعین له ...؟ السائلین رضاه وقربه ...؟ وهم ملایین الناس في شتی أرجاء المعمورة فسواء الزائر له أو القاري لهذه الزیارة الکل عند الحسین سواء ...؟!!
ولیس هذا فحسب بل إن الحسین یسمع الجمیع وإن سألوه علی صعید واحد
وبلغات وألسنة شتي ...!! فلا فرق لدیه رضي الله عنه أن یدعی ویسأل مثلاً بالعربیة اوالانجلیزیة أوالصینیة، وهو رضي الله عنه لا یتأخر عن اجابتهم
وتحقیق ما أملوه منه ، نعم لا یتأخر أو یتباطأ رضي الله عنه في ذلك ، کیف لا وإن ذلك لمن أهون ما يكون لديه ....؟؟! ولكنه رضي الله عنه لم یستطع أو يتمکن من أن یدفع عن نفسه الأذى وهو حي...!! نعم وهو حي أيها المسلمون ...؟!! اقول: لم یستطع أن یدفع أذی شمر بن ذي الجوشن حینما حزّ رأسه الشریف ........؟!!!
فهل هذا الحسین حقاً الذي جعلتموه لکم إلها .......؟؟! فأنتم به تشرکون وللخالق جل جلاله تحادون وبهذا الکفر تجاهرون...؟!
الإدعاء الرابع التسعون وقوله: إن أهل السنة يحبون يزيدا ويعتبرونه أميرا للمؤمنين .
ردنا عليه :
هذا خطأ، وقول لا صحة له...؟! قال شیخ الاسلام ابن تیمیة في یزید هذا:
« لا نحبه » ومعظم أقوال أهل السنة علی هذا القول وأعني بذلك أقوال من یعتبرهم الشیعة « وهابیین » فإن کان هناك قول خلاف ما ذکرت فهو کلام وقول مرجوح لا وزن له وهو خلاف القول الراجح .
ان أهل السنة یرون أن حسینآً رضي الله عنه هو سید شباب أهل الجنة ، اما هذا الدعي فهو جعل من نفسه اللسان الناطق لأهل السنة والجماعة فهو یهرف بما لا یعرف ویقول عنهم الباطل ویقولهم مالا یقولون..!!
هل حقاً ما تقول .....؟ أهل السنة لم یکرهوا یزیداً أو یبغضوه لانه قتل حسیناً إنهم یرون في قتله رضي الله عنه مصیبة عظیمة ونکبة ألیمة حلت بالأمة.. لا أدري کیف أصدقك أوأجمع وأوفق بین تناقضاتك الكثيرة ..؟ ان ما یقوله أهل السنة
ویؤکدون علیه أن یزیداً لم تکن له ید في قتل الحسین ، کما أنه عندما عرف بذلك لم یرضی به والسلام .
فتسیمتك لهذا الباب وعنونتك له خطأ ومغالطة وكذب لا نرتضیه بل نرده ، فلیس في أهل السنة من یقف في صف مع من ظلمهم ، ولیس بیننا من یبغضهم بل إنهم یرون حبهم واحترامهم ومعرفة مکانتهم في الدین وحتی الذي ترونه یحب یزیداً فهو یحب حسیناً قبل ذلك واکثر ، فأما الذین ذکرتهم فهم أقلیة لا عبرة فیها أما الغالبیة الغالبة من أهل السنة والجماعة فهم لا یرون محبة یزید أو مودته والحمدالله .
الإدعاء الخامس والتسعون وقوله: (وهل أنتم بعد في شك وتردد في كفر معاوية ويزيد ؟! ) بدأ المؤلف کلامه بهذه الجملة « یزید کافر » ثم أردف کلامه هذه بذکر الادلة علی ذلك من کتاب سبط بن الجوزي ( فمما يثير العجب ويبعث الأسف في النفس ، أن معاوية وابنه يزيد مع كثرة الدلائل والشواهد على كفرهما وإنكارهما للدين والوحي ، تعدونها مؤمنين ، بل تلقبونها بأمير المؤمنين أي تحسبون خلافتهما شرعية ، وتدافعون عنهما باليد واللسان ، بل بالمال والنفس وإن كان بعض أعلامكم وافقونا في كفر معاوية وابنه وكتبوا في ذلك مثل ابن الجوزي وقد ألف كتاب الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد )
ردنا عليه :
قلت : قد اعطينا للقاري نبذة یسیرة في تعریف هذه الشخص سبط بن الجوزي
وبینا هناك ان هذا الرجل شیعي محترق فنحن لا نری کفر یزید ولا نکفره، لأن القتل وهذه الجنایة لا تجعل من المسلم کافرا ولا هذه الجنایة من الاسباب التي تنقل من ملة الاسلام الی ملة الکفر کما إننا لا نری ولا نصدق هذه الاکاذیب التي أفتریتموها علی یزید ولا نعتمد علیها ولا نبني علیها حکماً...!!
بل کیف نعتمد علی قول من یری أن الکذب مباحاً فاتخذه له عادة وخلقا..؟!! کیف نصدق قوماً افتروا الکذب علی أبي بکر رضي الله عنه واتهموه بشرب الخمر و قوله الشعر في إنکار القیامة..؟ کیف نصدق مثل هؤلاء القوم ام کیف نعتمد علیهم في تکفیر مسلم...؟!! إنا لا نقول شیئاً سوی قولنا: ألا لعنة الله علی الکاذبین .
الإدعاء السادس والتسعون وقوله : أجاز علماء أهل السنة لعن يزيد ،ثم يضيف قائلا : إن الغزالي يثني على يزيد خيرا بينما الإمام أحمد يلعنه ...!! .
ردنا عليه :
لو قلنا جدلاً ان الامام أحمد رحمه الله کان یری لعن یزید و کان هو یفعله و یقوله، ذلك زعمك وادعاؤك أنت لأننا علی یقین ان الامام أحمد لم یکن یلعن أحداً و لا یری ذلك، قلت: إن کان الامام أحد قد یری ذلك، فإن أهل السنة یخالفونه و لا یرون ذلك، فمالك انت و هذه التفاهات والخزعبلات التي تتشدق بها و تتفوه بها، کفی کذبا
وبهتاناً علی ائمتنا وعلمائنا فهم بحمدالله تعالی أنقی ثوباً وأطهر سریرة منك ومن أمثالك أیها التافه الأرعن ، ثم لیس هناك من يقلد الامام الغزالي أو یتعبه، بل إن أهل السنة یرون التمسك بأقوال شیخ الاسلام ابن تیمیة واتباعها وکذلك یرون قبل ذلك اتباع ما علیه أئمة المذاهب الأربعة من الحق الذي هداهم الله الیه ولکنهم في الوقت نفسه لا یرون اتباعهم و تقلیدهم فیما یقولون تقلید الأعمی ، و إنما کل یؤخذ من قوله و یرد إلا قول المعصوم ابا القاسم علیه الصلاة والسلام . وبقي لي کلمة أقولها هنا و ذلك حرصاَ مني لتنبيه القارئ الکریم فأقول : إن المؤلف قد کذب کذلك في هذه المرة أیضاً و ذلك لأن عبدالله سأل والده الامام أحمد رحمه الله: ماذا تقول في الذین یحبون یزیداً؟ فقال الامام أحمد: وهل هناك من یحب یزیداً؟ فقال آبنه: هل تلعنه یا أبي ؟ قال: یا بني هل رأیت أباك يلعن أحداً حتی الآن...؟!!!.
الإدعاء السابع والتسعون وقوله : قتل عام في المدينة النبوية ...!! بسبب نقضهم لبيعة يزيد .
ردنا عليه :
لقد القی أهل السنة اللوم والملامة علی یزید ، وكرهوا فعله ، وتبرؤوا الى الله تعالى من هذا الحنث العظيم ، فما معنى هذا القول ، وما حجتك بعد ذلك .....؟!! .
الإدعاء الثامن والتسعون وقوله : لا بأس ببناء نصب تذكاري لأئمتنا وسادتنا الكبار ، بل نرى هذا العمل من الأمور المستحسنة والمعقولة .
طبعا يريد المؤلف أن يشير هنا الى ما يقوم به الإنجليز من بناء وإنشاء النصب الكبيرة لشهدائهم وهو ما يطلق عليه : بنصب الجندي المجهول ..!! فيقول المؤلف : نحن أيضا لنا شهداء فلا بأس من إكرامهم وتخليد ذكراهم ، ولماذا لا ننشيء هذا النصب التذكاري للحسين مثلا ..؟؟ .
ردنا عليه :
قلت: إن المسلم یتبع نبیه و قدوته رسول الله صلی الله علیه وسلم و لا یری اتباع غیره فرضاً و لا سنة وإنا لا نری ولا نجیز ذلك لأحد من أهل الاسلام، فلا نتبع رومیاً ولا افرنجیاً، أما أنتم فاتبعواما شئتم وما تهواه انفسکم فکونوا مع الروم روماً ومع الافرنجة إفرنجة، ولکن إن کنتم تحبون ذلك وترون جوازه فقلدتم الاوربیین فیما یصنعونه بموتاهم وقتلاهم فعظمتم موتاکم وشیدتم الاضرحة علی قبورهم واوقفتم علیها الوقوف ووضعتم علیها أکالیل الزهور فما الحاجة بعد هذا کله الی ضرب رؤوسکم بالسیوف والساطور وضرب صدورکم ولطم الوجوه وشق الجیوب ؟ لماذا تفعلوا ذلك کله ؟ ما هذا الصیاح و البکاء والعویل والاعمال المنکرة التي تفعلونها في عاشوراء و غیره من المناسبات الکثیرة التي عندکم..؟!!!.... تنادون وتصرخون: یا حسین نفسي فداؤك... نفوسنا ونفوس العالمین لکم الفدا هکذا... واحسیناه..... لا تذهب الی ساحة الوغی والقتال .. انا فداؤك لا تذهب..؟!! فهل یفعل ذلك الاورپیون بقتلاهم
وموتاهم کما تفعلون ذلك أنتم ...؟
أنتم والکل یعلم ذلك، لم تشیدوا هذه الصروح علی قبور أئمتکم و موتاکم لتخلدوا ذکرهم کما تقولون، لم تفعلوا ذلك لتکون هذه القبور شاهداً علی تلك الحیاة الطاهرة والسیرة العطرة لصاحب هذا القبر أو ذاك فیدعوکم الی اتباعه و یحثکم علی الاقتداء به إنکم لم تفعلوا ذلك الا لکي تکون هذه القبور والمزارات ملاذا لکم تلجؤون الیها عند سرائکم وضرائکم وفرحکم وترحکم فتتوسلون بها وتستعینون بها في نیل الرغائب وکشف النوائب هذا ولم تکتفوا بهذا الکفر والطغیان حتی الصقتم التهم وافتریتم الکذب علی الوهابیین فقلتم عنهم : أنهم یبنون علی قبور ملوکهم الأبنیة الضخمة الأنیقة المزخرقة وهذا من أکذب الکذب وأقبحه، و قد علم کل من لدیه إلمام بتاریخکم المظلم ماذا فعلتم بقبور أهل السنة حیث قمتم باستخراج اجداثهم وحرقها أیام دولتکم الصفویة المقیتة وظهر بظهورهم ذلك المصطلح البغیض والسب العلني لأهل السنة «بدرسوخته» یعني - یا محروق السالفه - و ظهر هذا السب واللعن والطعن واشتد عوده منذ ذلك العهد المظلم . إن الوهابین أفضل وخیر حال منکم فهم لا یقصرون او یتوانون في هدم القبور وتخریبها و مسح کل أثر لقبة علیها ولکنهم في الوقت نفسه لا یتعرضون الی أجساد الموتی بالسوء کما هو صنیعکم و صنیع أجدادکم واسلافکم من الصفویین ، ثم بأي حق تجعلون ما تقومون به من هذه الأعمال المنکرة انجازات تفتخرون بها وتتباهون بها أمام الجمیع إما ان کان هذا التصرف یصدر من غیرکم و یفعله من سواکم فتعتبرونه عند ذلك من الأعمال السیئة والأفعال المنکرة ، إما إن أنکرت أي علاقة لك بالصفویین وتبرأت من أعمالهم وأفعالهم فهذا یبطله مدحك و ثناؤك علیهم في کتابك أولاً ، وثانیاً أود أن أسألك هذا السؤال: هل توافق إمام زمانك وترتضي حکمه وما یقوله..؟ فإن قلت نعم ، وهذا مما لا یشك فیه أحد ، فأقول، إنه یری وجوب الهدم والتخریب لقبور کل من ابي بکر وعمر وعثمان وعائشة ولیس هذا فحسب بل ویتحتم وجوب إخراج اجسادهم الطاهرة وحرقها أو انه یخرج المیت من قبره لینزل به ألیم العذاب وشدید العقاب......!!!.
الإدعاء التاسع والتسعون وقوله : نحن لا نطلب قضاء الحاجات وكشف الكربات من الأئمة أنفسهم ، بل هم وسيلتنا وواسطتنا الى الله تعالى .
ثم ذكر هذا المثال فقال : لو تصورنا أن هناك شخصا ما له حاجة وضرورة لدى احد الملوك فهو بدلا من رفع حاجته الى الملك مباشرة ، نراه يذهب الى بيت رئيس وزراءه ليرفعها بدوره الى الملك ، وبهذا سيكون لخطابه وطلبه من الحظوة عند الملك ما لا تكن بغيره ..!!
ثم قال : فآل محمد (ص) وعترته في كل زمان هم وسائل التقرب إلى الله تعالى ، وبهم ـ أي بسببهم وبشفاعتهم ودعائهم ـ يرحم الله عباده . فهم ليسوا مستقلين في قضاء الحوائج وكفاية المهام ، وإنما الله سبحانه هو القاضي للحاجات والكافي للمهمات وآل محمد (ص) عباد صالحون وأئمة مقربون ، لهم جاه عظيم عند ربهم ، وهم شفعاء وجهاء عند الله عز وجل ، منحهم مقام الشفاعة بفضله وكرمه ، فقد قال سبحانه : ( مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّا بِإِذْنِهِ).
ردنا عليه :
قلت: يبطل قولك هذه و یرده الاشکالات التالیه :
الأول : إن الله تعالی أعلم بحالك علانيتك وسرك وهو جل جلاله أرحم الراحمین ،
وإن لم یرحمك الله تعالی برحمته و یتغمدك بعطفه ورأفته فما الظن بأصغر الراحمین وأضعف المخلوقین ...؟!!!.
الثاني : ان المرضعة لا ولن تکون أرأف وأرحم من الأم بولدها .
الثالث : إن الملك لا یستغني عن المعین والمؤازر في تدبیر شؤون المملکة والدولة، فأما الله تعالی فغني عن العالمین ولا یحتاج الی أحد من خلقه فهو القوي القادر المتین سبحانه جل شأنه.
قال المؤلف : ( نحن نعلم أنه فرد صمد ولکنه أراد ذلك ، وارادته اقتضت ان یکون له وزیر....؟!!! ) .
قلت: قد یکون ذلك وقد لا یکون، فهناك بون شاسع بین ان یکون قادراً علی ذلك وبین أن یفعله ویوجده...؟!!! فهو القادر علی کل شي جل شأنه وعز مکانه، فلو کان هؤلاء هم وزراؤه کما تدعي ذلك أنت، ثم کتبت في اثبات ذلك الف صفحة، بل ولو أتیتنا بآیة واحدة من کتاب الله تعالی لأرحت نفسك ولم تجهد نفسك و لرحمتها من هذه المشقة وعناء البحث والأخذ والرد ولم تتحمل کل هذه المشقة ...!!! ولکني دعني أقول لك واختصر علیك الطریق: إنك لا تملك دلیلاً واحداً من کتاب الله تعالی ولا ولن تستطیع أن تثبت لنا أن اسم علي قد جاء في آیة واحدة من هذا الکتاب العزیز، واذا كان الأمر کذلك فما بالك وأنت تريد أن تنصبه وزیراً لله عزوجل...؟!! فکیف نقبل منك او نرضی بذلك او نقر به وأنت لا تملك دلیلاً واثباتاً واحدا علی ما تقول وتدعي ..؟
هذا أولاً ، وثانیاً : ان قولك هذا یرده قول الحق تبارك و تعالی: « ان الذین تدعون من دون الله عباد أمثالکم..» الآیة. الاعراف : 194 .
اما أنتم فتقولون: انهم الواسطة والوسیلة بیننا وبین الله تعالی، بینما ربنا سبحانه ذمکم و ذم استدلالکم هذا حیث یقول عزّ اسمه «الا لله الدین الخالص والذین اتخذوا من دونه أولیاء ما نعبدهم الا لیقربونا الی الله زلفی ان الله یحکم بینهم فیما هم فیه یختلفون ان الله لا یهدي من هو کاذب کفار» الزمر :3.
تدبر جیداً: الله جل وعلا قد اعتبرکم کذبة کفارا، بل ویعتبر کذلك کل من اعتقد هذه العقیدة وآمن بها کاذباً کفارا..!!!
ثالثاً : ان وجود الوزیر یستلزم أن یکون هذا الوزیر أهلاً لتلك الوزارة وما یقوم به من وظائف وتدابیر تخص شؤون المملکة ومن فیها من الرعیة وجمیع الخلق
وهذا یعني وجوب ان یتصف هذا الوزیر ببعض الصفات التي یتصف بها الملك نفسه، هو الله جل و علا...؟!!
ولتوضیح الصورة امام القاريء أقول : ان الملك عندنا معشر البشر إنما یتخذ وزیره ومعینه وحاشیته من جنسه ومن هم مثله في الخلق والطبیعة والفطرة اذاً فالوزیر الذي یتخذه الله لابد أن یکون من جنسه، وأرجو ان تتدبروا قولي هذا جیداً وتمعنوا النظر فیه لیستبین لنا الحق من الباطل .
قلت : فالوزیر لابد أن یکون عالماً مدبرا عارفاً محیطاً بکل صغیرة وکبیرة تهم المملکة وتعنی بها ، ویجب أن یکون علی علم تام بکل ناحیة من نواحیها ویعرف ما یحدث ویجري فیها من تقلبات وتحولات علی مدار الساعة والزمان ، عالم بما کا وما یکون، الماضي عنده کالحاضر والغائب عنده کالشاهد ، یفهم الالسنة واللغات، یقضي الحاجات ویدبر شؤون الناس قبل أن ترفع الیه ، فهو شاهد سامع مدرك واعي لا تختلف علیه الالسنة و لا تتشابه عنده الالفاظ وبهذا کله فقط یکون أهلاً لهذا المنصب الخطیر والمقام الجلیل حتی یستطیع أن یرفع کل صغیرة وکبیره ویعرضها علی الرب الکریم والاله العظیم سبحانه وتعالی ، وبهذا نفهم ونتیقن فساد ما ادعاه هذا المؤلف وما تدعیه الشیعة بشکل عام، فإن الله لو کان له وزیر فلابد ان يکون من جنسه، وهکذا فأنتم قد جعلتم من علي إلها یعبد من دون الله تعالی بأعمالکم المشینه وأقوالکم الرذیلة علیکم من الله ما تستحقون من الیم العذاب وشدید العقاب .
الادعاء المائة وقوله : ولماذا اعترفتم بأربعة من الفقهاء وفضّلتموهم على غيرهم وجعلتموهم
أئمّة ؟ ! من أين جاء هذا الحصر ؟ ! ولماذا هذا الجمود ؟ !
نحن وأنتم نعتقد أنّ الإسلام قد نسخ الأديان التي جاءت قبله ، ولا يأتي دين بعده ، فهو دين
الناس إلى يوم القيامة ، قال تعالى : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ... ).
فكيف يمكن لهذا الدين الحنيف أن يساير الزمن والعلم في الاختراعات والاكتشافات والصناعات
المتطوِّرة ، ولكلّ منها مسائل مستحدثة تتطلّب إجابات علمية ؟!
فإذا أغفلنا باب الاجتهاد ولم نسمح للفقهاء أن يبدوا رأيهم ويظهروا نظرهم ـ كما فعلتم أنتم بعد
الأئمة الأربعة ـ فمن يجيب على المسائل المستحدثة ؟ !
وكم ظهر بينكم بعد الأئمة الأربعة فقهاء أفقه منهم ، ولكنّكم ما أخذتم بأقوالهم وما عملتم
بآرائهم ! فلماذا ترجّحون أولئك الأربعة على غيرهم من الفقهاء والعلماء ، لا سيّما على الأَفقه
والأعلم منهم ؟ ! أليس هذا ترجيح بلا مرجّح ، وهو قبيح عند العقلاء ؟ !
ردنا عليه :
اولاً: إننا أهل الحدیث ولسنا من مقلدي المذاهب الأربعة .
ثانیاً: إنك بمکرك وخبثك عندما تواجه أهل السنة تحاول جاهداً أن تلفت أنظار القارئین الی کون أن ما علیه المذاهب الأربعة هو الحق ولم یکن الحق مطلبك ومبتغاك ..!! إنما لتتخذ ذلك ذریعة وسلماً لنفث سمومك ولتصب جام غضبك علی أهل الحدیث (الوهابیین) بینما أن أهل الحدیث لا یقولون أن باب الاجتهاد قد أغلق بل هم یدعون الأمة دائماً وعلمائها بشکل خاص الی ان یبذلوا قصاری جهدهم ویعملوا فکرهم لمواکبة هذا العصر وتقدیم کل جدید وبناء لخدمة هذا الدین بالعلم الشرعي والفکر النير القائم علی فقه الکتاب والسنة من أدلتة التفصیلیة. وحججه الواضحة البینة.
ثالثاً : نحن نعلم جیداً وعلی یقین تام بأن هذه المذاهب الاربعة لها علماءها ومجتهدیها من أهل العلم وهم لا ولن یقصروا في خدمة هذا الدین بالفتوی الشرعیة القائمة علی الدلیل الثابت الصحیح من الکتاب والسنة فیصدرون الفتاوی تلو الفتاوی لاعطاء الحکم الصحیح في کل جدید ونازلة من النوازل والحمدلله رب العالمین.
ثم یقول المؤلف: ( نحن لا نعتبر مجتهدینا من الأئمة...!! ) قلت: هذا کذب منك، فعندکم الامام الخمیني والامام موسی الصدر ولکن طبعاً ان المکانة والمنزلة التي عندکم لهؤلاء الأئمة لا تماثل أو تتفق ما للأئمة الأربعة عندنا معشر أهل السنة والجماعة فشتان ما بیننا وبینکم.
فحسبنا هذا التفاوت بیننا... و کل إناء بالذي فیه ینضح
اننا اذا أخطأ الامام عندنا فلا نری اتباعه بحال من الأحوال، أما أنتم فالأمر عندکم مختلف جداً، فأرجو ملاحظة هذا الفرق الدقیق والهام بیننا وبین الشیعة ...!!!!
الادعاء الحادي بعد المائة وقوله: ثمّ إنّ إلزام المسلمين وإجبارهم على أيّ شيء يجب أن يكون
مستنداً إلى نصّ من القرآن الحكيم أو حديث النبي الكريم صلى الله عليه وآله ، وأنتم تجبرون
المسلمين وتلزمونهم على أخذ أحكام دينهم من أحد الأئمة الأربعة من غير استناد إلى الله
ورسوله ، فعملكم هذا لا يكون إلاّ تحكّماً وزورا .
ردنا عليه :
نحن السلفیون نتفق معکم في ذلك فلا یجوز لأحد أن یتبع أو یقلد احد الأئمة أو غیرهم ذلك التقلید الأعمی، و لکننا لم نرکم قد حمدتم طریقتنا ومنهجنا ولو مرة واحدة ، بل علی العکس من ذلك تماماً، فإنکم کلما عقدتم أو أقمتم مؤتمراً من المؤتمرات او عقدتم اجتماعاً بینکم و بین أهل السنة، وهو ما یسمی عندکم بمؤتر الصداقة والمودة والوحدة رأیناکم تكیلوا بمکیالین ، فأهل السنة عندکم یختلفون عن الوهابیین کما یحلو لکم ان تسموهم، أما المقلدین للمذاهب فهم الذین یکون لهم النصیب الاکبر من مدحکم وثنائکم علیهم - أما أهل الحدیث والسلفیون فهم اعداء الماضي والحاضر والمستقبل..!! وها أنا ذا أقولها لکم بکل صراحة
وشفافیة : نحن معشر السلفیون نری ان اتباع الحق لا یکون الا للکتاب والسنة فقط وکل قول وجدناه موافقاً لهذین الاصلین العظيمین فهو علی الرأس والعین، فلا نقر بالتقلید الأعمی الذي یفتقد الی الدلیل والبرهان، کما إننا نری أن کل قول أو مذهب یقدم التقلید لأحد الأئمة او الشیوخ او الرجال علی قول الحق تبارك وتعالی
وهدي المصطفی صلی الله علیه وسلم وسنته فهو قول باطل ومذهب باطل وقائله
ضال مضل لا یقبل قوله ، فلا داعي اذاً للقیل والقال فاذا کان الأمر کذلك فنحن متفقون...!!.
الادعاء الثاني بعد المائة وقوله : فما تقول أنت أيّها الحافظ ، عن الإمام الشافعي وأبي حامد الغزالي وجار الله الزمخشري ؟ ! فقال الحافظ : إنّهم من كبار علمائنا وفقهائنا ، وكلّهم ثقات عدول يُعتمد عليهم ويُصلّى خلفهم ، قلت : جاء في كتبكم عن الإمام الشافعي أنّه قال : ما وُلد في الإسلام أشأم من أبي حنيفة ، وقال أيضاً : نظرت في كتب أصحاب أبي حنيفة فإذا فيها مائة وثلاثون ورقة ، فعددت منها ثمانين ورقة خلاف الكتاب والسنّة ! وقال الإمام الغزالي في كتابه " المنخول في علم الأصول " : فأمّا أبو حنيفة فقد قلّب الشريعة ظهراً لبطن ، وشوّش مسلكها وغيّر نظامها . و أردف جميع قواعد الشريعة بأصلٍ هَدَم به شرع محمد المصطفى صلى الله عليه وآله ، ... ومن فعل شيئاً من هذا مستحلاً كفر ، ومن فعله غير مستحلّ فسق ، ويستمر بالطعن في أبي حنيفة بالتفصيل إلى أن قال : إنّ أبا حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، يلحن في الكلام ولا يعرف اللغة والنحو ولا يعرف الاَحاديث ، ولذا كان يعمل بالقياس في الفقه ، وأوّل من قاس إبليس . انتهى كلام الغزالي ، وأمّا جار الله الزمخشري صاحب تفسير " الكشّاف " وهو يُعدُّ من ثقات علمائكم وأشهر المفسّرين عندكم ، قال في كتابه " ربيع الاَبرار " : قال يوسف بن أسباط : ردّ أبو حنيفة على رسول الله صلى الله عليه وآله أربعمائة حديث أو أكثر ! وحكي عن يوسف أيضاً : أنّ أبا حنيفة كان يقول : لو أدركني رسول الله صلى الله عليه وآله لأخذ بكثير من قولي ! ! وقال ابن الجوزي في " المنتظم " اتّفق الكلّ على الطعن فيه ـ أي : في أبي حنيفة ـ والطعن من ثلاث جهات :
1 ـ قال بعض: إنّه ضعيف العقيدة ، متزلزل فيها
2 ـ وقال بعض: إنّه ضعيف في ضبط الرواية وحفظها
3ـ وقال آخرون: إنّه صاحب رأي وقياس ، وإنّ رأيه غالباً مخالف للأحاديث الصحاح. انتهى كلام ابن الجوزي .
ردنا عليه :
سردت الأقوال عن الامام ابي حنیفة رحمه الله على ألسنه أهل السنة ، ولا نعلم هل أنت صادق في ذلك النقل ام كنت فيه من الکاذبين ..؟!! وذکرت أيضا طعن بعضهم في الامام ابي حنیفة رحمه الله ونحن لا نود الحدیث الکثیر والخوض الطویل وإنما نقتصر علی ما ذکر المؤلف لنجیب علیه ونردة فأقول وبالله التوفیق: یعلم من قولك هذا أن سلفنا وأئمتنا لم یکونوا یرون التقلید للأئمة الأربعة والأخذ عنهم بغیر دلیل والا فکیف یعقل ان یردوا علی الامام ابي حنیفة وامثاله من العلماء الاجلاء..؟
إن هذا دلیلا واضحا على ان علماؤنا رحمهم الله کانوا علی الطریقة السلفیة التي لا وجود للتقلید والتعصب الاعمی للمذاهب مکاناً بینها..!! واذا ارجعنا الى التاریخ نجد ان تلامذة الامام ابو حنیفة نفسه لم یکونوا یقلدون إمامهم مائه بالمائه، و بهذا فقد نقضت قولك السابق حیث قلت: ان اهل السنة یقلدون الموتی بینما نراك هناك تقول شیئاً آخر..؟!! ثم علیك ان تعلم و یعلم ذلك من ورائك إن الغزالي لم تکن له من المکانة عندنا ما لأبي حنیفة في قلوبنا ولو الی الضعف من ذلك..؟!! کما إن ما قاله الزمخشري من طعن في أبي حنیفة رحمه الله وأنه لم یکن من أهل السنة ، وإنما کان من المعتزله الشیعة فاعلم إنا لا نقبل ان یکون الزمخشري حتى ولو خادماً للإمام الهمام والعالم الرباني أبي حنیفة النعمان عليه الرحمة والرضوان !!
الادعاء الثالث بعد المائة وقوله : ولكن لو تراجع كتب الشيعة الإمامية حول الأئمة الاثني عشر
عليهم السلام لرأيت إجماع العلماء والفقهاء والمحدّثين والمؤرخين على تقديسهم وعظم شأنهم
وجلال مقامهم وعصمتهم (سلام الله عليهم لأننا نعتقد أنّ الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام كلّهم
خريجوا جامعة واحدة ، وهم أخذوا علمهم من منبع ومنهل واحد ، وهو منبع الوحي ومنهل
الرسالة فلم يفتوا إلاّ على أساس كتاب الله تعالى والسنّة الصحيحة التي ورثوها من جدّهم خاتم
النبيّين وسيّد المرسلين صلى الله عليه وآله عن طريق الإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السلام
وفاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين عليهم السلام وحاشا أئمّتنا عليهم السلام أن يفتوا على
أساس الرأي والقياس ، ولذا لا تجد أي اختلاف في ما بيّنوه لأنّهم كلّهم ينقلون عن ذلك المنبع
الصافي الزلال : روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري "
ردنا عليه :
هذا کذب وبهتان لا دلیل لکم علیه ولا حجة، وذلك لو أن أئمتکم کانوا متفقین فلماذا لم ینقل ذلك عنهم مجتهدوکم وعلماؤکم..؟ لو کان لما تقوله أدنی صحة لنقلت عنهم المسائل بطریقة وصورة متماثلة وعلی وجه واحد دون أي اختلاف أو تعارض أو تناقض..؟!! وهذا ما لم یحدث طبعاً، فإن الاختلاف والتضاد فیما نقل عنهم من مسائل لا تستطیعوا أنتم ولا غیرکم إخفاءه عن الآخرین وهو واضح بین، ولهذا فإن ما تنکرونه علی مجتهدي أهل السنة وأئمتهم هو فیکم قبلهم بل وأضعاف ذلك بکثیر، ولا یمکن أن یدعي أحد أن ما نقل عن الأئمة والعلماء إنما هو قول واحد لا اختلاف فیه و لا تعارض.
وإلا قولوا لي واجیبوني :
لما آثر الأمام الحسن الصلح علی غیره ؟
و لماذا قاتل الحسین من بعده ؟
لماذا آثر الصلح ابنه زين العابدین من بعده؟
ولماذا حارب زید ابنه من بعده ؟
لماذا جنح أخوه الباقر للصلح وأقره؟
لماذا تصالح ابنه الرضا من بعده حتی أصبح ولیاً للعهد؟
لماذا أصبح الإمام التاسع ختن الخلیفة؟
لما آثر الامام الغیبة عن أنظار الناس ؟
والنتیجة إننا لم نفهم أي معنی لهذا الاتحاد والاتفاق والاجماع الذین تتحدثون عنه بين الأئمة و تتشدقون به ....؟
الادعاء الرابع بعد المائة وقوله : ولذا نعتقد بأن الإمامة من أصول الدين . ثم إذا كانت الإمامة من فروع الدين لما كان رسول الله (ص) يؤكد على أهميتها بقوله المروي في كتبكم المعتبرة مثل : " الجمع بين الصحيحين " للحميدي و شرح العقائد النسفية" لسعد التفتازاني ، قال (ص) : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) فالإمامة في معتقدنا مرتبة عظيمة هامة ، نازلة منزلة النبوة ، والإمام قائم مقام النبي (ص).
ردنا عليه : ذکر المؤلف هنا دلیلاً علی أن الإمامة أصل عظیم من أصول دین، ثم قال بزعمه: أن أهل النسة یرون ذلك ویقولون به اذ صح عنهم : أنه من مات و لم یعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلیة.....
قلت : هذا الحدیث کذب لا یصح ، فإلی متی تتمادی الشیعة في قول الکذب.؟ إن الروایة الصحیحة هي: « من نزع یده عن الجماعة ، فلا حجة له یوم القیامة،
ومن مات مفارقاً الجماعة مات میتة جاهلیة » فهولاء هم الشیعة إخوان الیهود
وأشباههم تراهم یعمدون الی أقوال النبي صلی الله علیه وسلم فیسطون علیها بالتحریف والتبدیل لتوافق أهواءهم ثم یقوموا باستنباط الأحکام الخاطئة والمعاني الفاسدة ، وإلا کیف یقول هذا القول العجیب ویدعي ذلك الادعاء المکذوب فیجعل الإمامة أصل من أصول الدین، کیف ذلك ولم یأت في کتاب الله تعالی ولو مجرد إشارة الی ذلك وفي آیة واحدة من آیات الله تعالی ...؟
مع إننا رأینا ذلك کثیراً في آي القرآن حیث أشار الی وجود الاقرار بتوحید الله تعالی وطاعته وعبادته، ثم الأمر الصریح بما یجب علینا من الإقرار بالنبوة والمعاد والیوم الآخر والجنة والنار وما الی ذلك الکثير مما أمرنا به في دیننا وشرعنا فأین ذلك الأصل العظيم والركن المكين الذي جعلتموه أصلاً من أصول الدین، هل أشار الیه القرآن بذلك...؟ هل جاء التأکید علی ذلك؟ هل رأیتم أو عرفتم کذباً أکبر من ذلك لم نعرف من ذلك الا ما ادعته الشیعة في أئمتهم حین جعلت الاعتقاد بذلك والايمان به هو الاصل العظیم من أصول هذا الدین...؟!!!
الادعاء الخامس بعد المائة وقوله : قلت : إن الله سبحانه بعد أن يذكر امتحان أبي الأنبياء إبراهيم الخليل (ع) وابتلاءه في نفسه وأمواله وولده ، وبعد نجاحه وفوزه في كل تلك الامتحانات ، أراد الله تعالى أن يمنحه مقاما أعلى من النبوة والرسالة والخلة والعزم ، لأنه كان آنذاك نبيا رسولا من أولي العزم ، وصاحب الخلة ، فرفعه إلى مقام الإمامة وجعله إمام للناس فقال سبحانه : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) .
ردنا عليه : استدل المؤلف بهذه الآیة قائلاً : فتبت بذلك أن مرتبة الإمامة أعلی رتبة من مرتبة النبوة العامة .
قلت: المتقولون کثیر وکل له أن یدعي ما یشاء ولکن این الدلیل...؟ أرید أن تثبت لي ذلك بدلیل من کتاب الله تعالی لا بقول سبط بن الجوزي أو بأقوال سلمان البلخي إمامك واستاذك!!
وذلك للأمور التالیة:
أولاً: لو کان المراد من الإمامة هنا والمقصود هو ما تقوله أنت، فلماذا إذاً یقول عبادالرحمن في الآیة: « واجعلنا للمتقین إماماً »...؟ الفرقان/74.
هل یحق لأحد مثلا أن یقول: یا الله أسألك أن تجعلني نبیاً..؟ ألم تقل: ان مرتبة الإمام أعلی من مرتبة النبي ومنزلته...؟ إذاً لا ینبغي أو یجوز لأحد أن یتمنی أو یسأل هذه المرتبة وهذا المقام العظیم ..؟ وکأنني أعرف بماذا ستجیبون ..
اذ تقولون: إن الإمامة هنا لیست مثل تلك الإمامة...قلت: قول بلاد دلیل..!!! کقولکم هذه نبوة عامة وتلك نبوة خاصة، تقسيمات عجيبة ومصطلحات غریبة لا یعرف لها أصل في دین الله تعالی...!!!! أهکذا تقولون: إن الله تعالی بعدما ابتلی عبده ابراهیم في نفسه وولده و تجاوز ذلك الامتحان بنجاح وتفوق صار من مرتبة النبوة الی مقام الإمامة ..؟!!!
الثاني : لو افترضنا صحة ذلك جدلاً ، فقولوا لي کیف صار إمامکم العاشر إماماً
وهو في الثامنة من عمره..؟ بماذا امتحن یا تری حتی ارتقی الی هذه المنزلة التي هي أعلی رتبة من النبوة...؟ ثم کیف جعلتم إمامكم الثاني إماماً وهو في الخامسة من عمره من غیر أن یتجاوز أي امتحان یذکر..؟
الثالث : کیف أصبح بعض أئمتکم أئمة قبل أن یمتنحوا...؟ ایکون الإمام إمام قبل أن یمتحن...؟ الم تجعلوا وتدعوا أن الحسین إمامآً ارتقی الی هذه المنزلة والمکانة ثم امتحن بعد ذلك....؟ فهل هذا کله یتفق وما تذهبون الیه من تفسیر هذه الآیة الکریمة ام أنه یناقظها ویخالفها کل الاختلاف ...؟
الرابع: لو کان للأمامة منزلة أعلی من النبوة ، فلماذا خص الله الأنبیاء وقصصهم بجانب کبیر من العنایة والذکر في آي القرآن وسوره بینما لم نر ذلك أو نجده فیما تدعیه الشیعة في فضل الأئمة و الإمامة...؟ اما کان ینبغي لو کان الحق كما تقولون أن یخص الله تعالی أئمة الشیعة بالذکر في کتابه المنزل ووحیه المرتل لیعرف الناس بذلك منزلتهم وقدرهم..؟ ارجو من القاري الكريم إذا وقع بصره علی اسم من اسماء الأئمة في القرآن أن یرشدنا الیه ویعلمنا به فلعلنا لم ننتبه الیه أو لم نوفق للعثور علیه...!!!
الخامس: أمعنوا النظر وتدبروا معي هذه الآیة الکریمة قال الحق تبارك وتعالی:
« من یطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله علیهم من النبیین والصدیقین
والشهداء والصالحین وحسن اولئك رفیقاَ ) / النساء/69 .
ذکرت هذه الآیة ثلة هامة وطائفة من المؤمنین ولکننا لم نرها قد ذکرت الأئمة في أول الآیة ولا في آخرها ..؟
إذا فما هو دلیلكم الذي اعتمدتم علیه حتی جعلتم الأئمة خیر وأفضل من الانبیاء...؟ ما نری لدیکم ذلك الدلیل القاطع والبرهان الساطع الذي تعتمد علیه النفس وتطمأن له- ولذلك فأنتم بحاجة دائمة الی اللجوء للتأویلات والتعسف في الاقوال - وهذا ما یجعلنا نزهد بما في أیدیکم من هذه الأقوال المریضة و الحجج الواهیة فلا نعتمد علیکم ولا نأمن جانبکم وقد تبین لنا کذبکم وبهتانکم وهذا کاف في بطلان قولکم والحمد لله رب العالمين..؟!!.
الإدعاء السادس بعد المائة وقوله : وإنما بين النبوة العامة والنبوة الخاصة فرق كبير والإمامة أعلى مرتبة من النبوة العامة ودون النبوة الخاصة ، والأخيرة هي درجة خاتم الأنبياء وسيد الخلق أجمعين ، محمد المصطفى ، حبيبنا وحبيب إله العالمين (ص) .
ردنا عليه :
قسم المؤلف النبوة الی نبوة خاصة وعامة وهذا طبعاً بدعاً من القول لم یسبقه الیه أحد، وهو بطبيعة الحال لجأ الی هذا التقسیم لکي یقول لنا: ان منزلة علي
ومکانته أدنی من منزلة محمدٍ وأعلی من رتبة ابراهیم ومکانته...؟
قلت: إن کان ما تقصده هو: أن هذا النبي أرسل الی قومٍ بعینهم وخص بهم، وآخر أرسله الله تعالی الی کافة الناس بشیراً ونذیراً، فإن علیاً بذلك لا یکون أفضل من أحدٍ من انبياء الله ورسله، لانه لم یرسل الی أحد من البشر...؟!!!
الإدعاء السابع بعد المائة وقوله : إن الدليل على أن الإمام علي عليه السلام وصل مرتبة النبوة وكان أهلا لهذا المقام العظيم ، هو حديث المنزلة المروي عن النبي (ص) في كتبكم المعتبرة أنه قال : يا علي ! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وتارة كان (ص) يخاطب الناس فيقول : " علي مني بمنزلة هارون من موسى " إلى آخره .
ردنا عليه :
نقل المؤلف من کتب أهل السنة هذا الحدیث وهو قوله صلی الله علیه وسلم : « یا علي أما ترضي أن تکون مني بمنزلة هارون من موسی ألا انه لا نبي بعدي ».
قلت: الأول : طبعاً لم یکن النبي صلی الله علیه وسلم یظن یوماً أن هناك من یأتي بعده لیقول: إن درجة الإمامة ورتبتها أعلی من درجة النبوة..!!! ولذلك قال صلی الله علیه وسلم هذا القول لعلي رضي الله عنه: « یا علي أن لك عندي من المنزلة والمکانة ما تطيب بها نفسك فاعرف ذلك واعلمه ولتكن أهلا لما أولیتك به من هذه المنزلة الرفیعة ، إلا أنه لا نبي بعدي..!! ولابد لنا من وقفة عند هذا الحدیث
ومعرفة الاسباب التي دعت الی هذا القول ..؟؟
وبالرجوع الی نص الحدیث والمناسبة التي دعت النبي صلی الله علیه وسلم أن یقول هذا القول لعلي رضي الله عنه تبین أنه إنما قاله تطییباً لنفس علی رضي الله عنه عندما خلفه النبي صلی الله علیه وسلم في المدینة حينما أراد الخروج في احدی الغزوات ، فتکلم المنافقون وبعض ضعفاء النفوس وقالوا: ما خلف النبي صلی الله علیه وسلم علیاً في المدینة الا لسبب کذا وکذا، فلحق عليّ النبي صلی الله علیه وسلم و طلب منه الخروج معه فقال عندها رسول الله صلی الله علیه وسلم هذا الحدیث، و بهذا یفهم کذب وباطل ما تدعیه الشیعة ، فالحدیث في واد وهم في واد..؟!! ومازالت الشیعة تصر على أن الإمام أفضل من النبي .. وهذا قول مردود مرفوض لا یقبله عاقل مسلم.. ولو کان الأمر کما یزعمون إذاً لقال النبي صلی الله علیه وسلم: یا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسی ، الا إنك خیر منه وأفضل فإن هارون کان نبیاً وأما أنت
فإمام »..؟!!
الثاني: لو قلت لأحد ابناء صدیق لي: (أنت مني بمنزلة ولدي إلا أنك لا ترثني). ثم جاء الولد المتبنى بعد موتي وادعی أمام الجمیع بأنه أفضل من ابني الصلبي وبناءاً علی ذلك فلا بد أن یکون له نصیب من الميراث..؟!! والآن هل من المعقول إني لم أکن وارثاً للنبي ولا أحمل هذا المسمی ثم أدعی من الاختیارات والقدرات والامکانیات ما یسع مائة وارث حقیقي..! فهل یعقل ذلك أو یصح عند أحد..؟
الثالث: إن الشیعة دائماً لا تقول الحق ولا تؤمن به وإنما تؤمن ببعضه وتکتم بعضه وهم بهذا الاسلوب وبهذه الطریقة یستطیع کذلك کل أحد أن یدعي الحق مع باطله
وما هو علیه من الضلال ، حتی ولو کانوا عباد الشیطان أنفسهم کما أسلفنا القول والاسلوب والطریقة هاتان أعتبرهما ضرباً من الخیال والاوهام ونوعاَ من أنواع الكذب والاحتیال ، وهذا بطبیعة الحال لا وزن له في میزان العلم والأدلة والبرهان.
وبالتالي لابد لنا أن ننظر الی تلك الاسباب والمناسبة التي دعت الی توجيه مثل هذا الكلام من الرسول صلی الله علیه وسلم الی علي رضي الله عنه اما الشیعة فقد قطعت أول الحدیث وآخره ثم أخذت ما تراه یحقق لها مرادها ومبتغاها.
الرابع: عندما أراد النبي صلی الله علیه وسلم الخروج الی غزوة تبوك عین علیا
وجعله الخليفة من بعده علی المدینة وترکه مع النساء والاطفال والضعفاء من الناس، وهذه المهمة بالذات لم تکن بتلك المهمة الشاقة علی النفوس إذ لم یکن في المدینة أحد من الرجال القادرین علی حمل السلاح الا ما ذکرنا...!!
في هذا الجو الذي یدعو النفوس الی السکون والخلود الی الراحة أبت تلك النفس الطاهرة والهمة العالية والشجاعة التي کانت تجیش في نفس علي رضي الله عنه من البقاء بین هؤلاء الضعفاء من الناس، إضافة الی ما کان یصل الی مسامعه من أقاویل بعض الناس: انظروا کیف خلف النبي صلی الله علیه وسلم علیاً أمیراً علی النساء والاطفال»..!! فجاء علي الی النبي صلی الله علیه وسلم وأخبره بما یقوله الناس، فقال النبي صلی الله علیه وسلم هذا الحدیث ، تطییباً لنفس علي رضي الله عنه، وذلك لان عليا کان یعلم أن هذا العمل لم یکن بتلك الأهمیة والخطورة التي تحبها وتهواها تلك النفوس الأبیة والا إنه أمام أمر النبي صلی الله علیه وسلم
وقوله وجد سکینة وطمأننیةً لا یعادلها شي في هذه الدنیا کلها..!! کما اسکت الالسن التي کانت تتکلم فیه ، إلا إن الشیعة لم ترضی حتی جعلت في نهایة المطاف ووصلت الی نتیجة في غایة العجب والغرابة إن علیاً کان شریكاً للرسول صلی الله علیه وسلم في النبوة والرسالة..؟!!: ولربما نتساءل : لماذا کل هذا التضییق والطعن والازعاج للامام علي..؟
الخامس: لقد جاء عن النبي صلی الله علیه وسلم و صح عنه الکثیر من الاحادیث في فضل الصحابة وقد ذکرنا ذلك في کتبنا، فلو أننا اتبعنا طریقتکم و تبنينا ذلك لأصبح أوصیاء الرسول صلی الله علیه وسلم ووکلا ؤه ونوابة من الکثرة ما لا یعد ولا یحصر..؟!! وبهذا وذلك من التأویلات الفاسدة تضیع شرائع الدین ویختلط الحابل بالنابل ولا یعرف بعد ذلك الحق من الباطل ولکنني علی علم ویقین إنکم سوف تقولوا لنا: إننا لا نعمل بما ورد في کتبکم وما جاء فیها وخاصة منها ورد فیها من الاحادیث الصحيحة الصادقة في فضائل الشيخين الجليلين ابي بکر وعمر رضي الله عنهما...!!
فأقول: ان کان الامر کما تدعي وتزعم، ولا تقبل منا تلك الاحادیث التي صحت عندنا في فضل الصحابيين الجليليين ابي بکر وعمر رضي الله عنهما فلا نقبل کذلك ماورد في کتبنا من الاحادیث في فضل علي ولم یبقی لك إلا أن تحاججنا و تناقشنا بماورد به القرآن والحدیث فقط...؟! أما ما ذکرته ایها المؤلف في صفحتین کاملتین وأنت تتکلم عن سند حدیث المنزلة هذا وما قاله أهل السنة وما ذکروه واوردوه في کتبهم ، فهذا دلیل آخر علی صحة ونزاهة ما یعتقده أهل السنة وما هم علیه من الحق، فإذا کانت كل هذه الأسانید هو مما ذکره أهل السنة في کتبهم واعتمدتموه في عقائدکم وآمنتم به فهذا يلزمكم التصدیق کذلك بکل ماجاء فیها من الاحادیث والروایات التي جاءت في الثناء والمدح لباقي أصحاب النبي صلی الله عليه وسلم وذکر فضائلهم ومناقبهم لا أن تؤمنوا ببعضها وتکفروا ببعضها الآخر..؟! إننا لو جمعنا الأحادیث التي جاءت في کتب أهل السنة وماورد فیها من مدح وثناء وذکر لفضائل علي رضي الله عنه لرأینا من ذلك العشرات والمئات من تلك الصفحات فلماذا تعتبرون السنة بعد کل هذا أعداءاَ لعلي رضي الله عنه...؟ وإذا كانت هذه الاحاديث الشريفة لها من الصحة والضبط كل هذه الدرجة العالية ، فلماذا لا تقروا وتصدقوا بتلك الاحاديث التي وردت في الكتب نفسها ونقلها العدول الثقات في فضائل ومناقب الاصحاب ولا سيما منهم أبوبكر وعمر..؟ ويجب أن يعلم كذلك إنكم لا ترعوون او تتوبون من أفعالكم القبيحة هذه ....! ولعبكم وقلبكم وتزييفكم للاسانيد حيلة لا تخفى على أحد...!! ونقلك عن ابن المغازلي والخوارزمي وابن الصباغ وسليمان البلخي لا ولن ينفعك ولا يزيد ذلك من الحق الذي عندنا ذرة واحدة ونحن بحمدالله تعالى قد بينا حال هؤلاء الناس، فأعيد القول مرة أخرى وأقول: نعلم جيدا صحة هذه الرواية التي تقول: إن النبي صلي الله عليه وسلم عندما خرج للغزو والجهاد متوجهاً الي تبوك وقد أمرعلى المدينة علياً رضي الله عنه ليخلفه فيها مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يرخص في البقاء في المدينة لأحد أو أن يتخلف عن الجهاد والخروج للغزو معه، ولذا فإن علياً عندما رأى نفسه وحيداَ اشتد عليه ذلك الأمر وخاصة عندما أشاع المنافقون وضعاف النفوس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبق علياً في المدينة الا لموجدة وجدها عليه فأمره لذلك على النساء والأطفال...!! فقال حينئذ علي: أتتركني مع النساء والاطفال يا رسول الله...؟ فقال صلى الله عليه وسلم تطييباً لنفسه ( ألا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) وبهذا هدأ من روعه وجبر خاطره وأخرس المنافقين وأسكتهم..؟! نحن بلا أدنى شك نقر بصحة هذا الحديث ونعتمد عليه أما إنه قد روي كذلك بطرق أخری غیر هذا الطریق بأسانید کلها ضعیفة أو هالکة... کما قد روي هذا الحدیث ولکنه هذه المرة یجعل من أبي بکر وعمر رضي الله عنهما وما لهما من المنزلة عند رسول الله صلی الله علیه وسلم کمنزلة هارون من موسی حیث جاء في الحدیث « بأنهما مني بمنزلة هارون من موسی » الا ان هذا الحدیث لا یصح ونحن لا نقر به ونرده فإن الحق أحق أن یتبع ، فالحدیث الذي ورد في علي رضي الله عنه صحیح و لا شك في ذلك.
فإذا کان الأمر کذلك وهو صحیح عندنا فما الداعي بعد ذلك الی إصرار المؤلف
وحرصه الکبیر علی تصحیحه واثبات صحته ، ما هو المراد من وراء ذلك...؟ وما هو قصد المؤلف من ذلك...؟ لا شك إن رائحة الفنتة والهمز واللمز واضح في لحن قوله ونحن نعلم جید أي قصد خبیث یرمي الیه هذا المأفون المخذول..؟!!
الإدعاء الثامن بعد المائة وقوله: فقد روى الحافظ سليمان الحنفي في " ينابيع المودة " الباب السادس والخمسين ، عن محب الدين الطبري المكي في كتابه" ذخائر العقبى" بسنده عن عمر بن الخطاب ، أنه قال: كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة وجماعة إذ ضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منكب علي فقال: يا علي ! أنت أول المؤمنين أيمانا ، وأولهم إسلاما ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وروى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس ، أنه قال: كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح وجماعة من الصحابة عند النبي ( ص ) إذ ضرب على منكب علي بن أبي طالب( ع ) فقال: أنت أول المسلمين إسلاما ، وأنت أول المؤمنين إيمانا ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك .
ردنا عليه :
إن رواي هذا الحدیث هو عمر بن الخطاب حیث ذکر المؤلف روایة ذکرها ذلك الإمام الهمام الذي یعرفه الناس في مشارق الارض ومغاربها فهم یعکفون علی قراءة کتابه و یتدارسونه فیما بینهم کل یوم!! هل عرفتم من نقصد بقولنا هذا..؟ نعم إنه السید سلیمان البلخي الحنفي وخواجه الکبیر والحافظ القندوزي المتوفي قبل مائة وخمسون سنة حیث ذکر ان البلخي نقل في کتابه المسمی « ینابیع المودة » أثراً عن عمر رضي الله عنه جاء فیه: ان عمر عندما رأی الناس یقعون في علي ویغتابونه قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه وسلم یقول ثم ذكر الحديث آنف الذكر .
قلت: علیك ان تعلم أیها المدعي الکذاب، إن هذا الحدیث أو الروایة لا تصح، ثم إنك تعترف بلسانك إن عمراً کان ینافح ویدافع عن علي رضي الله عنه ثم إنه یروي هذا الحدیث عن رسول الله صلی الله علیه وسلم ذاکر ما لعلي من الفضل والمنزلة فکیف مثل هذا یکون عدواً لعلي...؟ نحن نقولها لك مرة بعد أخری: إن هذه الروایة التي ذکرتموها في کتابکم المسمي « ینابیع المودة » والذي تعتبرونه أعلی رتبة وأجل منزلة من البخاري ومسلم.... أقول: هذا الأثر کذب موضوع لا یصح، ولکننا مع ذلك نقر ونصدق ونقولها بکل ثقة وطمأنينة : إن سیدنا عمر رضي الله عنه کان یحب علیاً محبة لا یعرف قدرها أو یفقه حقیقتها من حرموا محبة أهل البیت من أمثالکم ایها الشیعة ، ومن فرط محبته ومعرفته لمنزلة علي وبلاءه في الاسلام لم یکن لیجرؤا أحد علی أن یغتاب علیاًَ أو یذکره بسوءٍ أمام أمير المؤمنین عمر رضي الله عنه...؟!! نعم إن تلك المحبة والمعرفة لقدر علي ومنزلته في الاسلام هو ما دعی عمر رضي الله عنه أن یرشح علیاً الی منصب الخلافة من بعده وإن قلنا من باب الفرض والاحتمال إننا نقبل ونقر بصحة هذا الحدیث فقل لنا : ما هو قصدك وهدفك من وراء ذلك ؟.
الادعاء التاسع بعد المائة وقوله: قلت : يثبت بهذا الحديث الشريف ثلاث خصائص للإمام علي
(ع) ـ مقام النبوة بأنه لو كان نبي بعده لكان عليا ولكنه (ص) خاتم النبيين .
2 ـ مقام وزارة النبي ( ص ) وخلافته .
3 ـ أفضلية الإمام علي ( ع ) على جميع الصحابة.
ودليل ذلك ... أن النبي (ص) جعل الإمام عليا (ع) منه بمنزلة هارون من موسى ، وكان هارون
نبيا ، وكان وزير موسى وخليفته في قومه ، وكان أفضل بني إسرائيل بعد أخيه موسى .
ردنا عليه :
قلت: إن هذه الاقوال الثلاثة کذب کلها ..!! ودلیلنا علی کذب ذلك الآتي :
1- اذا قلت لزیدٍ من الناس أنت یا زید بمنزلة ولدي ومثله الا إنك لا ترثني، ثم یأتي الناس من بعدي لیحتجوا بقولي هذا ویستدلوا به علی أن جمیع ما ترکته من إرث فهو من حق زید هذا.... ألا یکون هذا الفعل والتصرف منهم مدعاة الی الضحك والسخریة..؟!!
فعندما قال صلی الله علیه وسلم لعلي: انت مني بمنزلة هارون من موسی الا أنه لا نبي بعدي » فالمعنی الذي یفهم من قوله صلی الله علیه وسلم هو أنك یا علي قد تبلغ بقولي هذا کل ما تتمناه نفسك وتطمح الیه رغبتك الا انك لا تکون نبیاً مثلي
ولا تبلغ الی هذه الدرجة..؟ أما الشیعة فقد رفعت علیاً وجعلته في منزلة ومکانة هي أعلی رتبة وأجل مقاماً من النبوة نفسها ألا وهي منزلة الإمامة..!! إنهم جعلوا لعلي من المنزلة والرتبة ما یکون فیها أعلی منزلة من منزلة هارون علیه السلام واذا کان الأمر قد وصل الی هذا الحد ، فما معنی قول النبي صلی الله علیه وسلم هذا ..؟ وماذا یمکن أن نستفید منه..؟ ألم یجعلوا من کلام النبي علیه الصلاة والسلام وقوله لغواً وعبثا لا طائل من وراءه..؟ کیف یمکن أن أقول لزید أنت مثل ابني ولکنك لا یحق لك أن ترثتي ، ثم تأتي الشیعة لتبني علی هذا القول قاعدة تجعل من زیدٍ إماماً فتقربه الی الأب وتجعل له من المنزلة مالا یصل الیها ابنه الحقیقي ..؟ وبهذا یصبح هذا الابن الإمام مخولاً بکل شيء فهو الوارث الحقیقي أولاً وآخراً..؟! وهذا هو بالضبط ما قالته الشیعة في علي..!! فعندما قال النبي صلی الله علیه وسلم: ( أنت مني بمنزلة هارون الا إنك لست نبیاً ) فقالت الشیعة: لا بأس بتسمیة علیاً إماماً ثم تکون له من المنزلة والمکانة ما تجعله في الرتبة أعلی من مقام النبوة نفسها، فأین قولکم هذا من قول النبي صلی الله علیه وسلم...؟ لو کان النبي صلی الله علیه وسلم یرید بذلك أن علیاً إمام وانه في المنزلة والرتبة أعلی من هارون علیه السلام لکان الاولی به ان یقول: « أنت مني مثل هارون الا أنك أعلی رتبة ومکانه منه، إذ ان هارون کان نبیاً اما أنت فإمام..؟!!»
ولکن النبي صلی الله علیه وسلم اراد من قوله هذا: ان لعلیاً من المنزلة والمکانة ما لهارون من موسی سوی النبوة فإنها درجة لا یبلغها ولا یصل إلیها» اما الشیعة فقد بوأت علیاً درجة لا یصل الیها نبي مرسل مثل هارون علیه السلام لانهم وحسب شریعتهم ومذهبهم ان الإمامة درجة أعلی من النبوة..! واذا کان علي اماماً فهو نبي من باب أولی فکل إمام نبي ولیس کل نبي إمام....!! وکما یقول علم الحساب: اذا کان العدد مائة موجود فمن باب أولی أن یکون العدد تسعون موجود ولا عکس فإنا لله وانا الیه راجعون.
ولکي تدرکوا هذه المسألة تعالوا معي لا ضرب لکم هذا المثال: لو أراد مدیر لاحدی المدارس یحمل شهادة اللیسانس أن یعرف أحد الاساتذة لدية فیقول: فهو مثلي إلا إنه درس الی الصف الثاني عشر وحصل علی الشهادة الثانویة، فبعد هذا التعریف لو جاءت الشیعة وادعت ان هذا الاستاذ یحمل شهادة الدکتوراه ألم یعد هذا القول تکذیباً لقول المدیر..؟ لان الوصول الی هذه المرحلة والحصول علی هذه الشهادة یتطلب المرور علی مرحلة اللیسانس والمراحل التي بعدها، وکذلك الوصول الی رتبة الإمامة بقتضي أولاً عبور مرتبة النبوة أولاً..؟!! ثم يقول مؤلف الکتاب: یثبت بهذا الحدیث أن علیاً أفضل من جمیع اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم وأنه المستحق للخلافة من بعده..؟!!
قلت : ان هذا القول هو کذب محض فنحن بهذه الطریقة من الاستدلال نستطیع أن نثبت أن ایوب علیه السلام کان أفضل من محمد صلی الله علیه وسلم. وذلك بشرط أن تذکر الآیات الواردة في کتاب الله تعالی بشي من المبالغة والتهویل والتعظیم
وغض الطرف عن الآیات الواردة في سیدنا محمد صلی الله علیه وسلم أو لا نذکرها
بالکلیة...!!! قال النبي صلی الله علیه وسلم :« عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إنه
كان قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن
الخطاب ) أخبرني أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله صلى
الله عليه و سلم ولأكونن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه و سلم
فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب
وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو
جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم
انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه و سلم اليوم فجاء أبو
بكر فدفع الباب فقلت من هذا ؟ فقال أبو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا
أبو بكر يستأذن ؟ فقال ( ائذن له وبشره بالجنة ) . فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل ورسول الله
صلى الله عليه و سلم يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه و
سلم معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه و سلم وكشف عن ساقيه
ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد الله بفلان خيرا - يريد أخاه –
يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا ؟ فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه فقلت هذا عمر ابن الخطاب يستأذن ؟ فقال (
ائذن له وبشره بالجنة ) . فجئت فقلت ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجنة
فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم
رجعت فجلست فقلت إن يرد الله بفلان خيرا يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت من هذا ؟ فقال
عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال :
( ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ) . فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله صلى الله
عليه و سلم بالجنة على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر .
قال شريك قال سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم ».
وبالرغم من وجود هذه الاحادیث في کتبنا الا إننا ننبذ هذا الغلو والافراط الذي ابتلیتم به أنتم
والحمدلله ، أما أنتم فقد تسترتم بهذا الفضائل الواردة في شأن علي رضي الله عنه لتجعلوا منها
غطاءاً وجنة لضلالکم وکفرکم وزندقتکم، وإلا فکیف یصح أو یعقل وهذا ما لم نسمع به من قبل
الا هذه المرة..!! کیف یعقل أن یکون هذا الامام النبي تحت حکم وإمرة أبي بکر وعمر... یسمع
قولهم.. یطیعهم ..... یأتم بهم !!. ثم یجاهد تحت رایتهم!!.. ینصحهم ویشیر علیهم ..!!.. یصلي
خلفهم..!! انظروا معي بعد ذلك الی هذا المقام العظیم والمنزلة الرفیعة التي توهمها الشیعة في
هذا الامام القدوة والرجل الصالح و بين ما نراه من خلق علي وعظیم أدبه وحسن صحبته ..؟!!
الادعاء العاشر بعد المائة وقوله : روى الإمام أحمد في مسنده 1/175 و 2/26 و 4/369 . والنسائي في سننه ، وأيضا في خصائصه : 13 و14 . والحاكم في المستدرك 3/117 و 125 . وسبط ابن الجوزي في التذكرة 24 و 25 . وابن الأثير الجزري في أسنى المطالب 12 . وابن حجر في الصواعق المحرقة 76 . وابن حجر العسقلاني في فتح الباري 7/205 . وابن كثير في تاريخه 7/342 . والمتقي الهندي في كنز العمال 6/408 . والهيثمي في مجمع الزائد 9/115 . ومحب الدين الطبري في الرياض 2/192 . والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 4/153 . والسيوطي في تاريخ الخلفاء 116 ، وفي بعض كتبه الأخرى . مثل : جمع الجوامع والخصائص الكبرى واللآلي المصنوعة ج 1 ،ورواه الخطيب الخوارزمي في المناقب . والحمويني في فرائد السمطين . وابن المغازلي في المناقب . والمناوي في كنوز الدقايق . وشهاب الدين القسطلاني في إرشاد الساري 6/81 . والقندوزي في ينابيع ، أفراد الباب 17 لهذا الحديث . والحلبي في السيرة الحلبية 3/374 . ومحمد بن طلحة في مطالب السؤول 17 .
هؤلاء وغيرهم من كبار علمائكم ومحدثيكم رووا عن كبار الصحابة المعتبرين عندكم ، كالخليفة الثاني ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وزيد بن أرقم وبراء بن عازب ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي حازم ، والأشجعي ، وسعد بن أبي وقاص ، وجابر بن عبدالله الأنصاري وغيرهم ، قالوا : إن النبي (ص) أمر بسد جميع الأبواب التي كانت تفتح من بيوت الصحابة في المسجد إلا باب بيت علي بن أبي طالب (ع ) .
ردنا عليه :
جاء هذا الحدیث في مسند الامام أحمد بسند صحیح قوله صلی الله علیه وسلم :
« سدوا عني کل خوخة في هذا المسجد غیر خوخة أبي بکر » اما الحدیث السابق حسب ما أعلم فهو لا یصح بل هو موضوع عند اکثر أهل العلم، أما ما ذکرنا من هذا الحدیث فهو الثابت الصحیح، فالنبي صلی الله علیه وسلم إنما أمر بترك خوخة ابي بکر رضي الله عنه ولم یأمر لعلي بذلك ..فانتم قوم بهت کذابون..!!
« سدوا الأبواب إلا باب أبي بکر » ولو قلنا أن الحدیث الذي ذکرته صحیحاً فهذا لا یفهم ولیس في ذلك اشارة الى ما تذهب الیه ان کون النبي صلی الله علیه وسلم أمر بذلك فهو دلیل علی کون علي هو الخلیفة بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم أو أن أبابکر هو الخلیفة..؟ إن مثل هذه الأمور العظیمة الخطیرة لا نقبل القول فیها بالظنون والتخرصات وإنما المعول فیها علی صحیح الروایات والاحادیث والأدلة الثابتة التي ترقی بنفسها علی مستوی الظنون والاوهام والشکوك والتأویلات الفاسدة..!! إن النبي صلی الله علیه وسلم لم یکن یخشی أحداً في ذات الله تعالی ولم یکن لیداهن أحداً علی حساب الدین ومصیر هذه الأمة، ان النبي صلی الله علیه وسلم الذي أمر بأغلاق جمیع الابواب الا باب علي حسب زعمکم - لم یكن یخاف من أحد أو یخفي ذلك علی أحد إن کان الله تعالی قد أمره بذلك فهو الصادق المصدوق ونبي الملحمة والمرحمة، فکان صلی الله علیه وسلم قادراً کذلك علی أن یعلنها امام الجمیع وفي وضح النهار لیقولها جهاراً: إن علیاً هو وصیي من بعدي وخلیفتي علیکم فما الذي یمنعه من ذلك إن صح ما تقولونه وتدعونه..؟ كان باستطاعته صلوات الله وسلامه علیه أن یمنع بناته من الزواج بأشخاص وأناس هم اعداء لوصیه وخلیفته من بعده..؟! لماذا یقوم بتزویج بناته الواحدة تلو الاخری لشخص هو عندکم من أعدی اعداء علي وألد خصومه وشانئیه...؟؟!
لقد أصبت بمرض الهلوسة فأعمی الله أبصارکم عن جمیع هذه التناقضات التي أصبحتم تتخبطون بها من غیر وعی منکم أو إدارك لما تقولون أو تفعلون، فهما أنتم أولاء تریدوا أن تثبتوا حق الخلافة لعلي بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم فتشبثتم بکل قول وأثر وبیت شعر وحدیث شریف ولو کان هذا الحدیث ورد في کتب أعدائکم من أهل السنة، ولکنکم في الوقت نفسه تغمضون أعینکم وتصدون عن کل ما یقع تحت أعينکم في هذه الکتب والمصادر نفسها من الاحادیث التي تصرخ بوجوهکم لیل نهار وتنادي علیکم بصوت مسموع یصخ الأذان : ان هذه فضائل الصحابة ومناقبهم وصفاتهم الحسنة وأعمالهم العظیمة وسیرتهم العطرة.. ولکن
أسمعت لو نادیت حیا ولکن لا حیاة لمن تنادي....!!!.
إن طریقتکم هذه تثیر الضحك وتبعث علی السخریة منکم ومن تلك الوقاحة والجرأة التي لا نری لها نهایة أو حد لدیکم ، فعلماء الاسلام قالوا کلمتهم في هذه الأحادیث وبینوا ان الحدیث الذي جاء في علي حدیث ضعیف اما الآخر فهو صحیح، وقد ذکر الامام أحمد رحمه الله کلا الحدیثین، وهذا یدل علی ان أحد الحدیثین صحیح لا محالة - فقل لي الآن : من هو المکلف بتمییز الصحیح والضعیف من الحدیث أنت أم العلماء الاجلاء والفطاحل العظماء من أهل السنة ؟ إذاً فعلماؤنا والحمدلله قد اتفقوا أن حدیث أبی بکر هو الحدیث الصحیح وما سواه فهو ضعیف لا یحتج به...!! أما أنت فعندما ترجع الی کتبنا لتستدل بها فکان یجدر بك أن تذکر ما جاء في کتابنا علی وجهه وهذا یعني أن تذکر کلا الحدیثین لا أن تبدي بعضه وتخفي بعضه الآخر أیها الفهیم الحاذق..؟!! ولربما سائل یسأل ویقول: لماذا یا تری ذکر الامام أحمد هذین الحدیثین ...؟
هل تراه کان غافلاً عن أحدهما دون الآخر أم ماذا؟ قلت: لم یکن الامام أحمد في غفلة عن ذلك یرحمه الله ، ولکنه کان یذکر في کتابه الحدیث بسنده ورجاله ویبقی معرفة ذلك علی رجال العلم وأهل الحدیث وأئمته من بعده ،فهم الذین یبقی علی عاتقهم بیان ذلك والحکم علیه، وهذا المنهج وتلك الطریقة هي الأصل الذي مشی علیه وأخذ بة جلة العلماء بل کلهم وهذا الأمر لم یقتصر علی مسند الامام أحمد دون غیره ولذلك قال العلماء « من ذکر السند فقد أبرأ الذمة » وهذا ما حدث بالفعل فقد حقق الائمة هذه الاحادیث ونظروا في اسنادها وبینوا رحمهم الله الضعیف من الصحیح والغث من السمین ، ثم یجب علینا أن نعلم ان الامام قد یذکر الحدیث في کتابه من باب التنبیة علیه والتحذیر منه حتی لا یغتر به مغتر والحمدلله تعالی ولکن ماذا نصنع لك ایها المؤلف إن کنت قد جهلت أبسط هذه القواعد والاصول في علم الحدیث الشریف ..؟
وذلك دلیل علی أنك لست من أهله ولا کرامة..!! ومن باب زیادة الفائدة وإتمامها فان أئمتنا رحمهم الله لم یشترطوا ذکر الصحیح فقط في کتبهم کما اشترط ذلك إمامي الحدیث البخاري ومسلم ، فلا حجة لأحد أن یرد علینا ویقول: ان الامام الفلاني والعالم الفلاني قد جاء في کتابة من الضعیف والمنکر والشاذ وغیره..فهذه شنشنة نعرفها وجعجعة سمعناها من غيرك ....!
الإدعاء الحادي عشر بعد المائة وقوله : جاء في البخاري ومسلم أنه صلی الله علیه وسلم قال: « لا ینبغي لأحد أن یجنب في المسجد الا أنا وعلي ..!!»
ردنا عليه :
قلت: یجب علینا أن نبحث في قاموس الألفاط النابیة وأقوال الفحش کلمه تلیق بهذا المؤلف ، لانه في هذه المرة لم یکذب فحسب بل إنه فعل أسوء من ذلك بکثیر
ولکننا نرجي الأمر الى الله تعالی ونوکله الیه فهو الحافظ لدینه من أیدي هؤلاء المغرضین المکذبین ، ولابد لنا کذلك أن نصون السنتنا من ذلك الکلام البذي فالمؤمن لا یکون فحاشاً ولا بذیئاً..؟! وانا علم الله تعالی في حیرة ودهشة من کذب هذا الرجل وجرأته ، فإن هذا الحدیث الذي عزاه الی البخاري ومسلم لا أثر یذکر له فیهما ، إن هذا الکذاب لم یکن یدور في مخیلته یوماً أو یخطر علی باله أنه سیأتي یوم یتمکن القاري فيه أن یتصفح مائه الف صفحة في لحظات قلیلة معدودة من عمر الزمن...!! فیفتضح أمره ویظهر کذبه أمام ناظر الجمیع یا سبحان الله....!!!. نعم لقد قال ذلك المؤلف بنفسه : سوف اذکر لکم مراجع أهل السنة لکي ترجعوا الیها وتبحثوا عنها اذا الزم الأمر ....؟!! » أو نحو ذلك..!! فذکرني هذا الکذاب بقول ذلك المتنطع المتعالم حینما ارتقی المنبر وخاطب الناس قائلاً: من کان لدیه سؤالا فلیسألني فما من سؤال الا ولدي جوابه...؟!! فقال له أحد الحاضرین: کم شعرة في عنق الأسد..؟ فقال له بالحال: عدد الشعرات في عنقة هو: 044426543 .......!! وإن کنت لا تصدق او تشك في ذلك فاذهب واحسبها بنفسك...!!!.
الادعاء الثاني عشر بعد المائة وقوله : آية الولاية ونزولها في الامام علي عليه السلام:
القرآن الكريم هو أعظم مرجع في اللغة العربية ، وأقوى سند لها ، وفي ما نحن فيه أيضا ، القرآن دليل قاطع ، وبرهان ساطع . فنجد فيه آية كريمة أخرى وهي : آية الولاية ( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فكلماتها على صيغة الجمع ، واتفق المفسرون والمحدثون من الفريقين ـ الشيعة والسنة ـ أنها نزلت في حق علي عليه السلام وحده ، منهم : الإمام الفخر الرازي في " التفسير الكبير" 3/431 ، والإمام أبو اسحاق الثعلبي في تفسير " كشف البيان " وجار الله الزمخشري في " الكشاف " 1/422 الطبري في تفسيره 6/186 ، أبو الحسن الرماني في تفسيره ، ابن هوازن النيسابوري في تفسيره ، ابن سعدون القرطبي في تفسيره ، الحافظ النسفي في تفسيره المطبوع في حاشية تفسير الخازن البغدادي ، الفاضل النيسابوري في غرائب القرآن 1/461 ، أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول : 148 ، الحافظ أبو بكر الجصاص في تفسير أحكام القرآن :542 ، الحافظ أبو بكر الشيرازي في كتابه " ما نزل من القرآن في علي عليه السلام " ، أبو يوسف الشيخ عبد السلام القزويني في تفسيره الكبير ، القاضي البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل 1/345 ، جلال الدين السيوطي في الدر المنثور 2/293 ، القاضي الشوكاني في تفسيره " فتح الغدير" السيد محمود الألوسي في تفسيره " روح المعاني " الحافظ ابن أبي شيبة الكوفي في تفسيره ، ابو البركات في تفسيره 1/496 ، الحافظ البغوي في " معالم التنزيل" الامام النسائي في صحيحه ، محمد بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول " ابن أبي الحديد في شرح النهج 13/277 ، الخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره 1/496 ، الحافظ القندوزي في " ينابيع المودة " الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه " المصنف " ، رزين العبدري في " الجمع بين الصحاح الستة " ، ابن عساكر في تاريخه ، سبط ابن الجوزي في التذكرة : 9، القاضي عضد الأيجي في كتابه "المواقف" :276 ، السيد الشريف الجرجاني في شرح المواقف ، العلامة ابن الصباغ المالكي في "الفصول المهمة" : 123 ، الحافظ أبو سعد السمعاني في " فضائل الصحابة" ، أبو جعفر الاسكافي في " نقض العثمانية " ، الطبراني في الأوسط ، ابن المغازلي في " مناقب علي بن أبي طالب " ، العلامة الكنجي القرشي الشافعي في " كفاية الطالب " ، العلامة القوشجي في " شرح التجريد" ، الشبلنجي في نور الأبصار : 77 ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/227 ، وغيرهم من كبار أعلامكم . رووا عن السدي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله وقيس بن ربيعة وعباية بن ربعي وعبدالله بن عباس وأبي ذر الغفاري وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمار بن ياسر وأبو رافع وعبد الله بن سلام ، وغيرهم من الصحابة ، رووا أن الآية الكريمة نزلت في شأن سيدنا علي عليه السلام ، وقد اتفقوا على هذا المضمون وان اختلفت ألفاظهم ، قالوا : إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يصلي في المسجد ، إذ دخل مسكين وسأل المسلمين الصدقة والمساعدة فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي عليه السلام في الركوع فأشار بإصبعه إلى السائل ، فأخرج الخاتم من يد الإمام علي عليه السلام ، فنزلت الآية في شأنه وحده على صيغة الجمع ، وذلك من أجل التعظيم والتفخيم لمقامه عليه السلام .
ردنا عليه :
الاول : لو کان اداء الزکاة اثناء الصلاة جائز ، فلماذا خص الله تعالی ذکر الرکوع في الآیة دون القیام والسجود ، مع أنه لا فرق بین الرکوع والقیام والسجود في الصلاة فکلها من أرکانها و واجباتها..؟ لماذا خص الله تعالی الرکوع إذاً ؟ الم یکن من المناسب جداً أن تکون الآیة ـ یؤدون الزکاة وهم یصلون مثلا ...؟!!.
الثاني : إن علیاً رضي الله عنه من الفقراء في عهد النبي صلی الله علیه وسلم و لم یکن لدیه خاتم آنذاك ، بل ولم تکن العرب یعرفون ذلك ولم یکن من عاداتهم..؟!! حتی إن النبي صلی الله علیه وسلم لم یلبس الخاتم الا عند الضرورة وذلك حینما أخبر صلی الله علیه وسلم إن الملك الساساني لا یقبل الرسالة الا بختم، عندها لبسه صلی الله علیه وسلم..؟ کما ان الحقیقة التي یجب ان نعرفها، إن بذل الخاتم لا یسد مسد الزکاة ولا یقوم مقامها ، ثم لماذا یؤدي علی الزکاة عند سؤال السائل..؟ الا یعلم رضي الله عنه ان الزکاة فرض یؤدیها المسلم عندما یحول علیها الحول
ویبلغ مال المسلم النصاب المعلوم من كل سنة...؟!!!
إذا فیجب أن یعرف الجمیع ان سند هذا الحدیث لا ینهض للاحتجاج به ولا تقوم به الحجة والله اعلم .
الادعاء الثالث عشر بعد المائة وقوله : الشيخ عبد السلام : على فرض صحة كلامكم ، فإن
حديث المنزلة لا يخص علي بن أبي طالب ، بل ورد في حق الشيخين أبي بكر وعمر (رض)
فقد روى قزعة بن سويد ، عن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، قال رسول الله (ص) : أبو بكر
وعمر مني بمنزلة هارون من موسى .
قلت : لو كنتم تعرفون رأي علمائكم في رواة هذا الحديث لما تمسكتم به !
فإن قزعة كالآمدي ، كذاب جعال ، وإن كبار علمائكم الرجاليين ، ردوا عليه وقالوا ، إن رواياته
غير مقبولة .
منهم : العلامة الذهبي في كتابه " ميزان الاعتدال " قال في ترجمة قزعة بن سويد : نقل هذا
الحديث ـ منزلة الشيخين ـ عمار بن هارون وأنكره فقال : هذا كذب .
لذا فنحن نتعجب منكم إذ تتركون الحديث المجمع عليه ، والمروي في كتب الفريقين ، وهو مؤيد
بأحاديث صحيحة أخرى ، وتتمسكون بحديث ضعيف ، مردود عند الفرقين ، وغير مقبول عند
كبار علمائكم الأعلام !!
ردنا عليه :
لقد احترت في هذا الرجل..!! إنه یعلم جیداً أن کتبنا واحادیثنا فیها الصحیح والضعیف، فلماذا تراه یأتي لنا بكل حدیث ضعیف في شأن علي رضي الله عنه...؟ هلا أتعب نفسه و راجع أقوال العلماء وآرائهم في هذا الحدیث او ذاك...؟!! لماذا لم ینظر ویری ماذا قال فیه الامام العسقلاني مثلاً أو الذهبي أو حتی شیخنا الالباني مثلاً...؟!! ثم إنك تراه في الوقت نفسه إن وجد حدیثاً ضعیفاً یتکلم في سیدنا ابي بکر وعمر رضي الله عنهما فإنه ینقل لك آراء العلماء وأقوالهم فیه ولکنه یعمي بصره کما اعمی الله بصیرته ویغض الطرف عن تلك الاحادیث الصحیحة الکثیرة التي وردت في فضائل الصحابة رضي الله عنهم أجمعین....؟!!!.
الادعاء الرابع عشر بعد المائة وقوله : إخباره صلى الله عليه وسلم أن الناس سوف لن يطيعوا عليا .
قال المؤلف : إن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) فيه إشارة لطيفة الى خروج الأمة على الطاعة وعدم الرضوخ لعلي كما خرج بنو إسرائيل على هارون ....؟!
ردنا عليه :
قلت: إن استدلالك هذا لا یصح فلا یجوز أو ینبغي أن نشبه هذا الشيء بذلك ثم نجعل قصتها واحدة فنستنج أن لهما حکم واحد ، بل الصحیح وما لا بد منه هو النظر الی وجه الشبه وأسبابه وما یترتب علیه ، فسیدنا محمد صلی الله علیه وسلم جعل علیاً خلیفة علی المدینة عند ذهابه الی تبوك ، بینما سیدنا موسی علیه السلام جعل أخاه هارون علیه السلام خلیفة في قومه عند ذهابه الی میقات ربه سبحانه اما موسی فابتلی الله تعالی قومه من بعده بالسامري ففتنوا به وأصاب سیدنا هارون من الهم والغم بسبب ذلك ما أصابه حتی رجع موسی علیه السلام من الطور، بینما لم یوجد ذلك السامري في قوم محمد صلی الله علیه وسلم عندما رجع من تبوك، بل کان الأمر علی حاله کما ترکه، فقولك هذا قول مخجل لا ینبغي لأحد أن یقول مثله، والآن تعالوا لنری الفرق بین هذین الأمرین.
1- إن هارون علیه السلام توفي في حیاة موسی أما علي فلم یتوفی الا بعد وفاة محمد صلی الله علیه وسلم بفترة طویلة.
2 ـ لقد ابتلي قوم موسی بالعذاب والفتن في هذه الدنیا بسبب عصیانهم لهارون علیه السلام أما أمة محمد صلی الله علیه وسلم فأصبحوا أعزاء ومازالوا والحمدلله .
3 ـ ان السامریون أیها المدعي الکذاب تمکنوا من السیطرة علی نصف المعمورة وحکموها ومازالت لهم الکلمة المسموعة فهم أنس النفوس وراحة القلوب...؟!!
في الحقیقة ان التقول بمثل هذه الأقاویل فضیحة کبیرة لقائلها، اذ یقول الحق تبارك و تعالی :« إن مثل عیسی عندالله کمثل آدم » آل عمران: 59 .
والآن فلتستنتج أیها المؤلف الحاذق من هذه الآیة الکریمة ان الشیطان قد أغری عیسی ومنّاه کما فعل بأبینا آدم علیه السلام....؟!! أقصر یا هذا، وحسبك هذا التهتك وقلت الحیاء .. استح خیر لك .
علی کل أنسان أن یراجع ما بین یدیة ویمیز کل قول یسمعه ولا یتعجل بالحکم علی الاشیاء والمساواة بینها بمجرد التشابه بینها، فلو تساءلنا وقلنا: لماذا ذکر الله تعالی قصة موسی وهارون وکیف ان موسی علیه السلام جعل أخاه هارون وأمره أن یخلفه في قومه.... لماذا؟ بینما لم نر ذلك ولا قریب منه ولا شبهه ولم نسمع أو نقرأ في کتاب الله أن محمداً صلی الله علیه وسلم قد جعل علیاً خلیفته من بعده، إننا لم نر ذلك لا بطریق العبارة ولا بالاشارة ، ثم تأتي أنت لتشبه علیاً بهارون...؟!! ان ذکر قصة موسی وهارون علیها السلام لم تکن بتلك الأهمیة التي بلغتها ووصلت الیها مسألة الخلافة والوصاية لعلي رضي الله عنه، فإن تلك القصة تتعلق بأمر قد مضی وسبق بینما هذه لها صلة کبیرة وأهمیة عظیمة بهذا الدین الذي جعله الله خاتم الأدیان وأعظمها شأناً وأرفعها منزلة ، فکیف إذاً یذکر الله تعالی تلك القصة قصة موسی وهارون ویدع ذکر أهم واعظم مسألة ثم لا یأتي لها اي ذکر ولو علی سبیل الاشارة والتلمیح....؟!!
أعرف جیداً مدی عداوتك وبغضك لکتاب الله تعالی وقرآنه المجید ، واعلم کذلك إنك تمنیت لواستطعت ان تمد یدك الشلاء لتضع في کتاب الله تعالی ما وضعتموه في حدیث النبي صلی الله علیه وسلم ودسستموه فیه ، ولکن هیهات هیهات أنی لك ذلك أیها المخبول فالله سبحانه قد تکفل بحفظ کتابه وصیانته من ایدي سامریي هذا الزمان والازمنة التي سبقته ، فلا حاجة الی فضحهم اکثر وقد فضحهم الله
وخذلهم.
ومما رأیته من عجائب هذا المؤلف وغرائبه الکثیرة في کتابه أنه تساءل: لماذا لا توجد آیة واحدة صرحت بأمر الخلافة والوصایة لعلي بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم؟ فقال: لأن الکتابة والتلمیح أبلغ من التصریح قلت: ان كلامك الفارغ أيها الأخرق هو الجواب الکافي والشافي لك ولأمثالك...؟!!!!
الادعاء الخامس عشر بعد المائة وقوله : لو فهمتم اللغة العربية وعرفتم أسرارها لأدركتم المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المنزلة ...!! .
إن الإستثناء والمستثنى منه يفيد العموم عند أهل اللغة دائما ، ولا سيما في هذا الحديث حيث أضيفت كلمة ( منزلة ) الى العَلَم فيفيد العموم قطعا ويقينا بدليل صحة الإستثناء ( إلا أنه لا نبي بعدي ) وأن الإستثناء متصل ، إضافة الى ذلك ، فإن علماء الأصول صرحوا : بأن اسم الجنس إذا أضيف يفيد العموم خصوصا إذا كان محلى بالالف واللام .
فكلمة ( منزلة ) التي وردت في قول الرسول صلى الله عليه وسلم نراها مضافة الى العلم وهي تفيد العموم .
ردنا عليه :
انظر الی هذا المتکلف بما لا طائل من وراءه ولا حاجة للأمة الی امثاله...؟ إنه یأخذ من قول النبي صلی الله علیه وسلم ما یوافق هواه ویدع مالا یشتهیه...؟!! فهل کان النبي صلی الله علیه وسلم یتکلم باللغة الصینیة حتی جعلت من نفسك مأموراً وناطقاً بالنیابة عنه لتفهیم الأمة کلام نبیها...؟!! فانظر ایها المدعي بما لیس فیه: لا ضرورة تذکر لان تسوق الینا هذه القضایا المنطقیة التي فتنت بها أنت وقومك بعد أن أعرضتم عن کتابه وسنة نبیه صلی الله علیه وسلم ، فدع عنك هذه القضایا سواءاً الکلیة منها أو الصغری ودعني استحلفك بالله الذي لا اله غیره، ألم یکن النبي صلی الله علیه وسلم قادراً أن یقولها بکل صراحة ووضوح: إن هذا علي هو خلیفتي ووصیي وولي کل مؤمن من بعدي؟ اذاً فدع عنك الهرولة خلف الجار والمجرور والمضاف والمضاف الیه والعاطف والمعطوف ولا تعید وتصقل بقصة موسی وهارون علیهما الصلاة والسلام ، ولا تضرب أقوال الاصولیین بعضها ببعض، ثم مالنا نراك عدت الی عادتك القدیمة ونهجك السيء فقمت تسرد المقولات والأقوال علی لسان إمامك وقدوتك سلیمان البلخي وتشفعه بالنقل عن الامام مسلم النیسابوري لتغطي بهذا سوأتك، ثم تذکر لنا هذا الحدیث او ذلك بالالفاظ التي تناسبك وتوافق ذوقك الرفیع لتستخرج منها المعاني الفاسدة التي تریدها.......؟!!
قل بربك: من هو هذا المأفون المخذول سلیمان البلخي لتقدمه علی الامام مسلم النیسابوري في نقل النصوص والاحادیث والروایات...؟ ان مثلك مثل من یساوي بین الثری والثریا وبین التبر والوبر ...؟ ثم لم تقف عند هذا الحد حتی قدمت المعدن المزیف علی الذهب الخالص...؟!!.
الادعاء السادس عشر بعد المائة وقوله : لم يقتصر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لحديث المنزلة عند خروجه الى تبوك ، بل قد تكرر ذكر ذلك منه عدة مرات ..!!
ردنا عليه :
قلت: هذا کذب فقد ورد هذا الحدیث في غزوة تبوك فقط إما بقیة الروایات فهي إما مختلقة موضوعة أو ضعیفة لا یحتج بها ، فما لك ترجع مرة أخری لتحتج بما في کتب سلیمان البلخي والمسعودي وسبط بن الجوزي والخوارزمي وبعض ما ورد عند أهل السنة...؟ مع إنك افتریت الکذب حینما نقلت عنهم ونزعت عنك جلباب الحیاء وقلت بکل صلافة وقحة ووقاحة : ان هذا القول في کتاب کذا وذاك في کتاب کذاَ، مع أنه لا یوجد لما قلت من أثر فیمن ذکرت من کتب ومصادر....!!! وأنتم أعزائي لکم کامل الأختیار ولکم أن تتأکدوا بأنفسکم لتتیقنوا من قلة حیاء هذا الرجل وکذب ما یدعيه ..؟!!!
الادعاء السابع عشر بعد المائة وقوله : إن رسول الله (ص) لما آخى بين أصحابه قال (ص) : ( هذا علي أخي في الدنيا والآخرة ، وخليفتي في أهلي ، ووصيي في أمتي ، ووارث علمي ، وقاضي ديني ، ماله مني مالي منه ، نفعه نفعي ، وضره ضري ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ) .
ردنا عليه :
ان الحقیقة الواضحة والتي یعرفها کل أحد أن النبي صلی الله علیه وسلم حینما آخا بین المهاجرین والأنصار لم یجعل علیاً أخاً له في تلك اللحظة حتی یقول له مثل هذا القول فإذا کانت القصة باطلة من أصلها فبطل کذلك قول کل من ذیل لها وعلق علیها وکتب توضيحا لها أو بیانا لمعاني تلك الحواشي الطویلة.....؟!!!! إذاً علیك أن تثبت الأخوة أولاً ثم تعال فطالبنا بالمیراث..؟!!!
الادعاء الثامن عشر بعد المائة وقوله : فكما أن هارون كان خليفة أخيه موسى بن عمران في قومه ، ولكنهم لن يأخذوا بقوله وخالفوه وتوجهوا إلى العجل الذي صنعه السامري لهم فعبدوه ولما منعهم هارون من ذلك ، وقال لهم : هذا شرك وكفر بالله عز وجل ، هاجموه وكادوا يقتلوه ولما لم يجد أعوانا وأنصارا سكن وسكت وتركهم في غيهم وطغيانهم يعمهون . كذلك أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي (ع) ـ الذي شبهه النبي (ص) بهارون في حديث المنزلة وقد ذكرناه في الليالي السالفة مع المصادر والمعتبرة عندكم ـ لما رأى القوم بعد رسول الله (ص) انقلبوا على أعقابهم وتركوا الحق وخالفوا أمر ربهم فوعظهم وأرشدهم ، ولكنهم هاجموه وكادوا يقتلونه ، فسكت وسكن وتحمل وصبر .
ردنا عليه :
هذاالقول لیس صحیحاً ، نعم إن هناك نوع تشابه بینهما ولکن لیس من جمیع الوجوه ، فموسی علیه السلام حینما عاد من الطور وجد قومه عبدوا العجل من دون الله، أما نبینا محمد صلی الله علیه وسلم عندما عاد من تبوك لم یجد الناس علی الحال الذي کان علیه أصحاب موسی، بل وجد الجمیع علی السمع والطاعة لعلي رضي الله عنه ولم یختلفوا علیه في شيءٍ أبداً ، کما لم یکن هناك أي شك أو ربیة من علي اتجاه من کانوا تحت إمرته وأمره ونهیه ...؟!! إما إن قلت: إنك تقصد بعد وفاة النبي صلی الله علیه وسلم ، فنقول لك: هذا کذلك لا یسمی تشابه لان موسی حینما رجع کان قد أصلح ما أفسده قومه من بعده ، أما محمدٍ صلی الله علیه وسلم فإنه لم یرجع...!!! ویجب أن یکون في علمك کذلك إن الله تعالی عذب السامري في الدنیا جزاء عمله السيء وما اقترفته یداه من جرم ، وأما سامریوا قوم محمد ( کما تزعم ذلك ) فإن الله لم یعذبهم بل علی العکس تماماً فقد أعزهم
وأکرمهم وأورثهم الارض یتبؤون منها حیث شاؤوا فمکن لهم وأقام لهم دولتهم
والی الآن فهم لا یحکمون البلاد والعباد فقط ،بل وحتی قلوب الناس
وأفئدتهم....!! أتعرف لماذا...؟ لأن الله تعالی أدخل محبتهم في قلوب کل مؤمن
ومؤمنة وإن ساءك ذلك ، بل وعلى رغم أنفك ..؟!!!. أما الشیعة والذین هم أقلیة بین المسلمین فهؤلاء بحمدالله فقد كتب الله تعالی علیهم الذلة والمسکنة أینما ثقفوا فهم لا یجرؤون علی إظهار العدواة والبغضاء ـ فأین الشبة الذي تتحدث عنه...؟!!! توفي هارون علیه السلام بعد موسی علیه السلام ، أما علي رضي الله عنه فقد توفي بعد النبي صلی الله علیه وسلم ، الخلیفة بعد موسی هو یوشع بن نون لا هارون فأین التشابه الذي تتحدث عنه بعد الوفاة...؟ وقد سُئل المؤلف: لماذا جاء الاخبار والامر بالخلافة والوصاية علی وجه التلمیح لا التصریح ؟ فأجاب: لان الکتابة والتلمیح أبلغ من التصریح...؟!!!، وأود أن أقول کلمه أخیرة هنا: ان النبي صلی الله علیه وسلم عندما کان یرید أن یخرج في مهمة أو عمل ما فإنه کان ینیب ویؤمر مکانه أحد أصحابه ، فما الداعي اذاً الی هذه التأویلات الباهته والتخرصات المقیته...؟
ان الشیعة لا تعرف من الدین شیئاً إنما الذي تعرفه وتجیده هو ثرثرة الكلام والمنطق اليوناني ..
الادعاء التاسع عشر بعد المائة وقوله : روى الإمام أحمد ، في مسنده 1/111
والثعلبي في تفسيره عند آية الإنذار . والعلامة الكنجي الشافعي ، في " كفاية الطالب " أفرد لها الباب الحادي والخمسين . والخطيب موفق بن أحمد الخوارزمي ، في المناقب . ومحمد بن جرير الطبري ، في تفسيره عند آية الإنذار ، وفي تاريخه 2/217 بطرق كثيرة. وابن أبي الحديد ، في شرح " نهج البلاغة " . وابن الأثير ، في تاريخه ، الكامل 2/22 . والحافظ أبو نعيم ، في " حلية الأولياء " . والحميدي ، في " الجمع بين الصحيحين " . والبيهقي ، في " السنن والدلائل وأبو الفداء ، في تاريخه 1/116 . والحلبي ، في السيرة 1/381 . والإمام النسائي في الخصائص ، حديث رقم 65 . والحاكم في المستدرك 3/132 . والشيخ سليمان الحنفي ، في الينابيع ، أفرد لها الباب الحادي والثلاثين . وغيرهم من كبار علمائكم ومحدثيكم ومفسريكم رووا ـ مع اختلاف يسير في العبارات ـ : إنه لما نزلت الآية الشريفة : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) جمع رسول الله (ص) بني عبد المطلب ، وكانوا أربعين رجلا ، منهم من يأكل الجذعة ويشرب العس .، فصنع لهم مدا من طعام ، فأكلوا حتى شبعوا ، وبقي كما هو ! ثم دعا بعس ، فشربوا حتى رووا ، وبقي كأنه لم يُشرب ! ثم خاطبهم رسول الله (ص) قائلا : يا بني عبد المطلب ! إن الله بعثني للخلق كافة وإليكم خاصة ، وقد رأيتم ما رأيتم ، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان وثقيلتين في الميزان ، تملكون بها العرب والعجم ، وتنقاد لكم الأمم وتدخلون بهما الجنة ، وتنجون بهما من النار ، وهما شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله . فمن منكم يجبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به يكن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ؟ وفي بعض الأخبار : يكون أخي وصاحبي في الجنة . وفي بعض الأخبار : يكون خليفتي في أهلي . فلم يجبه أحد إلا علي بن أبي طالب ، وهو أصغر القوم . فقال له النبي (ص) : اجلس وكرر النبي (ص) مقالته ثلاث مرات ولم يجبه أحد ، إلا علي بن أبي طالب (ع) . وفي المرة الثالثة ، أخذ بيده وقال للقوم : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . هذا الخبر الهام الذي اتفق على صحته علماء الفريقين من الشيعة والسنة .
ردنا عليه :
ورد في حدیث « الدار یوم الأنذار» أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قد اصطفی علیاً واختاره خلیفة من بعده ، فتری المؤلف کعادته یتعامل مع الحدیث بالکم والکیل غیر مبالیاً بمستوی تلك الأحادیث من حیث الصحة والثبوت والحجیة فقال:
قلت: نعم جاء هذا الحدیث عند أحمد وهو حدیث ضعیف، بینما هذا المؤلف المخادع تراه یحتج ویستدل بکل حدیث مهما کان مستواه لا لشيءٍ الا لأنه یذکر فضیلة أو منقبة من مناقب علي رضي الله عنه وفضائله، وکأن الأمة تحتاج الی هذا الحدیث المتهافت أو ذاك حتی تعرف علیاً رضي الله عنه وما له من الید البیضاء والسابقة الحمیدة والمنزلة العالیة في الاسلام...؟!!!. یذکر المؤلف هذا الحدیث بینما نجد أن متن الحدیث یشهد علی کذب هذا الإدعاء و بطلان مثل هذا الکلام وذلك للآتي :
1ـ لو فرضنا ذلك جدلاً وقلنا بإسلام کل من له صلة وقرابة بالنبي صلی الله علیه وسلم من أهله وعشیرته فهل ذلك یعني أنهم بذلك کلهم یستحقون منصب الخلافة
وأنهم کلهم ولابد ان یکونوا الخلفاء بعد النبي صلی الله علیه وسلم...؟؟
2- مما یجب أن یعلم في دین الله تعالی ان نبي الاسلام ورسول الرحمة لم یبعث الا لیقیم هذا الدین علی الحق والعدل الذي میز الله به هذه الأمة عن غیرها من الأمم إذا لم یکن النبي صلی الله علیه وسلم یحذر أمته ثم یجعل الحکم في علي وأهل بیته لیکون بذلك ملکاً عظوظاً بحجة إن علیاً کان من السابقین في الإسلام، المسارعین لنصرته..؟ ألم یکن سیدنا ابوبکر رضي الله عنه أسبق اسلاماً منه واعظم بلاءاً واکثر غناءاً وأعظم بذلاً وأرجح عقلاً وأصوب رأیاً في الاسلام ؟ هل تدعوا أن النبي صلی الله علیه وسلم بذلك یرید أن یحیي العادات والتقالید الساسانیة في نظام الحکم ووضع أسس القیادة والإمامة ؟! وقد جاءنا بدین وشریعة هي الأفضل من بین الادیان والشرائع کلها والحمدلله تعالی...!!!! راجعوا أنفسکم ولو مرة
واسألوها هذا السؤال : هل یقبض الله أرواح أبناءه صلی الله علیه وسلم وفي حیاته لیقطع بذلك السبیل أمام المتقولین أمثالکم من قیام هذا النظام الملکي ، ثم یجعله في أبناء عمه وأحفاده من ابنته....؟!!!
3- إن علیاً رضي الله عنه نشأ وتربی في أحضان الرسول صلی الله علیه وسلم
وفي بیته فکان إیمانه واتباعه للرسول الله صلی الله علیه وسلم واسلامه أمراً طبیعيا لا غرابة فیه ، وإنما العجب کل العجب أنه مع کل هذه الظروف والاسباب التي یسرت له الدخول في الاسلام... ثم هو لا یسلم...؟؟؟؟.
الإدعاء العشرون بعد المائة وقوله: روى العالم الفاضل والمحدث الجليل الثقة العدل الشيخ علي بن إبراهيم القمي ـ من أعلام القرن الثالث الهجري ـ في كتابه المعروف بتفسير القمي . ضمن تفسيره سورة الصافات ، وكذلك العلامة اللغوي والعالم الديني الورع الزاهد التقي فخر الدين الطريحي في كتابه مجمع البحرين ، وكان يعيش قبل ثلاثمائة سنة تقريبا ، روى في مادة كوكب . وروى العلامة الجليل والمحدث النبيل المولى محمد باقر المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار مجلد السماء والعالم ، قالوا بأنه (ع) سئل عن الكواكب في السماء فقال في جوابهم : هذه الكواكب مدائن مثل المدائن التي في الأرض . تربطها أعمدة من نور، هذا الكلام ـ في ذلك الزمان الذي ما كانت فيه هذه الوسائل والآلات الكاشفة للكرات والسيارات الفلكية ـ يعد من المعاجز العلمية التي تدل على أن قائلها إنما كان يستوحي علمه من السماء ومن الخالق العظيم لأن هذا الكلام على خلاف ما كان يعتقد العلماء و الفلكيون في ذلك العصر . وبعد مضي أكثر من ألف سنة انكشف صحة كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) . ولقد كان لأولاده الأئمة المعصومين سلام الله عليهم كلام من هذا القبيل أيضا وهو كثير وقد جمعه أحد علمائنا الكبار في كتاب سماه ـ الهيئة والإسلام ، من المناسب أن أحدثكم بحديث حدث في سفري هذا من العراق إلى بلادكم وهو : أني لما ركبت السفينة والباخرة من ميناء البصرة وتوجهت إلى الهند ، صادف أن رافقني في الغرفة التي كنت فيها المستشرق الفرنسي مسيو جوئن وكان يجيد العربية والفارسية إلى جانب لغته الفرنسية فتصادقنا مدة سفرنا الذي طال أياما كثيرة وكنت وإياه في طول الطريق نتحادث عن الأمور العلمية والدينية وكنت مهتما بإرشاد الرجل إلى الإسلام من خلال حديثي عن اعتقاداتنا الحقة وتعاليم ديننا السامية الواصلة إلينا من النبي (ص) وأهل بيته وعترته والتي تشكل مذهب الشيعة الإمامية ،وفي يوم من الأيام أقر الرجل وقال : إني أعترف بأن دين الإسلام يشتمل على تعاليم سامية ، وعقائد عالية ومعنويات عظيمة ، بحيث لا توجد مثلها في سائر الأديان وحتى المسيحية ولكن أتباع الديانة المسيحية توصلوا في الاكتشافات العلمية والاختراعات الصناعية ،وتقدموا في الأمور المادية إلى بعد الغايات وسبقوا المسلمين وأتباع الديانات الأخرى في توفير وسائل الراحة والسعادة في الحياة .
قلت له : كلامك صحيح ولا ننكر ذلك ، ولكن أساس هذه العلوم التي أدت إلى تلك الاكتشافات العلمية والاختراعات الصناعية بيد الغربيين كان منبعها وأساسها من الإسلام والمسلمين والتاريخ يشهد بأن الغربيين إلى القرن الثامن الميلادي كانوا يعيشون في بربرية وهمجية ، في حين كان المسلمون يحملون راية العلم وكانوا آنذاك دعاة التمدن والتقدم والصلاح ، كما يعترف بذلك كبار أعلامكم مثل ارنست رنان الفرنسي ، وكارليل الانجليزي ، وندرمال الألماني وغيرهم
ردنا عليه :
من الأدلة القویة التي یعتمد علیها الشیعة في إثبات ولا تحکم بصحتها دو أو تعتمد علیها...؟ خلافة علي للنبي صلی الله علیه وسلم هو أقوال الکفرة من الأفرنج وتصریحاتهم...؟!!.
سأل شخص، ما اسمك ؟ فأجاب قائلاً: مسیو قرابیط، فقالوا: حسبنا هذا فلا ضرورة أن نسألك عن دينك..!!
فنقول نحن کذلك: حسبنا قولك هذا فقد عرفنا الحق الذي لك من شودك وصدق النبي الکریم حینما قال: « إذاً لم تستح فاصنع ماشئت».
الإدعاء الحادي والعشرون بعد المائة وقوله : أخرج أبو المؤيد بن أحمد الخوارزمي في كتابه
" فضائل أمير المؤمنين ( ع )" الفضل ، بإسناده عن النبي (ص) أنه قال : لما وصلت في
المعراج إلى سدرة المنتهى ، خاطبني الجليل قائلا : يا محمد ! أي خلقي وجدته أطوع لك ؟
فقلت : يا رب ، علي أطوع خلقك إلي .
قال عز وجل : صدقت يا محمد .
ثم قال : فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ، ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون .
قال (ص) : قلت : يا رب اختر لي ، فإن خيرتك خيرتي .
قال : اخترت لك عليا (ع) ، فاتخذه لنفسك خليفة ووصية ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أمير
المؤمنين حقا ، لم ينلها أحد قبله ، وليست لأحد بعده .
اعلموا أن الأخبار في هذا المضمار، كثيرة في كتبكم المعتبرة ، وقد نقلت لكم بعض ما أحفظ
منها ، كي يعلم الحافظ بأننا لا نرو إلا ما رواه علماؤكم الأعلام ، ولا نقول إلا الحق ، ولا نعتقد
إلا بالحقيقة والواقع .
ردنا عليه :
قلت: ان السؤال الذي أوجهه الیك هو: إنك حینما کتبت هذا الکتاب قمت بنقل النصوص والأدلة واستشهدت بکتب أهل السنة دون استثناء فإن کان أهل السنة تیفقون مع الشیعة في أقوالهم و ما یعتقدون فما هي المشکلة عندئذ ..؟ ولماذا یکون أهل السنة أعداءاً لعلي رضي الله عنه في الوقت الذي ینقلون فیه کل هذا الکم الهائل من الروایات والأحادیث في کتبهم والتي تدل بجملتها علی ما لهذا الصحابي الجلیل والإمام الحبر من فضل ومنزله...؟؟. ولیس هذا فحسب بل إنه نقل ذلك القول وتلك الروایات ولو انها جاءت علی لسان سیدنا عمر رضي الله عنه...!! ثم إنه یرید بمکره وخبثه وکثرة هذره وثرثرته أن يسکت المقابل لیقول بعد کل هذا الکلام الطویل الممل کیف لي أن أجیب علی هذا کل .. وهو کثیر...؟!!!
أرأیت الی هذا الرجل الإمعة الذي قل حیاؤه وذهب ماؤه من وجهه..؟!!
إني علی یقین تام إن هذا المؤلف لم یکن لیجرأ علی تألیف مثل هذا الکتاب لو أنه وضع في باله مسبقاً إن الشعب الایراني سوف يبذل جهده ویتعب نفسه في المراجعة والقراءة والتحقیق فيما یقوله من أکاذیب ، کما أنه کان یعلم جیداً ان هذا الشعب المغلوب علی أمره لم یکن یعرف شیئاً عن الخوارزمي هذا، أم تراهم کانوا یظنونه أکلة من الأکلات أو أنه شیئاً یشرب..؟!!! إنه لو کانت لدیه ذرة من الحیاء ولو کان قد وضع في باله شیئاً من القدر والاحترام لهذا الشعب الایراني لما کان یقدم الخوارزمي هذا باعتباره عالم کبیر من علماء أهل السنة وینسبه إلیهم..!! یا لیته قال ذلك مرة واحدة في کتابه لوجدنا وبحثنا له عن عذر فنعتذر له - بل إنه قد کرر هذا القول وأعاده في کتابه کثیراً حتى لم يعد باستطاعتنا إحصاء ذلك .؟! ولکننا نقول له: قد خاب ظنك وخبت وخسرت فإننا لا ولن ندع میدان الدفاع عن هذا الدین ودحض أکاذیبك وافتراءك أیها المأفون .
ثم کیف ارتضیت لنفسك أن تنسب کل هذه الأحادیث الکثیرة الی کتبنا وتعتبرها صحیحة ثابته ثم تظننا إنا ندع هذا الحق کله وما جاء فیها ثم نتبع ابابکر وعمر...؟!! أم کیف ترید أن تقنعنا ونصدق ظنك الکاذب هذا وان کل ما جاء في کتابك من الاحادیث المنقولة من کتب أهل السنة أحادیث صحیحة معتبرة، ولا شك إنها أصح مما جاء في کتبهم من تلك الأحادیث الواهیة الموضوعه، کیف یکون ذلك کله ثم لا نجد آیة واحدة تصدق ذلك کله ولو علی سبیل الاشارة لنفهم منها
ونقف علی تلك الحقیقة المهمة أن علیاً رضي الله عنه هو خلیفة رسول الله
ووصیه من بعده...؟؟ هل یعقل ان الله تعالی یحل علیاً کل هذا المحل الرفیع والمنزلة العالیة التي لم تکن لأحد قبله من البشر ثم تراه لا یعتبره جدیراً بذکر اسمه في کتابه ووحيه ولو لمرة واحدة.....؟!!! هل کان یعرف هذا المدعي الکذاب مؤلف هذا الکتاب أنه لن یأتي من بعده من یسأله هذه الأسئلة العدیدة، أم تراه أنه کان یعتبر کل من یوجه الیه هذه الأسئلة وهابیاً خارجاً عن الملة...؟ ومن کان هذا حاله فهو عند المؤلف لا یستحق أن یحاجج أو یناقش أو ینظرالى دلیله وما لدیه من حجج وبراهين ، بل جزاء من طلب الحق وسعی الیه هو الضرب بالعصا أو الحکم بالاعدام بسلاح رشاش......!! والا فلماذا صنعت هذه الوسائل الرادعه......؟؟!!!.
ثم لو أن شخصا عنَ في نفسه أن یوجه الی هذا المدعي سؤالا ولکن هذه المرة سیکون سؤاله بعیداً عن أسلوب العصا والهراوة متوخیاً في طرحة الأدب واللین فماذا ستظنوا سیکون جوابه ...؟ لا شيء سوی اللجاجة في الکلام واللغو الباطل
وقلة الحیاء.... إنهم بلا أدنی شك قد فکروا جیداً فلم تعییهم الوسائل أو تنقصهم الحیل للرد علی کل من واجههم واعترض علیهم....!!!
الادعاء الثاني والعشرون بعد المائة وقوله : قلت : مع أن كبار علمائكم أمثال : الذهبي والسيوطي وابن أبي الحديد وغيرهم أعلنوا بأن الأمويين والبكريين وضعوا أحاديث كثيرة مجعولة في فضائل أبي بكر ، مع ذلك نحن نستمع إليك رجاء أن لا تكون رواياتك وأخبارك من تلك الموضوعات والمجعولات .
نقل حديث في فضل أبي بكر وردّه
الشيخ عبد السلام : لقد ورد في حديث معتبر عن عمر بن إبراهيم بن خالد ، عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده العباس ، أن رسول الله (ص) قال : يا عم ! إن الله جعل أبي بكر خليفتي على دين الله ، فاسمعوا له وأطيعوا تفلحوا .
قلت : هذا حديث مردود ، ليس قابلا للبحث والنقاش .
الشيخ عبد السلام : كيف يكون مردودا وهو مروي عن العباس عم النبي ؟!
قلت : إنه حديث مردود عند علمائكم أيضا ، فإن كبار علمائكم نسبوا بعض رواة هذا الحديث مثل عمر بن إبراهيم إلى الكذب وجعل الأحاديث ، فلذا فإن رواياته ساقطة عن الاعتبار .
قال الذهبي في كتابه " ميزان الاعتدال" في ترجمة إبراهيم بن خالد ، وقال الخطيب البغدادي في " تاريخه " في ترجمة عمر بن إبراهيم : إنه كذاب ، ساقطة عن الاعتبار .
الشيخ عبد السلام : ما تقول في هذا الحديث الذي رواه الصحابي الثقة أبو هريرة : إن جبرئيل نزل على النبي (ص) وقال : إن الله تعالى يبلغك السلام ويقول : إني راض عن أبي بكر ، فاسأله هل هو راض عني ؟!!
قلت : يجب أن ندقق في نقل الأخبار والأحاديث ، حتى لا نواجه مخالفة العقلاء .
ردنا عليه :
أولا : إنه اتهم أهل السنة بأنهم یضعون حدیثاً لأثبات الخلافة لأبي بکر بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم..!!
ثانيا : قال المؤلف هذا الحديث دون أن یذکر المصدر الذي نقل منه والحدیث الذي ذکره ..؟!
قلت: لاشك من وضع واختلاق لهذین الحدیثین وسترون في الصفحات القادمة ذلك المکر وتلك الشعوذة التي أختارها المؤلف منهجاً لکتابه وطریقة یسیر علیها ویعتمد علیها في کل ما یقوله ویدعیه...
الادعاء الثالث والعشرون بعد المائة وقوله : إذا لا ترعبني يا شيخ بكلمة " الصحابي " لأن أبا هريرة هو من جملة أولئك المنافقين الملعونين ، ولذا فإن رواياته مردودة غير معتبرة عند أهل الحديث المحققين .
الشيخ عبد السلام : أولا : إن كان أبو هريرة مردودا عند جماعة من العلماء ، فهو مقبول عند آخرين .
ثانيا : لا دليل على أن المردود عند بعض العلماء يكون ملعونا ، ويكون من أهل النار ، لأن الملعون هو الذي لعن في القرآن الحكيم أو على لسان النبي الكريم(ص).
دليل لعن أبي هريرة
قلت : أدلة العلماء الذين ردوا روايات أبي هريرة ورفضوها كثيرة وغير قابلة للتأويل .
منها : إنه كان موافقا لمعاوية ، وهو رأس المنافقين وزعيمهم ، الملعون على لسان النبي المأمون (ص) ، وقد كان أبو هريرة ، كما نقل العلامة الزمخشري في " ربيع الأبرار " وابن أبي الحديد في " شرح نهج البلاغة " وغيرهما ، أنه كان في أيام صفين يصلي خلف الإمام علي عليه السلام ويجلس على مائدة معاوية فيأكل معه ، ولما سئل عن ذلك ؟ أجاب : مضيرة معاوية أدسم ، والصلاة خلف علي أفضل ( أتمّ) ولذا اشتهر بشيخ المضيرة .
ردنا عليه :
ینقل المؤلف وللمرة تلو المرة عن ابن ابي الحدید والزمخشري أنهما قالا: إن أبا هریرة کان یقول في معرکة صفین، إن الحق مع علی ولکن مائدة معاویة أدسم...؟!! لاحول ولاقوة الا بالله لا یکف هذا الرجل من قول الباطل فسوَد ألف صفحة بسواد قلبه قبل أن یسودها بمداد قلمه فملأها کذبا وطعنا من غیر أن یخشی یوماً تشخص فیه القلوب والأبصار لله رب العالمین....!! إن علماءنا رحمهم الله تعالی هم من نقل الینا هذه الاحادیث التي تعدَ بالآلاف عن هذا الصحابي الجلیل فلو کانوا یرون ما تری أنت لم ینقلوا کل هذا الکم الوافر من أحادیث الرسول الکریم صلی الله علیه وسلم عند رضي الله عنه...؟!! ثم إن علماءنا رحمهم الله تعالی قد قالوا کلمة الفصل في هذا الأمر ، وذلك أن أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم
ورضي عنهم عدول لا یضرهم قولك هذا أو قول أمثالك من الأفاکین الکذبة وإن کان هناك حدیث ضعیف جاء بطریق ما عن أبي هریرة فإن ضعفه ذلك لا یعود الی أبي هریرة نفسه رضي الله عنه ،وإنما الضعف فیمن رواه عنه ، فلابد من العودة الى سند الحدیث لیعرف علة ضعفه وسبب رده...؟!! وبهذا یعلم ان قول ابن ابي الحدید والزمخشري وامثالهم لا ولن یؤثر أو یقدح في هذا العالم الرباني والصحابي الحبر رضي الله عنه ، فما هما الا رجلان ضالان من أهل الاعتزال لاوزن لهم ولا قیمة تذکر عند أهل والجماعة ، وأنت لم تستدل بأقوالهم إلا لأنهم وافقوا هویً کان في قلبك وفرح کذلك أعداء الاسلام ومبغضیه من الشیعة والمشرکین وعباد الصلبان فعلیکم أیها الضالون المضلون من الله تعالی ما تستحقونه ، وعلیك أن تعلم ویعلم ذلك کل مشعوذ مثلك أنکم لن تسیئوا الی أبي هریرة رضي الله عنه وقد روینا أحادیثه وقبلناها وعملنا بها وکان محلها عندنا أغلی من ماء العین والروح فيالجسد ، بل لا یوجد کتاب من کتبنا الا وقد نقل عنه جملة صالحة من احادیثه المبارکة نقلها الينا من فم الصادق المصدوق علیه الصلاة والسلام .
الإدعاء الرابع والعشرون بعد المائة وقوله : كما في كتب كبار علمائكم مثل : شيخ الإسلام الحمويني في " فرائد السمطين " باب 37 ، والخوارزمي في " المناقب " والطبراني في " الأوسط " والكنجي الشافعي في " كفاية الطالب " والإمام أحمد في " المسند " والشيخ سليمان القندوزي في " ينابيع المودة " وأبو يعلى في " المسند " والمتقي الهندي في " كنز العمال " وسعيد ابن منصور في " السنن " والخطيب البغدادي في " تاريخه " والحافظ ابن مردويه في " المناقب " والسمعاني في " فضائل الصحابة " والفخر الرازي في " تفسيره " والراغب الأصفهاني في " محاضرات الأدباء " وغيرهم ، رووا عن النبي (ص) أنه قال : علي مع الحق ، والحق مع علي ، يدور الحق حيثما دار علي عليه السلام
وقال (ص) : علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،وأبو هريرة يترك الحق والقرآن بتركه عليا عليه السلام ، ويحارب الحق والقرآن بانضمامه إلى معاوية بن أبي سفيان ، ومع ذلك تقولون : هو صحابي جليل وغير مردود وغير ملعون ! ومنها : أنه روي في كتب علمائكم ، مثل الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/124 ، والإمام أحمد في " المسند " والطبراني في " الأوسط " ، وابن المغازلي في " المناقب " والكنجي الشافعي في " كفاية الطالب " الباب العاشر ، وشيخ الإسلام الحمويني في " الفرائد " ، والمتقي الهندي في " كنز العمال " 6/153 ، وابن حجر في الصواعق : 74 و75 .
ردنا عليه :
قلت: عجباً لأمر هذا المؤلف!!! ینقل هذا الحدیث في کتابه ویستشهد به مع أن راویه هو أبوهریرة رضي الله عنه....؟!! کیف تروي عن شخص تراه قبل ذلك کاذباً خائناً...؟!! لماذا تذکر حدیثه في کتابك
وترویه ثم تحتج به...؟!! هذا ومما یجب أن یعلم إن حدیث «الحق مع علي » حدیث لا یصح وهو کذب علی رسول الله صلی الله علیه وسلم کما أن الذین غالوا في علي وأفرطوا في حبه فکانوا من الهالکین لأنهم جعلوا علیاً إلها مع الله تعالی فإنهم لم یفعلوا ذلك إلا لانهم استنتجوا من هذا الحدیث أن علیاً هو الحق والحق هو علي فهما شيء واحد...!!!!.
واما بالنسبة للحدیث الآخر وهو قوله صلی الله علیه وسلم: « القرآن مع علي وعلي مع القرآن » فحدیث صحیح ، کما أن أهل السنة یقدمون علیاً ویفضلونه علی معاویه وأبي هریرة رضي الله عنهما ، أما کون أن علیاً أفضل منهم لا یعني کذلك أنه نسيء الیهم و نغمطهم حقهم وننکر فضلهم...؟!! ولا یعني کذلك خطأ الانسان في أمر ما أنه سيء بنفسه ، فإن هذا لم یقل به من أهل العلم أحد نعلمه ، ولا معنی لان تقولوا مثل هذا القول الا لغرض سيء في أنفسکم والله تعالی حسيبنا وحسيبکم ....!
ان أهل السنة یعرفون للصحابة قدرهم ویحسنون الظن بهم ویقدمونهم علی غیرهم، ولکن لا یعتقدون عصمتهم ، بل إنهم بشر من البشر یصیبون ویخطؤون ، ولذلك اعترض أبوهریرة رضي الله عنه علی علي رضي الله عنه لانه لم یأخذ علی ید قاتلي عثمان رضي الله عنه ، فما ظنکم ..؟ هل أن اباهریرة لم یکن قد سمع حدیث « علي مع القرآن » أو أنه سمعه ولکن لم یکن یری أن هذا الحدیث دليل علی عصمتة ...؟!!
إننا نری ان الحدیث بمفهومه یدل علی عصمة علي ولا بد..!!!
ثم لماذا تنسون أو تتناسون أن الحسن رضي الله عنه کان لا یری ما کان یراه والده رضي الله عنه فکان من المعارفین لهذه الحرب..؟!. کما أنه تنازل عن الحکم لمعاویة رضي الله عنه حقناً لدماء المسلمین أولاً، و لما رأی من خیانتکم و عذرکم و کثرة لجاجکم و اختلافکم علی إمامکم....؟!!. ثم لو کان معاویة بهذه الدرجة من من قلة الورع والدین لما وضع الحسن یده بیده واعترف بحکمه و أیده و وقف معه و کان یذهب الیه کل سنة، فإن الحسن رضي الله عنه بهذا العمل یکون عندکم أسوء من معاویة و أقل نصیباً في دینه و ورعه....!!! فهل لدیکم جواباً علی هذا فتجیبونا..؟؟ إذاً إن معاویة رضي الله عنه لم یکن بتلك الصورة الشوهاء السوداء التي أنتم تتصورونها، نعم هناك من هو فاضل وغیره مفضول، فالقول الحق هو ما قلناه نحن و أما أنتم فلیس لکم نصیب في ذلك والحمدلله، ثم إننا حینما نقول: إن علیاً مع الحق والحق مع علي لا یعني أنه صار کذلك الا حینما زوج بنته من عمر رضي الله عنه و جعل من نفسه وزیراً له و انما هو کذلك قبل ذلك و بعده...!!!
الادعاء الخامس والعشرون بعد المائة وقوله : مع ذلك كله يذهب أبو هريرة إلى معاوية
ويجالسه ، حتى يصبح من ندماء معاوية الذي كان في السر والعلن .
ردنا عليه :
1- لا عصمة لأحدٍ من أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم ولا نقول بذلك.
2- وبناءاً علی عدم عصمتهم فإن ذلك یقتضي صدور الخطأ منهم.
3- ولانهم کذلك فهم یقعون أحیاناً ضحیة لمکر أعدائهم وأعداء الاسلام.
4- لم یکن هؤلاء الائمة مالکین لزمام ما یصدر عنهم أي إنهم لا یملکون القدرة علی تعریف الأمور وتقلب الاحوال کما یریدون ولذا فان معرکة الجمل عندما نشبت بسبب ما دبره أعداء الاسلام للوقیعة بالمسلمین لم یستطع الامام دفع ذلك أو منع وقوعه...؟!.
5- ان من الحکمة أن نتروی ونری مالذي فعلوه بعد تلك الفتنة، لا أن تتشدد
ونتنطع أکثر من أهل الشأن والأمر أنفسهم...؟!
6- إن علیاً رضي الله عنه لم تبدر منه بادرة سوء بحق ام المؤمنین عائشة رضي الله عنها حیث أرجعها الی بیتها بکل احترام وتقدیر.
7- ان الحدیث لا یثبت العصمة لعلي رضي الله عنه ولم يقل إن علیاً لا يخطأ أبداً کما إن علیاً رضي الله عنه لم یدعي ذلك لنفسه ، ...! وقبل هذا وذلك فإن کتاب الله لم یعطه هذا الحق ولم يذکر ذلك ولم یخصه به والآیة الکریمة دلیل صدق لنا قال تعالی: « تتجافی جنوبهم عن المضاجع یدعون ربهم خوفاً وطمعا فهل کان علي ممن تشمله هذا الآیة ؟ نعم ان هذا مما لاشك فیه ، إذاً فعلي لم یغتر مثلك بهذا الحدیث « علي مع القرآن » فهو بشر من البشر لم یکن معصوماً ولم یدعي ذلك لنفسه.
الإدعاء السادس والعشرون بعد المائة وقوله : ولكن التاريخ يشهد على خلاف ما تدعيه ، فإن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم منذ قبض رسول الله (ص) مضطهدون ومشردون ومحاربون ! إذ أن حكومة بني أمية حين أسست قررت محاربة آل محمد (ص) وعترته الطاهرة ، وأعلنوا على المنابر سبّ علي بن أبي طالب ولعنه ، وهو أبو العترة وسيدهم ، بل أمعنوا في السب واللعن حتى سبّوا الحسن والحسين وهما سبطا رسول الله و ريحانتاه وسيدا شباب أهل الجنة . وقاموا بمطاردة الشيعة حتى إذا ظفروا بهم سجنوهم وعذبوهم ، وكم قتلوا منهم صبرا تحت التعذيب !! والمؤسف أن بعض علمائكم كانوا يساندون أولئك الظلمة ويفتون بمشروعية تلك الأعمال الجنائية والإجرامية !! وبعضهم يحوكون الأكاذيب والأباطيل بأقلامهم المأجورة فينسبونها على الشيعة على أنها من معتقداتهم ! وبناء عليها يحكمون على الشيعة المؤمنين بالكفر والشرك والرفض والغلو ، وما إلى ذلك من التهم والأباطيل ، فيزرعون في قلوب أتباعهم العوام الغافلين ، بذور عداوة الشيعة المؤمنين . فنحن الشيعة لا نحل دماء وأموال أهل الكتاب ( غير المحاربين ) فكيف نحل دماء وأموال إخواننا المسلمين من أهل السنة والجماعة ؟!
ردنا عليه :
إن السامع لظلامة هذا الرجل وشکواه یظن لأول وهلة إننا معشر أهل السنة والجماعة کنا ومازلنا منذ بدایة الاسلام نبني القبور ونزخرفها ثم نعبد من فیها ونقدسه وأما الشیعة فهم حماة هذا الدین الغیورین علی عقیدته أن تبدل ومقدساته أن تدنس فهم یحاولون بکل ما أوتوا من حزم وعزم أن یمنعوا هؤلاء الوهابیین القبوریین من هذا العمل القبیح الذي لم یأمر به شرع أو یقره دین سماوي...؟!!
ألا فاعلم یا هذا : إن أهل السنة لا یلعنون حیا ولا یأمرون بذلك لأنهم یعلمون جیداً أن الهدایة بیدالله تعالی فقد یمن علی هذا الرجل فیهتدي ویتوب الله علیه ، کما أنهم لا یلعنون میتاً فإنه قد أفضی الی ما قدم فأمره الی الله تعالی إن شاء غفرله وإن شاء عذبه ، فلا یلعنوا أحداً من البشر الا من أمرنا بلعنه صراحة في کتاب الله تعالی وسنة نبیه صلى الله علیه وسلم وهي عمومیات لا تدخل فیما نحن بصدده من هذا الحدیث.
ومما تجدر الاشارة الیه هنا هو أن الکثیر من الأحادیث الصحیحة قد نهت عن اللعن لأي مخلوق کان ولو کان الشیطان نفسه...!! إن الاسلام نهانا عن لعنه
وأمرنا بالتعوذ من شره ، کما إننا أخبرنا بالاحادیث الصحیحة الصریحة ان من لعن شخصاً لم یکن أهلاً للعن فإن ذلك یرجع علی اللاعن نفسه، ولذلك فقد حذرنا دیننا ونهانا أشد النهي عن ذلك ، وعلی العکس من ذلك فإننا نری الشیعة قد لعنت الأخضر والیاس ولعنت الأحیاء منهم والأموات دون أن تبالي أو أن نری أي حرج في ذلك فهم یتهمون أهل السنة بأنهم یبغضون أنصار علي ومحبیه ویلعنونهم بینما لو اطلع أي أحدٍ علی ما ذکره صاحب هذا الکتاب في کتابه لرأی العجب العجاب حیث أنه ملأ کتابه وشحنه بتلك الاحادیث الکثیرة من کتب أهل السنة وهي تشهد وتنطق بحب علي وفضله وهذا إن دلَ علی شيء فإنما یدل علی کذب ما یدعونه ویزعمونه بحق أهل السنة وأنصار الکتاب والهدي النبوي ....؟!!
الادعاء السابع والعشرون بعد المائة وقوله : فأقول : أحد كبار علمائكم ، المشهور بالأدب واللغة ، هو شهاب الدين أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي المالكي ، المتوفي سنة328 هجرية ، ففي كتابه العقد الفريد 269/1: يعبر عن الشيعة الموحدين المؤمنين ، بأنهم يهود هذه الأمة ، ثم إنه كما يتهجم على اليهود والنصارى ويبدي عداءه لهم ، يتهجّم على شيعة آل محمد (ص) ويظهر لهم البغض والعداء ، ومن جملة مفترياته وأباطيله على الشيعة ، يقول : الشيعة لا يعتقدون بالطلاق الثلاث ، كاليهود ... الشيعة لا يلتزمون بعدة الطلاق ! والحال أن أكثر الحاضرين من أهل السنة في المجلس يعاشرون الشيعة ويتزاورون معهم يشهدون بخلاف هذا العالم المعاند الضالّ المضلّ . وأنتم إن كان عندكم أدنى اطلاع على فقه الشيعة فستعرفون بطلان كلام ابن عبد ربه ، وإن لم يكن عندكم اطلاع فخذوا أي كتاب شئتم من فقه الشيعة واقرءوها حتى تعرفوا أحكامنا حول مسألة الطلاق الثلاث وعدة الطلاق . ثم إن عمل الشيعة في كل مكان بمسائل الطلاق والتزامهم بالعدة ، أكبر دليل على بطلان كلام ابن عبد ربه . ويقول هذا المفتري أيضا : إن الشيعة كاليهود ، يعادون جبرئيل لأن في اعتقادهم أنه أنزل الوحي على محمد بدل أن ينزله على علي بن أبي طالب ، فلو كان ابن عبد ربه يطالع كتب الشيعة ويحقق في معتقداتهم ما كان يتكلم بهذا الكلام المهين ، وما كان اليوم يظهر جهله للحاضرين ، أو يحكم عليه بأنه من المغرضين ، وفي قلبه داء دفين ، يريد أن يفرق بين المسلمين !!
ويقول ابن عبد ربه الضال المضل : ومن وجوه الشبه بين الشيعة واليهود ، أنهم لا يعملون بسنة النبي (ص) ، فهم عندما يتلاقون لا يسلّمون ، بل يقولون : السام عليكم !
ردنا عليه :
الکل یعلم إنك کاذبٌ فیما تقول..؟ فهل ترید أن تقنعنا وتقول لنا: إن الشیعة کانت فرقة واحدة...؟ الا تعلم ویعلم کل مسلم إنه کان في عصر المؤلف المقبور الکثیر من فرق الشیعة وأخبثها وأنجسها فرقة القرامطة الذین قاتلوا الحجاج واستطاعوا بعد ذلك أن یستغلوا ما فیه المسلمین من ضعف وتشتت فدخلوا مکة بیت الله الحرام فعاثوا فساداً وسفکوا الدم الحرام والحدوا في البیت ثم هدموا الکعبة واستخرجوا الحجر الاسود من مکانه بعد أن کسروه نصفین وأخذوه معهم ولم یرجع الی مکانه الا بعد حروب وفتن وقتال عظیم فهل ترید منا بعد هذا کله أن نکذب علی الله ورسوله وعباده المسلمین لنقول : إن الشیعة فرقة طاهرة نقیة کنقاء الثوب الأبیض من الدنس....؟!!!
إن ابن عبد ربه لم یقل کذبا إنما الکذاب أنت وأمثالك حیث أن الکذب یلازمکم ملازمة الظل لصاحبه ، ثم إن الصفة المشترکة بینکم وبین أعداء الله القرامطة هو خیانتکم ووقوفکم مع أعداء الله في حربهم وعدوانهم علی بلاد المسلمین کما فعل ذلك اسلافکم من قبل وما تفعلونه الآن هو دلیل آخر وشاهد صارخ علی تأصل هذه الصفة الذميمة فیکم .
عندما وقف بعض ضعاف النفوس من طلاب الدنیا من أهل السنة مع أعداء الله من الیهود والنصاری في حملتهم الغاشمة الظالمة علی العراق وأفغانستان رأینا من یتصدی لهم وبکل قوة وحزم من أبطال ومجاهدي أهل السنة والجماعة فأذاقوهم الموت الزؤام أما أنتم فقد هبت جموعکم لتقف مع هؤلاء الغزاة فمنکم من أصبح شرطیاً لهم وآخر جندیا في عساکرهم ، فتجاوزتم کل الحدود فقتلتم أبناء أهل السنة ونهبتهم أموالهم وسفکتم دماءهم وأنتهکتم أعراضهم ومازلتم تفعلون ذلك فلم تراعوا حرمة ولم تخشوا رباً ولم ترقبوا ذمة وهذه هي الصفة الأولی المشترکة بینکم وبینهم وأما الصفحة الثانیة فهي أنکم وأیاهم لم نر علی طول التاریخ ولو مرة واحدة أنكم قاتلتم الکفار ووقفتم بوجهه کما وقف أبناء أهل السنة فقدموا الغالي والرخیص دفاعاً عن دینهم وأرضهم وعرضهم أما أنتم وللأسف الشدید کنتم ومازلتم رمز العمالة والخیانة والتآمر علی الدین والأرض والمقدسات ، لقد کنتم
ومازلتم رمزاً للعداء والضغینة وهذا التاریخ کله یشهد علی صدق ما أقول ، وإن کان لدیکم أدنی شك أو اعتراض علی ما أقول فأروني موضع الکذب في کلامي ... وصدق الحق تبارك وتعالی حیث یقول: « قل هاتوا برهانکم إن کنتم صادقین ».
الإدعاء الثامن والعشرون بعد المائة وقوله: وأبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، المتوفى سنة 456 هجرية ، هو أشهر علمائكم المعروف بحقده وعدائه للشيعة فلقد تحامل على شيعة أهل البيت (ص) وافترى عليهم في كتابه " الفصل في الملل والنحل " الجزء الأول ، فيقول : إن الشيعة ليسوا بمسلمين ، وإنما اتخذوا مذهبهم من اليهود والنصارى ! وقال في الجزء الرابع من الكتاب نفسه ، صفحة 182 : الشيعة يجوزون نكاح تسعة نساء ! ويظهر كذب الرجل وافتراءه علينا إذا راجعتم كتبنا الفقهية ، فقد أجمع فقهاؤنا الكرام في كتبهم أن نكاح تسعة نساء في زمان واحد هو من خصائص رسول الله (ص) ، ولا يجوز لأحد من رجال أمته بل يجوز لهم نكاح أربعة نساء في زمن واحد بالنكاح الدائم بدليل الآية الكريمة : ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِنَ النّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ )
ردنا عليه :
هذا هو الکذب بعینه، أنهن لسن تسع زوجات فقط ، إنکم تجيزون الزواج في آن واحد بألف امراة وأمراة....!! ثم تسمون ذلك النکاح المؤقت أیها المکرة الغدّارون الفجرة لیس هناك فرق یذکر بین النکاح المؤقت أو المؤبد فالکل في حقیقة الأمر نکاح مؤقت فهو إما سینتهي بالموت أو الطلاق، ثم لا تنسی إن الإمام ابن حزم کان من المعاصرین للقرامطة والشیعة الإسماعیلیة في مصر، والإسماعیلیة هؤلاء هم أحد فرق الشیعة ولکنها فرقة لها ما یمیزها عن الشیعة حیث أن لکل فرقة من فرقکم ضلالة وعلامة تمیزها عن غیرها ، أما أنتم أیها الشیعة فلم یکن لکم آنذاك من الشهرة ذروتها حتی یجعلکم أیها الا ثناعشریة من الفرق التي یشار إلیها بالبنان ، فالسلطان فتح علي شاه والذي جاء أجدادك في عهده الی طهران کان له من النساء تسعمائة زوجة وأنت بنفسك البسته أخنع لقب وأبغضه الی الله تعالی حیث سمیته بملك الملوك « شاهنشاه » وأما الملك المسمی بناصر الدین شاه والذي خلع علی جدك لقب « سلطان الواعظین » فقد کانت له ثلثمائة زوجة وکان هذا الأخیر من عادته أن یستعرض النساء عند عصر کل یوم ثم یختار منهن مایناسبه للیلته تلك ، فهل مازلت مصراً علی قولك إنه لا یجوز في مذهبنا الزواج بأکثر أربع نساء...؟ من قال ذلك...؟ ثم كيف جعلت هذا من التهم والجنح التي تتهمنا بها وتجرمنا علیها...؟!!
الإدعاء التاسع والعشرون بعد المائة وقوله : وهذا أحد علمائكم الذي اشتهر بشدة عدائه للشيعة الأبرار الأخيار ، هو أحمد بن عبد الحليم الحنبلي ، المعروف بابن تيمية ، المتوفى سنة 728 هجرية وهو حاقد لا على الشيعة فحسب ، بل يكمن في صدره بغض الإمام علي (ع) والعترة الطاهرة ، ولو يطالع أحدكم مجلدات كتابه المسمى بـ : " منهاج السنة " لوجدتم كيف يحاول الرجل أن يخدش في كل فضيلة ومنقبة ثابتة للإمام علي بن أبي طالب وأبنائه الطيبين والعترة الطاهرين ! فكأنه آلى على نفسه أن لا يدع فضيلة واحدة من تلك الفضائل والمناقب ـ التي لا تعد ولا تحصى لأهل البيت (ع) ـ إلا يردها ويرفضها أو يشكك فيها ! حتى التي أجمعت الأمة على صحتها ورواها أصحاب الصحاح ، ولو أردت أن أذكر لكم كل أكاذيبه وأباطيله لضاع الوقت ، ولكن أذكركم لكم نبذة من كلامه السخيف وبيانه العنيف ! لكي يعرف جناب الشيخ عبد السلام ، أن الافتراء والكذب من خصائص وخصال بعض علمائهم لا علماء الشيعة !!
والعجب أن ابن تيمية بعد ذكر أباطيله وأكاذيبه وافترائه على الشيعة المؤمنين ، يقول في الجزء الأول من " المنهاج " صفحة 15 : لم تكن أية طائفة من طوائف أهل القبلة مثل الشيعة في الكذب ، فلذا أصحاب الصحاح لم يقبلوا رواياتهم ولم ينقلوها ! وفي الجزء العاشر ، صفحة 23 يقول : أصول الدين عند الشيعة أربعة : " التوحيد والعدل والنبوة والإمامة " ولم يذكر المعاد ، مع العلم أن كتبنا الكلامية التي تبين عقائد الشيعة منشرة في كل مكان وفي متناول كل إنسان . وكما أشرنا في بعض مجالسنا السالفة : فإن الشيعة تعتقد أن أصول الدين ثلاثة : التوحيد والنبوة والمعاد ، وبحث عن عدل الباري سبحانه ضمن التوحيد ، وتجعل الإمامة جزء النبوة . وفي الجزء الأول ، صفحة 131 ، من " منهاج السنة " يقول : إن الشيعة لا تعتني بالمساجد ، فمساجدهم خالية من المصلين ، غير عامرة بصلاة الجمعة والجماعة ، وبعض الأحيان يحضر بعضهم في المسجد فيصلي فرادى !! وجهت خطابي حينئذ إلى الشيخ عبد السلام وقلت : أيها الشيخ ! أسألك وأسأل الحاضرين ، أما تنظرون بأعينكم إلى مساجد الشيعة في بلادكم وهي عامرة أوقات الصلوات بكثرة المصلين وإقامة الجماعة بالمؤمنين ؟! وهذه إيران ، وهي عاصمة الشيعة ، نجد في كل مدينة منها ، بل في كل قرية منها مساجد عديدة ، مبنية بأحسن شكل وأجمل بناء وهندسة ، وفي أكثرها ، أو كلها ، تقام الصلوات في أوقاتها جماعة .
ردنا عليه :
لقد تطاول المؤلف کثیراً علی شیخ الاسلام ابن تیمیة رحمه الله تعالی وتمادی في غیّه وبین للقاري أنه کان من أعداء الصحابي الجلیل علي بن ابي طالب رضي الله عنه...!!! هکذا وبکل وقاحة ودناءة أصل وخسة ..؟؟؟؟. قلت: لا عجب في هذا ولا غرابه لأننا نعلم جیداً إن هذا الأسلوب وهذه الطریقة هي عادة المؤلف التي ألفها وأعتاد علیها وتربى عليها ، فماذا عسانا أن نملك له إن کان الله یرید أن یضله...؟!!!.
قال المؤلف: إن ابن تیمیه یتهم الشیعة ویطعن بهم لأنهم جعلوا أصول الدین أربعة بینما الشیعة تقول: إن أصول الدین ثلاثة...؟!!!.
قلت: أذکر جیداً إنني عندما کنت صغیراً وطبعاً کنت آنذاك شيعياً ، حیث ألحقني أبي في إحدی المدارس الإسلامیة في مدینة لنکرود فلا زلت أذکر أنهم یعلموننا في هذه المدرسة أن أصول الدین ثلاثة : التوحید والنبوة والمعاد ، أما أصول مذهب الشیعة فإثنان: العدل والإمامة.
سألني ذات یوم : ماذا تعلمت یا بني..؟ قلت: تعلمت شیئین : أصول الدین الثلاثة والأصلین اللذین علیهما یقوم المذهب ، قال لي أبي : کم هي..؟ قلت: خمسة، قال: عدّها لي؟ فذكرتها له، ففرح والدي لذلك ثم لثمني بقبلة وهو یکاد یطیر من السرور. أما هذا الرجل فهو ینکر عقیدته...؟!! إننا حینما أصبحنا کباراً فقد کان مدرسوا العلوم الإسلامیة في المدارس الدینیة یقولون لنا: إن الدلیل علی أن العدل أصل من أصول الدین تکذیب أهل السنة وإنکارهم لذلك ، حیث أنهم لا یعتبرون الله تعالی رباً عادلاً...!!! لأجل ذلك فإننا نعتبر هذا الرکن أصلاً من أصول الدین تأکیداً له و إبطالاً ورداً علی ما یعتقده أهل السنة...
بعد هذا کله یرید المؤلف أن یخفي علینا عقیدته...؟ ألیس هذا مدعاة للضحك والسخریة حقا..؟!! قال المؤلف: إن ابن تیمیة یتهم الشیعة بأنهم لا یصلون صلاة الجماعة ولا الجمعة کذلك ثم أتی بثلاث صور کدلیل وشاهد علی صحة ما یقول
وأنهم یصلون لا کما یدعي ذلك ابن تیمیة...؟!!.
قلت: ذکرت في کتابك أن السنة قطعوا الحدیث معك والمناقشة وذلك بسبب ذهابهم لأداء صلاة الجماعة...؟ فلماذا یا تری لم نرك تتحدث عن صلاتك أنت وهل شغلت بصلاة الجماعة والاهتمام بها والحرص علی أدائها کما شغلتهم..؟ إن ما کان بادیاً للعیان لا یحتاج الی بیان..؟!!!.
ان ذلك واضح وضوح الشمس في رابعة النهار إنکم لم تکونوا تصلون الجمعة من قبل حتی بدأتم بأدائها قبل عشرین سنة فقط وذلك حینما أعلنتم في الإذاعة ولأول مرة إنکم سوف تقیمون هذه الصلاة في العاصمة طهران وکانت ثاني صلاة جمعة تقام بإمامة الطالقاني...؟!!.
ولا أنسی یومها حینما کان أهل السنة یضحکون منکم ویقولون: انظروا الی هؤلاء... فهم بعد مرور اکثر من الف واربعمائة عام لم یتذکروا أو یأتي في بالهم أن یصلوا صلاة الجمعة الا الآن؟!!!.
وأود أن أضیف هنا وأشیر الی أمر في غایة الأهمیة وذلك أن في طهران وحدها یوجد اکثر من 15 ملیون نسمة ، ومع هذا فإن أداء صلاة الجمعة لیس له الا موضع واحد..!! فاحسبوا معي الآن، کم هي بظنکم تلك النسبة المؤیة للمصلین من مجموع سکان العاصمة...؟!!! هذا ویجب أن یعلم أن غالب من یحضر الی أداء صلاة الجمعة لا یأتي من طواعیة نفسه مبتغیاً في ذلك الأجر والثواب من عند الله تعالی بقدر ما یكون إتيانهم هو للحصول علی حقوقهم من الدوائر الحکومیة التي ینتسبون الیها لان معظمهم إما تجده عاملا في إحدی المؤسسات التابعة للجیش مثلاً أو لاحدی الوزارات الأخری ، وبهذا یتبین أن الشیعة ولحد الآن لا تولي هذه العبادة وهي صلاة الجمعة تلك الأهمیة الکبیرة کما نری ذلك عند أهل السنة والجماعة...!!
هل تعلم عزیزي القاريء إن في العاصمة طهران أکثر من 15 ملیون نسمة بینما نجد في مدینة بیشاور ملیونین فقط ، ومع ذلك فإن عدد المساجد الموجودة في طهران لا تصل الی نسبه 10% من عدد المساجد الموجودة في هذه المدینة الصغیرة بالنسبة الی طهران..!! مع إنهم في طهران لا یصلون الا ثلاثة أوقات لا خمسة أوقات وبالرغم من ذلك کله ومع قلة المساجد في العاصمة طهران فإن الزائر لهذه المدینة یجد أن المساجد خالیة من المصلین...!!! إن شیخ الاسلام ابن تیمیة رحمه الله کان علی حق عندما قال ذلك الکلام فهو رحمه الله إنما قال ذلك في القرن السابع الهجري وهذا یعني أن الشیعة لم تکن آنذاك تقيم جمعة ولا تهتم بجماعة... فهل تریدون منه أن یطلع علی الغیب لیعلم أنکم بعد کل تلك القرون العدیدة ستقیمون الجمعة في القرن الرابع عشر الهجري ...؟ أنا علی یقین تام إنه لم علم ذلك فإنه سیجد لکم عذراً أو أنه سوف لن یقول مثل هذا الکلام ، ولکنه رحمه الله بشراً من البشر إنما یقول ویحکم بما تراه عیناه وما تلمسه یداه مما یراه من واقعه مما أنتم علیه آنذاك..؟!!.
الإدعاء الثلاثون بعد المائة وقوله : وهناك بعض الجاهلين منكم اشتهروا بالعلم والتحقيق وانتشرت كتبهم ، وأصبحت عندكم من المصادر المعتمدة حتى أخذتم كل ما جاء فيها حول الشيعة وجعلتموها من المسلمات الحتمية .
منهم محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ، وهو من علمائكم وكتابه " الملل والنحل " مشهور عندكم ، وقد أصبح من مصادركم المعتمدة ، بينما أهل العلم والتحقيق يرفضون هذا الكتاب ولا يعتمدون عليه أبدا ، لأنه مشحون بالأخبار الضعيفة ، بل الأخبار الباطلة المخالفة للواقع ! فمثلا : ضمن وصفه للشيعة الاثني عشرية يقول : بعد الإمام محمد التقي ، الإمام علي بن محمد النقي ومشهده في مدينة قم بإيران !! بينما كل من عنده اطلاع عن تاريخ الإسلام وعلم الرجال ، يعلم أن الإمام علي بن محمد النقي (ع) مرقده في مدينة سامراء بالعراق ، وتعلوه قبة ذهبية عظيمة لامعة ، أمر بتذهيبها المرحوم ناصر الدين شاه ، الملك القاجاري الإيراني ، ومن هنا نعرف مدى علم الشهرستاني وتحقيقاته العلمية والتاريخية حول الشيعة !! فيسمح لنفسه أن ينسب إليهم أنهم يعبدون علي بن أبي طالب ، وأنهم يعتقدون بتناسخ الأرواح والتشبيه ، وما إلى ذلك ، مما يدل على جهله وعدم اطلاعه على الملل والنحل !!
ردنا عليه :
قال المؤلف: لقد کذب الشهرستاني حینما قال: إن قبر الامام التقي في مدینة قم الایرانیة ، وذلك لان قبره لم یکن في قم وإنما في مدینة سامراء وقد زینه الملك ناصرالدین شاه فجعله مذهبا .
قلت: ماذا استفاد ناصر الدین من عمله هذا ...؟ إن مثل هذا العمل لا فائدة فیه ، لا في دنیاه ولا في آخرته ، حیث أجبر الشعب المسکین علی العمل في أمر هو في أصله فاسد ومحرم في الشریعة ، وقد لقی هذا الظالم نتیجة عمله في الدنیا عندما سلط الله تعالی رجلاً ظالماً مثله أو أشد منه وهو الخمیني المقبور فأمر بتدمیر قبره ، ثم سیسأل بلا أدنی شك في الآخرة عن عمله هذا ،وبأی دلیل بنی هذا القبر؟ ومن أین جاء بکل هذا المال؟ یجب أن تعلم إن الذي لا علم له ولا معرفة بما یجوز أو لا یجوز عمله بشأن هذه القبور لیس هو الأمي إنما الأمي الحقیقي هو الذي حرم نعمة العلم في القرآن الکریم والتفقه فیه.
الإدعاء الحادي والثلاثون بعد المائة وقوله : ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج 1/360 ط مصر أنه قال أبو جعفر الإسكافي : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا ، غير مرضي الرواية ، ضربه عمر بالدرة وقال : قد أكثرت من الرواية ، أحرى بك أن تكون كاذبا على رسول الله (ص) وذكر ابن عساكر في تاريخه ، والمتقي في " كنز العمال " : أن الخليفة عمر بن الخطاب زجر أبا هريرة ، وضربه بالسوط ، ومنعه من رواية الحديث ونقله عن رسول الله (ص) وقال له : لقد أكثرت نقل الحديث عن النبي (ص) وأحرى بك أن تكون كاذبا على رسول الله (ص)!! وإذا لم تنته عن الرواية عن النبي (ص) لأنفينك إلى قبيلتك دوس ، أو أبعد إلى أرض القردة ، ونقل ابن أبي الحديد في شرحه 1/ 360 ط مصر ، عن أستاذه جعفر الإسكافي ، أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ألا إن أكذب الناس ـ أو قال : أكذب الأحياء ـ على رسول الله (ص) أبو هريرة الدوسي ، وذكر ابن قتيبة في " تأويل مختلف الحديث " والحاكم في الجزء الثالث من " المستدرك" والذهبي في " تلخيص المستدرك " ومسلم في صحيحه ، ج2 في فضائل أبي هريرة : أن عائشة كانت تقول مرات وكرات : أبو هريرة كذاب ، وقد وضع وجعل أحاديث كثيرة عن لسان النبي (ص)!! فأبو هريرة لم يكن مرفوضا وكذابا عندنا فحسب ، بل هو مردود وكذاب عند سيدنا الإمام علي عليه السلام ، وعند مولاكم عمر الفاروق ، وعند أم المؤمنين عائشة ، وعند كثير من الصحابة والتابعين ، والعلماء المحققين !! كما إن شيوخ المعتزلة وعلماء المذهب الحنفي كلهم رفضوا مروياته وردوها ، وأعلنوا : أن كل حكم وفتوى صدرت على أساس رواية عن طريق أبي هريرة ، باطل وغير مقبول ،كما أن النووي في " شرح صحيح مسلم " في المجلد الرابع يتعرض لهذا الأمر بالتفصيل. وكان إمامكم الأعظم أبو حنيفة يقول : أصحاب النبي (ص) كلهم عندي ثقات وعدول ، والحديث الواصل عن طريقهم عندي صحيح ومقبول ، إلا الأحاديث الواصلة عن طريق أبي هريرة وأنس بن مالك وسمرة بن جندب ، فلا أقبلها ، وهي مردودة ومرفوضة . قلت : نظرا إلى ما سبق من أقوال العلماء والأئمة حول أبي هريرة ونظرائه ، لا بد لنا أن نحتاط في قبول مطلق الأحاديث ، والاحتياط الذي هو سبيل النجاة يقتضي التحقيق والتدقيق في ما يروى عن النبي (ص) .
ردنا عليه :
قلت: إني لفي حیرة ودهشة من قلة حیاء هذا الرجل ومنافحته في الباطل دون هواده؟ هل حقاً ما یقوله هذا المخرف ؟ هل یعقل یوماً أن أهل السنة لا یضعون أي اعتبار أو قیمة لقول أبي هریرة وکلامه..؟!! إن مثل هذا القول لا یمکن بحال أن نقبله من أحد أو أن نصغي الیه ، لأنه في الحقیقة هذیان وباطل لا نرتضیه لأحد من أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم، والکل یعلم إن اباهریرة رضي الله عنه صحابي جلیل وإن أهل السنة یعتبرون الصحابة رضي الله عنهم کلهم عدول صادقون ، ولذلك فهم قد نقلوا عن هذا الصحابي الجلیل آلاف الأحادیث الصحیحة کما نقلوا ذلك عن أمثاله من إصحاب النبي صلی الله علیه وسلم . وإذا کان المؤلف قد نقل مثل هذا القول الباطل الشنیع عن ابن أبي الحدید وعن استاذه لیقول لنا
وللامة جمیعاً : إن اباهریرة لم یکن بذلك المستوی الذي یؤهله الی قبول حدیثه
وأقواله ، بل إنه شخص مجروح لذلك فإنه لا ترتضی أقواله...؟!! والآن تمعنوا جیداً وفکروا معي ألیس هذا القول التافه دلیل واضح وبرهان ساطع علی تشیع ابن أبي الحدید هذا وأنه لم یکن یوماً من الایام سنیاً وأنه لا یمت لهم بأي صلة کانت؟!!!!. إنا إذا صدقنا مثل هذ القول فهذا یعني إننا یجب علینا أن نقبل قول من یقول: إن هناك رجل عالم من علماء أهل السنة یدعي أن محمداً صلی الله علیه وسلم لم یکن رجلاً صالحاً وقوله عندنا من الاقوال المردودة التي لا نصدقها او نعتمد علیها..؟!! هل سیقبل مثل هذا الکلام...؟ هل سیصدقه أحد من المسلمین...؟ طبعاً سوف لن نقبل مثل هذا القول وسنقول بالاجماع : إن هذا القول یحتمل واحداً من ثلاث: إما إنه کذب ، أو أن قائله لم یکن مسلماً ، أو أنه لم یقل مثل هذا الکلام قطعاً.
إن جمیع أهل السنة یحبون الصحابة رضي الله عنهم، وکل من أبغض أو کره أباهریرة رضي الله عنه وطعن فیه فهو لیس من أهل السنة ولا ینسب الیهم أبداً.
ألا یحق لي إذاً بعد کل هذا الذي سمعتموه أن أعجب من صنع هذا الرجل وأصراره الشدید علی إضلال الناس وإغوائهم ...؟!!
الادعاء الثاني والثلاثون بعد المائة وقوله : والجدير بالذكر أن أبا هريرة الذي تعظموه غاية التعظيم ، ولا ترضون بذكر مثالبه ولعنه كان قد رافق بسرا في رحلته الدموية وحملته الإرهابية الدموية ، وخاصة جناياته على أهل المدينة المنورة ، وما صنع بكبار شخصيات الأنصار ، مثل جابر بن عبدالله الأنصاري ، وأبي أيوب الأنصاري إذ حرقوا داره ! وأبو هريرة حاضر وناظر ولا ينهاهم عن تلك الجرائم والجنايات !! بالله عليكم أنصفوا !! أبو هريرة الذي صحب النبي (ص) مدة ثلاث سنوات ويروي خمسة آلاف حديث عنه (ص) ، هل من المعقول أنه لم يسمع الحديث النبوي المشهور الذي يرويه كبار العلماء والمحدثين ، مثل السمهودي في " تاريخ المدينة " والإمام أحمد بن حنبل في " المسند " وسبط ابن الجوزي في " التذكرة " وغيرهم عن النبي (ص) أنه قال : من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا " . وقال (ص) : " لعن الله من أخاف مدينتي ـ أي أهل مدينتي ـ " . وقال (ص) : " لا يرد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص فهل من المعقول أن أبا هريرة ما سمع واحدا من هذه الأحاديث الشريفة إنه سمع ! ومع ذلك رافق الجيش الذي هاجم المدينة المنورة وأخاف أهلها ، ثم وقف بجانب معاوية المارق على إمام زمانه علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يومئذ خليفة رسول الله بحكم بيعة أهل الحل والعقد في المدينة المنورة فانضم أبو هريرة إلى معاوية مخالفا لأمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب ، بل محاربا له عليه السلام ، وما اكتفى بكل هذه الأمور المنكرة حتى بدأ يجعل الأحاديث المزورة والأخبار المنكرة في ذم ولي الله وحجته علي بن أبي طالب عليه السلام برواية يرويها عن رسول الله (ص) ، وحاشا رسول الله (ص) ثم حاشاه من ذلك كله ، والعجيب ، أن مع كل هذه الأمور المفجعة والقضايا الفظيعة ، قول القائل : إنه لا يجوز لعن أبي هريرة وطعنه ، لأنه من صحابة النبي (ص)! وفي منطق أبي هريرة يجوز سب الإمام علي عليه السام ولعنه والعياذ بالله وهو أكرم الصحابة وأفضلهم ، وأحب الناس إلى الله ورسوله (ص) .
ردنا عليه :
کان أبو هریرة رضي الله عنه آنذاك أمیراً علی المدینة وهو إمام الجماعة فیها ، ولم یکن رضي الله عنه محارباً بسیف أو طاعناً برمح ..؟!! ولو افترضنا ذلك جدلاً فإننا سوف نقول : لعله استعمل السیف کما استعمله غیره من الصحابة لأن الزمن زمن فتنة وقد وقع في هذا الخطأ کما وقع غیره من الصحابة رضي الله عنهم فلا عصمة لأحدٍ ...!!!.
ثم لماذا تستغرب هذا من ابي هریرة ، ولا تنکر ذلك علی بقیة الصحابة..؟ ألم یستعمل هذا السیف ویشهره ویقاتل به عليّ والزبیر وعمار وعائشة رضي الله عنهم أجمعین؟!!.
إن الأمر لیس کما تتصوره أیها المؤلف الحاذق ، فإن الناس کانوا في حال فتنة
وبلاء عظیم حیث استشهد الخلیفة وقتل ظلما فلو قام جماعة من المسلمین
وطالبوا بأخذ الثأر له فهذا لا یعد کفراً ولا خروجاً عن الملة..؟؟ إننا قبل أن نضع الاحکام ونسبق غیرنا الی إصدارها علینا أولاً أن نعرف الدوافع والمقاصد التي کانت وراء ما قام به هؤلاء الصادقین الصالحین البررة، نعم إن الصحابة لم یقوموا بمثل هذا العمل الا بدافع الثأر والقصاص ممن قتل أمیر المؤمنین وخلیفة المسلمین ولم تکن هناك أي دوافع دینویة أخری کما تتوهم ذلك قلوبکم المریضة ؟ فهل علمتم الآن ما هي الاسباب التي کانت وراء خروج الناس وقیامهم ضد الخلیفة الحقیقي والمنتخب من قبل الأمة ؟ هل عرفت لماذا تحرك الجمیع ضد علي رضي الله عنه ؟ إنهم قاموا بذلك لانهم ظنوا أن علیاً قصر في أداء الواجب وما کان ینبغي علیه أن یقوم به من قتل المجرمین والمشارکین في قتل خلیفة المسلمین ؟ قاموا بذلك لانهم کانوا یظنون إن الخلیفة الرسمي لم یقدر علی هذه الشرذمة الفاسدة التي تسببت بکل هذه الفتن والمصائب التي حلت بالأمة بعد سفك أطهر دم وقتل أحد العشرة المبشرة بالجنة صهر رسول الله صلی الله علیه وسلم وزوج ابنتیه..؟!! إنهم بطبیعة الحال لم یکونوا ینظروا الی علي نظرتکم الخاطئة الیه فهم لم یعتقدوا العصمة لأحدٍ بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم، فعلي بشر من البشر یصیب ویخطأ فهو رضي الله عنه لم یکن معصوماً وإنما أنتم الذین تغالون فیه
وتعتقدون ذلك فیه وهو لم یدع ذلك لنفسه..؟!!!
إذا کنت قد ذکرت ذلك کله، فلماذا لم تذکر كذلك أن علیاً رضي الله عنه قد أرسل قائده لمقاتلة بسر بن أرطاة، واستطاع ذلك القائد أن یقاتل بسراً هذا ویخرجه من عین الی مکة و من مکة الی المدینة ثم من المدینة الی الشام فهل فعل ذلك کله من غیر قتل وسفك للدماء...؟ أم تظن إنه کان یهش علی الناس بزهرة کانت بیده..؟ أم فعل ذلك کله بالسیف الذي تتطایر معه الرؤوس وتزهق بحده النفوس ویذوق به الناس طعم الحمام...؟!! إن هذه الفتنة قد حصدت الکثیر من نفوس المسلمین واختلط فیها الحابل بالنابل حتی قتل فیها الکثیر من قادة الحرب وفرسان الوغی وسواءاً کان ذلك من عسکر علي أو معاویة رضي الله عنهما ، إنها الحرب أیها المؤلف إنها الفتنة التي عمت وطمت وخیمت علی رؤوس الأمة بظلها الثقیل فلم تکن نزهة کما تتصورها أنت وأمثالك، ولذا فنحن قد عصم الله أیدینا منها فیجب أن نعصم ألسنتنا من الخوض في ذلك وعلینا أن نکل أمرهم الی الله تعالی فهو أحکم الحاکمین وقد أفضوا الی ما قدموا...... هکذا یجب أن یکون موقف المسلم المنصف ، أما أنت فقد جئت بعد أکثر من الف وأربعمائة سنة لتذکي نار فتنة قد أطفأها الله تعالی ولتحیي سنة سوءٍ سنّها لك أمامك واستاذك من قبلك عبدالله بن سبأ الیهودي وهي قد أمیتت...!!!!.
ذهبت یوماً الی یزد وهي مدینة من مدن إیران ، فقال لي أصدقائي : تعال معنا لنریك معبد الزرادتشیة وتشاهد النار التي فيه ...!! رأیت ذلك اللهب العظیم ، فقال لنا القیّم والمتولي والمسؤول عن بیت النار : لقد جئنا بهذه النار من بیت النار الذي في شیراز ، إنها النار التي اشعلها زردشت بیده ونحن لن ندعها تنطفأ أبدا..؟!! أیها الخبیث الماکر الوغد ، ترید أنت کذلك ألا تدع نار الفتنة تنطفيء بین المسلمین ، وذلك بإثارتك وتهییجك المستمر والخوض الدائم فیما جری بین الصحابة رضي الله عنهم من فتن ومصائب ومحن تشيب لها الولدان وتنهد لها الصم الرواسي ..؟!!!.
الادعاء الثالث والثلاثون بعد المائة وقوله : وقد ضرب عمر أبا هريرة قبل هذا ، كما ذكر مسلم في صحيحه 1/34 قال : في زمن رسول الله (ص) ضرب عمر أبا هريرة حتى سقط على الأرض على قفاه !
ردنا عليه :
ذکر المؤلف کذلك: أن عمر کان یری کذب ما یحدث به أبوهریرة ثم أشار الی الحدیث الذي رواه الامام مسلم في صحیحیه و فیه: ان عمر ضرب أباهریرة رضي الله عنه في عهد رسول الله علیه وسلم حتی سقط علی قفاه.....
قلت: الحدیث صحیح ، ولكن السؤال : کیف استطاع المؤلف أن یجعل هذا الفعل دلیلاً علی کذب أبي هریرة رضي الله عنه...؟؟ إنني أتعجب من صنع هذا الرجل وذلك لانه ذکر هذه القصة کشاهدٍ له
ودلیل علی کذب أبي هریرة ورد ما جاء به من أحادیث وأقوال النبي صلی الله علیه وسلم وما نقله للامة من ذلك ، ثم یذکر القصة نفسها في موضع آخر من کتابه لیثبت أن أباهریرة کان علی الحق وإن ما قام به عمر رضي الله عنه کان عملاً سیئاً وباطلاً..؟!! أرأیتم الی کذب هذا الرجل ومکره ودجله؟!!
ان الانسان لیتحیر حقاً من طریقته في الاستدلال والنقاش وإن دل هذا علی شيءٍ فإنما یدل علی وقاحة هؤلاء القوم وتخبطهم وضلالهم، فهم لا ندري ماذا یریدوا أن یثبتوا لنا..؟ ومن أي طریق یثبتوا ذلك لنا...؟ ثم یقول المؤلف نقلاً عن الامام أبي حنیفة : وكان إمامكم الأعظم أبو حنيفة يقول : أصحاب النبي (ص) كلهم عندي ثقات وعدول ، والحديث الواصل عن طريقهم عندي صحيح ومقبول إلا الأحاديث الواصلة عن طريق أبي هريرة وأنس بن مالك وسمرة بن جندب ، فلا أقبلها ، وهي مردودة ومرفوضة ، ثم قال کذلك : أن عمر بن الخطاب في سنة 21 أرسل أبا هريرة واليا على البحرين وأخبر الخليفة بعد ذلك بأن أبا هريرة جمع مالا كثيرا ، واشترى خيلا كثيرة على حسابه الخاص ، فعزله الخليفة سنة23..!! قلت: إننا لا نعتقد عصمة أحدٍ من البشر بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم والصحابة رضي الله عنهم کانوا بشراً من البشر یصیبون و یخطؤون ولکننا في الوقت نفسه نعرف کذلك ونعلم جیداً أن الشیعة استطاعت أن تدس آلاف الأحادیث المصنوعة والمختلقة أیام الفتنة ، فلا ینبغي للمسلم أن ینقل کل شيء یسمعه ویحدث به دون أن یعرف صحة ما ینقله وینظر الی سند هذا الحدیث أو ذاك، أما المؤلف فلیس له غرض أو هدف الا نقل کل ما ورد في عليّ رضي الله عنه وما جاء في فضله ومکانته ومنزلته في الاسلام ولو کان ذلك القول ضعیفاً أو موضوعاً أو لا أصل له ، فهذا کله لا اعتبار له في نظر المؤلف مادام ذلك یخدم هدفه وما یبتغیه هواه ولاحول ولا قوة الا بالله . ثم قال المؤلف: وذكر ابن عساكر في تاريخه ، والمتقي في " كنز العمال " : أن الخليفة عمر بن الخطاب زجر أبا هريرة ، وضربه بالسوط ، ومنعه من رواية الحديث ونقله عن رسول الله (ص) وقال له : لقد أكثرت نقل الحديث عن النبي (ص) وأحرى بك أن تكون كاذبا على رسول الله (ص)!! وإذا لم تنته عن الرواية عن النبي (ص) لأنفينك إلى قبيلتك دوس ، أو أبعد إلى أرض القردة .
قلت: لقد بحثت في المکتبة الألکترونیة عن اسم ابي هریرة رضي الله عنه في مؤلف الامام ابن عساکر حتی بلغت الصفحة رقم خمسین ، قرأیت أثناء البحث الکثیر من الأحادیث التي نقلها الامام ابن عساکر واعتمد علیها واستشهد بها
وکانت هذه الاحادیث والمرویات کلها عن ابي هریرة رضي الله عنه فتوقفت عن البحث وقلت لنفسي متسائلاً : إن کان الامام ابن عساکر رحمه الله یری أن أباهریرة کان کذاباً فلماذا تراه یعتمد علی أقواله ویستدل بأحادیثه..؟!! إذاً فلیعلم إن مؤلف کتاب « لیالي بیشاور» رجلاً کذاباً وهو إنما یتبع کل ناعق ویتمسك بقول کل کاذب مثله ثم بعد هذا کله یرید أن یطعن ویتهم الامام الجلیل والسید الحبر أباهریرة رضي الله عنه ویثبت ذلك من کتبنا ومصادرنا لیفهم من یقرأ له أن أهل السنة لا یرون صحة ما ینقله ابوهریرة من أقوال وروایات وأحادیث؟!!.
الادعاء الرابع والثلاثون بعد المائة وقوله : وأما الكلام حول الحديث الذي نقله الشيخ عبد
السلام عن أبي هريرة : أن جبرائيل نزل على النبي (ص) فقال : إن الله تعالى يقول : إني راض
عن أبي بكر فاسأله هل هو راض عني ؟!
فأقول : أولا : نجد في سند هذا الحديث أبا هريرة ، وهو عندنا وعند كثير من علمائكم مردود
وساقط ، ورواياته غير مقبولة ، كما مر .
ثانيا : حينما نعرض الحديث على كتاب الله تعالى كما أمرنا النبي (ص) نجده مخالفا للقرآن
المجيد ، فإنه سبحانه يقول : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ
إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ). وقال : (.... فَإِنّهُ يَعْلَمُ السّرّ وَأَخْفَى ) . وقوله تعالى : ( إِنّهُ
يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ) .
وقوله سبحانه : ( رَبّنَا إِنّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ ) .
فبحكم هذه الآيات الكريمة ، وبحكم العقل السليم ، فإن الله عز وجل يعلم كل ما هو في قرارة
نفس الإنسان ومكنون سره ، وكل ما يختلج في صدره .
فالحديث الذي يقول : " سل أبا بكر هل هو راضٍ ؟! " .مفهومه : إن الأمر لا يخفى على الله
سبحانه ، فيسأل ليعلم !! وهذا ينافي القرآن الحكيم والعقل السليم .
ردنا عليه :
قال المؤلف: هذا الحدیث کذب بدلیللین: الأول: ان الله تعالی لا یخفی علیه شي حتی یحتاج معه الی السؤال..... ثم ذکر هنا عدة أحادیث موضوعة ومختلقة في فضائل أبي بکر وعمر لا نعلم المصدر الذي نقل ذلك عنه أو أخذ منه..؟!! مع أن هناك الصحیحان البخاري ومسلم وفیهما من الاحادیث الکثیرة الصحیحة في فضائل ومناقب هذین الامامین والصحابین الجلیلین ومن هذا یتضح لنا إنه لم تکن هناك مناظرة تذکر بینه وبین علماء أهل السنة کما یدعي المؤلف ذلك .؟!! وإنما هي أحادیث جمعها واقوالاً توهمها فجعل منها مناظرة بین الشیعة والسنة، فمرة یتکلم بلسان هؤلاء ومرة أخری بلسان أولئك وهکذا دوالیك ، أما الحقیقة فلیس لهذه المناظرة أصل یذکر ولا دلیل صدق یثبت ذلك ، فالمؤلف إذاً جعل من نفسه المدعي والمدعی علیه والقاضي والحکم في آن واحدٍ...؟!! وإنه والله لن يضرنا بکیده ومکره وکذبه ، ولکني أقول: أیها الشیعة فلیرحمکم الله هل رأیتم عدل مؤلفکم وإنصافه..؟!! ثم انظروا الی تخبطه وتناقضه حیث ذکر هذا الحدیث قبل عدة صفحات ولکنه في تلك المرة کان في حق علي رضي الله عنه ، ونسي مؤلفنا الهمام ولم یعد یعرف أن الله تعالی لم یکن محتاجاً حتی یسأل...؟!! انظروا الیه واسمعوا ماذا جاء في کتابه : قال رسول الله : لما عرج بي قال الله تعالى لي : یا محمد ، هل امتحنت الناس واختبرتهم ؟ وهل علمت المطیع منهم؟ قلت: علیاً ، قال: هل اخترت لنفسك خلیفة منهم ؟!! والسؤال هو: طیب إن کان ما تقوله صدقاً ، فلماذا نراك تنتقد ذلك الحدیث ولا تطعن في هذا الحدیث الذي بین یدیك ..؟ لماذا کذبت بذلك ولم تقل: إن ما بین یدي الآن هو من الکذب أیضاً ، لأن الله تعالی لا یخفی علیه شيء سبحانه ولذا فهو لا ولن یکون بحاجةٍ الی أن یسأل أحداً من خلقه ..؟!! إنك لم تقل هذا ولا ذاك ، لأن الحدیث هذه المرة لم یأتي الا في شأن عليّ رضي الله عنه...!!!.
الادعاء الخامس والثلاثون بعد المائة وقوله : فالعبد إذا لم يصل إلى درجة الرضا ، أي : لا يرضى بقضاء الله وقدره ، فإن الله لا يرضى عنه ، ولا يكون مقربا إليه تعالى ، فعلى هذا، كيف يبدي الله عز وجل رضاه عن أبي بكر وهو لا يدري هل إن أبا بكر وصل إلى درجة الرضا أم لا فيفهم من هذا أن الحديث كذب ولا يصح ...!!
ردنا عليه :
نحن کذلك نقول: هذا کذب ، ولکن اللوم الأکبر والجناح الأعظم إنما یقع علیك أنت بالدرجة
الأولی حیث لم تختر لمناقشتك الا أجهل الناس بحدیث النبي صلی الله علیه وسلم وإلا كيف
أباحوا لأنفسهم أن ینافحوا ویجادلوا بأحادیث هي ضعیفة وموضوعة بنفسها ثم یدعوا تلك
الاحادیث الصحیحة الکثیرة ، وعلی سبیل الاستدلال لا الحصر هذه الاحادیث التالیة (خطب النبي
صلى الله عليه و سلم فقال ( إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله ) .
فبكى أبو بكر رضي الله عنه فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ ؟ إن يكن الله خير عبدا بين
الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم هو العبد وكان أبو
بكر أعلمنا قال ( يا أبا بكر لا تبك إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبي بكر ولو كنت متخذ
خليلا من أمتي لأتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا
باب أبي بكر ) وجاء كذلك : (خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه
عاصبا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( إنه ليس من الناس أحد أمن
علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر
خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر )
قلت: إن هذا القول لم یخص به أحداً غیره ، وهذا الدلیل واضح علی اختصاصه بهذه المزیة والرتبة حیث اختاره لصحبته ورفقته وهذه درجة ورتبه لم یصل الیها أحدٌ دونه ، إذ أن هذه الاشارة من الرسول صلی الله علیه وسلم لها دلالتها الخاصة ثم ارادته صلی الله علیه وسلم کتابة هذا الأمر قبل وفاته ، ثم قوله: یأبي الله والمؤمنون أن یکون الخلیفة من بعده الا أبابکر وبعد کل هذا وذاك ، یفوض النبي صلی الله علیه وسلم الأمر الی ربه جل وعلا توکلاً منه علیه ویقیناً بوعده سبحانه وأنه لا راد لما أراد الله وقضاه ، إن کل ذلك شاهد ودلیل ما بعده دلیل علی فضل ابي بکر رضي الله عنه وأنه أفضل الصحابة علی الإطلاق، کما شهد بذلك الصحابة رضي الله عنهم وعلي علی وجه الخصوص أنه رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم ، کما قال عمر رضي الله عنه : إنه ـ ابابکرـ کان من اکثر الناس حبّا وقرباً الی النبي صلی الله علیه وسلم کما انه کان سیدهم
وأفضلهم رضي الله عنه وهذا الذي قاله علي وعمر رضي الله عنها لم یختلف علیه أحد من الأمة بحمدالله تعالی ، بل إنه مما أجمع علیه الصحابة رضي الله عنهم
وأجمعت علیه الأمة ، أما هذا المدعي الأفاك فقد أغمض عینیه عن هذا الجمع الکثیر من الأحادیث والروایات الصحیحة الثابته ثم ذهب یهرول خلف أقوال
واحادیث ضعیفة هالکة یرید بذلك أن یفهمنا ویقنعنا أنه هو الذي حاز قصب السبق في هذه المناقشة المزعومة..؟!!
أیها القاريء الکریم : هذا هو مبلغ الشیعة من العلم ، وهذا هو أجل منزل یمکنهم أن یصلوا الیه وتصل الیه هممهم القاصرة في مناقشاتهم ومناظراتهم فتعساً لهم ثم تعسا حیث یعتبرون هذا الکتاب من مفاخرهم وإنجازاتهم العظیمة...؟!!!.
ثم یقول المؤلف بعد هذا : إن الحدیث الذي جاء فیه : أن أبابکر وعمر سیدا شیوخ أهل الجنة حیث کذب موضوع وذلك یعلم بالدلیل النقلي والعقلي ، أما الدلیل النقلي
قلت: ما قصتك أنت أیها المؤلف وما هو شأنك ...؟ ماذا ترید بالتحدید ..؟ إن کان الحدیث المروي یذکر فضائل أبي بکر وعمر فأنت إمام الجرح والتعدیل والمحقق الذي لا یجاریك أحد في دقتك وتأملك ، وأما إن کان الحدیث المروي قد جاء في ذکر فضائل علي رضي الله عنه فأنت تکتفي بأقوالنا ومصادرنا وتعتبر کل ما جاء فیها صحیح ثابت ، حتی وإن کان راوي الحدیث أحد عمال الطرق من الحدادین أو النجارین وکل من لا شأن له بالحدیث وأهله.....؟!!.
لماذا لا نراك ترد قولاً واحداً أو حدیثاً مما جاء في کتب سلیمان البلخي وهو یذکر تلك الاحادیث التي جاءت في فضل علي وذکر مناقبه رضي الله عنه...؟ هل هذا هو العدل والانصاف الذي تعلمته عند علماءك واساتذتك ..؟ إن الحدیث الذي ذکرته حدیث صحیح وقد قال بذلك الکثیر من الأئمة والعلماء من أمثال : ابن کثیر وابن قتیبة والالباني والمناوي وغیرهم علیهم رحمة الله تعالی ورضوانه ، ثم إنك قلت وعلى لسان الشيخ المزعوم : الشيخ عبد السلام : لو فرضنا صحة كلامكم في الأحاديث المذكورة ، فما تقول في هذا الحديث الشريف المشهور بين علماء المسلمين ، والمذكور في الكتب المعتبرة الموثوقة ، أن النبي (ص) قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة ؟!
قلت : أما قولك : " الحديث .....المشهور " ... فربّ مشهور لا أصل له !
وأما قولك : " والمذكور في الكتب " فليتك تذكر لنا هذه الكتب المعتبرة ، الموثوقة
وأما الحديث ، إضافة على أنه مردود وغير مقبول عند علمائكم ومحدثيكم المتخصصين في علم الدراية والرجال والحديث والرواية ، وقد حسبوه من الموضوعات ، فإن ظاهره يخالف الحق الذي يتجلى في الأخبار الصحيحة المقبولة عند الفرقين .
أهل الجنة كلهم شباب:
من معتقدات المسلمين أن الجنة ليس فيها غير شباب ولا يدخلها شيوخ وكهول .
والخبر المشهور في كتب الفريقين صريح في الموضوع ، وهو أن رسول الله (ص) قال لامرأة عجوز وهو يمازحها ، حين طلبت منه (ص) أن يدعو لها بالجنة .
فقال (ص) : " إن الجنة لا تدخلها العجائز " فحزنت المرأة وقالت : واخيبتاه إذا لم أدخل الجنة ! فتبسم رسول الله (ص) وقال : تدخلين الجنة ولست يومئذ بعجوز ، بل تنقلبين إلى فتاة باكرة ، كما قال الله سبحانه : ( إِنّا أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً ) وهذا هو کل ما في جعبتك البالیة لکي ترد حدیثاً صحیحاً ثابتاً بدلیلك العقلي کما تسمیه...؟ الم تعلم إن النبي صلی الله علیه وسلم إنما قال ذلك من باب التقریب الی اذهان السامعین والتمثیل لهم بحال أهل الدنیا ، ولأن ما یناله العبد في الآخرة بناءاً علی ما قدمه من أعمال في هذه الحیاة وبالتالي فإن المراد من الحدیث لیس هو ما توهمته أنت من عند نفسك وإنما المقصود من ذلك ان ابابکر وعمر سیدا شیوخ أهل الجنة من وصل منهم الی هذا السن في الدنیا ، والا فکیف ستفسر قوله صلی الله علیه وسلم « الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة»...؟ ألیس کل من في الجنة من الشباب..؟ إذاً فما الداعي الی ذکر ذلك ..؟ کما ورد في حدیث آخر: « أن اطفال المشرکین خدم لأهل الجنة » ان العبرة بحال الدنیا والکلام إنما یخرج للتقریب والتمثیل علی حال أهل الدنیا، فهل فهمت هذا وعقلته أم لا...؟
الإدعاء السادس والثلاثون بعد المائة وقوله : قلت الحديث النبوي الشريف : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ، وفي بعض أفضل منهما وقد جاء هذا النص في كثير من كتبكم المعتبرة ، وصرح به كبار علمائكم الأعلام ، منهم : الخطيب الخوارزمي في " المناقب " والمير السيد علي الهمداني في المودة الثامنة من كتابه : " مودة القربى " والإمام النسائي في " الخصائص العلوية " وابن الصباغ المالكي في " الفصول المهمة " ،وسليمان الحنفي القندوزي ، في الباب 54 من : " ينابيع المودة " نقلا عن الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد ، وسبط ابن الجوزي في ص 133 من : " التذكرة " والإمام أحمد بن حنبل في " المسند " والترمذي في " السنن " . ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في الباب 97 من " كفاية الطالب " بعد نقله للحديث الشريف بإسناده يقول : هذا حديث حسن ثابت ، لا أعلم أحدا رواه عن ابن عمر غير نافع ، تفرد به المعلى عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذيب ، رزقناه عاليا بحمد الله ومنه ،قال : وجمع إمام أهل الحديث ، أبو القاسم الطبراني في " معجمه الكبير " في ترجمة الحسن (ع) طرقه عن غير واحد من الصحابة ، منهم : عمر بن الخطاب ، ومنهم : علي بن أبي طالب (ع) ، وطرقه عن علي بطرق شتى ... إلى آخره . وبعد كلام طويل ، وذكره الحديث بشكليه : " وأبوهما خير منهما " ... " وأبوهما أفضل منهما " بأسانيد عديدة . قال : وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض دليل صحته انتهى كلام الكنجي . ونقله أبو نعيم في " الحلية " وابن عساكر في تاريخه الكبير 4/206 ، والحاكم في المستدرك " وابن حجر في الصواعق ، فعلماؤكم قد اتفقوا وأجمعوا على أن هذا الحديث الشريف صدر عن النبي (ص) :" الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما " .
ردنا عليه :
أولا: انظروا قبل کل شيء الی رواة هذا الحدیث لتغمرکم الفرحة بطوفانها ...!!
ثانیاً: إننا نقول بصحة هذا الحدیث دون اعتراض أو مماطلة ولکننا في الوقت نفسه لا نقبل هذا الحدیث اذا کان رواته من المنافقین والملحدین والزنادقة امثال سلیمان البلخي وابن الصباغ وسبط بن الجوزي وابن ابي الحدید وغیرهم من الروافض .
ثالثاً: لماذا لم تعترض علی هذا الحدیث کما اعترضت من قبل علی الحدیث السابق؟ لماذا لم تقل مثلاً اذا کانت المشيخة لا يوجد لها أصلاً في العقل والنقل فما الفائدة من ذکر کلمة الشباب في الحدیث إذاً ...؟ لقد رأیناك دقیقاً متفحصا ناقداً للحدیث الذي جاء في شأن ابي بکر وعمر ولکنك رمیت بدقتك وتفحصك وانتقادك وراء ظهرك عندما ذکرت هذا الحدیث الذي بین یدیك؟!! هذا مثال واضح واحد من الأمثلة الکثیرة التي ضربتها لنا في کتابك والتي تدل دلالة واضحة علی عدم تعصبك وتحجرك...!!!
الادعاء السابع والثلاثون بعد المائة وقوله : كعادته على لسان الشيخ المزعوم ورده عليه : الشيخ عبد السلام : سأذكر حديثا معتبرا مقبولا عند جميع علمائنا إذ لم ينكره أحد منهم ، وهو الحديث النبوي الشريف : " ما ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يتقدم عليه غيره " وهذا أفضل دليل على أن أبا بكر بعد النبي (ص) هو إمام المسلمين والمقدم عليهم .
قلت : أسفي عليكم ، أنتم علماء الأمة ! إذ تتقبلون الأخبار والأحاديث من غير تفكر وتدبر ! هلا فكرتم أن هذا الخبر إن كان صحيحا ، فلماذا النبي (ص) بنفسه لم يعمل به ، ولم يقدم أبا بكر في قضايا كثيرة مهمة في تاريخ النبي (ص) وتاريخ الإسلام ، مثل يوم المباهلة ، إذ أخذ معه فاطمة وعليا ابنيهما ، وقدمهم على من سواهم .
ردنا عليه :
قلت: هذا الحدیث کذب، وإنا نقول بذلك أیضا ، کما اعترضت انت کذلك وقلت بکذبه ولذلك فإنك لم تتعب نفسك بذکر سند هذا الحدیث، لانه لا أصل له في کتبنا أو کتبکم...!! ولکن قل لي: من أین أتیت بهذا الحدیث؟ وماذا تقصد من وراءه ..؟
الإدعاء الثامن والثلاثون بعد المائة وقوله : الشيخ عبد السلام : لقد وصلنا حديث ثابت صحيح غير قابل للإنكار ، وهو عن طريق عمرو بن العاص ، قال : سألت النبي (ص) يوما عن أحب نساء العالم إليه ؟ فقال ص) : عائشة)قال : فسألته عن أحب الرجال إليه ؟ فقال (ص) : أبو بكر ! على هذا فهما مقدمان ، لأن حب النبي (ص) لهما دليل على أن الله تعالى يحبهما ، وهذا دليل قاطع على أحقية أبي بكر (رض) بخلافة رسول الله (ص) قلت : بالإضافة إلى أن هذا الخبر من الموضوعات فهو يعارض الأخبار المعتبرة والأحاديث الصحيحة عند الفرقين من جهتين :
أولا : من جهة عائشة أم المؤمنين ، بأنها أحب النساء إلى النبي (ص) ، فإن هناك أحاديث جمة تصرح بأن أحب النساء إلى النبي (ص) وخيرهن هي : فاطمة سيدة النساء .
فقد أثبت ذلك علماء المسلمين عامة ـ شيعة وسنة ـ في أحاديث متواترة في كتبهم المعتبرة ، منهم :
1ـ أبو بكر البيهقي ، في تاريخه
2ـ الحافظ ابن عبد البر ، في الاستيعاب
3ـ المير السيد علي الهمداني ، في مودة القربى
وغيرهم من علمائكم وعلماء الشيعة ، كلهم متفقون على صحة الحديث المروي عن النبي (ص) أنه قال كرارا : فاطمة خير نساء أمتي " أو : " خير نساء أمتي فاطمة " . وروى الإمام أحمد في " المسند " والحافظ أبو بكر في " نزول القرآن في علي " عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه السلام .
وروى ابن عبد البر في " الاستيعاب " في قسم : التحدث عن فاطمة الزهراء عليها السلام وخديجة أم المؤمنين ، عن عبد الوارث بن سفيان وأبي هريرة ، وفي قسم التحدث عن خديجة أم المؤمنين ، روى عن أبي داود نقلا عن أبي هريرة وانس بن مالك ،وروى الشيخ سليمان الحنفي ، في الباب 55 من " ينابيع المودة والمير السيد علي الهمداني في المودة الثالثة عشرة من " مودة القربى " عن أنس بن مالك ،وروى غيرهم عن طرق عديدة : أن رسول الله (ص) قال : خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد عليهما السلام ، وروى الخطيب البغدادي في تاريخه ، أن رسول الله (ص) عدّ هؤلاء النساء الأربع خير نساء العالمين وفضّل فاطمة في الدنيا والآخرة عليهنّ . وروى البخاري في صحيحه ، والإمام أحمد في المسند ، عن عائشة بنت أبي بكر ، قالت : قال النبي (ص) لفاطمة : يا فاطمة أبشري ، فإن الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين ، وعلى نساء الإسلام ، وهو خير دين . وروى البخاري في صحيحه 4/64 ، ومسلم في صحيحه ، في باب فضائل فاطمة ج2 ، والحميدي في " الجمع بين الصحيحين " والعبدي في الجمع بين الصحاح الستة " وابن عبد البر في " الاستيعاب " في قسم : الحديث عن فاطمة عليها السلام ، والإمام أحمد في المسند 6/282 ، ومحمد بن سعد في الطبقات ج2 في قسم أحاديث النبي (ص) في مرضه ، وفي الجزء الثامن في قسم الحديث حول فاطمة عليها السلام ، نقلا عن أم المؤمنين عائشة عن النبي (ص) في حديث طويل جاء فيه أنه (ص) قال : " يا فاطمة ! ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ؟! وفسره ابن حجر العسقلاني في الإصابة ، في ترجمة فاطمة عليها السلام ، أي : أنت سيدة نساء العالمين ،وروى محمد بن طلحة الشافعي في كتابه " مطالب السؤول " ص7 ، أحاديث وأخبارا كثيرة في هذا الباب ، وقال بعدها : فثبت بهذه الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة ، كون فاطمة كانت أحب إلى رسول الله (ص) من غيرها ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء أهل المدينة، وروى البخاري و مسلم في الصحيح ، والثعلبي في تفسير الإمام أحمد في " المسند " والطبراني في " المعجم الكبير " وسليمان الحنفي في " الينابيع " عن تفسير أبي حاتم ، والحاكم في " المناقب " والواحدي في " الوسيط "وأبي نعيم في " حلية الأولياء " وعن الحمويني في " فرائد السمطين " ،وروى ابن حجر الهيتمي في " الصواعق " في ذكر الآية الرابعة عشر ، وروى محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ، والطبري في تفسيره ، والواحدي في أسباب النزول ، وابن المغازلي في المناقب ، ومحب الدين الطبري في الرياض ، والشبلنجي في نور الأبصار ، والزمخشري في تفسيره ، والسيوطي في الدر المنثور ، وابن عساكر في تاريخه ، والسمهودي في وفاء الوفاء والنيسابوري في تفسيره والبيضاوي في تفسيره ، والفخر الرازي في التفسير الكبير ، وأبو بكر شهاب الدين العلوي في رشفة الصادي : الباب الأول /22ـ 23 ، نقلا عن تفسير البغوي والثعلبي ، والملا في سيرته ، ومناقب أحمد ، والطبراني في المعجم الكبير والأوسط ، والسدي ، والشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي في كتابه " الإتحاف " صفحة 5 عن الحاكم والطبراني وأحمد ،وروى السيوطي في " إحياء الميت " عن تفاسير ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه " والمعجم الكبير " للطبراني . كلهم رووا عن ابن عباس حبر الأمة : أنه لما نزلت الآية الكريمة : ( .... قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلّا الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً) قال جمع من الأصحاب : يا رسول الله ! من قرابتك الذين فرض الله علينا مودتهم ؟ قال (ص) : علي وفاطمة والحسن والحسين ،وهذا الأمر ثابت ولا يشك فيه إلا الذي في قلبه مرض النفاق والعناد .
ردنا عليه :
یاویل هذا الرجل ، ویا لتعاسة حظه...!! لقد وصل الی الدرك الأسفل من قلة العلم والفهم والادراك والإنحطاط وسوء القول والتعبير ...؟!!
إنه أصبح لا یمیز بین الاشیاء حتى فقد کل حس وتبلد لدیه کل شعور ...!! الا تعلم أیها الرجل إن معاني الحب تختلف من شخص الآخر...؟ الا تدرك أن لکل موضع
ومعنی من هذه المعاني مقامها المناسب لها...؟ ام تراك لا تدرك معنی ما أقول...؟
عندما یعتقد المسلم ویدرك أن مریم هي سید نساء العالمین وهو ما اعتقده أنا کذلك فهل من اشکال ان قلت : إن أحبّ النساء الی قلبي هي أمي ...؟! هل تجد في هذا أی تناقض أو تضاد ؟ إن حب البنت شيء وحبّ الزوجة شيء آخر یختلف تماماً عنه ، فهذا شيء وذلك شيء آخر یختلف تمام الإختلاف أيها الأرعن التافه .
في الحقیقة ان هذا الرجل أصبح لا یمیز أو یفرق او یفهم حتی أبسط الأشیاء ولم یعد له أي تصور صحیح لکل بدیهي من الاقوال والمعاني والتصورات.
ثم یقول : لدینا دلیل من الآیة الکریمة علی وجوب محبة آل النبي صلی الله علیه وسلم وقرابته....!! وهو قوله تعالی: « لا أسألکم علیه أجرا الا المودة في القربی» الشوري/23.
قلت: لقد فهم الآیة الکریمة فهماً خاطئاً وفسرها تفسیراً یتفق مع مرادة وما تهواه نفسه ، وذلك لان المراد والمفهوم من الآیة لیس کما یتصوره هو: إن الواجب علیکم هو محبة اقاربي فحسب وانما التفسیر الصحیح هو: اني لا أرید منکم أجراً وانما علیکم ان تعرفوا لهم حقهم وان تراعوا ذلك وألا تؤذونني فیهم، ولذلك فنحن من أکثر الناس اتباعاً لهذه الآیة الکریمة وعملاً بما جاء فیها، وحتی لو کان ذلك علی تفسیرکم وفهمکم لهذه الآیة فإنا والحمدلله نحب أهل البیت ونحب ازواجه الطاهرات المطهرات، وأما أنتم فکان فهمکم لهذه الآیة الکریمة مغایرا تماماً لما فهمه المسلمون الصادقون منها فطعنتم بأزواجه وسببتموهن ، فهل هذا هو مودتکم لقربی النبي صلی الله علیه وسلم...؟!! لو کان المراد ما تقصدونه أنتم من الآیة لکان الأولی ان یقول ربنا سبحانه « مودة ذوي القربی » بدل قوله « المودة في القربی» وهذا القول له شاهد من کتاب الله تعالی ، قال تعالی: « واعلموا انما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربی والیتامی والمساکین وابن السبیل» الانفال/41.
وقد نقل البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ما یؤید ما ذهبنا الیه أما أنت فلا ندري من أین جئت لنا بهذه الاقوال والفهم السقیم؟!! ویجب علیك ان تعلم کذلك إن فاطمة رضي الله عنها بناءاً علی قولك لیس لها الحق في المطالبة بأي أجر بعد وفاة النبي صلی الله علیه وسلم، وذلك لأن أجرها علی الله تعالی ..؟ قال تعالی :
« قل ما أسألکم علیه من أجر الا من شاء أن یتخذ الی ربه سبیلا» الفرقان/57.
وقال تعالی « قل ما سألتکم من أجر فهو لکم إن أجری الا علی الله » السبأ /47. فالرسول صلی الله علیه وسلم لا یرید أجراً من أحد ، وهذا دلیل واضح علی صحة ما ذهبنا الیه.
ان الآیة الکریمة تقول « في القربی » ولم تقل « مودة لذوي القربی» إذاً فالآیة الکریمة تبطل أقوال الشیعة وتفسیرهم لهذه الآیة الکریمة وتثبت کذبهم ، وتقولهم علی الله ورسوله بغیر علم والحمد لله .
الادعاء التاسع والثلاثون بعد المائة وقوله : وإن هذا الأمر ثابت عند كبار علمائكم الأعلام ، حتى روى ابن حجر في " الصواعق " صفحة 88 ، والحافظ جمال الدين الزرندي في " معراج الوصول " والشيخ عبد الله الشبراوي في " الإتحاف " صفحة 529 ومحمد بن علي الصبان في " إسعاف الراغبين " صفحة 119 ، وغير هؤلاء ذكروا : أن الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنشد شعرا في هذا الأمر ، فقال :
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكـم من لم يصل عليكم لا صلاة له
ردنا عليه :
هل تظن أن الامام الشافعي حینما قال ذلك لم یکن یعتبر زوجته من أهل بیته...؟ إنکم أنتم من لا یعتبر الزوجة من أهل البیت ، حیث جمعتم في عقیدتکم هذه الحماقة واللجاجة وقلة الحیاء معاً ، ثم لم تکتفوا بهذا حتی أتیتم ببیت من الشعر للإمام الشافعي وهو یمدح آل بیت النبي صلی الله علیه وسلم .
أیها المغفلون الحمقة : إن الشافعي حینما یمدح آل بیت النبي صلی الله علیه الصلاة والسلام فانما یمدح بذلك عائشة وحفصة رضي الله عنهن وجمیع زوجاته الطاهرات علیهن الرحمة والرضوان ، فها أنت ذا تری حب هذا الرجل وتفانیه في أهل بیت النبوة ، فلماذا لا تجعله لك قدوة وأسوة فتتبع مادعی الیه وتعمل به لتفز بالخیر العظیم کما فاز هو بذلك ، أما أن تستشهد بأقواله وابياته ثم إنك بعملك تکذب ما یقول ، فهذا هوالکفر والنفاق بعینه...!! إن طریقتك هذه لا ولن تنفعك لانها طريقة فاسدة لأنك تأخذ بعض القول وتكفر ببعضه، تأخذ ما یوافق هواك وإن کان باطلا ، وترد ما یخالفه وإن کان حقا وهذا مخالف لقول إمامك الذي تدعي انه لك إمام اذ یقول علي رضي الله عنه: « أعرف الحقّ تعرف أهله » ولکي یتبین لك باطل ما ذهبت الیه اضرب لك هذا المثال : لو أن مسیحیا ألف کتاباً في إثبات أحقیّة عیسی علیه السلام وإبطال دین الاسلام ثم أتی بشيء من أبيات الشعر للامام الشافعي وهو یمدح نبي الله وکلمتة علیه السلام ، ثم استنتج من کل ما تقدم ان دین الاسلام دین سوءٍ ، فماذا انت فاعل حینئذ ....؟!! ألا یدعوك ذلك الی الضحك والاستهزاء بما جاء به من أدلة وشواهد ؟ إذاً فنحن کذلك عندما نری صنیعك هذا في کتابك نضحك کثیراً من جهلك وسخفك وحماقتك ونتعجب من ذلك أشد العجب؟!! وبما أنك ذکرت هذه الابیات من عیون الشعر للامام الشافعي رحمه الله ألیس من الأحری أن تعرف رأي هذا الامام وقوله فیك وفي مذهبك الرافضي ! کما عرفت رأیه في أهل البیت ؟
إسمع إذاً : قال الامام الشافعي « لم أر من بین الفرق فرقة أکذب في ادعاءاتها
وأشد جسارة ووقاحة في شهادتها من الرافضة ».
الادعاء الأربعون بعد المائة وقوله : أما من جهة أبي بكر ، كما يقول حديث عمرو بن العاص " إن أحب الرجال إلى النبي (ص) هو أبو بكر " فهو ينافي الأخبار الكثيرة والأحاديث الصحيحة المعتبرة المروية في كتب كبار علمائكم ومحدثيكم بأن أحب الرجال إلى النبي (ص) هو علي بن أبي طالب عليه السلام منهم
1 ـ روى الحافظ سليمان الحنفي في " ينابيع المودة " الباب55 ، عن الترمذي بسنده عن بريدة ، أنه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله (ص) فاطمة ومن الرجال علي عليه السلام .
2ـ العلامة محمد بن يوسف الكنجي روى مسندا في كتابه كفاية الطالب بسنده عن أم المؤمنين عائشة ، أنها قالت: ما خلق الله خلقا كان أحب إلى رسول الله (ص) من علي بن أبي طالب ، ثم يقول الكنجي: هذا حديث حسن ، رواه ابن جرير في مناقبه ، وأخرجه ابن عساكر في ترجمته ، أي ترجمة الإمام علي عليه السلام
3ـ روى الحافظ الخجندي بسنده عن معاذة الغفارية ، أنها قالت : دخلت على رسول الله (ص) في بيت عائشة ، وكان علي عليه السلام خارج الدار ، فسمعت رسول الله (ص( يقول لعائشة : إن هذا ـ أي علي عليه السلام ـ أحب الرجال إلي ، وأكرمهم عليّ ، فاعرفي حقه ، واكرمي مثواه
4ـ روى ابن حجر في آخر الفصل الثاني من" الصواعق" بعد نقله أربعين حديثا في فضائل الإمام علي عليه السلام ، قال الترمذي: عن عائشة ، قالت: كانت فاطمة أحب النساء إلى رسول الله (ص) وزوجها أحب الرجال إليه .
خبر الطائر المشوي:
من أهم الأخبار في الموضوع ، خبر الطير المشوي المروي في كتبنا وكتبكم المعتبرة كالصحاح والمسانيد ، منها : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، والسجستاني ، في صحاحهم ، والإمام أحمد في " المسند " وابن أبي الحديد في " شرح نهج البلاغة " وابن الصباغ المالكي في " الفصول المهمة " صفحة 21 ، رواه بهذه العبارة : وأنه صح النقل في كتب الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة عن أنس بن مالك ... إلى آخره ، ورواه الشيخ سليمان الحنفي في " ينابيع المودة " الباب الثامن ، وقد خصه لهذا الخبر من طرق شتى فيرويه عن الإمام أحمد و الترمذي والموفق بن أحمد الخوارزمي وابن المغازلي وسنن أبي داود عن سفينة مولى النبي (ص )وعن أنس بن مالك وابن عباس ،ثم يقول : وقد روى أربعة وعشرون رجلا حديث الطير عن أنس ، منهم : سعيد بن المسيب والسدي وإسماعيل ،قال : ولابن المغازلي " حديث الطير " من عشرين طريقا ،ورواه سبط ابن الجوزي في التذكرة : 23 عن فضائل أحمد وسنن الترمذي ، وأشار إليه المسعودي في مروج الذهب 2/49 .
ورواه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في الحديث التاسع من " الخصائص " . وكتب كل من : الحافظ ابن عقدة ومحمد بن جرير الطبري والحافظ أبو نعيم ، كتابا خاصا بخبر الطير المشوي وأسانيده وطرقه وتواتره ، كما أن العلامة المحقق الورع ، الزاهد التقي ، السيد حامد حسين الدهلوي ـ وأنتم الحاضرون لقرب جواركم منه تعرفون العلمية وتعرفون ورعه وزهده أحسن وأكثر من غيركم ـ خصص مجلدا ضخما من موسوعته العلمية الكريمة : " عبقات الأنوار " لخبر الطير المشوي وقد جمع فيه أسناد ومصادر الخبر من طرقكم وكتب علمائكم فقط . وأنا لا أذكر الآن كم بلغ عدد أسناد ومصادر هذا الخبر في ذلك الكتاب العظيم ، ولكني أذكر بأني عجبت حين مطالعته من سعة اطلاع العلامة الدهلوي ! والخبر كما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، عن سفينة مولى النبي (ص) قال : أهدت امرأة من الأنصار طيرين مشويين بين رغيفين ، فقال النبي (ص) :اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك فجاء علي (ع) فأكل معه من الطيرين حتى كفيا ،وجاء في بعض كتبكم مثل : " الفصول المهمة " لابن الصباغ المالكي وتاريخ الحافظ النيسابوري ، و " كفاية الطالب " للعلامة الكنجي الشافعي ، و مسند أحمد ، عن أنس بن مالك ، قال : أتى النبي (ص) بطائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ،فجاء علي (ع) فحجبته مرتين ، فجاء في الثالثة فأذنت له ،فقال النبي (ص) : يا علي ! ما حبسك ؟! قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحبسني أنس ،قال (ص) : لم يا أنس ؟! قال : قلت : سمعت دعوتك يا رسول الله ، فأحببت أن يكون رجلا من قومي ،فقال النبي (ص) : الرجل يحب قومه .
ردنا عليه :
للمرة تلو المرة یأتي المؤلف بالأحادیث المکذوبة الموضوعة ویحشوا بها کتابه
وحدیثه هذه المرة جاء علی لسان الشیخ سلیمان البخلي وابن حجر المکي الصوفي ورجال مثل محمد بن طلحة والخوارزمي : أن علیِاً کان من أحب الناس الی رسول الله صلی الله عليه وسلم...!!
قلت : هذا کذب ، هذا الحدیث جاء في سنن الترمذي وهو حدیث ضعیف ، وانا لا اعرف إن کان هذا الرجل یعتمد علی کتبنا وینقل منها ویستشهد بما ورد فیها فلماذا اذاً لا یأخذ بما أثبتناه في کتبنا من قواعد الجرح والتعدیل التي هي الاساس الصحیح لمعرفة کل حدیث ودرجته ومستواه..؟ فنحن مثلاً ، حینما نتعامل في معاملاتنا التجاریة في الاسواق بعملة أجنبیة ما ، ثم لا نلتزم او نتفق علی سقف شرائي معين بها أو قیمة معینة لها ، أو نعلن أمام الملأ أن قیمتها أکثر من قیمتها الحقیقية ، فمن یا تری سوف یصدقنا ومن ذا الذي سوف یتعامل بها معنا..؟!! انهم سوف لن یثقوا بنا أو یتعاملوا بها معنا ، لاننا لن نجد من يقبل ذلك أو یستسیغه...!!!.
ثم یقول: إن حدیث « الطیر المشوي» دلیل قوي علی کون علي أحبّ الناس الی رسول الله صلی الله علیه وسلم .
والحدیث هو: «ان امراة جاءت بطیر مشوي کهدیة الی رسول الله صلی الله علیه وسلم، فدعا رسول الله ربه سبحانه أن یرسل الیه أحب الناس الی الله لیأکل معه فجاء علي و أکل معه...... ) الحدیث.
قلت: هذا الحدیث کذب ، لم یرد في البخاري ولا في مسلم ، ولکن المؤلف کعادته في الاستدلال بالاحادیث الضعیفة ، اذا أراد أن یعطي وزناً لحدیثه فإنه یقول: جاء هذا الحدیث في الصحاح الستة....!!!. ولکن الکذب یعرف من الحدیث نفسه لانه لا یعقل أن النبي صلی الله علیه وسلم یسأل ربه ذلك ولا یدعوا أصحابه الذین معه في مجلسه الی تناول ذلك الطیر معه....؟!! وإن قلنا لم یکن معه أحد ، فمن أین عرف راوي الحدیث ذلك وهو بنفسه لم یکن معه ولم یطعم الطیر مع الرسول الله صلی الله علیه وسلم....؟!!! یا للأسسف الشدید..... کیف یمکن لأناس یحترمون أنفسهم أن یعطوا وزناً لمثل هذا الکتاب التافه أو لمؤلفه...؟؟؟. ذکر الامام ابن عساکر هذا الحدیث في کتابه ولکن العلماء یعتبرون هذا الحدیث ضعیفاً لا یصح الاحتجاج به والله أعلم .
الادعاء الحادي والاربعون بعد المائة وقوله : قلت : أعوذ بالله العظيم من أن أرد الدلائل القرآنية أو الأحاديث الصحيحة النبوية ، ولكن اعلموا أني حينما كنت أحاور الفرق الملحدة مثل الغلاة والخوارج ، وغيرهم من الذين ينسبون أنفسهم للإسلام وما هم منه ، كانوا يحتجون عليّ في إثبات ادعائهم الباطل ببعض الآيات القرآنية ! لأن بعض آيات الذكر الحكيم ذو معان متعددة ووجوه متشابهة ، ولذا لم يسمح النبي الكريم (ص) لأحد أن يفسر القرآن برأيه ، فقال : من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " وقد وكل هذا الأمر الهام إلى أهل بيته الكرام (ع) ، فقال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا " . وقد أجمعت هذه الأمة على صحة هذا الحديث الشريف ، فيجب أن نأخذ ذلك من العترة الهادية ، وهم أهل بيته الذين جعلهم النبي (ص) مع القرآن ككفتي ميزان .
ردنا عليه :
لا وجود لأهل البیت بیننا ، وهم قد أصبحوا في خبر کان ، إذاً فلا بد لنا من العودة والرجوع الی الکتب التي تزعمون أنها جمعت أقوالهم وآثارهم ألیس کذلك...؟ بعبارة أوضح : أنتم لا تعتبرون القرآن الکریم هو المرجع الحقیقي وإنما المرجع لکتبکم أنتم ، وهذه هي عقیدتك وعقیدة سادتك وأهل ملتك وطائفتك من قبلك وان کنت لا تعرب عن ذلك ولا تصرح به ، ولو أردنا أن نحلل کلامك فإننا في نهایة المطاف سنصل الی هذه الحقیقة بالتأکید...!!! فالقرآن حسب قولك لیس کفیلا ولا أهلاً لحل مشاکلنا واختلافنا ولابد من العودة والرجوع الی کتابك حتی نحل هذه المشاکل ونجیب علی کل ما یدور بخلدنا من أسئله ، وبهذا فأنت تعتبر کتابك أفضل واکمل من القرآن نفسه ، نعم إنها عقیدتك وإن لم تصرح بها....؟!!
الإدعاء الثاني والاربعون بعد المائة وقوله : والله سبحانه أيضا أمر الأمة أن يرجعوا إليهم في ما لا يعلمون ، فقال: ( فَسْأَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ).
والمقصود من أهل الذكر : علي بن أبي طالب والأئمة من بنيه (ع) كما روى الشيخ سليمان الحنفي في " ينابيع المودة " الباب 39 نقلا عن تفسير " كشف البيان " للعلامة الثعلبي بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن علي (ع) ، قال : نحن أهل الذكر ، والذكر : هو القرآن الحكيم لقوله تعالى ( إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وبتعبير آخر من القرآن الكريم الذكر : هو رسول الله (ص) لقوله تعالى ( قَدْ أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللّهِ مُبَيّنَاتٍ) ،فأهل الذكر هم آل النبي (ص) ، وأهل القرآن الذين نزل الوحي في بيتهم ، فهم أهل بيت النبوة وأهل بيت الوحي ، ولذلك كان علي (ع) يقول للناس : سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن كتاب الله ، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم نهار ، وفي سهل أم في جبل ، والله ما أنزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من أنزلت ، وإن ربي وهب لي لسانا طلقا ، وقلبا عقولا ... إلى آخره ، ملخص القول في نظرنا ... إن الاستدلال بالآيات القرآنية يجب أن يطابق بيان أهل البيت والعترة النبوية ، وإلا إذا كان كل إنسان يفسر القرآن حسب رأيه وفكره لوقع اختلاف في الكلمة والتشتت في الآراء ، وهذا لا يرضى به الله سبحانه .
ردنا عليه :
لا أدري ما الذي أعجب المؤلف في سلیمان البلخي هذا....؟ ما هذا الحب والتعلق
وما هذا الوله والهيام ....؟!!
لو أننا افترضنا أن سلیمان البلخي لم یفسر هذه الآیة الکریمة لکان معناها واضح ولكان باستطاعة کل مسلم أن یفهمها...؟!!!
الا تعلم أیها المتعالم المتکلف بما لم یعط ، إن سلیمان البلخي هذا کان رجلاً تافهاً لا وزن له وقد توفي قبل 150 عاماً ، فلو أني قلت : ان الترمذي کان شخصاً لا قیمة له ولا وزن – معاذ الله وحاشاه من ذلك – فما ظنك حینئذ بالمسلمین...؟ هل سیدعوني وشأني ...؟ لا والله ، إن بعضهم قد یکفرني وهذا حق، لان الطعن بالامام قد یکون من باب اللمز بما جاء في كتابه من سنن وهدي النبي صلی الله علیه وسلم والرد لها ، وهذا إن ثبت في شخص فهو کذلك من غیر أدنی شك، ولکني أعلنها هنا أمام الجمیع : ان سلیمان البلخي هذا رجل تافه لا وزن له ولا قیمة کان صوفیاً مشرکاً ملحداً ، شیعیاً ، والآن أذهب وحاجج وناقش من تناقش من العلماء وانظر هل تجد من یعترض علی قولي هذا....؟!!!. ماذا عساي أن أقول لشخص ترك الأمة کلها وأخذ یلهث خلف رجلٍ وهو یردد اسمه في کتابه مرات وکرات. سلیمان البلخي ، سلیمان البلخي ، فهل کانت علي أباد مدینة یوماً من الأیام...؟!!
لو أننا رجعنا الی کتاب الله تعالی ، ثم قرأنا هاتین الآیتین السابعة والثامنة من سورة الأنبیاء وتدبرناهما وفهمنا ما فیهما ثم قرأنا الآیات التي سبقتها لرأینا أن الله تعالی یحدثنا عن موقف المشرکین من هذه الرسالة وإنهم کانوا لا یعتقدون ان الله تعالی من الممکن أن یرسل الیهم بشراً رسولاً بل کانوا یعتقدون ان الرسول لا بد أن یکون من غیر البشر فلا یمشي في الاسواق ولا یأکل الطعام قال تعالی :
« وقالوا ما لهذا الرسول یأکل الطعام ویمشي في الأسواق» أما هذا المؤلف المخادع المکار فإنه جاء بجزءٍ من الآیة الکریمة وسلخها عن باقي الآیات وقطع کل علاقة او رابطة تربط هذه الآیة بما قبلها وأخذ منها قول تعالی « وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي الیهم فاسألوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون » مع إنه یتضح من هذه الآیة الکریمة أن الله تعالی کان قد خاطب المشرکین وأخبرهم أن جمیع من أرسلهم قبل محمدٍ صلی الله علیه وسلم کانوا بشراً، فإن لم تصدقوا ذلك: فعلیکم إذاً أن تسألوا أهل الکتاب عن حقیقة ذلك وهم سوف یخبرونکم أن جمیع الانبیاء کانوا من البشر، فلا شك في ذلك ولا ریب ، أما مؤلفنا فإنه یقول في تفسیر هذه الآیة: قل یا محمد للمشرکین إن لم تصدقوا قولي ولم تؤمنوا برسالتي ولم تصدقوا أن مثلي من البشر یکون رسولاً من عند الله فاسألوا علیاً الذي آمن بي وأطاعني لتعلموا صدق ما أقول....؟!!!!.
هل یمکن لمسلم أن یعقل هذا الکلام أو یصدقه؟ إن المشرکین لم یقبلوا ذلك من محمدٍ صلی الله علیه وسلم فهل ستراهم سیصدقوا علیاً فيما یقول...؟ يقول الحق تبارك وتعالی « فاسألوا أهل الذکر» وهم یقولون: إسألوا علیاً...؟!!!!.
إن أهل الذکر هم أهل الکتاب الذین کانوا بالرغم من عداوتهم الشدیدة لمحمد صلی الله علیه وسلم مضطرین الی الاعتراف والإقرار أن انبیاءهم ورسلهم کانوا بشراً یأکلون الطعام ویمشون في الأسواق ، والآن تعالوا لنقرأ هذه الآیات الکریمة لنقف علی کذب هذا الرجل وزیفه .
قال تعالی : « وما أرسلنا قبلك الا رجالاً نوحي الیهم فاسألوا أهل الذکر إن کنتم لا تعلمون، وما جعلناهم جسداً لا یأکلون الطعام وما کانوا خالدین » الانبیاء/807.
الادعاء الثالث والاربعون بعد المائة وقوله:
والآن وبعد هذه المقدمة فإنا نستمع لبيانكم
الشيخ عبد السلام : لقد أول بعض علمائنا الأعلام قوله تعالى : (مُحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَرِضْوَاناً سِيَماهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِنْ أَثَرِ السّجُودِ) قالوا : ( والذين معه ) إشارة إلى أبي بكر الصديق ، فهو كان مع رسول الله (ص) في كل مكان حتى في الغار ورافقه في الهجرة إلى المدينة المنورة ، والمقصود من ( أشداء على الكفار ) : هو عمر بن الخطاب (رض) الذي كان شديدا على الكفار والمراد من ( رحماء بينهم ) هو عثمان ذو النورين ، فإنه كان كما نعلم رقيق القلب كثير الرحمة ، والمعني من ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) هو علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإنه ما سجد لصنم قط ،وأنا أرجو أن تقبل هذا التأويل الجميل ، والقول الجامع لفضيلة الخلفاء الراشدين !
قلت : يا شيخ ! إني أعجب من كلامك وفي حيرة منه ! ولا أدري من أين جئت به ؟! فإني لم أجد في تفاسيركم المعتبرة المشهورة ، هذا التفسير ، ولو كان هذا الأمر كما تقول ، لكان الخلفاء المتقدمون على الإمام علي (ع) احتجوا بها حينما واجهوا معارضة بني هاشم وامتناع السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي (ع) من البيعة لهم ولكن لم نجد ذلك في التاريخ ولا التفاسير التي كتبها كبار علمائكم ، أمثال :الطبري و الثعلبي والنيسابوري والسيوطي والبيضاوي والزمخشري والفخر الرازي وغيرهم ، وهذا التأويل والتفسير ما هو إلا رأي شخصي غير مستند إلى حديث أو رواية ، وإن القائل والملتزم به ومن يقبله يشملهم حديث النبي (من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار )وإذا قلت : إن ما قلته هو تأويل لا تفسير ، فأقول : إن مذاهبكم الأربعة لا يقبلون تأويل القرآن مطلقا ، ولا يجوز عند أئمتكم تأويل القرآن ، وأضف على هذا ، إن في الآية الشريفة نكات علمية وأدبية تمنع من هذا التأويل ، وتحول دون الوصول إلى مقصودكم ، وهي : أولا : الضمائر الموجودة في الآية الكريمة .
وثانيا : صياغة الجمل فـ ( محمد ) (ص) : مبتدأ ، و( رسول الله ) : عطف بيان أو صفة ، ( والذين معه ) : عطف على ( محمد ) (ص) و ( أشداء ) وما بعدها : خبر ولو قلنا غير هذا فهذا غير معقول وخارج عن قواعد العربية والأصول ،ولذا فإن جميع المفسرين من الفريقين قالوا : إن الآية الكريمة تشير إلى صفات المؤمنين بالنبي (ص) جميعا ، ولكني أقول : إن هذه الصفات ما اجتمعت في كل فرد فرد من المؤمنين ، بل مجموعها كانت في مجموع المؤمنين ، أي إن بعضهم كانوا ( أشداء على الكفار ) وبعضهم كانوا ( رحماء بينهم ) وبعضهم ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) ولم يكن من المؤمنين إلا رجل واحد جمع كل هذه الصفات والميزات الدينية ، وهو : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، فهو الذي كان مع النبي (ص) من أول رسالته وبعثته حتى آخر ساعات حياته المباركة ، إذ كان رأس النبي (ص) في حجر وصيه وابن عمه علي بن أبي طالب حين فارقت روحه الدنيا .
ردنا عليه :
نجد أن المؤلف هذه المرة قد أخذ للأمر عدته وهيأ نفسه حتى لا یسقط علی قفاه...!! فهو بکیده ومکره قد علم أن من الآیات التي یعتمد علیها السنة في بیان مکانة الصحابة هو قوله تعالی: « محمد رسول الله والذین معه اشداء علی الکفار رحماء بینهم تراهم رکعا سجدا یبتغون فضلاً من الله ورضوانا سیماهم في وجوههم من أثر السجود...» الآیة / الفتح / 29.
قال المؤلف: إن المراد من قول تعالی «الذین معه» عليّ ، والمراد من قوله تعالی «إشداء علی الکفار» علي ، والمراد من قوله تعالی « رحماء بنهم » علي والمراد من قوله تعالی « أثر السجود » علي أیضا...!! وهو أولاً وقبل ذلك قد سأل السني فأجاب بالآتي : المراد من الآیة هم ابوبکر وعمر وعثمان وعلي ، فالمراد من قوله «الذین معه» أبوبکر، ومن قوله « أشداء علی الکفار» عمر ومن قوله «رحماء بینهم» عثمان ومن قوله «اثر السجود» علي .
قلت: هذا کذب ، فلا یوجد سني یقول مثل هذا القول ، والآیة الکریمة إنما تعم جمیع الصحابة وتشملهم ، والا فکیف یمکن أن یکون المراد من قوله تعالی « والذین معه » وابوبکر ما هو الا شخص واحد بینما الآیة تقول بصراحة « والذین معه» وهذه الجملة تفید الجمع وهذا الاعتراض کذلك یسري الی باقي الجمل الثلاثة الأخری ألا یکفي أنه یکذب علینا بنفسه حتی یأتي بالکذب علی لسان السني أیضاً....؟!!!. علی أیة حال فإن هذه الآیة الکریمة من أقوی الأدلة علی نزاهة وطهارة أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم ولا ادري ما الذي استفاده المؤلف حینما حاول جاهداً صرف هذه الآیة الکریمة عن معناها الحقیقي والتقلیل من أهمیتها، ثم لم یکتفي بذلك فحسب ، حتی نسب هذا التحریف والکذب والتقول علی الله سبحانه الی أهل السنة...؟!!.
إن من أکل الطعام بآیات الله تعالی واشتری بها ثمناً قلیلاً وکذب علی الله فعلیه أن یستعد لتجرع النار وسمومها وزفیرها وصدید أهلها، اللهم انا نعوذ بك من النار
ومن حال أهل النار .
لقد شبه الله تعالی الصحابة في هذه الآیة الکریمة بالزرع الذي قویت عروقه فاستقام وانتفع الخلق به، فقوة ایمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه ثم قال تعالی في آخر الآیة: « لیغيظ بهم الکفار» استنتج الامام مالك رحمه الله من هذه الآیة: أن کل من یبغض الصحابة ویکون في قلبه غیض لهم فهو کافر، وبما أن الشیعة یکرهونهم ویبغضونهم فهم کفار بنص الآیة الکریمة ، أما المؤلف فتراه لا یتوانی بالقول : ان الآیة إنما نزلت في علي ، قلت : حقا إن تفسیرك لهذا الآیة لمن المضحکات المبکیات...؟!!.
الادعاء الرابع والاربعون بعد المائة وقوله: وقال بعض المحققين :
إن أبا بكر بعدما التقى بالنبي (ص) في الطريق ، اقتضت الحكمة النبوية أن يأخذه معه ولا
يفارقه ، لأنه كان من الممكن أن يفشي أمر الهجرة وكان المفروض أن يكون سرّا ، كما نوّه به
الشيخ أبو القاسم بن الصباغ ، وهو من كبار علمائكم ، قال في كتابه
" النور والبرهان " :
إن رسول الله (ص) أمر عليا فنام على فراشه ، وخشي من أبي بكر أن يدلّهم عليه فأخذه معه
ومضى إلى الغار !
ردنا عليه :
لقد أبکت هذه الآیة الشیعة وفضحتهم وبينت مکرهم وکذبهم ، فالمفلس المسكين هذه المرة لم یبق أمامه الا الاذعان والتسلیم ، لانه لا یستطیع أن یحرف أو یبدل کلام الله تعالی کما یفعل ذلك مع حدیث النبي صلی الله علیه وسلم انه کتاب الله تعالی فلم یکن حدیثاً في البخاري ومسلم حتی یقول : أنا لا أصدق ما جاء فیهما کما انه لا یستطیع أن یقولها بکل صراحه : إنه لا یقبل القرآن ولا یرتضیه حكما..؟!! قال تعالی « الا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذین کفروا ثاني اثنین اذهما في الغار اذ یقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سکینته علیه وأیده بجنود لم تروها وجعل کلمة الذین کفروا السفلی وکلمة الله هي العلیا والله عزیز حکیم» التوبة /40 .
إنك تراه یجري یميناً وشمالاً علّه یجد سبیلا ومخرجاً مما هو فیه ، ولکن أنّی له ذلك، فالآیة واضحة تمام الوضوح ولا نحتاج معها الی من یفسرها لنا علی هواه
وهي دلیل صریح وواضح یظهر للجمیع فضل ابي بکر رضي الله عنه ، حتی لا تغاضی هذا المحتال المدعي الفاجر عن الآیة ودلالتها الواضحة.
لم نر أو نسمع أن شخصا ما قد استعان بعدوه اللدود عند فراره من خطر ألمّ به..؟!! لم نر أو نسمع لحد الآن من یصدق مثل هذا القول أو یقبله..؟!! إني لن أقول إن مثل هذا الفعل قد یصدر من رجل یتصرف تصرفاً صبیانیاً لأن ذلك إهانة لا یرتضیها الصبیان لأنفسهم ، ولا أقول إن مثل هذا الفعل حماقة ، لان الحمقی سوف یحتجون ویرفضون مثل هذه الإهانة ، وإنما أقول إن هذا القول لا یصدر إلا من الشیعة لا غیر...؟!! ألم یکن في قدرة ابي بکر أن یخون النبي صلی الله علیه وسلم عندما وصل المشرکون الی الغار...؟؟ ألم یکن في قدرته أن یصیح ویصرخ بأعلی صوته لیسمع المشرکین...؟؟
لو کان الأمر کما تقول لکان باستطاعة النبي صلی الله علیه وسلم أن یأخذ معه أباجهل وأبا لهب کذلك ألم تقولوا أن أبابکر رضي الله عنه أسوء من أبي جهل والله یشهد ان ابابکر لم یکن کذلك فقاتلکم الله أنّی تؤفکون......؟!!.
الادعاء الخامس والأربعون بعد المائة وقوله : بناء على ما ذكره الطبري في تاريخه ، ج3 :
إن أبا بكر ما كان يعلم بهجرة النبي (ص) فجاء عند علي بن أبي طالب وسأله عن رسول الله
(ص) ، فأخبره بأنه هاجر نحو المدينة فأسرع أبو بكر ليلتقي بالنبي (ص) ، فرآه في الطريق
فأخذه النبي (ص) معه .
فالنبي (ص) إنما أخذ معه أبا بكر على غير ميعاد ، لا كما تقول .
ردنا عليه :
لماذا..؟ وما الداعي لذلك ..؟ هل کان النبي صلی الله علیه وسلم یقسم الحلوی والهدايا في طریق هجرته حتی یصاحبه طمعاً ورغبة لما في یده..؟!! هل کان یعرف أن أمر الرسول صلی الله علیه وسلم ودعوته سیرتقي وينجح ..؟
إن کان ابوبکر عدوا للرسول صلی الله علیه وسلم فأخذه معه خوفاً منه حتی لا یفشي سرّه للمشرکین ، فلماذا لم یصرخ أو ینادي بأعلی صوته عندما وصل المشرکون الی باب الغار الذي کان فیه ؟ هل تستطیع الشیعة أن تجیبنا علی هذه الاسئلة..؟ أنا علی یقین إنهم لن یستطیعوا ذلك ؟ وهکذا تتکرر مثل هذه التفاهات
والأقوال السخیفة التي تفرزها تلك العقول الصدئة النتنة ولکنها لا ولن تستطیع أن تثبت أمام الحجة والبرهان والعقل والمنطق فتراها تفرّ هنا وهناك حتی تتجنب البحث والمناقشة بالدلیل والبرهان .
الإدعاء السادس والاربعون بعد المائة وقوله مخاطبا السني : أسألك أن تبين لنا محل الشاهد من الآية الكريمة وتوضّح الفضيلة التي سجلتها الآية الكريمة لأبي بكر ؟!
الشيخ عبد السلام : محل الشاهد ظاهر ، والفضيلة أظهر ، وهي :
أولا : صحبة النبي (ص) ، فإن الله تعالى يعبر عن الصديق (رض) بصاحب رسول الله ( ص)
ثانيا : جملة : ( إن الله معنا ) .
ثالثا : نزول السكينة من عند الله سبحانه على سيدنا أبي بكر ، ومجموعها تثبت أفضلية سيدنا الصديق وأحقيته بالخلافة .
قلت : لا ينكر أحد أن أبا بكر كان من كبار الصحابة ، ومن شيوخ المسلمين ، وأنه زوج ابنته من النبي (ص) ، ولكن هذه الأمور لا تدل على أحقيته بالخلافة ، وكذلك كل ما ذكرتم من شواهد ودلائل في الآية الكريمة ، لا تكون فضائل خاصة بأبي بكر ، بل لقائل أن يقول : إن صحبة الأخيار والأبرار لا تكون دليلا على البر والخير ، فكم من كفار كانوا في صحبة بعض المؤمنين والأنبياء ، وخاصة في الأسفار .
الصحبة ليست فضيلة
1ـ فإنا نقرأ في سورة يوسف الصديق (ع) أنه قال :( يَا صَاحِبَيِ السّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مّتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ) لقد اتفق المفسرون أن صاحبي يوسف الصديق (ع) هما ساقي الملك وطباخه ، وكانا كافرين ودخلا معه السجن ولبثا خمس سنين في صحبة النبي يوسف الصديق (ع) ولم يؤمنا بالله ، حتى أنهما خرجا من السجن كافرين ، فهل صحبة هذين الكافرين لنبي الله يوسف (ع) تعد منقبة وفضيلة لهما ؟!
2ـ ونقرأ في سورة الكهف : ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمّ ِنُطْفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلاً ) ذكر المفسرون : أن المؤمن ـ وكان اسمه : يهودا ـ قال لصاحبه ـ واسمه: براطوس ـ وكان كافرا ، وقد نقل المفسرون ـ منهم : الفخر الرازي ـ محاورات هذين الصحابين ، ولا مجال لنقلها ، فهل صحبة براطوس ليهودا ، تعد له فضيلة أو شرفا يقدمه على أقرانه ؟! أم هل تكون دليلا على إيمان براطوس ، مع تصريح الآية : ( أَكَفَرْتَ بِالّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ) ؟! فالمصاحبة وحدها لا تدل على فضيلة وشرف يميز صاحبها ويقدمه على الآخرين . وأما استدلالك على أفضلية أبي بكر ، بالجملة المحكية عن النبي (ص) ( إن الله معنا ) فلا أجد فيها فضيلة وميزة لأحد ، لأن الله تعالى لا يكون مع المؤمنين فحسب بل يكون مع غير المؤمنين أيضا ، لقوله تعالى : ( مَا يَكُونُ مِن نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) فبحكم هذه الآية الكريمة ، فإن الله عز وجل يكون المؤمن والكافر والمنافق .
الشيخ عبد السلام : لا شك أن المراد من الآية الكريمة : ( إِنّ اللّهَ مَعَنَا ...) يعني : بما أننا مع الله ونعمل لله ، فإن ألطاف الله تعالى تكون معنا ، والعناية الإلهية تشملنا .
حقائق لا بد من كشفها
قلت : حتى لو تنزلنا لكم وسلمنا لقولكم ، فلقائل أن يقول : إن الجملة مع هذا التفسير أيضا لا تدل على فضيلة ثابتة أو منقبة تقدم صاحبها على الآخرين ، لأن هناك أشخاص شملتهم الألطاف الإلهية والعناية الربانية ، وما داموا مع الله كان الله معهم ، وحينما تركوا الله سبحانه تركهم وانقطعت العناية والألطاف الإلهية عنهم ، مثل :
1ـ إبليس ـ ولا مناقشة في الأمثال ـ فإنه عبد الله تعالى عبادة قل نظيرها من الملائكة ، وقد شملته الألطاف والعنايات الربانية، ولكن لما تمرد عن أمر ربه تكبر واتبع هواه واغتر ، خاطبه الله الأعظم الأكبر قائلا: ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنّكَ رَجِيمٌ وَإِنّ عَلَيْكَ اللّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدّينِ )
2ـ ومثله في البشر: بلعم بن باعورا ، فإنه كما ذكر المفسرون في تفسير قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ) قالوا :إنه تقرب إلى الله تعالى بعبادته له إلى أن أعطاه الاسم الأعظم وأصبح ببركة اسم الله سبحانه مستجاب الدعوة ، وعلى أثر دعائه تاه موسى وبنو إسرائيل أعواما كثيرة في الوادي ، ولكن على أثر طلبه للرئاسة والدنيا سقط في الامتحان ، واتّبع الشيطان ، وخالف الرحمن ، وسلك سبيل البغي والطغيان ، وصار من المخلدين في النيران ، وإذا أحببتم تفصيل قصته ، فراجعوا التاريخ والتفاسير ، منها : تفسير الرازي 4/ 463 ، فإنه يروي عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد بالتفصيل .
3ـ وبرصيصا في بني إسرائيل ، كان مجدا في عبادة الله سبحانه حتى أصبح من المقربين ، وكانت دعوته مستجابة ، ولكن عند الامتحان أصيب بسوء العاقبة فترك عبادة رب العالمين ، وسجد لإبليس اللعين ، وأمسى من الخاسرين ، فقال الله تعالى فيه : ( كَمَثَلِ الشّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمّا كَفَرَ قَالَ إِنّي بَرِيءٌ مِنكَ إِنّي أَخَافُ اللّهَ رَبّ الْعَالَمِين، فإذا صدر عمل حسن من إنسان ، فلا يدل على أن ذلك الإنسان يكون حسنا إلى آخر عمره وأن عاقبة أمره تكون خيرا ولذا ورد في أدعية أهل البيت عليهم السلام : اللهم اجعل عواقب أمورنا خيرا .
إضافة إلى ما قلنا: فإنكم تعلمون أنه قد ثبت عند علماء المعاني والبيان ، أن التأكيد في الكلام يدل على شك المخاطب وعدم بقيته للموضوع ، أو توهمه خلاف ذلك .
والآية مؤكدة " بأنّ " فيظهر بأن ّ مخاطب النبي (ص) وهو صاحبه في الغار كان شاكا في الحق ، على غير يقين بأن الله سبحانه يكون معهما !
ردنا عليه :
بهذه المقولة ذهب المؤلف بشرف نفسه وکرامتها تماماً ، ولکي یبین أنه لا معنی یذکر ولا فائدة ترتجی من صحبة ابي بکر لرسول صلی الله علیه وسلم وأنه لا أهمیة لذلك کما أنه لا دلیل علی محبة رسول الله صلی الله علیه وسلم له فإنه ذکر هذه الأمثلة وهي بذاتها تدل دلالة قاطعة علی بغض هؤلاء للاسلام وخیرة هذه الأمة بعد نبیها .
قال المؤلف: إن سیدنا یوسف کذلك خاطب صاحبیه في السجن وقال لهم « یا صاحبي السجن » مع إنهما کانا کافرین ، وبهذا لا تثبت فضیلة لأحد بمجرد أن یقول له یا صاحبي ...؟!!!. وهذا یعني ان الذي جاء في القرآن من قوله تعالی :
« و قال لصاحبه » لا یثبت فضیلة لأبي بکر.....!!
قلت أولاً: وکذلك علی حد قولك هذا فإن ذلك کذلك لا یثبت فضلیة لعليّ رضي الله عنه فما لا یثبت هنا لا یثبت هناك.
ثانیا: إن سیدنا یوسف علیه الصلاة والسلام لم یختر لنفسه هؤلاء الاصحاب لیکونوا رفیقیه في السجن، وإنما کان ذلك من غیر تدبیر سبق أو طلب له، ولکنه علیه السلام قدر علیه أن یجد نفسه داخل هذا السجن وهما کانا فیه ، أما نبینا علیه الصلاة السلام فإنه قد اتخذ أبا بكر الصاحب والرفیق في سفره وهجرته وحبسه معه دون سائر الصحابة الذین سبقوا نبیهم في الهجرة الی المدینة، فهل یعقل بعد هذا أن یختار رسول الله صلی الله علیه وسلم لرفقته في هجرته الا أسوء الناس سریرة وأشدهم عدواة للاسلام وأهله ..؟ کیف یختار مثل هذا الرجل صاحباً له في مثل هذا الوقت العصیب، لیجلب کل هذا الشقاء والعذاب والبلاء للاسلام والمسلمین؟!!!.
ثالثاً: إنتبه جیداً الی قول یوسف علیه السلام لاصحابه لتدرك حقیقة ما علیه أصحابه فهو یقول لهم: « لا تشرکوا » ثم أمعن النظر فیما قاله محمد صلی الله علیه وسلم لصاحبه وصدیقه لتدرك بعدها حقیقة باطن هذا الرجل الطاهر النقي اذ یقول له: « لا تحزن إن الله معنا » فهل قال یوسف علیه السلام لصاحبیه: أیها الکفار لا تحزنوا إن الله معکم ...!!! هل تعرف للقیاس معنی أیها المؤلف الذي سبقت غیرك ولم یدرك أحد شأوك من بعدك ..؟ والله لقد أضحكت القاصي والداني علی تفاهتك وسوء صنيعك يا صاحب القیاس الشنیع...!!!.
ثم یقول: کما جاء کذلك في سورة الکهف عندما قال صاحب البستان المسلم للآخر وقد کان کافرا « یا صاحبي » قلت: جوابي هو ما ذکرته وقلته آنفا فهو ماذا قال له بعد قوله له « یا صاحبي » هل قال له مثلاً : إن الله معنا...؟ وإن الله تعالی سوف لن یجعل بستانك صعیداً زلقا ..؟ أم قال له: « أکفرت بالذي خلقك من تراب»؟ ثم یقول المؤلف: إن الله مع کل احد بدلیل قوله تعالی: « وما یکون من نجوی ثلاثة الا هو رابعهم » فلیس إذاً هناك أي فضیلة أو مزیة لأبي بکر علی غیره ...؟!!!
قلت : إن کان الأمرعلی نحو ما تقول ، فلماذا یقول الرسول صلی الله علیه وسلم لصاحبه « لا تحزن إن الله معنا»؟ الم یکن الله تعالی مع المشرکین الذین جاؤوا یقتفون أثر النبي صلی الله علیه وسلم وصاحبه ؟ لماذا لم یقل لهم الله کما قال لرسوله « لا تحزنوا فالله معکم»؟ ما الذي جعل الکفار یصابوا بکل هذه الخیبة والخسران والحزن العظیم، وما الذي جعل أبابکر رضي الله عنه یغتبط ویفرح وهو یری نجاة نبیه وخلیله محمدٍ صلی الله علیه وسلم ؟ لماذا بعد کل هذا وذاك لم یعثر الکفار علی النبي صلی الله علیه وسلم وصاحبه ویعرفوا مکانهم مع انهم لو نظروا تحت أقدامهم لرأوهم ، ألم یکن الله تعالى معهم کما تقول؟ إن کان الله تعالی مع الکافر والمؤمن علی السواء فلماذا حقق الله لابي بکر کل ما یتمناه وأقرّ عینه بنجاة رسوله وحفظ الله له ، ولماذا في الوقت نفسه خیّب الله ظن الکافرین وردهم علی أعقابهم خاسرین ...؟!!
إن الفرق واضح أیها المؤلف فإن معیة الله مع أبي بکر وجمیع المؤمنین الصادقین إنما تکون بالرحمة والتوفیق والتسدید والإعانة ، وأما مع الکفار فتکون بالذل والصغار والغضب والإهانه ؟!! إنك لو سألت رجلاً أعمی لأجابك هذا الجواب ولعرف الفرق بین المعیتین ، ولکن ماذا أقول لمن أعمی الله تعالی قلبه وبصیرته إن ذلك نعوذ بالله لا یرتجی له شفاء أو هدایة الا أن یشاء الله .
ثم یقول: ألم یکن الشیطان کذلك يجالس الملائکة فما نفعه ذلك؟!!!.
قلت: بناءاً علی قیاسك الفاسد هذا فإنك تزعم إن جبریل لم ینفعه معیة الله له لانه کذلك کان یجالس الملائکة، قبحك الله ما أبلد حسك وأفسد رأیك....!!!.
کل مؤمن یعرف أن الشیطان مذموم علی کل لسان لأن الله تعالی أمرنا بالاستعاذة منه وتحذیر المسلمین من اتباعه وطاعته ولذلك فنحن نبین مساوئه للناس حتی یجتنبوه ولا یتبعونه أما الملائکة فنحن نحبهم ونثني علیهم خیرا فهم عباد الله تعالی لا یسبقونه بالقول وهم بما أمرهم الله یعملون .
فلا یقال اذاً، بما أن الشیطان کان عبداً سیئاً عاصیا فأبو بکر کذلك ..... ؟!!!.
لقد ذم القرآن الکریم الشیطان وحذرنا منه ، وأثنی علی أبي بکر رضي الله عنه خيراً وبین فضله وعلو مکانته قال المؤلف: کان بلعام بن باعوراء رجلاً صالحاً ثم أصبح عاصیاً سیئاً...!!!.
قلت: بما أنکم لا تعتبرون أبابکر رجلاً صالحاً فلا بد أن تستعمل قیاسك هذا مرة أخری فلتقس أبابکر بفرعون کذلك ..؟!!
هل سمعت أو أخبرت ان موسی علیه الصلاة والسلام کان یجالس فرعون وینادمه ..؟ هل جعل موسی علیه الصلاة والسلام بلعام بن باعوراء وزیراً له بعد خیانته ..؟ الی متی وحتی متی وأنت تحط من شأن النبي صلی الله علیه وسلم وتهین أصحابه ..؟ الا تعي أو تفهم إننا حینما تذکر شخصاً ما وتذکر أنه یصاحب الطالحین والفجرة والفاسقین فإنا في الحقیقة إنما نهین ونطعن في الشخص نفسه؟ نعم إنها إهانه وحط وتنقیصٌ...!!
إن کان بلعام بن باعوراء قد خان وارتد بعد إیمانه فما علاقة ذلك بأبي بکر وعمر وعائشة رضي الله عنهم ؟ نحن کذلك لا ننکر أن الرجل الصالح قد یسوء حاله ویرتد ، نعم إن هذه حقیقة لامراء فیها ، ولکن هذا قول وظن لا یثبت به شیئاً فأنت تستطیع کذلك أن تقول: إن علیا قد یکون صالحاً یوماً وسیئاً في یوم آخر ولکن قولك هذا لا حقیقة له ولا مکان الا ان تثبت ذلك حقیقة وأنه قد وقع بالفعل والا سیبقی قولك وکلامك ظناً لا حقیقة له ولا مکان علی أرض الواقع
ثم یقول: إن الشیطان وبلعام وبرصیصا العابد کلهم أصبحوا من المرتدین المفسدین.
قلت: وما علاقة ذلك بأبي بکر رضي الله عنه وهو قد کان من المقربین الی رسول الله صلی الله علیه وسلم ومن أحبّ الناس الیه ، ثم عندما مرض النبي صلی الله علیه وسلم مرضه الأخیر الذي مات فیه کان ابوبکر رضي الله عنه هو الامام لجماعة المسلمین وقد مات النبي صلی الله علیه وسلم وهو عنه راضي ، فهل تظن أیها المخبول بعد هذا کله أنك تجعل بهذیانك من الحق باطلاً ومن الباطل حقا؟!!. إن القرآن الکریم قد بین طلاح العابد برصیصا في آیة وصلاح ابي بکر رضي الله عنه في آیة أخری قال تعالی « لا تحزن ان الله معنا ».
الإدعاء السابع والاربعون بعد المائة وقوله : الشيخ عبد السلام : دليلي على أن الآية الكريمة تتضمن مناقب وفضائل لسيدنا أبي بكر (رض) ، جملة : ( فَأَنْزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) فإن الضمير في ( عليه ) يرجع لأبي بكر الصديق ، وهذا مقام عظيم. قلت : الضمير يرجع إلى النبي (ص) وليس لأبي بكر ، بقرينة الجملة التالية في الآية (وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) وقد صرح جميع المفسرين : أن المؤيد بجنود الله سبحانه هو النبي (ص) لشيخ عبد السلام : ونحن نقول أيضا : إن المؤيد بالجنود هو النبي (ص) ولكن أبا بكر كذلك كان مؤيدا مع النبي (ص) .
السكينة والتأييد من خصوصيات النبي (ص)
قلت : إذا كان الأمر كما تقول ، لجأت الضمائر في الآية الكريمة بالتثنية ، بينما الضمائر كلها جاءت منفردة ، فحينئذ لا يجوز لأحد أن يقول : إن الألطاف والعنايات الإلهية كالنصرة والسكينة شملت رسول الله دون صاحبه !!
الشيخ عبد السلام : إن رسول الله (ص) كان في غنى عن نزول السكينة عليه ، لأن السكينة الإلهية كانت دائما معه ولا تفارقه أبدا ، ولكن سيدنا أبا بكر (رض) كان بحاجة ماسة إلى السكينة فأنزلها الله سبحانه عليه .
قلت : لماذا تضيع الوقت بتكرار الكلام ، بأي دليل تقول : إن النبي (ص) لا يحتاج إلا السكينة الإلهية ؟! بينما الله سبحانه يقول : ( ثُمّ أَنْزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا ..) وذلك في غزوة حنين ، ويقول سبحانه وتعالى أيضا : ( فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التّقْوَى ..) وذلك في فتح مكة المكرمة، فكما في الآيتين الكريمتين يذكر الله النبي (ص) ويذكر بعده المؤمنين ، فلو كان أبو بكر في آية الغار من المؤمنين الذين تشملهم السكينة الإلهية ، لكان الله عز وجل ذكره بعد ذكر النبي (ص) أو يقول : فأنزل الله سكينته عليهما ، هذا وقد صرح كثير من علمائكم : بأن ضمير ( عليه ) في الآية الكريمة يرجع إلى النبي (ص) لا إلى أبي بكر ، راجعوا كتاب " نقض العثمانية " للعلامة الشيخ أبي جعفر الإسكافي وهو أستاذ ابن أبي الحديد وقد كتب ذلك الكتاب القيم في رد وجواب أباطيل أبي عثمان الجاحظ ، إضافة على ما ذكرنا ، نجد في الآية الكريمة جملة تناقض قولكم ! وهي : ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن ) فالنبي ينهى أبا بكر عن الحزن ، فهل حزن أبي بكر كان عملا حسنا أم سيئا ؟ فإن كان حسنا ، فالرسول لا ينهى عن الحسن ، وإن كان سيئا فنهي النبي (ص) له من باب النهي عن المنكر بقوله : ( لا تحزن ) فالآية الكريمة لم تكن في فضل أبي بكر ومدحه ، بل تكون في ذمه وقدحه ! وصاحب السوء والمنكر ، لا تشمله العناية والسكينة الإلهية لأنهما تختصان بالنبي (ص) والمؤمنين ، وهم أولياء الله الذين لا يخشون أحدا إلا الله سبحانه ومن أهم علامات الأولياء كما في قوله تعالى : ( أَلاَ إِنّ أَوْلِيَاءَ اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) .
ردنا عليه :
مازال هذا الرجل یهذي ویثرثر وهو یظن أنه بهذا الهذیان والثرثرة والحماقة التي أعیت من یداویها سوف یقنعنا بما یقول؟!! یأتینا المؤلف هذه المرة بقول السني
وهو يؤول قول الله تعالی « فأنزل الله سکینته علیه» قال السني: أبوبکر. ثم جاء المؤلف بدلیل من اقوال أهل السنة لیبطل القول ویرده....!!
قلت: إن تأویل أهل السنة لقوله تعالی « فأنزل الله سکینته علیه » المراد منه هو محمد صلی الله علیه وسلم ثم یضیف المؤلف: إن المراد من قوله «الله معنا» أي المتکلم بهذاهو أبوبکر...!! قلت: ان هذا الرجل قد سبق كل من عرفهم حیث استدل بقول الرسول صلی الله علیه وسلم لابي بکر « لا تحزن » بینما الآیة الأخری تقول: « ألا إن اولیاء الله لا خوف علیهم ولا هم یحزنون » یونس/62.
ثم یقول بعد هذه الآیة لقد منع الرسول أبابکر من الحزن بقوله: ( لا تحزن ) ثم یتساءل : هل کان هذا الحزن الذي نهی عنه النبي صلی الله علیه وسلم ممدوحاً ام مذموما؟ إن قلنا إنه حسن ممدوح فلماذا ینهی عنه النبي صلی الله علیه وسلم ؟
وإن کأن مذموماً أفلا یعتبر ذلك عصیاناً وإثما بحق صاحبه ، وبهذا یتبین أنه لا فضیلة لصاحبه..!!! قلت: أرأیتم یا من هداکم الله وحفظکم کیف یتلاعب هذا النکرة باللالفاظ والکلمات ..؟ هل رأیتم أو سمعتم مذهباً هو أقبح وأرذل من هذا المذهب ؟
یقول المؤلف هذا الکلام وکأنه لم یقرأ قول الحق تبارك وتعالی وهو یقول لعبده
ونبیه لوطا علیه السلام : ( ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك ....) الآيه العنكبوت / 33 .
ألم يكن لوطا عليه السلام صاحب مكانة ومنزلة وفضيلة عند الله تعالى ..؟ألم يكن عليه السلام من أنبياء الله وأوليائه ..؟ يقول الحق تبارك وتعالة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : « لا تمدن عینیك الی ما متعنا به أزوجاً منهم ولا تحزن علیهم واخفض جناحك للمؤمنین » الحجر/88.
والآن قل لي : الم يکن لمحمد علیه الصلاة والسلام منزلة وفضیلة ..؟ الم یکن صلی الله علیه وسلم من اولیاء الله؟ بل إنه سیدهم وإمامهم ، ألم یأمر الله تعالی السیدة مریم بقوله: « لا تحزني » « فناداها من تحتها ان لا تحزني قد جعل ربك تحتك سریا » إني لعمر الله لا أدري هل أبکي واستعبر أمام هذه الأدلة والامثلة التي ضربها المؤلف لنا وساقها في کتابه أم أني أضحك بمليء فمي ..؟!!!
ولکي اقول لکل من خدع بهذه الاقوال التافهة انبیوا الى الله وتوبوا الیه ودعوا عنکم هذا الجهل والقول علی الله بغیر علم ، انیبو الى الله وحاسبوا انفسکم
وراجعوا ما بین ایدیکم من الاقوال والادلة واستعینوا به واستهدوه یهدکم واستغفروه یغفر لکم من قبل أن یأتي یوم لا بیع فیه ولا خلال ، وسوف یسأل الله کل واحدٍ منا ، فانظروا یا هداکم الله بم ستجیبون ربکم الرحمن وقد جعل لکم السمع والابصار والافئدة ، فما الحجة یومئذ ؟ وما القول حینئذ ..؟ فکروا جیدا وراجعوا کل قول أمامکم وانا علی یقین تام إنکم ان أصدقتم الا لتجاء الی الله تعالی وعزمتم رأیکم فإنه لن یتخلی عنکم « ومن یتوکل علی الله فهو حسبه ».
الإدعاء الثامن والأربعون بعد المائة وقوله : وأما الآيات المباركة الكثيرة التي نقول بأنها نزلت في شأن الإمام علي عليه السلام وفضله ، إنما نذكر رواياتها وتفاسيرها من كتبكم المعتبرة ومن تفاسير علمائكم الأعلام ، فإن الحافظ أبو نعيم صاحب كتاب " ما نزل من القرآن في علي " والحافظ أبو بكر الشيرازي ، صاحب كتاب " نزول القرآن في علي" والحاكم الحسكاني صاحب كتاب " شواهد التنزيل" فهؤلاء من علماء الشيعة أم من علمائكم ؟؟ والمفسرون الكبار ، أمثال : الإمام الثعلبي والسيوطي والطبري والفخر الرازي والزمخشري ، والعلماء الأعلام أمثال: ابن كثير ومسلم والحاكم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود وأحمد بن حنبل وابن حجر والطبراني والكنجي والقندوزي ، وغيرهم ، الذين ذكروا في كتبهم ومسانيدهم وصحاحهم الآيات القرآنية التي نزلت في شأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ...
هل هم من علماء الشيعة أم من أهل السنة والجماعة ؟؟
ولقد روى الحسكاني ، والطبراني ، والخطيب البغدادي في تاريخه ، وابن عساكر في تاريخه ، في ترجمة الإمام علي عليه السلام ، وابن حجر في الصواعق : 76 ونور الأبصار : 73 ، ومحمد بن يوسف الكنجي في " كفاية الطالب " في أوائل الباب الثاني والستين ، في تخصيص علي عليه السلام بمائة منقبة دون سائر الصحابة ، بإسنادهم عن ابن عباس ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ثلاثمائة آية ،وروى العلامة الكنجي في الباب الحادي والثلاثين بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله ( ص ) ما أنزل الله تعالى آية فيها : ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا )إلا وعلي رأسها وأميرها ، ورواه عن طريق آخر : إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها وروى في الباب عن ابن عباس أيضا أنه قال : ولقد عاتب الله عز وجل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غير آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير .
فمع هذه الأخبار المتظافرة والروايات المعتبرة الجمة التي رواها كبار علمائنا ومحدثيهم ، نحن لا نحتاج لوضع الأحاديث وجعل الأخبار في شأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وإثبات فضله وجلالته وخلافته ،فإن رفعة مقامه وسمو شأنه وعلو قدره يلوح للمنصفين في سماء العلم والمعرفة ، كشمس الضحى في وسط السماء ، لا ينكرها إلا فاقدي البصر أو السفهاء.
ردنا عليه :
قلت: لو کان لدی أهل السنة علم بأن هناك (300 ) آیة کلها نزلت في علي رضي الله عنه، فهذا یعني انکم لدیکم ( 3000 ) آیة کلها نزلت في علي...!! واذا أعدنا النظر فیما نزل من القرآن فإننا نجد أن مجمل آیاته هو: ( 6236 ) إذاً، فالآیات الباقیة کلها نزلت في فاطمة والحسن والحسین وإمامکم صاحب زمانکم المهدي....؟!!!.
إذا کان السني کما تقولون وتزعمون یقر بأن ( 300 ) آیه من کتاب الله تعالی کلها نزلت في علي رضي الله عنه ، فهل یقرّ السني بذلك بینما ربنا سبحانه یخشی ذلك فلا یصرح في کتابه ووحیه الذي انزله علی عبده باسم علي ولو في آیة واحدةٍ من آیات الکتاب العزیز ؟ هل ربنا وخالقنا والهنا یخاف من أحداً فلا تراه یصرح باسم علي في القرآن ؟ إن أیوب علیه السلام وذا القرنین کلاهما جاء ذکرهما في القرآن فلماذا لم یأت اسم علي في کتاب الله وأنتم تعتقدون أنه أفضل واعلی رتبة ومنزلة من الانبیاء والملائکة ..؟ لماذا لم ينوه بذكره ولو لمرة واحدة ؟ واحدة فقط ..؟!!!.
إن قلنا لکم : لماذا لم یذکر اسم علي في القران صراحة ؟ قلتم: لا داعي لذلك
ولیس بالضرورة أن یذکر کل شيء في القرآن الکریم....!!
ایها الجهلة ، ایها الحمقی، ایها المغفلون، فلماذا تقولون إذاً: ان هناك ( 300 ) آیة نزلت في شأن علي رضي الله عنه ؟ وأنت أيها المؤلف لماذا تهین نفسك وتذلها وتعلن حمقك وجهلك والله قد أمرك بالصمت اذ لم تعلم ، وبالستر الجمیل لكي لا تهان وتكرم ....؟!!!.
ثم یقول: ان المراد من قوله تعالی: « الذین معه » هو علي قلت: نعم، إن الآیة تشمل علیاً وباقي الصحابة رضوان الله تعالی علیهم أجمعین، لأن کلمة « الذین » اسم موصول يفید الجماعة ، وانا علی یقین انك لم تبلغ هذه الدرجة من الجهل والأمیة حتی لا تستطیع التفریق بین المذکر والمؤنث وبین المفرد والجمع....!!!.
الادعاء التاسع والأربعون بعد المائة وقوله : ينقل ابن الصباغ المالكي ، قول الإمام الثعلبي في تفسيره للآية الكريمة ( وَالسّابِقُونَ الْأَوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدَاً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) إنه روى عن ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري وزيد بن أرقم ومحمد بن المنكدر وربيعة المرائي ، أنهم قالوا : أول من آمن برسول الله (ص) بعد خديجة أم المؤمنين هو علي بن أبي طالب .
ردنا عليه :
ذکر المؤلف هذه الآیة الکریمة « والسابقون الأولون من المهاجرین والانصار والذین اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضواعنه » ثم قال: المراد بذلك: علی وخدیجة...!! قلت: هل بقي لدیك من الباطل والهذیان ما تقوله ؟ إن الآیة تفید الجمع وإن علیاً وخدیجة لم یکونا من الأنصار بینما ربنا سبحانه ذکر الانصار وخصهم بذلك ...؟!!.
ثم تراه قد ملأ الصفحات وسود الکتاب بأقوال سلیمان البلخي وابن ابي الحدید والحسکاني ، ولکنه لم یتعب نفسه قلیلاً لیقرأ الآیة الکریمة کما ینبغي ویتدبرها فهو قد اعتبر علیاً مهاجراً وانصارياً في آن واحد ، ثم متی هاجرت خدیجة رضي الله عنها حتی تشملها الآیة الکریمة...؟!! کل ما ذکره المؤلف من الاحادیث کذب لا حقیقة له ولا تقام به حجة ولا یثبت أمام الحق ونوره وبرهانه...!! ویکفینا ان نعلم انه لم ینقلها الا عن الخوارزمي وسلیمان البلخي وسبط بن الجوزي وامثالهم ، فهو ما أشد ولعه بذكرهم في کتابه ، وتراه ینقل احیاناً من کتبنا ولکنه لا یختار منها الا الضعیف والنطیح والمتردي من الأقوال والأحاديث ...؟!!!.
الادعاء الخمسون بعد المائة وقوله: وهذا الموضوع الهام صرح به كبار علمائكم الأعلام ، مثل : البخاري ومسلم في الصحيح ، والإمام أحمد في مسنده وابن عبد البر في الاستيعاب : 3/32 والإمام النسائي في الخصائص ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة : 63 والحافظ سليمان القندوزي في الينابيع باب 12ـ نقلا عن مسلم والترمذي ، وابن أبي الحديد في شرح النهج : 13/224 ط احياء الكتب العربية ، والحمويني في فرائد السمطين ، والمير السيد الهمداني في مودة القربى والترمذي في الجامع :2/214 ، وابن حجر في الصواعق ، ومحمد بن طلحة القرشي في مطالب السؤول ـ الفصل الأول ـ وغيرهم من كبار علمائكم ومحدثيكم ذكروا بأن : النبي (ص) بعث يوم الاثنين وآمن به علي يوم الثلاثاء ـ وفي رواية: وصلى علي يوم الثلاثاء ـ وقالوا : إنه أول من آمن برسول الله (ص) من الذكور . كما جاء في مطالب السؤول : ولما أنزل الوحي على رسول الله (ص) وشرفه الله سبحانه وتعالى بالنبوة كان علي عليه السلام يومئذ لم يبلغ الحلم ، وكان عمره إذ ذاك في السنة الثالثة عشر ، وقيل : أقل من ذلك ، وقيل : أكثر منه ، وأكثر الأقوال وأشهرها : أنه لم يكن بالغا ، فإنه أول من أسلم وآمن برسول الله (ص) من الذكور ، وقد ذكر عليه السلام ذلك وأشار إليه في أبيات قالها ونقلها عنه الثقات ورواها النقلة الاثبات ، وهي :
مـحمد الـنبي أخي وصنوي وحـمزة سـيد الشهداء عمي
وجـعفر الذي يضحي ويمسي يـطير مع الملائكة ابن أمي
وبـنت محمد سكني وعرسي مـنوط لـحمها بلحميودمي
سـبقتكم إلـى الإسـلام طرا غـلاما ما بلغت أوان حلمي
وأوجـب لـي ولايته عليكم رسـول الله يـوم غـدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقى الإلــه غــدا بـظلمي
ونقل الطبري في تاريخه : 2/ 241 والترمذي في الجامع : 2 ص 215 والإمام أحمد في مسنده : 4/ 368 وابن الاثير في تاريخه الكامل : 2/22 والحاكم في المستدرك : 4/336 ومحمد بن يوسف القرشي الكنجي في كفاية الطالب : الباب الخامس والعشرون ، وغيرهم من علمائكم الثقات رووا بإسنادهم عن ابن عباس : أول من صلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
وروى الحاكم الحسكاني في كتابه " شواهد التنزيل " في ذيل الآية ( السابقون الأولون ...) بسنده عن عبد الرحمن بن عوف ، أن عشرة من قريش آمنوا وكان أولهم علي بن أبي طالب .
وروى كثير من علمائكم ـ منهم الإمام أحمد في مسنده ، والخطيب الخوارزمي في " المناقب" والحافظ سليمان الحنفي القندوزي في الباب الثاني عشر من " الينابيع " وغيرهم ـ بإسنادهم عن أنس بن مالك ، أن النبي (ص) قال : صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين ، وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء ، إلا مني ومن علي .
وأما ابن أبي الحديد في سرح نهج البلاغة : 4/125 ط دار إحياء الكتب العربية ، بعدما نقل روايات كثيرة في سبق علي عليه السلام إلى الإيمان ، وأخرى مخالفة ، قال : فدل مجموع ما ذكرناه أن عليا عليه السلام أول الناس إسلاما وأن المخالف في ذلك شاذ ، والشاذ لا يعتد به .
وهذا الإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي ، صاحب واحد من الصحاح الستة عندكم ، له كتاب " خصائص الإمام علي عليه السلام " فإنه روى أول حديث في هذا الكتاب بإسناده عن زيد بن أرقم ، قال : أول من صلى مع رسول الله (ص) علي رضي الله عنه ، وابن حجر الهيتمي ـ مع شدة تعصبه ـ يرى أن عليا عليه السام أول من آمن ، كما في الفصل الثاني من كتابه " الصواعق المحرقة " . ونقل الحافظ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه " ينابيع المودة " في الباب الثاني عشر ، نقل واحدا وثلاثين خبرا ورواية عن الترمذي والحمويني وابن ماجة وأحمد بن حنبل والحافظ أبي نعيم والامام الثعلبي وابن المغازلي وأبي المؤيد الخوارزمي والديلمي وغيرهم ، بعبارات مختلفة والمعنى واحد ، وهو أن عليا عليه السلام أول من أسلم وآمن وصلى مع رسول الله (ص) .
ردنا عليه :
لو افترضنا ذلك، وقلنا بما تقول ، وأنه کان أول من آمن ، فلا یعني أنه کان أفضل من ابي بکر وعمر ..؟!! أتعلم لماذا ..؟ نعم ، إن علیاً رضي الله عنه عندما بعث محمد صلی الله علیه وسلم بالرسالة واختاره الله تعالی لیکون نبي هذه الأمة کان عليّ آنذاك حدثا صغیرا، کما کان النبي صلی الله علیه وسلم بالنسبة لعلي رضي الله عنه بمنزلة الوالد للولد ، إذاً کان من الطبیعي ان یؤمن ویتبع الرسول صلی الله علیه وسلم والا فسوف یواجه من الضیق والحرج والتکليف ما الله به علیم ، بینما أبوبکر وعمر رضي الله عنهما فهم علی العکس تماماً فإن مکانتهم ومنزلتهم بین الناس لا تسمح لهم بذلك، والدلیل علی ذلك ما واجهوه من مشاکل جمة بعد اسلامهم وایمانهم...؟!! ولذلك فشتان ما بین اسلام علي وابي بکر وعمر رضي الله تعالی عنهم أجمعین.. إذا فإیمان علي رضي الله وخدیجة من قبل هو النتیجة الطبیعة لذلك الجهد ولتلك الدعوة التي وجهها الیهم نبي الله صلی الله علیه وسلم وإنما الذي یثیر الدهشة مثلاً ، عندما هداني الله تعالی وأصبحت سنیاً، کانت النتیجة الطبیعة لهذا التحول هو أن ابنائي کذلك أصبحوا من أهل السنة مثلي ، والذي لم یتبعني ویکن مثلي سوف یجد من العنت والضیق ما لا یوصف ، اذا فقبولهم مذهبي وعقیدتي لیس محل خلاف ودهشة کما لم یکن لهم فیه امتیاز علی من سواهم من المسلمین ، اما الحال بالنسبة لي فمختلف جداً لأنني حینما أسلمت وآمنت اضطررت مع ذلك الی الهجرة من بلدي وترك وظیفتي وتعرضت للمخاطرة اکثر من مرة ورأیت في ذلك الأمرٌین ، وکان في ذلك من المشقة والتکلیف ما الله تعالی به علیم ، وهنا يحق لي ان أقول : إن کل مسلم یفعل فعلي فهو بلا أدنی شك یستحق منا کل تقریر واحترام وله علی سائر المسلمین مزیة ومكانه خاصه من غیر شك ولا مراء .
الادعاء الحادي والخمسون بعد المائة وقوله : ثم إن لإيمان علي عليه السلام ميزة على إيمان غيره ، وهي أن إيمانه عليه السلام كان عن فطرة غير مسبوق بكفر أو شرك فإنه بدأ حياته التكليفية بالإيمان ولم يشرك بالله سبحانه طرفة عين ، بينما الآخرون بدءوا بالكفر والشرك ثم آمنوا ، فكان إيمانهم مسبوق بالكفر والشرك وإيمان الإمام علي عليه السلام كان عن فطرة ، وهو فضيلة عظيمة وميزة كريمة امتاز بها عن غيره .
ردنا عليه :
من المعلوم بداهة عند کل مسلم إنه اذا رأی واحداً من ابناءه أصبح قادراً علی النطق والتکلم فأول ما یلقنه وقبل کل شيء هو کلمة التوحید « لا اله الا الله » ثم اذا کبر قلیلاً وأصبح ممیزا علمه أرکان الاسلام ، وطبعاً لا یعني ذلك إنه لابد أن یعقل ما یقول ، فلا علاقة بین تلقینه وبین فهمه لما یقول ، وذلك لان هذا التعلیم والتربیة واجب علی کل مسلم ومربي « کلکم راع وکلکم مسؤول عن رعیته » یقول المؤلف وهو يأتینا بشاهد من ابن الصباغ المالکي ومحمد بن طلحة وکذلك سلیمان البلخي وابن ابي الحدید والکنجي والهمداني والخوارزمي لیثبت من خلاله أن إیمان علي رضي الله عنه کان أفضل من إیمان ابي بکر....!!!! ثم یقول مضیفاً الی ما سبق: إن هؤلاء الذین ذکرتهم هم کبار علماء أهل السنة..!! ویقول کذلك: إن ایمان علي کان فطریا وأما بقیة الصحابة فقد کان إیمانهم بعد أن قضوا فترة من اعمارهم في الجاهلیة بینما علي اسلم وآمن منذ طفولته وکل هذا یقضي بأفضلیة إیمانه علی سائرا الصحابة....!!!
قلت : ما ذنب أبي بکر في کل ذلك ..؟ ما ذنبه وقد بعث عبده ونبیه صلی الله علیه وسلم بعد أن بلغ ابوبکر رضي الله عنه من العمر ما بلغ ..؟ ثم ألم تقرأ قول الله تعالی «إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سیئاتهم حسنات وکان الله غفوراً رحیما » الفرقان / 70.
فالله جل وعلا لا یخلف وعده ولا مبدل لقوله ، وقد بدل الله تعالی سیئات الصحابة حسنات جزاء إیمانهم وصبرهم وصدقهم وحسن اتباعهم لرسول الله صلی الله علیه وسلم ولأنهم ترکوا کل شيء وراء ظهورهم ، عاداتهم وتقالیدهم وکل ما ألفوه في جاهلیتهم وکان جزاؤهم ان بدل الله تعالی سیئاتهم حسنات، فالأمر لم یکن بتلك السهولة التي تتصورها وتظنها، وأما علي فقد کان صغیراً لم یألف من ذلك شیئاً ولم یعرف من تلك العادات ما عرفه کبار الصحابة وألفوه فنالهم من عظیم الأجر والثواب ما نالهم فهنیئاً لهم وطوبى.
الإدعاء الثاني والخمسون بعد المائة وقوله : وأخيرا أتوجه إلى من يقول بأن إيمان الشيخين أفضل من إيمان علي عليه السلام فأسأله : أما سمع الحديث النبوي الشريف الذي رواه كبار علماء العامة ، منهم : ابن المغازلي في المناقب ، والإمام أحمد في المسند ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، والحافظ سليمان الحنفي في " ينابيع المودة " وغيرهم ، رووا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لو وزن إيمان علي وإيمان أمتي لرجح إيمان علي على إيمان أمتي إلى يوم القيامة ، وروى الإمام الثعلبي في تفسيره ، والخوارزمي في المناقب والمير السيد علي الهمداني في المودة السابعة من كتابه" مودة القربى" عن عمر بن الخطاب قال : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لو أن السموات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ميزان ووضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح إيمان علي ) وفي ذلك يقول سفيان بن مصعب الكوفي :
أشـهد بالله لـقد قـال لـنا مـحمد والقول منه ما خفى
لوأن إيمان جميع الخلق ممن سكن الأرض ومن حل السما
يـجعل في كفة ميزان لكي يـوفي بإيمان علي ما وفى
علي عليه السلام أفضل الأمة
روى المير السيد علي الهمداني ، الفقيه الشافعي ، في كتابه " مودة القربى" أخبارا متظافرة في أفضلية الإمام علي عليه السلام على جميع الصحابة ، بل على جميع الأمة . قال في المودة السابعة : عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أفضل رجال العالمين في زماني هذا علي عليه السلام ، هذه نماذج من الأخبار الكثيرة في تفضيل الإمام علي عليه السلام على الصحابة والمسلمين عامة وأضف عليها الحديث النبوي الشريف الذي رواه علماء الفريقين في يوم الخندق ومعركة الأحزاب حينما قتل الإمام علي ( ع ) بطل الأحزاب و قائدهم وحامل لوائهم عمرو بن عبد ود العامري وانهزم المشركون وانتصر المسلمون ، قال رسول الله ص ) : ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين)
فإذا كان عمل واحد من مولانا الإمام علي ( ع ) هو أفضل من عبادة الجن والإنس فكيف بأعماله كلها ، من الجهاد في سبيل الله ، وتحمل الأذى في جنب الله وصلاته وصومه ، وإنفاقه الصدقات ، ورعايته الأرامل والأيتام في طول حياته المباركة ....؟!
ردنا عليه :
واضح إنك لا تستحي أو تخجل مما تقول...!!
هل نسیت ما قلته آنفا ..ً؟ ألم یکن علي أفضل من الانبیاء وملائکة الله أجمعین؟!! ولکني لا أدري أحقاً ما تقول ، إذاً، فلماذا لم یأت قرآن لیصدق ما تقول ویؤید هذا المذهب الذي تراه ..؟!!
إن مؤلفنا المؤقر مصنع للحدیث الموضوع ، أما عماله في هذا المصنع ، فهم سلیمان البلخي وابن ابي الحدید والخوارزمي والاسکافي والکنجي وابن الصباغ والحسکاني .
قلت: أکرم بهم وأنعل ...!!!
الإدعاء الثالث والخمسون بعد المائة وقوله :
وإضافة إلى ما ذكرناه ، فإن عليا( ع ) إذا لم يدرك فضيلة مرافقة النبي ( ص ) في الهجرة فإنه عليه السلام أدرك مقاما أسمى بالإستقلال لا بالتبع ، وهو مبيته على فراش النبي( ص ) ليلتبس الأمر على الأعداء ، فيخرج رسول الله ( ص ) من بينهم بسلام ، فإذا كانت آية الغار تعد فضيلة لأبي بكر بأن حسبته ثاني إثنين ، فقد جعلته تابعا لرسول الله (ص) ، غير مستقل في كسب الفضيلة ، وإنما حصلها تبعا للنبي( ص ) بينما الإمام علي( ع ) حينما بات على فراش رسول الله( ص ) نزلت في شأنه آية كريمة سجلت له فضيلة مستقلة تعد من أعظم مناقبه ، وهي قوله تعالى : ( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد )ِ وقد ذكر جمع كثير من كبار علمائكم الأعلام والمحدثين الكرام ، خبرا هاما بهذه المناسبة ، وإن كانت ألفاظهم مختلفة ولكنها متقاربة والمعنى واحد ، ونحن ننقله من كتاب" ينابيع المودة" للحافظ سليمان الحنفي ، الباب الحادي والعشرين ، وهو ينقله عن الثعلبي وغيره ، قال الحافظ سليمان : عن الثعلبي في تفسيره ، وابن عقبة في ملحمته، وأبو السعادات في فضائل العترة الطاهرة والغزالي في إحياء العلوم ، بأسانيدهم ، عن ابن عباس وعن أبي رافع وعن هند بن أبي هالة ربيب النبي ( ص ) ـ أمه خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها أنهم قالوا: قال رسول الله( ص) : أوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل : إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه عمره ، فكلاهما كرها الموت ، فأوحى الله إليهما : إني آخيت بين علي وليي وبين محمد نبيي ، فآثر علي حياته للنبي ، فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته . إهبطا إلى الأرض واحفظاه من عدوه ، فهبطا ، فجلس جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجعل جبرائيل يقول: بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، والله عز وجل يباهي بك الملائكة ! فأنزل الله تعالى: ( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي). أقول: الذين نقلوا هذا الخبر بألفاظ متقاربة وبمعنى واحد ، جمع كبير من أعلام العامة ، منهم: ابن سبع المغربي في كتابه " شفاء الصدور" والطبراني في الجامع الأوسط والكبير ، وابن الأثير في أسد الغابة 4/25 ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 33 ، والفاضل النيسابوري ، والإمام الفخرالرازي ، وجلال الدين السيوطي ، في تفاسيرهم للآية الكريمة ، والحافظ أبونعيم في كتابه" مانزل من القرآن في علي" والخطيب الخوارزمي في" المناقب" ، وشيخ الإسلام الحمويني في" الفرائد" والعلامة الكنجي القرشي الشافعي في" كفاية الطالب" الباب الثاني والستين ، والإمام أحمد في المسند ومحمد بن جرير بطرق متعددة ، وابن هشام في " السيرة النبوية" والحافظ محدث الشام في" الأربعين الطوال" والإمام الغزالي في إحياء العلوم 3/223وأبو السعادات في" فضائل العترة الطاهرة" وسبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص: 21 ، وغير هؤلاء الأعلام ، ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/262 ـ ط دار إحياء التراث العربي ـ قول الشيخ أبي جعفر الإسكافي ، قال: وقد روى المفسرون كلهم أن قول الله تعالى: ( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ ) أنزلت في علي( ع ) ليلة المبيت على الفراش.
ردنا عليه :
قال المؤلف: إن هذه الآیة نزلت في علي « ومن الناس من یشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد » البقرة / 207.
وقال: ألیست هذه الآیة في علي عندما نام علی فراش النبي صلی الله علیه وسلم لیلة الهجرة ؟
قلت: لیس لذلك أصل وهو کذب قبیح ، فالآیة إنما نزلت في صهیب الرومي عند هجرته إذ دفع کل ما یملك الى كفار قريش مقابل أن یهاجر الی الله ورسوله فترکوه عندئذ...!!! ثم إن حکم الآیة عام لجمیع المؤمنین ولکنك تری المؤلف یقول: ان علماء أهل السنة یقولون ان هذه الآیة نزلت في علي ثم تراه ینقل لك هذه الأقوال عن سلیمان البلخي الرافضي فلا نعمة عین ولا کرامة
الادعاء الرابع والخمسون بعد المائة وقوله : ولا يخفى أن بعض علمائكم الأعلام أنصفوا فأعلنوا تفضيل الإمام علي ( ع ) على غيره ، وفضلوا مبيته على فراش رسول الله( ص ) على صحبة أبي بكر ومرافقته إياه في الهجرة ، منهم: الإمام أبو جعفر الإسكافي ـ وهو من أبرز وأكبر علماء ومشايخ أهل السنة المعتزلة ـ في رده على أبي عثمان الجاحظ وكتابه المعروف بالعثمانية .
لقد تصدى الإسكافي لنقضه بالبراهين العقلية والأدلة النقلية ، وأثبت تفضيل الإمام علي( ع ) على أبي بكر ، وفضل المبيت على الصحبة ، ونقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/215 ـ 295 ، فراجعه ، فإنه مفيد جدا ، ومما يذكره الشيخ أبوجعفر في مقاله ، قال: قال علماء المسلمين: ( إن فضيلة علي( ع ) تلك الليلة لا نعلم أحدا من البشر نال مثلها ) شرح ابن أبي الحديد.
ردنا عليه :
هل تقصد بذلك أئمة المذاهب الاربعه ..؟ أم أنك تعني بذلك إمامي الحدیث البخاري ومسلم وابن تیمة وابن رجب ..؟ تعالوا لنری من این أتی بدلیله هذا ..؟ لعله أخذه ونقله عن النسائي والترمذي وابن ماجه ..؟ لا لا ابداً ، لم یکن هذا أو ذاك، بل إنه نقل ذلك عن إمام المشارق والمغارب شیخ العرب والعجم العلامة الإمام ابن الصباغ المغربي...!! هل عرفتموه ..؟ نعم واسمه الکامل: نور الدین علي بن محمد وکتابه هو: ( الفصول المهمة في معرفة الأئمة ) حیث خصص في هذا الکتاب فصلاً کاملاً لکل إمام من الأئمة ، طبعاً لا یقصد بذلك الأئمة الأربعة وإنما الأئمة الإثنا عشر الذین ینتسب إلیهم الشیعة کما یزعمون....!!!.
ولکن هل تعلمون ، إن شیئاً واحداً یحیرني في اسم هذا الرجل...!! انني لا أعرف أو أفهم کیف نعت هذا الرجل نفسه بالمالکي؟ وأنی له ذلك مع ما علمنا من عقیدته وضلاله..؟!!
الإدعاء الخامس والخمسون بعد المائة: قد بينا فضيلة المبيت على الفراش على فضيلة الصحبة في الغار بما هو واضح لمن أنصف ، ونزيد هاهنا تأكيدا بما لم نذكره فيما تقدم فنقول: إن فضيلة المبيت على الفراش على الصحبة في الغار لوجهين :
أحدهما: إن عليا( ع ) قد كان أنس بالنبي( ص ) وحصل له بمصاحبته قديما أنس عظيم ، وإلف شديد ، فلما فارقه عدم ذلك الأنس ، وحصل به أبوبكر ، فكان ما يجده علي( ع ) من الوحشة وألم الفرقة موجبا زيادة ثوابه ، لأن الثواب على قدر المشقة . وثانيهما: إن أبابكر كان يؤثر الخروج من مكة ، وقد كان خرج من قبل فردا فازداد كراهيته للمقام ، فلما خرج مع رسول الله( ص ) وافق ذلك هوى قلبه ومحبوب نفسه ، فلم يكن له من الفضيلة ما يوازي فضيلة من احتمل المشقة العظيمة وعرض نفسه لوقع السيوف ، ورأسه لرضخ الحجارة ، لأنه على قدر سهولة العبادة يكون نقصان الثواب .
ردنا عليه :
أورد المؤلف دلیلاً آخر في کتابه لیثبت به أن علیاً کان أفضل من أبي بکر...!! ثم أردف قائلاً: والدلیل ان علیاً کان أفضل من أبي بکر أنه لم یکن یفارق الرسول صلی الله علیه وسلم و لو لدقیقة واحدة، فکان ذلك سبباً لمضاعفة الأجر والثواب...؟!!!. أما أبوبکر فکان لا یطیق الإقامة فکان دائم السفر والترحال فالهجرة کانت بالنسبة لأبي بکر أحد الاسفار التي اعتاد علیها، ولذا فإن لیس له بذلك من الأجر والثواب الذي تعتقدونه...؟!! قلت: أرجو أن تعذروني أعزائي القراء ولا ترتابوا أو تشکوا في قواي العقلیة حینما اکتب وارد علی هذه الأکاذیب
والخزعبلات والتفاهات التي تقرؤونها ، فلا حیلة لي الا الکتابة والرد...!!! ماذا عساي أن أقول ..؟ کلما حاججت أحداً وناقشته وجدت الاجابة علی طرف لسانه: إذهب واقرأ کتاب ـ لیالي بیشاور..؟!!
الإدعاء السادس والخمسون بعد المائة وقوله : أما في المجال العلمي فلم يذكر التاريخ لعمر بن
الخطاب مناظرة علمية ومحاورة دينية تغلب فيها على الخصوم ومناوئي الإسلام وذا كنتم
تعرفون له تاريخا وموقفا مشرفا في هذا المجال فبينوه حتى نعرف !
ردنا عليه :
قلت: أنت والحق أقول إن شاء الله : إنك لم تطلع علی الکثیر من الأشیاء وقد فاتك الکثیر أیضا..!! إنك لم تعرف لحد الآن أن حسينا رضي الله عنه قد قتل وقضی نحبه قبل أکثر من 1368 سنة ولکنکم وقبل یوم واحد عقدتم مجلساً للتأبین بمناسبة مرور 40 یوماً علی وفاته ؟! انت أیها المؤقر لم تعرف لحد الآن هل حقاً أن الله تعالی واحد أحد ام أنه 1 + 14 ؟!!!
عليك أن تعلم جيداً أن لعمر أقوالاً قیمة جاء تصدیقها في کتاب الله سبحانه ، ومن هذه الجمل البلیغة قوله رضي الله عنه عند حادثة الإفك الشهیرة ، - هذا بهتان عظیم - فأنزل الله تعالی في کتابه تلك الجملة بعینها « سبحانك هذا بهتان عظیم » النور 16، وکان رضي الله عنه ذات یوم یقرأ القرآن الکریم ، فقام لقضاء حاجته ثم عاد الی تلاوته من غیر وضوء ، فقال رجل: یا أمیر المؤمنین أتتلو القرآن علی غیر وضوء ؟ فقال هذه الجملة الجامعة من قال أن الوضوء واجب ..؟ مسلیمة الکذاب...!!! لا بد أن نعلم هذه الحقيقة جيدا أن هناك تشابه عجیب بین الشیعة والأمم السابقة ..؟! ولتعرفوا حقیقة ما أقول تدبروا معي هذه الآیة الکریمة : قال تعالی: « فقال الملأ الذین کفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك الا الذین هم أراذلنا بادي الرأي وما نری لکم علینا من فضل بل نظنکم کاذبین) هود/27 انظروا الی قول قوم نوح لنبیهّم حین اعترضوا علیه قائلین : ان الذي یمنعنا من اتباعك هو ان الذین اتبعوك هم أراذل الناس وأوباشهم والسفلة منهم، وکذلك قال الشیعة بلسان الحال: أن اتباعك یا محمد هم أراذل الناس وأوباشهم...؟!! الا تتفقون معي ان ما قاله الشیعة لنبینا هو القول بعینه ، إنها صورة طبق الأصل لما قاله الکفار والمشرکون لا نبیائهم من قبل...؟!!.
الادعاء السابع والخمسون بعد المائة وقوله : وأما عمر بن الخطاب فقد قال أكثر من سبعين مرة : لولا علي لهلك عمر، وقال: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ، وذلك لما كان يرى من علي( ع ) حل المعضلات والحكم في القضايا المشتبهات التي كان يحار في حلها وحكمها عمر وحاشيته وكل الصحابة ، وقد ذكر التاريخ كثيرا منها في كتبكم ولكن لا مجال لذكرها ولا منكر لها !! فالأفضل أن يدور بحثنا حول الأهم فالأهم .
ردنا عليه :
قال المؤلف: یحکى عن عمر أنه قال : لولا علي لهلك عمر ، قلت:
أولاً: إن هذه المقولة دلیل دامغ علی ما کان یتمتع به عمر رضي الله عنه من رجاحة العقل وصواب الرأي والتواضع الجم الذي یشهد له به الأقارب والأباعد ، ثم إن الجاهل هو الذي يري نفسه أعقل الناس وأفضلهم لا سیما إذا کان بهذا المنصب الخطیر.
ثانیاً: إن هذا القول لم یشهتر الا عند الشیعة وهو کذب لا حقیقة له ، ولدي عدة أدلة علی بطلانه ومنها: إن هذا القول الذي تحتج به یناقضه ما تدعونه في عمر فهو هلك حینما أکل حق علي ، وهو هلك عندما ضرب فاطمة واسقط جنینها کما تزعمون ...!!
إعلموا ایها المفترون إنّ الذي یغمس جسمه بالنهر لا یخشی المطر ، ولو أن شخصا نصح قاتلاً محترفا في القتل والاجرام أن لا یقتل نملة لان ذلك إثم ، فلیس من المعقول أن ننتظر من هذا القاتل المحترف أن یشکر الناصح علی نصحه لأنه لولا نصیحته لکان من الاشقیاء في
الآخرة ؟!!!. إن هذه الحکایة إما أن تکون من مفتریاتکم وأکاذیبکم أو أن عمر قالها مراءاة للآخرین.؟!
انا علی یقین تام ان مثل هذا یفرح الشیعة حیث یجعلهم علی أمل ایجاد مخرج لانفسهم من هذا المأزق الضیق .
والا هل یعقل أن شخصا قام بعزل ولیاً للعهد وخدعه ثم تسلم زمام الأمور بیده حتی إذا تم له ما أاراد قام بإحراق بیته وضرب زوجته وأخذ منه کل ما یملك ، فهل تصدق انت نفسك أن هذا الظالم الغدار بعد کل الذي فعله مع ولي العهد المخلوع تراه یثني علیه ویمدحه ..؟؟!!! ألیس هذا من النفاق الذي لا یهضم ولا یستساغ؟!! ثم کیف یعقل من ولي العهد وما لاقاه من الظلم علی ید هذا الغادر یقبل العمل والوازرة تحت مظلة من ظلمه ..؟ والآن تعال لنضع النقاط علی الحروف، فهذا إمامك علي رضي الله عنه کان من أقرب الناس الی عمر ومن انصاره ومعینیه فمن أنتم إذاً حتی تذموا عمر وقد اثنی علیه علي ..؟ 1400 سنة مرت ومضت والکل یعلم ما بین عمر وعلي من الصلة والقرابة ، فمن أنتم لتغیروا قناعات المسلمین بهذیانکم وکذبکم ..؟ الحق الذي یجب أن نعلمه جمیعاً إنه لم یکن أحد من الصحابین الجلیلین علی ما تظنون بهم من الظن السيء ، وبهذا یعلم کذبکم
وافتراءکم .
الإدعاء الثامن والخمسون بعد المائة وقوله : قلت : نعم ، إن أكثر علمائكم نقلوا هذه العبارات أو ما بمعناها وإن اختلف اللفظ وسأذكر لكم بعضهم حسب ما يحضر في ذهني وذاكرتي مصادر قول عمر:
1 ـ ابن حجر العسقلاني ، في تهذيب التهذيب/ 337 ط حيدر آباد الدكن.
2 ـ ابن حجر العسقلاني ـ أيضا ـ في الإصابة 2/509 ط مصر
3 ـ ابن قتيبة ـ المتوفي سنة 276 هجرية ـ في تأويل مختلف الحديث 201 و 202 .
4 ـ ابن حجر المكي الهيتمي ، في الصواعق: 78 .
5 ـ أحمد أفندي ، في هداية المرتاب: 146 و152
6 ـ ابن الأثير الجزري ، في أسد الغابة: 4/22 .
7 ـ جلال الدين السيوطي ، في تاريخ الخلفاء: 66 .
8 ـ ابن عبد البر القرطبي ، في الإستيعاب: 2/474 .
9 ـ عبدالمؤمن الشبلنجي ، في نور الأبصار: 73 .
10 ـ شهاب الدين العجيلي ، في ذخيرة المال
11 ـ الشيخ محمد الصبان ، في إسعاف الراغبين: 152 .
12 ـ ابن الصباغ المالكي ، في الفصول المهمة: 18 .
13 ـ نور الدين السمهودي ، في جواهر العقدين
14 ـ ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1/18 ط دار إحياء التراث العربي.
15 ـ العلامة القوشجي ، في شرح التجريد: 407 .
16 ـ الخطيب الخوارزمي المكي ، في المناقب 48/60 .
17 ـ محمد بن طلحة القرشي الشافعي ، في مطالب السؤول: 82 الفصل السادس ط دار الكتب.
18 ـ الإمام أحمد بن حنبل ، في المسند والفضائل
19 ـ سبط ابن الجوزي ، في التذكرة 85 و87 .
20 ـ الإمام الثعلبي ، في تفسيره" كشف البيان
21 ـ ابن القيم في الطرق الحكيمة ـ ضمن نقله بعض قضاياه ( ع ): 41 ـ 53 .
22 ـ محمد بن يوسف القرشي الكنجي ، في" كفاية الطالب" الباب السابع والخمسين
23 ـ ابن ماجة القزويني ، في سننه
24 ـ ابن المغازلي ، في كتابه" مناقب علي بن أبي طالب.
25 ـ شيخ الإسلام الحمويني ، في فرائد السمطين
26 ـ الحكيم الترمذي ، في شرح" الفتح المبين"
27 ـ الديلمي ، في" فردوس الأخبار"
28 ـ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي ، في"ينابيع المودة" الباب الرابع عشر.
29 ـ الحافظ أبو نعيم ، في"حلية الأولياء" وفي كتابه الآخر المسمى" ما نزل من القرآن في علي"
30 ـ والفضل بن روزبهان ، في كتابه المسمى بـ إبطال الباطل".
هؤلاء وكثير غيرهم وكلهم من أجلة علمائكم وأعلامكم رووا أن عمر كان يقول: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن ! ويقول: كاد يهلك ابن الخطاب ، لولا علي بن أبي طالب ! ويقول: لولا علي لهلك عمر ! ويقول: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن ! وغيرها من العبارات المتقاربة من العبارات المذكورة .
ردنا عليه :
لا یعرف هذا الرجل للمناقشة والمنهج العلمي سبیلاً یسلکه أو دلیلاً یهتدي اليه فهو یتخبط المرة تلو المرة کالذي يتخبطه الشيطان من المس ..! اعاذنا الله تعالی من نفثه ولمزه وهمزه ، وها هو المؤلف یأتینا بدلیل وشاهد آخر مما کتبه ونقله سلیمان البلخي وأمثاله لینقله هو بدوره في کتابه ولیملأ به أکبر عدد ممکن من الصفحات قائلاً : إن هذه الروایة أو تلك الحكایة نقلها ابن ابي الحدید وسلیمان البلخي والکنجي الشافعي والشبلنجي والعجیلي وابن الصباغ......!!! قلت: مثله کمثل من یقول: وقد روی هذا الحدیث عن رسول الله صلی الله علیه وسلم كل من : جریدة کیهان، والرسالة وفردا، وایران الیوم – كل ما ذكر صحف تصدر في
ايران- ...؟!!!.
لقد قال عمر هذه الجملة لمعاذ بن جبل عندما نصحه ألا یرجم المرأة حتی تضع حملها، وقد ذکر هذه الروایة الامام ابن ابي شیبه في مصنفه .
« کان امراة غاب عنها زوجها ، ثم جاء وهي حامل فرفعها الی عمر ، فأمر برجمها ، فقال معاذ : إن یکن لك علیها سبیل فلا سبیل لك علی ما في بطنها، فقال عمر: إحبسوها حتی تضع فوضعت غلاماً له ثنیتان، فلما رآه أبوه قال: ابني فبلغ ذلك عمر ، فقال: عجزت النساء أن یلدن مثل معاذ ، لولا معاذ لهلك عمر .
کما جاءت روایة أخری في مسند الامام أحمد أن علیاً منع عمر من رجم امرأة مجنونة ، ولکن لم یقل عمر: لولا علي لهلك عمر، وعلی کل حال فعلماؤنا لم یقبلوا کلا الحدیثین لمخالفتهما للاصول والضوابط التي اشترطوها واتفقوا علیها لقبول الحدیث، أما الضوابط والاصول التي اشترطها الشیعة لقبول الحدیث فأذكره لكم باختصار شديد : هوكل حديث أو أثر یتوفر فیه شرط واحد ألا وهو: مدح علي وذم الصحابة رضي الله عنهم ...؟!! ولا یهم بعد ذلك ان یکون الرواي للحدیث سلیمان البلخي أو سبط ابن الجوزي ...؟!!! کما إنهم إمعاناً منهم في تبدیل السنة قاموا بحذف اسم معاذ وکتبوا بدل ذلك اسم علي .
ان مثل هؤلاء الناس قد استوی عندهم الحق والباطل والخطأ والصواب والظلمة والنور والعلم والجهل فکان ذلك مدعاة وسبباً في ایغالهم بالکذب والبهتان والقول علی الله ورسوله والأئمة بغیر علم ولا برهان، مع أنه کان یجدر بهم أن یستحوا علی أنفسهم ویراعوا حرمة تلك العمائم التي یلبسونها...؟!!
الإدعاء التاسع والخمسون بعد المائة وقوله: ومن جملة المسائل والقضايا المشكلة التي تحير فيها عمر ، وحلها الإمام علي ( ع) مسائل كانت بين عمر وحذيفة بن اليمان ، رواها العلامة محمد بن يوسف القرشي الكنجي في كتابه " كفاية الطالب" الباب السابع والخمسين ، بإسناده عن حذيفة بن اليمان ، أنه لقى عمر ابن الخطاب ، فقال له عمر: كيف أصبحت يا ابن اليمان؟
فقال: كيف تريدني أصبح ؟! أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أره ، وأحفظ غير المخلوق ، وأصلي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء !!
فغضب عمر لقوله ، وانصرف من فوره وقد أعجله أمر ، وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك .
فبينا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب ، فرأى الغضب في وجهه ، فقال: ما أغضبك يا عمر؟!
فقال: لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبحت؟
فقال: أصبحت أكره الحق !
فقال( ع ): صدق ، فإنه يكره الموت وهو الحق .
فقال: يقول: وأحب الفتنة !
قال( ع ): صدق ، فإنه يحب المال والولد ، وقد قال تعالى :
( أَنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ )..
فقال: يا علي ! يقول: وأشهد بما لم أره !
فقال: صدق ، يشهد لله بالوحدانية ، ويشهد بالموت ، والبعث ، والقيامة ، والجنة ، والنار ، والصراط ، وهو لم ير ذلك كله .
فقال: يا علي ! وقد قال: إنني أحفظ غير المخلوق !
قال( ع ): صدق ، إنه يحفظ كتاب الله تعالى ـ القرآن ـ وهو غير مخلوق .
قال: ويقول : أصلي على غير وضوء!
فقال: صدق ، يصلي على ابن عمي رسول الله( ص ) على غير وضوء .
فقال: يا أبا الحسن ! قد قال أكبر من ذلك!
فقال (ع) : وما هو ؟!
قال : قال : إن لي في الأرض ما ليس لله في السماء !
قال : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد .
فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب !
قال العلامة الكنجي بعد نقله للخبر بطوله :
قلت : هذا ثابت عند أهل النقل ، ذكره غير واحد من أهل السير .
فهذا عمر في المجال العلمي عاجز جاهل ، وساكت خامل ، ولكن نرى الإمام عليا (ع) يصول ويقول ، فيرد شبهات الفضول ، ويقنع ذوي العقول .
ردنا عليه :
نقل المؤلف هذه الحکایة من کتاب الکنجي الشافعي ، ولابد قبل الحدیث والرد علی هذه الحکایة نرید أن نقف قلیلاً لنعرف شیئاً عن هذا الشخص الذي یدعی بالکنجي الشافعي...؟
الکنجي الشافعي هو ذلك العجوز ذوالقامة الطویلة وانتم تقرؤون اسمه علی کتابه المسمی « الطالب» وهو أحد کتب الشیعة المعتمدة عندهم ولکنهم ینقلون منه الکثیر من الأدلة ثم ینسبوها الی أهل السنة باعتبارها من أقوالهم وعقیدتهم المعتمدة لدیهم ..؟ وقد توفي هذا الرجل عام 658 هجرية أي في تلك السنة التي ابتلی الله تعالی بها المسلمین فسلط علیهم المغول یسومونهم سوء العذاب في هذه السنة وجد الشیعة أنفسهم وحدهم في المیدان، فتآمروا علی المسلمین ووقفوا بجانب المغول یمدونهم بکل ما استطاعوا من العون والمساعدة لضرب المسلمین وتدمیر بلادهم فقاموا حینها بأبشع الجرائم وأقبح الاعمال وخانوا الله ورسوله فقتلوا الاطفال والنساء والشیوخ بحجة أنهم یأخذون بثأر الحسین من أبناء أهل السنة ؟!!
یقول محمد بن أحمد القمي الشیعي : کان الکنجي الشافعي یمیل الی مذهب الشیعة فقتل بأیدي الناس..!! کما ذکر الامام ابن کثیر قصة هذا الرجل فقال بعد أن ذکر مظالم المغول وما قاموا به من جرائم بشعة تتفطر لها القلوب وتتصدع بسماعها الأفئدة : إن شیخاً رافضیاً خبیثاً قد تآمر مع المغول وکان یحقد على المسلمين حقدا شديدا وكان هذا الشيخ يدل المغول علی مواضع أموال المسلمین وفي النهایة تمت تصفیته وقتله علی أیدي الناس کما قتلوا کذلك جملة من المنافقین .....!!!.
لم یکن هذا الرجل شافعیاً کما أقر بذلك وأخبر ابن طاوس الشیعي حیث قال: إن الکنجي کان یعتبر محمد بن الحسن العسکري هوا المهدي وکان یعتقد ظهوره کذلك ، وکأنه یأس من ظلم المغول وضاق بهم ذرعاً فکان یقول بظهور المهدي...!!.
تعلمون جیداً أن الشیعة تقول : ان الدنیا اذا ملئت ظلما وجوراً فعند ذلك سیظهر المهدي المنتظر ولعل الشیخ الکنجي هذا کان یتآمر مع المغول لیکثر الفساد والفجور في الأرض لیعجل بظهور المهدي ....؟!!!. کما تقول الشیعة : إن له کتاب یسمی « البیان في أخبار صاحب الزمان » إذاً فلا شك في تشیعه ..؟؟ اذا کان الأمر کذلك فلماذا نراهم یطلقون علیه الشافعي وینسبونه الی هذا المذهب ؟ المقصد واضح إنهم یریدون بذلك التلبیس علی أهل السنة لیخدعوهم مع العلم بأن الشافعیة لا یرون صحة الصلاة خلف الشیعة ...؟!!! کما أن الشافعي قال عنهم: أنهم أکذب الناس؟!!. ثم بأي حق ینسب هذا الشیخ ویسند الروایات الی نفسه وهو لم یعش الا في القرن السابع الهجري ..؟ فکیف اذا یروي ویحدث عن عمر وعلي ..؟!!
یا تری علی أي سند صحیح موثوق کان یعتمد هذا الرجل فیما یقوله ويرويه .؟!!.
ثم إننا اذا رجعنا الی هذه القصة فإننا حینئذ نعلم عظم تلك المحبة التي کانت في عمر لهذا الدین وغیرته الشدیدة علیه ...!!!
لقد غضب رضي الله عنه عندما سمع الرجل یقول : إنه لا یحب الحق ، بل یحب الفتنة کما أنه وعلاوة علی ذلك کله لا یثبت لله تعالی صفة الکمال المطلق ، فماذا تنتظر من عمر أن یفعل وقد سمع مثل هذا الکلام ..؟ بل إنه یجب علی کل مسلم اذا سمع من أحد مثل هذا الکلام أن تأخذه الغیرة علی الدین الحق الذي آمن به وعلیه ان یفعل کما فعل سیدنا عمر رضي الله عنه .
إن کان عمر لم یعرف اللغز ولم یحله ، فلیس ذلك عیب أو نقیصه یلام علیها فیكفیه فخراً أنه غضب لله تعالی ، ثم بعد هذا کله یقول عمر هذه المقوله « لولا علي لهلك عمر» بخ بخ ما أعظم تواضعك رضي الله تعالی عنك ، فلقد کنت بحق تقیا ورعاً
وقافاً عند حدود الله تعالی فلا ترید أن تظلم رجلاً أو تتهم بریئا ، فإذا کان عمر رضي الله عنه لا یؤذي أحدا من المسلمین فکیف اذاً تدعون إنه ظلم علي وآذاه ثم یثني علیه ..؟ هیا أجیبوني؟!!
ثم في آخر القصة یقول : أن عمر کان یقول : ( أعوذ بالله من معضلةٍ لیس لها
أبو الحسن )....!!!!.
اذاً علیکم أن تنتهوا عن قولکم: أن عمر جرّ علیاً علی الأرض و فعل به ما فعل لیجبره علی البیعة، لا یحق لکم أن تقولوا ذلك، لانکم اعترفتم و اقررتم أن عمر کان یثني علی علي خیراً....!!!.
ثم علیك أن تعلم ان هذه الحکایة مکذوبة و لا تثبت سند صحیح، ثم إننا لا نقول و لا نعترف بسلیمان البلخي هذا فلیس منا و لا الکنجي الشافعي و لا أنت کذلك و لا ابن ابي الحدید و لا ابن طلحة الشافعي، و هذه العبارة لم ترد في کتبنا « لو لا علي لهلك عمر » إنما هذا من کذب الشیعة الضالین المضلین الصادین عن الحق المعاندین له المعرضین عنه فهم مرة یقولون و یعترفون ان هذین الصحابیین الجلیلین الکریمین کان علی المودة والإخاء والصفاء فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وسلم أمام زوجها علي و أسقط جینها؟ حقا إن الکاذب عدیم الذاکرة...!!!.
الإدعاء الستون بعد المائة وقوله: وأما في المجال الثاني ، وهو الحرب والضرب ، والجهاد والجلاد ، في سبيل الله والمستضعفين من العباد ، فإنا لا نرى أيضا لعمر بن الخطاب موقفا مشرفا ، ولا نعرف له صولة أو جولة ، وشجاعة أو بطولة ، بل يحدثنا التاريخ أنه لم يثبت أمام الكفار والمشركين ، وكان سبب انهزام وانكسار المسلمين!
ردنا عليه :
إن هذه شهادة لا تحتاج معها الی دلیل علی شجاعة عمر وبطولته، کیف لا وقد استطاع لوحده دون طلب عون من أحد أن یضرب زوجة اسد الله أمام ناظره ثم قام بجرّه الی المسجد وأجبره علی البیعة، استطاع ان یفعل ذلك کله مع رجل ذوخبرة ودرایة وعلم وتجربة مثل علي دون أن یستعین بجیش ولا شرطة ثم لم یکتف بذلك حتی عزله من منصبه وتزوج بابنته ثم عینه وزیراً عنده ومشیراً لدیه...؟!!
الإدعاء الحادي والستون بعد المائة وقوله : ذكر كثير من علمائكم ومؤرخيكم ، أن القتال الذي لم يحضره الإمام علي عليه السلام لم ينتصر فيه المسلمون ، والذي حضره سجل النصر والانتصار للدين.
ردنا عليه :
قال المؤلف: مما لا شك فیه إن الفتوحات الاسلامیة قد توسعت کثیراً في عهد عمر ولکن مما لا ینکره أحد ویشهد بذلك علماؤکم من أهل السنة ( ویقصد بذلك ابن ابي الحدید ) ان عمر کان دائم المشورة في الصغیرة والکبیر وکل ما یهم الدولة وشؤونها ولا سیما فیما یتعلق بتجيیش الجیوش والاستعداد لیوم الوطیس .
قلت : ان کل أحد یعرف وحتی الجاهل منهم إن اثبات شيء ما لا یعني لزوم شيء آخر مغایر له فأنت حینما ترید أن تثبت لنا أن« عمر لم یکن لیشرب جرعة ماء دون أن یستأذن علي فلا یعني أنك ترید أن تلزمنا أن علیاً هو فاتح بلاد فارس والروم ..؟!!!.
إنك بقولك هذا وتصریحك أثبت لنا أن عمر کان من أنصح الناس للاسلام والمسلمین حیث أنه اختار لجانبه رجلاً مثل علي لیکون له الساعد الأيمن والرفیق الأمین لرقي الاسلام ورفع لوائه والحفاظ علی بیضة المسلمین ، فعل ذلك دون أن یخشی غائلته وخیانته ، ویسترد منه حقه المغصوب ..؟!!!.
أمرك في غایة الغرابة أیها المؤلف...!! وذلك لأنك في بداية الأمر قلت : إن عمر أکل حقه واغتصبه وأجبره علی البیعة وفعل به ما فعل وفي نهایة المطاف قلت شیئاً آخر عندما جعلته وزیراً ومؤتمناً ومستشاراً ........!!
هل لك أن تبین لنا کیف یمکننا أن نوفق بین أول القول وآخره ....؟ وما هي المناسبة التي تربط هذا القول بذاك ..؟
هل لك أن تضرب لنا مثالاً أوضح من التاریخ ...؟
ثم یقول المؤلف : ( ذكر كثير من علمائكم ومؤرخيكم ، أن القتال الذي لم يحضره الإمام علي عليه السلام لم ينتصر فيه المسلمون ، والذي حضره سجل النصر والانتصار للدين ، وأهمها غزوة خيبر ، فإن عليا عليه السلام غاب عن المعسكر لرمد أصابه في عينه فأعطى النبي (ص) الراية لأبي بكر ، فرجع منكسرا فأعطاها لعمر بن الخطاب ، فرجع وهو يجبن المسلمين وهم يجبنونه )! نعم ، كان النصر معقودا براية الإمام علي( ع ) وسيفه ، وكان الظفر ينزل على المسلمين في كل ميدان ينزل فيه علي( ع ) ، حتى قال النبي ( ص ): ما قام الدين وما استقام إلا بسيف علي عليه السلام .
ثم جاء ببیت من الشعر مفاده.
ألـم تـخبر الأخـبار في فتح خيبر فـفيها لـذي الـلب الملب أعاجيب
ومـا أَنْـس لا أنْـس اللذين تقدما وفـرهما و الـفر قـد علما حوب
ولـلراية الـعظمى وقـد ذهـبا بها مـلابـس ذل فـوقها و جـلابيب
يـشلهما مـن آل مـوسى شمردل طـويل نـجاد السيف أجيد يعبوب
يـمـج مـنـونا سـيفه وسـنانه ويـلهب نـارا غـمده والأنـابيب
احضرهما أم حضرا خرج خاضب وذانـهما أم نـاعم الـخد مخضوب
عـذرتكما ، إن الـحمام لـمبغض وإن بـقاء الـنفس لـلنفس محبوب
لـيكره طعم الموت والموت طالب فكيف يلذ الموت والموت مطلوب ؟!
قلت: إنه لا یعني ما یقول ، فأصبح یتناقض في أقواله ، فإذا کان حقاً ما تقوله فلماذا لم یستطع علي أن یهزم رجلین اثنین بدل أن یدعهما یسرحون ویمرحون کما یشاؤون في مصير الأمة ..؟ لماذا ترك هؤلاء الجهلة قلیلي الخبرة والتجربة أن یجعلا من أنفسهم وزیري رسول الله صلی الله علیه وسلم ثم یخلفانه علی إمامة المسلمین وقیادتهم ....؟ إن قولك هذا تافه لا قیمة له ولا وزن وهو مخالف للواقع الذي یعرفه کل أحد کما أنه مدعاة للضحك والسخرية في آن واحد ...؟!
إن الفتوحات الاسلامیة والانتصارات العظیمة والانجازات الباهرة إنما وقعت
وحصلت بفضل الله تعالی وتوفیقه وتسدیده أولاً ، ثم للمجاهدین الصادقین والمؤمنین الأبطال الذین لم یألوا جهداً في التضحیة وتقدیم النفس قبل المال لخدمة هذا الدین ورفع لوائه ، إن النصر لم یحدث ولا یمکن له أن یحدث لولا تلك الدماء الطاهرة التي روت الأرض بحمرتها القانیة ، إنهم قوم یعلمون جیداً أن من طلب الموت توهب له الحیاة فهولاء هم جند الاسلام وابطال الفتح الاسلامي المؤزر .
ما لي أراك أیتها الحیة الرقطاء تکیلین الثناء بعد الثناء والمدح تلو المدح علی قادة الجیوش المنتصرة فهل تظن بذلك إنك تقلل من شأن الخلیفة المنتصر والقائد المظفر ...؟ هل ترید أن تغض من شأن عمر ...؟ لا والله إنه کالنجم الثاقب في کبد السماء فأنی لتلك الید الشلاء أن تطوله أو تصل الیه...؟!! إنك بذلك أوقعت نفسك في المصیدة من غیر أن تشعر لأن هؤلاء القادة إن کانوا کذلك فهم أتقی لله وحرماته أن تنتهك فکیف تطیر نفوسهم ویغضوا أبصارهم ویبقوا مکتوفي الایدي وهم یرون عمر یلطم بنت رسول الله أمام ناظرهم ، ویغتصب حقاً من علي کلهم یعلمون أنه لا حق له به ..؟ إنکم بقولکم هذا وعداوتکم الشدیدة لعمر أصبحتم کالمعتوه الذين لا یعي ما یقول :
أیه عمر کسرت ظهر شجعان العجم
إیه عمر وقضیت علی عرق الملیك وجذره
أعويلكم لغصب الخلافة من علي ...؟
إنه الحقد الدفين على عمر
الإدعاء الثاني والستون بعد المائة وقوله : وأما في المجال الثاني ، وهو الحرب والضرب والجهاد والجلاد ، في سبيل الله والمستضعفين من العباد ، فإنا لا نرى أيضا لعمر بن الخطاب موقفا مشرفا ، ولا نعرف له صولة أو جولة ، وشجاعة أو بطولة ، بل يحدثنا التاريخ أنه لم يثبت أمام الكفار والمشركين ، وكان سبب انهزام وانكسار المسلمين! فيجيبه الحافظ : لا نسمح لك أن تتفوه بهذا الكلام ، ولا نسمح أن تحط من شأن عمر (رض) الذي هو أحد مفاخر الإسلام ، ولا ينكر أحد من الأعلام والمؤرخين العظام ، أن الفتوحات التي حصلت في الإسلام ، أكثرها أهمها كانت في عهد سيدنا عمر وبأمره وسياسته وحسن قيادته وأنت تقول إنه كان فرّارا من الحروب ، وإنه سبّب هزيمة المسلمين وانكسارهم ! أتظن أننا نسمع هذه الإساءة والإهانة بخليفة سيد الأنام وأحد زعماء الإسلام ونسكت ...؟! نحن لا نتحمل هذا الكلام ، فإما أن تأتي بالدليل والبرهان ، أو تستغفر الله سبحانه وتعالى من الإساءة والإهانة في الحديث والبيان . قلت : وهل تكلمت بكلام في طول حوارنا وبحثنا في الليالي الماضية من غير دليل وبرهان ..؟! أو هل رويت حديثا من غير أن أذكر له مصدرا وسندا من كتبكم المعتبرة ومصادركم الموثقة .؟! أما عرفتم أني لا أتكلم عن جهل وتعصب ، ولا أنحاز إلا إلى الحق ، وان مدحي وقدحي لا يكون إلا بسبب مقبول عند ذوي العقول ؟! وأظن إنما صدرت منكم هذه الزبرة والزفرة والنفرة ! حين سمعتم الكلام من رجل شيعي ، فحسبتموه إساءة وإهانة ، وذلك لأنكم تسيئون الظن بنا ، والله عز وجل يقول : ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّ إِنّ بَعْضَ الظّنّ إِثْمٌ ).
فإنكم تظنون أن الشيعة يحرفون التاريخ ، ويضعون الأحاديث ليذموا رجالا ويمدحوا آخرين ، بينما نحن لا نزيد على الواقع شيئا ، ولا نتكلم إلا نقلا من كتب علمائكم ومحدثيكم ، فلا داعي لتغير الحال والغضب ، وشدة المقال والعتب ، أو أن تنسب إليّ الإساءة باللسان ، والإهانة في البيان ! بل من حقك أن تطالبني بالدليل والبرهان . وإن أردت مني فأقول : ذكر كثير من علمائكم ومؤرخيكم ، أن القتال الذي لم يحضره الإمام علي عليه السلام لم ينتصر فيه المسلمون ، والذي حضره سجل النصر والانتصار للدين ، وأهمها غزوة خيبر ، فإن عليا عليه السلام غاب عن المعسكر لرمد أصابه في عينه فأعطى النبي (ص) الراية لأبي بكر ، فرجع منكسرا فأعطاها لعمر بن الخطاب ، فرجع وهو يجبن المسلمين وهم يجبنونه !
الحافظ ـ وهو غضبان ـ : هذا الكلام من أباطيلكم ، وإلا فالمشهور بين المسلمين أن الشيخين كانا شجاعين ، وكل منهما كان يحمل في صدره قلبا قويا ليس فيه موضع للخوف والجبن . قلت : ذكرت لكم كرارا ، أن شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يكذبون ولا يفترون ، لأنهم يتبعون الأئمة الصادقين عليهم السلام ، وهم يحسبون الكذب من الذنوب الكبائر ، والافتراء أكبر منه خسائر ، ونحن كما قلت مرارا ، لسنا بحاجة لاثبات عقائدنا وأحقية مذهبنا ، أن نضع الأحاديث ونتمسك بالأباطيل ، فإن غزوة خيبر من أهم الغزوات التي سجلها التاريخ من يومها إلى هذا اليوم ، وجميع مؤرخيكم ذكروها باختصار أو بتفصيل ، منهم : الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 1/62، ومحمد بن طلحة في مطالب السؤول : وابن هشام في السيرة النبوية ، ومحمد بن يوسف الكنجي في الباب الرابع عشر من " كفاية الطالب " وغير هؤلاء من الأعلام ، ولا يقتضي المجلس أن أذكرهم جميعا ، ولكن أهمهم الشيخين ، البخاري في صحيحه 2/100 ط. مصر سنة 1320هجـرية ، ومسلم في صحيحه 2/.324 ط مصر سنة 1320 هجرية ، فإنهما كتبا بالصراحة هذه العبارة : " فرجع أيضا منهزما " أي : عمر ، ومن الدلائل الواضحة على هذه القضية الفاضحة فنحن لا نريد إهانة أحد الصحابة ، وإنما ننقل لكم ما حكاه التاريخ ورواه المؤرخون عنهم ، وبعد هذا عرفنا أن عمر ما كان صاحب صولة وجولة ، وشدة وحدة ، في الحروب والغزوات التي كانت بين المسلمين وبين أعدائهم ، فكيف نؤول الجملة من الآية الكريمة ( أشداء على الكفار ) بعمر ونطبقها عليه ...؟! ولكن إذا راجعنا تاريخ الإسلام ودرسنا سيرة الإمام علي( ع ) وطالعنا تاريخه المبارك ، نجده أشد المسلمين على الكفار في المجال العلمي والمجال الحربي والله تعالى يشير إليه بقوله: ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ) . الحافظ : إنك تريد أن تحصر الآية الكريمة التي تصف عامة المؤمنين في شأن علي كرم الله وجهه؟! قلت: لقد أثبت لكم أني لا أتكلم بغير دليل ، ودليلي على هذا، أن الآية إذا كانت تصف جميع المؤمنين ، لما فروا في بعض الغزوات من الميادين ! الحافظ : هل هذا الكلام من الإنصاف إذ تصف صحابة النبي( ص ) الذين جاهدوا ذلك الجهاد العظيم ، وفتحوا تلك الفتوحات العظيمة ، وتقول: إنهم فروا ؟! أليس قولك هذا إهانة لصحابة رسول الله( ص ) ؟!
قلت : أولا : أشهد الله سبحانه أني لم أقصد إهانة أي فرد من الصحابة وغيرهم ، وإنما الحوار والنقاش يقتضي هذا الكلام . ثانيا: أنا ما أنسب إليهم الفرار ، ولكن التاريخ هكذا يحكم ويقول : إن في غزوة أحد فر الصحابة حتى كبارهم ، وتركوا النبي ( ص ) طعمة لسيوف المشركين والكفار، كما يذكر الطبري والمؤرخون الكبار ، فماذا تقولون حول الآية الكريمة التي تشمل أولئك الذين ولوا الدبر وفروا من الجهاد وخالفوا أمر الله عز وجل إذ يقول :
( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلاَ تُوَلّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذ ٍدُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ). ثالثا: لقد وافقنا في قولنا بأن الآية نزلت في شأن الإمام علي( ع ) كثير من أعلامكم وكبار علمائكم ، منهم : أبو إسحاق الثعلبي ـ الذي تحسبوه أمام أصحاب الحديث في تفسير القرآن ـ قال في تفسير" كشف البيان" في ذيل الآية الكريمة 54 من سورة المائدة : إنما نزلت في شأن الإمام علي (ع) ، لأن الذي يجمع كل المواصفات المذكورة في الآية لم يكن أحد غيره ، ولم يذكر أحد من المؤرخين من المسلمين وغيرهم ، بأن الإمام عليا ( ع ) فر من الميدان ، حتى ولو مرة أو أنه تقاعد وتقاعس في حروب النبي ( ص ) وغزواته مع الكفار ، ولو في غزوة واحدة ، بل ذكر المؤرخون أنه في معركة أحد حينما انهزم المسلمون ، حتى كبار الصحابة ، ثبت الإمام علي ( ع ) واستقام واستمر في الجهاد ومقاتلة المشركين الأوغاد ، وهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل بين راكب وراجل ، وعلي ( ع ) يضرب بالسيف خراطيمهم ويحصد رؤوسهم ، فذب عن الإسلام ، ودفع الطغام ، عن محمد سيد الأنام ، حتى سمع النداء من السماء : ( لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ) ، وقد أصيب في جسمه يوم أحد بتسعين إصابة غير قابلة للعلاج فعالجها رسول الله بعدما انتهت المعركة عن طريق الإعجاز ، إذ مسح عليها بريقه المبارك الذي جعل الله فيه بلسم كل جرح ، ودواء كل داء .
الحافظ : ما كنت أظن أن تفتري على كبار الصحابة إلى هذا الحد وتنسبهم إلى الفرار! وهم المجاهدون في سبيل الله وخاصة الشيخان (رض) فإنهما ثبتا ودافعا عن النبي ( ص ) إلى آخر لحظة حتى انتهت المعركة .
قلت : إني لست بمفتر ، ولكنكم ما قرأتم تاريخ الإسلام ، وليس لكم فيه تحقيق وإلمام ، حتى نطقتم بهذا الكلام !
لقد ذكر المؤرخون وأصحاب السير: أن المسلمين انهزموا في غزوة أحد وخيبر وحنين ، أما خبر خيبر فقد ذكرته لكم عن صحيح البخاري ومسلم وغيرهما.
وأما الخبر عن غزوة حنين وفرار المسلمين فيها ، فراجع الجمع بين الصحيحين للحميدي والسيرة الحلبية: 3/123 .
وأما فرارهم في غزوة أحد ، فحدث ولا حرج! فقد ذكره عامة المؤرخين ، منهم: ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي في شرح النهج 13/ 278 ط دار إحياء التراث العربي ، قال: فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه[ النبي ( ص )] إلا أربعة : علي والزبير وطلحة وأبو دجانة.
وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج 14 : 251 ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 34 وغيرهما من الأعلام ، قالوا: وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به ، ينادي مرارا: لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي ، فسئل رسول الله( ص ) عنه ، فقال: هذا جبرائيل ـ والنص لابن أبي الحديد ـ . فكان علي( ع ) في كل الحروب التي خاضها مؤيدا من عند الله ومنصورا بالملائك .
روى محمد بن يوسف الكنجي القرشي في كتابه" كفاية الطالب" في الباب السابع والعشرين ، بإسناده عن عبدالله بن مسعود ، قال: قال رسول الله( ص ) : ما بعث علي في سرية إلا رأيت جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والسحابة تظله حتى يرزقه الله الظفر ، وروى الإمام الحافظ النسائي في كتابه خصائص الإمام علي( ع ) ، ص8 ط مطبعة التقدم بالقاهرة ، بسنده عن هبيرة بن هديم ، قال: جمع الناس الحسن بن علي(ع) وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه ، فقال: قد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، وإن رسول الله( ص ) قال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه .... إلى آخره، نعم ، كان النصر معقودا براية الإمام علي( ع ) وسيفه ، وكان الظفر ينزل على المسلمين في كل ميدان ينزل فيه علي( ع ) ، حتى قال النبي ( ص ): ما قام الدين وما استقام إلا بسيف علي عليه السلام وخلاصة ما نقله الجمهور ، أن رسول الله( ص ) حاصر مع المسلمين قلاع اليهود ومنها قلعة خيبر ، عدة أيام ، فبعث النبي( ص ) أبا بكر مع الجيش وناوله الراية وأمره أن يفتح ، ولكنه رجع منكسرا عاجزا عن الفتح فأخذ النبي( ص ) الراية وأعطاها لعمر بن الخطاب وأرسله مع الجيش ليفتح خيبر ولكنه رجع منهزما يجبن المسلمين وهم يجبنونه، فلما رأى النبي( ص ) خور أصحابه وتخاذلهم وانهزامهم أمام ثلة من اليهود ، غضب منهم وأخذ الراية فقال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرارا لا يرجع حتى يفتح الله على يديه ـ ولا يخفى تعريض النبي( ص ) في كلامه بالفارين ـ فبات المسلمون ليلتهم يفكرون في كلام رسول الله( ص ) ، ومن يكون مقصوده ومراده؟! فلما أصبح الصباح اجتمعوا حول النبي( ص ) والراية بيده المباركة ، فتطاولت أعناق القوم طمعا منهم بها أو ظنا بأنه سيناولهم الراية ، لكن النبي( ص) أجال بصره في الناس حوله وافتقد أخاه ومراده علي بن أبي طالب( ع) فقال: أين ابن عمي علي ..؟ فارتفعت الأصوات من كل جانب: أنه أرمد يا رسول الله! فقال( ص ): علي به ، فجاؤا بالإمام علي( ع ) وهو لا يبصر موضع قدمه ، فسلم ورد النبي عليه وسأله: ما تشتكي يا علي؟ فقال( ع ): صداع في رأسي ، ورمد في عيني ، فأخذ النبي ( ص ) شيئا من ريقه المبارك ومسح به على جبين الإمام علي( ع ) وقال: اللهم قه الحر والبرد؛ ودعا له بالشفاء ، فارتد بصيرا.
وإلى هذه المنقبة يشير حسان في شعره فيقول:
وكـان علي أرمد العين يبتغي دواء فـلما لـم يـحس مداويا
شـفاه رسـول الله مـن تفلة فـبورك مـرقيا وبورك راقيا
وقال سأعطي الراية اليوم فارسا كميا شجاعا في الحروب محاميا
يـحب الإلـه والإلـه يـحبه بـه يفتح الله الحصون أوابيا
فـخص بـها دون البرية كلها عـليا وسـماه الوصي المؤاخيا
فأعطى النبي ( ص ) الراية لعلي ( ع ) وقال: خذ الراية! جبرائيل عن يمينك ، وميكائيل عن يسارك ، والنصر أمامك ، والرعب مبثوث في قلوب القوم ، فإذا وصلت إليهم فعرف نفسك وقل: أنا علي بن أبي طالب ، فإنهم قرأوا في صحفهم أن الذي يدمر عليهم الحصون ويفتحها اسمه إيليا ، وهو أنت يا علي! فأخذ علي( ع ) الراية وهرول بها نحو القلاع حتى وصل إلى باب خيبر وهو أهم تلك الحصون والقلاع ، فطلب المبارز ، فخرج إليه مرحب مع جماعة من أبطال اليهود ، فهزمهم علي( ع ) مرتين ، وفي المرة الثالثة لما برزوا وحمل عليهم علي( ع ) ضرب بالسيف على رأس مرحب فوصل إلى أضراس مرحب وسقط على الأرض صريعا ، وسجل النصر للمسلمين، ونقل ابن الصباغ في" الفصول المهمة" عن صحيح مسلم ، وكذلك روى الإمام النسائي في خصائص الإمام علي : 7ط مطبعة التقدم بالقاهرة ، قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ...الخ. فالخبر ثابت لا ينكره إلا المعاندون الجاهلون الذين ليس لهم اطلاع على تاريخ الإسلام وغزوات رسول الله (ص) . والآن فقد ثبت للحاضرين ، وخاصة العلماء والمشايخ ، بأني لا أتكلم من غير دليل ، ولم أقصد إهانة الصحابة ، بل مقصدي بيان الواقع وكشف الحقائق ، التي منها الاستدلال بالتاريخ والحديث والعقل والنقل ، بأن جملة ( أشداء على الكفار ) في الآية الكريمة تنطبق على الإمام علي عليه السلام قبل أن تنطبق على غيره كائنا من كان .
ردنا عليه :
ملأ المؤلف خمس صفحات متتالیة لیثبت أن النهار لیل....!!!
قال المؤلف : کان أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم یفرون دائماً من میدان النزال والقتال الا علي....!!! نقل هذا القول عن ابن ابي الحدید والکنجي الشافعي
وسلیمان البلخي . قلت: هل لك أن تقول لنا أیها المدعي الکذاب إن کان هذا حال الصحابة فلماذا لم یخش هؤلاء الجبناء الفرارون من علي وهو الأسد الضاري والسیف البتار..؟ کیف یعقل أن مثل هؤلاء یقوموا بضرب زوجته أمام عینه دون أن یحرك ساکن وهو کما علمتم حیدرة الکرار داحي الباب...؟!!!
کیف یقوی هؤلاء علی جر علي من مجامع ثوبه لیجبروه علی البیعة جبراً وهو من علمتم مظهر العجائت وهازم الکتائب ...؟!!!
لماذا وقفوا بوجهه وفعلوا به کل تلك الفعائل دون أن یخافوا أو یفروا ...؟
إن المؤلف یرید أن یفهمنا أن الصحابة قد شارکوا في الحروب والفتوحات ولکنهم لم یصمدوا عند النزال ومقارعة الأهوال ، بل فروا وولوا علی أدبارهم هاربین أرأیتم الی أي مقصد خبیث یرمي ویشیر ..؟!!.
فلتعلم ولیعلم من وراءك إن مشاركة الصحابة في هذه الحروب والفتوحات دلیل علی صدقهم واخلاصهم ولکن هل لك أن تخبرنا ایها الدعي ابن الدعي کم حرباً خضتها أنت وآباؤك من قبل؟! إن الصحابة رضي الله عنهم عندما سمعوا بخبر مقتل النبي صلی الله علیه وسلم في معرکة أحد واستشهاده فر بعض الصحابة ولکن عمر لم یکن منهم ..!!! قال تعالی بشأن أولئك « ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور رحیم » آل عمران / 155 .
لیتك أیها المؤلف قاتلت أعداء الله ولو مرة لکي تتجرأ بعد ذلك وتقول مثل هذا الکلام ؟؟ إنکم أیها الشیعة لا شغل لکم ولا عمل الا سب الصحابة رضي الله عنهم والطعن في سلف هذه الأمة والا فأنا أتساءل فهل منکم من یجیب ..؟ هل تدلنا علی مدینة واحدة علی وجه الأرض فتحت علی ایدي الشیعة ..؟ إن تاریخکم الطویل یکذبکم ویشهد علیکم شهادة صادقة لا یغسلها الماء إنکم کنتم وما زلتم رمز الغار والتآمر والخيانة والوقوف مع كل معتدي وغاصب فما شهر لکم رمح ولا سل لکم سيف الا لمحاربة المسلمین من أهل القبلة وأحباب القرآن ، ثم أتی المؤلف بعد هذا بأبیات من سعد ابن ابي الحدید حیث یقول فیها:
أشعار بن أبي الحديد ، فإنه قال ضمن علوياته السبع المشهورة :
ألـم تـخبر الأخـبار في فتح خيبر فـفيها لـذي الـلب الملب أعاجيب
ومـا أَنْـس لا أنْـس اللذين تقدما وفـرهما و الـفر قـد علما حوب
ولـلراية الـعظمى وقـد ذهـبا بها مـلابـس ذل فـوقها و جـلابيب
يـشلهما مـن آل مـوسى شمردل طـويل نـجاد السيف أجيد يعبوب
يـمـج مـنـونا سـيفه وسـنانه ويـلهب نـارا غـمده والأنـابيب
احضرهما أم حضرا خرج خاضب وذانـهما أم نـاعم الـخد مخضوب
عـذرتكما ، إن الـحمام لـمبغض وإن بـقاء الـنفس لـلنفس محبوب
لـيكره طعم الموت والموت طالب فكيف يلذ الموت والموت مطلوب ؟!
قلت: إن المؤلف یعتبر ابن ابي الحدید هذا من أهل السنة بینما هو يقول : إن الشیخین أبي بکر وعمر رجلین ساذجین لا علم لهم ولا درایة بفنون القتال
وأسراره ولذا فهما قد ألبسا الاسلام لباس الذل والمهانة...!!! ثم تراه في آخر شعره یثني علی علي ويذم أبابکر وعمر....؟!!.
ومع ذلك فإن هذا المؤلف الخائب یستدل بأقواله کثیراً في کتابه ثم یقول: إنه من کبار علماء أهل السنة وقد اسلفنا القول في حقیقة هذا الرجل وخیانته فلا داعي لتکرار ذلك .
إذاً ، فالشیعة جعلوا من علي رضي الله عنه ستراً لهم وذریعة للطعن والسب والذم بمناسبة ومن غير مناسبة لصحابة رسول الله صلی الله علیه وسلم ، مع إننا نعلم جیداً أن الشیعة کلهم اعداءاً لله ونبیه وآل بیته وكل مؤمن بار تقي يحبهم ويترضى عنهم .
الادعاء الثالث والستون بعد المائة وقوله : علي حبيب الله ورسوله( ص )
رابعا: الآية الكريمة في سورة المائدة ، تصرح أن المقصودين هم الموصوفون فيها ، يحبهم الله ويحبونه .. وهذه فضيلة ثابتة للإمام أمير المؤمنين ( ع ) ولم تثبت في حق غيره ، وإن كان كثير من المؤمنين والصحابة هم أيضا يحبهم الله ويحبونه ولكن غير معينين ، أما علي ( ع ) فهو معني بهذه الفضيلة كما قال ذلك كثير من الأعلام ، منهم : العلامة الكنجي الشافعي في الباب السابع من كتابه" كفاية الطالب" روى بإسناده عن ابن عباس ، أنه قال: كنت أنا وأبي ـ العباس جالسين عند رسول الله( ص ) إذ دخل علي بن أبي طالب ، وسلم ، فرد عليه رسول الله ( ص ) وبش وقام إليه واعتنقه ، وقبل ما بين عينيه ، وأجلسه عن يمينه؛ فقال العباس : أتحب هذا يا رسول الله؟ فقال رسول الله( ص ): يا عم رسول الله! والله ، الله أشد حبا له مني)
وذكرنا لكم في المجالس الماضية مصادر هذا الخبر الذي تلقاه العلماء كلهم بالصحة والقبول ، وهو دليل قاطع ، وبرهان ساطع ، على أن عليا( ع ) أحب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسوله( ص).
ردنا عليه :
من دون خجل أوحیاء یعید المؤلف الکرة مرة أخری لینقل الینا هذه الروایة التي ذکرها شیخه الکنجي .
قلت: إن الله تعالی لم تنحصر أو تقتصر محبته سبحانه ورضاه علی شخص واحد فهذا قول یسأل عنه قائله ، ویسأل عن مأخذه والاصل الذي نقل عنه ..؟ ثم إنا ومن خلال قراءتنا لكتابك الذي یتألف من الف صفحة تقریبا لم نرك ولو لمرة واحدة ذکرت فیه قولاً یستحق الاحترام ويتفق مع القواعد والأصول التي یعرفها الناس من أهل العلم والشأن ، بل لم نر فیه الا الهذیان الرخیص والقول التافه الذي حاولت بکل ما أوتیت من خبث ومکر أن تضحك فیه علی عقول العوام من الناس لتضلهم وتغویهم بکفرك والحادك وزندقتك .
الإدعاء الرابع والستون بعد المائة وقوله : ومن أهم الدلائل على أن عليا( ع ) هو المقصود بالآية الكريمة ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ.... ) حديث الراية لفتح خيبر ، وقد نقله كبار علمائكم ، ومشاهير أعلامكم ، منهم: البخاري في صحيحه ج 2 كتاب الجهاد ، باب دعاء النبي ( ص ) ، و ج3 كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، ومسلم في صحيحه 2/324 ، والإمام النسائي في ( خصائص أمير الؤمنين( ع ) ، والترمذي في السنن ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة 2/508 ، وابن عساكر في تاريخه ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، وابن ماجة في السنن والشيخ الحافظ سليمان في " ينابيع المودة" الباب السادس ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي ، في"كفاية الطالب" الباب الرابع عشر ، ومحمد بن طلحة في " مطالب السؤول" الفصل الخامس ، والحافظ أبو نعيم في " حلية الأولياء" والطبراني في الأوسط ، والراغب الإصفهاني في محاضرات الأدباء2/212 ، ولا أظن أن أحدا من المؤرخين أهمل الموضوع أو أحدا من المحدثين أنكره ، حتى إن الحاكم ـ بعد نقله له ـ يقول : هذا حديث دخل في حد التواتر؛ والطبراني يقول: فتح علي( ع ) لخيبر ثبت بالتواتر.
ردنا عليه :
إن الذي یتابع مؤلف هذا الکتاب ویتمعن في أسلوبه وطریقة کتابته سیتبین له
ولأول وهله أنه یجلس أمام کاتب للقصص السینمائي ...!! أنظروا الیه في هذا المشهد المثیر وهو یجلس شیخ السوء والضلالة المدعو سلیمان البلخي الی جانب الامام البخاي...!!! ولکي تدرك عزیزي القاريء سوء عمل هذا الرجل ، تصور لو أنني قلت لك : حدثنا علي بن ابي طالب وجورج بوش : ان رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : ........؟؟!! ، أو لأضرب لك مثالاً أوضح واقرب الی الواقع فأقول: روی علي بن أبي طالب والبروجردي – اسم مرجع ايراني - کلاهما عن رسول الله صلی الله علیه وسلم : ...... ؟!! فماذا سیکون موقفك أیها المسلم ....؟ والآن لماذا یفعل المؤلف ذلك ..؟ لماذا یقول لنا حدثنا وحدثنا ......؟!! إنه وبکل صراحة یرید أن یقول لنا ویبدي ما خفي في قلبه علی لسان حبیبه واستاذه سلیمان البلخي ، ولکنه سلفاً یعلم أن هذا العذر أقبح من الذنب ولذلك فهو یحاول أن یشفع هذه القول بذکر الامام البخاري ولیزج به زجاً في هذه اللعبة المکشوفة طمعاً منه في اظهار هذا القول أو ذاك بمظهر فيه شيء من القوة والإحکام .
جاء في الحدیث الصحیح أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال:« لأعطینّ الرایة غداً رجلاً یحب الله ورسوله ویحبه الله ورسوله » وهذا الحدیث بلا ادنی شك ورد بشأن علي یوم خیبر فنحن نعتقد ان هذا الحدیث یعتبر من الأحادیث التي وردت في بیان هذه المنقبة العظیمة والفضیلة الخاصة لسیدنا علي رضي الله عنه، ولکن لا یعني ذلك الطعن والذم لغیره ، فإن مدح الشخص والثناء علیه لا یدل علی الطعن بالآخر ..!! وإلا فهناك الکثیر من الأحادیث الصحیحة التي جاءت في مدح سیدنا عمر والثناء علیه وبیان فضله ومنزلته فهل یعني ذلك الذم والطعن واللمز بشخص علي رضي الله عنه ؟!! . سبحانك هذا بهتان عظيم .
الإدعاء الخامس والستون بعد المائة وقوله : وخلاصة ما نقله الجمهور ، أن رسول الله( ص )
حاصر مع المسلمين قلاع اليهود ومنها قلعة خيبر ، عدة أيام ، فبعث النبي( ص ) أبا بكر مع
الجيش وناوله الراية وأمره أن يفتح ، ولكنه رجع منكسرا عاجزا عن الفتح ، فأخذ النبي( ص )
الراية وأعطاها لعمر بن الخطاب وأرسله مع الجيش ليفتح خيبر ، ولكنه رجع منهزما يجبن
المسلمين وهم يجبنونه، فلما رأى النبي( ص ) خور أصحابه وتخاذلهم وانهزامهم أمام ثلة من
اليهود ، غضب منهم وأخذ الراية
ردنا عليه :
یقول في ادعاءه هذا ان جیش المسلمین عنه کانت قیادته بید أبي بکر وعمر فقد هزم مرتان..!!
قلت: إن لم یکن هؤلاء الصحابة الأجلاء الکرام أهلاً للقیادة وزعامة الجیوش الاسلامیة فلماذا إذاً سلمهم النبي صلی الله علیه وسلم زمام الأمور وجعلها في یدهم ....؟ الیس ذلك دلیلاً واضحاً علی صدقهم وإخلاصهم وکفاءتهم اذ جعلهم النبي صلی الله علیه وسلم في هذا المنصب والمقام الخطیر ...؟ فهل أنت أعلم بمن یکون أهلاً لهذا العمل أو ذاك من رسول الله صلی الله علیه وسلم.؟ ثم من قال لك أن الحرب یعني الانتصار الدائم فيها ..؟الا تعلم أن الحرب كر وفر والعبرة بالصبر والصدق والاخلاص واداء الواجب على الوجه و بالطریقة التي يرتضیها الله تعالی واما عامل النصر او الهزیمة بعد بذل الوسع والطاعة ، فهو بید الله تعالی ولیس ذلك بید البشر فالحرب لم تکن یوماً نزهة أو رحلة يقضي فيها العابثون اوقاتهم ثم ان هزیمة الجیش لا تدل أبداً علی خوف القائد أو جبنه ، واذا کان الأمر کما تقول فإني أسألك: لماذ لم ینتصر النبي صلی الله علیه وسلم في أحد ..؟ ولماذا لم ینتصر علي في صفين ..؟ أجبنا وخوفا كان منه ...؟ فبهت الذي کفر........!!!.
الادعاء السادس والستون بعد المائة وقوله : أما قولكم بأن جملة ( رحماء بينهم ) تنطبق على عثمان بن عفان وهي إشارة إلى مقام الخلافة في المرتبة الثالثة ، وأن عثمان كان رقيق القلب بالمؤمنين رؤوفا رحيما .. فنحن لا نرى ذلك من صفات عثمان ، بل التاريخ يحدثنا على عكس ذلك ، وأرجو أن لا تسألوني توضيح الموضوع أكثر من هذا ، لأني أخاف أن تحملوا حديثي على الإساءة والإهانة بمقام الخليفة الثالث ولا أحب أن أزعجكم .
ردنا عليه :
یقول هذا الدعي : قال أهل السنة : إن قوله تعالی: « رحماء بینهم » نزلت في عثمان وهي کذلك دلیل واشارة الی انه سیکون الخلیفة الثالث بعد النبي صلی الله علیه وسلم .
قلت: إنا لم نقل إن هذه الآیة نزلت في کذا ، بل انتم من قلتم هذا ثم نسبتموه الیناء أي انکم تقولونا مالم نقل ......؟!!!!
ان الآیة تقول بکل صراحة ووضوح « محمد رسول الله والذین معه إشداد علی الکفار رحماء بینهم » إذا نحن لم نقل ما ذکرت، بل انت الذي قلته ثم الصقت ذلك ونسبته الی رجل جاهل مثلك لا حقية له ولا وجود الا في عقلك الذي بیض فیه الشیطان وفرخ، ثم إنك لم تذکر أین ذکرنا هذا التفسیر في کتبنا وتفاسیرنا ومن قال بذلك ..؟ إن الآیة واضحة کل الوضوح وهي نزلت في جمیع الصحابة رضي الله عنهم وعلي واحد منهم وعثمان كذلك فرد منهم ، فلم نقل ان هذه الآیة نزلت في شخص دون آخر، ثم إن الآیة لم تقل: رحماء مع غیرهم....!! بل قالت « رحماء بینهم » إن کنت أنت نفسك لا تری أن عثمان رضي الله عنه کان من الرحماء فأنت وشأنك، ولکن إیاك واللجوء الی هذا الاسلوب الذي ینم عن خبثك ویدل علی دجلك ومکرك واحتیالك علی دین الله واستهزاءك به ، فلعبك أصبح مكشوف لكل ذي عينين ..!!
الإدعاء السابع والستون بعد المائة وقوله: لقد أجمع المؤرخون والأعلام مثل : ابن خلدون وابن خلكان ، وابن أعثم الكوفي وأصحاب الصحاح كلهم والمسعودي في مروج الذهب 1/435 وابن أبي الحديد في شرح النهج ، والطبري في تاريخه وغيرهم من علمائكم ، قالوا: إن عثمان بن عفان حينما ولي الخلافة سار على خلاف سنة الرسول( ص ) وسيرة الشيخين ونقض العهد الذي عاهده عليه عبد الرحمن بن عوف في مجلس الشورى حين بايعه على كتاب الله وسنة الرسول( ص ) وسيرة الشيخين ، وأن لا يسلط بني أمية على رقاب المسلمين ، ولكن حينما استتب له الأمر خالف العهد ، وتعلمون بأن نقض العهد من كبائر الذنوب ، والقرآن الحكيم يصرح بذلك .
قال تعالى : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولا )ً وقال تعالى : ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ) . الحافظ : نحن لا نعلم لذي النورين خلافا ، وإنما هذا قولكم ومن مزاعم الشيعة ولا دليل عليه ! قلت: راجعوا شرح النهج ـ لابن أبي الحديد ـ 1/198 ط دار إحياء التراث العربي ، فإنه قال: وثالث القوم هو عثمان بن عفان .... بايعه الناس بعد انقضاء الشورى واستقرار الأمر لهوصحت فيه فراسة عمر ، فإنه أوطأ بني أمية رقاب الناس ، وولاهم الولايات ، وأقطعهم القطائع وافتتحت أفريقية في أيامه فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان ، وأعطى عبدالله بن خالد أربعمائة ألف درهم ، وأعاد الحكم بن أبي العاص إلى المدينة ، بعد أن كان رسول الله( ص ) قد سيره ـ أي: نفاه من المدينة ـ ثم لم يرده أبو بكر ولا عمر! وأعطاه مائة ألف درهم ، وتصدق رسول الله ( ص ) بموضع سوق بالمدينة ـ يعرف بمهزوز ـ على المسلمين ، فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان ، وأقطع مروان فدك ، وقد كانت فاطمة بنت رسول الله( ص ) طلبتها بعد وفاة أبيها( ص ) تارة بالميراث ، وتارة بالنحل ، فدفعت عنها ، وحمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية ، وأعطى عبدالله بن أبي السرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح أفريقية بالمغرب ، وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة ، من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين . وأعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال ، في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال ، وقد كان زوجه ابنته أم أبان . فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح ، فوضعها بين يدي عثمان وبكى وقال: ... والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا! فقال: ألق المفاتيح يابن أرقم ، فإنا سنجد غيرك! وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة ، فقسمها كلها في بني أمية ، وأنكح الحارث بن الحكم ـ أخا مروان ـ ابنته عائشة ، فأعطاه مائة ألف من بيت المال ، بعد طرده زيد بن أرقم عن خزانته وانضم إلى هذه الأمور ، أمور أخرى نقمها عليه المسلمون ، كتسيير أبي ذر رحمه الله تعالى إلى الربذة ، وضرب عبدالله بن مسعود حتى كسر أضلاعه ، وما أظهر من الحجاب، والعدول عن طريقة عمر في إقامة الحدود ورد المظالم وكف الأيدي العادية والانتصاب لسياسة الرعية! وختم ذلك ما وجدوه من كتابه إلى معاوية يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين .... إلى آخره . هذا كلام ابن أبي الحديد في عثمان بن عفان . وذكر المسعودي في مروج الذهب 2/ 341 ـ 343 : فقد بلغت ثروة الزبير خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعا وخططا في البصرة والكوفة ومصر والإسكندرية ، وكانت غلة طلحة بن عبيدالله من العراق كل يوم ألف دينار وقيل أكثر ، وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف مائة فرس ، وله ألف بعير ، وعشرة آلاف شاه وبلغ ربع ثمن ماله بعد وفاته أربعة وثمانين ألفا، وحين مات زيد بن ثابت خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينارومات يعلي بن منية وخلف خمسمائة ألف دينار وديونا وعقارات وغير ذلك ما قيمته ثلاثمائة ألف دينار ، أما عثمان نفسه... فكان له يوم قتل عند خازنه مائة وخمسون ألف دينار وألف ألف[أي: مليون] درهم ، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار، وخلف خيلا كثيرا وإبلا . ثم قال المسعودي بعد ذلك : وهذا باب يتسع ذكره ، ويكثر وصفه فيمن تملك الأموال في أيامه .
ردنا عليه :
قلت: قبل الاجابة والرد علي هذا الادعاء أود أن اذکر نبذة في التعریف بهذا الرجل الذي یقول عنه المؤلف: إن المسعودي رجل یرتضیه الطرفان - أي السنة والشیعة- فالمسعودي هذا کان شیعیاً معتزلیا ، فلا أعرف لماذا لا تعتبره الشیعة منها وقد وجد المقتضی والسبب الذي یجعله جدیراً بأن یکون منهم ألا وهو ذم
الصحابة وسبهم ....؟!!!.
فما الذي بقی إذاً .. ؟ إن الشیعة تظهر مودتها له واحترامها الکبیر لما یبدیه من آراء واقوال بل وحتی تعتبر النقل عنه أولی من النقل عن البخاري ومسلم....!!
وبالجملة فإن المسعودي هذا شیعي محترق ضال مضل خبیث السر والسیرة .
أما ردنا علیه فهو: إن الکذب لابد وأن یکون له حد ، والا فقل لي : أین هو السند الذي اعتمدت علیه في نقلك لهذه الرواية في الصحاح السته کما تزعم ذلك
وتدعیه ..؟ إنا أهل السنة لا نعرف أن هناك صحاحاً ستة ، إنما هما صحیحان فقط البخاري ومسلم ...؟!!!.
هل لك أن تأتینا بحدیث صحیح واحد ..؟ إن کنت علی مقدرة وبراعة في التلبیس والدسّ والتلفیق فکل واحد یجید هذا، وانا کذلك أستطیع أن ألفق لك واختلق ما اشاء من الاقوال ثم بعد ذلك اقول لك هذا الحدیث جاء الکتب الاربعة المعتمدة لدی الشیعة ..؟!!! نعم استطیع ان أقول: أخرج الأئمة الاربعة عند الشیعة في کتبهم بسند صحیح أن عثمان رضي الله عنه وأرضاه کان أشبه الناس نوراً بالقمر، وأنه اتقی الناس واقضى حتی من علي ..؟!! ألم یزوج النبي صلی الله علیه وسلم عثمان من آبنتیه ؟ هل اشتکت بنت رسول الله صلی الله علیه وسلم یوماً الی رسول الله من زوجها عثمان ..؟ هل قالت لابیها یوماً: ان عثمان رجل سارق مارق سيء
« حسب زعمکم »...؟ هل قالت له: إن أنا مت یا أبي فلا تزوجه بنتك الأخری ..؟ هل حدث مثل ذلك کلّه ..؟ انا بنفسي حینما توفیت زوجتي الأولی بعد أن انجبت لي سبعة من الأبناء ، کما لي ولدان من زوجتي الثانیة کذلك، تقدمت بعد وفاتها الی أبیها وطلبت ید أختها فزوجني إیاها ، ألم یکن صهري یعرفني ویعرف خلقي
ودیني ..؟ بل کان یعرف کل صغیرة وکبیرة في بیتي ...؟!!!.
إن هذا المفتري الکذاب جاءنا بعد مرور1400 عام وقد کان یعرف کل صغیرة
وکبیرة عن حیاة سیدنا عثمان رضي الله عنه ، وأما زوجته وأهله التي کانت معه لیل نهار فإنها لم تکن تعرف عنه ما عرفه هذا الدعي الماکر ..؟ كان بمقدور کل شخص أن یضع التفسیر الذي یراه مناسباً حینما زوجتي صهري من ابنته الثانیة بعد وفاة أختها ، فیستطیع الحاسد والعدو أن یقول مثلاً إنه زوجني :
1- لکي یغیض ضرة ابنته ....!!
2 - طمعاً في المال ....!!
3- لانه مجنون لا عقل له ولا یعرف مصلحة ابنته ...!!
یستطیع کل من في قلبه مرض وحسد أن یقول ذلك عني وعن صهري کما یشاء أما مع النبي صلی الله علیه وسلم فالأمر یختلف تماماً ، لان من يقول مثل ذلك فلا نأمن عليه الکفر ...؟!!!
انا علی یقین ان الشیعة تعرف ذلك جیداً وتفهمه...!!!.
لذلك فإن المؤلف یقول : إنه لم یزوجه ابنته الا لمصلحة رآها ..!!!
قلت: لو کان الأمر کما تقول لکان تزویجة بواحدة کافٍ في تحقیق تلك المصلحة
ثم ما هي تلك المصلحة العظیمة للدین التي کان یرتجیها من عثمان وهو لم یکن رضي الله عنه في قبیلته بتلك المنزلة التي یتصورها المؤلف ..!
ثم إن بنت کبیر القبیلة التي ینتسب الیها عثمان کانت زوجة رسول الله صلی الله علیه وسلم ، نعم الم تکن أم حبیبة بنت أبي سفیان أم المؤمنین وزوجة رسول رب العالمین ..؟
قال لي صهري ذات یوم : إني زوجتك بنتي الثانیة لأنك رجل طیب...!!!. إني علی یقین ان رسول الله صلی الله علیه وسلم لم یزوج عثمان من ابنته الثانیة إلا للسبب نفسه ....؟!!!!.
أیها الدعي المخذول : إنك بإهانتك وذمك لأصحاب النبي صلی الله علیه وسلم إنما تطعن بالنبي نفسه ولکن لا تصرح بذلك ولا تملك الجرأة الکافیة حتی تقول ذلك
ولکنك تعلم ویعلم كل عدو لدین الله تعالی أن ضرب الاسلام وهدمه والتشکتیك به من الداخل اسهل وأسلم ..؟!!!.
الإدعاء الثامن والستون بعد المائة وقوله : ولاشك أن عثمان خالف طريقة أبي بكر وناقض سيرة عمر أيضا ، وكان هو قد عاهد على أن يسلك سبيلهما . ذكر المسعودي في مروج الذهب ، ج1 ، في ذكره سيرة عثمان وأخباره ، فقال بالمناسبة : إن الخليفة عمر مع ولده عبدالله ذهبا إلى حج بيت الله الحرام ، فلما رجع إلى المدينة كان ما صرفه في سفره ستة عشر دينارا ، فقال لابنه: ولدي لقد أسرفنا في سفرنا هذا، فقايسوا بين تبذير عثمان لأموال المسلمين وكلام عمر بن الخطاب ، وشاهدوا كم الفرق بينهما؟!
ردنا عليه :
قلت: نعم !! یثني المؤلف علی عمر ویمدحه ولکنه لغرض دنيء وحقير في نفسه...!!! إنه الطعن والذم لعثمان رضي الله عنه ..؟ وأما عندما یرید أن یذم عمر ویجرحه فإنه ینسی ما قاله هنا تماماً..؟!! ما الدعي الی ذم هذا الصحابي الجلیل به؟ قال لك : إنه کان متعطشاً الی الإمارة والرئاسة ..؟ ما هي الدوافع التي کانت تدفعه الی ذلك ..؟ هل لأنه کان یرید أن ینفق ستة عشر دیناراً و حجّه ؟ بلی ، إنك ایها المؤلف الدعي حینما ترید أن تذم صحابیاً من الصحابة وتطعن به فإنك حینها تدس رأسك في التراب کما یدس الحجل رأسه في التلج ولا تعرف حینئذ أو تنتبه الی موضع جلوسك ..؟ انا اعرف إن عمر لیس بأحسن حال عندکم من عثمان....!! قل لنا أیها المؤلف : هل اثنی الله تعالی علی فرعون یوماً لیجعل ذلك تمهیداً
وسبیلا لذم قارون ولعنه ....؟
الإدعاء التاسع والستون بعد المائة وقوله :
توليته بني أمية
إن عثمان مكن فساق بني أمية وفجارهم من بلاد المسلمين ، وسلطهم على رقاب المؤمنين وأموالهم ، فاتخذوا أموال الله دولا ، وعباده خولا ، وسعوا في الأرض فسادا ، منهم : عمه الحكم بن أبي العاص وابنه مروان ، وهما ـ كما نجد في التاريخ ـ طريدا رسول الله (ص) وقد لعنهما ونفاهما من المدينة إلى الطائف .
ردنا عليه :
قلت: إن سیدنا عمر هو الذي عیّن معاویة رضي الله عنه والیاً علی الشام ولم یکن عثمان هو الذي عینه...!!! کما ان محمداً صلی الله علیه وسلم قد بوأه مکانة
ومنزلة واعطاه وظیفة هي أجلّ من ذلك بکثیر إنه کان أحد کتاب الوحي بین یدي الرسول صلی الله علیه وسلم لفترة من الفترات .
الادعاء السبعون بعد المائة وقوله : الحافظ : ما هو دليلكم على نفي هذين بالخصوص ؟ قلت : دليلنا على لعنهما من جهتين ، جهة عامة ، وجهة خاصة . أما الجهة العامة : فهما غصنان من الشجرة الملعونة في القرآن ، بقوله تعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الرّؤْيَا الّتِي أَرَيْنَاكَ إِلّا فِتْنَةً لّلنّاسِ وَالشّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ...) وقد فسرها أعلام المفسرين وكبار المحدثين ، ببني أمية منهم : الطبري والقرطبي والنيسابوري والسيوطي والشوكاني والآلوسي ، وابن أبي حاتم والخطيب البغدادي وابن مردويه والحاكم المقريزي والبيهقي وغيرهم ، فقد رووا في تفسير الآية الكريمة عن ابن عباس أنه قال الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو أمية ، فإن رسول الله (ص) رأى فيما يراه النائم أن عددا من القردة تنزو على منبره وتدخل محرابه ، فلما استيقظ من نومه نزل عليه جبرئيل وأخبره : أن القردة التي رأيتها في رؤياك إنما هي بنو أمية ، وهم يغصبون الخلافة والمحراب والمنبر طيلة.
ردنا عليه :
قال المؤلف: ان علماءکم ذکروا ان نزول هذه الآیة کان في بني أمیة ، قال تعالی: « وما جعلنا الرؤیا التي أریناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما یزیدهم الا طغیانا کبیراً » الاسراء / 60. قال : المراد من الشجرة الملعونة بنو أمیة....!!!. قلت: کذبت .
إن العلماء بینوا ان المراد بهذه الشجرة هي شجرة الزقوم التي ورد ذکرها في کتاب الله تعالی من سورة الصافات قال تعالی: « إذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم» الصافات/62 .
« إنا جعلناها فتنة للظالمین إنها شجرة تخرج في أصل الجحیم طلعها کأنه رؤوس الشیاطین فإنهم لآکلون منها فمالؤون منها البطون» الصفات/63 66 .
إذاً، فمعنی الآیة واضح بحمد الله تعالی ، وما ذکرته لا نعرفه من تفسیر أهل السنة والجماعة فلو کان لقولك حقیقة وان بني أمیة قد لعنوا في القرآن فما الضیر أن یذکر الله تعالی ذلك في القرآن ولعنهم کما لعن عادٍ وثمود وابا لهب...؟!!!.
ام تقول: إن الله أبهم ذلك وترکه لي حتی أبنیه انا للناس بنفسي ..؟!! أما ما ذکرته من تفسیر ابن عباس لهذه الآیة فهو غیر معتبر لدینا ، فأنت أیها الماکر الخبیث انما تعتمد في تأویلك للآیات علی کل قولٍ ضعیف مردود هالك مثلك ...؟!!
الإدعاء الحادي السبعون بعد المائة وقوله : وروى ابن حجر أيضا ، والحلبي في السيرة الحلبية 1/337 ، والبلاذري في أنساب الأشراف 5/126 ، والحافظ سليمان الحنفي في "ينابيع المودة" والحاكم في المستدرك 4/481 ، والدميري في حياة الحيوان 2/299 وابن عساكر في تاريخه ، ومحب الدين الطبري في " ذخائر العقبى" وغير هؤلاء كلهم رووا عن عمر بن مرة الجهني : أن الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي (ص) فعرف صوته ، فقال : ائذنوا له عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه ، إلا المؤمن منهم وقليل ما هم . ونقل الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير ، في ذيل الآية : ( والشجرة الملعونة ) أن عائشة كانت تقول لمروان: لعن الله أباك وأنت في صلبه ، فأنت بعض من لعنه الله ! والمسعودي في مروج الذهب 1/435 يقول : مروان بن الحكم طريد رسول الله (ص) الذي أخرجه النبي (ص) ونفاه من المدينة . إن أبا بكر وعمر لم يأذنا له بالرجوع إلى المدينة ، ولكن عثمان خالف النبي والشيخين ، فأجاز مروان بالإقامة في المدينة ، وزوجه ابنته أم أبان ، ومنحه الأموال ، وفسح له المجال حتى أصبح صاحب الكلمة النافذة في الدولة وقال ابن أبي الحديد ـ نقلا عن بعض أعلام عصره ـ عن عثمان سلم عنانه إلى مروان يصرفه كيف شاء ، الخلافة له في المعنى ولعثمان في الاسم .
النواب : من كان الحكم بن أبي العاص ؟
ولماذا لعنه النبي (ص) ونفاه من المدينة ؟
قلت : هو عم الخليفة عثمان ، وقد ذكر الطبري وابن الأثير في التاريخ والبلاذري في أنساب الأشراف 5/17 : ان الحكم بن أبي العاص كان في الجاهلية جارا لرسول الله (ص) وكان كثيرا ما يؤذي النبي (ص) في مكة ، ثم جاء إلى المدينة بعد عام الفتح ، وأسلم في الظاهر ، ولكنه كان يسعى لأن يحقر النبي (ص) ويحاول أن يحط من شأنه بين الناس . وكان يمشي خلف النبي (ص) ويبدي من نفسه حركات وإشارات يستهزئ بها برسول الله (ص) ويجرئ على السخرية منه (ص).
فدعا عليه رسول الله (ص) أن يبقى على الحالة التي كان عليها ، فبقي على حالة غريبة تشبه الجنون ، وصار الناس يستهزئون به ويسخرون منه . فذهب يوما إلى بيت النبي (ص) ، ولا أعلم ما صدر منه ، إلا أن النبي (ص) خرج وقال : لا يشفع أحدكم للحكم ! ثم أمر (ص) بنفيه مع أولاده وعياله ، فأخرجه المسلمون من المدينة ، فأقام في الطائف . ولما ولي أبو بكر الخلافة شفع له عثمان عند الخليفة ليأذن له بالرجوع إلى المدينة ، ولكنه رفض ، وبعده شفع له عثمان عند عمر ، فرفض ، وقتلا : هو طريد رسول الله (ص) فلا نعيده ولا نأذن له أن يقيم في المدينة . فلما أمر إليه وأصبح هو الخليفة بعد عمر ، أعاد الحكم مع أولاده إلى المدينة وأحسن إليهم كثيرا ولم يعبأ بمخالفة الصحابة واعتراض المؤمنين ، بل منحهم أموال بيت المال ، ونصب مروان بن الحكم وزيرا واتخذه مشيرا ، فجمع حوله أشرار بني أمية وأسند إليهم الأمور والولايات.
ردنا عليه :
قلت: لابد أن نفضح هذا الرجل ونبدي کذبه حتی یحذره کل مسلم ، فلو کان لما تقوله حق أو حقیقة فهل لك أن تقل لنا : لمه فعل ذلك ابن إبو العاص ولو أنه کان منافقاً فما الداعي أو السبب الذي يجعله یستهزيء برسول الله صلی الله علیه وسلم بالتلمیح والاشارة دوالتصریح ...؟ إن الله تعالی بین لنا وأخبرنا في القرآن الکریم عن صفات المنافقین قال تعالی:« إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله » المنافقون/ 1.
فالمنافقون إذاً لم یکونوا مثل غبائك وسذاجتك، إنهم یعرفون جیداً کیف یظهرون أمام عدوهم بالمظهر اللائق، فتبین لك کذب ما تدعیه فإنه من المحال أن یضطر أو يلجأ منافق الی الاستهزاء برسول الله صلی الله علیه وسلم ولمزه في ظهره.
أما الدلیل الآخر فهل لك أن تجیبنا يا أعجوبة زمانك : عندما استهزء ابوالعاص برسول الله صلی الله علیه وسلم فهل کان النبي صلی الله علیه وسلم ساعتئذ لوحده، أم کان معه الصحابة رضي الله عنهم ..؟
فإذا قلت : بل لم یکن النبي صلی الله علیه وسلم وحده ..؟ قلت: هل یجرأ أحد مثل ابن أبي العاص علی الاستهزاء ولو بالاشارة وعمر في ذلك المجلس ..؟.
ثم یقول: إن عثمان شفع لعمه ابن أبي العاص علی عهد ابي بکر وعمر فلم یشفعوا له ولم یسمحوا له بدخول المدینة وقالوا: کیف ندخل من أبعده النبي صلی الله علیه وسلم ..؟ ولکن عندما تولی عثمان الخلافة أرجعه الی المدینة وأکرمه وأنفق علیه وقد اعترض الصحابة علی ذلك فلم یلتفت الیهم ..!!
قلت: ها أنت تفضح نفسك وتعترف بکذبك ، فاذا کان الصحابة رضي الله عنهم لم یرضوا عمل عثمان ولأنه أرجع شخصاً أمر النبي صلی الله علیه وسلم بطرده من المدینة ، فکیف اذاً تقول قبل ذلك إنه کان یستهزأ برسول الله صلی الله علیه وسلم والصحابة یومئذ کثیر، ام کیف تدعي أن عمر یتجرأ علی حرمة رسول الله صلی الله صلی الله علیه وسلم وینتهکها ویضرب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفلذة کبده وبضعته ..؟!! یاللـــــــــــــــــــــــــه ........... ما أکذبك . ألأ .. أخزاك الله يا ابن الأبعدين .
الإدعاء الثاني والسبعون بعد المائة وقوله :
فجور واليه في الكوفة
فولى على الكوفة الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وهو أخو عثمان لأمه ، وأسمها أروى ، وقد صرح النبي (ص) أنه من أهل النار ! كما في رواية المسعودي في مروج الذهب ، ج1 ، في أخبار عثمان ، وكان فاسقا متجاهرا بالشرور ، ومتظاهرا بالفجور : وذكر أبو الفداء في تاريخه ، والمسعودي في مروج الذهب وأبو الفرج في الأغاني 4/178 ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء : 104 ، الإمام أحمد في المسند 1/144 ، والطبري في تاريخه 5/60 ، والبيهقي في سننه 8/318 ، وابن الأثير في أسد الغابة 5/91 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 3/18 ط. دار احياء التراث العربي .
هؤلاء وغيرهم من أعلام السنة ذكروا : أن الوليد بن عقبة ـ والي الكوفة من قبل عثمان ـ شرب الخمر ودخل المحراب سكرانا وصلى الصبح بالناس أربع ركعات وقال لهم : إن شئتم أزيدكم !! وبعضهم ذكر بأنه تقيأ في المحراب ، فشم الناس منه رائحة الخمر ، فأخرجوا من إصبعه خاتمه ولم يشعر بذلك ، فشكوه إلى عثمان ، فهدد الشهود وأبى أن يجري الحد عليه ، فضغط عليه الإمام علي (ع) والزبير وعائشة وغيرهم من الصحابة ، حتى اضطر إلى ذلك ، فعزله وأرسل سعيد بن العاص مكانه ، وهو لا يقل عن ذاك في الخمر والمجون والفسق والفجور .
ردنا عليه :
قلت: أولاً : آن المسعودي رجل معتزلي لا عبرة لقوله.
ثانیاً: إن عصی والیا من الولاة فما ذنب الخلیفة ..؟ إن رسول الله صلی الله علیه وسلم عین أحد الرجال لجبي الزکاة وکان یدعی ولیداً فذهب الی بني المصطلق لجمع زکاتهم ، ولکنه جاء الی النبي صلی الله علیه وسلم وقال له: إن امتنعوا عن اداء الزکاة ..؟! وکان في حقیقة الأمر کاذبا فأنزل الله فیه قوله تعالی : « یا ایها الذین آمنوا إن جاءکم فاسق بنبأ فتبینوا ان تصیبوا قومآ » الآیة - الحجرات / 6.
فهذا الرجل کان فاسقاً بنص القرآن الکریم فهل یلام النبي صلی الله علیه وسلم لانه أرسله – ماشاءلله- إن هذا الرجل لشدة عداوته للصاحبة رضي الله عنهم أصبح لا یری للحقیقة عیناً ولا أثرا ؟!! إنه أصبح يغمض عینيه عن رؤیة الحق وأخرس لسانه عن النطق به کذلك ، فهو لا یقر بأن عثمان عندما شکا الناس الیه الولید عزله وأقام علیه الحد مع أن الذین شهدوا بذلك هم اثنان فقط ،ألیس ذلك یعد من محاسن عثمان وفضائله ..؟ یعزل شخصاً من اسرته ویخرجه من وظیفته ثم یقیم علیه الحد الشرعي الذي أمر الله به ، فماذا تریدون بعد ذلك ان یفعله ؟ لو انکم اعترضتم وقلتم: کیف یولیه عثمان وقد اعتبره القرآن فاسقاً ؟ لقلنا: ان الفسق معصیة وقد یتوب العبد من معصیته وفسقه ویقبل الله عزجل توبة التائب مالم یغرغر ، وهذا الشخص قد تاب، کما أن له من الدربة والمهارة والقدرة علی تسیير الأمور ما لا یدانیه أحد من أترابه فأراد عثمان أن یستفید منه لخدمة الاسلام ، مع ذلك فلو أن عثمان رضي الله عنه قد أخطأ في ذلك فهو إنسان یصیب ویخطأ ونحن لم نقل بعصمته رضي الله عنه وأرضاه...؟!!!.
ثم لماذا أیها المخادع المراوغ تذکر مساويء هذا الرجل وتغمض عینك عن محاسنه وجهاده وسابقته وهجرته وبذله وغناءه في الاسلام ؟؟
ذکر ذات یوم حبیب بن سلمة عند أحد العلماء وما قام به من فتوحات وجهاد ، فقال لهم: لو رأیتم جهاد الولید بن عقبه وبلاءه فماذا أنتم قائلون ..؟!!!. هلا سألت نفسك یوما ..ً؟ لماذا ولی عليّ زیاد بن أبیه علی ایران ومکنه من السلطة فأصبح هو الحاکم علی الناس وأموالهم ..؟ زیاد بن أبیه ینسی ذلك کله لیکون من بعد أحد ولاة معاویة رضي الله عنه ...!!! لا اعتراض لنا علی ذلك ولکنك هل سألت نفسك یوماً هل أصاب إمامك في ذك ام أخطأ ...؟!! مالك لا تعترض أو تبدي ضجرك وانزعاجك أم تراك عند الحق شیطاناً أخرس ...؟!!.
علینا أن نعلم جمیعاً ، ان الخلفاء رضي الله عنهم کانوا إذا علموا من الشخص صلاحاً وقدرة علی سیاسة الامور وإدارتها ولوه وأمروه ، فإذا رأوا منه ما یریب عزلوه وأخرجوا فلا تثریب علیهم إذاً وسواءاً کان ذلك علي ام عثمان الکل عند الحق سواء ، والله اعلم .
ثم قال المؤلف: إن عثمان ولّی معاویة علی الشام . قلت: مما لا یشك فیه أحد
ویعرفه کل من له المام بالتاریخ الاسلامي وفتوحاته إن معاویة إنما تولی ذلك بعد وفاة أخیه یزيد بن ابي سفیان رضي الله عنه وهذا الأخیر کان أحد القادة الابطال والفاتحین الذین أعز الله بهم الاسلام والمسلمین وهو رابع أربعة بعد ابي عبیده وشرحبیل بن حسنة وعمرو بن العاص وخالد کذلك فهو خامس الخمسة رضي الله عنهم أجمعین وبعد وفاة يزید بن ابي سفیان ولی عمر معاویة علی الشام فکان صاحب دربة ودرایة ومعرفة بالشام وأهلها فوجد الخلیفة الثاني عمربن الخطاب رضي الله عنه أن انسب رجل لهذه الوظیفة هو معاویة رضي الله عنه فعینه لذلك والکل یشهد ان لمعاویة ید بیضاء في الإسلام ، وسيرته تشهد بذلك رضي الله عنه الا ما کان منه حیث قائل علیاً رضي الله عنه فإنه لم یکن في ذلك مصیباً رضي الله عنه.
والآن علیکم أن تعوا هذا جیداً وتفهموه : إن عثمان رضي الله عنه لم یکن کما تظنون ولو لم یکن ذا کفاءة وصلاح ودین لم یزوجه رسول الله صلی الله علیه وسلم بابنتيه رضي الله عنه مع أن علیاً لم یتزوج الا فاطمة رضي الله عنها، والآن لا بأس إن رفعتم عقیرتکم الی السماء ونادیتم بأعلی أصواتکم فإنکم لن تستطیعوا أن تغیروا من الحقیقة شیئاً .
الادعاء الثالث والسبعون بعد المائة وقوله : إن من أهم أسباب الثورة على عثمان ، سيرته
المخالفة لسير النبي (ص) وسيرة الشيخين ، فلو كان يسعى ليغير سيرته الخاطئة ويصلح
الأمور ويعمل بنصيحة الناصحين ، أمثال الامام علي (ع) وابن عباس ، لكان الناس يهدؤون
والمياه ترجع إلى مجاريها الطبيعية ، ولكنه اغتر بكلام حاشيته وحزبه من بني أمية حتى قتل ،
وقد كان عمر بن الخطاب تنبأ بذلك ، لأنه عثمان مدة طويلة ، وعرف أخلاقه وسلوكه كما يقول
ابن أبي الحديد في شرح النهج 1/186 ط. دار احياء التراث العربي قال : في قصة الشورى ...
فقال عمر : أفلا أخبركم عن أنفسكم ............ ثم أقبل على عثمان ، فقال : هيها إليك ! كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها إياك ، فحملت بني أمية وبني أبي معيط على رقاب الناس ، وآثرتهم بالفيء ، فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا .... إلى آخره
ردنا عليه :
قلت: إن کان حقا ماً تقول حیث جعلت ابن ابي الحدید من أهل السنة و نسبته الیهم، فلا غرابة إن قلنا لك أیها الأفاك الأثیم إنك من أهل السنة کذلك ....؟!!!
الادعاء الرابع والسبعون بعد المائة وقوله : وخلاصة ذلك : أن عثمان أحدث أحداثا مشهورة نقمها الناس عليه ، من تأمير بني أمية ، ولا سيما الفساق منهم وأرباب السفه وقلة الدين وإخراج مال الفيء إليهم .
ردنا عليه :
إن الأمر لم یکن کذلك ، وإنما قتل أمیر المؤمنین غدراً وخیانة ، وعندما أراد المسلمون الأخذ بالثأر من القتلة والمجرمین إضطر قاتلوا عثمان رضي الله عنه أن یستخفوا ویقفوا وراء شخصیة مهمة مثل علي رضي الله عنه ، ولکن علیاً لم یجعلهم یذوقوا حلاوة النصر بخیانتهم وغدرهم وصمم رضي الله عنه علی أخذ القصاص منهم ولکن حدث ما حدث وکل شيء بقدر ، وعلی کل حال فإن هؤلاء المجرمین لم یکونوا بالعدد والعدة التي تتصورها ، فإنك لو کنت صادقاً فلماذا اذا لم یستطیعوا أن یطیحوا بعامله معاوية في الشام کما أطاحوا بالخلیفة نفسه ...؟!! إنهم جملة من الأشرار اجتمعوا في المدینة ولولا نهي عثمان رضي الله عنه لکان قتلهم وتصفیتهم أهون من قتل الذبابة ولکنه نهي المسلمین أن يسفكوا قطرة دم واحدة لمسلم بسببه رضي الله عنه .
الإدعاء الخامس والسبعون بعد المائة وقوله : ومن أسباب ثورة المسلمين على عثمان وقتله إيذاؤه بعض الصحابة المقربين إلى رسول الله (ص) والمكرمين لديه .
ردنا عليه :
قلت: لم یکن عثمان رضي الله عنه شیعیاً مثلکم لکي يؤذي أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ، إن من آذی رسول الله في أصحابه هو أنتم لا غیر ، عجباً
لوقاحتکم وخسة أصلکم ...!! کل ذلك ثم تدعي الشیعة وعلى لسان أفاك دعي من أدعيائها أنهم یدافعون عن الصحابة رضي الله عنهم ..؟!!
الإدعاء السادس والسبعون بعد المائة وقوله : وذكر المؤرخون : أن عثمان لما أراد أن يجمع
المصاحف أمر بأخذ النسخ الموجودة عند الأصحاب ، ومنها النسخة التي كانت عند عبد الله بن
مسعود ، اذ كان من كتاب الوحي ومحل ثقة النبي (ص) ، ولكن ابن مسعود أبا أن يعطيه نسخته
فذهب عثمان بنفسه إلى بيت ابن مسعود وأخذ نسخته قهرا ، فلما سمع ابن مسعود أن نسخته
أحرقت مع سائر النسخ ، حزن حزنا شديدا وكان حينذاك بالكوفة ، فبدأ يطعن في عثمان
ويكشف الستار عن أعماله المخالفة لسنة النبي والقرآن وسيرة الشيخين . وكان الجواسيس
يخبرون الوليد بن عقبة والي الكوفة ، فكتب فيه الوليد إلى عثمان ، فأمره أن يبعثه إلى المدينة
وقال ابن أبى الحديد في شرح النهج 3/43 ـ عن الواقدي وغيره : أن ابن مسعود دخل المدينة
ليلة جمعة ، فلما علم عثمان بدخوله قال : أيها الناس إنه قد طرقكم الليلة دويبة ، من تمشي
على طعامه يقيء و يسلح .
فقال ابن مسعود: لست بدويبة، و لكنني صاحب رسول الله( ص) يوم بدر، و صاحبه يوم أحد
و صاحبه يوم بيعة الرضوان ، و صاحبه يوم الخندق ، و صاحبه يوم حنين .
و صاحت عائشة : يا عثمان ! أ تقول هذا لصاحب رسول الله ( ص ) ؟!
فقال عثمان : اسكتي ، ثم قال لعبد الله بن زمعة بن الأسود : أخرجه إخراجا عنيفا !
فأخذه ابن زمعة ، فاحتمله حتى جاء به باب المسجد ، فضرب به الأرض ، فكسر ضلعا من
أضلاعه ، فقال ابن مسعود : قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان . وقال ابن أبى الحديد في صفحة 44 : وقد روى محمد بن اسحاق عن محمد بن كعب القرظي : أن عثمان ضرب إبن مسعود أربعين سوطا ، لأنه قام بتجهيز أبي ذر الغفاري ودفنه .
ردنا عليه :
قلت: إن القائل لذلك هو ابن ابي الحدید ، کأنهم لم یرضوا ویصدقوا بالقرآن کذلك ، إنه إنما یذکر هذه الحکایة حتی یوقع الشك والشبه في القلوب، والا ماذا یعني بقوله: إن عثمان أحرق مصحف عبدالله بن مسعود مع اعتراضه علیه ورفضه لذلك ..؟ هل کان مع ابن مسعود قرآناً ووحیاً غیر الذي أنزل علی عبده محمد صلی الله علیه وسلم ...؟!!
والآن أجبني ووضح لي وأفدني : لماذا أخفی عبدالله بن مسعود تلك الاحادیث کما تدعي ....؟ ما سبب ذلك ...؟ لماذا لم یرو تلك الأحادیث من قبل ...؟ لماذا لم یروها الا عندما آذاه عثمان ونال منه ..؟ هل حقاً إنکم تحبون هذا الصحابي الذي تزعمون وتدعون أنه کتم العلم وأخفی حدیث النبي صلی الله علیه وسلم وهدیه وسنته ..؟ هل أنتم صادقون في محبتکم له ...؟ إن المستفید الأول من تلك الاحادیث هم الشیعة حیث إنهم جعلوا من أنفسهم مطایا للشیطان وإمعات یتبعون کل ناعق فعطلوا عقولهم وجعلوها في إجازة دائمة لا تعرف خیراً ولا تنکرُ منکرا مثلهم کمثل الأعمی الذي لا یهتدي الی طریق فیسلکه ، هلا نظرتم قلیلاً الی هذا التخبط والتناقض الذي أوقعتم أنفسکم فیه فأهلکتم أنفسكم وأضحكتم القاصي والداني علیکم ...؟!!!.
الإدعاء السابع والسبعون بعد المائة وقوله : ومن أعمال عثمان الثابتة عليه ، ولم ينكره أحد
من المؤرخين ، وهو خلاف العدل والرحمة ، وظلم ظاهر ، لم يرض به المؤمنون ، ولو كان أبو
بكر وعمر حيين لأنكرا عليه وانتقما منه :
ضربه وإيذاؤه عمار بن ياسر ، الصحابي الجليل الذي قال فيه رسول الله (ص)) : " عمار ملئ
إيمانا من قرنه إلى قدميه ) " . وشهد له ولأبويه بالجنة ، بل قال (ص) : إن الجنة إليه .
وكان السبب في ضربه أمورا ، منها كما نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج 3/50 قال : وروى
آخرون أنّ السبب في ذلك أنّ عثمان مرّ بقبر جديد ، فسأل عنه ، فقيل : عبد اللّه بن مسعود
فغضب على عمّار لكتمانه إيّاه موته ، إذ كان المتولّي للصلاة عليه والقيام بشأنه ، فعندها وطئ
عثمان عمّارا حتى أصابه الفتق .
ردنا عليه :
قلت: کل ما ذکرته کذب لا یعتمد علیه ولا یعول علی ما فیه ، یکفینا دلیلاً لرده أن من رواه هو ابن ابي الحدید استاذك وإمامك ..؟!
الإدعاءالثامن والسبعون بعد المائة وقوله: ومن أسباب ثورة المسلمين على عثمان ، إيذاؤه أبا ذر ونفيه إلى الشام ، لكن أبا ذر لم يسكت ، بل كان يتكلم في مظالم عثمان ومآثم معاوية بن أبي سفيان ، عامله على الشام ، فكتب معاوية إلى عثمان يخبره عن كلام أبي ذر ، فطلبه عثمان واسترده إلى المدينة ، فلما وصل إليها ، نفاه إلى الربذة مع عياله ، فبقي هناك حتى وافاه الأجل فمات مقهورامغلوبا على أمره ، وخلف ابنته الوحيدة فريدة من غير والٍ وحام في ذلك المكان الموحش . وذكر إساءة عثمان وإيذاؤه لأبي ذر ، صحابي رسول الله كثير من أعلامكم ، منهم : ابن سعد في طبقاته 4/168 ، والبخاري في صحيحه في كتاب الزكاة . وابن أبي الحديد في شرح النهج 3/54 ـ 58 ، واليعقوبي في تاريخه 2/148 ، والمسعودي في مروج الذهب 1/438 ، وغيرهم من المؤرخين فقد ذكروا تفصيل معاملة عثمان السيئة ، وكذلك عماله المجرمين وإساءتهم لأبي ذر الطيب الصادق ، صاحب رسول الله (ص)
ردنا عليه :
لا شك أن هناك اختلاف وقع بین أبي ذر وعثمان رضي الله عنهم ولم یکن ابو ذر رضي الله عنه علی الصواب في ذلك ، لأنه کان یری أنه لا یجوز لأحد أن یکنز الذهب والفضة ویدخرها فوق حاجتة ولو أدی زکاته ، وهذا بطبیعة الحال أمر مخالف لما علیه السلف رضي الله عنهم من الصحابة ، وهذا الرأي لم یعد أن یکون رأیا إرتآه أبو ذر رضي الله عنه ، ثم إنه آثر العزلة فذهب الی الربذه حتی وافاه الأجل رضي الله عنه .
الإعاء التاسع والسبعون بعد المائة وقوله : وكيف نسي عثمان منزلة أبي ذر ورتبته السامية عند رسول الله (ص) ؟ وكيف نسي حديث النبي (ص) في حقه حين أعلم المسلمين فقال (ص) : إن الله أمرني بحب أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم . قالوا : يا رسول الله ! ومن هم ؟ قال (ص) : علي منهم ـ ثلاثا ـ ثم قال : وأبو ذر ومقداد وسلمان . ذكر هذا الحديث من أعلامكم ، منهم : الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 1/172 ، وابن ماجة في السنن 1/66 ، والحافظ سليمان القندوزي في ينابيع المودة : الباب 59 ، وابن حجر المكي في الصواعق المحرقة " الحديث الخامس من الأربعين حديثا في فضل الامام علي (ع) عن الترمذي والحاكم ، وابن حجر العسقلاني في الاصابة 3/455 ، والترمذي في صحيحه 2/213 وابن عبد البر في الاستيعاب 2/557 ، والحاكم في المستدرك 3/130 ، والسيوطي في " الجامع الصغير " وغير هؤلاء من علماؤكم الموثوقين لديكم . فهل النبي (ص) يعذر عثمان ؟! هل يعذره في تلك المعاملات السيئة التي عامل بها حبيبه وصاحبه أبا ذر الذي أمره الله تعالى بحبه...؟! هل هذه الأعمال البربرية ، تصدر من ذي رحمة ورأفة ، أم ذي صلابة وقسوة ؟!! الحافظ : إنما لاقى أبو ذر عقاب أعماله ! لأنه كان في الشام يدعو الناس لعلي كرم الله وجهه ، وكان يقول علانية : بأني سمعت رسول الله (ص) يقول : " علي خليفتي فيكم " فكان يعرض بعثمان والشيخين ، بأنهم غصبوا الخلافة من علي بن أبي طالب ، فكان بهذه الكلمات يوقع الخلاف بين المسلمين في الشام ، فيشتت آراءهم بعد أن كانوا على رأي واحد ، والخليفة المسؤول على حفظ الدين ووحدة الكلمة واتحاد المسلمين ، ولم يكن بد لعثمان من طلب إرجاعه إلى المدينة ، ليجعله تحت نظره ويراقب أمره .
ردنا عليه :
ذکر المؤلف هذهِ الروایة: ان رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : أمرني الله أن أحبّ أربعة :
( علي وأبوذر والمقداد وسلمان ) ثم هو یقول بعد ذلك : هکذا قال السني .....؟!
قلت: کأن هذا المأبون الدعر یستخف بأبي ذر رضي الله عنه ثم یلقي بذلك وينسبه الی السني.؟! وقد علم الجمیع إن السني لا ولن یستخف أو یسخر بأحدِ من الصحابة رضي الله عنهم
وها هو یأتینا بآبدة من أوابده لیقول وعلی لسان السني : أن اباذر کان یقول : ان عثمان قد اغتصب الخلافة ثم یضیف وعلی لسان السني البرئ متسائلاً : کیف لنا أن نعلم أن اباذر کان صادقاً في حدیثه وأنه كان یقول الحق ؟ ام تراه کان یضع الحدیث علی رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟!!! وهذا قوله بالحرف : الحافظ : من أين نعرف أن أبا ذر كان صادقا ، وبالحق ناطقا فنحن نقول : إنه كان يجعل الأحاديث على لسان رسول الله (ص) : كما أنتم تقولون في أبي هريرة !
قلت : هذا تلفیق منك وافتراء لا نشك فیه ، إنك کذبت في قولك وادعائك ثم نسبت ذلك الی السني المزعوم ، وقد علمت إن السنة لا یقولون ذلك ولا یقرون به ، لانهم یرون أن الصحابة رضي الله عنهم کلهم عدول ولیس فیهم مجروح أو مطعون في عدالته فهم لا یقولون عن رسول الله صلی الله علیه وسلم الا حقا ولا ینقلون عنه الا صدقاً ، فکیف تنسب هذا القول الی السني ثم تتبجح بکل وقاحة وتقول ان السني یقول : ومن أین لنا أن نعلم ان اباذر لم یکن یکذب علی رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟ عجبا لدغشك ودعارتك .؟!!! ثم إن کان هذا السني الخرافي قد قال ذلك ، فما المشکلة إذاً ..؟ وما الداعي الی هذا النقاش العریض ..؟ من أمرك بهذا أو أناط بك الواجب ..؟ إنه بهذا صنوك وربیبك شیعي محترق مثلك ..؟ سببت الصحابه فسبهم وطعنت بهم فطعن بهم ، فما الفرق بین ذمك لأبي ذر أو أبي هریرة رضي الله عنهم ..؟
ثم قال السني الموهوم صنو الؤلف وأخیه : أن اباذر ذهب الی الربذة ، قلت: هذا صحیح ، وما الغرابة في ذلك ان کان قد اختار ذلك لنفسه ؟ ثم نقل هذا الدعي الداعر حدیثاً عن ابن ابي الحدید واتهم فیه النبي صلی الله علیه وسلم علی لسان ابي ذر قال فیه: وكنموذج ، انقل هذا الخبر الذي رواه الامام أحمد في المسند 5/156 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 3/57 ، قال : روى الواقدي عن مالك بن أبي الرجال ، عن موسى بن ميسرة : أن أبا الأسود الدؤلي قال : كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه ، فنزلت الربذة ، فقلت له : أ لا تخبرني ؟ أ خرجت من المدينة طائعا أم أخرجت مكرها ؟
فقال : كنت في ثغر من ثغور المسلمين ، أغني عنهم ، فأخرجت إلى مدينة الرسول (ص) فقلت: أصحابي و دار هجرتي ، فأخرجت منها إلى ما ترى !
ثم قال : بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد ، إذ مر بي رسول الله ( ص ) فضربني برجله و قال: لا أراك نائما في المسجد !
فقلت : بأبي أنت و أمي ! غلبتني عيني فنمت فيه .
فقال : كيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟! فقلت : إذن ألحق بالشام ، فإنها أرض مقدسة ، و أرض بقية الإسلام ، و أرض الجهاد . فقال : فكيف تصنع إذا أخرجت منها ؟! فقلت : أرجع إلى المسجد . قال : فكيف تصنع إذا أخرجوك منه ؟! قلت : آخذ سيفي فأضرب به .
فقال ( ص) : أ لا أدلك على خير من ذلك ، انسق معهم حيث ساقوك ، و تسمع و تطيع ، فسمعت و أطعت ، و أنا أسمع و أطيع ، و الله ليلقين الله عثمان و هو آثم في جنبي .
قلت: ان جمیع هذهِ الاقوال انما نقلها عن ابن ابي الحدید وهي لا تساوي عندنا جناح بعوضة .
الإدعاء الثمانون بعد المائة وقوله : واعتقادنا أن الذي يكون من أجلى مصاديق هذه الجملة هو الإمام علي عليه السلام ، إذ حينما بويع بالخلافة وتسلم الحكم ، عزل كل من ظلم الناس وجار على الضعفاء في حكومة عثمان . فكان علي عليه السلام رحيما بالضعفاء ، طالبا لحقوق المحرومين ، مواسيا للمساكين ، رؤوفا بالفقراء ، عطوفا على الأرامل والأيتام ، فكان يعرف بأبي الأرامل والأيتام ، وصاحب المساكين.
ردنا عليه :
نحن لا ننکر ذلك ونقر به ونعرف من رحمته ورأفقه ما لم تعلمه أنت ولا آباؤك من قبلك ، ولکن لا یعني ذلك أن هذهِ الصفة خاصة بعلي رضي الله عنه ، أو أنها مقتصرة علیه ، قال الله تعالی « رحماء بینهم » ولم یقل سبحانه « وکان عليّ بالمؤمنین رحیما »...!!! فهذه صفة جمیع الؤمنین وخاصة منهم سلف هذهِ الأمه أبر الناس قلوبا وأعمقهم علما صحابة رسول الله صلی الله علیه وسلم .
الإدعاء الحادي والثمانون بعد المائة وقوله : لقد سبق أن ذكرنا عطايا عثمان لأقاربه ورهطه أمثال أبي سفيان والحكم بن أبي العاص وابنه مروان وغيرهم ، فكان يخصص أموال المسلمين من بيت المال بهؤلاء ونظرائهم ، ويمنعها عن أهلها أبي ذر وعبد الله بن مسعود وغيرهما . وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 9/16 : و روى الزبير بن بكار عن الزهري ، قال : لما أتي عمر بجواهر كسرى ، وضع في المسجد فطلعت عليه الشمس فصار كالجمر ، فقال لخازن بيت المال : ويحك ! أرحني من هذا ، واقسمه بين المسلمين ، فإن نفسي تحدثني أنه سيكون في هذا بلاء و فتنة بين الناس .
فقال : يا أمير المؤمنين ، إن قسمته بين المسلمين لم يسعهم و ليس أحد يشتريه ، لأن ثمنه عظيم ، و لكن ندعه إلى قابل ، فعسى الله أن يفتح على المسلمين بمال فيشتريه منهم من يشتريه . قال : ارفعه فأدخله بيت المال . و قتل عمر وهو بحاله ، فأخذه عثمان لما ولي الخلافة فحلى به بناته .. !هذا ، وانظروا إلى الخبر الذي نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج 11/253 ، قال : سأل معاوية عقيلا عن قصة الحديدة المحماة ، قال [ عقيل ] : نعم ، أقويت وأصابتني مخمصة شديدة ، فسألته فلم تند صفاته ، فجمعت صبياني وجئته بهم ، والبؤس والضر ظاهران عليهم ، فقال ائتني عشية لأدفع إليك شيئا ، فجئته يقودني أحد ولدي ، فأمره بالتنحي ، ثم قال : ألا فادنوا ، فأهويت ـ حريصا قد غلبني الجشع ، أظنها صرة ـ فوضعت يدي على حديدة تلتهب نارا، فلما قبضتها نبذتها ، وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره ، فقال لي : ثكلتك أمك ...! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا ، فكيف بك وبي غدا إن سلكنا في سلاسل جهنم ؟! ثم قرأ ( إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُون ) ثم قال : ليس لك عندي فوق حقك الذي فرضه الله لك إلا ما ترى ، فانصرف إلى أهلك . فجعل معاوية يتعجب ، ويقول : هيهات هيهات ! عقمت النساء أن يلدن مثله ! انتهى . فقايسوا بين الاثنين ، واعرفوا الحق في أين !
ردنا عليه :
قلت: قولك هذا - ضغث علی إبالة - لأن عثمان لم یکن یمدّ یده رضي الله عنه علی بیت المال بتاتا ، فکیف یعطي ذلك لأهله وأقاربه ..؟ إن کان الانسان لا یسمح لنفسه أن یأخذ شیئاً من مال المسلمین ولو کان حقا له ، فهل یسمح لغیره بالخیانة والسرقة وأکل المال سحتا وحراما .. ؟ إن ما فعله عثمان رضي الله عنه قد فعله عليّ رضي الله عنه ، فإن کان عثمان قد عین بعض افراد أسرته ولاة وحکاماً علی بعض الامصار فقد جعل علي رضي الله عنه عبدالله بن عباس علی مکة وعبیدالله بن عباس علی غیرها ، کما عین غیرهم علی الأمصار ، ولیس ذاك عیبا أو نقصا فیهم ولا نتخذ ذلك مبرراً للطعن بهم رضي الله عنهم ، فهم أعلم واتقی وأنزه من عرفت الخلیقة بعد نبیها صلی الله علیه وسلم .
ثم إننا لا نعتقد أو نقول : إن کل ما ذکره الطبری وکتبه صحیح کله ، فهو کتب هذا التاریخ بیده فقد یصیب وقد یخطأ ، ولم يکن ذلك وحیا من السماء ، بل حتی هو لم یقل أن کل ما ذکرته صحیح لا خطأ فیه ، بل إنه ذکر في أحد الموضع من کتابه : ان مالك الاشتر سخط یوماً علی علي رضي الله عنه وقال : عبدالله في مکة وعبیدالله في المدینة ، وفلان في کذا......... فلماذا قتلتا ذلك الشیخ العجوز... ویقصد بذلك عثمان رضي الله عنه قال : فذهب الیه عليّ
وترضاه ...!!!.
الإدعاء الثاني والثمانون بعد المائة وقوله : وصفحه عن عائشة ، أعظم من كل عفو وصفح لأنها سببت تجمع الناس الغافلين ، وأغوت الجاهلين ، وقادتهم لقتال أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه السلام ، فهي التي أضرمت نار الحرب وأججت الفتنة ، ومع كل ذلك ، لما اندحر أنصارها ، وانكسر جيشها ، وسقطت من الجمل مغلوبة مقهورة ، أسيرة في أيدي المؤمنين ، أمر الإمام علي عليه السلام أخاها محمد بن أبي بكر أن يأخذها إلى بيت في البصرة ويقوم بخدمتها ويكرمها .
وبعد ذلك هيأ الإمام عليه السلام عشرين امرأة من قبيلة عبد القيس ، وأمرهن بلبس ملابس الرجال والعمائم ، وأن يحملن معهن السيوف والسلاح ويلثمن حتى لا يعرفن ، وأمرهن أن يحطن بأم المؤمنين عائشة ويوصلنها على المدينة المنورة وأرسل خلف النسوة رجالا مسلحين ليراقبوهن من بعيد ويذبوا عنهن عند الحاجة ، فلما وصلت إلى المدينة ونزلت بيتها واستقرت ، اجتمعت زوجات رسول الله (ص) وبعض المؤمنات من أهل المدينة عندها وعاتبنها على خروجها ! فأظهرت الندم ، وشكرت لعلي عليه السلام عفوه وصفحه عنها ومقابلته لها بالرحمة والكرامة ، إلا أنها قالت : ولكن ما كنت أظن أن يبعثني علي بن أبي طالب مع رجال أجانب من البصرة إلى المدينة ، فإنه ما راعى حرمة رسول الله (ص) في حبيبته !! فهنا كشفن المرافقات لها لثامهن وخرجن من زي الرجال إلى ظاهرهن وحقيقتهن ،فخجلت كثيرا وشكرت عليا أكثر من ذي قبل.......!! .
ردنا عليه :
قلت :
وإن امرأً یأثو بسادة قومه
حرّيٌ لعمري أن یذمَّ ویشتما
فإن کنتم تقرون أن علیاً رضي الله عنه لم یکن قد بدی منه ما یسيء الی أم المؤمنین أم عبدالله عائشة رضي الله عنها ، فذلك یحتم علیکم أن تتبعوه وتتأسوابه ، ألیس هو إمامکم وسیدکم الذي تدعون محبته واتباعه ..؟!! إننا لن نسمح ابداً بمثل هذا القول الذي یعلم الله کذبه ، فإنها رضي الله عنها لم تکن یوماً سبباً في اثارة الفتن بین المسلمین ، وإنما الذي أثار الفتن وأجج نارها هم سلفك من المنافقین والباطنیین احفاد ابن سبأ الیهودي ، وأنتم الی هذهِ الساعة تحاولون جاهدین وبکل ما أوتیتم من مکرٍ ودهاء وخبث أن تشعلوا فتیل الحرب مرة أحری بین المسلمین ، وها أنت تعترف وتقر : أن علیاً لم یهن عائشة رضي الله عنها بل عاملها بکل أدب واحترام کما هي أهلاً لذلك ، فعلیکم ایضا ان تصنعوا مثل ما صنع إمامکم إن کنتم صادقین في قولكم واتباعکم له .
الإعاء الثالث والثمانون بعد المائة وقوله : وأذكر لكم شاهدا آخر على رأفة علي عليه السلام ورحمته حتى بالخارج عليه لقتله ، مثل معاوية وحزبه الفاسقين في صفين . لقد ذكر جميع المؤرخين وأصحاب السير ، منهم : المسعودي في مروج الذهب ، والطبري في تاريخه ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 3/318 و10/257 ، وينابيع المودة ـ للقندوزي ـ باب 51 ، وغيرهم ذكروا أن معاوية استولى على الفرات فمنع جيش الإمام علي عليه السلام من حمل الماء ، وقال : لا والله لا ندعهم يشربوا حتى يموتوا عطشا !
فهاجمهم جيش الإمام علي عليه السلام واستولوا على الفرات وانهزم جيش معاوية ، ولكن عليا عليه السلام لم يمنعهم الشرب وسمح لهم بحمل الماء .
بالله عليكم أيها الحاضرون أنصفوا ! أي الخليفتين تشمله الجملة من الآية الكريمة ( رحماء بينهم ) ؟ وإذا كنتم تريدون تعريف الآية الكريمة وإعرابها كاملة .. فيكون ( محمد رسول الله ) مبتدأ ( والذين معه ) معطوف على المبتدأ وخبره وما بعده خبر بعد الخبر ، وكلها صفات شخص واحد : الذين يعدون مع رسول الله (ص) ويوصفون بمعيته ، هم الذين يكونون أشداء على الكفار ، رحماء بينهم ... إلى آخره . وحيث إن هذه الصفات ما اجتمعت في أحد من الصحابة غير علي عليه السلام ، فالذي يعد مع رسول الله (ص) معية حقيقية معنوية ، فلا فارقه ولا فكر بمفارقته حتى ساعة واحدة ، هو علي عليه السلام ، فكأنهما أصبحا حقيقة ونفسا واحدة ، اتحدا روحا ومعنى وإن افترقا جسما وبدنا .
ردنا عليه :
انظروا الی هذا الرجل صاحب القلب الشبم یرید أن یکذب ، ولکنه لا یعرف الطریق ولا يهتدي الیه ..؟ فمتی کان نهر الفرات طوع بنان معاویة حتی یسده ..؟ هل یعقل ذلك ..؟ انه نهر طویل یمتد من مرتفعات ترکیا شمالا الی الخلیج جنوبا، فإذا إن الکلام مردود ولا یمکن لأحد أن یقبله ولو إنك قلت : إنه بمقدرته إن یضایقهم ویمنعهم من هذا المکان أو ذاك لقلنا صدقت ، ثم الم تکن معرکة صفین دارت رحاها بین الطرفین في أرض سهليه فإن منعوا الماء کان بمقدورهم استنباط المیاه من الارض بحفر الآبار وما الی ذلك ، فهم لم یکونا في أرض صحراء قفر والکل یعلم ذلك ثم إني أتساءل : ماهو الرأي الرابع برأيك ..؟ هل سفك دماء المسلمین من أهل الشام خیر وأفضل عندالله وعند عباده الؤمنین أم أننا نستعمل کل وسیلة للضغط علی من سولت له نفسه ذلك لمنعه من ذلك ولو کان ذلك بمنعه من الماء حتی یکف عن غیه ویرتدع عن باطلة وجریمته ..؟ ان هذا أهون شراً وأقل ضرراً ولا شك في ذلك من سفك الدم المسلم ولا یخالف في ذلك رجل مسلم یحترم عقله ورأیه ؟!!!.
ثم یقول : لو أنکم نظرتم بدقه وتدبرتم معي هذهِ الآیة فإن جملة (محمد رسول الله) في محل مبتدأ وجملة (والذین معه) معطوفه علیها وهي خبر لها، والقول الذي تلا ذلك في الآیه خبر الخبر، فجمیع من وصف في الایه إنما یعود الی سخص واحد لا غیر .
قلت : افهموا جیداً یا معشر العرب وکل من نطق بلغة الضاد : إن (والذین) تعني (والذي) فالکل إنما یعني شيء واحد ویؤدي غرض واحد، افهموا هذا جیداً، وإیاکم والقول إن (الذین) اسم موصول یفید الجمع ، کفوا عن هذا ؟!! فکل ماورد في کتاب الله من الخطاب والنداء بالقول :
( یا أیها الذي آمن ) لا اختلاف في المعنی والمراد، واذا قال الله تعالی «یا أیها الذین آمنوا کتب علیکم الصیام» فمعناه ( یا ایها الذی کتب علیك الصیام) اذا فلا صیام علیکم ولا تکلیف
اتدرون لماذا ....؟ لأن المراد هنا بالأمر إنما هو لشخص واحد وهو عليُّ لا غیر، عليكم أن تفهموا هذا جيدا وتعوه ....؟!!!.
الإدعاء الرابع والثمانون بعد المائة وقوله : فيكون ( محمد رسول الله ) مبتدأ ( والذين معه )
معطوف على المبتدأ وخبره وما بعده خبر بعد الخبر ، وكلها صفات شخص واحد : الذين يعدون
مع رسول الله (ص) ويوصفون بمعيته ، هم الذين يكونون أشداء على الكفار ، رحماء بينهم ...
إلى آخره .
وحيث إن هذه الصفات ما اجتمعت في أحد من الصحابة غير علي عليه السلام ، فالذي يعد مع
رسول الله (ص) معية حقيقية معنوية ، فلا فارقه ولا فكر بمفارقته حتى ساعة واحدة ، هو علي
عليه السلام ، فكأنهما أصبحا حقيقة ونفسا واحدة ، اتحدا روحا ومعنى وإن افترقا جسما وبدنا .
الشيخ : عندنا إجابات وردود كثيرة على كلامكم ، ولكن نكتفي بواحدة منها ، وهي : إن معاني
الآية الكريمة إذا كانت تنطبق على سيدنا علي كرم الله وجهه فقط ، ولم تشمل أحدا غيره
فلماذا جاءت الآية على صيغة الجمع ؟! فتقول والذين معه ، أشداء ، رحماء ، ركعا ، سجدا
يبتغون ، سيماهم ، وجوههم ... كلها كلمات على صيغة الجمع .
قلت :
أولا : أنا حاضر لأستمع كل إجاباتكم وردودكم ، وإلا فسكوتكم يدل على صحة حديثي وربما كان
عنكم مغالطات تسمونها إجابات ! فاطرحوها ، فإني لا أتركها بلا جواب ، إن شاء الله تعالى .
ثانيا : إن سؤالكم هذا ، نقاش لفظي ، لأنكم تعلمون أن في كلام العرب والعجم يطلقون صيغة الجمع على المفرد من أجل التعظيم والتفخيم
ردنا عليه :
یقول هذا العبقري : إن ضمیر الجمع یستعمل في لغة العرب للجمع ، وهذا أمر معلوم عند العرب ومتداول بینهم . قلت : هذا حق، کما ذکر الله تعالی ذلك في القرآن حیث اتی بضمیر الجمع لذاته العلیة المقدسة ، أما في هذهِ الآیة فالأمر یختلف تماماً حیث أن الآیة هنا تتحدث عن جمع غفیر من الصحابة خضعوا الله واسلموا له سبحانه حتی عرف ذلك الأثر في سیماهم رضي الله عنهم إنکم إن کنتم صادقین فیما تدعونه في علي فلماذا یخصه الله تعالی بالذکر الصریح في کتابه فما المشكلة أو الإشكال في ذلك ..؟؟ ألم يذكر الله تعالى ذا القرنین وغیره من عباد الله الصالحین کلقمان وزید ..؟؟!!!.
الإدعاء الخامس والثمانون بعد المائة وقوله : فنجد في هذه الآية الكريمة وهي : آية الولاية
( إنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )
فكلماتها على صيغة الجمع ، واتفق المفسرون والمحدثون من الفريقين ـ الشيعة والسنة ـ أنها
نزلت في حق علي عليه السلام وحده
ردنا عليه :
لقد أفضی المؤلف بعجره وبجرة فأظهر الناس علی عیوبه وأضحك الخلق علیه فیا له من أحمق أبتر ؟!!
جاءنا هذهِ المرة بآیة من کتاب الله لیقنعنا بباطله وهذیانه حیث قال : إن الآیة ( إنما ولیکم الله ورسوله والذین آمنوا الذین یقیمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون » نزلت في علي ، ثم قال: ان في القرآن نظیر هذهِ الآیة کثیر .
قلت : إن مثل ما تقوله کمثل قولنا إن سألناك :
کیف اعتبرتم إمامکم (النقي) إماماً معصوماً ..؟
قلت : الدلیل علی ذلك إنّ «النقيّ» إمام معصوم ...؟! فمن الأدلة التي تدل علی بطلان قولك وتهافته وأن هذهِ الآیة لا تعلق لها بعلي ولم تنزل بشأنه هو قوله تعالی في الآیة نفسها « والذین آمنوا » لأنها تفید جماعة المذکورین المخبر عنهم في الآیة فلا تخص أحداً بعینه من دون الناس ، ولکن الذین أعمی الله أبصارهم وبصائرهم من الجهلة أمثالك هم الذین یؤمنون بهذا الباطل ویقولون به لأنهم لم یفرقوا بین الذي والذین فاللفظان والکلمتان عندهم لها دلالة واحدة ..! ثم إني أتساءل : هل یحق لأحد یقف بین یدي الله تعالی لیؤدي الصلاة فیقوم بأداء النصح لولده وهو راکع .. ؟
أو أنه یؤذن مثلاً .. ؟ ألیس لکل مقام مقاله المناسب وذکره المناسب ؟ إن من أراد أداء الزکاة أو التصدق علیه ألا یؤدي ذلك اثناء صلاته ، فأنت لم تقف علی مراد الله من هذهِ الآیة، وفهمك لها کما عهدناك دائما من أسقم الأراء التي سمعناها في تفسیرك هذهِ الآیة الکریمة .
الإدعاء السادس والثمانون بعد المائة وقوله : واتفق المفسرون والمحدثون من الفريقين ـ الشيعة والسنة ـ إن آية الولاية نزلت في حق علي عليه السلام وحده منهم : الإمام الفخر الرازي في " التفسير الكبير" 3/431 ، والإمام أبو اسحاق الثعلبي في تفسير " كشف البيان " وجار الله الزمخشري في " الكشاف " 1/422 ، الطبري في تفسيره 6/186 ، أبو الحسن الرماني في تفسيره ، ابن هوازن النيسابوري في تفسيره ، ابن سعدون القرطبي في تفسيره ، الحافظ النسفي في تفسيره المطبوع في حاشية تفسير الخازن البغدادي ، الفاضل النيسابوري في غرائب القرآن 1/461 ، أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول : ، الحافظ أبو بكر الجصاص في تفسير أحكام القرآن :542 الحافظ أبو بكر الشيرازي في كتابه " ما نزل من القرآن في علي عليه السلام " ، أبو يوسف الشيخ عبد السلام القزويني في تفسيره الكبير ، القاضي البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل 1/345 ، جلال الدين السيوطي في الدر المنثور 2/293 ، القاضي الشوكاني في تفسيره " فتح الغدير" السيد محمود الألوسي في تفسيره " روح المعاني " الحافظ ابن أبي شيبة الكوفي في تفسيره ، ابو البركات في تفسيره 1/496 ، الحافظ البغوي في " معالم التنزيل" الامام النسائي في صحيحه ، محمد بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول " ابن أبي الحديد في شرح النهج 13/277 ، الخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره 1/496 ، الحافظ القندوزي في " ينابيع المودة " الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه " المصنف " ، رزين العبدري في " الجمع بين الصحاح الستة " ، ابن عساكر في تاريخه ، سبط ابن الجوزي في التذكرة : ، القاضي عضد الأيجي في كتابه "المواقف" :276 ، السيد الشريف الجرجاني في شرح المواقف ، العلامة ابن الصباغ المالكي في "الفصول المهمة" ، الحافظ أبو سعد السمعاني في " فضائل الصحابة" ، أبو جعفر الاسكافي في " نقض العثمانية " ، الطبراني في الأوسط ، ابن المغازلي في " مناقب علي بن أبي طالب " ، العلامة الكنجي القرشي الشافعي في " كفاية الطالب " ، العلامة القوشجي في " شرح التجريد" ، الشبلنجي في نور الأبصار : ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/227 ، وغيرهم من كبار أعلامكم .
ردنا عليه :
إنك بهذا أبعد الناس عن الحقیقة ولیس الأمر کما تقول إن أغلب من ذکرتهم لا یمتون لأهل السنة بأي صلة بل إن یعضهم ما أعداءنا ولکن المشکلة لیست هنا إنما المشکلة الحقیقیة ئکمن في التعبیرات القرآنیة التالیة « الذین آمنوا...والذین....یقیمون .....یؤتون ...... راکعون..» فجمیع هذهِ الالفاظ علی الجمع لانها صیغ جموع أما علي رضي الله عنه فهو لا یتعدی أن الکاتب تلك المعضلة .
ثم یقول : قد ذکرت الجواب علی هذا الإشکال بنقلي لاقوال العلماء من أهل اللغة و الأدب، وهذا أمر شائع معروف، کما أن ذلك یراه ویعرفه کل من قرأ واطلع علی مقالات ومساجلات أهل اللغة من الأدباء والشعراء وغیرهم حیث أنهم کثیراً ما یستغنون بذکر صیغة الجمع للمفرد وذلك من باب التعظیم والاهتمام بشأنه ؟!!!. ومن الأدلة التي استعان بها لا ثبات ذلك ما نقله عن الزمخشري حیث قال في ( کشافه ): ان هذه الآیة خاصة بعلي ، أما لماذاجاء التعبیر في هذه الآیة خاصة بعلي ، أما لماذا جاء التعبیر في هذه الآیة بصیغة الجمع ؟ فهذا جوابه: هو لحث السامعین علی اتبعه والاقتداء به ...؟!!!.
ثم قال کذلك: کما نزلت هذه الآیة بحق من ولد بعد عام ( 260 ) و يقصى بلالك الامام المهدي ثم قال : کما تشمل الآیة الأئمة المعصومین ، أي أن سائر أئمتنا تشمدهم هذه الآیة؟!!!
قلت: لیس للمهدي و لا للتقي والنقي اسم و لا رسم في هذه الآیة الکریمه، إنها نزلت بحق کل مسلم و إن لم یأت للدنیا بعد، و لکن ما الداعي الی ذلك أي، لماذا یؤدي عليّ للزکاة في الصلاة والصلاة بالذات؟ لماذا؟!!!.
الإدعاء السابع والثمانون بعد المائة وقوله : جواز دفع الزكاة وأداؤها أثناء الركوع .
ثم تراه يجيب على اعتراض السني حينما قال له : ألم يكن انصرافه عن الله تعالى والتفاته إلى
الفقير نقصا لصلاته ونقضا لعبادته ؟!
فرد عليه مفندا قوله : قلت : إن هذا الإشكال أهون من بيت العنكبوت ! لأن التفات المصلي إلى
الأمور المادية تعد نقصا ، وأما إلى الأمور المعنوية فهو كمال ، فإعطاء الزكاة والصدقة للفقير
عبادة مقربة على الله سبحانه ، والصلاة ـ أيضا ـ عبادة أقامها علي عليه السلام قربة إلى الله
تعالى ، فهو لم يخرج عن حال التقرب إلى الله ، ولم ينصرف عن العبادة إلى عمل غير عبادي ،
وإنما انصرف من الله تعالى إلى الله ، وتكررت عبادته ، فقد آتى الزكاة في حال الصلاة ، فجمع
فرضين ليكسب رضا الله عز وجل ويتقرب إليه ، وقد قربه الباري سبحانه وتعالى وقبل منه
الزكاة والصلاة ، فأنزل الآية وأعطاه الولاية ، ليكون دليلا على قبول عمله وعبادته .
ألم يكن هذا دليل على فضل الإمام علي عليه السلام وكماله ؟!
ردنا عليه :
قلت: أولاً: لیس في الآیة دلالة أن علی المؤمنین أداء زکاتهم أثناء الصلاة ..؟ من قال ذلك ..؟ إنما المراد من هذه الآیة الکریمة کما ذکر ذلك جمهور المفسرین: إن الله تعالی عندما نهی المؤمنین عن موالاة الکفار ذکر لهم في هذه الآیة الکریمة من تجب موالاته ومحبته فذکر صفاتهم وهم کل مؤمن تقي کان لله ولیا فأقاموا الصلاة وأدوا الزکاة من أموالهم لمستحقیها عند وجوبها ، إذا فلیس المراد هو أداءها عند رکوعهم في الصلاة ...؟!! وهذا الأمر لم یکن مستغرباً أو بدعا في التعبیر القرآني وإنما ورد مثال ذلك في سورة آل عمران الآیة 43 قال تعالی :
« یا مریم اقنتي لربك واسجدي وارکعي مع الراکعین » فهل تعني هذه الآیة الکریمة إن علی مریم أداء هذه العبادات جملة واحدة أو في آن واحد ...؟ إن ما تعنیه هذه الآیة الکریمة هو الارشاد والتوجیه الرباني الکریم لمریم علیها رضوان الله تعالی ورحمته وأمرها بأداء شکر تلك النعمة العظیمة والهبة الجسمیة التي وهبها الله إیاها وهو ما ذکره سبحانه في الآیة التي قبلها حینما قال جل شأنه « إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علی نساء العالمین » أما أنت ایها المؤلف فقد جئتنا بثالثة الأثافي حین قلت : إنما ورد الخطاب بهذه الصیغة لعلي من باب الإکرام والتنبیه لشأنه ....!
ثانیاً : إن کانت الآیة صریحة في عليّ، فکان من باب اولی أن یصرح باسمه في القرآن کما ذکر اسم مریم ولیس في ذلك ضیر أو مانع ..! فهل تعتقد أیها المأفون ان الله تعالی کان یخشی أحداً أو یخافه ...؟!!.
کیف لنا أن نجمع بین ادائنا للاذان وبین وظیفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر ...؟ هل لك أن تصور لنا ذلك أو توضحه لنا ..؟ هل یسعنا أن ندع صلاة العصر بحجة ادائنا لمراسیم دفن المیت ..؟ أونصلي اثناء سیرنا لأداء الصلاة الی المسجد؟ إن هذه التداخلات العجیبة والفوضویة في العبادات من اختراعکم أنتم ایها الشیعة؟!!!.
الإدعاء الثامن والثمانون بعد المائة وقوله : قلت : يا شيخ ! إن الشك والترديد كان يعتري
أكثر الصحابة الذين كانوا في مرتبة دنيا من الإيمان ، ولما دخل الإيمان قلوبهم ، ولم يمتزج
بنفوسهم ، فكان بعضهم يبقى في حال الشك والريب ، فكانت آيات من القرآن الحكيم تنزل في
شأنهم وذمهم كالمنافقين الذين نزلت آيات كثيرة في سورة المنافقين وغيرها في ذمهم .
وبعضهم كان يعرض عليه الشك والترديد ثم يزول عنه بعد مدة . هذا جواب عام ، ولا نريد أن
نمس أحدا ، فأرجوكم أنت تكتفوا بهذا المقدار في هذا الإطار ................الى أن قال : نعم ، لقد
شك عمر بن الخطاب في نبوة خاتم النبيين (ص) ، وتناقل الخبر بعض علمائكم الأعلام ، مثل
ابن المغازلي الشافعي في كتابه : مناقب علي بن أبي طالب والحافظ محمد بن أبي نصيرالحميدي
في كتاب " الجمع بين الصحيحين " نقل عن عمر بن الخطاب أنه قال بعد يوم الحديبية :
( ما شككت في نبوة محمد قط كشكي يوم الحديبية ) .
فسياق الكلام يقتضي أنه شك في هذا الأمر كرارا ، ولكن شكه يوم الحديبية كان أقوى وأشد .
ردنا عليه :
دار نقاش حاد ارتفعت فیه الأصوات وبحت بسببه حناجر القوم ، وکان ذلك بین المدعي وبین السني المزعوم ، حیث أصر المؤلف ـ حسب قوله ـ علی عدم المساس بحرمة الخلفاء الراشدین أو ذمهم..!! وقد أیده أهل السنة الذین کانوا بمجلسه وحذروه أشد التحذیر من عاقبه هذا الفعل القبیح ، ولکن المدعي الجهبذ قال في نهایة المطاف لیبدي لنا صفحة سریرته ليقول : قلت : يا شيخ ! إن الشك والترديد كان يعتري أكثر الصحابة .........الى آخر ما قال .
ردنا عليه :
قلت: أنت أولاً علیك أن تثبت الحجر ثم تنقش کما یقول ذلك المثل المشهور، لأنك قد جئتنا بخبر مکذوب لا حقیقة له و لا أصل، وقد نقلت ذلك عن ابن المغازلي ، مع انه لم یکن هو الراوي لهذا الحدیث ، والقاريء الکریم یلاحظ تکرار هذا الاسم کثیراً في کتاب ـ لیالي بیشاورـ فمن ابن المغازلي هذا ..؟ وما أصله وفصله ..؟ وما حقیقة ما یقوله ..؟ هل لنا أن نعرف شيئا من ذلك ..؟
لابن المغازلي هذا کتاب ( المناقب ) حیث ألفه خاصة وذکر فیه کل ما هب و دبّ
ولم یدع شاردة ولا واردة الا وذکرها في کتابة ثم ادعی أنها حقائق ثابته عن الامام علي رضي الله عنه ..؟!!! وهو طبعاً کان یعتقد وهذه من أقواله : ان علیاً خلق قبل خلق السموات والأرض وأنه کان علی صورة نور ، وکان کذلك یؤول الآیات القرآنیه علی طریقة الشیعة ویذهب مذهبهم..؟!
إذا هذه هي طریقة المؤلف ، وهي طریقة فاسدة ، ومثله کمثل من یمسك الذنب ویدع الرأس ....!! یرفض الأخذ بأقوال الشافعي الإمام العالم الرباني نفسه ، ثم یتبع ما یقوله ابن المغازلي الشافعي ...؟! یدع الامام مالك الورع التقي الحبر ویتمسك باقوال ابن الصباغ المالکي وسبط ابن الجوزي ، ویترك الامام أبا حنیفة الجبل الأشم والبحر الخضم ویأخذ باقوال سلیمان البلخي وابن ابي الحدید وابي جعفر الاسکافي والزمخشري وغیرهم من الشیعة والمعتزلة .
کلما أردت أن أحسن الظن فیك فإن طباعك الردیئة تأبی ذلك أشد الإباء ، وکلما تأملنا ورجونا الخیر في القول الذي یلیه أبلست واقفرت وتصحرت وصدق فیك المثل القائل :
جلوف زاد لیس فیها مشبع
أنا لا أنکر ذلك فإن عمر رضي الله عنه قد صدر منه ذلك القول وقد منعه أبوبکر الا إنه یجب أن
تعرف ذلك جیداً وتعلمه ، أن النبي صلی الله علیه وسلم قد ربى أصحابه وعلمهم أن یبدوا رأیهم
في الأمور الخطیرة إن رأوا في ذلك صالحاً وخیراً للمسلمین ، فهو صلی الله علیه وسلم کان من
أرحم الناس بأصحابه اما الآن فاسمع ما قاله عمر رضي الله عنه نفسه لتعلم صدقه وإخلاصه
وخوفه وخشیته وتقواه رضي الله عنه: « حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ قَالَ أَخْبَرَنِى الزُّهْرِىُّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ ،
حَتَّى كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِى
خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ » . فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ
فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ ، وَسَارَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِى
يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا ، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ . فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ . فَأَلَحَّتْ ، فَقَالُوا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ
خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ
وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ، ثُمَّ قَالَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِى خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ
إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا » . ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ ، قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ ، عَلَى ثَمَدٍ
قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا ، فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ ، وَشُكِىَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - الْعَطَشُ ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ
يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّىِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِىُّ فِى نَفَرٍ
مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ
فَقَالَ إِنِّى تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَىٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَىٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَمَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ
وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ
أَحَدٍ ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ
مُدَّةً ، وَيُخَلُّوا بَيْنِى وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا
وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ ، لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِى هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِى
وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ » . فَقَالَ بُدَيْلٌ سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ . قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا قَالَ إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ
مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلاً ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا ، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ لاَ حَاجَةَ
لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَىْءٍ . وَقَالَ ذَوُو الرَّأْىِ مِنْهُمْ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ . قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا
وَكَذَا ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - . فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَىْ قَوْمِ أَلَسْتُمْ
بِالْوَالِدِ قَالُوا بَلَى . قَالَ أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ قَالُوا بَلَى . قَالَ فَهَلْ تَتَّهِمُونِى . قَالُوا لاَ . قَالَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ
أَنِّى اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَىَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِى وَوَلَدِى وَمَنْ أَطَاعَنِى قَالُوا بَلَى . قَالَ فَإِنَّ
هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِى آتِهِ . قَالُوا ائْتِهِ . فَأَتَاهُ فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِىَّ - صلى
الله عليه وسلم - فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ
أَىْ مُحَمَّدُ ، أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ وَإِنْ تَكُنِ
الأُخْرَى ، فَإِنِّى وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا ، وَإِنِّى لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ . فَقَالَ
لَهُ أَبُو بَكْرٍ امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ فَقَالَ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ . قَالَ أَمَا وَالَّذِى
نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْلاَ يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِى لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ . قَالَ وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه
وسلم - فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم
وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ ، فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم –
ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ ، وَقَالَ لَهُ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . فَرَفَعَ
عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ . فَقَالَ أَىْ غُدَرُ ، أَلَسْتُ أَسْعَى فِى غَدْرَتِكَ وَكَانَ
الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَتَلَهُمْ ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله
عليه وسلم - « أَمَّا الإِسْلاَمَ فَأَقْبَلُ ، وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِى شَىْءٍ » . ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ
أَصْحَابَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَيْنَيْهِ . قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِى كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ،
وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ
النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ أَىْ قَوْمِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ ،
وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِىِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ ، يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مُحَمَّدًا ، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِى كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَدَلَكَ
بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ
خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ ،
فَاقْبَلُوهَا . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى كِنَانَةَ دَعُونِى آتِهِ . فَقَالُوا ائْتِهِ . فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِىِّ - صلى الله
عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « هَذَا فُلاَنٌ ، وَهْوَ مِنْ قَوْمٍ
يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ فَابْعَثُوهَا لَهُ » . فَبُعِثَتْ لَهُ وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ
مَا يَنْبَغِى لِهَؤُلاَءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ
فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ . فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ . فَقَالَ دَعُونِى آتِهِ .
فَقَالُوا ائْتِهِ . فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « هَذَا مِكْرَزٌ وَهْوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ »
فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو . قَالَ مَعْمَرٌ
فَأَخْبَرَنِى أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «
لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ » . قَالَ مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِىُّ فِى حَدِيثِهِ فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ هَاتِ ،
اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا ، فَدَعَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْكَاتِبَ ، فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله
عليه وسلم - « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ » . قَالَ سُهَيْلٌ أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِى مَا هُوَ وَلَكِنِ
اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ . كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ . فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ وَاللَّهِ لاَ نَكْتُبُهَا إِلاَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ » . ثُمَّ قَالَ « هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللَّهِ » . فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلاَ قَاتَلْنَاكَ ،
وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « وَاللَّهِ إِنِّى لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ
كَذَّبْتُمُونِى . اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ » . قَالَ الزُّهْرِىُّ وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ « لاَ يَسْأَلُونِى خُطَّةً يُعَظِّمُونَ
فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا » . فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « عَلَى أَنْ تُخَلُّوا
بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ » . فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاللَّهِ لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ
الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ . فَقَالَ سُهَيْلٌ وَعَلَى أَنَّهُ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ ، إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا
قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو
جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِى قُيُودِهِ ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ
أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ . فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى
الله عليه وسلم - « إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ » . قَالَ فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا . قَالَ
النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « فَأَجِزْهُ لِى » . قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ . قَالَ « بَلَى ، فَافْعَلْ » . قَالَ
مَا أَنَا بِفَاعِلٍ . قَالَ مِكْرَزٌ بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ . قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ أَىْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، أُرَدُّ إِلَى
الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِى اللَّهِ . قَالَ فَقَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِىَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِىَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ « بَلَى » .
قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ « بَلَى » . قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِى الدَّنِيَّةَ فِى دِينِنَا إِذًا قَالَ «
إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهْوَ نَاصِرِى » . قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِى الْبَيْتَ
فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ « بَلَى ، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ » . قَالَ قُلْتُ لاَ . قَالَ « فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ » .
قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِىَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى . قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ
وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى . قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِى الدَّنِيَّةَ فِى دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - وَلَيْسَ يَعْصِى رَبَّهُ وَهْوَ نَاصِرُهُ ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى
الْحَقِّ . قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِى الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى ، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ
الْعَامَ قُلْتُ لاَ . قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ . قَالَ الزُّهْرِىِّ قَالَ عُمَرُ فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالاً . قَالَ
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِهِ « قُومُوا
فَانْحَرُوا ، ثُمَّ احْلِقُوا » . قَالَ فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ
يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِىَ مِنَ النَّاسِ . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ
، أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ .
فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ . فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ ،
قَامُوا فَنَحَرُوا ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ، ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ
مُؤْمِنَاتٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ) حَتَّى
بَلَغَ ( بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ) فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِى الشِّرْكِ ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
أَبِى سُفْيَانَ ، وَالأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ ،
فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِى طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ ، فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِى
جَعَلْتَ لَنَا . فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ ،
فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ وَاللَّهِ إِنِّى لأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلاَنُ جَيِّدًا . فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فَقَالَ أَجَلْ ،
وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ثُمَّ جَرَّبْتُ . فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَرِنِى أَنْظُرْ إِلَيْهِ ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ ، فَضَرَبَهُ
حَتَّى بَرَدَ ، وَفَرَّ الآخَرُ ، حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - حِينَ رَآهُ « لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا » . فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم –
قَالَ قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِى وَإِنِّى لَمَقْتُولٌ ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ ، قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ
، قَدْ رَدَدْتَنِى إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَنْجَانِى اللَّهُ مِنْهُمْ . قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ
حَرْبٍ ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ » . فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ .
قَالَ وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ ، فَلَحِقَ بِأَبِى بَصِيرٍ ، فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ
أَسْلَمَ إِلاَّ لَحِقَ بِأَبِى بَصِيرٍ ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ ، فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ
إِلَى الشَّأْمِ إِلاَّ اعْتَرَضُوا لَهَا ، فَقَتَلُوهُمْ ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله
عليه وسلم - تُنَاشِدُهُ بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ لَمَّا أَرْسَلَ ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهْوَ آمِنٌ ، فَأَرْسَلَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه
وسلم - إِلَيْهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( وَهُوَ الَّذِى كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ
أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ) حَتَّى بَلَغَ ( الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ) وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِىُّ اللَّهِ
وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ » .
في بدایة الأمر قد خاف کل من حضر تلك الواقعة الا عمر، وحتی عندما أمرهم النبي صلی الله علیه وسلم بإلاحلال من إحرامهم لم یفعل ذلك أحد منهم ، وهذا علي یأمره النبي صلی الله علیه وسلم بمسح اسمه ومحوه بل قال علي : لن امحو الاسم الذي اعطاکه الله ...!!!
نعم إنا لم نقرأ أو نسمع أن علیاً رضي الله عنه قد أحلّ من إحرامه اذ أمر النبي صلی الله علیه وسلم بذلك ، ولم یفعل ذلك أحد من اصحابه رضي الله عنهم .
فلماذا حدث ذلك کله ..؟ ما هو السبب الذي دعا الصحابة کلهم یصرون علی الاحرام وعدم الإحلال ...؟ انا أری ان لذلك عدة اسباب أجملها في الآتي :
أولاً: إن الصحابة رضي الله عنهم لم یخطر ببالهم وهم قد خرجوا مع رسول الله صلی الله علیه وسلم من المدینة قاصدین مکة للعمرة ، وکان ذلك في السنة السادسة من الهجرة ، أقول: لم یکن یتصورون أنهم سوف لن یدخلوا مکة
وإنما سيرجعون الی المدینة ولم يحققوا الهدف الذي خرجوا لأجله بل وقد حققوا للمشرکین ما یریدونه وما يصبون اليه من منعهم الرسول الله صلی الله علیه وسلم وأصحابه من دخول بیت الله العتیق والطواف به ، إنهم لن یسمحوا لانفسهم أن یدعوا المشرکین یستشعروا حلاوة الفوز والظفر هکذا وبهذه السهولة ، وقد بایعوا رسول الله صلی الله علیه وسلم قبل الصلح علی القتال معه حتی الموت وعدم الفرار من القتال ....؟!!!. إنك ایها المؤلف لفي غفلة تامة وجهل مطبق بما کان علیه أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم من علو الهمة وصدق النية والاصرار علی تحقیق النصر والغلبة لدین الله تعالی ، أین أنت منهم وان لسان حالهم یقول:
لا ستسهلن الصعب أو ادرك المنی
فما انقادت الآمال الا لصابر
لو أن والداً قال لولده : لا تصل الآن ودع صلاتك وإن دخلت فیها ....؟! لان لدینا عمل هام نرید أن نؤدیه ..؟!! ولکن الابن لم یسمع کلام والده وأصر علی اداء صلاته و إتمامها ، فما قولك عندئذ ..؟ وماذا ستقول في مثل هذا الموقف ..؟ إنه قد عصی والده ؟ هذا لا یشك فیه أحد ، ولکن أين هذا العصیان من ذاك ..؟ إن النبي صلی الله علیه وسلم نهی أصحابه عن شرب الخمر فقبلوا ذلك ونفذوه علی الفور ولکنه صلی الله علیه وسلم عندما منعهم من الحج وأمرهم بالاحلال من إحرامهم عام صلح الحدیبیة ، تعللوا بأنهم کانوا یریدون الجهاد والاستشهاد رضي الله تعالی عنهم ...؟!!!. ثم مالك ومالهم ....؟ ان النبي صلی الله علیه وسلم قد صفح عنهم واستغفر لهم ولم يمت الا وهو راضٍ عنهم فما دخلت أنت في ذلك ...؟؟ ولکن صدق فیك قول القائل :
رضي الخصمان وأبی القاضي
ألم یکن الاجدر بك ان تقول : ان الصحابة بشر یصیبون ویخطؤون ، وقد فاتهم ان یدرکوا ان طاعة الرسول صلی الله علیه وسلم أولی وأهم من الحج والجهاد والاستشهاد ....!! ثم إنهم رضي الله عنهم قد أدرکوا خطأهم ورجعوا عن قولهم واستغفروا ربهم فرضي عنهم ....؟!! کان الأولی بك أن تذکر لنا تلك القیادة النبویة والسیاسة المحمدیة التي قلًّ نظیرها بین البشر حیث دخل النبي صلی الله علیه وسلم فنزع لباس الاحرام ثم حلق رأسه وضحی ، فلما رأى الصحابة منه ذلك تأسوا به واقتدوا بفعله حتی تزاحموا رضي الله عنهم في ذلك ...!!!.
أیها الدعرور دع عنا دغشك ، فقد علمنا إحنك وبغضك لاصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم حیث إنك لم تری هذه المسارعة في الطاعه لرسول الله صلی الله علیه وسلم من الصحابة رضي الله عنهم ، وإنما ذکرت تلك المعصیة التي بدرت منهم ونسیت جبال الحسنات التي اکتسبوها بطاعتهم وصبرهم وجهادهم وصدقهم واخلاصهم وهجرتهم مع رسول الله صلی الله علیه وسلم..؟!!! ثم إن عمر رضي الله کان یکثر من الاستغفار والطاعة والعبادة والصدقة رجاء ان یغفر الله تعالی له تلك الزلة حتی آخر عمره ، فهل أعمی الله بصرك عن هذه الطاعة وتلك الأعمال الخالصة النبیلة التي سمع بها الخافقان واشتهرت بين الناس حتى عرفها القاصي والداني فاين أنت عن هذه الجبال من الفضائل والمناقب والحسنات ؟!!.
الإدعاء التاسع والثمانون بعد المائة وقوله : قلت : اتحاد شخصين بالمعنى الحقيقي غير ممكن ومحال عقلا ، ونحن إنما نقول باتحاد نفس النبي (ص) ونفس الإمام علي (ع) مجازا . وبيان ذلك : إن المحبة والمودة بين شخصين إذا وصلت أعلى مراتبها بحيث تصبح رغباتهم واحد وجميع الأمور المتعلقة بالنفس والصادرة عنها تصبح واحدة أو متشابهة ومتماثلة ، يعبر عن النفسين بالنفس الواحدة مجازا، وجاء هذا المعنى في كلمات بعض الأولياء وفي أشعار بعض الفصحاء والبلغاء .
كما نجد في الديوان المنسوب إلى الإمام علي (ع) :
هموم الرجال في أمور كثـيرة وهمي في الدنيا صديق مساعـد
يكون كروح بين جسمين قسمت فجسمهما جسمان والروح واحد
ولبعض الشعراء :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نـحن روحـان حـللنا بدنا
فـإذا أبـصرْتني أبـصرته وإذا أبـصـرته كـان أنـا
روحه روحي وروحي روحه من رأى روحين حلا بدنا ؟!
فاتحاد نفس رسول الله (ص) وعلي بن أبي طالب (ع) ، وتعبيرنا بذلك إنما كان مجازا لا حقيقة والمراد أن رغبتهما كانت واحدة ونفسيتهما كانت متماثلة ، وكانا متشابهين في الفضائل النفسية والكمالات الروحية ، إلا ما خرج بالنص والدليل .
ردنا عليه :
لکي یثبت المؤلف أن محمداًَ وعلیاً کانا روحین في جسد واحد فقد أتی لنا بدلیل لا یرد الا وهو أبیاتا لمجنون لیلی........!!!
قلت: لا یملك المؤلف دلیلاً آخر أفضل منه مع انه :
ضعث علی إباله
ولکنه لا حیلة لدیه فهو كالیائس الغريق ...!! وكأنه لم يسمع المثل القائل : أسائر الیوم وقد زال الظهر.. ؟!!
فهو يقول القول بلا دلیل صحیح ولا برهان الیه نستریح ، فأخذ یتخبط ویهلوس فمرة یعتبر علیاً نبیاً من الانبیاء والرسل سوی محمدٍ صلی الله علیه وسلم ..؟!!!!.
یدرك المؤلف ویعي هذه الحقیقة جیداً ، فهو لو قالها صراحة لشهد علی نفسه بالکفر والردة ، ولکنه ینکر ذلك ولا یدعیه صراحة ، ثم ینسی نفسه ویعربد بسکره فیقول : هو أفضل من الانبیاء ..؟!!
قلت له : لا تغالي في مدح هذا الممرض والثناء علیه ، فهو لا یزيد ولا يعدو علی أن یکون ممرضا ، فقال : نعم وأنا کذلك اعرف ذلك . قلنا له : هو لم یکن طبیباً یوم ولم ینل شهادة تؤهله لذاك ..؟ قال : اعلم ذلك واتفق معکم فیما تقولونه ..! ولکنه في الوقت نفسه یقول : إنه أفضل من أعلم من الاطباء وأخذقهم .........؟!!.
إن هؤلاء القوم یقفون علی شفا حفرة من الکفر ولکنهم في الوقت نفسه لا یریدون أن یعترفوا بالحقیقة أو یبدوا ما في قلوبهم ، ولکنهم یکنون في قلوبهم ما هو اکبر من الکفر نفسه ...؟!!.
لا یصرحون ولا یقرون أن علیاً نبیا ورسولاً ، لأن ذلك سوف یخرجهم من الملة
ویبوؤا بسببه بالأثم الاعظم ، ثم تراهم یعتبرونه أفضل من الأنبیاء والرسل بألفاظ مبهمة توهم السامع وتجعله في شك من أمره ، فیتساءل مع نفسه : هل کفروا بذلك أم تراهم مازالوا علی اسلامهم ..؟!!!.
الإدعاء التسعون بعد المائة وقوله : وقد قلت : بأنا نعتقد أن النبي (ص) والإمام (ع) متحدان ، أي متشابهان في جميع الفضائل النفسية ، ومتمثلان في الكمالات الروحية ، إلا ما خرج بالنص والدليل ، وهو مقام النبوة الخاصة وشرائطها ، التي منها نزل الوحي عليه ، فإن الوحي النبوي خاص بحمد المصطفى دون علي المرتضى ، وقد بينا ذلك بالتفصيل ضمن حديثنا في الليالي الماضية ، وإذا كنتم قد نسيتم ذلك فراجعوا الصحف التي نشرت تلك المحاورات ! لقد أثبتنا ضمن تفسير حديث المنزلة ، أن الإمام عليا (ع) كان في مقام النبوة( وليس بنبي ) لكن كان تابعا لشريعة سيد المرسلين ، ومطيعا لخاتم النبيين محمد (ص)، ولذا لم ينزل عليه وحي بل نزل على محمد (ص) ، كما أن هارون كان نبيا في زمن موسى بن عمران إلا أنه كان تابعا ومطيعا لأخيه موسى (ع) . ثم قال : قلت : ربما يتصور الإنسان ذلك من معنى المساواة ، ولكن إذا فكر بدقة في التوضيح الذي قلناه يعرف أن الحق غير ما يتصوره بادئ الأمر ، وقد أوضحنا الموضوع في الليالي السابقة وبرهنا عليه من القرآن الحكيم ، فإن الله سبحانه يقول ( تِلْكَ الرّسُلُ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ). ولا شك أن أفضلهم هو أكملهم وخاتمهم الذي قال تعالى في شأنه : ( مَا كَانَ مُحَمّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رّجَالِكُمْ وَلكِن رّسُولَ اللّهِ وَخَاتَمَ النّبِيّينَ). فالكمال الخاص بنبوة محمد (ص) كان السبب في أن الله سبحانه يختم به النبوة ورسالة السماء ، وهذا الكمال الخاص به (ص) لا يشاركه ولا يساويه فيه أحد ، إلا أن سائر كمالاته النفسية وفضائله الروحية قابلة للمشاركة والمشابهة ، وكان علي (ع) يشاركه ويماثله فيها .
السيد عبد الحي : هل لكم دليل على ذلك من القرآن الكريم ؟
قلت : دليلنا من القرآن الكريم قوله تعالى ) : فَمَنْ حَاجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ.) آل عمران/ 61 .
إن كبار علمائكم ، وأعلامكم من المحدثين والمفسرين ، أمثال : الإمام الفخر الرازي ، في " التفسير الكبير " . و الإمام أبي اسحاق الثعلبي ، في تفسير " كشف البيان ". وجلال الدين السيوطي ، في " الدر المنثور " . والقاضي البيضاوي ، في " أنوار التنزيل " . وجار الله الزمخشري ، في تفسير " الكشاف " ومسلم بن الحجاج في صحيحه . وأبي الحسن ، الفقيه الشافعي ، المعروف بابن المغازلي في المناقب . والحافظ أبي نعيم في " حلية الأولياء " . ونور الدين ابن الصباغ المالكي ، في " الفصول المهمة " . وشيخ الإسلام الحمويني ، في " فرائد السمطين " . وأبي المؤيد الموفق الخوارزمي ، في المناقب . والشيخ سليمان الحنفي القندوزي ، في " ينابيع المودة " . وسبط ابن الجوزي ، في التذكرة . ومحمد بن طلحة في " مطالب السؤول " . ومحمد بن يوسف الكنجي القرشي الشافعي ، في " كفاية الطالب " . وابن حجر المكي ، في " الصواعق المحرقة ".
هؤلاء وغيرهم ذكروا مع اختلاف يسير في الألفاظ ، والمعنى واحد ، قالوا : إن الآية الكريمة نزلت يوم المباهلة وهو 24 أو 25 من ذي الحجة الحرام .
ردنا عليه :
قلت: هل تعتبر هذا دلیل ..؟ إنك أجبت ذات مرة وقلت: ان هذه الآیة لا تختص بعلي وفاطمة والحسن والحسین ..! إن النبي صلی الله علیه وسلم لو أمّر خالداً علی الجیش مرة فلا یعني ذلك أنه لم یؤمر غیره ..؟
ولو أنه صلی الله علیه وسلم ذهب بعليّ مرة لمباهلة أعداءه فلا یستنتج من ذلك انه لن یذهب بآخر غیره ، ولیس في الآیة ما یدل علی ذلك ..؟!!
وأما قول الله تعالی في الآیة ( نساءنا ) فهي کلمة تدل علی الجمع اما أنتم فتقولون : لا ، إن المراد هنا فاطمة...!!! أقولها وأکرر القول : إنك قلت: إن مسلماً وسلیمان البلخي وسبط ابن الجوزي والکنجي الشافعي ذکروا هذا الحدیث بشيءٍ من الزیادة والنقصان....؟!!!. أنت ایها الکذاب لا تقول الحق علی وجهه فتروغ هنا وهناك کما يروغ الثعلب ، فتأخذ کلمة من هنا وجملة من هناك ثم تؤلف الکلام تألیفاً لتقول بعدها : هکذا روی کل من فلان وفلان هذا الحدیث بشيء من الزيادة والنقصان ...؟؟.
ثم ذكر کذلك : تفصيل المباهلة
قالوا : دعا النبي (ص) نصارى نجران إلى الإسلام ، فأقبلت شخصياتهم وأعلامهم وعلماؤهم ، وكان عددهم يربو على السبعين ، ولما وصلوا المدينة المنورة التقوا برسول الله (ص) وجالسوه كرارا وتناظروا معه ، فسمعوا حديثه ودلائله على ما يدعوا إليه من التوحيد والنبوة وسائر أحكام الإسلام ، وما كان عندهم رد وجواب ، ولكن حليت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها ، وخافوا إن أسلموا يفقدوا مقامهم ورئاستهم على قومهم . فلما رأى النبي لجاجهم وعنادهم ، دعاهم إلى المباهلة حتى يحكم الله بينهم ويفضح المعاند الكاذب ، فقبلوا ... ولما جاءوا إلى الميعاد ، وهو مكان في سفح جبلعند مدخل المدينة ، وكان النصارى أكثر من سبعين من علمائهم وساداتهم وكبرائهم ، فنظروا وإذا رسول الله (ص) قد أقبل مع رجل وامرأة وطفلين فسألوا عنهم بعض الحاضرين ، فلما عرفوا أن الرجل الذي مع النبي (ص) صهره وابن عمه علي بن أبي طالب ، وهو وزيره ، وأحب أهله إليه ، والمرأة ابنته فاطمة الزهراء ، والطفلين هما سبطاه الحسن والحسين ، قال لهم أكبر علمائهم : انظروا إلى محمد ! لقد جاء بصفوة أهله وأعزهم عليه ليباهلنا بهم ، وهذا إنما يدل على يقينه واطمئنانه بحقانيته ورسالته السماوية ، فليس من صالحنا أن نباهله ، بل نصالحه بما يريد من الأموال ولولا خوفنا من قومنا ومن قيصر الروم ، ولآمنا بمحمد وبدينه .
فوافقه قومه وقالوا : أنت سيدنا المطاع .
فبعثوا إلى رسول الله (ص) أنهم لا يباهلونه ، بل يريدون المصالحة معه ، فرضي رسول الله (ص) بالمصالحة وأمر عليا (ع) فكتب كتاب الصلح بإملاء النبي (ص) فصالحهم (ص) على ألفي حلة فاخرة ، ثمن الواحدة أربعون درهما ، وألف مثقال ذهب ، وذكر بنودا أخرى .
فوقع الطرفان على كتاب الصلح . ولما اعترض النصارى على الأسقف الأعظم ومصالحته مع نبي الإسلام ، أجابهم قائلا : والله ما باهل نبي أهل ملة إلا نزل عليهم العذاب وماتوا عن آخرهم وإني نظرت إلى وجوه أولئك الخمسة : محمد وأهل بيته ، فوجدت وجوها لو دعوا الله عز وجل باقتلاع الجبال وزوالها لانقلعت وانزالت »
قلت: کذبت ، فهل حقا ما تقول ...؟ متی کان للمدینة النبویة باباً یوصد ویفتح ومن قال انها کانت في حصانتها وعلو أسوارها قلعة لا تضاهیها قلاع الدنیا کلها ....؟!! أیها الکذاب الأشر ...!!! إن کنت صادقا فیما تقول : فلماذا حفر النبي صلی الله علیه وسلم الخندق هو وأصحابه في بعض نواحي المدینة...؟!! ثم هل أنت متأکد من صحة حدیث المباهلة..؟!! ما هو وجه الاستدال بهذا الحدیث وما علاقته حال کون النبي صلی الله علیه وسلم وعلي رضي الله عنه روحان في جسد واحد ...؟
ألم یقل الله تعالی : « لا تحزن إن الله معنا » ..؟ ألم تقولوا: « إن الحق مع علي
وعلي مع الحق » فتجعلوا هذا القول دلیلاً لكم وتستنتجون منه ان الله هو الحق
وعلي هو الحق فهما روحان في جسد واحد ....؟! تعالی الله العظيم عما تقولون أیها الکفرة علوا کبیراً.
الم تعلم أن الذین ألهوا علیاً إنما کانت حجتهم هذه المقولة المکذوبة المفتراة ..؟!!
الا تدري أم أنك لا دریت و لا تلیت أن هذه الروایة هي التي جعلتکم تنزلون علیاً منازل الالوهیة والربوبیة ، ففتحت بذلك ابواب جهنم علی مصراعیها واسکنت قائلها ومعتقدها قعر جهنم...؟!!!! .
الإدعاء الحادي والتسعون بعد المائة وقوله :
شواهد من الأحاديث
الأخبار المروية والأحاديث النبوية في هذا المعنى المجازي كثيرة ننقل نماذج منها: ـ أي اتحاد روحي النبي صلى الله عليه وسلم وروح علي ـ .........؟؟!! .
قال رسول الله (ص) : علي مني وأنا منه، من أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في " المسند " وابن المغازلي في المناقب والموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب، وآخرون غيرهم ، وقال (ص) : علي مني وأنا من عليّ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو عليّ ، أخرجه جماعة ، منهم :ابن ماجه في السنن 1/92 ، والترمذي في صحيحه وابن حجر في الحديث السادس من الأربعين حديثا التي رواها في مناقب علي بن أبي طالب (ع) في كتابه ( الصواعق) وقال : رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه والإمام أحمد في المسند 4/164 ، وحمد بن يوسف الكنجي في الباب 67 من " كفاية الطالب " نقله عن مسند ابن سماك ، " والمعجم الكبير " للطبراني ، وأخرجه الإمام عبد الرحمن النسائي في كتابه " خصائص الإمام علي (ع ) وأخرجه الشيخ سليمان القندوزي في الباب السابع من " ينابيع المودة ، وروى الأخير أيضا في الباب السابع عن عبد الله بن أحمد بن حنبل مسندا ، عن ابن عباس : أن رسول الله (ص) قال لأم سلمة رضي الله عنها : علي مني وأنا من علي ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى ، يا أم سلمة اسمعي واشهدي ! هذا علي سيد المسلمين ، وأخرج الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، وابن أبي الحديد في " شرح نهج البلاغة " عن رسول الله (ص) قال : علي مني وأنا منه ، وعلي مني بمنزلة الرأس من البدن ، من أطاعه فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ، وأخرج الطبري في تفسيره والمير السيد علي الهمداني الفقيه الشافعي في المودة الثامنة من كتابه " مودة القربى " أن رسول الله (ص) قال : إن الله تبارك وتعالى أيد هذا الدين بعلي ، وإنه مني وأنا منه ، وفيه أنزل: ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيّنَةٍ مِنْ رَبّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ). وخصص الشيخ سليمان القندوزي في كتابه " ينابيع المودة " بابا بعنوان : الباب السابع : في بيان أن عليا ( كرم الله وجهه ) كنفس رسول الله (ص) ، وحديث : علي مني وأنا منه ، وأخرج فيه أربعة وعشرين حديثا مسندا ـ بطرق شتى وألفاظ مختلفة لكن متحدة المعنى ـ عن رسول الله (ص) أنه قال : علي مني بمنزلة نفسي ، وفي أواخر الباب ينقل عن " المناقب" حديثا يرويه عن جابر ، أنه قال : سمعت من رسول الله (ص) في علي بن أبي طالب عليه السلام خصالا لو كانت واحدة منها في رجل كانت تكفي في شرفه وفضله ، وهي قوله (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقوله : علي مني كهارون من موسى ،وقوله : علي مني وأنا منه ، وقوله : علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي ، وقوله : حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله . وقوله : ولي علي ولي الله ، وعدو علي عدو الله ، وقوله : علي حجة الله على عباده . وقوله : حب علي إيمان وبغضه كفر ، وقوله : حزب علي حزب الله ، وحزب أعدائه حزب الشيطان ، وقوله : علي مع الحق والحق معه لا يفترقان . وقوله : علي قسيم الجنة والنار ، وقوله : من فارق عليا فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله ، وقوله : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة ، ويختم الباب بحديث آخر رواه عن المناقب أيضا ، جاء في آخره ، أقسم بالله الذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية ، إنك لحجة الله على خلقه ، وأمينه على سره وخليفة الله على عباده أمثال هذه الأحاديث الشريفة كثيرة في صحاحكم ومسانيدكم المعتبرة ، ولو نظرتم فيها بنظر الإنصاف لأذعنتم أنهم قرائن على المجاز الذي تقوله في اتحاد نفس المصطفى (ص) وعلي المرتضى عليه السلام وهي تؤيد نظرنا أن كلمة ( أنفسنا ) في آية المباهلة دليل واضح على تقارب نفسي النبي والوصي إلى حد التساوي في الكمالات الروحية والتماثل في الصفات النفسية فإذا ثبت هذا الأمر ، فقد ثبت اعتقادنا بأفضلية علي عليه السلام وتقدمه على الرسل والأنبياء (ص) ما عدا خاتم النبيين محمد (ص)
ردنا عليه :
أورد المؤلف في کتابه أکثر من عشر روایات کلها مختلقة موضوعة کما إنها تتکلم في علي رضي الله عنه وطبعاً کعادته لا یأتي بحدیث واحد له سند صحیح بل کلها ملفقة ولا أصل لها .!!.
قلت: لم یترك المؤلف هذه العادة السیئة فهو یحدث بکل ما اتفق دون التمییز بین الصحیح والضعیف الهالك!! وإنما یکتفي بالقول إنه ضعیف وذلك إذا رأی هذا الحدیث أو ذاك یذکر مناقب أبي بکر وفضائله ، نعم ضعیف ولو كان راويه هو البخاري ومسلم ...؟!!
ثم تحت هذا العنوان نفسه روی ثلاث روایات عن سلیمان البلخي ، ولا ادري کیف یمکننا أن نثق في تلك الروایات والاحادیث والاخبار التي رواها مع أنه لم يكن من أئمة هذا الشأن ولا من رواة الحديث المعتمدين ، بله کان قد توفي قبل تألیف هذا الکتاب الذي بین أیدینا - ليالي بيشاور - بثمانین سنة ....؟!!
سلیمان البلخي روی کل هذه الاحادیث التي لا تعد ولا تحصى ولکني علی یقین لو أن مؤلف لیالُي بیشاور قدر له أن یولد قبل مائة سنة وحینها لم یکن لسلیمان البلخي وجود ولا أثر فإني متیقن انه سوف لن یجد من الاحادیث ما وجدها عن البلخي حتی یملأ بها کتابه هذا ، وإني أتساءل : ماذا تراه هو صانع حينئذ ...؟!! .
الادعاء الثاني والتسعون بعد المائة وقوله :
الإمام علي عليه السلام جامع فضائل الأنبياء
لا شك أن أنبياء الله سبحانه وهم من أرسلهم وبعثهم لهداية عباده كانوا يتخلقون بأجمل الأخلاق وكانوا يتصفون بأحمد الصفات ، وكانوا يتزينون بأحسن الفضائل والخصال ، إلا أن كلا منهم امتاز بصفة واشتهر بفضيلة حتى امتاز بها عن الآخرين ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام جمع كل الفضائل التي امتاز بها الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين ، ولقد حدثنا المؤرخون والمحدثون أنه عليه السلام في آخر يوم من حياته الكريمة ، حينما كان على فراش الموت والشهادة ، حضر عنده جماعة من أصحابه لعيادته ، وكان ممن حضر صعصة بن صوحان ، وهو من كبار الشيعة في الكوفة ، وكان خطيبا بارعا ، ومتكلما لامعا ، وهو من الرواة الثقات حتى عند أصحاب الصحاح الستة وأصحاب المسانيد عندكم ، فإنهم يروون عنه ما ينقله الإمام علي عليه السلام ، وقد ترجم له كثير من علمائكم مثل ابن عبد البر في "الاستيعاب" وابن سعد في " الطبقات الكبرى" وابن قتيبة في " المعارف " وغيرهم ، فكتبوا أنه كان عالما صادقا ، وملتزما بالدين ، ومن خاصة أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام . في ذلك اليوم سأل صعصعة الإمام عليا عليه السلام قائلا :
يا أمير المؤمنين ! أخبرني أنت أفضل أم آدم (ع) ؟
فقال الإمام عليه السلام : يا صعصعة ! تزكية المرء نفسه قبيح ، ولولا قول الله عز وجل: ( وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ) ما أجبت .
يا صعصعة ! أنا أفضل من آدم ، لأن الله تعالى أباح لآدم كل الطيبات المتوفرة في الجنة ونهاه عن أكل الحنطة فحسب ، ولكنه عصى ربه وأكل منها ! وأنا لم يمنعني ربي من الطيبات ، وما نهاني عن أكل الحنطة فأعرضت عنها رغبة وطوعا . كلامه كناية عن أن فضل الإنسان وكرامته عند الله عز وجل بالزهد في الدنيا وبالورع والتقوى ، وأعلى مراتبه أن يجتنب الملاذ ويعرض عن الشهوات والطيبات المباحة ـ من باب رياضة النفس ـ حتى يتمكن منها ، ويمسك زمامها ، فيسوقها في طريق الورع والتقوى، فقال صعصعة : أنت أفضل أم نوح ؟ فقال عليه السلام : أنا أفضل من نوح ، لأنه تحمل ما تحمل من قومه ، ولما رأى منهم العناد دعا عليهم وما صبر على أذاهم ، فقال :( رّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيّاراً). ولكني بعد حبيبي رسول الله (ص) تحملت أذى قومي وعنادهم ، فظلموني كثيرا فصبرت وما دعوت عليهم.
كلامه عليه السلام كناية عن أن أقرب الخلق إلى الله سبحانه أصبرهم على بلائه وأكثرهم تحملا من جهال زمانه سوء تصرفهم ، وهو يقابلهم بالحكمة والموعظة الحسنة وبحسن سلوكه وأخلاقه ، قربة على الله تعالى ، فقال صعصعة : أنت أفضل أم إبراهيم ؟ فقال عليه السلام : أنا أفضل ، لأن إبراهيم قال : ( رَبّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنّ قَلْبِي). ولكني قلت وأقول : لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا، فكلامه عليه السلام كناية عن أن مرتبة العبد عند الله سبحانه تكون بمرتبة يقينه ، فكلما ازداد العبد يقينا بالله عز وجل وبالمعتقدات الدينية ازداد قربا من الله سبحانه وتعالى ، قال صعصعة : أنت أفضل أم موسى ؟ قال (ع) : أنا أفضل من موسى لأن الله تعالى لما أمره أن يذهب إلى فرعون ويبلغه رسالته ( قَالَ رَبّ إِنّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ) ولكني حين أمرني حبيبي رسول الله (ص) بأمر الله عز وجل حتى أبلغ أهل مكة المشركين سورة براءة ، وأنا قاتل كثير من رجالهم وأعيانهم ! مع ذلك أسرعت غير مكترث ، وذهبت وحدي بلا خوف ولا وجل ، فوقفت في جمعهم رافعا صوتي ، وتلوت آيات من سورة براءة ، وهم يسمعون !!
كلامه كناية عن أن فضل الإنسان عند الله سبحانه بالتوكل عليه عز وجل والإقدام في سبيل الله `وأن لا يخشى العبد أحدا إلا ربه تعالى شأنه .
قال صعصة : أنت أفضل أم عيسى ؟ قال عليه السلام : أنا أفضل ، لأن مريم بنت عمران لما أرادت أن تضع عيسى ، كانت في البيت المقدس ، جاءها النداء يا مريم اخرجي من البيت ! هاهنا محل عبادة لا محل ولادة ، فخرجت ( فَأَجَاءَهَا الْمضخَاضُ إِلَى جِذْعِ النّخْلَةِ) ولكن أمي فاطمة بنت أسد لما قرب مولدي جاءت إلى بيت الله الحرام والتجأت إلى الكعبة ، وسألت ربها أن يسهل عليها الولادة ، فانشق لها جدار البيت الحرام ، وسمعت النداء : يا فاطمة ادخلي ! فدخلت ورد الجدار على حاله فولدتني في حرم الله وبيته.
ردنا عليه :
بالرغم من ذلك لا أفهم ، لماذا لا یتحاکم الی کتاب الله ویرجع الیه لیتبین له الحق فیتبعه ، فهل هناك قول وهدی ونور ورشاد فوق کتاب الله وکلامه ..؟ ونحن لحد الساعة لم نعثر علی اسم علي في القرآن الکریم لا بالعبارة ولا بالاشارة ....!! أما الاحادیث التي ذکرها کلها موضوعة مکذوبة ، ونحن لا نذکر مثل هذه الاحادیث ولا نرویها حتی ولو کان ذلك في محمد صلی الله علیه وسلم ...!!. إنها تدل بجملتها وتفید أن علیاً وقد ذکر المؤلف قصتة أفضل من الانبیاء علیهم الصلاة والسلام ...؟ قلت: لو کان الأمر علی ما تعتقد وتزعم فأنا أیضاً أفضل من آدم علیه الصلاة والسلام ...؟!! وذلك لان الله تعالی قد نهاه عن أکل الحنطة وکانت یومئذ حراماً علیه ، فعصی الله بذلك ، وانا قد نهاني ربي عن شرب الخمر فلم أشربها....!! وأنا کذلك بمنزلة علي رضي الله عنه في تفضیله علی أبراهیم ، لانني آمنت وصدقت بالبعث دون أن أطلب من ربي دلیلاً علی ذلك ....؟!!
ان مؤلف لیالي بیشاور لا یرید أن یفهم ان الله تعالى عندما استجاب لعبده ونبیه وخلیله ابراهیم علیه الصلاة والسلام ، انما استجاب له لیظهر للناس مکانته ومنزلتة العالیة عند الله تعالی کما إنها أحدی المعجزات التي أظهرها علی یدیه صلواة ربي وسلامه علیه ...؟ نحن الی الآن لم نختلف في هذه المسألة ولکن لنا شرط واحد : وهو أن یثبت لنا أن علیاً استطاع أن یحیي لنا عشرة من الموتی عندها سنقول : نعم صدقت إن علیاً کان افضل من ابراهیم ...؟!!! ثم لو أنه أیّد بهذه الکرامة أو المعجزة فما الذي یمنع أو يحول دون ذکرها في القرآن .... ؟!!.
هل لعاقل أن یدعي أنه أفضل من موسی ...؟ لماذا ...؟ لان الله تعالی أیده بالعصا حینما بعثه لقتال أعداءه من المشرکین والطغاة والمتجبرین ، أما رجلنا العاقل فإنه ذهب لحربهم دون أن تکون له عصا موسی ....؟!!.
لو کنت تريد من كل أحد أن يمشي على هذه الطریقة وهذا النوال لکان کل مجاهد هو أفضل من موسی علیه الصلاة والسلام...!! وأن الذي یلغم نفسه بالمتفجرات والأحزمة الناسفة فهذا أفضل حتی من علي لإن عليا نفسه لم یفعل فعلهم أویقوم بتفجیر نفسه بین أعداء الله ...؟!! ثم إنه یقول : إن علیاًَ خیراً من نوح علیه الصلاة والسلام لانه دعا علی قومه بحلول العذاب وهو لم یفعل ذلك....!!
قلت : بناءاً علی ما تقدم ذکره ، فأنتم لستم شیعة علي کما تدعون وتزعمون ...؟ لان علیاًٌ رضي الله عنه لم یلعن أحداً ولم یدعو علی شخص ولم یأمر بذلك غیره رضي الله عنه ...!!! أما أنتم فتلعنون ابابکر وعمر وتعتبرون ان ذلك عبادة تتقربون بها الی الله تعالی ، إما ان قلتم ان علیاً لم یلعن أحداً ولم یفعل ذلك ولکننا أمرنا من قبله باللعن والدعاء علیهم ...؟!!
قلت: لا فضیلة اذاً لعلُي علی نوح لأن نوح دعا بنفسه ولعله لم یفعل ذلك لولا علمه أن الله تعالی قد أذن له بذلك والانبیاء لا یکذبون علی الله تعالی لانهم معصومون اما علي فإنه أمرکم بذلك ولم نر لدیکم أي دلیل علی أن الله قد أذن لکم بذلك أو أمرکم ، فإن قلتم ، بلی ، قلنا: هاتوا برهانکم أیها الکاذبون ...؟!!!.
قال المؤلف: أن علیاً یقول : أنا افضل من موسی ، لأن الله تعالی عندما أمر موسی علیه السلام بالذهاب الی فرعون ودعوته الى عبادة الله خاف وأما أنا فعندما أمرني رسول الله صلی الله علیه وسلم أن اقرأ علی الناس سورة براءة فقرأتها ولم أخش أحداً ...؟!!!
قلت: إن علیاً حینما أمر بقراءة براءة کانت مکة بید المسلمین وأهلها منهم فما الضیر في ذلك ولماذا یخشی أحدا أو یخاف ..؟ إذاً لم تکن هناك مزیه لعلي علی موسی علیه الصلاة والسلام ...!! ثم لو أردنا أن نعمل بهذه القاعدة التي سننتها لنا فأنا کذلك أفضل من موسی لأنني قاتلت الروس وذهبت لجهادهم ولم أخف منهم..!!
ثم یقول: إن علیاً قال: أنا أفضل من عیسی لأن أمه حین ولدته أمرت أن تخرجه من الصومعة بعد ولادته ، أما أنا فقد ولدتنی أمي داخل الکعبة ومکثت هناك ثلاثة أیام حتی اذا جاءها المخاض ففتح لها جدار الکعبةَ وقیل لها: أدخلي ، فدخلت ...!!!.
قلت: إن الله تعالی بناءاً علی قولکم لم یظلم علیاً فحسب إذ لم یذکره في القرآن الکریم فحسب بل إنه ظلم أمه کذلك - معاذ الله - لانها کانت أفضل من مریم البتول فکیف إذا لم یخلد ذکرها في القرآن الکریم ..؟ ثم کیف تسمی مریم ( سیدة نساء العالمین ) ولم تسمی أم علي بذلك ....؟!!
ومما تجدر الاشارة الیه إن القصةَ هذه لم تثبت بسند صحیح وکل ما قیل عن ولادة علي داخل الکعبة کذب صریح یعرفه کل طالب علم حتی الصغیر والمبتدأ منهم يفهم ذلك ، وکذلك فإن الکعبة کالنت آنذاك ملیئة بالاصنام التي کانت تعبد من دون الله فأین وجدت أم علي مکاناً لها بین هذه الأصنام الکثیرة ...؟ ثم إن وجود امرأة داخل الکعبة أظنه أهون بکثیر من نجاسة الاصنام التي کانت بداخلها ...؟!! ألیس کذلك فما المزية بوجودها ..؟!! وکذلك : إن کان علي أفضل من نوح وابراهیم وموسی وعیسی فقل لي إذاً : لماذا جاءت هذه الآیات الکریمة بحق هؤلاء الانبیاء والرسل...؟
« سلام علی نوح في العالمین» الصافات /79
« سلام علی ابراهیم » الصافات / 109
« سلام علی موسی وهارون » الصافات / 120
« سلام علی المرسلین » الصافات / 81 .
لماذا لا نری ذکراً لعلي بین هذه الآیات الکثیرة ...؟
لا یوجد حتی اسمه ، فما بالك بالسلام ...؟ ثم تتبجحون بکل صلافة ووقاحة وجهل وتقولون : إن علیاً افضل وخیر من الانبیاء والرسل کلهم أجمعین ...؟!!!.
الادعاء الثالث والتسعون بعد المائة وقوله : وقد شهد بذلك سيد الرسل وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين (ص) ، كما جاء في مناقب الخوارزمي : 49 و245 والرياض النضرة 2/217 وذخائر العقبى :93 وغيرها ، أنه قال (ص) ـ مع بعض الاختلافات اللفظية ـ : من أراد أن ينظر على آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، ونقل الشيخ سليمان القندوزي في كتابه " ينابيع المودة " الباب الأربعين ، قال : أخرج أحمد بن حنبل في مسنده وأحمد البيهقي في صحيحه عن ابن الحمراء ، قال : قال رسول الله (ص) : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في عزمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب .
قال القندوزي : وقد نقل هذا الحديث في " شرح المواقف" و" الطريقة المحمدية" ونقله ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة : 121 عن البيهقي أيضا . ونقله ـ مع بعض الاختلافات اللفظية ـ الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير ، ذيل آية المباهلة ، ومحيي الدين ابن العربي في كتابه اليواقيت والجواهر ، المبحث 32: 172 ، ونقله العلامة الكنجي الشافعي في كتابه " كفاية الطالب " وخصص له الباب الثالث والعشرين ، ثم شرحه وعلّق عليه ، وإليك ذلك : روى بإسناده عن ابن عباس ، قال : بينما رسول الله (ص) جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي عليه السلام فلما بصر به رسول الله (ص) قال : من أراد منكم أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمته ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، وعلق العلامة الكنجي بقوله :
قلت : تشبيهه لعلي عليه السلام بآدم في علمه ، لأن الله علم آدم صفة كل شيء كما قال عز وجل ( وَعَلّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلّهَا ) فما من شيء ولا حادثة ولا واقعة إلا وعند علي عليه السلام فيها علم ، وله في استنباط معناها فهم .
وشبهه في نوح بحكمته ـ أو في رواية : في حكمه ، وكأنه أصح ـ لأن عليا عليه السلام كان شديدا على الكافرين رؤوفا بالمؤمنين كما وصفه الله تعالى في القرآن بقوله ( وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) وأخبر عز وجل عن شدة نوح عليه السلام على الكافرين بقوله :( رّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيّاراً ) وشبهه في الحلم بإبراهيم عليه السلام خليل الرحمن كما وصفه الله عز وجل بقوله ( إِنّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌ ) فكان (ع) متخلقا بأخلاق الأنبياء ، متصفا بصفات الأصفياء . انتهى ، وروى في الرياض النضرة 2/218 عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه ، وإلى نوح في حكمه ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب .
ردنا عليه :
نقل المؤلف حدیثاً آخر وعزاه الی کل من : ابن ابي الحدید المعتزلي و سلیمان البلخي و الکنجي الشافعي ومحي الدین بن عربي وابن کلحة الشافعي ثم أضاف الیهم قلیلاً من المنکهات والمطیبات لیستمرأها من یقرأ لهم فقال ان أحمد بن حمبل والبیهقي کذلك روی هذا الحدیث
وطبعاً کعادته یقول هذا الحدیث کذا رواة الأئمة مع شيءٍ من التصرف بالزیادة والنقصان!!!!
قلت: إنه یعني بذلك، إنه أخذ الفاظ هذا الحدیث من سلیمان البلخي و أمثاله ثم أضاف الیه بعض الکلمات والالفاظ من غیره، و لعله یکون قد نقل الحدیث برمته من البلخي هذا وما أدرنا ..؟!! انما العلم عند الله تعالی ...!! ولکي تدرکوا حفظکم الله وأعاذکم من هذا الضلال المبین قبح عمل هذا الرجل أضرب لکم هذا المثال: إن شخصا أراد أن ینقل الیکم عبارة أو جمله أو أثراً ما فیقول: جاء هذا الخبر في القرآن الکریم والتوراة والانجیل مع شيءٍ من التصرف في الالفاظ: إن الله أحد وهو ثالث ثلاثة وأن عیسی ابن مریم هو الله ...؟!!!
فهل يقبل مثل هلا الهذیان والهلوسة أحد له ذرة عقل ...؟ وبهذا یتبین لنا مراده بزیادة أو ینقصان أي إنه أخذ « قل هو الله أحد » من القرآن وأما الجملتین اللتین بعدها فمن التوارة والانجیل، وهکذا فعل بالضبط في هذا الحدیث فهو قد أخذ من کل إمام نتفة ثم ألف من هذه النتف کلاماً سماه حدیثاً فأخذ من « أحمد بن حنبل و ابن ابي الحدید والکنجي الشافعي وغیرهم » فهل فهمنا الاعیب هذا الرجل وأکاذیبه .؟!
ثم یقول: إن الکنجي الشافعي قال: روي عن رسول الله صلی الله علیه وسلم « من أراد أن ینظر الی آدم في عمله و الی نوح في حکمته و الی ابراهیم في عمله و الی موسی في هیبته و الی عیسی في عبادته فلینظر الی علي».
قلت: اثبت الأخوة وصحتها ثم اطلب المیراث ...!! هذا الحدیث کذب، والکنجي هذا رجل شیعي قتله أهل السنة لخیانته و تآمره مع المغول ضد المسلمین فهو لم یکن سنیا یوماً من الایام.
ثم انظروا ماذا نقل لنا هذا الدعيّ عن ابي الحدید: إن تقدیم علي و تفضیله علی سائر الصحابة قول لم ینفرد به الامام أحمد وحده و إنما هو قول الکثیر من علمائکم المنصفین، کما ذکره ابن ابي الحدید في شرح نهج البلاغة؟!!!.
( وهل يجوز عند العقلاء والنبلاء تقديم المفضول على الفاضل ؟! كما يقول أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 10/226 : أما الذي استقر عليه رأي المعتزلة بعد اختلاف كثير بين قدمائهم في التفضيل وغيره ، أن عليا أفضل الجماعة ، وأنهم تركوا الأفضل لمصلحة رأوها !
ويقول في صفحة 227 : وبالجملة أصحابنا يقولون : إن الأمر كان له [ لعلي ] (ع) وكان هو المستحق والمتعين !
ويقول في شرح الخطبة الشقشقية في شرح نهج البلاغة 1/157 ط. دار إحياء التراث العربي : لما كان أمير المؤمنين (ع) هو الأفضل والأحق وعدل عنه إلى من لا يساويه في فضل ولا يوازيه في جهاد وعلم ، ولا يماثله في سؤدد وشرف ، ساغ إطلاق هذه الألفاظ ... إلى آخره .
فلا ينكر أحد تفضيل الإمام علي (ع) على غيره إلا عن تعصب وعناد ، وإلا فإن أعلامكم المنصفين ذهبوا أيضا مذهب المعتزلة في ذلك : فقد روى العلامة الكنجي الشافعي في " كفاية الطالب " الباب الثاني والستين ، بسنده عن ابن التيمي ، عن أبيه ، قال : فضل علي بن أبي طالب على سائر الصحابة بمائة منقبة وشاركهم في مناقبهم .
وقال العلامة الكنجي ، وابن التيمي هو موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي ، ثقة وابن ثقة ، أسند عنه العلماء والإثبات ... ثم ذكر المائة منقبة بالتفصيل.
ونقل الشيخ سليمان القندوزي في كتابه " ينابيع المودة " الباب الأربعين ، قال : أخرج موفق بن أحمد ، عن محمد بن منصور ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل مثل ما لعلي بن أبي طالب (ع) وقال أحمد : قال رجل لابن عباس سبحان الله ! ما أكثر فضائل علي بن أبي طالب ومناقبه! إني لأحسبها ثلاثة آلاف منقبة . فقال ابن عباس : أَو لا تقول إنها ثلاثين ألفا أقرب ؟!. وقال ابن أبي الحديد في مقدمة شرح نهج البلاغة 1/17 ط. دار إحياء التراث العربي : وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ؟! وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة وتتجاذبه كل طائفة ؟! فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ومجلي حلبتها . كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ ، وله اقتفى ، وعلى مثاله احتذى .
ويقول في خاتمة المقدمة : 30 : وجب أن نختصر ونقتصر ، فلو أردنا شرح مناقبه وخصائصه لاحتجنا إلى كتاب مفرد يماثل حجم هذا ، بل يزيد عليه . وبالله التوفيق .
فلا أدري بأي عذر أخروا هذا الرجل الفذ ، والإنسان العبقري ، العملاق العظيم العلي على البشر بعد النبي (ص) . ولماذا لم يستشيروه في أمر الخلافة ؟! وهل لهم دليل على تقديم الآخرين عليه ؟! فانصفوا ولا تتبعوا التعصب والعناد !
قلت: بعد کل هذه الدواهي وثالثة الأثافي یدعي المؤلف ان ابن ابي الحدید کان سیناً ..؟!!!.
قل لنا بربك: هل کان مکتوباً علی جبهته أنه سني؟ وإن حدث هذا أو ذاك فإنه لا عبرة به، لأن الانسان إنما یعرف بأقواله ومواقفه وما یبدیه الینا من صفحة عمله، ألیس الانسان وکل ابن آدم مختف تحت لسانه ....؟
الادعاء الرابع والتسعون بعد المائة : قال المؤلف في هذه المناقشة الوهمیة کلاماً یفهم السامع منه أنه قول السني وکلامه ، وأنت حينما تطالع الهذا الكلام تراه كلاما رکیکا یستطیع المؤلف هذا أن یرد علیه ويفنده بکل سهولة لیظهر للجميع بعد ذلك بصورة المنتصر الظافر ...!!!
قال المؤلف: « قال الحافظ : وأنتم أيضا أنصفوا وانظروا هل يجوز لكم أن تنسبوا لأصحاب النبي (ع) المقربين ، غصب الخلافة ومخالفة أمر الله والرسول ؟! وكيف تعتقدون بأن أمة الإسلام اجتمعت على الباطل والضلال ؟!! أما قال رسول الله (ص) : لا تجتمع أمتي على الخطأ....؟! وقال (ص) : لا تجتمع أمتي على الضلالة ، فلذلك نحن لا نقلد أسلافنا تقليد الأعمى ولا نسير خلفهم سير الحمقى ، بل قلدناهم وأخذنا مذهبهم إطاعة لأمر النبي (ص) حيث صحح إجماع المسلمين وأيد كل ما أجمعت عليه الصحابة المهتدين . » .
دعوى : إجماع الأمة على خلافة أبي بكر
قلت : أرجو أن تبينوا لنا أدلتكم على صحة خلافة أبي بكر ؟
الحافظ : إن أقوى دليل على إثبات خلافة أبي بكر وصحتها هو إجماع الأمة على خلافته .
وأضف على هذا كبر السن والشيخوخة ، فإن عليا ( كرم الله وجه ) مع فضله وسوابقه المشرفة وقربه من رسول الله (ص) فإن المسلمين أخروه لصغر سنه.
وأنتم لو فكرتم قليلا وأنصفتم لأعطيتم الحق للمسلمين ، فلا يجوز عقلا أن يتقدم في هذا الأمر العظيم شاب حدث السن مع وجود شيوخ قومه وكبراء أهله .. وإن تأخر سيدنا علي لا يكون نقصا له بل كماله ، وإن أفضليته على أقرانه ثابتة لا ننكرها ، ثم إن المسلمين سمعوا حديثا رواه عمر بن الخطاب ، قال : لا تجتمع النبوة والملك في أهل بيت واحد ، ولما كان عمر من أهل بيت النبوة ما بايعوه ..
قلت: مما لا شك فیه إن الأمة لن تجتمع علی الضلالة ولکن في الوقت نفسه لا تستطیع أن تقول: ان سعد بن عبادة لم یکن متفقاً مع بقیة الصحابة في اختیار الخلیفة، إذاً فخلافة أبي بکر لیست صحیحة ...؟.
نحن بالطبع لا نقول بأن جمیع الصحابة قد اتفقوا علی اختیار الخلیفة ، بل نقول: ان اکثرهم اتفقوا الا القلیل منهم ، وهذا القلیل أیضاً إما بایعهُ فیما بعد أو أنهم رضوا بالأمر الواقع ولم یخرجوا علی الطاعة ولم یشقوا عصا المسلمین وأعطوا الولاء الکامل للدولة الاسلامیة وقیادتها ولم نسمع منهم كما لم یسجل التاریخ عنهم مثل هذه الاقوال العجیبة التي نسمعها منکم ، ولم یقل أحد منهم إنه هو الخلیفة الشرعي دونما سواه ...؟!!.
ثانیاً: نحن لم نقل : إن فارق العمر وکبر السن أحد الادلة الشرعیة المهمة في مشروعیة وصحة الخلافة ، فلماذا تقولوننا ما لم نقله ...؟
ثالثاً: إن الحدیث الذي ذکرته عن عمر بن الخطاب کذب محض لا أساس له من الصحة ، ثم إنك تتحدث علی لسان السني وتنطق بالنیابة عنه وتتفوه بکلمات تعلم جیداً أنك فقد أعددت عدتك للاجابة عليها قبل کتابتها وتدوینها في کتابك لانها بالطبع من إعدادك وإخراجك ....؟!!.
إذا کنت محقاً فيما تدعیه فعلیك أن تسمع أدلتنا أولاً وتعرف ما هي الحجج والشواهد التي تثبت أحقیة أبي بکر رضي الله عنه بالخلافة وتقدیمه علی من سواه من الصحابة فألیك الآتي :
1- إنه لیس في القرآن الکریم ولو مجرد إشارة الی هذا الأمر الهام الذي تدعونه
2- وهوقولکم: إن الله تعالی قد اختار علیاً علی من سواه ، فقولکم لیس له أي اساس من الصحة ...؟!!.
3- هل کان أمر الخلافة له أهمیه أم لا ..؟ إن لم تکن له أهمیه کبیرة فلماذا إذاً اتعبت نفسك وألفت کتاباً یضم الف وخمسین صفحة ..؟ وإن قلت: بل إنه هام وفي غایة الأهمیة، قلت: لماذا لم یذکر القرآن ذلك الأمر الهام..؟ فلا تلجأ مرة أخری الی تأویل الآیات والتقول علی الله بما لا علم لك به ..!!!.
إنکم لو کنت صادقین فیما تدعونه في علي رضي الله عنه لوردت الاشارة الی ذلك في القرآن الکریم ، بل کان ینبغي أن یذکر في هذا الأمر المهم الخطیر مائة آیة فأنتم مرة تقولون: هو أفضل من جمیع الانبیاء ومرة تقولون هو افضل من الملائکة ..؟ الم یکن الاجدر والأحری أن یذکر في القرآن ..؟ فعندما لم یأت شيء
ولو علی سبیل الاشارة علمنا إنه لا وزن يذكر ولا قیمة لما تدعونه وتتقولونه من تخرصات وإفك ....!!!.
ثم یضیف قائلاً: لقد ادعيتم أن إجماع الصحابة هو أقوى دليل على إثبات خلافة أبي بكر وصحتها . واستدللتم بحديث : لا تجتمع أمتي على الخطأ ، أو لا تجتمع أمتي على ضلال .
فالأمة أضيفت إلى ياء المتكلم ، فتفيد العموم كما قال النحويون ، فعلى فرض صحة الحديث يكون معناه : إن أمتي كلهم من غير استثناء إذا أجمعوا على أمر فذاك الأمر لا يكون خطأ أو ضلالا ، وهذا هو الإجماع الذي يتضمن هذا الرأي هو حجة الله تعالى في خلقه ، لأن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل ـ كما جاء في روايات الفرقين ثم إن هذا الحديث ـ على فرض صحته ـ لا يعارض الأحاديث النبوية والنصوص الجلية في تعريف النبي (ص) خليفته في البرية ، ولو تنزلنا وسلمنا برأيكم والتزمنا بهذا المقال ، بأن النبي (ص) لم يعين خليفته بأمر الله العزيز المتعال ، وإنما كان يشير إلى علي (ع) ويرشحه للخلافة برأيه الشخصي ، وقد فتح على الأمة باب الاختيار وفسح لهم المجال ، وأقر إجماعهم بقوله (ص) : ( لا تجتمع أمتي على خطأ أو ضلال ) . فنقول : إن الإجماع الذي أقره النبي (ص) ما حصل في خلافة أبي بكر ولم يحصل الحافظ : نفي الإجماع على خلافة أبي بكر (رض) أمر غريب ! لأنه حكم في الأمة بعد النبي (ص) أكثر من سنتين من غير مخالف أو منازع ، وانقاد له جميع المهاجرين والأنصار ، وبهذا حصل الإجماع على خلافته . قلت : إن هذا كلام مغالطة وجدل ! لأن سؤالي وكلامي كان حول إجماع الأمة على خلافة أبي بكر في بداية الأمر ، حينما اجتمعوا في السقيفة ، وهل وافق الحاضرون كلهم على خلافته ؟! وهل اتفق رأي المسلمين الذين كانوا في المدينة المنورة على خلافته آنذاك ؟! وهل كان لرأي سائر المسلمين ـ الذين كانوا خارج المدينة المنورة ، حواليها أو بعيدين عنها ـ أثر في الانتخاب ؟! أم ليس لرأيهم محل من الإعراب ؟! قلت : بالله عليكم فكروا وأنصفوا ! هل الإجماع الذي أقره رسول الله (ص) في حديثه حصل في السقيفة ، مع مخالفة سعد بن عبادة الخزرجي وأهله وأنصاره ؟! فهل تكشف واقعة السقيفة عن إجماع الصحابة البررة أو تنبئ عن مؤامرة مدبرة ؟! وإذا ما كانت هناك مؤامرة ، ولم تتدخل فيها الأغراض والأطماع ، لماذا لم يصبروا حتى يتحقق الإجماع ؟! وكلنا نعلم ، بأن الأوس قد وافقوا على خلافة أبي بكر لا لمصلحة الإسلام ، بل بسبب النزاعات والخلافات التي كانت بينهم وبين الخزرج ، وقد كانت لها جذور جاهلية ، فلما رأوا كفة سعد بن عبادة قد رجحت وكاد أن يبتز الحكم ، أسرعوا إلى أبي بكر فبايعوه رغما لأنوف مناوئيهم الخزرجيين .
وأما المسلمون خارج السقيفة ، لما سمعوا بما حدث في السقيفة ذهلوا وبهتوا ، ثم انجرفوا مع التيار ، وكان أكثر الناس في ذلك المجتمع همجا رعاعا ، ينعقون مع كل ناعق ، ويميلون مع الريح وهم الذين يصفهم الباري عز وجل بقوله : ( وَمَا مُحمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ). وسوف يخاطبهم الله تعالى في جهنم بقوله سبحانه : ( لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقّ وَلكِنّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقّ كَارِهُونَ)، وأما الذين استقاموا على الدين ، وثبتوا في طريق الحق واليقين ، وتمسكوا بولاية سيد الوصيين ، واعتقدوا خلافة وإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فعددهم قليل ، وهم الذين يصفهم ربهم سبحانه وتعالى بقوله : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشّكُورُ) . وهم صفوة أصحاب رسول الله (ص) وأهل بيته المطهرون وعترته الطيبون وهم الذين غضبوا من أحداث السقيفة وأعلنوا مخالفتهم لبيعة أبي بكر ، فلذلك نقول أن الإجماع ـ الذي تدّعونه لإثبات وتصحيح خلافة أبي بكر وشرعيتها ـ لم يحصل ! .
قلت: لا زلت تکرر هذه العبارة السمجة ..!!
لابد لك قبل کل شيء من الاجابة علی هذا السؤال: کیف تمکنت هذه الفئة القلیلة أن تفرض رأیها وتقنع ذلك الجمع الغفیر من الصحابة والأمة کلها ..؟ قل لنا: هل ادی الناس البیعة ام لا ..؟
إذا کان الناس قد بایعوا وانتهی الأمر وسلمت الأمة کلها زمام أمورها وقیادتها بید ابي بکر رضي الله عنه فهذا یعني أنهم کانوا یعرفون جیداً ان هذه الفئة الصغیرة القلیلة کانت علی الحق، وانها هي القاعدة الصلبة التي یقوم علیها هذا الدین
وتجتمع بهم کلمه المسلمین ..؟!! وبهذا کنت صادقاً حینما قلت: ان الرجل الشجاع ذو الخبرة والتجربة يعدل مائة الف ، نعم إن الکل یعلم إن الکلمة القویة والارادة الجازمة کانت بید المسلمین من أهل المدینة لا لاهل مکة ومن سواهم من قبائل العرب ...؟ ثم قال : لو سلمنا جدلاً ووافقناکم القول: أيها العلماء لو فكرتم قليلا وأنصفتم ، ثم نظرتم إلى أحداث السقيفة وما نجم منها ، لأذعنتم أن خلافة أبي بكر ما كانت بموافقة جميع أهل الحل والعقد ، ولم يحصل الإجماع عليها ، وأن ادعاء القوم وتمسكهم بالإجماع فارغ عن المعنى واسم من غير مسمى !
فإن إعلان النتيجة في مثل هذه الأمور تعبر برأي الأكثرية والأقلية أو الإجماع .
فلو تشاور قوم في أمر ، فوافق أكثرهم وخالف آخرون ، فالموافقون أكثرية والمخالفون أقلية .
ولكن إذا وافق كلهم ، بحيث لم يخالف منهم أحد ، فقد حصل الإجماع .
والآن أسألكم بالله ! هل حصل هذا الإجماع على خلافة أبي بكر ، في السقيفة أو في المسجد أو في المدينة ، وحتى لو تنزلنا وقلنا : إن الملحوظ هو رأي كبار الصحابة وذوي العقل والبصيرة من المسلمين فهل أجمع كبار الصحابة وعقلاء المسلمين وأهل الحل والعقد كلهم على خلافة أبي بكر ، بحيث لم يكن فيهم مخالف واحد ؟!
الحافظ : قلنا بأن الإجماع ما حصل في بادئ الأمر ، بل حصل تدريجا بموافقة المخالفين واحدا بعد الآخر مع طول الزمن .
قلت : وحتى هكذا ـ إجماع تدريجي ـ لم يحصل أيضا ، لأن كثيرا من المخالفين بقوا على مخالفتهم لخليفة السقيفة ، إلى أن وافاهم الأجل ، منهم سيدة نساء العالمين وبنت سيد المرسلين وحبيبة خاتم النبيين ، فاطمة الزهراء (ع) ، وكانت هي مدار سخط الله سبحانه ورضاه ، حيث قال رسول الله (ص) في شأنها : " فاطمة بضعة مني ، يرضى الله لرضاها ، ويسخط لسخطها " . فأعلنت سخطها على الخليفة ، ومخالفتها لرأي السقيفة ، ورفضت أن تبايع أبا بكر حتى ماتت وهي واجدة عليه. وأحد المخالفين لخلافة أبي بكر ، سعد بن عبادة الخزرجي ، وهو سيد قومه ، أعلن خلافه لما بعث إليه أبو بكر أن أقبل فبايع فقد بايع الناس . فقال : أما والله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي من نبل ، وأخضب منكم سناني ورمحي ، وأضربكم بسيفي ، ما ملكته يدي ، وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشيرتي ، ولا والله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم حسابي فالإجماع الذي تزعمونه نفاه كثير من أعلامكم أيضا ، منهم صاحب كتاب "المواقف" والفخر الرازي وجلال الدين السيوطي وابن أبى الحديد والطبري والبخاري ومسلم بن الحجاج وغيرهم
قلت: من کانوا هؤلاء البقیة ؟ إن من حضر تحت سقیفة بني ساعدة هم کبار المهاجرین والانصار وأما الذین لم یحضروا هذا الاجتماع فهم بحمدالله رضوا
وقبلوا ولم یبدوا اعتراضا أو رفضا لما أبرمه خیار الأمة من الهاجرین والانصار كما أنهم لم يشقوا عصا الطاعة ، ثم لم یکن هناك ثمة ما یجبرهم علی قبول هذا الأمر ..؟ نعم لقد کان لهم حق الرفض ، إذ لم یکن لدی ابوبکر أو عمر آنذاك جیش للقمع والظلم حتى يجبر الناس علی قبول أمر لم یرتضوه ، کما إنهما رضي الله عنهما لم یکونا زعیما قبیلة حتی یستظهروا بها ویستمدوا العون منها ...؟!
الادعاء الخامس والتسعون بعد المائة وقوله: ألم يكن أسامة أميرا على أبي بكر وغيره فكيف بعد ذلك يكون مأمورا ومنقادا اليه ؟؟؟!
قلتم : إنه ليس بالإمكان ، بل ولم تكن هناك فرصة مناسبة حتى يتسنى للصحابة الذين رضوا بخلافة ابي بكر أن يخبروا جميع المسلمين في مكة واليمن والطائف وسائر بلاد المسلمين ويأخذوا مشورتهم البيعة منهم .
قلت : إني أتفق معكم في ذلك ..!! ولكن هل لكم أن تخبروننا ما هو المانع الذي كان يحول بينكم وبين إخبار أسامة وجيشه وأخذ مشورتهم ولا سيما وهم كانوا وما زالوا لم يبرحوا مكانهم وفيهم كبار الصحابة ....؟ لماذا لم يطلع ذلك الجم الغفير على البيعة لأبي بكر بخلافة النبي صلى الله عليه وسلم على أمور المسلمين وأمر الشورى الذي تدعونه ..؟!! .
ألم يكن بالإمكان أن أسامة وهو أمير جيش المسلمين هو أنسب رجل لهذه المهمة وأقصد بها خلافة المسلمين خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عينه أميرا على المسلمين وكان أبو بكر وعمر من أفراد هذا الجيش ..!!
هذا وقد صرح جميع المؤرخين : أن أسامة لما بلغه أمر البيعة لابي بكر بالخلافة دون أن يطلعوه على ذلك ودون الأخذ بمشورته ومشورة كبار الصحابة الذين كانوا معه امتطى صهوة جواده ثم جاء المسجد ثم صاح مناديا بأعلى صوته : ما هذه الفوضى وما هذه الغوغاء التي نسمعها ..؟ ثم كيف لكم أن تختاروا الخليفة دون علمنا والأخذ بمشورة كبار الصحابة ..؟؟!!
فقال له عمر : يا أسامة لقد قضي الأمر وتمت البيعة ، وما عليك إلا أن تبايع كما بايع غيرك ..!
عندها تغير لون وجه أسامة وعلم الغضب في وجهه فقال : تعلمون جيدا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعلني أميرا عليكم ، وما زلت أنا الأمير ، فكيف يكون الأمير مأمورا ومنقادا لغيره ، أم كيف يعطي الأمير البيعة لواحد هو من أتباعه ومأموريه ..؟؟!
ردنا عليه :
إنما عین أسامة أمیراً علی الجیش من قبل رسول الله صلی الله علیه وسلم وفي حیاته ، وکانت مهمته خاصة تتلخص في غزو الروم الذین کانوا یسیطرون علی بلاد الشام آنذاك وهذا الأمر ثابت یعرفه کل أحد ، فلم تکن إمارته رضي الله عنه إمارة عامة لجمیع الأمة، وهو في الوقت نفسه کان قادراً إن أراد ذلك وعزم علیه أن یقضي علی أهل السقیفة ومن فیها ، ولکن علی فرض أن یکون ما تدعیه وتقوله صحیحاً ثابت ، فمن هم أهل السقیفة ..؟ ما هم الا مجموعة قلیلة لا یؤبه لها ولکن اللوم إنما یقع في هذه الحالة علی أسامة فبدل أن یصیح ویولول کما تولول النساء - كما تزعمون ذلك - کان علیه أن یسل سیفه ثم یخرج علی أولئك الذین أرادوا أن یجبروا الأمة علی البیعة لهم ...!! أقول: کان یجدر به أن یرجعهم الی إماکنهم وبذلك یرجع الحق المغتصب الی أهله ویمیت الفتنة التي لا زالت الأمة تتلظی بنارها الى يومنا هذا .. ؟!!
ولکن الذي یبدوا لنا أن قصتك هذه ملفقة من أساسها ولا صحة لها لم نسمع بها إلا في الأفلام ولعلك حين كتبتها كنت متأثرا بالأفلام الهندية ولا سيما أنك كنت دائم التجوال هناك ، فهي في النهایة قصة خیالیة لا تعدو أن تکون وهما لا حقیقة له .
قلت: أیها المدعي الکذاب بما أنك قد اعترفت بهذا حیث قلت: ان ابابکر کان حینئذ في بیت رسول الله صلی الله علیه وسلم منشغلا ومهتما بأمر رسول الله صلی الله علیه وسلم وتجهیزه ، کما ان عمر رضي الله عنه لم یکن لدیه هم الا جمع کلمة المسلمین والقضاءعلی تلك الفتنة التي أرادت أن تعصف بجماعتهم وتهدم بناء وحدتهم ، فأین المؤامرة ...؟ وما هو المبرر والداعي حتی تتقول علیهم ، والله تعالی یعلم إنك کاذب ولا حقیقة لما تقوله البته ..؟ هذه الأمة کلها تضطرب وتهیج بعد وفاة نبیها ورسولها صلوات الله وسلامه عليه ، فأسامة یصرخ ویصیح من جانب ، والانصار قد أتخذوا لهم مكانا منزويا وبنو هاشم ايضاً یرون أن الحق لهم
وفیهم ، وکبار المهاجرین والمسلمين من مختلف أنحاء الجزیرة العربیة لهم اصوات کأنها الهدیر ، فقل بربك وخالقك کیف استطاع هؤلاء الشرذمة القلیلون أن یجمعوا کلمة هذه الأمة ویوحدوا صفها ، ویرأبوا صدعها ویقضوا علی الفتنة ویمیتوها بعد أن کادت تعصف بها وتذهب بریحها ..؟
ثلاثة فقط وأحدهم کما تصفه أنت کان حفار قبور لا غیر ...؟!! استطاع هؤلاء الثلاثة أن یحفظوا للامة عزها وکرامتها وماء وجهها من أن یبذل للمنافقین أمثالك أیها البذر المهذار، والآن علیك أن تجیبنا علی هذه الأسئلة کلها بعد أن أوقعت نفسك في هذا المأزق الضیق ، علیك أن تجیب والا ............... فقلها علی الملأ إنك أنت الکذاب الأشر ...؟!!!
لقد کنت تدعي قبل قلیل إن علیاً رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم والانسان الکامل یعلم الغیب والشهادة ، فکیف إذاً یعلم عمر رضي الله عنه بأمر الفتنة وما فیه الأمة من هذه الورطة ولا یعلم ذلك علي ...؟ این علمه این عصمته این اطلاعه علی کل صغیرة وکبیرة في هذا الکون ...؟ أجب ایها المعتوة الأبله ولا تکن کالتي
ـ بحثت عن حتفها بظلفها ـ!!!
في الوقت الذي عقد أهل الشوری الثلاثة مجلسهم تحت سقیفة بني ساعدة کان لا یزال هناك ثلاثة من الأئمة المعصومین علی قید الحیاة وأقصد بذلك علي والحسن والحسین وفاطمة رضي الله عنها المعصومة الرابعة الأخری ، والسؤال هو: الم یکن هؤلاء المعصومون الثلاثة أو الاربعة لهم القدرة علی القضاء علی هذه
الشرذمة القلیلة ...؟. الم یکن یعلمون الغیب والشهادة کما تزعمون ...؟ الم یستجیبوا دعاءکم ویحققوا طلبتکم وهم أموات في قبورهم کما تدعون ذلك أیها الأفاکین المردة ، فلماذا عجزوا عن القضاء علی هؤلاء الثلاثة وهم ما زالوا على قيد الحياة ....؟!!
الإدعاء السادس والتسعون بعد المائة وقوله : إن القول بعدم الإجماع على تنصيب أبي بكر
خليفة على المسلمين من الأمور التي هي محل اتفاق بيننا وبين أهل السنة .
ردنا عليه :
قلت حسناً، فلماذا هذا التناقض الواضح البین ..؟
قلت إبتداءاً: أن السني یقول لم یکن هناك إجماع من الصحابة في الیوم الأول من وفاة النبي صلی الله علیه وسلم ، فلمه ترجع وتقول وعلی لسان السني أیضا:
«ان الدلیل علی مشروعیة وصحة خلافة أبي بکر رضي الله عنه هو الإجماع»...؟!! ألم تزعموا أن علیاً أفضل وخير من الانبیاء جمیعاً ..؟ فکان الأجدر أن یذکر اسمه کذلك...!!!
إن حجتکم باطلة باهته فلا یحق لکم بعد هذا أن تقولوا کل ما بدا لکم من تلقاء أنفسکم ، أو أن تدعوا ان کل شي قد ورد ذکره وحکمه وصفته في القرآن الکریم ؟ فهل لك أن تذکر لنا أین ورد ذکر عدد رکعات صلاة الظهر في القرآن الکریم ..؟
لقد قرأنا القرآن وتلوناه وفهمناه ووجدنا الکثیر من الآیات تتحدث عن الصلاة
ووجوب الالتزام بها والمحافظة علیها ، ولکننا لم نجد لحد الآن آیة واحدة تتحدث او تتکلم عن عدد رکعات صلاة الظهر أو أي صلاة غیرها ..؟!!!. إن قیاسك هذا قیاس مع الفارق وإن کان في أصله باطل لا یصح الالتفات الیه...!! إننا إن سألناك عن عدد ابناء الامام التقي ، لماذا لم یرد لهم ذکر في القرآن الکریم ؟ فلك الحق أن تجیب وتقول : ان القرآن لم یذکر جزئیات وفروع الصلاة ، ولکننا حین نسألك عن أمر مهم وأصل عظیم من أصول دینکم ومذهبکم وهو الإمامة ، لماذا برأیك لم یذکر في القرآن ..؟ وما السبب الذي تراه مناسباً حتی جعل الوحي یغفله ولم یتطرق الیه ولو علی سبیل الاشارة ...؟!!!.
حدثونا أخبرونا : لماذا سکت القرآن الکریم عن التنویه بشأن علي إن کنتم صادقون انه کان خیر وأفضل من الانبیاء ...؟ أیسکت القرآن عن ذلك في الوقت الذي نری في کتاب الله تعالی أن هناك سبعمائة آیة جاءت في شأن الصلاة ..؟؟!!.
یقول المؤلف: إننا لا ندعي ولا نقول إن علیاً نبیاً من الانبیاء لان هذا القول کفر ؟!! ولکن بوسع کل واحدٍ آن یطلع علی أقوالکم لیجد الکثیر من النصوص والاقوال المعتمدة لدیك والتي تشهد وتقول بصراحة تامة أن علیاً أفضل واسنى رتبة
ومنزلة من الانبیاء ....!!! هل رأیتم کیف یرید هذا الماکر الدعر أن یخدعنا بثرثرته وهذیانه ...؟؟ فهو مرة ینکر کون علي نبیاً من الانبیاء بینما تجده في موضع آخر یرفعه ويفضله علی الانبیاء أنفسهم ...؟!! فدعني أقولها لك وبکل صراحة: لقد برحت لؤماً وبرحت کذباً ، فلم تعد تلك الترهات لتنطلي علینا أیها النکرة النفاج .
الإدعاء السابع والتسعون بعد المائة وقوله : تنحية وإبعاد كبار الصحابة عن بيعة لأبي بكر .
ردنا عليه :
قلت: لا تهرف بما لا تعرف فأنت إنما تقول القول الذي تشتهيه ثم تصدقه وتحکم علیه!!! إن أهل السنة لم یقولوا ذلك ولم یدعوه ، فالناس لم یبایعوا أبابکر ولم یجمعوا علی بیعته في الیوم لاول ، وإنما کان ذلك منهم في الایام التي تلته حیث اجتمع الصحابة رضي الله عنهم علی البیعة لأبي بکر رضي الله عنه وکان ذلك طواعیة منهم وبرضا أنفسهم ، ولم یجبرهم علی ذلك أحد نعلمه ، فإن کان ذلك خلاف الحقیقة فأخبرونا متی وکیف ..؟ أما قولك : إنه لم یکن مع أبي بکر أحد من بني هاشم او المهاجرین والانصار ولا اسامة وجیشه فهذا لعمر الله من هترك أیها الهبلع الدعي؟!!!.
الادعاء الثامن والتسعون بعد المائة وقوله: المتآمرون هم من قتلوا سعد بن عبادة . وذلك حسب ما جاء في كتاب ( روضة الصفا ) حيث قال : إن المتآمرون اغتالوا سعد بن عبادة ليلا وذلك لأنه كان من المخالفين لابي بكر وخلافته .
ردنا عليه :
قلت: صدق الذي قال: لا تصطنع من خانه الأصل لانه یغش من حیث لا ینصح ..؟ً!! فما هذا الا کذبة من سلسلة أکاذیبك ، فنحن لا نعرف أن « روضة الصفا » من کتبه، ولا نقر بذلك ، کما لا نعرف حقیقة ما تقول ، أو في أي موضع کتب هذا أو ذکره ..؟!!. ان ما تقوله وتدعیه لیس بالأمر السهل فقتله رضي الله عنه وهو سید الأنصار والصحابة أحیاء متوافرون أمر یعد من المحال ، ولکن الذي ثبت من الروایات والأخبار التي حکت وفاته رضي الله عنه أنه مات اثناء قضاءه لحاجته
وسمع هاتف یقول :
قتلنا سید الأوس سعد بن عبادة ـ رمیناه بسهم فلم نخطئ فؤاده
فعلم من ذلك أن الجنّ قتله.
الادعاء التاسع والتسعون بعد المائة وقوله : وأما دليلكم الثاني ، وهو كبر السن إذ قلتم : إنهم قدموا أبا بكر في الخلافة لأنه أكبر سنا من علي بن أبي طالب .
صحيح أن أصحاب السقيفة استدلوا بهذا الدليل لإقناع الإمام علي عليه السلام ليبايع أبا بكر ولكنه دليل ضعيف وكلام سخيف ، فلو كان كبر السن ملحوظا في المنصوب للخلافة ، فقد كان في المسلمين والصحابة من هو أكبر سنا من أبي بكر .
ردنا عليه :
قلت: نحن لم نقل ذلك أصلاً ، ولا یعرف هذا من اقولنا ، فأهل السنة لا یرون بطلان إمارة الصغیر إن وجد من یتولاها من هو أکبر منه ، والدلیل علی بطلان ما تقول أن النبي صلی الله علیه وسلم قد أمر أسامة علی الجیش الذي کان یضم کبار المهاجرین والانصار وهو رضي الله عنه لم یتجاوز آنذاك الثامنة عشر عاماً .؟!!!.
فلا تقولنا ما لم نقله ثم تدعي أنك ترد علینا ذلك .
أظلت علینا منك یوم سحائب
فضاءت لنا برق وأبطأ رشاشها
فلا غیمها یکشف فییأس طالب
ولا غیثها یهمی فتروی عطاشها
إدعاء المائة الثانية وقوله : قلت : إن كان كذلك فلماذا قدم رسول الله (ص) عليا (ع) عليه في كثير من الأمور والقضايا ؟!!. ومنها على سبيل المثال : غزوة تبوك حينما عزم رسول الله (ص) أن يخرج مع المسلمين إلى تبوك وكان يخشى تحرك المنافقين في المدينة وتخريبهم خلف عليا (ع) ليدير أمور المدينة المنورة ، دينيا وسياسيا واجتماعيا ، وقال له : أنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، وكان علي (ع) نعم الخلف وخير مدير ، وأفضل أمير .
ردنا عليه :
قلت: إن حدیثك هذا عن الثورة والانقلاب من الاقوال السخیفة السمجة أیها الرجل الهجیري الهدم، إن المنافقین وهذه حقیقة لا تخفی علی أحد لم تکن لدیهم القدرة بل حتی لم تکن لدیهم الجرأة أن یفکروا مجرد تفکیر بالذي أنت تقوله ...؟!! ولو سلمنا جدلاً انهم استطاعواأن یسیطروا علی المدینة ولو لمدة یومین فقط ، فماذا هم صانعون إذا عاد الجیش الاسلامي الی المدینة ..؟!! إنهم لم ینافقوا الا لخوفهم وخشیتهم من المسلمین ، والا لماذا لم یعلنوا کفرهم وعداوتهم للاسلام والمسلمین؟ إنك أیها البجباج النفاج لا تدري ما تقول ، فکیف تزعم إنهم کانت لدیهم الجرأة علی اقتحام المدینة بعد قیامهم بثورتهم وسیطرتهم علیها ...؟!!!. ألم یکن سیدنا علي رضي الله عنه منزعجا من تخلفه في المدینة و متضایق من بقاءه بین الشیوخ والنساء والاطفال حینما ذهب النبي صلی الله علیه وسلم وصحابته الی تبوك ...؟ ثم یقول « ومنها تبليغ آيات من سورة براءة لأهل مكة حين كانوا مشركين ، فقد عين النبي (ص) أبا بكر لهذه المهمة وأرسله إلى مكة وقطع مسافة نحوها ، ولكن الله عز وجل أمر النبي (ص) أن يعزل أبا بكر ويعين عليا (ع) لتبليغ الرسالة ، ففعل النبي (ص) وأرسل عليا (ع) فأخذ الرسالة من أبي بكر ، فرجع إلى المدينة وذهب علي (ع) إلى مكة فوقف في الملأ العام من قريش ورفع صوته بتلاوة الآيات من سورة براءة وأدى تبليغ الرسالة ، ونفذ الأمر ، ورجع إلى المدينة. وأمثال هذه الأخبار كثيرة ، لا يسعنا المجال لذكرها ، ولكن ذكرنا نماذج منها لتفنيد دليلكم وإبطال قولكم ، ولكي يعرف الحاضرون أن كبر السن والشيخوخة غير ملحوظة في انتخاب خليفة النبي (ص) ، وإنما الملحوظ كمال عقله وإيمانه ، واتصافه بالصفات الحميدة والفضائل المجيدة ، التي تجعله مشابها ومماثلا للنبي (ص) سواء أكان خليفته شيخا أم شابا . »
قلت: إن علیاً رضي الله عنه کان آنذاك تحت إمرة أبي بکر رضي الله عنه في تلك السنة التي ارسله فیها النبي صلی الله علیه وسلم أن یقرأ براءة في الناس .
والآن حان لنا أن نسألك : لماذا کان یفوض النبي صلی الله علیه وسلم مثل هذه الأمور الهامة للصحابة رضي الله عنهم مثل أبي بکر وأمثاله ولم ینیط هذا الواجب أو ذاك بعلي رضي الله عنه...؟ إن النبي صلی الله علیه وسلم إنما أرسل علیاً بذلك وأمره أن یقرأ سورة براءة علی الناس لأن العرب کان من عادتها اذا حدث أمر هام فلابد أن یکون المبلغ لذلك الأمر هو کبیر القوم فیهم أو أن یرسل من ینوب عنه ، علی أن یکون أحد أفراد أسرته وذلك ما حدث فعلاً .!!! هذا من جهة ومن جهة أخری ، فإنه صلی الله علیه وسلم کان لا یختص أحداً من الصحابة بجمیع أموره وشؤونه ، وإنما کان یتخیر من أصحابه لکل مهمة الرجل المناسب لها .
إدعاء الأول بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : وهل نقلت إلى الآن خبرا في فضل الإمام علي (ع) بغير دليل من كتبكم ومسانيدكم المعتبرة عندكم ؟! وهذا الموضوع أيضا سنده ودليله في كتبكم المعتبرة ومسانيدكم الموثقة . لقد نقل الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه " ينابيع المودة " باب 56 : روى من كتاب " السبعين في فضائل أمير المؤمنين " حديث رقم 12 ، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : ستكون من بعدي فتنة ، فإن كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه الفاروق بين الحق والباطل .
قال : رواه صاحب الفردوس .
وأخرجه أيضا العلامة المير السيد علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " المودة السادسة ، عن أبي ليلى الغفاري ، عن النبي (ص) قال : ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليا ، فإنه الفاروق بين الحق والباطل .
وروى العلامة الكنجي الشافعي في كتابه " كفاية الطالب " الباب الرابع والأربعين : بإسناده عن أبي ليلى الغفاري ، قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : ستكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليا ، إنه أول من يراني ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو معي في السماء العليا ، وهو الفاروق بين الحق والباطل .
قال الكنجي : هذا حديث حسن عال ، رواه الحافظ في أماليه .
وروى أيضا في الباب باسناده عن ابن عباس ، قال : ستكون فتنة ، فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب (ع) ، فإني سمعت رسول الله (ص) وهو يقول : هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو بابي الذي أوتي منه ، وهو خليفتي من بعدي .
قال الكنجي : هكذا أخرجه محدث الشام في فضائل علي عليه السلام في الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاث مائة من كتابه بطرق شتى وأخرج شيخ الإسلام الحمويني بسنده عن علقمة بن قيس والأسود بن بريدة ، وأخرجه عنهما المير السيد علي الهمداني في آخر المودة الخامسة من كتاب " مودة القربى " باختلاف يسير في أوله ، ونحن ننقل عنه .. أقول : فكانت الفتنة التي أشار إليها رسول الله (ص) وصرح بها وأفصح عنها ، وهي اختلاف أصحابه بعده في أمر الخلافة ، وقد بين (ص) ما عليه ، من إرشاد أمته إلى الصراط المستقيم والطريق القويم ، بأن يستضيئوا بنور وصيه وابن عمه علي بن أبي طالب (ع) ويتبعوه ويأخذوا جانبه ، فإن الحق معه ، وكان علي (ع) يخالف بيعة أبي بكر ويرفضها لأنها باطلة . فهل يجوز لمسلم أن يترك هذه النصوص الجلية ، والأحاديث النبوية المروية عن طرقكم ، والمذكورة في كتبكم المعتبرة عندكم في شأن الإمام علي عليه السلام ، وأن الحق بجانبه وهو مع الحق متلازمان لا يفترقان ثم يتمسك بقول عمر بن الخطاب فيعتقد بخلافة أبي بكر ، مع العلم بأن عليا عليه السلام أعلن بطلانها ، وهو علم الهدى والكمال ، والفاروق ، بين الحق والضلال ، فلذلك تبعه بنو هاشم وكثير من الصحابة ، فأبوا أن يبايعوا لأبي بكر .
ردنا عليه :
قلت: قال علماؤنا في هذا الحدیث: إنه کذب وذلك لان أحد رواته هو اسحاق بن بسر بن مقاتل وهو کذاب یصنع الحدیث فلا یقبل حدیثه .
الی هذه اللحظة وانت تسمیه سلیمان البلخي الحنفي اما الآن فأصبح : سلیمان القندوزي الحنفي.!!
ألم یکن الرجلان شخص واحد ..؟ فلماذا أطلقت علیه هذا الاسم الجدید ..؟ نعم إنك إنما فعلت ذلك حتی لا یمل الناس هذا الاسم لکثرة ذکرت له في کتابك، فمکرك واحتیالك لا ینطلي علی أحد....!!! ثم إنك کثیراً ما تقول: ابن طلحة الشافعي والکنجي الشافعي وسلیمان القندوزي او سلیمان البلخي واحیاناً تقول: سید کلان والزمخشري والعمویني وابن ابي الحدید ، وهؤلاء الذین ذکرتهم من الشیعة والمعتزلة وبعضهم من ألحد وأشرك فماذا تظننا أن نقبل منك ..؟ إنك ومشایخك واساتذتك الذین ذکرتهم في کتابك من المردودین المرذولین عندنا ، ولکن لابد من ذکر شخص له من الأهمیة والمکانة عندکم ما لهؤلاء النکرات الذین ذکرتهم فهل عرفته ..؟ إنه السید عبیدالله الحسکاني ...؟!! نعم إن هذا الرجل لا یقل سوءاً
ولؤماً من اولئك الذین ذکرتهم ویکفینا تنویهاً بعلو رتبته في عداء هذا الدین وأهله الاطیاب الأخیار أن وزارة الثقافة الایرانیة لا تزال تنفق الأموال تلو الأموال علی طباعة کتابه ، ولا یخفی علی الجمیع ما تقوم به هذه الوزارة من انشطة مشبوهة لتشویه الاسلام ونشر کل ما یسوء الی الصحابة وأئمتنا الکرام علیهم الرحمة والرضوان ، وبما أن هذا الرجل کان حنفیا ثم تشیع فلا یحتج بقوله ولا نثق بصحة ما یدعیه ، کما ان الامام الذهبي استدل بتشیع هذا الرجل من الحدیث الذي ذکره في کتابه حيث جاء فيه : إن الشمس لم تغرب حتی صلی علي صلاة العصر ..؟!! وکل من اعتقد صحة هذا الحدیث فلا شك في تشیعه .....!!!.
وکذلك من الخدع التي تمیز بها هؤلاء الشیعة عن غیرهم هو أن ینسبوا کتاباً ألفه أحد الشیعة ولکنه یحمل اسماً ولقباً مماثلاً لأحد علماء أهل السنة .....! ومثال ذلك کتاب (الامامة والسیاسة) لمؤلفه وکاتبه ابن قتیبة وبالطبع فمؤلف هذا الکتاب ابن قتیبه الشیعي ولیس السني کما یظن البعض فهم ینسبون القول الی فلان ابن فلان فیظن السامع ان هذا هو الامام المعروف عند أهل السنة ...؟ ولهم کذلك طبري مثل امامنا فلا یجب الاغترار بذلك ، ولذلك فیجب علی کل مسلم فطن أن یحذر مکرهم حتی لا یلتبس علیه الحق من الباطل ، ونحن نحمدالله تعالی الذي أظهر لنا عدواتهم وکیدهم حتی نحذرهم وصدق من قال :
أهون الأعداء کیداً أظهرهم لعداوته
قال حثامة بن قیس:
وقلّ ما یفجأ المکروه صاحبه – إذا رأی لوجوه الشر أسبابا
أما قولك: إن علماء أهل السنة کلهم أیدوا القندوزي في قوله وقالوا بصوت واحد: « إن علیاً مع الحق والحق مع علي » فهذا من کذبك وبهتانك ، فعلماؤنا قد یذکروا حدیثاً ضعیفاً وینقلوه في کتبهم ولکننا لا نقبله أو نحتج به ، فلیس كل ما جاء في کتبنا صحیح لا یدانیه الشك ، ولکن الإثم والعجب في قبوله والاحتجاج به وهم رحمهم الله بشراً یخطأؤون ، وقد یذكرون الحدیث لکي یراه العالم وطالب العلم فیحذره بعد أن یرجع الى الحدیث وسنده ویعرف علته وضعفه ....! فلا بد من فهم طريقة العلماء والاسباب التي دعت الى ايرادهم هذا الحديث أو ذاك .
فلیس من حقك اذا وجدت حدیثاً یوافق مذهبك في علي رضي الله عنه تنقله مباشرة في کتابك ثم تحتج به ، فإن ذلك حرام لا ینبغي لمسلم أن یفعله، والشیعة عندما ارادوا ترویج مذهبهم وضعوا لذلك الکثیر من الاحادیث ثم نسبوا ذلك الی رسول الله صلی الله علیه وسلم ، وقد وجدت هذه الاحادیث مکاناً لها بین کتب الحدیث وللاسف الشدید في بعض کتب السنة ، ولکن ولله الحمد وله الفضل والمنة فإن لهذا الدين رجال نقحوا الکثیر والکثیر من الاحادیث وبینوا صحیحها من سقیمها وغربلوها بغربال الحق والقسطاس المستقیم أما أنت أیاها المدعي الکذاب فقد دسست رأسك في التراب فلم تعد تمیز بین الهالك والتالف والذهب الابریز .
الادعاء الثاني بعد المائة الثانیة وقوله : ( إنما تعجلوا في البيعة لأبي بكر وذلك خوفا من ردة
الفعل للمخالفين لهم ...!! )
ثم اعلموا كذلك أن السبب الآخر في تعجلهم لأمر البيعة وذلك لعلمهم المسبق أن حضور
المسلمين من كبار الصحابة الذين كانوا في جيش أسامة ، وحضور الآخرين منهم الذين كانوا
في المدينة وخاصة بنو هاشم ومشاركتهم في الشورى سوف يكون ذلك من الأسباب الكبيرة
لرجحان كفة علي على باقي الصحابة ، وهذا من الأمور المؤكدة والواضحة والمسلم بها .
نعم إن مجرد وجود اسم علي والعباس في قائمة المرشحين للخلافة كان كفيلا بالإطاحة بكل
مؤامرة ومتآمر وإخراجه من الحلبة السياسية .
نعم ، إن ابا بكر وأتباعه وجدوها فرصة فانتهزوها لصالحهم حيث كان علي وبنو هاشم قد
شغلوا بتغسيل النبي صلى الله عليه وسلم وتكفينه ، فتعجل الطامعون والمتآمرون بالبيعة ،
واستطاع شخصان مثل عمر وأبو عبيدة أن يرشحا شخصا لخلافة المسلمين ثم يسمون ذلك
إجماعا ..........!! وا عجبا .
ردنا عليه :
قلت: أولاً: ذکرت بنفسك آنفاً ان ابابکر لم یکن رضي الله عنه مطلعاً علی الأمر وأن الذي جاءه وأخبره بذلك هو عمر رضي الله عنه حیث قال له : ما الذي یجلسك هنا ...؟ ثم أخبره بحقیقة الأمر وما فیه المسلمون من فوضی وارتباك ...؟ إذا لم یکن ابوبکر رضي الله عنه قد قام بمؤامرة کما تدعي ذلك ولم یکن لدیه علم مجرد علم بکل ما حدث من ورائه ، ولا عمر کذلك کان یعرف ذلك وهذا علی حد اعترافك فنحن لم نتقول عليك ...؟!!
ثانیاً: لم یدعي الشیعة أن علیاً هو الخلیفة بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم ..؟ الم یکن هو وصیه وخلیفته من بعده ..؟ حسناً ، فلماذا تکاسل وتباطأ رضي الله عنه في إخماد هذه الثورة والمؤامرة التي کانت تحاك ضد المسلمین ومصیرهم ومستقبلهم ...؟ هل کان رضي الله عنه عاجزا عن تکلیف بعض المسلمین لیقوموا بتجهیز رسول الله صلی الله علیه وسلم وتغسیله وتکفینه ودفنه ..؟ لماذا لم یفعل ذلك لکي یتفرغ رضي الله عنه للأمر المهم والأهم ألا وهو تدبیر شؤون المسلمین وتوجیههم بدل هذه الفوضی وذلك السعار ...؟!!! هل هذا هو إمامکم الذي یعلم الغیب والشهادة ....؟!! ألم یکن والحال هذه عمر أحسن واعظم أثراً في الاسلام من علي وهو رضي الله عنه أطلعه علی حقیقة الحال فجمع الله به شمل المسلمین
واسرع لنجدتهم رضي الله عنه وأرضاه ...؟ ولکني أقولها لك:
و للشّر أهل ملبسون ثیابه - علیهم سرابیل له و براقع
وللشر أهل تشیر الیهم – علی کل حالٍ بالأکفّ الأصابعُ
الادعاء الثالث بعد المائة الثانیة وقوله : قول عمر بن الخطاب بأن النبوة والحكم لا تجتمعان في
أهل بيت واحد ، فبطلانه وزيفه واضح ، بدليل قوله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُلْكاً عَظِيماً ) .
فالكلام إن كان ينسب إلى عمر فهو دليل على عدم إحاطته بالآيات القرآنية ومفاهيمها !
وان كان عمر يرويه عن رسول الله (ص) فهو حديث مجعول ، لأنه مخالف لكتاب الله الحكيم
وحتى عمر بن الخطاب لم يكن موقنا بنجاح المؤامرة ، وأن الخليفة الذي سينصبه هو ويبادر
إلى بيعته ، سيصبح حاكما متمكنا ، فلذلك كان يقول : إن بيعة
أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.
ردنا عليه :
قلت: عجباً لهذا المدعي الهدان فأن کل ما نقله من الکذب علی رسول الله صلی الله علیه وسلم فإنما ینقله عن بذر السوء المسمی سلیمان البلخي هذا ، والذي اضطر معه المؤلف الی ان یغیر اسمه الی القندوزي ...؟! أو إنه ینقل هذا الکذب عن ابن ابي الحدید ولکنه في الوقت نفسه لا یذکر لنا في أي موضع من کتابه ذکر هذا الحدیث « عن عمر أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال « النبوة والخلافة لا تجتمعان في اسرة واحدة » ...؟!!. کلما کذب علینا کذبه کتبها ثم سمی هذه الاکاذیب المجموعة ( لیالي بیشاور ) لاشك إن هذا الکتاب لم یؤلف في وضح النهار .....! مما لا نشك فيه إنما ألفه الشيرازي هذا في ظلام اللیل .
الادعاء الرابع بعد المائة الثانیة وقوله : لا يستوجب علينا احترام كل صحابي كما لا نراهم أهلا لذاك ......!!
ردنا عليه :
قلت: أنتم یا معشر الشیعة قدستم واحترمتم حتی التراب في کربلاء وکذلك جعلتم من تلك العمامة التي لا یعرف لها أصل عمامة لرسول الله صلی الله علیه وسلم فدقستموها وأحترمتموها ، بل حتی حجر الرخام الذي جلبتموه من ایطالیا أصبح مقدساً یطاف به ویزار ویتبرك به ، لأنه وضع عی قبر إمامکم الثامن ..؟!! أما الذین قدموا النفس والمال والوالد والولد وکل ما یملکون خدمة لهذا الدین وحباً لرسول رب العالمین فهاجروا من بلادهم وترکوا کل شيء استجابه لله ورسوله
وطاعة لهما ، فهؤلاء الصحابة الذي آووا ونصروا وجعلوا من صدورهم دروعاً تصد عن هذا الدین سهام الحاقدین والمنافقین .
اقول : إن هؤلاء بکل ما قدموه وبذلوه من نفس ومال لم یکونوا یوماً محلاً للاحترام والإکبار والاجلال ... ؟!!!!
وصدق حسان بن ثابت رضي الله عنه حيث قال :
فإن لم تکن انت المسيء بعینه فإنك ندمان المسئ وصاحبُهُ.
الادعاء الخامس بعد المائة الثانیة وقوله : عدد قليل هم من بايعوا أبا بكر ورضوا به .
أولا : نحن لم نقل إن آراء الصحابة وأقوالهم غير قابلة للأخذ والإعتبار ، أو أنها لا تستحق التقدير والإحترام ....!! لكن الفرق بيننا وبينكم هو أنكم إذا بلغكم القول أو الحديث عن أحد الصحابة قبلتموه وسلمتم بصحته ، حتى لو كان هذا الصحابي من المنافقين معلومي النفاق ، أو أن يكون هذا الناقل للحديث مثل ابي هريرة الذي ضربه عمر بالسوط واعتبره أحد الكذبة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ....!!
ثانيا : لقد أثبتنا لكم بالأدلة الكثيرة المقنعة أنه لم يكن هناك إجماع يعتد به أو يعول عليه في اجتماع السقيفة حتى يكون ابو بكر هو الخليفة الشرعي للأمة بإجماع اللأمة ومشورتهم .
ثالثا : أطالب جميع الحاضرين في هذا المجلس أن يقضوا بالحق ، كما أني على استعداد لسماع الأدلة التي تدعونها في وقوع الإجماع على خلافة أبي بكر .
نعم لو استطعتم أن تثبتوا لنا بالأدلة المقنعة أن الأمة قد اجمعت على خلافة ابي بكر ، أو على الأقل أن العقلاء من هذه الأمة فقط قد قالوا بتلك الخلافة وصحتها فإنا حينئذ سنسلم بذلك ونقبله..!! أما إذا ثبت أن الأمر على خلاف ذلك ، وأن أبا بكر لم يبايعه إلا رجلان هما : عمر وأبوعبيدة وعدد ضئيل من قبيلة الأوس التي كانت تعرف بعداوتها الشديدة القبيلة الخزرج فعندها فقط عليكم أن تتيقنوا أننا على الحق .
ردنا عليه :
قلت: صدق الذي قال : من الحال مجادلة ذوي المحال ، فقولك هذا کذب بیّن ، وإن عمر رضي الله عنه لم یکن یری أباهریرة من الکاذبین ، والا لماذا روی عنه وأخرج أحادیثه أئمة الحدیث مثل البخاري ومسلم وجمیع من نعلم من أئمة هذا الشأن ....؟!! ألم یکن أئمة الحدیث یعتبرون عمر من الصحابة الأجلاء العدول ویتلقون ما یأتي عنه بالرضا والقبول ..؟ لا تستطیع بطبیعة الحال أن تنکر من ذلك شیئاً، فعلم بذلك کذبك وبهتانك ، فأبوهریرة رضي الله عنه لم یکن یوماً کما وصفته کاذبا ، ولم یکن عمر یعتبره کذلك. ولکنك أنت الکذاب الذي لم یشقی أحد کشقائك وخذلانك حيث اتبعت هواك وحاربت أولیاء الله تعالی ولم تعلم أن البغي یصرع صاحبه ..؟!!
ثم یقول: ( إن الإعتراض هنا هو : كيف يتسنى لثلاثة نفر من الصحابة أن يقودوا أمة بأكملها ويتحكموا في مصيرها بعد أن يحكموا قبضتهم على رقاب الناس ويخضعوهم بالقسر والجبر والضرب والحديد والنار وغيرها من الأساليب التعسفية في سبيل تحقيق الأهداف المتوخاة من وراء تلك الخطة المرسومة التي أبرموها وحاكوا خيوطها بدهائهم وتآمرهم ، نعم السؤال هو : هل يمكن أن يتحقق ذلك ..؟ الجواب قطعا سيكون بالنفي ...!! ) .
قلت: علی القاريء الکریم أن یتأمل جیداً جواب أهل السنة ، أولئك السنة الذین لا نعرف لهم حقیقة أو مصداقیة الا في ذهن المؤلف المؤقر .
قال السني : ( الشيخ عبد السلام : إن الكلام والنقاش حول هذا الموضوع لا يزيد المسلمين إلا افتراقا ، وابتعادا لذلك نقول : كيفما كان الأمر فنحن ما كنّا في ذلك اليوم ، وما حضرنا السقيفة حتى نلمس الأمر ونتحسس الأحداث ، فنجد أنفسنا اليوم أمام أمر واقع ، وقد حصل عليه الإجماع تدريجيا ، فلا يجوز لنا أن نخالفه ، بل يجب على كل مسلم أن يخضع له ويستسلم للأمر الواقع )
قلت: إن هذا لا ینبغي أن یکون جواباً لرجل من أهل السنة ...!! واذا أردت الجواب کما ینبغي أن یکون فعلیك أن تسمتع الی ما سأقوله :
قلت في جوابك : إن الذي أجمعوا علی ذلك لم یکونوا سوى ثلاثة نفر ، فأين کان عنهم اسامة وجیشه ؟ هل کانوا یحملون باقات الازهار بدل السیوف....؟ کیف یسکت هذا القائد علی خیانة هؤلاء الثلاثة ولا یؤدي واجبه کما ینبغي ...؟ لماذا لم یمنعهم عن بغیهم ویعرفهم موضعهم المناسب لهم ...؟ إنك کذاب في کل ما تدعیه
وتقوله فلماذا تحاول جاهداً أن تقنعنا بصدقك ..؟ ثم یروي لنا المؤلف حدیثاً مکذوبا یقول فیه « إن ابا عبیدة کان حفاراً للقبور» فیتسائل السني قائلاً : لماذا تطلق علی ابي عبیدة هذه الصفة ..؟ فیجیب: جاء في ( البدابة والنهایة ) ان أبا عبیدة کانت مهنته حفر القبور لأهل مکة ، وعندما توفي النبي صلی الله علیه وسلم أرسل العباس خلف أبا عبیدة کما أرسل آخر خلف أبي طلحة والذي کان هو الآخر یعمل حفاراً للقبور لأهل المدینة ...؟ حتی یحفروا قبر الرسول صلی الله علیه وسلم؟!!!.
قلت: إن سیدنا علي رضي الله عنه قام بتغسیل النبي صلی الله علیه وسلم وتجهیزه ولکن لم یعرف أو یسمع أن أهل السنة أطلقوا هذه التسمیة علیه فسميّ رضي الله عنه غسال الموتی مثلا ..؟!!! نعم إنها من اشرف المهن التي یستحق أن یفتخر المسلم بها وهو قد يغسل خاتم الانبیاء واشرف المرسلین علیه أفضل الصلاة والسلام .
ثانیاً: لم یکن ذلك العمل من العیوب التي یذم علیها فاعلها لانهم آنذاك لم یکن یأخذوا الأجرة علی عملهم هذا ، فهو عمل شریف لا یذم علیه فاعله إن کان في ذلك خدمة المسلمین ومشارکتهم في سراءهم وضراءهم.
ثالثاً: الم یکن العمل في حفر القبور واتخاذها مهنته وعملاً لطلب الرزق الحلال أفضل من الکسل والتواکل علی الآخرین ..؟
رابعاً: إنك بوصفك هذا وذمك لأصحاب النبي صلی الله علیه وسلم حیث تسمیهم بحضاري القبور انما تذم بذلك نبینا ورسولنا صلی الله علیه وسلم حین غمزته في أصحابه .
خامساً: ألا تأسف وتستحي علی نفسك حینما أدعیت أن مجرد حفار قبور استطاع أن یهزم علیاً أسد الله وأسد رسوله ..؟ مجرد حفّار استطاع أن ینزع الخلافة من یده لیعطیها لرجل آخر ...؟!!
الإدعاء السادس بعد المائة الثانیة وقوله: أما قرأتم في كتب التاريخ والحديث أن عليا عليه السلام وبني هاشم وكثيرا من كبار الصحابة ، ما بايعوا إلا بعد ستة اشهر بالتهديد والجبر .
ردنا عليه :
قلت: مرة أخری یأتینا بآبدة من أوابده لیدعي هذه المرة أن بیعة علي لأبي بکر كانت علی الفور دون تراخي أو تأجیل ، ثم ینقض قوله هذا لیقول بعد قلیل : لا بل کانت البیعة بعد ستة أشهر من ذلك الاجماع الباطل ...!! إننا من هذا التناقض العجیب نستطیع أن نستنتج أن کل ما قاله هذا الرجل کذب في کذب بدءاً من قوله أنهم کسروا ضلع فاطمة رضي الله عنها وانتهاءاً بقولهم وادعاءهم إنهم ذهبوا بعلي وأجبروه علی البیعة ثم قتلهم لابنه رضي الله عنه ...؟!!
إنك ایها الجاهل المتناقض عندما أعرضت عن الحذر والاحتراس وبنیت قولك علی غیر أساس أظهرت بذلك عجزك وأشهدت علی جهلك الجن والإنس فصرت في یومك في نحس ومن غدك في لبس .
الإدعاء السابع بعد المائة الثانیة وقوله : وذكر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة تحت عنوان " كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " قال : وإن أبا بكر (رض) تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها ! فقيل له : يا أبا حفص !إنفيها فاطمة ! فقال: وإن .... وبعد عدة أسطر يقول : فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم ، نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ! ما ذل لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع . فقال : إن لم أبايع فمه ؟! قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ! قال : إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله . قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا . وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟! فقال : لا أكرهه على شيء ما دامت فاطمة إلى جنبه . فلحق علي بقبر رسول الله (ص) يصيح ويبكي وينادي ( قال ابن أم إن القوم استضعفوني ثم كادوا يقتلونني). بعدما سمعت هذا الخبر ، إعلم بأن كلامك كذب وزور وافتراء علينا ، لأنك تعلم بأن هذا الخبر ليست من أساطير جهلة الشيعة وعوامهم ، بل مما نقله كثير من أعلامكم وعلمائكم في كتبهم المعتبرة لديكم .
واعلم أن مسؤوليتكم ـ أنتم العلماء ـ خطيرة تجاه الجهلة والعوام ، لأنهم يأخذون منكم وينقلون عنكم ،وقد قيل : إذا فسد العالِم فسد العالَم . الحافظ : مقصودنا من أساطير الشيعة ، هي الأخبار الكاذبة التي وضعوها ، مثل هجوم القوم على بيت فاطمة الزهراء ، وحرق الباب ، وضربها حتى سقط جنينها وأن عليا أخرجوه من الدار قهرا ، وأخذوا منه البيعة جبرا ، وأمثال هذه الأخبار المجعولة التي تتناقلها الشيعة في مجالسها بلوعة وحنين وحرقة الواله الحزين . قلت : إما أن معلوماتكم التاريخية ومطالعاتكم لهذه القضايا ضعيفة ، وإما تعرفون وتحرفون ! ثم تبعا لأسلافكم ، تتهمون الشيعة المظلومين بوضع الأخبار وجعل الحديث ، وأتباعكم الغافلون يصدقونكم فيحسبون الشيعة كذلك ، بينما هذه الأخبار التي تنكرها وتقول إنها أساطير الشيعة كلها مذكورة في كتبكم ، ومنقولة من طرقكم ورجالكم .
ردنا عليه :
إقرؤوا معي هذه المهزلة فهو یسأل السني ثم یجیب: السني : هل لك أن تبین لنا متی قال علماؤنا ذلك أنهم أخرجوا علیا من بیته عنوة وجبراً وأنهم احرقوا بیته وفعلوا به کل تلك الأفاعیل السیئة التي ما فتئتم تذکرونها في مجالسکم وتعلنونها هنا وهناك بکل تأثر وحزن عمیق حتى أبكيتم علیكم الطفل الرضیع کیف لا ؟ وهم قد آذوا فاطمة بنت رسول الله وأسقطوا جنینها من بطنها ...؟
فأجاب المدعي : سادتي المحترمون : إنکم أمام واحدة من اثنتین فإما أنکم تشهدون علی أنفسکم بقلة القراءة والمطالعة وإما إنکم تریدون بذلك أن تتبعوا اسلافکم وساداتکم کما هي عادتکم فتظلموا الشیعة وتتهموها بالکذب والإفتراء والجهل وبذلك تبرئوا انفسکم من کل تهمة وجنحة ...؟!!!
قلت: ماذا تقول انت أیها السید ....؟ إن کان علي بایع بعد ستة أشهر فلیزم من ذلك أنه بایع بعد وفاة فاطمة ...!! ثم انت تقول: إنهم بعد وفاة النبي صلی الله علیه وسلم ذهبوا بعليّ بعد أن قیدوه وربطوه ثم اجبروة علی البیعة بعد یوم واحد فقط ...؟!! فقل لنا الآن ...؟ أي القولین نصدق ...؟ الأول أم الثاني ...؟ وضح موقفك ....؟!!!.
الإدعاء الثامن بعد المائة الثانیة وقوله : وسأنقل بعضها ، حسب اقتضاء الوقت والمجلس حتى يعرف الحاضرون المنصفون ، صدق كلامي ، ويتبين لهم ، أنك حائف ، وكلامك زائف ومقالك جائف .
وثائق تاريخية
والمؤرخون إلى هذه الحوادث الأليمة في الأخبار ، وبعضهم صرحوا وشرحوها بالتفصيل وبعضهم باختصار ، بحيث لم يبق لأحد مجال للإنكار ، وإليكم بعض الوثائق التاريخية التي تكون عندكم محل الوثوق والاعتبار :
1- أحمد بن يحيى البغدادي ، المعروف بالبلاذري ، وهو من كبار محدثيكم المتوفي سنة 279 روى في كتابه أنساب الأشراف 1/586 ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام ، يريد البيعة ، فلم يبايع .
فجاء عمر ومعه فتيلة ـ أي شعلة نار ـ فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا بن الخطاب ! أتراك محرقا علي بابي ؟! قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك! 2- روى ابن خذابه في كتابه " الغدر" عن زيد بن أسلم قال : كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي واصحابه من البيعة ، فقال عمر لفاطمة : اخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه ! قال : وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي (ص) فقالت فاطمة : أفتحرق علي ولدي !! فقال عمر : إي والله ، أو ليخرجنّ وليبايعنّ !!
3ـ ابن عبد ربه في العقد الفريد 2/ 205 ط المطبعة الأزهرية ، سنة 1321هجرية ، قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ، علي ، والعباس ، والزبير ، وسعد بن عبادة
فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر ، عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم !
فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقال : يا بن الخطاب : أجئت لتحرق دارنا ؟!
قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة !!
4ـ محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/203 وما بعدها ، قال : دعا عمر بالحطب والنار وقال: لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها ، فقالوا له : إن فيها فاطمة ! قال : وإن !!
5ـ ابن الحديد في شرح نهج البلاغة 2/56 روى عن أبي بكر الجوهري ، فقال : قال أبو بكر : وقد روي في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلام والمقداد بن الأسود أيضا ، وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح .. إلى آخره .
ردنا عليه :
والله ان ابن ابي الحدید لم یکن یوماً ولا یکون مؤرخاً ، فما بالك وأنت ترید أن تجعله مؤرخنا خاصة ...؟ وکذلك الطبري طبریکم أنتم کما ذکرت ذلك سابقاً فإن هناك طبریان ...؟!! إضافة الی ذلك فإنك تدعي مرة انهم لم یکونوا سوی ثلاثة ؟ ثلاثة فقط ...؟!! ومع ذلك فلم یستطع عليّ ان یواجههم ویسترد حقه المغتصب منهم، وانت تعني بذلك أن رجلاً حفاراً للقبور تمکن من التغلب علی علي والحاق الهزیمة به ، ثم انك قلت: إنهم لم یبایعوا الا بعد ستة أشهر ، ثم تدعي وتقول: بل کان ذلك في الیوم الاول ...؟!!!
یقول المدعي : روی ابن خذابة في کتاب (الغدر) عن زید بن اسلم .....
قلت : من هو ابن خذابه هذا ... ؟ لا أظن أن احداً يعرفه أو سمع بكتابه هذا ...!!
والخلاصة فإن المؤلف قد حشی کتابة باثني عشر دلیلاً ثم رد علیها کلها وأبطلها في الصفحة التي تلیها حیث قال : ان علیاً بایع ابابکر بعد ستة أشهر ... ؟!!!.
الإدعاء التاسع بعد المائة الثانیة وقوله : أخذت البيعة من علي عنوة .
أستحلفكم بالله أن تنصفوا : هل المقصود بالإجماع أن يجبر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على البيعة تحت سياط التهديد بالضرب والقتل والإهانة والزجر ثم الإقدام على حرق البيت على رؤوس ساكنيه ..؟؟!! هل هذا هو مفهوم الإجماع الذي تتبجحون به ..؟
ردنا عليه :
قلت : لا ندري هل نصدق اکاذیبك هذهِ أم نصدق تلك الأقاویل التي ذکرها صاحب أصول الکافي...؟!! یقول صاحب الأصول : لقد زوج علي ابنته من عمر ..!!! والآن ارجعوا الی انفسکم وانظروا ماذا جعلتم من عليّ ....؟ وبأي صورة أظهرتموه أمام الملأ ... ؟ الم یکن هو أسدالله ... ؟
انا العبد المسکین لن ارضى مثلاً أن اكون كفأرة خائفة ، فلو أن أحداً من الناس أراد أن یهین زوجتي ویعتدي علیها بالضرب ثم یسقط حینها ، وکل ذلك یحدث أمام عیني ، فما تظنون إني فاعل ...؟ هل اسکت واحتسب وأصبر ..؟!! من المحال أن اقف مکتوف الایدي وانا أشاهد کل ذلك یحدث امام عیني وناظري ، أما علي فقد جعل من نفسه مستشاراً لعمر ، ثم زوجه ابنته وهي في السابعة عشر من العمر تلك البنت التي انجبتها فاطمة ... ؟!!!
ماذا یدل کل ذلك ..؟ إنه یدل علی کذبکم الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار واما الآن فتعالوا لاکشف لکم خدعة جدیدة من خدعه وأکاذیبه .
الإدعاء العاشر بعد المائة الثانیة وقوله : وقال ابن الحديد في صفحة 59 و60 : فأما امتناع علي
عليه السلام من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه . فقد ذكره المحدثون ورواه أهل
السير ، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري فيلا هذا الباب وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين
وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة . بن قتيبة بن عمرو الباهلي ، المتوفى سنة 276
هجرية ، وهو من كبار علمائكم له كتب قيمة منها كتاب " الإمام ة والسياسة" يروي في أوله
قضية السقيفة بالتفصيل ، ذكر في صفحة 13 قال : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند
علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا
بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا
حفص ! إن فيها فاطمة ! فقال : وإن ! .... إلى آخره ، وحدثنا عمر بن شبة بسنده عن الشعبي
قال : سأل أبو بكر فقال : أين الزبير ؟! فقيل عند علي وقد تقلد سيفه .
فقال : قم يا عمر ! قم يا خالد بن الوليد ! انطلقا حتى تأتياني بهما .
فانطلقا ، فدخل عمر ، وقام خالد على باب البيت من خارج ، فقال عمر للزبير : ما هذا السيف ؟!
فقال : نبايع عليا .
فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه وقال : يا خالد ! دونكه
فأمسكه .
ثم قال لعلي : قم فبايع لأبي بكر !
فأبى أن يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه
ردنا عليه :
قلت : نقل المؤلف عن الجوهري ، وهذا الأخیر أنا شخصیاً لا أعرفه ..؟ ولکنه استدل بابن ابي الحدید حیث انه قال عنه : انه عالم محدث ثقة ...!!! لم یقل لنا المؤلف ان ابن ابي الحدید هذا یحتاج الی من یزکیه لانه کان شیعیاً معتزلیا، فکیف یحق له بعد ذلك أن یصدر التزکیات لغیره ...؟ ان فاقد الشيء لا یعطیه !!!
ثم یقول : إنهم حطموا سیف علي وکسروه حینما ضربوه بالجدار ...!! وهل السیوف في ذلك الزمان كانت تصنع من الخشب حتی تنکسر بهذه السهولة..؟ ثم کیف لهذا السیف أن ینکسر بمجرد ضربه بالجدار الطیني ؟!! ألم تقل قبل عدة صفحات إن الثائرین لم یتجاوز عددهم علی ثلاثة نفر فکیف اذاً وجدوا لأنفسهم کل الجمع الغفیر من الأتباع والانصار ..؟ ثم ألم تقل أنت بنفسك : أن علیاً لم یبایع أبا بکر الا بعد ستة أشهر ..؟ أي بعد وفاة فاطمة بالتحدید !!! ومما یجب کذلك أن تفهمة جیداً هنا أن علیاً رضي الله عنه لم یکن آنذاك یملك منزلاً مثل منزلك الفخم بل کان منزله عبارة عن غرفة واحدة یعیش فیها مع اسرته . وبذلك یظهر کذلك ما كنت تدعیه في جمهور الصحابه من المهاجرین والنصار أنهم دخلوا علی فاطمة منزلها - أي غرفتها لا غیر- فما کنت تظن في المنزل ؟ هل کان صرحاً مزخرفاً بالرخام ویقف علی جنباته الخدم والحشم ..؟ الأمر علی خلاف ماتظن أيها الحاذق بل وأغلب الظن إنه لم يكن لتلك الغرفة باب من هذهِ الابواب التي نعهدها في هذا الزمان ، وإنما الغالب علی دور ذلك الزمان هو أنهم کانوا یصنعون علی أبوابهم السجاف أو السجف وهو الستر وهذا هو الظن الغالب الذي نراه وهو ما کان علی ابواب النبی صلی الله علیه وسلم وحجرات أزواجه .
الادعاء الحادي عشر بعد المائة الثانیة وقوله : الحافظ : هذه الأخبار كلها تنبئ بأن عمر بن الخطاب أمر بالحطب وجاء بالنار وهدد بإحراق البيت على من فيه ، ليفرق اجتماع المخالفين لبيعة الخليفة ، فأراد أن يرهبهم ويخوفهم ، ولكنكم زدتم أخبارا لا أصل ، فقلتم إنهم أحرقوا الباب وعصروا فاطمة وضربوها حتى أسقطوا جنينها المسمى محسنا . هذه الأخبار ، من أكاذيب الشيعة ولا أصل لها أبدا ، وما أظن أحدا من المؤرخين ذكرها . قلت : أسأل الله تعالى أن يهديك إلى الحق ويكشف لك الحقيقة ، إنك نسبتنا إلى الكذب ، وافتريت علينا جعل الأخبار غير مرة ، وفي كل ذلك اتضح للحاضرين زيف كلامك وبطلان رأيك ، وفي هذه المرة أيضا ، أذكر مصادر هذه الأخبار التي تنكرها ، من كتبكم المعتبرة ومصادركم المشتهرة ، حتى يعرف الحاضرون صدقنا ، وتعترف أنت بأن الحق معنا .
فاجعة سقط الجنين
1ـ ذكر المسعودي صاحب تاريخ " مروج الذهب " المتوفي سنة 346هجرية ، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ، قال في كتابه " إثبات الوصية " عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا عليه [ علي عليه السلام ] وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا !! نعم ، إن إسقاط جنين فاطمة عليها السلام وقتل ولدها " محسن" عند هجوم القوم لأخذ البيعة من الإمام علي عليه السلام ، أمر ثابت ، إلا أن أكثر مؤرخيكم سكتوا عنه ولم ينقلوه ، لحبهم للشيخين ، وسترا على سوء فعلهما وهتكهما لبيت الرسالة وحريم العترة ، ومع ذلك فقد جرت أقلام بعضهم وسجلت ما حدث وجرى ، لأن الله سبحانه يريد أن يتم الحجة عليكم وعلى كل المسلمين ، ويريد أن يكشف الحقائق للجاهلين والغافلين ، فاستمعوا أيها الحاضرون !
2ـ قال الصفدي في كتاب " الوافي بالوفيات 6/76 " في حرف الألف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار المعروف بالنظّام ، ونقل كلماته وعقائده ، يقول : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها !
3ـ ونقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل 1/57 : وقال النظّام : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها . وكان يصيح [عمر] : احرقوا دارها بمن فيها !! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين . انتهى كلام الشهرستاني .
4ـ ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 14/193 ط. دار احياء الكتب العربية ، بعدما ينقل خبر هبار بن الأسود وترويعه زينب بنت رسول (ص) حتى أسقطت جنينها ، فأباح النبي (ص) دم هبار لذلك قال : وهذا الخبر أيضا قرأته على النقيب أبي جعفر رحمه الله فقال : إذا كان رسول الله (ص) ، أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها ... إلى آخره . هذه البعض المصادر التي ظفرنا بها في نقل الأخبار التي تنكرونها وتتهمون الشيعة المؤمنين بجعلها !
ردنا عليه :
قلت : قال المدعي هذا القول مدعیا أن هذا هو قول السني وهذا یعني أن السني کان یقر أن عمر رضي الله عنه قد أحرق الباب علی من کان في الدار ...؟!! قلت : لا یوجد سني علی وجه الارض یقر أو یرضی مثل هذا الباطل والهذیان الذي تسمیه أنت مناظرة ...؟!!
ثم جاء المؤلف بثلاث حکایات یدعي أنه نقلها من کتب أهل السنة ومفاد هذهِ الروایات : أن عمر رضي الله عنه قام بضرب فاطمة وإیذائها ...!!! اما الروایة الاولی فقد نقلها عن المسعودي والثاینة نقلها عن ابن ابي الحدید وثالثة الأثافي عن صلاح الدین بن المقدسي ....
قلت : أما الاول والثاني فقد عرفنا تشیعهما أما الثالث فلا یعرفه أحد ، وتجدر الاشارة هنا الی أن المؤلف عندما ذکر صلاح الدين هذا فإنه قدمه الى السامعين مع كل آيات الاکبار والاجلال والاحترام وکأنه الامام ابوحنیفة رحمه الله ؟!!
الادعاء الثاني عشر بعد المائة الثانیة وقوله : الحافظ : ذكر العلامة المجلسي وهو واحد من أكبر علمائكم ومحدثيكم ، في كتابه " بحار الأنوار " راويا عن رسول الله (ص) أنه قال : حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، وروى عنه (ص) : من بكى على الحسين وجبت له الجنة . هذه الأخبار ونظائرها كثيرة في كتبكم ، وهي تسبب فساد الأمة وانتشار الذنوب والمعاصي . لقد ذكر هذا الحديث كثير من أعلامكم وأيدوه ، منهم : الإمام أحمد بن حنبل في مسنده والخطيب الخوارزمي في آخر الفصل السادس من كتابه " المناقب " والشيخ القندوزي الحنفي في الباب 43 من كتابه " ينابيع المودة " وأيضا في الباب 56 نقله عن الديلمي ، قال : حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، حب علي براءة من النار ، حب علي يأكل الذنب كما يأكل النار الحطب ، حب علي براءة من النفاق ،وفي المناقب السبعين خرجه عن ابن عباس في الحديث رقم 33 ، قال : قال رسول الله (ص) : حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، وفي الحديث رقم 59 ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله (ص) : حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة . رواهما صاحب " الفردوس " . ورواه المحدث والفقيه الشافعي المير السيد علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " في المودة السادسة عن ابن عباس ، قال : حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، وعنه أيضا : حب علي براءة من النار ، ورواه محب الدين الطبري في " ذخائر العقبي " الحديث رقم 59 من الأحاديث السبعين التي رواها في فضائل أهل البيت (ع) ورواه محمد بن طلحة في مطالب السؤول والعلامة الكنجي والشافعي في كتاب " كفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن أبي طالب " . ثم إن كان عقلكم وعلمكم لا يصل إلى معنى حل الحديث كهذا وأمثاله ، فأنصحكم ألا تطعنوا فيه ولا تردوه ، بل يجب أن تسألوا عن حله ومعناه وتفسيره ممن هو أعلم ، قال تعالى : ( فَسْأَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ ) وطالما أن هذا الحديث وأمثاله لا يعارض كتاب الله سبحانه فليس لأحد من المسلمين إنكاره .
ردنا عليه :
ذکر المؤلف هذا الحدیث « إن حبّ علي حسنة لا تضر معها سیئة وبغض علي سیئة لا تنفع معها حسنة » ثم حکم علیه بالصحة والقبول .!! وقال : ان هذا الحدیث أخرجه أهل السنة في کتبهم کما رواه الامام أحمد في مسنده .
قلت : هذا من أعظم الکذب وأقبحه ، فمهلاً أیها الکذاب وإیاك والاسترسال في الباطل والتقول علی أهل العلم بما لا علم لك به ، فأین ومتى روی هذا الکذب الامام أحمد رحمه الله في مسنده.؟ إنك لا تنقل في کتابك الا الاکاذیب ثم تقول : ان هذا رواه احمد وغیره ، وقد علم کل منصف ان الامام أحمد لم یخرج هذا الحدیث في کتابه ولا أحد من أهل السنة نعلمه ، ثم یأتینا بحدیث آخر « حبّ علي یأکل الذنوب کما تأکل النار الحطب » نعم ، ورد هذا الحدیث في کتبنا ، ولکننا بینا کذبه وبطلانه وعدم صحته، فهو حدیث باطل لایصح .
فالسنة لا یرون صحته ولا یعتقدون نعم ، إن الشيعة هم من يرى صحة مثل هذا الحديث والعمل به لأنه یبیح لهم ارتکاب کل الذنوب والمعاصي والموبقات ثم یقولون : لا یضر مع حب علي ذنب .... ألا ما أعظم كذب هؤلاء القوم وأفكهم ..؟!!!
الإدعاء الثالث عشر بعد المائة الثانیة وقوله : الحافظ : أنا لا أوافق الذين يرمون الشيعة
بالكفر والشرك ، ولكني لا أسكت أيضا على بعض الأخبار المروية في كتبكم ، والتي تنسبونها
إلى رسول الله (ص) وهي تفسح مجال العصيان للعباد ، فيعملون بالذنوب اتكالا على تلك الأخبار
والأحاديث .
قلت : رجاء ! بين تلك الأخبار ، فربما نصل معكم إلى حل وتفاهم .
الحافظ : ذكر العلامة المجلسي وهو واحد من أكبر علمائكم ومحدثيكم ، في كتابه " بحار الأنوار
" راويا عن رسول الله (ص) أنه قال : حب علي حسنة لا تضر معها سيئة .
وروى عنه (ص) : من بكى على الحسين وجبت له الجنة .
هذه الأخبار ونظائرها كثيرة في كتبكم ، وهي تسبب فساد الأمة وانتشار الذنوب والمعاصي .
فيرد عليه قائلا : فأقول : أما الخبر الذي ذكرته من " بحار الأنوار " لم تنفرد الشيعة بنقله ،
فإن علمائكم وأعلامكم نقلوه أيضا ونقلوا أمثاله في كتبهم المعتبرة .
لقد ذكر هذا الحديث كثير من أعلامكم وأيدوه ، منهم : الإمام أحمد بن حنبل في مسنده والخطيب
الخوارزمي في آخر الفصل السادس من كتابه " المناقب " والشيخ القندوزي الحنفي في الباب 43
من كتابه " ينابيع المودة " وأيضا في الباب 56 نقله عن الديلمي ، قال : حب علي حسنة لا
تضر معها سيئة ، حب علي براءة من النار ، حب علي يأكل الذنب كما يأكل النار الحطب ، حب
علي براءة من النفاق .
وفي المناقب السبعين أخرجه عن ابن عباس في الحديث رقم 33 ، قال : قال رسول الله (ص) :
حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، وفي الحديث رقم 59 ، عن معاذ بن
جبل ، قال : قال رسول الله (ص) : حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه
سيئة لا تنفع معها حسنة …............. الى أن يقول : وطالما أن هذا الحديث وأمثاله لا يعارض
كتاب الله سبحانه فليس لأحد من المسلمين إنكاره .
الحافظ : كيف لا يعارض كتاب الله وهو سبب تجرؤ الناس على المعاصي !
قلت : لا تعجل حتى أبين لك كيف لا يعارض الكتاب الكريم ، فإن الله تعالى يقسم الذنوب في
القرآن إلى قسمين ، صغائر وكبائر ، وهو يعبر في بعض الآيات عن الصغائر بالسيئة ، في حين
يعبر عن الكبائر بالذنوب ، كما قال تعالى : ( إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفّرْ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُم وَنُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِيما )ً فالآية تصرح بأن عبدا لو اجتنب الكبائر وارتكب الصغائر ، فإن
الله عز وجل يعفو عنه ، ويدخله الجنة ، والحديث الذي تنكروه لا يصرح بأكثر من هذا .
ردنا عليه :
نقل المؤلف قول السني وهو یحاور الشیعة ویناقشهم : ألم تقولوا یا معشر الشیعة: إن قطرة دمعٍ في عاشوراء توجب الجنة للعبد ... ؟! فأنتم بهذا الحدیث شجعتم الشیعة وأبحتم لهم أن یرتکبوا من المعاصي والآثام ما شاء لهم ان یرتکبوه ما دام ذلك سیغفر لهم بذرف دموع التماسیح علی سیدنا الحسین رضي الله عنه في عاشوراء ..؟ ثم ذکر دلیلاً آخر لکي یرد علی الشیعة قولهم الباطل ، أقول : ذکر قوله تعالی « إن تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه نکفر عنکم سیئاتکم وندخلکم مدخلاً کریما » النساء 31 .
ففي هذهِ الآیه دلیل صریح علی أن العبد سيغفر الله تعالى له صغائر الذنوب باجتنابه لکبائرها ، فکیف اذاً تقولون إن « حب عليّ حسنة لا يضر معها سیئة » ؟!!
قلت : انظر الی مکر هذا المؤلف حیث جاء بهذه الآیة ثم ( اصطفى لنفسه منها جزءاً ، مع أنه لا علاقة لها بعليِ ، ثم یرید بعد هذا کله أن یربط ذلك بحبّ علیٍّ...! وانا لا أدري ما علاقة هذا الکلام بعلي رضي الله عنه ...؟ فالله تعالی یقول في هذهِ الآیة وبکل صراحة ووضوح « إن تجتنوا کبائر ما تنهون عنه نکفر عنکم سیئاتکم» فالآية لم تتطرق الى ذكر علي رضي الله عنه لا في أول الآیة ولا في وسطها ولا في آخرها ، بل إن الخطاب في الآیة عام والآية لم تستثني عليا رضي الله عنه بحكم خاص دون سائر الأمة .. ؟ ثم إن تفسير هذهِ الآیة واضح لیس فیه شيءٌ من الخفاء أو اللبس ، فالآیة خطاب للأمة وبشارة لأؤلئك الذین یتقون ویجتنبون کبائر الأثم والفواحش ، حيث ان الله تعالی سیغفر لهم صغائر الذنوب واللمم ، بشرط اجتنابهم لکبائر الذنوب مثل التعامل بالربا ، فإن المسلم الذی یجتنب التعامل به ولا یذهب الی هذهِ المصارف الربویة مع حاجته مثلاً لبناء بیت أو شراء سیارة وما الی ذلك من ضروریات الحیاة التي لاتکاد تنتهي وخاصة في هذا الزمان اقول : ان ذلك حقاً ثقیل علی النفس ولکن المسلم الذي یرمي بکل ذلك وراء ظهره ویقنع بما رزقه الله تعالی فإن الله تعالی سوف یبدله بذلك مغفرة للذنوب وتکفیر ما اقترفته یداه من صغائر الذنوب والمعاصي جزاء وفاقا علی صبره وحسن عمله وصدق ایمانه ، فما علاقة علي رضي الله عنه في هذا الآية الكريمة وهل هناك ضرورة الى حشر علي في هذا الحديث الذي نحن بصدده .. ؟!!!
ثم انظروا یا من هداکم الله تعالی ووفقکم لطاعته الى ما بعده .
الإدعاء الرابع عشر بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : أظنك ما دققت النظر في الآية الكريمة التي تلوتها عليك ، وإلا ما كنت تورد إشكالا على كلامي ، لأن الذي قسم المعاصي إلى كبائر وصغائر وفرق بينهما هو الله تعالى ، لا أنا ، ثم اعلم بأننا نعتقد ـ مثلكم ـ بأن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا ، فكل عبد عاص إذا تاب وندم وعمل بشرائط التوبة ، فإن الله سبحانه يغفر ذنوبه ويعفو عنه ، ولكن إذا لم يتب فيعاقبه الله تعالى بعد الموت في عالم البرزخ ، فإذا لاقى عقاب ذنوبه قبل يوم الحساب ، يساق إلى الجنة في يوم المعاد ، وإلا فيقضى عليه فيلقى في جهنم ليرى جزاء عمله هناك ، والعبد المؤمن إذا ارتكب الصغائر ومات من غير توبة فإنه كان يحب الإمام عليا (ع) يغفر الله تعالى له ويعفو عنه ويدخله الجنة ، قال سبحانه : ( وَنُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِيما )ً .
ردنا عليه :
قلت : إن محبة علي لا تکفر حتی الصغائر من الذنوب ، إنما الذی یکفرها هو اجتناب الکبائر وهذا ما شهد به القرآن الکریم ، فقولکم هذا لیس له أدنی صحة والا فلماذا لم یذکر الله تعالی ذلك في القرآن ویبینه للناس کما ذکر هذهِ الآیة الکریمة ...؟ لماذا لم يذكر الله تعالی هذا الأمر الهام في کتابه الکریم ..؟ لمه لم یقل ذلك صراحة ان محبة علي سبب من اسباب تکفیر الخطایا والذنوب والمعاصي .؟ ألم تعترفوا أنتم بانفسکم أن القرآن إنما نزل لیبّين کل ما هو هام وضروري لسعادة الانسان في الدنیا والآخرة ..؟ فلماذا اذا غفل هذهِ المسألة بالذات ...؟!!!.
ثم یقول : إن علی کل شیعي مکلف بالغ أن یعرف ثلاثة أمورٍ هامة : یعرف ربه ونبیه ومعنی التشیع وما هو المراد به ...؟ وعلیه أن یعرف کذلك أنا علیاً قد عصمه الله فلم یصدر منه حتی صغائر الذنوب ولممها ...؟ ولذا فعلیه أن یجتهد ويسعی ویبذل کل ما في وسعه وطاقته ليقتدي بمولاه وسیده ویجتنب أیضاً کل عادة سیئة وخلق ذمیم ویسعی دائماً لتکمیل نفسه والرقي بها الی الأفضل ، ولا یعني ذلك أن یبلغ تلك الرتبة والمنزلة التي بلغها الأئمة لان ذلك من المحال ، حیث انه مهما بلغ من الکمالات فإنه یبقی ذلك الانسان الذي لم ینل هذهِ الرتبة العالیة الا وهي العصمة ، هذهِ الصفة التي لم یختص بها الا الإنبیاء والأئمة المعصومین ..؟!! ولکن علیه أن یجتنب کبائر الذنوب ولا یصر علی الصغائر لیکون بذلك من أحباب علي واولیاءه ولینال بذلك شرف الانتساب الی الشیعة والدخول في زمرتهم ...!!!.
قلت : قبل کل شيء أود أن أطرح هذا السؤال : لماذا لم یرد دلیل من آیة أوحدیث یقول للأمة : ان حب محمد صلی الله علیه وسلم حسنة لا تضر معها سیئة ...؟!!.
فأنا أقول : إن حبّ الله تعالی وحده لا یکفي کذلك في تکفیر الخطایا والذنوب والدلیل قول الله تعالی « قل إن کنتم تحبون الله فاتبعوني یحببکم الله و یغفر لکم ذنوبکم والله غفور رحیم » آل عمران/31.
وبهذا یعلم : ان محبة الله وحدها لا تکفي في تکفیر الخطایا والذنوب حتی یکون معها اتباع صحیح لسیدنا محمد صلی الله علیه وسلم، فالإدعاءات والأقوال المجردة العاریة من البرهان والعمل الجاد والاقتداء الصحیبح بسید البشر لا تکفي ولا تغني عن العبد شیئا ، ولا تکون سببا في تکفیر خطایاة وسیئاته حتی ولو کان هذا الانسان من محبّي علي رضي الله عنه وما سواه من الأئمة ....!!
الادعاء الخامس عشر بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : لو كان الأمر كذلك للزم أن نرى أهل السنة والجماعة مبرئين من الذنوب وبعيدين عن الحوب ، بينما نرى البلاد التي يسكنها أهل السنة قد انتشرت فيها الذنوب الكبيرة ، وشاعت فيها معاصي كثيرة ، وكثير منهم يتجاهرون بالفسوق والفجور....! . فهذه عواصمكم مثل بغداد والقاهرة ودمشق وبيروت وعمان والجزيرة وغيرها ، تتسابق في تأسيس مراكز المعاصي والفجور ، ومحلات القمار ، وحانات الخمور ، فهل ترضون أن ننسب هذه المخازي والفسوق إلى مذهبكم وضعف مبادئكم ؟! فأقول : أما الخبر الذي ذكرته من " بحار الأنوار " لم تنفرد الشيعة بنقله ، فإن علمائكم وأعلامكم نقلوه أيضا ونقلوا أمثاله في كتبهم المعتبرة .
ردنا عليه :
قلت : هذا قیاس مع الفارق ، کما أن القیاس فاسد من اصله ...؟!! إن البلاد الاسلامیة یوم أن کانت السطة فیها بأیدي الصالحین والدعاة والعلماء العاملین فقد شهدت رقياً وتقدماً لم تشهده أمة من الأمم ، ولا نذهب بعیداً فهذهِ الجزیرة العربیة والی عهد قریب حینما أسست المملکة العربیة السعودیة علی ید مؤسسها الأول وعندما کان الشیخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله حیاً فقد كانت الأمور فیها تسیر علی نحو ممتاز ، وحتی زماننا هذا قإننا نری اثر تلك الدعوة المبارکة الی یومنا هذا علی مختلف نواحي الحیاة فیها . حتی ان المؤلف نفسه قد أقرَّ بذلك وقال : انه لا توجد للسرقات أثر في المملکة العربیة السعودیة بسبب اقامة الحدود علی کل من تسول له نفسه أن یمد یده علی حقوق الآخرین وأموالهم ، وهذا ما حدث بالفعل في زماننا هذا وهو ما شهدناه في أفغا نستان عندما جائت حکومة الطالبان فقد قضت علی جذور الفساد واللالحاد عندما أقامت الحدود وطبقت الشریعة علی الزناة والسارقین والقتلة والمجرمین وقطاع الطریق وغیرهم .
ولکن تعالوا لنظر الی ما علیه الحال في أیران عندما جاء هؤلاء الملالي والآیات والحجج الی هذا البلد المغلوب علی أمره فماذا حدث ...؟ ان الزنى والفساد وآكل الرشوة والسرقة وصلت الی حدٍ لا یطاق ، بل وما کان خافیاً قبل ذلك أصبح من الأمور العلنية في هذا الزمان ....؟! والحال مازال یسیر من سيءٍ الی أسوء وکذلك الحال عندما جاء الصفویون الی السلطة في ایران فقد کان الوزیر وصاحب الکلمة في تلك الحکومة هو : محمد باقر المجلسي فقد وصل الفساد الی أوجه وقمته في زمن هذا الامام الجهبذ الذي لم تر الشیعة مثيلا له في تاريخها كله ..؟!!!.
فهل عرفنا الآن مدی التفاوت الکبیر بین ذینك الحکومتین ، الحكومة الشیعية في ايران والحکومة السنیة في أرض الجزيرة ...؟!!!.
الإدعاء السادس عشر بعد المائة الثانیة وقوله : هل تقبلون منا لو قلنا : إن السبب في انتشار
الفحشاء والفجور ، وعدم التحرج في شرب النبيذ والخمور ، هو فتاوى علمائكم....؟؟!!
لأن بعضهم أفتى بطهارة الكلب وأحل أكله ، وبعضهم أفتى بطهارة المني والخمر وعرق الجنب
من الحرام ، وبعضهم أفتى بجواز اللواط في السفر ! وبعضهم أفتى بنكاح المحارم ، الأم ومن
دونها ، بشرط أن يلف القضيب بالحرير !! هذه الفتاوى وأمثالها تسبب تجرؤ العوام والجاهلين
على ارتكاب المعاصي وعمل الفسق والفجور ، ولذلك فإن علماءنا يحرمون تلك الأعمال القبيحة
ولا يجيزونها بأي حال من الأحوال .
الحافظ : هذه المسائل التي ذكرتها ، كلها من أكاذيب الشيعة ، وللأسطورة أقرب منها الى
الحقيقة .
قلت : أنت أعرف بحقيقة مقالي والعلماء الحاضرون أيضا يعلمون بصدقي ، ولكن يصعب عليكم
الإقرار ، والخجل يدعوكم إلى الإنكار ، وإلا كيف يمكن لعالم ديني ـ مثلكم ـ يجهل هذه المسائل
التي ذكرها وأفتى بها بعض علمائكم ثم نقلها عنهم بعض أعلامكم وانتقدوها ؟! وأذكر لك
نموذجا من كتبكم ليكون دليلا على كلامنا ، راجع تفسير الكشاف 3/301 للعلامة الكبير جار الله
الزمخشري ، فإنه يقول :
إذا سـألوا عن مذهبي لم أبح به وأكـتمه ، كـتمانه لـي أسـلم
فـإن حـنفيا قلت ، قالوا بأنني أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مـالكيا قـلت ، قالوا بأنني أبـيح لـهم أكل الكلاب وهم هم
وإن شـافعيا قـلت ، قالوا بأنني أبـيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حـنبليا قـلت ، قالوا بأنني ثـقيل حـلولي بـغيض مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه يقولون : تيس ليس يدري ويفهم
تـعجبت مـن هذا الزمان وأهله فـما أحـد من ألسن الناس يسلم
وأخـرني دهـري وقدم معشرا عـلى أنـهم لا يـعلمون وأعلم
فنرى هذا العالم والمفسر يخجل أن ينسب نفسه إلى أحد المذاهب الأربعة ! لوجود تلك الآراء الفاسدة والفتاوى الباطلة فيها ، ثم إنكم تريدون منا أن نتبع تلك المذاهب ونترك مذهب أهل بيت النبوة والعترة والصفوة الطاهرة !
ردنا عليه :
قلت : انظر الی هذا الرجل کیف یتهم أهل السنة .. ؟!! ولکن لرب سائل يسأل ويقول ...؟ لماذا اتهمهم وبأي وجه أو حجة .. ؟ وما هو دلیله علی ذلك ...؟
قلت : لا یرعوي هذا المؤلف أو یکف عن قوله وادعائه أن الزمخشري کان من ائمة السنة وعلمائهم ...؟!! إن کانت کل هذهِ العیوب حقا عند أهل السنة ، فلماذا هو نفسه يبقی معهم وينسب نفسه اليهم ...؟!! لماذا یسمح لنفسه أو یکون غرضاً لغیره من اعداء اهل السنة لسیتفیدوا من کتابه هذا وینقلوا عنه کل ما یشین ویقدح بأهل السنة
والجماعة ؟!!!.
إن الزمخشري هذا لم یضع للمذاهب الاربعة المشهورة عند أهل السنة أي قیمة أو اعتبار ، کما أنه كان یري بطلان ما نحن علیه معشر أهل الحدیث ، ثم تقولون وبکل وقاحة : هذا الزمخشري إمام من أئمة أهل السنة والجماعة ..؟!! ألم یصرح الزمخشري هذا في تفسیره ويقول : « إن علیا کان إلها ، لانه فوق منزلة البشر ؟!!! » .
هل هناك سني یقول مثل هذا الکفر الصریح ..؟ ان الزمخشري لم یکن یوماً من أهل السنة الجماعة ، وإنما کان شیخاً شیعیاً من أهل الرفض والاعتزال ، فنحن لا نعترف به ولا نری صحة أقواله ، فلیكن إمامکم وقدوتکم فأنتم أولی به منا وهو منکم ...!
ألم تستدلوا بأقواله .. ؟ وترون صحة آرائه .. ؟ إذاً فلیکن هو قدوتکم وأسوتکم ولیس لأهل السنة حاجة الی امثال هؤلاء المنحرفین الضالین ...؟!!.
کیف لي أن أنکر علی الهندوس عقیدتهم وأبین بطلان ما هم علیه ثم اکون واحداً منهم ، وعلی دینهم ...؟ کیف انکر ذلك ثم اکون إماماً من أئمتهم ومفسراً لکتابهم وشارحاً له ...؟
فأنا إما أن اکون منهم أو ضدهم ..!!! فإن أنا أنکرت ذلك وتبرأت مما هم فیه من هذا الضلال والباطل فلا یحق لکم أن تنسبوني الیهم أو تعتبرونني واحداً منهم، كما لا یحق لکم بعد ذلك أن تستدلوا بقولي وتستشهدوا بأرائي .
الإدعاء السابع عشر بعد المائة الثانیة وقوله : فأقول : أما الخبر الذي ذكرته من " بحار الأنوار " لم تنفرد الشيعة بنقله ، فإن علمائكم وأعلامكم نقلوه أيضا ونقلوا أمثاله في كتبهم المعتبرة ، ولقد ذكر هذا الحديث كثير من أعلامكم وأيدوه ، منهم : الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، والخطيب الخوارزمي في آخر الفصل السادس من كتابه " المناقب " والشيخ القندوزي الحنفي في الباب 43 من كتابه " ينابيع المودة " وأيضا في الباب 56 نقله عن الديلمي ، قال : حب علي حسنة لا تضر معها سيئة ، حب علي براءة من النار ، حب علي يأكل الذنب كما يأكل النار الحطب ، حب علي براءة من النفاق ، وفي المناقب السبعين خرجه عن ابن عباس في الحديث رقم 33 ، قال : قال رسول الله (ص) : حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب . وفي الحديث رقم 59 ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله (ص) : حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة ، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة . رواهما صاحب " الفردوس " ورواه المحدث والفقيه الشافعي المير السيد علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " في المودة السادسة عن ابن عباس ، قال : حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، وعنه أيضا : حب علي براءة من النار ، ورواه محب الدين الطبري في " ذخائر العقبي " الحديث رقم 59 من الأحاديث السبعين التي رواها في فضائل أهل البيت (ع) ، ورواه محمد بن طلحة في مطالب السؤول ، والعلامة الكنجي والشافعي في كتاب " كفاية الطالب في مناقب مولانا علي بن أبي طالب " .
ردنا عليه :
قلت : إن کان لذلك حقیقة وأن ما تذکره في کتبنا ، فلماذا لا تسلموا بکل ماجاء
فیها ؟ ولماذا لا تقروا بصحة ماجاء عن أئمتنا ورواة حدیثنا ... ؟
إن المؤلف طبعاً یکثر النقل عن المجلسي ...؟!
فمن هذا المدعوا بالمجلسي ...؟ هل بقبل هذا النكرة الأفاك من أحد .. ؟ ألم یقل المجلسي هذا : ( أن الله تعالی یذهب لزیارة الحسین في لیلة کل جمعة ...؟!! ) والآن تعالوا معي لنتعرف علی شخصیات أخری علاوة علی من عرفناهم سابقاً مثل البلخي والقندوزي والکنجي .
واولهم هو : متقي الهندي وکتابه هو ( کنز العمال ) وقد نقل متقي الهندي هذا في کتابه الکثیر من الاحادیث دون أن یمیز بین صحیحها من ضعیفها .
والشیعة اذا ارادت أن تستدل بحدیث ما ، فإنها تعزوا هذا الحدیث الی کنز العمال دون الاشارة الی المصدر الذي نقل عنه متقي الهندي ...!!! فلماذا یا تری تتبع الشیعة هذا الاسلوب الغریب في نقلها للأحادیث الى کتبها .. ؟
أضف الى ذلك فإنها في کثیر من الأحیان إذا ذکرت المصدر الأصلي الذي نقل عنه الحدیث فإنها أیضا تذکر معه کنز العمال ..؟!! طبعاً إنها تفعل ذلك لکي تقول للقاريء : انظر إن جمیع أهل السنة متفقة علی قول واحد ...؟!! ومع إننا لو محونا کنزا العمال وأزلناه من الوجود فإن ذلك لا ینقص مما بین ایدینا من حدیث التي صلی الله علیه وسلم وأقواله شیئاً یذکر ...؟!!!.
الثاني : محمد بن طلحة الشافعي : حیث یری المؤلف ان هذا الرجل أحد العلماء الذین تفوقوا وبرزوا في علم الأعداد ، وکان یعتقد کذلك أن الذي علمه هذا العلم هو عليّ رضي الله عنه ....!! حیث کان ذلك التعلیم رؤیة رآها في نومه ..؟!!! وکذلك استطاع هذا العالم أن يقف على عمر هذه الدنیا وساعة زوالها حیث قال . إن فناء الدنیا وزوالها سیکون في سنة 999 ھ ...؟!! وقال کذلك الکثیر من الأباطيل والهذیانات وهذا ما دعانا الى أن نضرب عنه صفحاً في هذا الکتاب ، فلا عجباً إذا کانت الشیعة من المعجبین بهذا الإمام ... ؟!!.
الثالث : میر علي بن شهاب الدین محمد الهمداني الشافعي ، وکان هذا الأخیر من علماء القرن التاسع ، وقد اعتبره آغا بزرك الطهراني من الشیعة ، ولکن مؤلف لیالي بيشاور یعتبره من السنة ، وذلك لانه وجد في هذا الرجل ضالته لکي یعضتد بأقواله وباطلة ، وحتی لو افترضنا أنه کان من أهل السنة فهل لذلك أهمیة تذکر..؟ لماذا لا یأتینا هذا المدعي الکذاب بأدلة من اقوال الامام ابي حنیفة مثلاً .؟ أو ینقل اقواله وادلته عن البخاري ومسلم ...؟
إذا عرفنا الأدلة من الأئمة النفسهم فما الحاجة الی أقوال مقلدیهم واتباعهم .. ؟
هذا وقد اعتبره القاضي الشوشتري من الشیعة أيضا ..
وعلی کل حال فإن المؤلف اذا قال هذا القول أو ذاك مصرحا بنقله من کتب اهل السنة ،فلا تغتروا بقوله لإنه حين يقول ذلك إنما یقصد بها کتب الزمخشري وسلیمان البلخي وابن ابي الحدید .....!
ثم قال المؤلف : ان هذا الحدیث جاء في مسند الامام أحمد ...!!
قلت : هذا کذب وقول لا یصح .
فإلامام أحمد لم یرو هذا الحدیث في مسنده ، ولم ینقله أحدٌ أعرفه من أهل العلم ولا یصح ابداً أن نسمي هذا حدیثا ً، فهو لم یکن یوماً حدیثاً ، ولکن الی الله المشتکی ، فما عسانا أن نقول لأمثال هذا الصعفوق الذي لا رأس مال له غير الكذب والإفك والبهتان فقبحه الله من داه خبيث .
الإدعاء الثامن عشر بعد المائة الثانیة وقوله : حب علي يأكل الذنب كما يأكل النار الحطب وفي
المناقب السبعين وأخرجه عن ابن عباس في الحديث رقم 33 ، قال : قال رسول الله (ص) : حب
علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب رواهما صاحب " الفردوس " ورواه
المحدث والفقيه الشافعي المير السيد علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " في المودة
السادسة عن ابن عباس ، قال : حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، وعنه أيضا : حب
علي براءة من النار ، ورواه محب الدين الطبري في " ذخائر العقبي " من الأحاديث السبعين
التي رواها في فضائل أهل البيت (ع) ، ورواه محمد بن طلحة في مطالب السؤول ، والعلامة
الكنجي والشافعي في كتاب " كفاية الطالب
ردنا عليه :
قلت: إنکم بغلوکم هذا خرجتم من الدین ..!!
فحبکم لعلي رضي الله عنه ومجاوزتم لکل حدٍ ومعقول ومغالاتکم فیه هو الذي أخرجکم من مسمی المسلمین ، فالإسماعلیة ما خرجت وکفرت الا لأنها تحب علیاً حباً دعاها الی تألیهه واتخاذه الهاً مع الله تعالی ....!!
فالسنة لا تنکر حبها لعلي رضي الله عنه ...؟ ولکن حبها له رضي الله عنه کحب سائر أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم فلا غلو ولا مغالاة ولا إفراط ولا تفریط ، وعند بحثي وقراءتي لسنن النسائي ومعجم ابن عساکر ومراجعتي لهما وقع تحت ناظري هذا الحدیث : ( عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : « الحسد یأکل الحسنات کما تأکل النار الحطب والصدقة تطفيء الخطیئة کما یطفيء الماء النار ...»
والآن قل لي : من أین جئتنا بهذا الحدیث ..؟ وعمّن نقلته ومن هو راویه ..؟!! ان الحدیث الذي ذکرته قد أثبتُّ بطلانه ووضعه في جوابي علی الادعاء الحادي عشر بعد المائة الثانیة والحمد لله
الادعاء التاسع عشر بعد المائة الثانیة وقوله : من بكى على الحسين عارفا بحقه وجبت له
الجنة. أن زيارة الحسين (ع) والبكاء عليه إنما يفيدان ويوجبان الأجر والكثير والثواب العظيم
إذا كانا ممن يعرف حق الحسين (ع) ، كما صرحت رواياتنا بذلك عن رسول الله (ص) وعن
أئمتنا أبناء رسول الله وعترته (ع) ، قالوا : من زار الحسين بكربلاء عارفا بحقه وجبت له
الجنة .
فكما إن قبول العبادات كلها ـ فرضها ونفلها ـ تتوقف على معرفة الله سبحانه ، لأن العبد إذا لم
يعرف ربه كما ينبغي فلا تتحقق نية القربة إليه ، وهي تجب في العبادات .
كذلك البكاء والزيارة للنبي والأئمة (ع) ، لا تفيد ولا تقبل إذا كان الباكي والزائر لا يعرفهم حق
المعرفة ، وإذا عرفهم حق المعرفة وعرف حقهم ، علم أنه يجب أن يطيعهم ، ويتمسك بأقوالهم
ويسير على نهجهم ، ويلتزم بطريقتهم المثلى .
ردنا عليه :
قلت : صدق النبي صلی الله علیه وسلم حیث قال في الحدیث المتفق علیه « إن الله تعالی یبغض الألد الخصم » فأنت حینما تقول مثل هذا القول تعلم جید إنه لا یمکن الجمع بین المتناقضین والا فکیف یمکنك أن تعتقد بصحة ماجاء في القرآن وتؤمن به وأن الحق ما جاء فیه ثم تؤمن کذلك وتعتقد صحة ما جاء من هذا الهذیان في مدعیکم المهدي ..؟!
إن کتاب الله تعالی قد أمرنا ان لا نتبع غیر ما انزل الله ، فهل أنزل في القرآن شیيءٌ في إمامکم المهدي.؟ هل ذکرت ولو آیة واحدة في القرآن الکریم شیئاً عنه ؟
ألم تقولوا إن الإمام الهدي هو خاتم أئمتکم و إن الایمان به من أوجب الواجبات؟ فلماذا لم یذکر لنا کتاب الله تعالی ذلك ..؟ فماذا تقصد ، وما الذي تعنيه بالدنيء الخبیث ..؟ أتقصد بذلك أهل السنة ......؟؟! ذلك لانهم لا یؤمنون بإمامکم بمهديكم وصاحب زمانکم هذا ..؟
أخبرنا یا سید قومك وحجة زمانك وفقیه عصرك : من این اتیت بهذا التقسیم ..؟
إنك وبناءاً علی هذا التقسیم جعلت کلاً من سلمان البلخي وابن ابي الحدید من اقسام الخبثاء والدنّاء الأدنیاء .
الادعاء العشرون بعد المائة الثانیة وقوله : وأما فوائد المجالس الحسينية فهي كثيرة جدا ولكنك حيث لم تحضرها ولم تكن من المباشرين والعاقدين لها ، فلا ترى فوائدها ولا تدرك بركاتها ، ولما كنت بعيدا عنها وجاهلا بفلسفتها ، فليس لك أن تقول : إنه عمل مخالف للعقل ! بل العقل السليم يخالف كلامك ، والوجدان القويم ينقض بيانك ، فقد تسرعت في الحكم على شيء ما عرفت مغزاه ، ولما أدركت منتاه . فلو كنت تحضر هذه المجالس مع الشيعة ، وتستمع إلى كلام خطبائها الكرام لعرفت فوائدها الجمة التي منها :
1ـ هذه المجالس تكون كالمدارس ، فإن الخطيب يلقي على الحاضرين فيها أحكام الدين والتاريخ الإسلامي ، وتاريخ الأنبياء وأممهم ، ويتناول تفسير القرآن الحكيم ، ويتكلم حول التوحيد والعدل الإلهي والنبوة والإمامة والمعاد ، وأخلاق المسلم وما يجب أن يتصف به المؤمن ويبين للمستمعين فلسفة الأحكام وعلل الشرائع ومضار الذنوب ، ويقايس الإسلام بسائر الأديان ويثبت بالدليل والبرهان تفوقه وامتيازه على المذاهب والأديان .
2ـ يشرح الخطيب سيرة رسول الله (ص) وتاريخ حياته وسيرة أهل بيته والعترة الهادية والصحابة والصالحين ، فيلفت الخطيب أنظار مستمعيه إلى النقاط المشرقة الهامة من ذلك التاريخ ، فيأخذ الحاضرون دروسا وعبرا منه يطبقونها في حياتهم الشخصية وسيرتهم الاجتماعية .
3ـ يتناول الخطيب تاريخ النهضة الحسينية ، ويبين أسبابها وأهدافها . ويشرح آثارها والدروس التي يجب على المسلم أن يأخذها من تلك النهضة المقدسة ويدعو الخطيب المستمعين إلى تطبيق أهداف الحسين (ع) وإحياء ثورته وتكرارها ضد الظلم والظالمين في كل زمان ومكان .
4ـ في كل عام يهتدي كثير من الضالين والعاصين ، فيتوبون إلى الله تعالى ، ويسلكون الصراط المستقيم ، ويصبحون من الصالحين المهتدين ، حتى إن في بعض البلاد التي تسكنها الشيعة والكفار مثل بلاد الهند والبلاد الأفريقية ، أسلم كثير منهم بعدما حضروا في المجالس الحسينية وعرفوا تاريخ الإسلام وأحكامه وسيرة رسول الله (ص) وأخلاقه الحميدة ، وهذا جانب من معنى الحديث النبوي الذي نقله علماؤكم أيضا في الكتب المعتبرة قال رسول الله (ص) : حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط، ، فمعنى : " وأنا من حسين " لعله يكون : إن الحسين والمجالس التي تنعقد باسمه ولأجله هو السبب في إحياء ديني وإبقائه ، فالحسين (ع) بنهضته المباركة فضح بني أمية وكشف واقعهم الإلحادي ، وحال بينهم وبين الوصول إلى أهدافهم العدوانية ونياتهم الشيطانية التي كانت ستقضي على الدين الحنيف ورسالة خاتم الأنبياء (ص) ، واليوم يمر أكثر من ألف عام على إقامة مجالس عظيمة ومحافل كريمة باسم الحسين (ع) علانية وسرا ، والناس يحضرون على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم فيقتبسون النور ويتعرفون على الإسلام الحقيقي الذي ضحى الإمام الحسين (ع) من أجله ، ويعرفون أهدافه المقدسة وأسباب نهضته المباركة ، فيهتدون بهداه وهو على هدى جده المصطفى (ع) وأبيه المرتضى (ع) ، فالمجالس الحسينية ما هي إلا مدارس أهل البيت والعترة الهادية (ع) .
ردنا عليه :
قلت : لکي أجیبك وأرد علیك رداً شافیاً دعني أقول لك وأسألك : إن کان ما تقوله حقاً وأن البکاء من الوسائل المهمة وهو عدة الأمة وذخیرتها ومصدر عزها فلماذا وکیف تفسر ما حازه المسلمون من النصر والتمکین والتقدم والازدهار طیلة قرون مضت ...؟؟ فها هم الخلفاء الراشدون والأمیون من بعدهم قد فتح الله تعالی علیهم نصف الکرة الارضیة ، وحققوا انتصارات باهرة وقدموا للعالم أجمع حضارة عز نظیرها في تاریخ البشریة کلها ، فهل کانوا یقولون بقولکم الباطل هذا ...؟
إن البکاء عدة الأمة ومصدر الهامها وعزها ....!! فلماذا لم یکن النبي صلی الله علیه وسلم قد اعتمده في حیاته ولم یخبر الأمة به .. ؟
ثم وهذا سؤالي الأخیر الذي أوجهه الیکم : إن کان البکاء هو العدة والوسیلة لاعزاز الأمة وقوتها ، فلماذا لم نر في تاریخکم الطویل ولم نسمع انکم فتحت أو أدخلتم الاسلام الی مدینة واحدة ، واحدة فقط من مدن الکفار وبلادهم ... ؟!!
الإدعاء الحادي والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : النواب : سيدنا الجليل ! إني أصدقك
وأقبل كلامك ، ويحق أن ألعن نفسي ، إذ كنت جاهلا بمقام آل رسول الله (ص) وشأنهم ، فتبعت
أناسا ما كان لي أن أتبعهم .
قبل سنين سافرت من هذا البلد مع قافلة كبيرة من أهل بلدتي ونحلتي إلى بغداد وقصدنا قبر
الإمام الأعظم أبي حنيفة ، والشيخ عبد القادر (رض) وكنا نبغي زيارتهما ، راجين بها الأجر
والثواب ، فانفردت يوما عن أصحابي وذهبت إلى روضة الإمامين الجوادين ، فرأيت الوضع كما
وصفتم ، ولكن لما رجعت إلى أصحابي وعرفوا بأني ذهبت إلى تلك الروضة المقدسة ، تحاملوا
علي وعاتبوني عتابا شديدا ! فاعتذرت إليهم بأني ما ذهبت بقصد الزيارة والتقرب إلى الله عز
وجل ، وإنما ذهبت للتفرج والاستطلاع ، فسكتوا عني !!
وأنا الآن أراجع نفسي وأتعجب كثيرا ، فأقول لماذا تكون زيارة الإمام الأعظم والشيخ عبد القادر
في بغداد جائزة ، وزيارة الخواجة نظام الدين في الهند جائزة ، وموجبة للأجر والثواب ، حتى
أن جماعة كثيرة ـ كلب عام ـ يشدون الرحال إليهم من هذه البلاد ويقطعون مسافات بعيدة ،
ويصرفون أموالا كثيرة ، وهم يقصدون التقرب إلى الله سبحانه ، ويعتقدون أنهم يحسنون صنعا
ويكتسبون ثوابا وأجرا !!
عجبا هذه الزيارات موجبة للأجر والثواب ، مع علمنا بان النبي (ص) لم يذكر فيهم خبرا ، ولم
يذكرهم بمدح و ثناء ، ولكن زيارة الحسين ، ريحانة رسول الله (ص) الذي جاهد في سبيل الله
وضحى بنفسه للدين ، وقد وردت في شأنه وفي فضله الأحاديث النبوية الشريفة الكثيرة المروية
في كتب كبار علمائنا ، تكون بدعة ؟!!
ولقد نويت الآن وعزمت على أن أذهب هذا العام إن شاء الله ، وأتشرف لزيارة سيدنا الحسين ،
وأحضر عند مرقده المقدس ، قربة إلى الله تعالى ، وطالبا لمرضاته ، وراجيا منه سبحانه أن
يعفو عما سلف مني .
فقال له المؤلف : اعلم أيها الحافظ ، وليعلم كل الحاضرين ، أن زيارة الحسين (ع) والبكاء عليه إنما يفيدان ويوجبان الأجر والكثير والثواب العظيم ، إذا كانا ممن يعرف حق الحسين (ع) كما صرحت رواياتنا بذلك عن رسول الله (ص) وعن أئمتنا أبناء رسول الله وعترته (ع) قالوا : ( من زار الحسين بكربلاء عارفا بحقه وجبت له الجنة . من بكى على الحسين عارفا بحقه وجبت له الجنة )
ردنا عليه :
قلت : لا هم لکم الا نقل الاکاذیب والأباطیل ، وهذهِ هي أعظم خطایاکم یا صاحب اللسان الذرب .
إن ما ذکرته لایصح أبدا، وهو حدیث مکذوب ولم ینقل عن صاحب الشریعة بسند صحیح ، بل حتی لم یرو هذا الحدیث صاحبك واستاذك سلیمان البلخي ولا ابن ابي الحدید حتى ، فهل بك جرأة وقدرة علی تسمیة هذا الهذیان نقاشاً وکتاباً
علمیاً ..؟!!
الإدعاء الثاني والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : في قول الله تعالى :( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وقد اتفق أعلامكم من المفسرين والمحدثين مثل الترمذي ومسلم والثعلبي والسجستاني وأبي نعيم وأبي بكر الشيرازي والسيوطي والحمويني والإمام أحمد والزمخشري والبيضاوي وابن الأثير والبيهقي والطبراني وابن حجر والفخر الرازي والنيسابوري والعسقلاني وابن عساكر ، وغيرهم ، اتفقوا على أن هذه الآية وهي آية التطهير ، نزلت في شأن النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) .
ردنا عليه :
قلت : حسناً ، إن هذهِ الآیة تشمل هؤلاء الخمسة وتعنیهم ، ولکنها في الوقت نفسه لا تخرج عن شمولیتها واعتناءها بأزواج النبي الطاهرت ...؟!! والآیة الکریمة لم تقل صراح إنها قد طهرت أهل البیت تطهیرا ومنحتهم العصمة من الذنوب وإنما قالت : إن الله تعالی یرید لهم ذلك..؟ إن الله تعالی حدد حدوداً وشرع شرائع وسنن لهم سننا ، فإن هم اتبعوها وعملوا بها فسوف یطهرهم من الرجس ويضاعف لهم الثواب، فالآیة إذا لا تدل علی عصمتهم، سواء کانت العصمة لابناءه وحفدته صلی الله علیه وسلم أو لأزواجه الطاهرات رضوان الله تعالى عليهن .
وبهذا یتبین لنا إن هذهِ من الاستنباطات الفاسدة لدی هؤلاء القوم فهم لم تکن عندهم الإرادة الصادقة لاجتناب مثل هذهِ الانحرافات والخزعبلات ، بل حتی لم یکتفوا بأن یکونوا إحدی الفئات التي رضیت بأن یکون لها موضع خاص او موقف خاص فتقف عنده وتقنع به ، بل إنهم أصروا على أن یجعلوا من انفسهم حجر اساس لکل بدعة ودعوة ضالة هدامة لمحاربة هذا الدین وعقیدته .. ؟!!!.
الإدعاء الثالث والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : أولا : القرآن يشهد بأن الله تعالى طهر الإمام الحسين (ع) من الرجس، ولا شك أن حب الدنيا وطلب الرئاسة للهوى ، رجس من عمل الشيطان ، قال النبي (ص) : " حب الدنيا رأس كل خطيئة " . فنقول : حاشا الحسين (ع) أن يقاتل للدنيا والرئاسة ، وإنما نهض لإنقاذ الدين وتحرير رقاب المسلمين من براثن يزيد الكفر والإلحاد وقومه الأوغاد . ثانيا : إذا كانت نهضة الإمام الحسين (ع) لأجل الدنيا لا الدين ، لما كان رسول الله (ص) يأمر المسلمين بنصرة ولده الحسين (ع) إذا نهض وقاتل ! فالنبي (ص) أخبر بنهضة ولده الحسين وأمر المسلمين بنصرته ، وقد نقله كثير من علمائكم في كتبهم ، ولكني أكتفي بذكر واحد منهم لضيق الوقت . قال الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابيع المودة 2/1 : وفي الإصابة ، أنس بن الحرث بن البيعة ، قال البخاري في تاريخه والبغوي وابن السكين وغيرهما عن أشعث بن سحيم ، عن أبيه ، عن أنس بن الحارث ، قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد ذلك منكم فلينصره ، فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين ، رضي الله عنه وعمن معه . أما إذا كان القائلون لذلك الكلام يرفضون القرآن الحكيم وحديث النبي الكريم (ص) ويريدون جوابا يوافق المقاييس المادية والسياسة الدنيوية .
ردنا عليه :
قلت : قد رضینا وقبلنا ما تقول ، ولکننا لا ولن نرضی أو نقول بصحة ما تنقله عن سلیمان البلخي وأمناله من هذهِ الأحادیث المکذوبة الموضوعة ، کما انها لم تکن یوماً من الأحادیث الموثوقة المرضیة عند جمهور علماء أهل السنة ...؟! إن الأحادیث الصحیحة التي یعرفها الملايین من المسلمین لم تنقل أو تؤخذ من هذا الکتاب الذي ملأه مؤلفه بالمفاسد والأباطیل والضلالات ..؟!! فمن هذا المسمی سلیمان البلخي .. ؟ لا أظن أن أحداً من المسلمین یعرفه ، أو أنه قد قرأ یوماً کتابه .. ؟ وأقسم بالله تعالی لنملة عند الله تعالی أفضل من سلیمان بلخیّكَ هذا..؟
ان النملة یا هذا قد قالت بلسان فصیح وأقرت أن رسل الله تعالی لا یؤذون أحداً عبثا ، ولذلك فقد نادت تلك النملة ببقیة النمل : ان ادخلوا مساکنکم لا یحطمنکم سلیمان وجنوده وهم لا یشعرون قال تعالی : ( حتی إذا أتوا علی واد النمل قالت نملة يا أیها النمل ادخلوا مساکنکم لا یحطمنکم سلیمان وجنوده وهم لا یشعرون » النمل/18.
نعم إن النملة قالت : « وهم لا یشعرون » إن النملة ادركت ذلك وعلمت أن من نال شرف الصحبة للانبیاء والمرسلین لا یکون من المفسدین الظالمین الذي یعتدون علی مخلوقات الله ولو کانت نملة ، ولکن هذا الماکر المحتال لم یدرك ذلك، ثم تراه یتهم أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ویطعن بهم ویصفهم بأرذل الصفات وهم من قد علمنا صدقاً وإیماناً واخلاصاً وتضحیة رضي الله تعالى عنهم أجمعین فکیف لا نقع في الحیرة والدهشة من حمق هذا الرجل وخسة مذهبه ولکنه لم يقل مثل هذا القول الا لبغضه وشدة عداوته لأ صحاب النبي صلی الله علیه وسلم فیا ویحك ثم ویحك وتبا لك من هذا الجفاء الذي لا یضر الا بك ...!
لقد قتلوا ابن قائدهم ، وأقصد بذلك ابن الخمیني ، ثم أجبروا خلیفة إمامهم الخميني وهو المدعوا ـ المنتظري ـ علی الإقامة الجبریة في داره وصدق الذي قال :
( الکافر یری الآخرین مثله ) .
الإدعاء الرابع والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : لا ينكر أحدا أن يزيد بن معاوية كان رجلا فاسقا ، متجاهرا بالفجور ، مولعا بشرب الخمور ، وكانت آمال بني أمية معلقة عليه على أنه المعد واللائق للأخذ بثأر قتلاهم ، من آل محمد وعلي عليه السلام ، ويزيد بن ميسون النصرانية الذي ربي في حجرها وعند قومها النصارى لاعبا مع الكلاب والفهود والقرود ، شاربا للخمور مولعا بالفسق والفجور ، مع هذه الخصائص وغيرها من الرذائل التي اجتمعت فيه ، كان قادرا على أن يجرد سيف الكفر والإلحاد الذي صنعه أبو سفيان وقومه في عهد خلافة عثمان . إذ يروي ابن أبي الحديد عن الشعبي قال : فلما دخل عثمان رحله ـ بعدما بويع بالخلافة ـ دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار ، ثم أغلقوها عليهم ، فقال أبو سفيان أعندكم أحد من غيركم....؟ قالوا : لا . قال : يا بني أمية ، تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ، ما من عذاب ولا حساب ولا جنة ولا نار ، ولا بعث ولا قيامة ! . فيزيد هو الذي يقرّ عيون قومه بانتقامه من آل رسول الله (ص) ويقبض على مقابض السيف الذي صقله أبو سفيان وحده معاوية وأعده ليزيد ، حتى يقضي به على رسالة محمد (ص) والدين الذي جاء به من عند الله سبحانه وتعالى ، ولكن يزيد لا يتمكن من تنفيذ ما خططه أسلافه وقومه ، ما دام الحسين بن رسول الله (ص) يحظى بالحياة .
ردنا عليه :
قلت : هذهِ من الأکاذیب التي لا تعرف حتی عند العطارین من امثال سلیمان البلخي وابن ابي الحدید والکنجي وابن طلحة وابن الصباغ وسبط بن الجوزي ....؟!!! وکأنني أری ان ذلك من بدع وصنع اسلاف هذا المدعي الماکر الکذاب ، فهو في حقيقة الأمر لم یکن الا کذباً صریحاً .
إن أهل مکة الذین أسلموا مع من أسلم وابوسفیان رضي الله عنه کذلك منهم قد آمنوا وصدقوا ووفوا رضي الله عنهم ولم ینقضوا عهداً وبقوا علی اسلامهم ، حتی عندما إرتد من ارتد من قبائل العرب فإن أهل مکة قد وقفوا مع اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم من المهاجرین والانصار ودافعوا عن دینهم وابلوا ذلك البلاء الحسن عن عقیدتهم واسلامهم ، وهذا زیاد بن ابي سفیان رضي الله عنه قد استشهد وقضی نحبه رضي الله عنه في المعارك التي كانت تدور رحاها على أرض الشام .
إن علی هذا المدعي الکذاب أن یراجع تاریخ أبائه اسلافة ثم لینظر هل یجد منه من جاهد الکفار والملحدین من کفار الروس الذین حکموا وسیطروا علی المناطق الشمالیة الایرانیة آنذاك ...؟ إن اسلافك وآباءك هم الذین أصدروا الفتاوی لفتح علي شاه والذي وصفته في کتابك بالشاهنشاه ، نعم ان آباءك هم الذین افتوا له واباحوا له جواز التمتع بتسعمائه امراة شابة وبارکوا له ذلك ...؟!!
فتح علي شاه ذلك الظالم المجرم الفاجر کان یستمتع بهؤلاء النساء المرة والمرتین فقط ثم یدعهن حبیسات قصره طوال عمرهن ، وذلك بحجة أنهن مازلن علی ذمته بعقد نکاح المتعة...؟!!!. فهل عرفت قدرك وقدر اسلافك وحقیقة اصلك الخسیس ..؟!!! فما بالك بعد ذلك وهذا حالك تغتاب وتطعن في بني أمیة عامة وتفتري علیهم الکذب ، وبأبي سفیان وابنه يزيد بن ابي سفیان خاصة ، نعم إن الذین قتلوا الحسین رضي الله عنه کانوا من المفسدین الاشرار لا نشك في ذلك ، ولکن ما دخل ابي سفیان وابنه رضي الله عنهما ... !!.
حتی لو کان ابوسفیان رضي الله عنه قد حارب النبي صلی الله علیه وسلم ولکنه قد آمن واسلم بعد ذلك، والاسلام یجب ویهدم ما قبله ...!!!. بل إن ابا سفیان بعد اسلامه کان من المقربین الی النبي صلی الله علیه وسلم ، ویکفیه شرفا ان النبي صلی الله علیه وسلم قال یوم فتح مکة « من دخل الکعبة فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفیان فهو آمن » ..!!!
إن کان معاویة رضي الله عنه قد حارب علیاً رضي الله عنه ، فهذا لا ینسینا ما قام به من أعمال جلیلة في خدمة الاسلام ورفع لواء الدین خلال سیع وعشرین سنة من الجهاد والبناء والعمل المتواصل الدؤوب من عمر حكمه وتوليه للخلافة .
الإدعاء الخامس والعشرون بعد المائة الثانیة : کتتمة لکلامه السابق فقد کتب المؤلف وسوّد ست صفحات کاملة وهو یسرد لنا تلك المصائب والأهوال التي مرت علی أهل البیت في موقعة الطف بکربلاء ولکنه هذهِ المرة لم ینسج علی منواله السابق ، فلم ینقل شیئاً عن سلیمان البلخي ولا ابن ابي الحدید فنسي نفسه أنه الآن في مناظرة ومناقشه مع أهل السنة ؟ وطبعاً هذهِ من عادته وترك العادة لیس أمراً سهلاً علی النفوس !!!
ثم یضیف قائلاً : إن السیدة زینب والامام السجاد خطبا في المسجد ..؟!! عفوا أنشدا بعض الأبیات من الطویل بکلام موزون وفائق النظم ..؟!!
ردنا عليه :
قلت : أرید أن أعرف ..؟ هل بإمکان الأسیر الضعیف أن یقف أمام الملا وبکل جرأة وحماسة لیقول مثل هذهِ الابیات من الشعر في المسجد ،وهو المسكين کسیر الجناج مضطرب البال .. ؟!! أين ذهبت عقولكم ..؟
لقد ثبت بالخبر الصحیح : إن الحسین رضي الله عنه لم یذهب بابنه علي السجاد الی کربلاء لانه کان مریضا ، بل ولم یکن یقوی علی الحراك أو الركوب .. !!
ثم إن کان یزید بهذا السوء والدرجة المتناهية من القسوة فإنه والحال هذه لم یکن لیرعوي عن قتل السجاد کما قتل أباه الحسین ..؟!! ولکن حقیقة الأمر علی خلاف ما تقول أيها الخرف ، لانه لم یکن لیقدر علیه أو یصل الیه لانه بطبيعة الحال کان في المدینة ...!!!
فلیس من المعقول إذاً أن تکتب وتقول : إن الحسین کان قد ذهب بابنه السجاد العلیل الی الشام..؟!!
ثم تبالغ في کذبك لتقول : إنهم سمحوا له بمخاطبة الناس في المسجد ، حتی القی الرعب والخوف في قلب یزید فاضطر الی الخروج من المسجد ..!! هذا بدل أن تقول : إنهم أخرجوا السجاد من المسجد ....!!
فأنت تناقض نفسك وتشهد الناس علی کذبك ..؟!!.
ولکن لابد لنا أن نعرف حقیقة هؤلاء الشیعة ..؟ وهو أنهم حینما یجتمعون في المجالس الحسينیة ویبدؤا بمراسم العزاء فإنهم ینسون أنفسهم ولم یعودوا یشعروا أو یفهموا ما یقولون فهم آنذاك یکونوا في حکم من رفع القلم عنه ... نعم سمه جنونا أو شيئا من فقدان الوعي ..؟!!
أذکر تماما عندما کنت صغیرآ، کانت أمي بین الحین والحین تحکي لنا قصة مقتل الحسین رضي الله عنه ، وهي القصة بعینهاالتي کانت تذكر في المجالس الحسینیة حیث کانت تقول: إن رأس الحسین تکلم ونطق وهو علی رأس الرمح..!! فقال یزید: اضربوه بالسوط !! وعندما کبرت قرأت في أحد الکتب المتداولة بین الشیعة: أن الرسول صلی الله علیه وسلم ینزوي بالشمر قاتل الحسین في جانبا یوم القیامة ثم یسألُ شمراً ویقول له : أخبرني کیف قتلت الحسین ..؟ فیخبره شمر بقصته کلها وکیف قتل الحسین وحز رأسه ، ویذکر له ما أصاب الحسین من المحن والمصائب فیبکي النبي صلی علیه وسلم عندها بکاءاً لا تسأل عنه ....؟!!!
نعم إن النبي صلی الله علیه وسلم وحسب إدعاء الشیعة سوف یبکي یوم القیامة
وکذلك نری ان مقیاس الضغظ عند المجلسي قد ارتفع وهو یکتب بحار الأنوار فقال: ان الله تعالی ینزل لیلة کل جمعة لیزور قبر الحسین ...؟!! کما قرأت منذ فترة وجیزة قولاً لأحد الشیعة الذین لا هم لهم الا سبّ اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم حیث ارتفع ضغطه هو الآخر وکتب هذهِ العقیدة وملخص ما قال فيها : أن الله تعالى سافر في أحدی اللیالي حیث قضى تلك الليلة عند علي وكيف لو رأیت کم أثرت تلك الصفات علی المزور ...!!
ثم ذکر قائلاً : إن علیاً رضي الله عنه یأتي المدینة فینکس رأسة الشریف عند آبار المدینة ثم یبکي ویغتم لذلك غماً شدیداً ...؟!!
الإدعاء السادس والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : إمرأة إنجليزية كافرة تشهد على مظلومية الحسين...!!
ردنا عليه :
قلت : إن مثلك مع هذا المرأة الذي يستأنس بقولها وتجعلها حجة لك ودلیلاً صحیحاً علی ما تدعیه کمثل قول القائل :
عوی الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوی
لم تغن عنك کل الادلة والشواهد التي سقتها في کتابك ونقلتها عن سلیمان البلخي وسبط ابن الجوزي وغیرهم لانها أصبحت سمجة وقدیمة ومملة، فوجدت في هذه الانجلیزية النکرة ضالتك ، فبنیت علی شهادتها وقولها صحة مذهبك وما علیه الشیعة کلهم كدلیل علی صدق ما تقول وأنکم أحق بالحق من أهل السنة، وانه مادامت تقول هذا القول وتشهد لكم بهذه الشهادة الباطلة ، إذا فلا حيلة لديكم وليس هناك قولا يعلى علی قولها ...؟!!
الإدعاء السابع والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : فثبت أن نهضة الإمام الحسين عليه السلام
كانت نهضة دينية ، وقد استشهد في سبيل الله ولنصرة دين الله عز وجل ، فلما يحضر الشيعي
والمحب في مجلس عزائه عليه السلام ويستمع إلى الخطيب وهو يشرح أسباب ثورة الحسين
وأهدافها ويسمع بأن الحسين عليه السلام خالف يزيد وقاتله ، لأنه كان يعمل بالمنكرات ويرتكب
المحرمات .
ويسمع الخطيب وهو ينقل كلام الحسين قائلا : إني ما خرجت أشرا ولا بطرا ، وإنما خرجت
لطلب الإصلاح في أمة جدي وأن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، أو يسمع بأن الحسين عليه
السلام يوم عاشوراء أقام صلاته في ساحة القتال مع أصحابه جماعة ، أو يقرأ في زيارته :
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ... فيلتزم بأن
يعمل بما عمل الحسين عليه السلام لأن المحب لمن أحب مطيع ، لذلك كل عام في محرم حين
تكثر المجالس الحسينية نجد كثيرا من الناس ـ وخاصة الشباب ـ على أثر حضورهم في تلك
المجالس واستماعهم لمواعظ الخطيب ونصائحه وتفسيره للنهضة الحسينية
ردنا عليه :
قلت : تعني بقولك هذا إن الفعل لایکون مذموماً بذم الله تعالی له وسخطه وعدم رضا به حتی یکون الحسین رضي الله عنه هو من یذمه ویسخطه ولا یرتضيه لفاعله ... ؟!!! ان کان الحسین قد نهی عن فعل ما فالویل یومئذ لمن فعله أو ارتکبه ...؟
أیها القوم : علیکم أن تعلموا جیداً إن ما أنتم فیه شرك صریح ، فالحسین رضي الله عنه لم یکن اول شهید في هذه الأمة کما انکم لم ترفعوا قمیص الحسین رضي الله عنه الا لکي تطعنوا بهذا الدین وحماته ورجاله وتشوهوا عقیدته ..؟!!!.
إنکم والحق اقول إن شاءالله لم تحترق قلوبکم یوماً علی الحسین رضي الله عنه قأنتم من أخرجتم الحسین من المدینة ثم تخلیتم عنه واسلمتموه الی أعدائه وترکتموه یلقی مصیرة وحدهُ فاسمعوا مني ما أقول فهذا هو لسان حالكم :
قال أهل الكوفة عجل يا إماماه
اوصدوا الابواب بالوجه حين استجاب للندا
يا لهف نفسي وصل الكوفة اي حسيناه
نقضوا العهد وسلموا بالبيعة للعدا
نور عيني يا حسين قطعوا الرأس الشريف
ثم تراهم يبكون عليك نفاقا وريا
أيها الشيعة أعمالكم كسراب أوهبا
الشيعة تعني ملة الكفر يا رب النجا .
الإدعاء الثامن والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : أولا : زيارة القبور ليست بدعة ، بل هي سنة ، فقد كان رسول الله يزور القبور ، فإنه (ص) زار قبر أمه آمنة بالقرب من المدينة المنورة وزار البقيع واستغفر للمدفونين فيه فعندنا أن زيارة قبور آل البيت من علائم الإيمان وليس كل مسلم بمؤمن .
ردنا عليه :
قلت : یرید أن یثبت لنا هذا المدعي الکذاب، أن اقامة هذهِ الشعائر الدینیة ومجالس العزاء کما یسمونها ثابتة في کتب أهل السنة ، وانا لحد الآن لم أعرف اي کتاب یقصده هذا المؤلف .. ؟ ولکن مما لاشك فیه فإنه قد یقصد بقوله هذا تلك الکتب التي ألفها الکنجي الشافعي وابن طلحة والحمويني والخوارزمي والاسکافي وسلیمان البلخي وابن ابي الحدید وابن الصباغ وسبط بن الجوزي وغیرهم ، هؤلاء الذین ما زال المؤلف یعتقد ویصر علی هذا الاعتقاد أن الذين أسلفنا ذکرهم من أهل السنة ، فتعالوا لنری ماذا یقصد ، ومن الذين یعنيهم بقوله ...؟!!!.
یا للعجب ...؟!! إنه لم ینقل حتی عن هؤلاء ؟!! إنه لم یقل ذلك الا من عند نفسه ؟ فهو یکتب کل ما تهواه نفسه وتشتهیه ثم ینقله لنا في کتابه ...!!!.
ذکر في کتابه : ان النبي صلی الله علیه وسلم کان یبکي ویعلم بمقتل الحسین وما سیجري علیه من هذهِ الأهوال والمصائب العظام ، فکان یعزي حسیناً قبل نزول البلاء وحلول المنّیة ..؟!! لکنه لم یقل لنا من أین نقل هذهِ الروایات والحکایات ؟ وانتم اعزائي لا تنسوا أبداً، ان الشیعة یعتقدون أن النبي صلی الله علیه وسلم سیبکي یوم القیامة کذلك ...؟! إني اری إن الشیعة لم یؤمنوا بالاخرة حق الإیمان، والإ قولوا لي بربکم ، ألم یکن یزید بأسوأ حالٍ وأکسفه بینما الحسین في حالٍ من السعادة وعلوا المنزلة والقرب من المولى جل شأنه ، فلمه إذاً کل هذا الحزن والصیاح والعویل والبکاء والدعاء علی النفس بالویل والثبور ...؟ إن کان ما یقوله الشیعة حقاً .. ؟!!!. الا تتفقوا معي إن هذا من بدع الشیعة وخزعبلاتهم ..؟
الإدعاء التاسع والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله : ثانيا : إذا ذهبتم أنتم إلى قباب الأئمة ومشاهد آل النبي (ص) التي يزورها الشيعة ، فستشاهدون بأعينكم أنها مراكز عبادة الله ، وهي ( بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ). فالمؤمنون يسألون حوائجهم من الله تعالى ويبتهلون إليه خاشعين ، والمشاهد لا تغلق أبوابها ليل نهار إلا سويعات في الأسبوع لأجل التنظيف ،فالشيعي حينما يسافر إلى تلك المزارات الشريفة يلتزم غالبا في الحضور فيها كل يوم ساعات عديدة ، وأكثرهم يفضلون الحضور فيها وقت السحر إلى ما بعد طلوع الفجر ، وقبل الظهر إلى ما بعده ، وقبل المغرب إلى ما بعد العشاء ، فيصلون النوافل ثم يقيمون الفرائض جماعة ، ويشتغلون بقراءة القرآن الكريم والدعاء ، بكل لهفة ورغبة ، وبكل خضوع وخشوع ، فأي هذه الأعمال بدعة ؟! إن المشاهد التي يزورها الشيعة إنما هي أماكن عبادة الله سبحانه ، منورة بنور أهل البيت عليهم السلام ومجللة بهالة قدسية من شجرة النبوة والعترة الهادية ، فلو لم تكن لهذه المشاهد أية فائدة إلا التوفيق الذي يناله الزائر عند حضوره فيها لكفت ، فيقضي ساعات من عمره بعبادة ربه متقربا إليه بتلاوة القرآن والدعاء والتضرع إليه وإظهار فقره وحوائجه إلى ربه ، مستغرقا في الأمور المعنوية ، متوجها إلى المراتب الأخروية ، ومنصرفا عن الأمور المادية والمسائل الدنيوية ، فهل تعرفون في بلادكم و سائر البلاد التي يسكنها أهل السنة محلا مقدسا يحضره الناس على مختلف طبقاتهم في كل ساعات الليل والنهار ، يشتغلون بالعبادة ويتقربون إلى الله تعالى لنيل السعادة ، كهذه الروضات المقدسة ؟! أما مساجدكم فلا تفتح إلا أوقات الفرائض ثم تغلق أبوابها ، وإني شاهدت في بغداد مرقدي الشيخ عبد القادر الجيلاني وأبي حنيفة ، كانت أبوابها مغلقة وما فتحت إلا وقت الصلاة ، فحضر بعض السوقيين المجاورين وصلوا مع الإمام الموظف لمديرية الأوقاف ، ثم خرجوا وأغلقت الأبواب ، ولكن مرقد الإمامين العسكريين ـ علي بن محمد الهادي وهو عاشر الأئمة ، وابنه الحسن الزكي ، وهو الإمام الحادي عشر للشيعة ـ الذي يقع في مدينة سامراء في العراق ، وسكان هذه المدينة من أهل السنة والجماعة ، وتوجد جالية شيعية مستضعفة فيها ، وأما السادن وخدام الروضة المقدسة فكلهم من السنة الموظفين لمديرية الأوقاف ، وقد يصعب عليهم فتح أبواب الروضة قبل الفجر . ولكن بإلحاح وإصرار من الشيعة والزائرين يفتحون أبوابها قبل الفجر ويدخل الزائرون والمجاورون من كل باب ، ويشتغلون بالنوافل والعبادات ، ولا يوجد أحد من أهل السنة في تلك الجموع ، حتى خدام الروضة والمسؤولين عليها ، بعد أن يفتحوا الباب يذهبوا ليناموا ، وإني أسأل الله سبحانه أن يوفقكم لتسافروا إلى العراق لتقايسوا بين مدينتين متقاربتين ـ المسافة بينهما لا تقل عن العشرة كيلو مترات ـ . إحداهما مدينة الكاظمية ، وهي تضم مرقد الإمامين الجوادين الكاظمين عليهما السلام ـ الإمام السابع موسى بن جعفر ، والإمام التاسع محمد بن علي ـ وهي من مراكز الشيعة ، والأخرى مدينة بغداد ، وهي عاصمة العراق ومركز أهل السنة والجماعة ، وفيها مرقد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، وإمامكم الأعظم أبي حنيفة . سافروا إلى هاتين المدينتين وقايسوا بينهما حتى تنظروا بأعينكم إلى آثار تعاليم أهل البيت عليه السلام وانطباع الشيعة عنهم ! فتحسون ببركات تلك القباب المنيرة وتدركون بركاتها الشاملة على الزائرين والمجاورين لها ، فإن كثيرا منهم ينامون أول الليل حتى يستيقظوا وقت السحر ساعتين قبل الفجر ، ليحضروا في روضة الإمامين الجوادين عليهما السلام برغبة واشتياق ، فيقيموا نافلة الليل ويشتغلوا بالدعاء والعبادة ، وكثير منهم أصحاب متاجر كبيرة ومهمة في بغداد إلا أن دور سكنهم في الكاظمية ، فيقضون ساعة أو أكثر في الروضة المقدسة بالعبادة والدعاء ، ثم يذهبون إلى متاجرهم وأشغالهم واكتساب معايشهم ، ولكن إذا نظرتم إلى أكثر أهالي بغداد ، وهم مع الأسف منهمكون في المعاصي ومستقرون في الفسوق والملاهي ، فالمقامر ودور البغاء والفجور وحانات الخمور ، تعمل ليل نهار .
النواب : سيدنا الجليل ! إني أصدقك وأقبل كلامك ، ويحق أن ألعن نفسي ، إذ كنت جاهلا بمقام آل رسول الله (ص) وشأنهم ، فتبعت أناسا ما كان لي أن أتبعهم . قبل سنين سافرت من هذا البلد مع قافلة كبيرة من أهل بلدتي ونحلتي إلى بغداد وقصدنا قبر الإمام الأعظم أبي حنيفة ، والشيخ عبد القادر (رض) وكنا نبغي زيارتهما ، راجين بها الأجر والثواب ، فانفردت يوما عن أصحابي وذهبت إلى روضة الإمامين الجوادين ، فرأيت الوضع كما وصفتم ، ولكن لما رجعت إلى أصحابي وعرفوا بأني ذهبت إلى تلك الروضة المقدسة ، تحاملوا علي وعاتبوني عتابا شديدا ! فاعتذرت إليهم بأني ما ذهبت بقصد الزيارة والتقرب إلى الله عز وجل ، وإنما ذهبت للتفرج والاستطلاع ، فسكتوا عني !!
وأنا الآن أراجع نفسي وأتعجب كثيرا ، فأقول لماذا تكون زيارة الإمام الأعظم والشيخ عبد القادر في بغداد جائزة ، وزيارة الخواجة نظام الدين في الهند جائزة ، وموجبة للأجر والثواب ، حتى أن جماعة كثيرة ـ كلب عام ـ يشدون الرحال إليهم من هذه البلاد ويقطعون مسافات بعيدة ، ويصرفون أموالا كثيرة ، وهم يقصدون التقرب إلى الله سبحانه ، ويعتقدون أنهم يحسنون صنعا ويكتسبون ثوابا وأجرا !!
عجبا هذه الزيارات موجبة للأجر والثواب ، مع علمنا بان النبي (ص) لم يذكر فيهم خبرا ، ولم يذكرهم بمدح و ثناء ، ولكن زيارة الحسين ، ريحانة رسول الله (ص) الذي جاهد في سبيل الله وضحى بنفسه للدين ، وقد وردت في شأنه وفي فضله الأحاديث النبوية الشريفة الكثيرة المروية في كتب كبار علمائنا ، تكون بدعة ؟!! ولقد نويت الآن وعزمت على أن أذهب هذا العام إن شاء الله ، وأتشرف لزيارة سيدنا الحسين ، وأحضر عند مرقده المقدس ، قربة إلى الله تعالى ، وطالبا لمرضاته ، وراجيا منه سبحانه أن يعفو عما سلف مني .
ردنا عليه :
قلت : ذکر المؤلف أولاً وتطرق في حدیثه الی ذکر القبور فقال : فهذهِ هي قبور الأئمة في العراق ، قبر الامام موسی الکاظم والامام العسکري في سامراء ، وکذلك هناك قبور ائمة أهل السنة ، قبر عبد القادر الجیلاني وقبر الامام ابي حنیفة
ثم تراه یقوم بموازنة وقیاسٍ بین هذهِ المواضع وتلك ...! فأما قبر الاوابین موسی الکاظم والعسکري فتری الزحام فیها علی أشده ، بینما قبور أئمة أهل السنة فلا تفتح الا للصلاة فقط ، کما لا یری فیها أثراً للعبادات الأخری ...!!!.
قلت: ما أسعدك وأنت تستدل بهذا الاستدلال التافه الذي تأباه نفس كل مسلم موحد حر ، فهذا من غیر ریب أوشك أحد حبائل الشیطان التي القاها الیك فما اسرع عدوكم في الباطل وابطأكم في الحق ، ثم عليك أن تعرف الآتي :
اولاً : إن عبادة القبور عند أهل السنة من الاعمال والعبادات الباطلة الشنیعة .
ثانیاً : إن قیاسك هذا علی مساجد أهل السنة من أبطل الباطل ، فلیس هناك مزیة للموضع الذي دفن فیه موسی الکاظم علی غیره من المساجد ، بل إن الصلاة في المسجد الذي یضم قبوراً باطلة عند جمهور العلماء الا من شذ منهم ،هذا من جهة ومن جهة أخری ، فإن أهل السنة لا یزاحمون أمثالکم علی موضع من المواضع لأن کلاً منهم إنما یصلي في المسجد الذي یلیة .
فکیف تقیس اذاً ذلك الموضع الشرکي الذي یعبد فیه ذلك المقبور من دون الله تعالی ببیت من بیوت الله تعالی فیه اناس یحبون ان یتطهروا رجال لا تلهیهم تجارة ولا بیع عن ذکر الله ... ؟!!.
تقیس موضعاً یفد الیه المشرکون امثالکم من إقطار الأرض کلها بمسجد من مساجدنا .. ؟ کان الأولی بك أن تقیس ذلك الموضع بالمسجد الحرام فهو الذي أباحت لنا شریعتنا ودیننا أن نشد الیه رحالنا ونطوف به و نتعبد فیه لله الواحد الأحد الفرد الصمد ...؟!!
یقول هذا المأفون الهتر: هل إن قبر عبد القادر الجیلاني اولی بالزیارة من قبر موسی الکاظم وهو من ذریة الرسول صلی الله علیه وسلم ومن ذلك النسب الشریف ..؟
قلت : لا یجوز بأي حال من الأحوال ولم یأت ذلك في کتاب الله تعالی او سنة النبي صلی الله علیه وسلم زیارة القبور لطلب الحاجات أو کشف الکربات ورفع الهموم والملمات مهما عظم قدر ذلك المدفون ، ومهما عرف عن صاحب هذا القبر من الصلاح والفلاح والسیرة الحسنة فإن کل ذلك إنما ینفع صاحب المقام وحدة دونما سواه کما ان هذا العمل لا یبیح لکم مثل هذهِ الأعمال المنکرة الشنیعة ، کما لا یجوز طلب ذلك من الرسل والملائکة ومن سواهم .
الإدعاء الثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : الفرق بين الإسلام والإيمان
قلت : أولا : ، قولك : جمهور علماء الإسلام لا يفرقون بينه وبين الإيمان . فغير صحيح ، لأننا نجد في الكتب الكلامية اختلافا كثيرا حول الموضوع لا بين الشيعة والسنة فحسب ، بل نجد الاختلاف ساريا في أقوال أهل السنة والجماعة أنفسهم أيضا ، فالمعتزلة على خلاف الأشاعرة . وبعض علماء الشافعية والحنفية على خلاف رأي أحمد ومالك . ثانيا : لا يرد إشكالك على كلامي ، لأن كلامي صدر على أساس قوله تعالى : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم)ْ . فالآية الكريمة تصرح بأن الإسلام والتسليم في الظاهر ، والإيمان يرتبط بالقلب ، والآية تنفي إيمان قوم في حين تثبت إسلامهم ، فالمسلم ، من شهد بالتوحيد والنبوة فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا (ص) رسول الله . فحينئذ يكون للمسلم ما للمؤمنين في الدنيا ، من الحقوق الاجتماعية والمدنية والشخصية ، دون الآخرة ، فقد قال تعالى : ( مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ )
ردنا عليه :
یقول الؤلف ویدعي أن السني قال : ولذلك فإن جمهور الأمة قد اتفقوا علی أن الاسلام هو الایمان وأنهما لا یفترقان ، ولکنکم خالفتم الجمهور حینما فرقتم بین الاسلام والایمان ، وطبعاً أنا علی یقین ان السني لم يقل ذلك قطعاً ...؟!!!
قلت : لا أدري ولا أحصي عدداً لما یجب علی خوضه من تلك المیادین العدیدة ...؟؟
فإلی وقت قریب وانا أرد وأجیب علی أباطيل ابن ابي الحدید السني ..!! والآن یتحتم علي مناقشة السنّي أیضاً ، فهو یقول : لا فرق بین الاسلام والایمان ! والکل یعلم ان هناك فرقاً واضحاً وبوناً شاسعاً بین المفهومین والکلمتين ، والمؤلف بالطبع لم یذکر ذلك الا لکي یستدل بهذا القول علی أحقیة الشیعة وصحة مذهبهم وعقیدتهم ..؟!! کما أنه من المحال أن یقول سنيّ لا فرق بین المفهومين ....!!
فماذا عساي أن أجیبك ..؟ هذهِ حرب تحتم عليَّ خوض غمارها ومعمعتها .
وعندما تمعنت بأقوالك وأعدت النظر فيها مرات عديدة وجدتها مجرد ادعاءات مصطنعة ، فأنت تنسب القول من قولك الینا ، ثم ترینا عبقریتك واجتهادك في دحض هذا القول أو ذاك ثم ترد علیه ...؟!!
إذا عليك أن تتصور ولو مجرد تصور إننا مثل ذلك السني المزعوم الذي ورد في کتابك ، ولکننا لا نعرف اسمه ولا حتی عنوانه ، کما إننا نجهل أصله وفصله ؟!! نعم دعنا نکون مثله ، فلم نتذکر أو یأتي ببالنا ولو مرة قول الحق تبارك وتعالی :
« فالت الاعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولکن قولوا أسلمنا ولمّا یدخل الایمان في قلوبکم وان تطیعوا الله ورسوله لا یلتکم من اعمالکم شیئا إن الله غفور رحیم » الحجرات/14.
بما اننا لا نعتقد صحة ما ذکره هذا المدعي الکذاب من تلك الاکاذیب المصنوعة ولکننا کذلك وبناءاً علی ما صح لدینا من أحادیث البشیر النذیر نعرف جیداً أن للایمان درجات ولکن الأهم من ذلك ، ماذا کان یرید هذا الأفاك ، وماذا یعتقد من وراء إثارة هذا الموضوع اثناء المناظرة المزعومه ...؟!!
الإدعاء الحادي والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : إذا كنتم ملتزمين بهذا الأصل العام ، إن
كل من نطق بالشهادتين فهو مسلم ومؤمن وأخ في الدين . فلماذا تطردون الشيعة وترفضونهم بل تعادونهم ، ولا تحسبون مذهبهم من المذاهب الإسلامية ! وكلكم تعلمون بأن الشيعة يشهدون أن لا إله الله ، وأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين . ويعتقدون بأن القرآن كلام الله العزيز ويلتزمون بكل ما جاء به المصطفى (ص) فيصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويجاهدون في سبيل الله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويعتقدون بالبعث والمعاد وبالمحاسبة والجزاء ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) لذلك يلتزمون بترك القبائح والمحرمات كالظلم والسرقة والخمر والزنا والقمار واللواط والربا والكذب والافتراء والنميمة والسحر وغيرها من المحرمات .
فنحن معكم نعتقد بإله واحد ونبي واحد ودين واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة ، ومع ذلك كله نراكم تفترون علينا وترموننا بالكفر والشرك ! وهذا ما يريده الأجانب والمستعمرون ويفرحون منه .
فلماذا هذا الظلم والجفاء وهذا التقول والافتراء علينا ؟!!
ألم نكن معكم متفقين على دين واحد ، ومتفقين على أصوله وفروعه وأحكامه ؟ غير الإمامة والخلافة ـ وأما الاختلاف الموجود بيننا وبينكم في بعض الأحكام الفرعية ، فهو اختلاف نظري ورأي فقهي ، كالاختلاف الواقع بين الأئمة الأربعة لأهل السنة والجماعة . بل في بعض المسائل تكون اختلافاتهم أشد من اختلافنا مع بعضهم . هل أعددتم جوابا ليوم الحساب إذا سئلتم عن سبب هذا الموقف البغيض والحقد العريض على الشيعة المؤمنين ؟ وهل يقبل منكم إذا قلتم : إننا اتبعنا أسلافنا من الخوارج والنواصب ، المعادين للعترة الهادية والفرقة الناجية ؟!! فليس للشيعة ذنب ، سوى أنهم سلكوا الطريق الذي رسمه النبي (ص) بأمر الله سبحانه ، فأمر المسلمين بمتابعة أهل بيته وإطاعة عترته من بعده .
ردنا عليه :
قلت : إنك والله أشأم علی قومك من البسوس علی قومها فلو أنك آثرت السکوت لآثرتك العافیة ولکن أبي الله تعالی الا أن یفضحکم في عقر دارکم ، فقل لنا الآن : ما الذي دعاك الی نسج هذا الکذب ورصف هذهِ المقدمات لترمي بکل ذلك علی کاهل ذلك السني المزعوم ، الا یسعك ویغنیك عن کل ذلك الهتر أن یبدي لنا عن مکنون نفسك لتوجه الینا سؤالك بکل وضوح وصراحة ، وآن لي أن أجیبك لأدحض قولك الباطل هذا فأقول : إننا معشر أهل السنة والجماعة لا نکفر عامة الشيعة بل إننا نعتبرهم في معزل مما أنتم فیه من هذا الالحاد والشرك الذي أرکست فیه أنت وأمثالك ، نعم لا نکفر عوام الشیعة ، ولم یقل بذلك أحدٌ کما لا نقل بکفر من سب الصحابة وهذهِ هي عقیدتنا السلفیة التي آمنا بها والا فالبعض من المسلمین یری کفر من لم یقل بخلافة ابي بکر رضي الله عنه وإمامته ... ؟!!
ومما لا شك فیه إننا إذا رأینا أحداً من الشیعة أو حتی من السنة کذلك یصدر عنه من الافعال ما تحبط عمله وتضل سعیه من تلك الافعال الشرکیة كطواف الرجل بقبر الامام الرضا والتوسل به وسؤال صاحب القبر أن يکشف عنه ضره وأن يحقق له طلبته فإننا في هذهِ الحالة ننبه هذا الضال على خطأه ونخبره أنه بذلك قد ارتكب عملا شركيا قد یخرجه من اللة ویکفر بسببه ، فعلیه المسارعة بالتوبة ، أما اذا استمر وتمادی في غیه وشرکه وضلاله وأصر علی فعلته فعند ذلك لا نتردد ولا نشك في کفره وشرکه ، فإذا کان مرتکب الخطیئة الذنب ذلك الشخص بعينه فمن الظلم أن نتعدی بالحکم الی غیره ..؟!! سبحانك هذا بهتان عظیم .
لابد لك أن تعرف إن قول الشهادتین والنطق بها لا تجعل الانسان مسلماً، فالبهائیون والقادیانیون ومنکروا حدیث النبي صلی الله علیه وسلم کلهم یقولون ذلك ، ولکن أنتم الشیعة انفسکم لا تعتبرونهم من جملة المسلمین ، لماذا ..؟ لأنهم ادخلوا في الاسلام وابتدعوا في الدین أموراً تخرجهم من الاسلام الی الکفر وانتم تعرفون ذلك جیداً ...؟!!. فلو أعلن الشیعة وعلی صعید واحد وقالوا: ان القرآن کتاب الله محرف وناقص ، فإننا حینئذ نعتبرهم کفارا ومرتدین ولن تنفعهم یومئذ قولهم للا اله الا الله شیئاً ، ولکن نحن بطبیعة الحال علی یقین أن الشیعة کلهم لم یقولوا ذلك ... نعم لم یقولوا أن کتاب الله محرف مبدل کما هو الحال عند أهل الکتاب ولذلك فنحن لا نعمم هذا الحکم علی الجمیع ، لانهم لا یرون ذلك ولا یقولون بتحریف القرآن .
الإدعاء الثاني والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : ولكننا نستند على أدلة عقلية ، ونقلية من أحاديث رسول الله (ص) في وجوب متابعة علي عليه السلام وأبنائه الأئمة الطيبين ، وقد نقلت لكم بعض الأحاديث الشريفة من كتبكم المعتبرة ومصادركم المشتهرة كحديث الثقلين وحديث السفينة وباب حطة وغيرها . وإذ تنصفونا وتتركوا العناد واللجاج ، لكفى كل واحد من تلك الأحاديث في إثبات قولنا وأحقية مذهبنا ، وأما أنتم فليس عندكم حتى حديث واحد عن النبي (ص) يأمر أمته بمتابعة الأشعري أو ابن عطاء في مسائل أصول الدين ، أو العمل بآراء وأقوال مالك بن أنس أو أحمد بن حنبل أو أبي حنيفة أو محمد بن إدريس الشافعي في فروع الدين وأحكام العبادات والمعاملات ، ليت شعري من أين جاء هذ الانحصار ؟!! فاتركوا التعصب لمذهب الآباء والأمهات والتمسك بالتقاليد والعادات ، وارجعوا إلى القرآن الحكيم وأحاديث النبي الكريم (ص) فلو كان عشر هذه الروايات والأحاديث المروية في كتبكم والواصلة عن طرقكم في متابعة أهل البيت عليهم السلام ، لو كانت في حق واحد من أئمة المذاهب الأربعة لاتبعناه وأخذنا برأيه وعملنا بقوله .
ردنا عليه :
یرید المؤلف أن یجعل من نفسه قاضیاً بین اثنين من أهل السنة لیفصل بینهما فاستمع اليه وهو يقول : وإذ تنصفونا وتتركوا العناد واللجاج ، لكفى كل واحد من تلك الأحاديث في إثبات قولنا وأحقية مذهبنا ، وأما أنتم فليس عندكم حتى حديث واحد عن النبي (ص) يأمر أمته بمتابعة الأشعري أو ابن عطاء في مسائل أصول الدين ، أو العمل بآراء وأقوال مالك بن أنس أو أحمد بن حنبل أو أبي حنيفة أو محمد بن إدريس الشافعي في فروع الدين وأحكام العبادات والمعاملات
قلت : نحن السلفیون لا نقر لأحد أو نجیز له أن یقلد أحد الأئمة الاربعة تقلیداً أعمی کما أن العقلاء من هذهِ الأئمة وممن قال بجواز الاتباع والتقلید للأئمة الاربعة لم یقلدوا هم انفسهم هؤلاء الأئمة ذلك التقلید الذي تتصوره ...!! فهم لم یتبعوا أماماً من الأئمة في کل قول یقوله ، بل یأخذون منه ویدعون ..!!! ثم إن أتباع هذهِ المذاهب الأربعة قد افترقوا من حدیث المفهوم للاتباع والتقلید الی ثلاث فرق : الفرقة الاولی : وهي تمثل السواد الأعظم من المسلمین تری أنه لا یجوز التعصب للمذهب وإنما إذا صح الحدیث فوجب اتباعه والعمل به .
الفرقة الثانیة : وهی کذلك لها من نفوذ الکلمة وکثرة الاتباع والانصار ما لا یستهان به ، فهذهِ الفرقة کذلك تری أنه یجب علی المسلم أن یتبع الحدیث والدلیل الشرعي في کل ما یقوله ، ولکنها في الوقت نفسه تری العمل بالحدیث الضعیف الذي عندها ولو خالف ذلك حدیثا صحیحا قد یرد في صحیح البخاري ومسلم وغیرهما من کتب الحدیث ، فهم یصرون علی العمل به ، معتقدین أن ذلك من قول النبي صلی الله علیه وسلم ولیس من قول إمامهم .
الفرقة الثالثة : وهذهِ أضعف الفرق عندنا ، وقولهم مردود لا یعتد به ولا یعتمد علیه ولا تقوم به الحجة حیث إنهم قالوا أقوالاً ثم نسبوها الی إمامهم بل وقدموها علی قول المعصوم علیه الصلاة والسلام .
ومن عجيب الإتفاق أن نرى الشيعة كلما أرادت أن تعلن عن رغبتها في الوحدة والتقارب مع أهل السنة فإنك تجدها تتنحّی بنفسها عن الفرقة الاولی والثانیة وهما يشكلان السواد الأعظم من أهل السنة والجماعة وليس هذا فحسب بل وتنعتهم بالوهابيين ، ثم تعقد صفقتها مع تلك الفرقة الشاذة المردودة وهي الفرقة الثالثة وأعني بذلك طائفة الصوفیة ....؟!!!
الإدعاء الثالث والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : والآن تذكرت حديثا نبويا نقله كثير من علمائكم وأعلامكم ، أنقله لكم بالمناسبة لتعرفوا أن الشيعة لا يتبعون عليا وأبناءه عن تعصب وهوى ، بل بأمر من الله ورسوله (ص) وليس إلى الحق والجنة سبيل غير مذهب أهل البيت عليهم السلام وهو مذهب رسول الله ( ص) .
روى الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابيع المودة الباب الرابع / عن فرائد السمطين لشيخ الإسلام الحمويني بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب : يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك ، لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيتي ، سعد من أطاعك و شقي من عصاك ، و ربح من تولاك ، و خسر من عاداك ، و فاز من لزمك ، و هلك من فارقك ، مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي ، مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق ، و مثلهم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة .
ردنا عليه :
قلت : مازال هذا الرجل یتبع سفاسف الأمور ویسترسل في ذکر الأقوال الباطلة فهو هذهِ المرة جاءنا بحدیث من کتبنا المعتمدة وأصولنا المعتبره ..؟! ولکني تذکرت شیئاً کدت أنساه ....؟!! فدعوني أقول لکم هذهِ الحقیقة : هل تعلمون أن الشیعة لم یکن لهم بدًّ من السیر في هذا الطریق الوعر ، فاستمعوا الیه ماذا یقول : نقل سلیمان البلخي في کتابه (ینابیع الموده) عن فرائد الحمویني عن ابن عباس حبر الأمة أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال لعلي أمیر الؤمنین علیه السلام : ( یا علي أنا مدینة العلم وأنت بابها ولن تؤتی المدینة الا من قبل الباب وکذب من زعم أنه یحبني ویبغضك لأنك مني وأنا منك لحمك لحمي ) إذا فالحدیث یقول بکل صراحة ووضوح إنك یا علي أنت الباب الذي لن یؤتی أحد شیئاً من العلم الا إذا جاء من هذا الباب والمقصود به أنت یا علي ....!!
ثم یقول : بأن لحم علي وروحه ودمه وظاهرة وباطنه إنما هو لحمي وروحي ودمي وظاهري وباطني ، وإن طاعتك سعادة وإن مخالفتك ومعصيتك عذاب وشقاء!!
قلت: إننا حینما نناقشکم ونرد علیکم فإننا لا نرتضي من الأدلة والأحادیث الا أصحها واثبتها وأقواها والتي تعتبر عندنا بالمرتبة الأولی من حیث الحجّية والاستدال ، أما أنتم حینما تحاججوننا فإنکم لا تأتوآ من الادلة الا بکل نطیحة ومتردیة والتي هي في الدرجة الرابعة من حیث الحجیة والأستدلال .
ألا يجدر بکم أن تدعوا عنکم هذا التمادي في الغي والتعجرف الذي لا یلیق بالعلم وأهله ، فالسنة علماءاً وعوام لا یقبلون مثل هذهِ الأدلة الواهیة ، کما إنهم لا یضعون في بالهم أي اعتبار أو حساب لسلیمان البلخي وابن ابي الحدید وامثالهما من أئمة السوء وعلماء الضلالة ، ثم یجب أن تعلموا ذلك جیداً : إن هذا الحدیث قد اتفق العلماء علی رده وبطلانه وقالوا بالحرف الواحد إنه کذب بالاتفاق .....؟!
وقد ذکر ذلك والهیثمي والذهبي والقرطبي وابن عدي والألباني وغیرهم من أئمة الاسلام عليهم الرحمة .
الإدعاء الرابع والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : ويصرح النبي (ص) في حديث الثقلين الذي اتفق علماء المسلمين على صحته ، إنكم ما إن تمسكتم بالقرآن وبأهل بيته وعترته لن تضلوا بعده أبدا ، وقد تكلمت حول هذا الحديث بالتفصيل في الليالي الماضية وذكرت لكم مصادره من كتبكم ومسانيدكم ، ولكن بالمناسبة أقول : إن ابن حجر الهيثمي وهو ممن لا يتهم عندكم بشيء بل لا ينكر أحد تعصبه في مذهبه وتمسكه بطريقة أهل السنة والجماعة . قال في كتاب الصواعق المحرقة / الفصل الأول من الباب الحادي عشر عند ذكره الآيات الكريمة النازلة في شأن أهل البيت عليهم السلام فيقول في ذيل الآية الرابعة قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنّهُم مّسْؤُولُونَ) أي عن ولاية علي وأهل البيت .... قال ابن حجر : وأخرج الترمذي وقال : حسن غريب ، إنه (ص) قال : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : أحدهما أعظم من الآخر و هو كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود من الأرض إلى السماء و عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟! قال : " وأخرجه أحمد " في مسنده بمعناه ولفظه : إني أوشك أن أدعى فأجيب، و إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي ، و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . فانظروا بم تخلفوني فيهما ؟! وسنده لا بأس به . وفي رواية : إن ذلك كان في حجة الوداع . وفي رواية أخرى : مثله ـ يعني : كتاب الله ـ كسفينة نوح من ركب فيها نجى . ومثلهم ـ أي أهل بيته ـ كمثل باب حطة ، من دخله غفرت له الذنوب ، وذكر ابن الجوزي لذلك في " العلل المتناهية " وهم أو غفلة عن استحضار بقية طرقه . بل في مسلم ـ أي صحيح مسلم ـ عن زيد بن أرقم أنه (ص) قال : ذلك يوم غدير خم وهو ماء بالجحفة ، كما مر وزاد : أذكركم الله في أهل بيتي . قلنا لزيد من أهل بيتيه : نساؤه ؟ قال : لا ، أيم الله ! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .
قال ابن حجر : وفي رواية صحيحة : إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما ، وهما : كتاب الله وأهل بيتي عترتي . وقال : زاد الطبراني : إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلمهم فإنهم أعلم منكم . ثم قال ابن حجر : اعلم أن الحديث التمسك بذلك ، طرقا كثيرة ، وردت عن نيف وعشرين وصحابيا ، وفي تلك الطرق أنه (ص) قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه (ص) قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنه (ص) قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه (ص) قال لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف ، ولا تنافي إذ لا مانع من أنه (ص) كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ـ وبعد سطور قال ـ : " تنبيه " سَمي رسول الله (ص) القرآن وعترته ثقلين ، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون وهذان كذلك ، إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العلية والأحكام الشرعية ، ولذا حث (ص) على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم ... ويؤيده الخبر السابق : ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم . وتميزوا بذلك عن بقية العلماء ، لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة ، وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت ، إشارة إلى عدم انقطاع العالم عن التمسك بهم إلى يوم القيامة ، كما أن الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي ... ثم أحق من يتمسك به منهم ، إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته الخ . أيها الحاضرون ! هذه تصريحات أحد كبار علماء السنة وهو ابن حجر الذي اشتهر بالتعصب ضد الشيعة ومذهبهم ، والعجب أنه مع كل تلك الاعترافات بفضل أهل البيت (ع) ولزم التمسك بهم ، يؤخرهم عن مقامهم وعن مراتبهم التي رتبهم الله فيها ، لا سيما الإمام علي بن أبي طالب (ع) فيقدم عليه وعليهم من لا يقاس بهم في العلم والفضيلة فاعتبروا يا أولي الأبصار !! نعوذ بالله من التعصب والعناد .
ردنا عليه :
قلت : تکلمنا بما فیه الکفابة عن حدیث الثقلین ولا أجد ضرورة وفائدة من ذکر ذلك مرة أخری ولکن المؤلف نقل عن ابن حجر المکي قولاً علم کل من قرأه بطلانه ، ولکن المؤلف أبى إلا أن یلبسه بلباس الحق لیفهمنا إن هذا الکلام وحيّ من السماء لا تجوز مخالفته ...؟! إن ابن حجر المکي هذا من أئمة الصوفیة ومشایخهم وهو وإن کان یری کفر الشیعة وکذبهم ولکن ذلك لا یعني اننا نصدق کل ما یقول ونأخذ بکل ما ینقل في کتبه ، لانه ینقل کل غث وسمین دون أن یمیز بین ضعیف الحدیث من صحیحة وکأنه نسي إننا لا نضع لهذهِ الاحادیث أي وزن یذکر ....؟!
لماذا تنقل عن ابن حجر المکي الصوفي مع إننا لا نعتمد علیه ولا نصدق کل ما یقوله ...؟ الم یکن الأحری والأجدر بك أن تنقل أدلتك عن ائمة هذا الشأن مثل ابن حجر العسقلاني امیر المؤمنین في الحدیث فلماذا ترکته وذهبت خلف هذا الرجل الصوفي الذي یقول بکفرکم وردتکم عن الدین ...!!! اقرؤوا إن شئتم کتابه الصواعق المحرقه لتعرفوا حقیقة کلامي ... نعم إنه يراكم من أشد الفرق ضلالا وكذبا وبهتانا ..؟!!.
الإدعاء الخامس والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : فكما لا يجوز للمسلمين أن يغيروا شيئا من كتاب الله العزيز حتى لو أجمعوا على ضرورة التغيير لتغيير الزمان وغير ذلك ، وكذلك لا يجوز للمسلمين أن يتركوا أهل البيت ويتمسكوا بغيرهم حتى لو أجمعوا على ذلك لأن رسول الله (ص) حكم على المسلمين وأمرهم أن يتمسكوا بالقرآن وبعترته وأهل بيته معا فلا يجوز التمسك بواحد دون الآخر . أسألكم أيها الحاضرون ! هل الخلفاء الذين سبقوا الإمام علي (ع) كانوا من أهل البيت والعترة الهادية ؟ وهل تشملهم أحاديث الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها حتى يتمسك بهم لازما وطاعتهم واجبة علينا ؟!
ردنا عليه :
قلت : كأني أراك تقول القول وتعلم ضعفه وتهافته ثم تعود الیه المرة تلو المرة..
ـ أبرماً قرونا ـ ...ً ؟ لا عن باطلك انتهيت ولا بالحق قبلت ...؟!!!.
تقول : إن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال ذلك ..؟ ألا فاعلم أن كل ما ذکرته من هذهِ الاحادیث فهي باطلة لا تصح ، الا حدیث الثقلین الذي بیناه سابقاً واشبعناه بحثا والحمدلله .
وأما الآن فأجبني علی سؤالي هذا : أنتم تعلمون جیداً إنه لا یوجد حالیاً إمام الزمان الذي تنتظرونه ، ولذا فإن الملك عبدالله بن حسین الهاشمي ملك المملکة الاردنیة ینادي کل صباح وفي إذاعته الرسمیة بهذهِ الآیة « إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا » الاحزاب/33 ، ثم یقول : إن هذهِ الآیة تشهد بحقنا وإن لنا فيها نصيب .
أما أنتم فتقولون : إن هذهِ الآیة نزلت في حق الامام الثاني عشر، بینما هو لا وجود له في الحقیقة بیننا ...؟ فمن ستتبعون اذاً ...؟ ومن هو الفقیة الذي یستحق الطاعة والاتباع ...؟ ومن هو الذي جمع الشروط التي یستحق بها ذلك ...؟
هل فهمت ما أقول ...؟ وهل علمت صحة ما أطالبکم به ...؟ إننا لا يهمنا أن یکون سیداً أم لا ..؟ کما لیس من المهم کذلك أن یکون من أهل البیت ، إنکم لا تملکون الا الاستشهاد والاعتماد علی کل نطیحة ومترديه من الروایات ، فما اثبتموه في ذلك وأن علی الأمة ان تأخذ بقول النبي صلی الله علیه وسلم حین أمرها أن تتبع أهل بیته ولا تتبع غیرهم فهذا من کذبکم وزعمکم أنتم ، ورسول الله صلی الله علیه وسلم منه بريّء وانتم لم تقولوا ذلك الإ لأنکم اردتم أن تداروا عجزکم وإعراضكم عن الاتباع لأئمتکم المعصومین فرمیتم بذلك الأمة وفرضتم علیها ذلك ثم إن قلنا بصحة هذهِ الروایة فإن ذلك یبطله الواقع العملي ویناقضه ؟!
ذکرالمؤلف في تفسیر الآیة السابقة أن المراد بها هو : أن فاطمة معصومة ؟!!
مع أن الله تعالی یقول بعد عدة آیات : « یا ایها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنین یدنین علیهن من جلابیبهن ذلك ادنی ان یعرفن فلا یؤذین وکان الله عفوراً رحیما » الاحزاب/59.
نحن کذلك نقول إمتثالا لأمر الله تعالى : من الواجب على كل مسلم أن يحترم أهل البيت ويحبهم ويعرف قدرهم ، ولكن لا يعني ذلك أن نسيءالادب مع الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم بل يجب كذلك احترامهم ومحبتهم ومعرفة سابقتهم وبلائهم الحسن في خدمة الأسلام .
والآن ، هل لك أن تخبرنا : لماذا زوج النبي صلی الله علیه وسلم ابنته من عثمان حتى أصبح فردا من أهل بيته ..؟!! ثم لماذا تزوج النبي بابنتي صاحبیة ابي بکر وعمر رضي الله عنهما ...؟!! نعم إنه صلی الله علیه وسلم انما تزوج بهما حتی یرفع الحرج من ذهابهما وایابهما الدائم الی بیته ...! ثم لماذا تزوج صلی الله علیه وسلم بابنة ابي سفیان ...؟ لماذا زوج علي رضي الله عنه ابنته لعمر رضي الله عنه ...؟، حتی جعله ختنا لأهل بیت النبوة ...؟!! لماذا لم یزوجها سلمان أو عمار رضي الله عنهما .....؟!! .
الإدعاء السادس والثلاثون بعد المائة وقوله: قلت : إذا ، لماذا تركتم أمر النبي (ص) ولم تطيعوه حيث قال : إني تارك فيكم ثقلين أو أمرين ، لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تقدموا عليهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ؟ . ومع هذا تركتموهم وهم أعلم الناس وأفضلهم ، وتبعتم واصل بن عطاء وأبا حسن الأشعري ، أو مالك بن أنس وأبا حنيفة ومحمد بن إدريس وأحمد بن حنبل ! هل إن هؤلاء أهل بيت النبي (ص) وعترته أم هم علي بن أبي طالب وأبناؤه الأئمة المعصومون (ع) ؟
ردنا عليه :
قلت : لم یقل النبي صلی الله علیه وسلم ذلك ، لانه لو قاله لکفی الله المؤمنین القتال ، فأنت علیك ان تثبت الحجر قبل ان تنقش ، وکل ما في جعبتك ما هي الا أکاذیب وترهات قد رددناها علیك ..؟!!
الإدعاء السابع والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : ولكن بإجماع العلماء واتفاق جمهور المسلمين ، أن الأئمة الاثني عشر الذين نتمسك نحن الشيعة بأقوالهم ونلتزم طاعتهم ، كلهم من أهل بيت النبي (ص) وعترته ، وهم أشرف أبناء رسول الله (ص) ، وثبت أنهم في كل زمان كانوا أعلم الناس بأحكام الدين وتفسير الكتاب المبين وفقه شريعة سيد المرسلين . وأقر لهم بذلك جميع علماء المسلمين . لا أدري ما يكون جوابكم ، إذا سألكم النبي (ص) يوم الحساب : أن لماذا خالفتم رأيي وعصيتم أمري فتركتم عترتي وأهلي وقدمتم غيرهم عليهم ؟! أليس أهل بيتي كانوا أعلم وأفضل ؟ لقد أخذ الشيعة دينهم ومذهبهم ، حسب أمر النبي (ص) من باب علمه ، ومن وصيه علي بن أبي طالب (ع) ، وأخذوا بعده من عترته وأهل بيته الذين أدركوه وعاشروه وسمعوا حديثه ورأوا أعماله وسلوكه فأخذوا منه وأصلوا ذلك إلى أبنائهم ونشروه . أما غير أهل البيت (ع) فكيف وصلوا إلى علم النبي (ص) ؟! فالأئمة الأربعة ما كان لهم أي ذكر في القرن الأول الثاني بعد رسول الله (ص) فلا يعدون من الصحابة والتابعين .
ولكن أخرجتهم السياسة وأظهرتهم الحكومة والفئة المناوئة لأهل البيت والعترة (ع) ففسحت لهم المجال وفتحت أبوابهم ، ومنعت الحكومات الناس من التوجه إلى آل محمد (ص) : لينصرفوا نحو الأئمة الأربعة ، وإذا كان أحد من لا يهتم لأمر الحكومة ، فيتمسك بأهل البيت ويعمل برأيهم ولم ينضم إلى مذاهب الأئمة الأربعة ، فكان يرمى بالكفر والزندقة وكان مصيره السجن والمطاردة ! وما زالت هذه الحالة التعصبية تنتقل من دور إلى دور ، ومن دولة إلى أخرى ، حتى يومنا هذا !! فما يكون جوابكم لنبيكم (ص) يوم الحساب إذا سألكم : بأي دليل كفرتم شيعة أهل بيتي ، وهم مؤمنوا أمتي ؟ ولماذا قلتم لأتباعكم وأشياعكم : إن شيعة علي (ع) مشركون ؟! فحينئذ ليس لكم جواب ، ولكم الخزي والخجل في المحشر !
أيها الأخوة ! تداركوا اليوم الموقف ! وارجعوا إلى الحق والصواب ! واعتبروا يا أولي الألباب !
نتبع العلم والعقل .
أيها الحاضرون الكرام ! نحن لا نعاديكم ولا نعادي أحدا من المسلمين ، بل نحسب جميع المسلمين إخواننا في الدين ، ولكن خلافنا معكم ناشئ من التزامنا لحكم العقل و العلم ، وهو أننا لا نقلد في أمر ديننا تقليدا أعمى ، بل يجب أن نفهم الدين بالدليل والبرهان حتى يحصل لنا اليقين قال سبحانه وتعالى : ( فَبَشّرْ عِبَادِ الّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتّبِعُونَ أَحْسَنَهُ).
ردنا عليه :
قلت : انظروا الی هذا البجاج النفاج یرید منا أن نتبع باطلة وهذیانه ..؟ أترید منا أن نتبع الإمام الصادق وقد وهبنا الله تعالی عقولاً نعرف بها الحق من الضلال ..؟
أیها الصخاب ، إنك قلت إن إمامك الصادق یعلم الغیب کما علمه جمیع الأئمة من قبله ، ثم تنقض قولك وتکذبه حین زعمت أنه مات بسبب تناوله لکوب الماء المسوم أو الفاکهة المسمومه ..؟!! إن کان الامام یعرف الغیب فکیف أباح لنفسه أن یتناول او یشرب هذا الماء المسموم ....؟ ألا يعد ذلك قتلا للنفس بغیر الحق ..؟ الا یعد هذا العمل جرماً وانتحارا بحق النفس ..؟ وبذلك یکون قد کسب إثماً عظیماً وأحبط عمله بيده .. ؟!! أیها الجاهل الجافي دعنا من هترك وهجرك وهذيانك ، هل لك من الجرأة بعد هذا أن تدعي ان الأئمة یعلمون الغیب كما يعلمون جمیع العلوم الكونية والإنسانية الأخرى .. ؟!!
ألم تغزوا امریکا العالم فتجبرت وتغطرست مع أنها لا تملك من هذا العلم الذي تدعونه في الأئمة إلا أقل القليل ، فکیف إذا لم یستطع أئمتك أن یفعلوا شیئاً ولا حتی نفع انفسهم وهم قد أوتوا جمیع العلوم واطلعوا على ظاهر العلم وباطنه ..؟ کیف یبیح لنفسه من كان هذا حاله أن يرضى لنفسه أن يكون وليا للعهد في خلافة المأمون ..؟ کیف رضي أن تکون بنت المأمون زوجة لولده لتكون بذلك سببا في موته واحتسائه للسم دون علمه ...؟!!
أیها لأحمق : إنما یعاتبُ الأدیم ذو الشرة .
ولکنك والله قد حرمت من نعمة العقل ، فقلت قبل قلیل : إنه ینبغي ان یکون الانسان متبعاً لما صح في العقول صوابه ..؟ فما هو تفسیرك وفهمك للعقل والمعقول ....؟!!
الإدعاء الثامن والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : دليلنا هو التاريخ الذي كتبه أعلامكم فقد ذكر الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة في معرفة الأئمة عليهم السلام ـ فصل حياة الإمام الصادق عليه السلام ـ قال : كان جعفر الصادق عليه السلام من بين أخوته خليفة أبيه ووصيه والقائم بالإمامة من بعده ، برز على جماعة بالفضل وكان أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته وذكره في ساير البلدان ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه من الحديث ، وروى عنه جماعة من أعيان الأمة مثل يحيى بن سعيد وابن جريح ومالك بن أنس والثوري وأبو عيينة وأبو حنيفة وشعبة وأبو أيوب السجستاني وغيرهم ... الخ . وقال كمال الدين محمد بن طلحة العدوي القرشي الشافعي ، في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ـ الباب السادس في أبي عبد الله جعفر بن الصادق عليه السلام : هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم (ع) ذو علوم جمة ، و عبادة موفورة ، وأوراد متواصلة ، و زهادة بينة وتلاوة كثيرة ، يتتبع معاني القرآن الكريم و يستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه . رؤيته تذكر بالآخرة ، و استماع كلامه يزهد في الدنيا ، و الاقتداء بهداه يورث الجنة ، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة وطهارة أفعاله تصدع أنه من ذرية الرسالة . نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من الأئمة و أعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري و ابن جريح و مالك بن أنس و الثوري و ابن عيينة و أبي حنيفة و شعبة و أيوب السختياني و غيرهم (رض) و عدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها و فضيلة اكتسبوها... الخ . وقال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي وهو من أعلامكم في كتابه طبقات المشايخ : إن الإمام جعفر الصادق فاق جميع أقرانه ، وهو ذو علم غزير في الدين وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات ، وأدب كامل في الحكمة ... الخ. ولو نقلت لكم ما ذكره علماؤكم وأعلامكم عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) ومقامه العلمي ، وصفاته الحميدة وأخلاقه المحمودة لطال بنا المقام ، ولتقاصر البيان عن أداء حقه وتعريفه بما يستحقه ، وكل ما يقال في علمه وخلقه وصفاته الحسنة لا يبلغ به معشار وما هو حقه .
ردنا عليه :
قلت : ینبغي أن تذکر کذلك إنه لا یوجد للامام الصادق ذکر ، ولم تأت له روایة واحدة في اصح الکتب المصنفة بعد کتاب الله تعالی واعني بذلك صحيحي البخاري ومسلم ، فهما رحمهما الله تعالی لم یخرجا في کتابیهما عن هذا الامام ولا حدیثا واحداً ..؟!!.
المؤلف مغرم بالنقل عن ابن الصباغ ومحمد بن طلحة الشافعي وقد عرفناهما سابقاً أنهما ليسوا من علماء اهل السنة ، ومع ذلك تراه یقول : جمیع ما نقلناه انما هو من کتبکم ...!!
الا تعلم ان أصح الکتب عندنا بعد کتاب الله تعالی هما صحیحا البخاري ومسلم وهما کما قلت قبل قلیل : لم یخرجا له حدیثاً واحداً، أما أنت فغمضت عینیك عن هذهِ الحقیقة الناصعة ، ثم قلت : ابن الصباغ یقول : إن الامام جعفر الصادق کان إمام أئمتکم ..؟!!
قلت : إن کان ما تقوله حقاً فذلك یعني إننا أولی بالحق منکم ..!! لأن الاستاذ یعرف بتلامیذه ..! ولکن راجعوا أنفسكم ثم انظروا أي مذهب من مذاهب الباطل اتبعتم ..؟ وأي باب من الشر ولجم ..؟!! کیف تزعمون أن للصادق تلك المنزلة العالیة والمقام الذي لا یلیق الا بالانبیاء والرسل ، ثم لا یتخرج على يديه إلا امثال هؤلاء التلامذة الفاشلین ...؟!! إن کان الصادق هو حقاً وصدقاً إمام الائمة فلماذا خالفه طلابه وتلامذته حتی أسسوا مذهباً خلاف ما کان علیه الامام الصادق نفسه ؟
إننا والحال هذه أمام أمرين لا ثالث لهما: وهو إما أن تکونوا انتم الکذبة فيما تدعونه في الإمام الصادق ، وإما انکم ذهبتم مذهباً خالفتم فیه إمامکم ..؟ إن مما لا شك فیه إن الامام الصادق رضي الله عنه کان أحد أئمة أهل السنة وله عندنا کل محبة واحترام وتقدير ، أما غلوکم هذا وقولکم الباطل فیه فهو ما لا نرتضیة أو نقره ...؟!!.
الإدعاء التاسع والثلاثون بعد المائة الثانیة وقوله : بينما نحن نرى الحق في متابعة كل الأئمة الاثني عشر ، فلا يجوز عندنا ترك أحدهم والإعراض عن أوامره . ثم إن تعيين الأئمة الاثني عشر ما كان إلا من عند النبي (ص) وبأمره وحكمه ، فهو (ص) عينهم وذكر أسماءهم واحدا بعد الآخر . ذكر الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودة مجموعة أحاديث عن النبي (ص) بهذا المعنى وفتح له بابا عنوانه : الباب السابع والسبعون : في تحقيق حديث بعدي إثنى عشر خليفة . قال ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة ، من عشرين طريقا في أن الخلفاء بعد النبي (ص) إثنا عشر خليفة كلهم من قريش : في البخاري من ثلاثة طرق وفي الترمذي من طريق واحد في الحميدي من ثلاثة طرق . وذكر هذه الأحاديث الشريفة كثير من علمائكم الأعلام غير الذين ذكرهم القندوزي منهم : الحمويني في فرائد السمطين ، والخوارزمي في المناقب ، وابن المغازلي في المناقب ، والثعلبي في التفسير ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والمير سيد علي الهمداني الشافعي في المودة العاشرة من كتابه مودة القربى ، نقل اثنا عشر خبرا وحديثا في هذا الأمر ، من عبد الله بن مسعود وجابر بن سمرة وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس وعباية بن ربعي وزيد بن حارثة وأبي هريرة ، وعن الإمام علي (ع) ، كلهم يروون عن رسول الله (ص) أنه قال : الأئمة بعدي أو خلفائي بعدي إثنا عشر كلهم من قريش ،وفي بعض الروايات كلهم من بني هاشم وحتى في بعضها عينهم بذكر أسماءهم .
ردنا عليه :
قلت : یشیر المؤلف الی قوله عليه الصلاة السلام : ( مازال أخر الدین قائما ما حکم اثنا عشر خلیقه --- یذکر من مصدره ..)
فلم یفرحوا بشيء کفرحهم بهذا الحدیث ، حیث قالوا : ان الحدیث دليل علی صدق قولنا ، فأئمتنا اثنا عشر إماماً وهذا ما دل الحدیث عليه ، فنحن إذاً علی الحق ..؟!!
قلت: رماك الله بلیلة لا أخت لها .
وأقول كذلك : إن کنت تشد أزرك بهذا الحدیث فأرخه ...!!!!.
قد یصدق هذا العدد علی أئمتکم من حیث العدد لا غیر، وأما أن یکونوا هم المعنیون بهذا الحدیث فلا ...؟! علیك أن تفهم جیدآً : أن النبي صلی الله علیه وسلم قال: اثنا عشر خلیفة ...؟!! فأبو بکر الصدیق خلیفة وعمر الفاروق خلیفة ، وعثمان ذوالنورین خلیفة وعليّ خلیفة والحسن خلیفه إفهم هذا جیداً ...؟؟
أن یکون خلیفة هکذا جاء في هذا الحدیث ، أما الحسین فلم یکن خلیفة وأما السجاد فقد کان أبعد الناس عنها ، وکذلك الامام الباقر والصادق وأما الامام السابع فقد قضی نحبه في السجن..!! هل یعقل أن يسجن خلیفة المسلمين ..؟!! أم أنه هو من یسجن الآخرین ..؟ واما الامام الثامن فقد رضي لنفسه أن یکون ولیاً للعهد ولم یکن خلیفة ، کما إنه لم یسمح له بذلك واما ابنه فهو أسوء حظاً فلم یصبح ولیاً للعهد حتی ....؟!! وکذلك إمامکم العاشر واما الامام الحادي عشر فلم یتعدی علی أن کان إماماً لمنطقة محدودة تسمی بمحلة العسکري بمدینة سامراء ، أما الامام الثاني عشر فهو وللاسف الشدید مازال في غیبته بعد أن فر من أعدائه خشیة أن یقتلوه ، وهو أسوء الأئمة حظاً واعظمهم مصیبة ...؟!! انا لا اعرف کیف یکون المرء خلیفة ثم یفر أو یختفي ویغیب عن أنظار رعيته ...؟!! هل فیکم من رجل رشید یحل لنا هذا اللغز الذي حیر أساطین العلم وأئمة الدین ...؟!!!.
روی عن النبي صلی الله علیه وسلم أنه أخبر الامة بخروح وظهور الرايات السود من أرض خراسان لنصرة المهدي ، فاستغل أبو مسلم الخراساني هذا الحدیث وقام بالثورة ضد الخلافة والإطاحة بها بعد أن جعل شعاره الرایات السود وتحققق له ما أراد واسقط الخلافة الأمویة فهل حقاًَ أن الخلافة قد تحققت علی ید أبي مسلم هذا ..؟ وهل یمکن أن تکون الرایة السوداء وحدها قد استوفت جمیع الشروط التي جاءت في هذا الحدیث ...؟ ان الامور لا تسیر علی هذا النحو الذي کان یتصوره عامة الدهماء والجهلة من هذه الأمة ، وانما لابد من تحقق جمیع الشروط التي یجب توفرها في الشخص المطلوب شرعاً وعقلاً ، فالشخص الذي یدعي أنه أمهر طبیب في هذا الکون لا ینبغي أن یتعالج عند شخص آخر لمجرد نزلة زکام أصابته ؟!!!. والشیعة قد تستدل بهذه الآية الكريمة : ( ولقد أخذ الله میثاق بني أسرائیل وبعثنا منهم اثنیي عشر نقیباً ) المائدة/12 .
وهذا ما سنجيب عليه في الرد التالي :
الادعاء الأربعون بعد المائة الثانیة وقوله : قال تعالى : ( ولقد أخذ الله میثاق بني أسرائیل وبعثنا منهم اثنیي عشر نقیباً ) المائدة/12 .
ردنا عليه :
قلت لا تعلق ولا ارتباط لهذه الآیة بأئمتکم...!! ما الذي يربط بین أئمتکم وبني اسرائیل وما شكل هذه العلاقة ...؟!!
استطیع ان اثبت لکم أن العدد اثنا عشر لا يدل على أن المراد به أئمتکم ..؟ ما وجه الشبه بین قوله: اثنا عشر نقیباً ، واثنا عشر خلیفة ..؟!!
لقد ذم الله تعالی خمسة من قوم نوح ، فهل هذا التشابه العددي یجیز لنا ذم خمسة من أئمتکم ...؟ نعم إننا ان اتبعنا طریقتکم في الاستدلال هذه فإننا سنصل في النهایة الی هذه النتیجة الخاطئة حتماً ...؟!!.
لم یکن في حواریي عیسی علیه السلام الا خائن واحد أما أنتم فقد أدعیتم أن الخونة في أصحاب محمد صلی الله علیه وسلم اکثر من ألف أو یزید ...؟!!.
کما أن الذي علمناهم من المفسدین في قوم صالح علیه السلام کانوا تسعة رهط فهل یعني ذلك ان هذا العدد سيتكرر في کل أمة جاءت بعدهم ...؟؟ ألا تتفقوا معي أن هذا القول من أعجب العجب ....؟ إنکم لم تقولوا مثل هذا القول إلا لأنکم تریدون أن تجعلوا من العدد هذا رمزاً مقدساً لأئمتکم وتریدوا من الأمة أن تحذوا
حذوکم ...؟!!.
علینا جمیعاً أن نفهم جیداً أن القرآن والسنة قد أخبرانا أن هناك أمور ستقع في المستقبل ، ومثال ذلك: إخبار النبي صلی الله علیه وسلم أمته عن مستقبل الیهود والقتال الذي سیدور بینهم وبین المسلمین علی جانبي السور ثم القضاء علیهم قضاءاً نهائیاً ، وهذا ما تحقق فعلاً فهذا السور قد بني ، والامر الثاني سيقع حتماً ثم سنری انقراض الیهود وهذا أمر واقع لا محالة إن شاءالله تعالی ولا شك في حدوثه .
وأما ما ورد بشأن الخلیفة ، فقد جاء في الحدیث أن النبي صلی الله علیه وسلم قال: « حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ح وَعَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ عَنْ سَفِينَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « الْخِلاَفَةُ ثَلاَثُونَ عَاماً ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمُلْكُ ». قَالَ سَفِينَةُ أَمْسِكْ خِلاَفَةُ أَبِى بَكْرٍ سَنَتَيْنِ وَخِلاَفَةُ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَشْرَ سِنِينَ وَخِلاَفَةُ عُثْمَانَ اثْنَىْ عَشْرَ سَنَةً وَخِلاَفَةُ عَلِىٍّ سِتُّ سِنِينَ. » فالمقصود (علی منهاج النبوة ) أی علی هدیه وسنته ، والخلفاء هم الخلفاء الراشدون من بعده ولعل الحسن یشمله هذا الحدیث لانه بخلافته تمت ثلاثون سنة ، ثم یکون الملك العضوض وهذا الملك بدأ بخلافة معاویة رضي الله عنه ، والنبي لم يحدد لذلك زمناً معیناً ولکنه أخبر أن ذلك سیدوم الی ماشاء الله تعالى ثم یأتي حکم الاستبداد وکذلك لم یعین له زمناً ثم یکون الهرج والمرج ثم الخلافة علی منهاج النبوة وباستقراء الاحادیث والادلة الواردة بهذا الشأن فإنه یفهم منها ان المراد بهذه الخلافة إنها خلافة المهدي ذلك الخلیفة الصالح ونحن نعتقد بالمهدي هنا هو المهدي الذي جاءت الاحادیث الصحیحة بذکره والاهتمام بشأنه ، ولیس ذلك المهدي المزعوم الذي تنتظرونه أیها الشیعة ....! لان الفرق بین هذا وذاك كالفرق بین الثری والثریا ....؟!!.
وهکذا فقد تحقق الکثیر من الاشراط ووقعت ومرت وستقع علامات الساعة
واشراطها المتبقیة دون أدنی شكٍ أو ریب ، والذي أرید قوله هنا : إن للخلیفة المسلم شروط لابد من توفرها ووجودها فیه ولا یحق لکم أن تصرفوا الحدیث عن معناه ومراده الی ما تشتهي انفسکم وترید ، وهذه الشروط کما یجب أن تتوفر في الطبیب الذي یدعي المهارة في علم الطب وکما تجب کذلك لمن یدعی الملك والسلطان لا بل حتی في الخباز ، فکیف إذاً لا تصدق أو تتوفر هذه الشروط في أهم منصب وأخطره ....؟!!.
ان التقي والنقي والعسکري لم یکونوا من الخلفاء قطعاً ، فالطبیب الذي یدعي الطب والتطبب لابد أولاً أن تثبت فیه الشروط اللازمة لذلك ..؟ فمثلاًِ ، لو قال لنا النبي صلی الله علیه وسلم إن في المدینة اثنا عشر طبیباً ثم نحن جعلنا من لم یکن کذلك من جملة الأطباء أو ان الذي لا درایة له بقیادة السیارة سائقاً ، الا یعد هذا العمل والتصرف منا حماقة وجهلاً وسوء تصرف ومخالفة صريحة لامر النبي وقوله ...؟
انا اذا ادعینا ان الامام موسی الکاظم کان أحد الخلفاء المشهورین فیجب علینا أولاً أن نثبت للامة أنه کان کذلك فعلاً ولو لبرهَة قلیلة من عمره لا أن یقضي عمرهُ في السجن ....؟
الادعاء الحادي والاربعون بعد المائة الثانیة وقوله : كان علي رضي الله عنه من أهم مشاوري الخلفاء .
والرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم مثله مثل جميع الأنبيياء السابقين قد جعل عليا عليه السلام خليفته ووصيه من بعده ، ومما يعلم عند جميع العقلاء أن الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد تولاها ابو بكر وعمر وعثمان ، ولكننا رأينا طيلة فترة خلافتهم ـ ما عدا الايام الاولى ـ فقد كانوا يشاورونه في جميع الأمور ويعملون بما يشير عليهم .
ردنا عليه :
قلت: علیکم أن تثبتوا أولاً موقفا من المواقف أنه حدث ولو لمرة واحدة أن هناك اشخاصاً تمالؤوا علی عزل أحد من منصبه وسلب کل ما له من صلاحیات وامکانيات ثم هم لا یستطیعوا أن یشربوا شربة أو یرفعوا لقمة الی افواههم دون إذنه ومشورته ، هل لعاقل أن يصدق مثل هذا الهراء .....؟!!
الإدعاء الثاني والأربعون بعد المائة الثانیة وقوله : فالإمام الصادق (ع) كما يعترف أعلامكم وكبار علمائكم هو الله وأعلم أهل زمانه ، وكما أشرنا بأن الأئمة وغيرهم من أئمة الفقه أخذوا عنه وتتلمذوا عنده ، وكل واحد استفاد من محضره حسب استعداده ، وكان (ع) أفضلهم وأزهدهم وأورعهم ، ومع ذلك ترك أسلافكم تقليده ومتابعته ، حتى أنهم أبوا أن يجعلوه في عداد الأئمة الأربعة ! لماذا هذا الجفاء والبغضاء ؟ هل لأنه من آل محمد (ص) ومن عترته الطاهرة (ع) ؟!
ردنا عليه :
قلت: هذا من أوابدکم وأعاجبیکم ، فنحن لو کنا تلامیذ الإمام الصادق بحق لکان أئمتنا أعلم وأحکم وأجدر بفهم آرائه وأقواله منکم .....!!
قولوا لي : ممن أخذتم مذهبکم ...؟ وعلی ید من تتلمذتم ...؟ تقولون وتزعمون اننا اخذنا مذهبنا عن الامام الصادق ، فمن این أخذتم مذهبکم أنتم ...؟ هل یعقل أن علماءنا یصلوا خلف الامام الصادق مسبلي الایدي وهو استاذهم وعنه أخذوا العلم ثم اذا خرجوا من عنده أمروا الأمة ان تصلي مکتوفة الایدي أي أن تضع اليمين على الشمال وهي تقف بين يدي ربها ...؟!!
نحن لا نشك أن الصادق کان سنیّاً ولا أدري لعمر الله متی وجد هذا الکتاب المسمی بأصول الکافي یومئذ ...؟ وکیف استطاع ان یفتري الکذب ثم ینسب ذلك کله الی الصادق ...؟!! .
الادعاء الثالث والاربعون بعد المائة الثانیة وقوله : وقد بالغ بعض محدثيكم في البغض والجفاء لأهل البيت إلى حد العناد ، بحيث أبوا أن ينقلوا عنهم الحديث الذي يروونه عن جدهم رسول الله (ص) ( مع ما أوصى به النبي (ص) بهم ، وتحريضه الأمة على إكرامهم واحترامهم ومتابعتهم فهذا البخاري ومسلم لم ينقلا روايات الإمام جعفر الصادق (ع) في صحيحهما ، بل لم ينقلا عن أبي واحد من علماء أهل البيت وفقهائهم ، مثل زيد بن علي الشهيد والمدفون في " فخ " ويحيى ابن عبدالله بن الحسن وأخيه إدريس ، ومحمد بن الإمام الصادق ومحمد بن إبراهيم المعروف بابن طباطبا ومحمد بن محمد بن زيد وعبد الله بن الحسن وعلي بن جعفر العريضي وغيرهم من أكابر وسادات بني هاشم من المحدثين والفقهاء ، فلم ينقلا عنهم . والعجيب أن البخاري ينقل ويروي عن أناس ضعفاء في الإيمان والعقيدة ، بل ينقل عن عدة من الخوارج والذين نصبوا العداء لآل محمد (ص) أمثال أبي هريرة وعكرمة وعمران بن حطان الذي يمدح ابن ملجم المرادي قاتل الإمام علي بن أبي طالب (ع) وقد كتب ابن البيع أن البخاري روى في صحيحه عن ألف ومئتين خارجي وناصبي من قبيل عمران بن حطان.
ردنا عليه :
قلت: إنك والله لتقول القول وفیه عطبك وهلکتك ...!! ألا تری الی هذا التناقض في قولك ؟!!
تذکر مرة وتقول : ان الامام الصادق هو إمام أهل السنة ثم تعود لتقول : ان السنة لم یرووا حدیثاً واحداً عن استاذهم الصادق ...؟!!
قل لنا : بماذا کانوا يقضون أوقاتهم وهم یجلسون الساعات الطوال مع أستاذهم ومربيهم ...؟
إذا المرء أعیته المروءة ناشئاً
فمطلبها کهلاً علیه لشدید
الادعاء الرابع والأربعون بعد المائة الثانیة وقوله : وإني أتعجب وأتأسف من رأي
بعض أعلامكم إذ يرون بأن أتباع الأئمة الأربعة مسلمين مؤمنين ، ولكن شيعة آل محمد وأتباع الإمام جعفر الصادق (ص) كفرة ومشركين ، فيفترون على طائفة كبيرة من المسلمين وعددا كثيرا بالكفر والشرك . فلو قسنا الشيعة بأتباع كل مذهب من المذاهب الأربعة من أهل السنة لوحدهم فالشيعة هم الأكثر ، فإن أتباع الإمام الصادق (ع) ، أكثر من أتباع محمد بن إدريس وهكذا لو قسناهم مع أتباع أبي حنيفة لوحدهم وأتباع أحمد بن حنبل لوحدهم ، لوجدنا شيعة الإمام الصادق (ع) أكثر عددا ، وإني أعلن بأننا نحن الشيعة ندعوا إخواننا السنة إلى التقارب والوحدة ونبرأ إلى الله تعالى من التنافر والفرقة .
ردنا عليه :
قلت : کلا ، فنحن نعتبر أن الامام الصادق کان أحد أئمة أهل السنة ، أما أنتم فیعلم الله تعالی وحده حقيقة أصلکم ، ومن الذي جاء بکم ...؟!!
والبغي یصرع أهله والظلم مرتعه وخیم
اذا ثبت أن المرجع أعلم منه فإنکم تتبعونه وتقلدونه وإن لم یکن من أهل البیت فإن کنتم لا تعترضون علی ذلك ولا تنکرونه ، فما الداعي لاعتراضکم علینا
وإنکارکم ...؟!!.
الادعاء الخامس والاربعون بعد المائة الثانیة وقوله : الحافظ : إني أؤيد كثيرا من كلامك وأعترف بأن هناك بعض التعصبات حاكمة على كثير من أهل السنة ، ولكن لو تحققنا عن الأسباب لعرفناها ترجع إليكم ، لأنكم أنتم ـ علماء الشيعة ومبلغيهم ـ لا ترشدون عوام الشيعة إلى الحق ولا تنهونهم عن الباطل ، فهم يتكلمون بكلمات تنتهي إلى الكفر والشرك . قلت : أرجوك أن توضح لي كلامك وتبين لي أمثالا من كلام عوام الشيعة الذي ينتهي إلى الكفر ! الحافظ : مما لاشك فيه أن المطاعن التي تروونها على الصحابة المقربين لرسول الله وبعض زوجاته الطاهرات رضي الله عنهم كفر صريح ، إذ أن هؤلاء الصحابة هم الذين جاهدوا في سبيل الله وقاتلوا الكفار تحت راية النبي وقد قال سبحانه فيهم : ( لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ ) فالذين يعلن الله تعالى رضاه عنهم ، ورسول الله يكرمهم ويحترمهم ويحدث عن فضائلهم ، وهو كما قال سبحانه في سورة النجم (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى«3» إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحَى ) فالطعن فيهم إنكار للقرآن والنبي ، وهو كفر ، والمنكر كافر . قلت : إني لا أحب أن يخوض في هكذا مسائل فالرجاء أن تترك هذا السؤال ولا تطالبني بالجواب في حضور هذا الجمع ، بل أجتمع بك وحدك وأعطيك الجواب . الحافظ : الحقيقة ، إن هذا السؤال والموضوع مطروح من قبل الجماعة الذين معي لأنهم ألحوا علي وأكدوا في الليلة الماضية حينما انتهينا من البحث وخرجنا إلى البيت ، على أن أطرح هذا البحث فكلهم يحب أن يسمع جوابكم .
النواب : صحيح يا مولانا كلنا نحب أن نسمع جواب هذا السؤال . قلت : إني أتعجب من جنابكم وما كنت أتوقع طرح هذا السؤال ، مع ما بيناه في الليالي الماضية وأوضحنا لكم معنى الكفر والشرك وأثبتنا بأن الشيعة سائرون في طريق أهل البيت (ع) ، وتابعون لآل محمد (ص) ، وهم المؤمنون حقا ، وأما الموضوع الذي طرحه جناب الحافظ ، فهو ذو جهات ، وليس موضوعا واحدا ، ولابد لي أن أبسطه وأشرحه ، حتى يعرف الحاضرون حقيقة الأمر ويقضوا بالحق وحتى نزول الشبهات الواقعة في نفوسهم ضد الشيعة . أما قول الحافظ : بأن سب الصحابة والطعن فيهم ولعنهم ، ولعن بعض زوجات النبي (ص) من قبل الشيعة موجب لكفر الشيعة ، فهو حكم غريب ! ولا أدري بأي دليل من القرآن والسنة النبوية صدر هذا الحكم ؟!!
فإن بيان الطعن وكذلك السب واللعن إذا كان مستندا إلى دليل وبرهان فلا إشكال فيه، وإن كان من غير دليل وبرهان فهو فسق ، حتى إذا كان على أصحاب النبي (ص) وزوجاته ، وهذا رأي بعض أعلامكم كابن حزم حيث يقول في كتابه " الفصل ج3/257 "
وأما من سب أحدا من الصحابة (رض) ، فإن كان جاهلا فمعذور ، وإن قامت عليه الحجة فتمادى غير معاند فهو فاسق ، كمن زنى وسرق وإن عاند الله تعالى في ذلك ورسوله (ص) فهو كافر ، وقد قال عمر (رض) بحضرة النبي (ص) عن حاطب ، وحاطب مهاجر بدري : دعني أضرب عنق هذا المنافق !
فما كان عمر بتكفيره حاطبا كافرا ، بل كان مخطئا متأولا ... الخ ، وقد أفرط أبو الحسن الأشعري وهو إمامكم في مثل هذه المسائل فإنه يرى : إن من كان في الباطن مؤمنا وتظاهر بالكفر ، فهو غير كافر ، حتى إذا سب الله ورسوله (ص) من غير عذر بل حتى إذا خرج لحرب النبي ! والعياذ بالله، ويستدل على ذلك بأن الكفر والإيمان محلهما في القلب وهما من الأمور الخفية الباطنية ، فلا يمكن لأحد أن يطلع على باطن الإنسان وما في قلبه إلا الله سبحانه!! فكيف يكفر جناب الحافظ وأمثاله ، شيعة آل محمد (ص) لمجرد سبهم بعض الصحابة وبعض زوجات النبي ؟ مع العلم بأن كثيرا من علمائكم وأعلامكم السابقين ردوا هذا الحكم الجائر ونسبوا قائليه إلى الجهل والتعصب . وحكموا بأن الشيعة مسلمون مؤمنون ، منهم القاضي عبدالرحمن الايجي الشافعي في كتابه المواقف ، رد كل الوجوه التي بينها بعض المتعصبين من أهل السنة في تكفير الشيعة وأثبت بطلانها ، ومنهم الإمام محمد الغزالي ، صرح بأن سب الصحابة لا يوجب الكفر ، حتى سب الشيخين ليس بكفر . ومنهم سعد الدين التفتازاني في كتابه شرح العقائد النسفية ، تناول هذا البحث بالتفصيل وخرج إلى أن ساب الصحابة ليس بكافر ثم إن أكثر مَن كتب مِن أعلامكم في الملل والنحل وكتب في المذاهب الإسلامية : عد الشيعة من المسلمين وذكرهم في عداد المذاهب الإسلامية الأخرى ، منهم العلامة بن الأثير الجزري في كتابه جامع الأصول ، ومنهم الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ، ومما يذكر في عدم كفر الساب لبعض صحابة رسول الله (ص) أن أبا بكر قد سبه أحد المسلمين وشتمه فما أمر بقتله ، كما جاء في مستدرك الحاكم النيسابوري ج4/355 أخرج بسنده عن أبي برزة الأسلمي (رض) قال: أغلظ رجل لأبي بكر الصديق (رض) فقلت : يا خليفة رسول الله ألا أقتله ؟! فقال : ليس هذا إلا لمن شتم النبي (ص)
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ج1/9 بسنده عن ثوية العنبري قال : سمعت أبا سوار القاضي يقول : عن ابن برزة الأسلمي قال : أغلظ رجل لأبي بكر الصديق (رض) قال : فقال أبو برزة : ألا أضرب عنقه ؟ قال فانتهره وقال : ما هي لأحد بعد رسول الله ، ورواه الذهبي في تلخيص المستدرك ، والقاضي عياض في الشفاء ج4/ الباب الأول ، والإمام الغزالي في إحياء العلوم ج2 فإذا كان الأمر كذلك ، إذ يسمع الخليفة من رجل السباب والشتم ولا يحكم بكفر ولا يقتله فلماذا أنتم علماء تغوون أتباعكم العوام وتكفرون الشيعة عندهم بحجة أنهم يسبون الصحابة ويشتمون الخلفاء ، ثم تبيحون لهم قتل الشيعة المؤمنين !! وإذا كان سب صحابة الرسول (ص) موجبا للكفر ، فلماذا لا تحكمون بكفر معاوية وأتباعه الذين كانوا يسبون ويلعنون أفضل صحابة رسول الله وأعلمهم وأروعهم ، ألا وهو أمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (ع) ؟! وإذا كان سب الصحابة يوجب الكفر ، فلماذا لا تكفرون عائشة ـ أم المؤمنين ـ إذا كانت تشتم عثمان وتحرض أبناءها على قتله فتقول : اقتلوا نعثلا فقد كفر ؟! كيف تحكمون في موضوع واحد بحكمين متناقضين ؟!
ردنا عليه :
قلت: کان هذا المدعي قد وعد السني أن یجیب علی سؤاله حین سأله عن سبب سبّ الشیعة لاصحاب النبي صلی الله علیه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله تعالی عنهن ، فقال المدعي : لم أرغب أن تثیروا مثل هذه الاسئلة في هذه المناظرة کما لم أکن أحب أن اسمع منکم هذا التذمر لکي لا إضطر للاجابة علی ذلك؟!!! إني کنت أود أن تبقی مثل هذه المسائل سراً بیننا و بینکم وان نناقشها فیما بیننا ولکي یتسنی لي الاجابة علیها بإجابة شافیة، ثم طلب منهم أن یدعوا النقاش في هذه المسألة جانباً ووعدهم بأنه سوف یحل هذه المسألة ذات یوم ، وخلاصة الأمر أنه وبعد خمس صفحات من النقاش والأخذ والرد یقول : ان المرء لا یکفر بسب الصحابة أو بعضهم أو کرههم.
قلت: إننا قد نتفق معکم علی هذا القول بإجماله وعمومیاته وهو أن من سبّ الصحابة قد یکون فاسقاً ولا یکفر ، مع ان الامام مالك کان لا یری ذلك، ویعتبر أن من سب الصحابة وأبغضهم فقد کفر واستدل بقوله تعالی « لیغیظ بهم الکفار » کما اننا نقول : لا یجوز تکفیر الشیعة بجملتهم لانهم یسبون الصحابة رضي الله عنهم کما اننا نعرف ونعلم جیداً أن الذين أسسوا هذا المذهب الفاسد عرفوا أين یضعوا أقدامهم حتی لا یکفرهم أحد ..؟!!.
وعلموا جیداً أن ضرب الاسلام وطعنه من الداخل أسهل علیهم من المجاهرة بالعداوة وإعلان المحاربة له ..!!!. ان عوام الشیعة ودهمائهم قد یعذرون أما علماؤهم وکبراؤهم فهم مجرمون منافقون والمنافق في الدرك الأسفل من النار ..؟!!!.
لازلت أذکر جیداً وسأبقی أذکره دائماً ولن یغب ذلك عن مخیلتي حین قال لي عم زوجتي واعني به الشیخ الجلیل والأب المرّبي القدوة الصالح عبدالحي عبداللطیف يرحمه الله ويغفر له ، وللعلم فإن الشيخ عبد الحي هو أحد تلامذة الشیخ المودودي رحمه الله تعالی ، قال الشيخ عبد الحي : قلت للمدودي ذات یوم : إن الشیعة في منطقتنا يفعلون أفعالا منکرة تحیر الانسان وأخذت أبین له واشرح له ما رأیت منهم فقلت بعد ذلك کله ، هل هم کفار ...؟ فقال المودودي يرحمه الله : لا
فلم أطمأن لجوابه ووجدت له ثقلاً علی نفسي ، فقلت له مخاطباً : یا شیخ ، إنهم یفعلون کذا ویقولون کذا ، فرأيته یقول لي في کل مرة : هم لیسوا کفاراً ...؟!!.
ثم التفت اليّ وقد عرف حیرتي واضطرابي وقال : ماذا تقول أنت ..؟ وماذا تظن ..؟ ألیس المنافق أسوء واظلم عاقبة من الکافر نفسه ...؟؟ قال تعالی « ان المنافقین في الدرك الاسفل من النارولن تجد له نصیراً» النساء/145.
یقول المؤلف وقد ذکر مثالین :
الاول: قاله علی لسان ابي بکر : ان ابابکر قال عن عليّ انه ثعلب ، والثعلب ان طولب بشاهد قال : ذنبي ..؟!!!
الثاني : قاله علی لسان عائشة انها سبّت وشتمت عثمان..؟!!
قلت: لم نر منك الا تتبع الأقاویل والاکاذیب ونشر الهفوات والعثرات والزلات ألا فقبحك الله وقبح أمثالك ، فما لي أراك تتبع قوماً قد أضلهم الله تعالی قد أمسوا في رمسهم عبرةً لغیرهم بسوء ضیعهم وعظیم ما اقترفته أیدیهم ...؟؟
ولكن السعید من وعظ بغیره ولا أخالك منهم : فأنت لم تنقل هذه الطامات والغرائب إلا عن ابن ابي الحدید الشیعي المعتزلي وهو شخص لم یکن من أهل السنة ولا کرامة ، وقوله هذا لا وزن له عندنا وهو وأمثاله لا یؤبه بهم أو یعتد بقولهم والحمد لله .
قلت : ان عامة الشیعة عندنا لیسوا کفارا ولا منافقین بل هم قوم أضلهم الله تعالی باتباعهم لکم ولأقوالکم ، فأنتم من کره الیهم اصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم، وأنتم من کره الیهم ابابکر وعمر فأظهرتموهم بمظهر المجرم الجاني الظالم لأهل بیت النبوة ، فهم لم یعرفوا عنهم الا ما ذکرتموه عنهم ، فالویل ثم الویل لکم من الملك الجبار ، والویل ثم الویل لکم من غضبه وقهره والیم عذابه ، فنحن لو لم نعرف عن ابي بکر وعمر الا ما عرفه الشیعة عنهم لکان مصیرنا مثل مصیرهم فالحمدلله الذي هدانا الی الحق الذي هدى الیه الصالحین من عباده ، ولذا فإننا نعذر عامة الشیعة ودهمائهم ولا نأخذهم بجریرة اعمالکم وندعوا الله تعالی لهم بالهدایة والتوفیق الی الخیر والرشاد الذي هدانا الیه .
الإدعاء السادس والأربعون بعد المائة الثانیة وقوله: كما أن سيدنا الإمام علي (ع) كان يعلم بعلم من الله سبحانه وإخبار من رسول الله (ص) بأن ابن ملجم المرادي قاتله وكان (ع) يخبر أصحابه وشيعته بذلك ، ولكن تركه وشأنه ، فلم يسجنه ولم يحاصره ولم يضيق عليه ، ولما أشار عليه بعض الناس أن يقتل ابن ملجم ، قال (ع) : لا يجوز القصاص قبل الجناية ، وروى ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 80 في أواخر الفصل الخامس من الباب التاسع : أن عليا جاءه ابن ملجم يستحمله فحمله ، ثم قال رضي الله عنه : أريد حياته ويريد قتلي غديري من خليلي من مرادي ثم قال : هذا والله قاتلي !
ردنا عليه :
قلت: لقد کذب المؤلف علی علي رضي الله حین أدعی انه کان یعرف قاتله ..؟!
وأن عليا قال له بصراحة : إنك قاتلي .....!!
ولکنه في الوقت نفسه لم یقل له شیئاً ولم یستطع أن یفعل شیئاً يحول بینه وبین فعلته الشنیعة تلك ...؟!!!.
والنبي صلی الله علیه وسلم لم یکن لیعنف أصحابه لانه لایجوز أخذ الانسان بجریرة لم يفعلها..؟
قلت : هذا قول لا نجده عند غیرك ، وبهت ومهت یلیق بامثالك ، ولو بحثنا عنه عند اساتذتك من امثال ابن ابي الحدید وغیره فلن نجده في قاموس مفرداتهم الغربیة ، ولا خیر في عرض امرءٍ لا یصونه ؟!!
إن علیاً رضي الله عنه لو کان یعلم الذي تعلمه انت ، لکان رضي الله عنه قد أخذ الحیطة والحذر ولبذل کل ما في وسعه للحیلولة دون وقوع ذلك .
إن رئیس دولة مثل باکستان عندما جعلته القاعدة هدفاً لها وسعت لاغتیاله مرتین أخذ جمیع التدابیر اللازمة لمنعها من الوصول الی ما ترید ....؟!!.
وأما رسول الله صلی الله علیه وسلم في نظرك انت فقد أطلع أعدائه واعداء أهل بیته علی اسراره بل حتی علی اسرار بیته وشؤونه الخاصة مع أهله ...؟!!.
هل من المعقول ان نصدق أو تصدقوا انتم أن رئیس باکستان بإمکانه عقد نکاحه علی بنت اسمامة بن لادن مثلاً ...؟ أو الزواج ببنت خامنئ أو رجوي المنافق ...؟ إن حدث ذلك فهذا یدل علی طیبة وسذاجة البنت لیس الا ...؟!!
أنتم یخبثکم لم تعتبروا ذلك طیبة من البنت ولا من أبیها ...؟!! ولا حتی من عائشة وعمر ...؟!!.
لقد أعطیتم ایها الشیعة أئمتکم مقاماً لا یلیق الا برب العالمین سبحانه فهم فوق البشریة کلها ولکن لا أدري لماذا هکذا وفي ادنی من لحظة أذهبتم ذلك البریق الأخاذ والضياء الذي کاد یذهب بالابصار فجعلتم منهم عجائز شمط لا یدري أحدهم أخیراً أرید به أم شرا ...؟ کما إنه إن عرف ذلك لا یستطیع له دفعاً أو ردا ..؟!!!
الادعاء السابع والأربعون بعد المائة الثانیة وقوله : وأما قول الحافظ : إن الله
سبحانه أعلن رضاه عن أصحاب نبيه ، فالطعن فيه إنكار لرضا الله عز وجل ، وهذا كفر ! أقول في جوابه : نحن لا ننكر بأن الله تعالى أعلن رضاه عن الصحابة في بيعة الرضوان بقوله سبحانه : ( لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَةِ) . ولكن نقول ما قاله العلماء المحققون : بأن الآية الكريمة لا تتضمن رضا الله سبحانه عن المؤمنين ـ الذين اجتمعوا تحت الشجرة ـ على جميع أعمالهم إلى آخر حياتهم ، إنما عنت الآية الشريفة رضا الله عز وجل عن المؤمنين بمبايعتهم النبي الكريم (ص) تحت الشجرة ـ البيعة المعروفة ببيعة الرضوان ـ والتاريخ يشهد بأن كثيرا من أولئك المبايعون نزلت فيهم آيات النفاق بعد تلك البيعة وانضموا مع المنافقين وأصبحوا من الخاسرين. فرضا الله سبحانه ما تعلق بهم لأنهم أصحاب النبي (ص) ، بل تعلق رضاه بهم لأنهم كانوا مؤمنين بالله ورسوله ورضاهما بهم ما داموا مؤمنين ، فإذا خرجوا من الإيمان وارتدوا ، فرضا الله العزيز ينقلب إلى غضبه عليهم ـ نعوذ بالله من غضبه ـ والشيعة يحمدون كل عمل حسن صدر من إنسان وخاصة أصحاب رسول الله (ص) ، ويقدحون كل عمل قبيح صدر من أي شخص سواء أكان صحابيا أو غير صحابي فإن أصحاب رسول الله (ص) ما كانوا معصومين وقد صدر من بعضهم أعمال غير حميدة ومعاصي عديدة .
ردنا عليه :
قلت: ذکر المؤلف کلاماً فارغاً لا یغني عن الحق شیئاً ، وهذا کتاب الله تعالی یقول لنا بکل صراحة وفي منتهی البیان والروعة : ( لقد رضي الله عن المؤمنین إذ یبایعونك تحت الشجرة ) الفتح/18.
ثم تری بذر السوء هذا یقول : إن بعض من بایع کان من المنافقین ...؟؟ اذا لماذا رضي الله عنهم سبحانه ...؟
الادعاء الثامن والأربعون بعد المائة الثانیة وقوله : قال الحافظ السني : إن هذا القول افتراء على الصحابة فنحن لا نعتقد بعصمتهم ، لكن النبي (ص) قال فيهم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وقد أجمع المسلمون على صحة هذا الحديث الشريف إلا أنتم الشيعة ، ثم إذا كان هذا الحديث .. " أصحابي كالنجوم الخ "" صحيحا فما تقولون لو اختلف صحابيان في حكم وتنازعا في أمر ، أو قاتلت طائفتان من الصحابة ـ كما حدث بعد النبي (ص) ـ فالحق مع من ؟ وفي متابعة أي الفريقين تكون السعادة والنجاة ؟! الحافظ : نستمع قول كل واحد منهما فمن كانت دلائله أقوى وحجته أعلى فنتبعه . قلت : إذن صاحب الدلائل القوية والحجة العلية يكون صاحب الحق ومخالفه يكون على باطل ! فحينئذ لا اعتبار لحديث " أصحابي كالنجوم " وهو ساقط عقلا ، لأن الهداية لا تحصل في الاقتداء بالباطل
ردنا عليه :
ثم نقل هذا الحدیث عن أهل السنة « أصحابي کالنجوم بأیهم اقتدیتم أهتدیتم».
أراد المدعي ان یجیب ویرد علی هذا الحدیث رداً عقلیاً ، مع أنه لا ضرورة لذلك ولا فائدة تذکر إذا علمنا ان هذا الحدیث لا یصح أصلاً ، ونحن لا نعول علیه ولا نری الاستدلال به من قريب أو بعيد ، وبهذا یعلم إنك لم تقل ذلك الا لهوی في نفسك فلم تتحقق ولم تهتم مرة بمعرفة سند الحدیث وصحته أو ضعفه ، بلا أن تنقل الحدیث إن کان یوافق هواك أو أنك تجد فیه مغمزاً في أهل السنةَ، ولو کان هذا الحدیث ضعیفاً أو موضوعاً او لا أصل له البته ....!!
الادعاء التاسع والأربعون بعد المائة الثانیة وقوله : اتفق المسلمون وأجمعوا على
أن كل من أدرك رسول الله (ص) وسمع حديثه فهو صحابي ، سواء أكان من المهاجرين أم الأنصار ، أم من الموالين وغيرهم ، ومن الخطأ أن نحسب كل أولئك هادين مهديين ، لوجود المنافقين بينهم والفاسقين وذلك ثابت بالنص الصريح في القرآن الحكيم ، حتى أن التاريخ يحدثنا بأن جماعة من أصحاب النبي (ص) الذين كانوا يتظاهرون بحبه وطاعته ، تآمروا عليه عند رجوعه من غزوة تبوك وأرادوا قتله في بطن عقبة في الطريق ، إلا أن الله تعالى عصم رسول الله (ص) من كيد أولئك الأشرار المنافقين . الحافظ : لقد روى قضية العقبة جماعة من علماء الشيعة وهي عند علمائنا غير ثابتة . قلت : انك قلت رهجا وذهبت عوجا ، فإن قضية العقبة اشتهرت بين المؤرخين والمحدثين حتى ذكرها كثير من أعلامكم : منهم الحافظ أبو بكر البيهقي الشافعي ، في كتابه دلائل النبوة ، ذكرها مسندا ، ومنهم احمد بن حنبل في آخر الجزء الخامس من مسنده عن أبى الطفيل ، ومنهم ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة ، حتى لعن رسول الله (ص) في تلك الليلة جماعة من أصحابه وهم المتآمرون عليه والقاصدون قتله . النواب : أرجوك أن تبين لنا قضية العقبة وقصة المتآمرين على قتل النبي الكريم باختصار . قلت : ذكر علماء الفريقين : أن جماعة من المنافقين الذين كانوا حول النبي (ص) تآمروا على قتله عند رجوعه من غزوة تبوك ، فهبط جبرئيل على رسول الله (ص) وأخبره بتآمر القوم وأعلمه بمكان اجتماعهم وحذره من كيدهم ، فبعث النبي (ص) حذيفة بن اليمان على المكان ليعرفهم ، فرجع حذيفة وذكر للنبي (ص) أسماء المتآمرين فكانوا أربعة عشر نفرا ، سبعة من آل أمية ، فأمر النبي (ص) حذيفة بكتمان الأمر وكتمان أسمائهم ، وأما مكان المؤامرة المدبرة .. فقد كانت عقبة خطرة في الطريق ، وكانت رفيعة وضيقة بحيث لا يتسع إلا لعبور راكب واحد فحمل المنافقون دبابا كثيرة على الجبل الذي يعلو تلك العقبة وكمنوا هناك ليدحرجوها عند وصول ناقة رسول الله (ص) إلى تلك النقطة الخطرة ، حتى تنفر الناقة من أصوات الدباب المدحرجة فيسقط النبي (ص) عن ظهرها إلى عمق الوادي فيتقطع ويموت ويضيع دمه ، كل ذلك يتم في سواد الليل ، أما النبي (ص) عند عبوره من تلك العقبة أمر بن ياسر أن يأخذ بخطام الناقة ويقودها وأمر أيضا حذيفة بن اليمان ليسوقها فلما دحرج القوم الدباب وأرادت الناقة أن تنفر صاح النبي (ص) عليها فسكنت وقرت ، وانهزم المنافقون وتواروا ، وهكذا عصم الله سبحانه نبيه (ص) وفضح أعداءه ، نعم إنكم تعدون هؤلاء المنافقين من أصحاب النبي (ص) فكيف يمكن أن نقول بأن الاقتداء بهم جائز ، أو نعتقد بعدالتهم وأنهم هداة مهديون ؟!
ردنا عليه :
قلت : يسعى ويحاول المدعي جاهدا أن يسنفيد من وجود بعض المنافقين في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ليطعن ويستغل ذلك في إبداء الشكوك والغمز بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : لو كان الأمر على ما تقول وأننا يجب ن نتهم كا من لا نهواه أم نحبه بحجة أن هناك بعض المنافقين في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فإنكم بذلك قد تتهون عليا فنحن لم نر لكم أصلا ترجعةن اليه أو قاعدة صحيحة تهتدون بها في تنزيل الحكم على هذا الشخص أو ذاك ..!
فأنتم حينما تجعلون عمر رضي الله عنه من جملة المنافقين فأنتم بغبائكم هذا وتبلد إحساسكم وعدم شعوركم قد أدخلتم عليا في زمرة المنافقين كذلك ..؟!! فهل يمكن أن يتزوج نبينا صلى الله عليه وسلم ببنت منافق ..؟أو يزوج بنته من منافق ..؟هل يمكن ذلك أو يعقل .......؟؟
الادعاء الخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : هذا أبو هريرة الكذاب وقد أشرنا في بعض المجالس السابقة إلى تاريخه الأسود من كتبكم ، وأثبتنا بأن عمر بن الخطاب ضربه بالسياط حتى أدماه ، لأنه كان يكذب كثيرا على رسول الله في نقله الأحاديث الموضوعة والمصنوعة عنه (ص) أما كان أبو هريرة من أصحاب رسول الله (ص) ...... ؟!!
ردنا عليه :
قلت: اتهم المؤلف أبا هریرة رضي الله عنه ، ولا یزال یتهمه المرة تلو المرة ولا یکف أو یرعوي عن خلقه الذمیم هذا قبحه الله وأخزاه . فأنت أیها المخذول تسعی دائماً الى الإستدلال في کتابك هذا بکتبنا واحادیثنا لتظهر للقراء صدق ادعاءاتکم واعتدال مذهبکم ، فاسمع ما أقول إذاً باذنین صاغیتین أیها المعتوه الأحمق :
إن کنا نحن أهل السنة صدقا وحقاً ، وإذا کانت تلك الاحادیث هي احادیثنا ورویت في کتبنا،فاعلم ایضاً إن من أکبر الرواة قدراً واکثرهم روایة هو سیدنا أبو هریرة رضي الله عنه ..!! فهذا کذب واضح ان یقول مثلك هذا القول : ان عمر رضي الله کان لا یری صحة ما یرویه أبوهریرة أو یقبله ...؟!!
ولا ینقضي عجبك أيها القارئ الكريم إذا علمت ان المؤلف نفسه قد أورد عدة أحادیث رواها أبوهریرة رضي الله عنه في کتابه المسمی « لیالي بیشاور » ذکرها ورواها لیستدل بها علی صحة مذهبه وصدق ما یدعیه في کتابه ......؟؟!!! .
فلا تأمنن الدهر حراً ظلمته
فما لیل مظلوم کریم بنائم
الادعاء الحادي والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : لا أظن أن أحدا من المؤمنين ينكر انحراف بعض الصحابة وخروجهم على الحق وميلهم عن الصراط المستقيم ، وذلك بقتالهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وهو إذ ذاك ـ حسب قولكم ـ كان الخليفة الرابع وآخر الخلفاء الراشدين الذين بايعه أهل الحل والعقد ، وأجمعوا على خلافته ، فنكث بعض الصحابة بيعته وخالفه آخرون ، حتى أعلنوا عليه الحرب وقادوا الجيوش لقتاله . وهذا معاوية وابن العاص سببا معركة صفين ، وكم ازهقت فيها نفوس المؤمنين وأريقت بسببها دماء المسلمين . فهل كانوا هؤلاء الذين نكثوا البيعة ونقضوا العهد وشقوا عصا المسلمين وأوقعوا فيهم الخلاف والشقاق وعملوا لصالح أهل الكفر والنفاق ، هل كانوا على الهداية والحق أم كانوا على الباطل والضلال ؟! وقد أجمع العلماء والمحققون وأئمة المسلمين على أن عليا (ع) مع الحق والحق مع علي وهو قول النبي (ص) فيه ، فكل من خالفه يكون على باطل ، ولو كان من الصحابة وحتى إذا كانت عائشة زوجة رسول الله (ص) .
ردنا عليه :
قلت: یقول المؤلف: إن الصحابة قد اختلفوا، وهذا صحیح لاشك فیه ، ونحن لم ننکر ذلك ولم نقل خلافة ولکن ماذا یرید المؤلف ان یثبت لنا من هذا الاختلاف ..؟ الا یتقاتل المؤمنان فیما بینهما ....؟
اقرأ قوله تعالی « وإن طائفتان من المؤمنین اقتتلوا فأصلحوا بینهما» الحجرات .
فها أنت ذا تری من السهل علینا ان نختلف معك في هذه القضیة ونرد علیك کذلك، فالمؤمنون قد یختلفوا ویتقاتلوا ولکن مع ذلك لا یخرجوا بذلك عن مسمی الایمان..
الادعاء الثاني والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : فإذا كان حديث أصحابي كالنجوم صحيحا فلماذا تسمون الشيعة بالرافضة ولماذا تحكمون على مذهبهم بالبطلان ؟! أما كان سعد بن عبادة من كبار الصحابة وسادات الأنصار ؟ وهو بإجماع المؤرخين والمحدثين ما بايع أبا بكر وخالف خلافته حتى قتل على عهد الخليفة الثاني عمر ، وسعد ما بايع عمر أيضا ، فالحديث يصرح بأن الاقتداء به ـ وهو مخالفة أبي بكر وعمر ورفض خلافتهما ونسبتهما إلى الظلم والغصب والبطلان ـ صحيح وفيه الهداية والسعادة .
ردنا عليه : قلت: نعم ، قد خالفهما ، فماذا تقصد بذلك ..؟ وما ذا ترید أن تثبت لنا مرة أخری أیها المدعي الماکر ...؟ ألم أبین لك ان الاختلاف أمر وارد وهذا ما اثبتته الآیة الکریمة ، فما لنا ولقولك ..؟ وما هي قیمته ووزنه أمام قول الحق تبارك وتعالی ..؟!!.
الإدعاء الثالث والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : لا أظن أحد المؤمنين ينكر انحراف بعض الصحابة وخروجهم على الحق وميلهم عن الصراط المستقيم ، وذلك بقتالهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وهو إذ ذاك ـ حسب قولكم ـ كان الخليفة الرابع وآخر الخلفاء الراشدين الذين بايعه أهل الحل والعقد ، وأجمعوا على خلافته ، فنكث بعض الصحابة بيعته وخالفه آخرون حتى أعلنوا عليه الحرب وقادوا الجيوش لقتاله ، فهذا طلحة والزبير وهما من أصحاب بيعة الرضوان ، قد أخرجوا معهما عائشة زوجة رسول الله (ص) إلى البصرة وكانت بسببهم وقعة الجمل التي قتل فيها ألوف المسلمين وسفكت دماء المؤمنين .
ردنا عليه :
قلت: ان الحدیث السابق الذکر « أصحابي کالنجوم بأیهم اقتدیتم اهدیتم» حدیث ضعیف لا یرتفع الی مستوی الاحتجاج به أو الاعتماد علیه ، وأما ما ذکرته من نشوب الحرب بین علي وطلحة والزبیر رضي الله عنهم أجمعین فذلك أمر لم یکن بملك ایدیهم وإنما ذلك أمر دبر بلیل وکان الذي ینفخ في نار العدواة ویأجج نارها أناس أمثالك أيها المنافق الرعديد .....؟!!.
الادعاء الرابع والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : وأما معاوية وابن العاص والوليد بن عقبة ومروان وحزبهم الذين سنوا لعن الإمام علي (ع) وسبه على منابر الإسلام وفي خطب الجمعات وحتى في قنوت الصلوات ، مع علمهم بقول النبي (ص) من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى. فهل مع كل هذا تقولون بأن الاقتداء بهؤلاء الفسقة المنافقين والفجرة المضلين هدى ونجاة ؟!
ردنا عليه :
قلت: هذا کذب ، ومعاویة رضي الله عنه لم یسب علیاً رضي الله عنه علی المنبر کما تدعي ذلك انت ومن وراءك من الذین یهرفون بما لا یعرفون ، بل إنه حینما بلغه موت علي بکی حتی تعجبت زوجته من ذلك وقالت له : کنت تحاربه بالأمس والیوم تبکي علیه ؟ ان صح قولك فذلك هو العجب العجاب ...؟!!.
وحق لنا أن نسأل : کیف يسلم الحسن رضي الله عنه السلطة لمعاویة ولماذا يتنازل عنها الیه ؟ لماذا لم یشترط علیهم وهذا أقل القلیل ان یمتنعوا عن سب أباه علیاً فوق منابرهم ....؟!!
الادعاء الخامس والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : إضافة على إباء العقل السليم من قبول هذا الحديث وتصحيحه لما ارتكبه بعض الصحابة بعد رسول الله (ص) من الظلم الفاحش والجرم المبين ، ومخالفتهم لكتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم مضافا إلى ذلك فقد رد كثير من أعلامكم سنده وضعفوا رجاله ، فمنهم على سبيل المثال: القاضي عياض بعدما ذكر الحديث في كتابه شرح الشفاء ج2/91 ذكر بأن الدار قطني وابن عبدالبر قالا بعدم حجية سنده ، فالحديث مردود عندهما ، وذكر بأن عبد ابن حميد ذكر في مسنده عن عبدالله بن عمر ، وعن البزاز : بأنهما أنكرا هذا الحديث وأعلنا عدم صحته ، ونقل ابن عدي في الكامل بإسناده عن نافع عن عبدالله بن عمر أنه ضعّف الحديث ولم يؤيده ، ونقل عن البيهقي أنه قال : سند الحديث ضعيف ، وإن كان نصه مشتهرا بين الناس . انتهى كلام القاضي عياض . وحيث نجد في سند الحديث الحارث ابن غضين وهو مجهول ، وحمزة بن أبي حمزة النصيري وهو متهم عند المحققين بالكذب وجعل الحديث ، فالحديث مردود وملغي يجب تركه ، وابن حزم أيضا رد الحديث وقال فيه : إنه موضوع وباطل .
ردناعليه :
قلت: ذکرت آنفاً إن الحدیث ضعیف ، ولکي تدرکوا مدی خذلان هذا الرجل وکیف رضي أن یجعل من نفسه اضحوکة ولعبة بید الشیطان ارجعوا الی الصفحة الحادیة والستین بعد المائة الأولی من کتابه ، واقرؤوا الادعاء الثامن والاربعون لتنظروا بأنفسکم وتقفوا علی الحقیقة الواضحة وهي : کیف ینقل هذا البائع نفسه لشیطانه الحدیث الضعیف والموضوع من کتبنا ثم یستدل به ، مع أنه ذکر في کتابه أن السنة یضعفون هذا الحدیث ولا یحتجون به ، فهو حینما یرید الاستدلال بشيء لهوى في نفسه تراه یغض الطرف عن كل شيء ، فلم يعد یمیز بین التبن والتبر ولا یعرف صحیح الحدیث من ضعیفه....؟!!
الإدعاء السادس والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : والجدير بالذكر ... إنكم لا تلتزمون بعصمة الأنبياء بل وكثير منكم يعتقد بإمكان صدور الخطأ من سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد (ص) ومع ذلك يتعصب لهذا الحديث الموضوع !! وينكر على الشيعة إذا انتقدوا الصحابة وناقشوا في أفعالهم ، وما صدر منهم بعد النبي (ص) من الحروب والفتن التي أشعلوا نيرانها وأحرقوا بها المؤمنين الأبرياء والمسلمين الأتقياء!
ردنا عليه :
قلت: ولكن نحن نقول : کانوا معصومین ...؟؟!! تمهل واصبر لنستمع الی قول السني ..؟!!
الحافظ : نحن لا نعتقد بعصمة أصحاب رسول الله (ص) ولكن نلتزم بعدالتهم ولذلك نقول : كلما صدر منهم كان عن عدالة ونية صحيحة حقة ، فإنهم أرادوا إحقاق الحق ، فلذلك يؤجرون عليه ولا يؤاخذون عليهم . تدبروا وتمعنوا هذا القول لتدرکوا معناه حقاً إنه قول عجیب ....!!
قلت: هل عرفوا حقاً وفهموا ماذا یقصد قائل هذا الکلام من قوله ..؟ وماذا یعني والى ماذا یرمي من وراءه ..؟
مهما یکن قصد السني الذي هو ربیب المدعي الکذاب هذا ، فإن أهل السنة متفقون والحمدلله علی عدالة الصحابة رضي الله عنهم ، ولکنهم في الوقت نفسه لا یرون عصمتهم رضي الله عنهم أجمعین ولا یرون عصمة أحد بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم ، ونظراً لعدالتهم فإن علماء الحدیث وأئمة هذا الشأن یرون کل حدیث وصل الینا من جهتهم فهو صحیح مالم یکن هناك في سنده من یتهم بالکذب والوضع أو یکون الرواي نفسه یضعف في الحدیث لسبب من الاسباب المعلومة عند کل طالب علم وخاصة من له اهتمام وإلمام بهذا العلم الشریف ، نعم قد یخطأ الصحابي وتصدر منه بعض المعاصي کحال سائر البشر ، ولکنه لا یفتري الکذب علی رسول الله صلی الله علیه وسلم أبداً، لان ذلك من نواقض الإیمان وأسباب زواله ، وأنا أتحداك کما اتحدی جمیع الشیعة أن یاتونا بدلیل واحد یثبتون لنا فیه أن هناك واحداً من أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم قد افتری کذباً علی النبي الکریم علیه الصلاة والسلام ...؟ إنك إن اثبت ذلك فإنا علی استعداد تام لقبول قولك واتباع مذهبك ..؟!! ولکن قل لي : هل سمعت یوماً أن أحمقاً انصف حکیماً ....؟ أو فاجراً أنصف براً ودنيء أنصف شریفاً ... ؟ إن قلت نعم ، فإني سأصدق حینها إنك منصفاً وحقاً كل ما تدعیه ...؟!!
الإدعاء السابع والخمسون بعد المائة الثانیة : لقد افتری هذا الدعيّ المهذار کذباً لم یرمثله حیث قال : ذكر ابن حجر في كتابه فتح الباري ج10/30 قال : عقد أبو طلحة زيد بن سهل مجلس خمر في بيته ودعا عشرة أشخاص من المسلمين ، فشربوا وسكروا ، حتى أن أبا بكر أنشد أشعارا في رثاء قتلى المشركين في بدر !! النواب : وهل ذكر أسماء المدعوين الحاضرين في ذلك المجلس ؟
قلت : نعم يا حضرة النواب ذكرهم علماؤكم حيث قالوا : إنهم كانوا :
1ـ أبا بكر بن أبي قحافة 2ـ عمر بن الخطاب 3ـ أبو عبيدة الجراح 4ـ أبي بن كعب 5ـ سهل بن بيضاء 6ـ أبو أيوب الأنصاري 7ـ أبا طلحة " صاحب البيت " 8ـ أبا دجانة سماك بن خرشة 9ـ أبا بكر بن شغوب 10 ـ أنس بن مالك ، وكان عمره يومذاك 18 سنة فكان يدور في المجلس بأواني الخمر يسقيهم ، وروى البيهقي في سننه ج8/29 عن أنس أنه قال : وكنت أصغرهم سنا وكنت الساقي في ذلك المجلس !
ردنا عليه :
قلت: هل لك ان تجد لي تفسیراً مقنعاً وجواباً شافیاً علی سؤالي هذا ..؟
إذا کان أبوبکر یحب هؤلاء المشرکین ویتألم لقتلهم وینشد المرثيات فیهم ، فما الذي جعله أول المؤمنین بمحمد صلی الله علیه وسلم ..؟!! یفعل ذلك کله ویقاتلهم ثم یرثیهم بهذه الاشعار ویظهر وجده وحزنه علیهم ....؟
إن عدة جیش المسلمین في غزوة بدر لم یتجاوز الثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً بینما کان جیش المشرکین یصل عدده الی ألف مقاتل أو یزید !!! فهل هناك من یسألك
ویقول لك : لماذا لم یقف أبوبکر وعمر في صف المشرکین لیصل عددهم الی الف وعشرة مقاتلا لیبقی في صف النبي صلی الله علیه وسلم ثلثمائة واثنین من المقاتلین فقط ؟ ثم ألم تدعوا أن عدد المنافقین في جیش المسلمین کان یصل الی مائتین وخمسین منافقاً…!! فلماذا لم ینحازوا الی صف إخوانهم من المشرکین لیترکوا النبي في خمسین من اصحابه : ولتکون الفرصة سانحة للأنقضاض علی الرسول صلی الله علیه وسلم وأصحابه المیامین والتخلص منهم الى الابد ...؟ لماذا لم یفعلوا ذلك ، ولماذا لم یدعوا النبي صلی الله علیه وسلم وحیداً في المیدان لتسهل تصفیته وتخلیص البشریة منه ومن دینه لتطیب نفوسکم أیها الشیعة وانتم ترون تلك الراية التي یحملها المهاجرون والانصار من المنافقین في نظرکم وهي تهوي علی الارض بعد أن یندحر جند الایمان و یقضی علی نبي الاسلام ورسالته التي بعث بها ..؟ لماذا لم نر من ذلك شیئاً ، لماذا هب الجمیع لنصرة الاسلام ومقاتله جیش المشرکین الذي قدموا من مکة بعدتهم وعتادهم فأبادوا خضراءهم واستأصلوا أبطالهم ونصروا دین ربهم وأقروا عین نبیهم وادخلوا السرور علی نفسه الطاهرة وهم يقولون له بكل شجاعة وإباء : والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لنبيهم : إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ، ولكن نقول لك : إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون...؟ ثم تقولوا بعد کل الذي رأیناه وسمعناه ، إنهم اجتمعوا في مجلس لشرب الخمر ثم أخذوا ینشدون المرثيات فيمن قتل من المشرکین ببدر ...؟!! هل تعتقدوا ایها الشیعة إنکم بهذا الخلط العجیب والمزج بین الایمان والکفر والصدق والکذب والظلمه والنور ستهزمون کلمة الحق بهذیانکم هذا ..؟ کلا والف کلا ودعني أقولها لك : مت بغيضك مت بغيضك فأنت والله صل أصلال وجرب سالخ أعاذنا الله بفضله من شرك وكيدك .
ثم یضیف قائلا الی ما سبق ذکره : قلت ـ وأنا أتبسم ـ : لا تتهم أحدا بالجعل والافتراء ولا تحلف بالله عز وجل فإن كبار علماؤكم كتبوا هذا الخبر في صحاحهم ومسانيدهم منهم ، البخاري في صحيحه ، في تفسير الآية الكريمة : ( إِنّمَا يُرِيدُ الشّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) .
ومسلم في صحيحه كتاب الأطعمة والأشربة / باب تحريم الخمر .
والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج 3 / 181 و 227 .
وابن كثير في تفسيره ج2 / 93 و 94 .
وجلال الدين السيوطي في تفسيره الدر المنثور ج2/321 .
والطبري في تفسيره ج7/24 ـ وابن حجر العسقلاني في الاصابة ج4/22 ـ وفي فتح الباري ج10/84
والبيهقي في سننه 286 و 290 .
وغير هؤلاء كثير من أعلامكم الذين ذكروا خبر اجتماع المذكورين في مجلس الخمر !
قلت: هذا کذب وبهتان ، بل إنه من أعظم الکذب فلم یذکر أحد من أصحاب الکتب المذکورة هذه الواقعة علی هذه الصورة والشاکلة التي ذکرها هذا مؤلف ليالي بيشاور أبو جهل زمانه …!!!.
الإدعاء الثامن والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : فنحن حينما نطعن في أحد الصحابة لابد وأن يكون لدينا دليل وبرهان نستند عليه ، حتى أن كثيرا من تلك المطاعن إضافة على أنها مذكورة في كتبكم المعتبرة فهي مصدقة بشواهد من القرآن الحكيم ، وإن كان عندكم رد معقول ومقبول على ما نطعن به على بعض الصحابة فأتوا به حتى نوافقكم ونترك الطعن ، وإذا لم يكن عنكم رد ، فأقبلوا قولنا واتركوا التهجم على الشيعة بأنهم يطعنون في الصحابة والخلفاء ، وإذا سمعتم منا بأنا نقول : إن بعض الصحابة أو بعض الخلفاء قاموا بأعمال قبيحة وأفعال غير حميدة ، فطالبونا بالشواهد والدليل حتى نوضح ونبين لكم .
الحافظ : طيب ... بين لنا كيف صدرت أعمال قبيحة وأفعال غير حميدة من بعض الصحابة وبعض الخلفاء ، بين ذلك فان كان مستندا بدليل وبرهان فنحن أيضا نقبل منكم ، ولسنا أهل تعصب وعناد . قلت : أتعجب من جناب الحافظ محمد رشيد وسؤاله ، بعدما بينا نماذج من جرائم بعض الصحابة ومعاصيهم فيسأل عن القبائح التي ارتكبها بعض الأصحاب والخلفاء ! فأذكر نموذجا واضحا في هذا الباب تلبية لطلب الحافظ محمد رشيد ولكي يزداد علما فأقول: لقد اتفق أعلام الفريقين على أن أكثر الصحابة نقضوا العهد ونكثوا البيعة التي أمر الله تعالى بها في كتابه ونهى عن نقض العهد بقوله : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتّمْ وَلاَ تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) ولقد لعن الناقضين في قوله تعالى : ( وَالّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ ). وكما حكم علماء الفريقين وأثبتوا أن نقض العهد من أكبر الذنوب والمعاصي ، وخاصة إذا كان العهد والميثاق بأمر الله عز وجل وتبليغ حبيبه المصطفى محمد (ص) فنقض الصحابة لذلك العهد والميثاق من أقبح القبائح التي تؤخذ عليهم .
ردنا عليه :
قلت: هذا هو حظ هذا الرجل ونصیبه من العلوم القرآنیةً ...!! إن الصحابة رضي الله عنهم لم تکن لدیهم تلك الإرادة الجازمة علی مقاتله أمیرهم ولم یبیتوا هذا الأمر کما یزین ذلك لکم ظنکم الفاسد ، نعم إنهم لم یستحسنوا منه تأخره في معاقبة المجرمین والغوغائیین وکل من کان سبباً في قتل أمیر المؤمنین عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وإن کان رضي الله عنه لم يتوانا قي ذلك وإنما الظرف الصعب الذي مرت به الأمة آنذاك هو الذي حال بینه وبين تنفیذ ما کانوا یأملون منه ..؟!! نعم إن هؤلاء المجرمین والقتلة الذین سفکوا دم الامام المظلوم لم یکونوا بالفئة الهینة السهلة حتی یمکنوا أمیر المؤمنین علي ابن ابي طالب رضي الله عنه من أنفسهم لیقتص منهم خاصة وأنهم زوروا ذلك الکتاب الذي یتهمون فیه عثمان رضي الله عنه بتلك الاتهامات الکاذبة المغرضة ، والصحابة کذلك کانوا مصرین علی فضحهم وکشف کذبهم وبهتانهم ، ولکن أولئك المجرمین اشعلوا نار الحرب بین الطرفین ، ولو کنتم أنتم أیها الشیعة صادقون فما تقولونه فلماذا لم یتوجهوا الی المدینة لمقاتلة علي رضي الله عنه بدل أن یتوجهوا الی البصرة ...؟ وعندما وصل الخبر الی مسامع علي في المدینة أن هناك مؤامرة جدیدة تحاك بأیدي من لا یریدوا الخیر وصل الی هناك والتقی الجیشان واتفقوا علی معاقبة الجناة والمجرمین فقامت قیامة اولئك الخونة وهم یرون منیتهم قد اقتربت فأشعلوا نار الحرب بین الطرفین في الظلام وقتلوا الابریاء ، وسفکوا الدم الحرام بغیر حق خاصة وأنهم قد انقسموا الی مجموعتین کل مجموعة مع جهة ، فتصاعدت التهم کل طرف یقول لصاحبه أنت الذي بدأت..؟!! هؤلاء الخونة الذي دخلوا في جیش علي رضي الله عنه هم الذي أجبروا علیاً في معرکة صفین علی قبول الصلح بعد أن أصبح الانتصار منه قاب قوسین أو ادنی طمعاً منهم في استمرار الفتنة ودوامها ..!! ثم سلوا سیوفهم فیما بعد بوجه علی رضي الله عنه هکذا تبین لعلي رضي الله عنه صحة وصدق ما أشار به كل من عائشة وطلحة والزبیر رضي الله عنهم أجمعین عندما اشاروا علیه بقتل الجناة وأخذ القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنه قبل التوجه الی معاویة ومنازلته ...؟!! نعم إن علیاً رضي الله عنه کان یعلم إنه غیر قادر بنفسه علی مواجهتهم کل هذه الفتن وحالات الشغب التي کانت سائدة آنذاك ولکنه عندما رأی أن طلحة والزبیر قد انضموا الیه تشجع وعزم علی مواجهة هذه الفئة المارقة المجرمة ولکنه حصل مالم یکن بالحسبان فاشعلت نارالفتنة بین الطرفین وحدث من الشر ما حدث ولا حول ولا قوة الا بالله فأین هذا کله من آیات القرآن الکریم ...؟ ألیس من حق المسلم علی أمیره أن ینصحه ویقول له : إتق الله ..؟ ومع ذلك کله فإن أهل السنة والجماعة کانوا ومازالوا یعتقدون أن علیاً رضي الله عنه هو الخلیفة الشرعي ولکنکم یا معدن الفتنة والشغب والفساد انتم من یرید لهذه الفتن أن تستمر، فنراکم کلما خبت نارها نفختم فیها وأججتم ضرامها ولا ننسی أن نذکر کلمة هنا : إن الصحابة رغم الاختلاف الکبیر في وجهات النظر فیما بینهم ، الا أنهم لا یصل بهم الحال الی التدابر والتناحر والتقاطع علی اساس العقیدة والدین وإن هذا الأمر لم یحدث حتی بین الحسین ویزید ، بل حتی الذین قتلوا الحسین وسفکوا دمه الطاهر رضي الله عنه صلوا خلفه قبل یوم واحدٍ من مقتله رضي الله عنه ..؟!!
الادعاء التاسع والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله : لقد أكدت وكررت عليكم بأن الشيعة حيث يتبعون الأئمة الصادقين من العترة الهادية الطاهرة ، فلا يكذبون ولا هم بحاجة في إثبات عقائدهم إلى جعل خبر ، أو وضع حديث .
فعلماؤهم وعامتهم على حد سواء في هذا الأمر ، وكلهم يتبعون الصادقين الذين أمر الله عز وجل بمتابعتهم بقوله : ( يَاأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ )هذا وقد صرح كثير من أعلامكم أن المقصود من الصادقين في الآية الكريمة محمد المصطفى (ص) وعلي المرتضى (ع) ، وممن صرح بذلك : الثعلبي في تفسيره ، وجلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والحافظ أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي " ، والخطيب الخوارزمي في " المناقب " ، والحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / الباب 39 ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب 62 عن تاريخ ابن عساكر ... ، هؤلاء كلهم قد اتفقوا على المقصود من الصادقين : النبي الكريم (ص) والإمام علي (ع) وقال بعض بأن المقصود من الصادقين في الآية الشريفة هم رسول الله (ص) والأئمة من أهل بيته وعترته.
فالشيعة مع الصادقين ، يتبعونهم ويطيعونهم ويحذون حذوهم ، وما لم يكونا كذلك فليسوا بشيعة حقا ، فكن على يقين ـ أيها الحافظ ـ بأننا لا نقول شيئا في حوارنا ونقاشنا إلا ويكون مصدره ومستنده كتب أعلامكم وأقوال علمائكم ، فإن يكن لكم اعتراض فاللازم أن تعترضوا على علمائكم الذين كتبوا تلك الروايات والأدلة !
ردنا عليه :
قلت: تعني أن المراد من قوله تعالی « الصادقین ، الراکعین ، المتقین، المؤمنین، المسلمین ، کل ذلك علي ، وعلي فقط لا غیر ...؟!! .
إذاً فالقرآن إنما أنزل لینوه بشأن علي إما صراحة وإما اشارة ولیس له شأن آخر غیر ذلك....؟!!!. عجباً إن کان القرآن إنما انزل لذلك والصحابة کلهم لا عمل لهم ولا واجب الا اتباع علي والاقتداء به ومع ذلك لم یذکر القرآن علیاً علی وجة الصراحة ، لماذا....؟ أهو الخوف ..؟ الخوف ممن ..؟ ثم کیف یجتمع هذا الخوف والأمر باتباعه معاً ....؟!!.
قال تعالی « إنما المؤمنون الذین آمنوا بالله ورسوله ثم لم یرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبیل الله أولئك هم الصادقون » الحجر ات / 15.
وقال جاء تفسیر کلمة الصادقین في کلام الله تعالی من سورة الحشر الآیة الثامنة قال تعالی « الذین أخرجوا من دیارهم وأموالهم یبتغون فضلاً من الله ورضوانا وینصرون الله ورسوله اولئك هم الصاقون » فلا دلیل لدینا من کتاب الله تعالی يأمرنا بحصر معنی الآیة الکریمة بمحمدٍ صلی الله علیه وسلم ، بل هذا الآیة تصدق علی جمیع الصحابة رضي الله تعالی عنهم وتشملهم .
الإدعاء الستون بعد المائة الثانیة وقوله : لقد اعترف جمهور علماء المسلمين من الفريقين : بأن النبي (ص) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في العام العاشر من الهجرة النبوية عند رجوعه من حجة الوداع إلى المدينة المنورة ، نزل عند غدير في أرض تسمى " خم " وأمر برجوع من تقدم عليه وانتظر وصول من تخلف عنه ، حتى اجتمع كل من كان معه (ص) وكان عددهم سبعين ألفا أو أكثر ، ففي تفسير الثعلبي وتذكرة سبط ابن الجوزي وغيرهما : كان عددهم يومئذ مائة وعشرين ألفا وكلهم حضروا عند غدير خم ، فصعد رسول الله (ص) منبرا من أحداج الابل ، وخطب فيهم خطب عظيمة ، ذكرها أكثر علماء المسلمين والمحدثين من الفريقين في مسانيدهم وكتبهم الجامعة ، وذكر في شطر منها بعض الآيات القرآنية التي نزلت في شأن أخيه علي بن أبي طالب (ع) ، وبين فضله ومقامه على الأمة ، ثم قال : معاشر الناس ! ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه . ثم رفع يده نحو السماء ودعا له ولمن ينصره ويتولاه فقال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . ثم أمر (ص) ، فنصبوا خيمة وأجلس عليا (ع) فيها وأمر جميع من كان معه أن يحضروا عنده جماعات وأفرادا ليسلموا عليه بإمرة المؤمنين ويبايعوه ، وقال (ص) : لقد أمرني ربي بذلك ، وأمركم بالبيعة لعلي (ع) ، ولقد بايع في من بايع أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ، فأقام ثلاثة أيام في ذلك المكان ، حتى أتمت البيعة لعلي (ع) ، حيث بايعه جميع من كان مع النبي (ص) في حجة الوداع ، ثم ارتحل من خم وتابع سفره إلى المدينة المنورة . الحافظ : كيف يمكن أن يقع هكذا أمر هام وعظيم ولكن العلماء الكبار لم يذكروه في كتبهم المعتبرة ؟! قلت : ما كنت أنتظر منك ـ وأنت من حفاظ الحديث عند أهل السنة والجماعة ـ أن تجهل أو تتجاهل حديث الولاية في الغدير وهو أشهر من الشمس في رائعة النهار ، ومن أوضح الواضحات عند ذوي الأبصار ، ولا ينكره إلا الجاهل أو العالم المعاند ! ولكي يثبت عندك وعند الحاضرين زيف مقالك وبطلان كلامك حيث قلت : ولكن العلماء الكبار لم يذكروا هذا الحديث ! لا بد لي أن أذكر قائمة بأسماء بعض من رواه من علمائكم الأعلام وأشهر محدثي الإسلام ، وإلا فذكر جميعهم أمر لا يرام فأقول منهم : الفخر الرازي في تفسيره الكبير مفاتيح الغيب . الثعلبي في تفسيره كشف البيان . جلال الدين السيوطي / في تفسيره الدر المنثور . الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي (ع) ـ وحلية الأولياء ـ . أبو الحسن الواحدي النيسابوري في تفسير غرائب القرآن . الطبري في تفسيره الكبير . نظام الدين النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن . كلهم ذكروا الحديث في تفسير الآية الكريمة : ( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ ) محمد بن اسماعيل البخاري في تاريخه ج1 / 375 . مسلم بن الحجاج في صحيحه ج2 / 325 . أبو داود السجستاني في سننه . محمد بن عيسى الترمذي في سننه . ابن كثير الدمشقي في تاريخه . الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج4/281 و 371 . أبو حامد الغزالي في كتابه سر العالمين . ابن عبد البر في الاستيعاب . محمد بن طلحة في مطالب السؤل . ابن المغازلي في " المناقب " . ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة : ص 24 . البغوي في مصابيح السنة . الخطيب الخوارزمي في المناقب . ابن الأثير الشيباني في جامع الأصول . الحافظ النسائي في الخصائص وفي سنته . الحافظ الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة . ابن حجر في الصواعق المحرقة ، بعدما ذكر الحديث في الباب الأول ص25 ط الميمنية بمصر ، قال ـ على تعصبه الشديد الذي اشتهر به ـ : إنه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وطرقه كثيرة جدا . الحافظ محمد بن يزيد المشهور بابن ماجة القزويني في سننه . الحاكم النيسابوري في مستدركه . الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في الأوسط . ابن الأثير الجزري في كتابه أسد الغابة . سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة : 17 . ابن عبد ربه في العقد الفريد . العلامة السمهودي في جواهر العقدين . ابن تيمية في كتابه منهاج السنة . ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وفي فتح الباري . جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار . أبو سعيد السجستاني في كتاب الدراية في حديث الولاية . عبيد الله الحسكاني في كتاب دعاة الهدى إلى أداء حق المولى . العلامة العبدري في كتاب الجمع بين الصحاح الستة . الفخر الرازي في كتاب الأربعين ، قال : أجمعت الأمة على هذا الحديث الشريف. العلامة المقبلي في كتاب الأحاديث المتواترة . السيوطي في تاريخ الخلفاء . المير علي الهمداني في كتاب مودة القربى .أبو الفتح النطنزي في كتابه الخصائص العلوية . خواجة بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب وجمال الدين الشيرازي في كتابه الأربعين . المناوي في فيض الغدير في شرح الجامع الصغير .العلامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب / الباب الأول . العلامة النووي في كتابه تهذيب الأسماء واللغات .شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين . القاضي ابن روزبهان في كتاب إبطال الباطل . شمس الدين الشربيني في السراج المنير . أبو الفتح الشهرستاني الشافعي في الملل والنحل . الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد . ابن عساكر في تاريخه الكبير . ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة . علاء الدين السمناني في العروة لأهل الخلوة . ابن خلدون في مقدمته . المتقي الهندي في كنز العمال . شمس الدين الدمشقي في كتاب أسنى المطالب . الشريف الجرجاني الحنفي في شرح المواقف . الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية . ذكرت لكم المدارك والمصادر التي جاءت في خاطري وحضرت في ذهني ولو راجعنا كل مصادر هذا الحديث لوصلت إلى ثلاثمائة مصدر من كبار أعلامكم ومحدثيكم ، رووه بطرق شتى عن أكثر من مائة صحابي من أصحاب النبي (ص) ، ولو جمعناها لاحتاجت إلى مجلدات عديدة ، كما أن بعض علمائكم قام بهذا الأمر الهام وألف كتابا مستقلا في حديث الولاية ، منهم ابن جرير الطبري ، المفسر والمؤرخ المشهور من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ، روى حديث الولاية عن خمس وسبعين طريقا في كتاب أسماه : " الولاية " . والحافظ ابن عقدة أيضا من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ألف كتابا في الموضوع ، أسماه " الولاية " جمع فيه مائة وخمس وعشرين طريقا نقلا عن مائة وخمسة وعشرين صحابيا من أصحاب رسول الله (ص) مع تحقيقات وتعليقات قيمة .
والحافظ بن حداد الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ألف كتابا أسماه : "الولاية " تطرق فيه إلى الحديث وإلى واقعة الغدير بالتفصيل ، وذكر كثير من محدثيكم الأعلام : أن عمر بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرح ذلك اليوم فصافح عليا عليه السلام وقال : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
ردنا عليه :
قلت: من أراد أن يطلع ویقف علی دجل هذا الرجل وکذبه فعلیه أن یصغي الي قلیلاً ......!!! لوفرضنا أن هناك فئة من الناس تصوم في شهر رمضان وتمسك عن الطعام والشراب من الساعة الثامنة صباحاً الی الثالثة ظهراً...!! ثم یأتي من یستدل لهم علی جواز فعلهم ذلك بستین کتاباً من کتب أهل السنة : ان علی المسلم أن یصوم شهراً کاملاً في السنة .....؟!! فهل یصح ذلك دلیلاً علی صحة دعواه ..؟ طبعا ً، کلا فلیس ذلك دلیل صحیح علی صحة ما ادعاه ، بل علیه أن یأتینا بدلیل صریح صحیح یقول لنا : یجوز للمسلم أن یصوم من الساعة الثامنة الی الثالثة بعد ظهر ...!! وأن هذا الصوم هو الصوم الشرعي الذي أمر الله تعالی به في کتابه لیثبت بذلك صحة ادعائه ومذهبه .
نحن لا ننکر أن النبي صلی الله علیه وسلم قال للناس في غدیر خم « من کنت مولاه فهذا علي مولاه » وإن کنت تدعي انك إنما نقلت ذلك من کتبنا فعلیك کذلك أن تعرف قصة هذا الحدیث فإن له قصة طویلة لا یسعني الوقوف عندها ، ولکن الذي ارید قوله هنا : إن الذي یرید أن ینقل الینا من کتبنا أحکام الصوم وما یتعلق به من تشریعات وجزئيات ، وما یجب وما یستحب وما یکره وما یحرم فعلیه ایضاً أن یبین لنا ومن کتبنا مدة هذا الصیام من وقت الامساك الی وقت الافطار لتکتمل لدینا الصورة ، فنعبد الله تعالی علی یقین دون تردد وشك أو تذبذب ...؟!! فأنت عندما حکیت لنا قصة غدیر خم وزعمت انك نقلت ذلك من کتبنا فهلا ذکرت لنا کذلك ما هي الاسباب التي دعت النبي صلی الله علیه وسلم يقول ذلك القول ...؟!!.
الادعاء الحادي والستون بعد المائة الثانیة وقوله : وذكر كثير من محدثيكم الأعلام : أن عمر بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرح ذلك اليوم فصافح عليا عليه السلام وقال : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
ردنا عليه :
قلت : من هذا المدعو السید میرسید علي الهمداني الشافعي حتی یکتشف للأمة الاسلامیة التي عقمت أن تلد مثلة طیلة ثمانیة قرون من زمن البعثة ...؟؟
ثم أين كانت كل هذه الأحادیث الكثيرة طيلة هذه القرون الثمانية ....؟!! هل کانت الأمة تغط في سباتها ولم تعرف حدیثاً واحداً مما ذکره الهمداني هذا ..؟ هل لكم أن تجیبوننا ....؟ من أین ومتی وکیف اطلع میر سید علي الهمداني علی هذه الأحادیث التي لم یطلع علیها أحد من أئمة الاسلام وأعلامه وشیوخه ...؟ ان الاجابة علی ذلك هو ما ذکرته لك آنفاً .
الإدعاء الثاني والستون بعد المائة الثانیة وقوله : تأكيد جبرئيل (ع) بالبيعة لعلي عليه السلام ذكر المير علي الهمداني ( وهو فقيه شافعي من أعلام القرن الثامن الهجري ( في كتابه مودة القربى / المودة الخامسة ) روى عن عمر بن الخطاب أنه قال : نصب رسول الله (ص) عليا فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره ، اللهم أنت شهيدي عليهم قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ! وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح قال لي : يا عمر لقد عقد رسول الله عقدا لا يحله إلا منافق . قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ! وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح ، قال لي : يا عمر لقد عقد رسول الله عقدا لا يحله إلا منافق، فأخذ رسول الله (ص) بيدي فقال : يا عمر ! إنه ليس من ولد آدم ، لكنه جبرئيل أراد أن يؤكد عليكم ما قلته في علي عليه السلام !!
ردنا عليه :
قلت: هل یصدق هذا أحد من العقلاء ...؟ الا یُعدّ هذا اعتراف وإقرار بالجرم ..؟ ثم لماذا یقول عمر رضي الله عنه ذلك ...؟ إن فرعون عندما رأی تلك المعجزة الباهرة حینما القی موسی علیه الصلاة والسلام عصاه فاهتزت کأنها جان ، فإنه لم یقبل منه هذه المعجزة بل اتهمه بالسّحر ، وعندما رأی هزیمة السحرة اتهمهم هم الاخرون بالتواطئ مع موسی .....!!! اذاً فقد کان علي وزیرا لعمر رضي الله عنهما فلو أراد علي أن یدعي ما لیس بحق فیجب علی عمر أن یرده ویأخذ بیده الی الحق والخیر وهذا ما یجب علی المسلم من الحقوق اتجاه کل مسلم ....؟!!
ثم کیف تفترون الکذب وتتهمون عمر بأنه کان أسوء من فرعون ...!! کیف یکون عمر کذلك وقد علم کل منصف وعاقل وعرف ذلك القاصي والداني أن ما کان یتصف به عمر من أخلاق ربانية وصفات نبیلة وادب جم تأبی کل الإباء هذه الفریة والبهتان الذي لا یرتضیه أحد من البشر علی وجه البسيطة .
ثم یدعي ویقول وعلى لسان ذلك السني المفترى عليه : إننا أیها السید الجلیل والشیخ الفاضل لم نکن نتوقع منکم أن تدعي وتقول : ان الصحابة حينما اتبعوا النبي صلی الله علیه وسلم إنما كان ذلك لهوى في نفوسهم بینما بين للأمة أنهم الوسیلة والسبب لهدایة المسلمین وارشادهم حیث قال : « أصحابي کالنجوم بأیهم اقتدیتم اهتدیتم ».
قلت: ان کان في جعبتك شیئاً تقوله فلا تتردد ، إما إنك تنسب ذلك للسني فهذا ما لا یقبله عقل ولا منطق ، نحن قلنا إننا لا نری صحة هذا الحدیث بل هو مردود لا یصح الاحتجاج به .
الادعاء الثالث والستون بعد المائة الثانیة وقوله: قلت : رجاء .. لا تكرروا الكلام لقد أثبتنا لكم أن الصحابة كغيرهم من أفراد البشر يجوز عليهم الخطأ والعصيان والطغيان ، ولم يأمر النبي الأكرم (ص) أمته بالاقتداء بمطلق الصحابة ، لأنه مناف للعقل السليم ، وإنما أمر أمته بالاقتداء بالصالحين من الصحابة ، فقد أثبتنا ضعف سند حديث " أصحابي كالنجوم" ونقلنا لكم كلام القاضي عياض المالكي وهو من أعلامكم حيث قال : حديث أصحابي كالنجوم ضعيف ولا نلتزم به لأن من رواته حارث بن قضين وهو مجهول الحال ، وحمزة بن أبي حمزة النصيبي وهو متهم بالكذب ، وكذلك البيهقي وهو من كبار علمائكم ومن أشهر أعلامكم ، رد الحديث ورفضه لضعف إسناده .
ردنا عليه :
قلت : ذکرنا سابقاً أن هذا الحدیث لا یثبت لعلة فیه ، ومع ذلك فإنك قد اعتمدت علیه في اقوالك وادعاءاتك الباطلة ، فإن کنت لا تری صحته وثبوته فلماذا تستدل به ...؟
ثم ما هذه الغیرة علی حدیث النبي صلی الله علیه وسلم ، وکیف تنزلت علیك هکذا فجأة وجملة واحدة ...؟ مالي أراك اصبحت ناقداً بصیراً في سند الحدیث وعلله ، نحن نعلم جيدا إن کان الحدیث لا یخدم غرضك وهدفك فلا نراك تبالي إن صح الحدیث أو ضعف ...؟!!
الادعاء الرابع والستون بعد المائة الثانیة وقوله : انحراف بعض الصحابة واتباعهم لهوى أنفسهم كان السبب في ابتعادهم عن الحق ، فاستمعوه اليه وهو يقول الآتي :
انحراف بعض الصحابة
رابعا : لا أظن أحد المؤمنين ينكر انحراف بعض الصحابة وخروجهم على الحق وميلهم عن
الصراط المستقيم ، وذلك بقتالهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وهو إذ ذاك ـ حسب
قولكم ـ كان الخليفة الرابع وآخر الخلفاء الراشدين الذين بايعه أهل الحل والعقد ، وأجمعوا على
خلافته ، فنكث بعض الصحابة بيعته وخالفه آخرون ، حتى أعلنوا عليه الحرب وقادوا الجيوش
لقتاله ،فهذا طلحة والزبير وهما من أصحاب بيعة الرضوان ، قد أخرجوا معهما عائشة زوجة
رسول الله (ص) إلى البصرة وكانت بسببهم وقعة الجمل التي قتل فيها ألوف المسلمين وسفكت
دماء المؤمنين ،وهذا معاوية وابن العاص ، سببا معركة صفين ، وكم زهقت فيها نفوس
المؤمنين وأريقت دماء المسلمين .
أفهل كانوا هؤلاء الذين نكثوا البيعة ونقضوا العهد وشقوا عصا المسلمين وأوقعوا فيهم الخلاف
والشقاق وعملوا لصالح أهل الكفر والنفاق ، هل كانوا على الهداية والحق أم كانوا على الباطل
والضلال ؟!
وقد أجمع العلماء والمحققون وأئمة المسلمين على أن عليا (ع) مع الحق والحق مع علي وهو
قول النبي (ص) فيه ، فكل من خالفه يكون على باطل ، ولو كان من الصحابة وحتى إذا كانت
عائشة زوجة رسول الله (ص).
وأما معاوية وابن العاص والوليد بن عقبة ومروان وحزبهم الذين سنوا لعن الإمام علي (ع)
وسبه على منابر الإسلام وفي خطب الجمعات وحتى في قنوت الصلوات ، مع علمهم بقول النبي
(ص): ( من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى ).
أفهل مع كل هذا تقولون بأن الاقتداء بهؤلاء الفسقة المنافقين والفجرة المضلين هدى ونجاة ؟!
ردنا عليه :
قلت : حدیث « من حارب علیاً فقد حاربني » حدیث مکذوب مختلق لا یصح ،وأنت أيها المخذول إن کنت حقاً قد اطلعت علی مؤلفاتنا ومصادرنا وکتبنا فکیف لم تعرف أن طلحة والزبیر رضي الله عنهما من العشرة المبشرة بالجنة ....؟؟ ینبغي بك وانت تستدل بکتبنا ومصادرنا وتعتمد علیها أن تعرف هذه الحقیقة الواضحة وتسلم بها، نعم إن طلحة والزبیر لم یکونا یوماً کما تظنهم أنت أیها المخذول من أهل الشر والفساد ، بل هم من خیرة اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم ومن العشرة المبشرة بالجنة على رغم أنفك وأنف أسلافك الخونة الأراذل .
واعلم کذلك : إننا لم نقل ان جمیع الصحابة سیدخلون الجنة قولا جازماً لا شك فیه بل نقول : إنهم عدول ولم یثبت کذبهم علی النبي صلی الله علیه وسلم ولکن نظراً لصحبتهم النبي صلی الله علیه وسلم وإیمانهم به وجهادهم الاعداء معه وموتهم علی الاسلام کل ذلك جعلنا نطمع في عفو الله تعالی ومغفرته لهم وادخالهم جنته ودار کرامتة فاعتبارهم بشراً معصومین من الخطأ شئ ، وظن الخیر فیهم واعتبارهم علی الهدی والخیر والاستقامة فذلك شئ آخر ..؟ کما ان قولنا أنهم عدول وأئمة حق ودعاة خیر شيء وقولنا أنهم في الجنة شيء آخر ...؟ نعم إن المتفق علیه بین جمهور علماء أهل السنة هو القول الاول : واقصد بذلك : أنهم أئمة عدل وخير وثقة ، وأنهم على الهدي المستقیم والصراط الواضح المبين والحمد لله رب العالمين .
الإدعاء الخامس والستون بعد المائة الثانیة وقولنا : لقد تطرق الإمام الغزالي في كتابه " سر العالمين " إلى قضايا الإسلام وما حدث بعد رسول الله (ص) فقال في المقالة الرابعة : أسفرت الحجة وجهها ، و أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته ص في يوم غدير خم باتفاق الجميع و هو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ! لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !! هذا تسليم ورضى وتحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرئاسة ، وحمل عمود الخلافة وعقود البنود وخفقان الهواء في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول فتح الأمصار ، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول ( فنبذوه وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُون ) َ!!
ردنا عليه :
یعتبر المؤلف أن کتاب ( سر العالمین ) من مؤلفات الامام الغزالي رحمه الله وقد جاء في هذا الکتاب : أن علیاً رضي الله عنه هو الخیلفة بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم بلا منازع....؟!!
قلت : لا یهمنا کثیراً إن کان هذا الکتاب من مؤلفات الغزالي أم لسواه ، ولا یهمنا کذلك إن کان قد جاء في هذا الکتاب أن علیاً هو خلیفة الرسول صلی الله علیه وسلم بلا منازع ام لا ....؟ هل لك أن تقول لنا : من هو الغزالي ....؟ هو کان الغزالي نبیاً مرسلا ...؟ علیك أن تعلم انت ومن وراءك أن کل من یقول مثل هذا القول فهو لیس سنیاً طرفة عین ...!! فمثله مثل من یقول : إن بهاء الله کان نبیاً مرسلاً ...!! فهذا کذلك لا یصح أن یسمی مسلماً أبدا وإن افترضنا أن اسمه محمد أو علي ....؟!!
والآن لا بد أن تقبل منا واحدة من اثنتین ، فإما ألا یکون الغزالي هذا من أهل السنة والجماعة ، وإما أن یکون هذا القول قد نسب الیه زوراً وبهتانا وهو الصحيح ..؟ نعلم جیداً کما یعلم ذلك کل واحد أن الشیعة قد ألفت واختلقت الکثیر من الکتب ثم نسبت ذلك الی علمائنا وأئمتنا ، طبعاً فإن مکر الشیعة ومحاربتها لدین الله وکذبها وبهتانها أمرا لا یوصف بقول أو یقف عند حد والعياذ بالله ...!!
إنك قلت : ان محمد باقر سجودي یقول : إن علیآً کان ظالماً باعتدائه وحربه مع معاویة ...؟ فما هو قولك حینئذ ...؟ ألا تکون هذه الجملة کافیة لتنفي کل شك أو تهمة في تشیع هذا الرجل المسمی محمد باقر سجودي ...؟ وهو بطبیعة الحال لا یقوله الشیعة فحسب بل إنه قول الخوارج....؟!!والآن ، إن کان الامام الغزالي قد قال ذلك فهو لا یعتبر من أهل السنة ، وذلك لأن الفرق الذي بین الشیعة والسنة هو أن الآخر لا یعتبر علیاً إماماً مصطفی مختارا کما اختار الله محمداً لرسالته واصطفاه بالنبوة وختمها به ، أما الشیعة فهم یعتبرون هذا من أسس عقیدتهم والعلامة البارزة التي تمیز المسلم من الکافر والصالح من الطالح والتقي من الفاجر ...؟!!
الادعاء السادس والستون بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : لقد أيد بعض أعلامكم أن كتاب سر العالمين من مصنفات الإمام محمد بن محمد الغزالي ، منهم ـ كما يخطر ببالي ـ : سبط ابن الجوزي وهو من أعلامكم ، ولا يشك أحد في التزامه بمذهب السنة والجماعة ، بل تعصبه في ذلك ، وقد اشتهر بدقة النظر والاحتياط في صدور الحكم في مثل ما نحن فيه ، قد ذكر في كتابه تذكرة خواص الأمة في ص36 فنقل قول الغزالي في الموضوع من كتاب سر العالمين ونسبه إليه من غير تعليق أو تشكيك ونقل عنه العبارات التي نقلتها لكم حول الصحابة والخلافة وحيث أن سبط ابن الجوزي لم يعلق على عبارات الغزالي بل استشهد بها فيعلم أنه أيضا موافق لذلك الكلام ومؤيد له . ولكن جناب الحافظ وأمثاله حينما يواجهون بالحقائق الناصعة والبراهين الساطعة ، لا يجدون مفرا إلا الإنكار ، فأما أن ينفي تأليف المؤلف ويقال بأن هذا الكتاب منسوب إليه ، وأما أن ينفي المؤلف نفسه من مذهبه ويقال أنه ليس منا بل هو شيعي منكم !! وفي بعض الأحيان يفسقون ويكفرون المؤلف وينسبونه إلى الإلحاد .
ردنا عليه :
قلت : من قال ذلك ...؟ أتقصد بذلك سبط ابن الجوزي ...؟ هذا الذي قال فیه أحد علماء المسلمین : لا غفر الله له...!! فسأل أحدهم لماذا ...؟ قال : لأنه مات شیعیاً .....؟!! هذا الرجل لا یکتب اسمه الحقیقي ..!! وإنما یطلق علیه : سبط بن الجوزي وذلك حتی یلتبس الأمر علی الناس ولا یعرفونه وإنما یظنونه هو ذلك الامام المعروف عند أهل السنة العلامة ابن الجوزي رحمه الله تعالی ....!! والأمر علی خلاف ذلك أصلاًَ ، ثم لا ادري هل هذا الکتاب الذي ذکره المؤلف کتب بالعربیة ام الفارسیة ..؟
الادعاء السابع والستون بعد المائة الثانیة وقوله : ولقد يحدثنا التاريخ عن رجال من أعلامكم حاربهم أهل الزمان وهجرهم الإخوان وكتب ضدهم الخلان ، لأنهم كانوا ينطقون بالحق ويبينون الحقائق باللسان والبنان ، فحرم العلماء المتعصبون من أهل مذهبهم ، كتبهم ونسبوها إلى الضلال عن بغض وشنآن وحركوا ضدهم الجهلة والعوام وأبناء الوقت والزمان . الشيخ عبد السلام : هذه مفتريات الشيعة علينا وإلا فعلماؤنا الأعلام يحترمون كل عالم سواء من مذهبهم أو غير مذهبهم ويأمرون العوام باحترام العلماء لعلمهم ولا يسمحون لأحد من الجهلة أن يهتك عالما سواء أكان من أهل السنة والجماعة أم من غيرهم . قلت : لا داعي للشيعة أن يفتروا عليكم هذا الكلام ، ولو كنت تطلب مني شاهدا للكلام لأجبتك بأن أحد الرجال الأعلام الذي أشرنا إليهم ، هو الحافظ ابن عقدة ، أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني المتوفى عام 333 هجري ، وهو من كبار علمائكم ومن مشاهير أعلامكم وقد وثقه الرجاليون من علمائكم كالذهبي واليافعي وقالوا في ترجمته : إنه كان يحفظ ثلاثمائة ألف حديث مع إسنادها وكان ثقة وصادقا ، ولكن حيث كان في المجالس والمجتمعات في الكوفة وبغداد ، كان ينتقد الشيخين ويذكر معائبهم ومثالبهم ، اتهمه العلماء بالرفض وتركوا رواياته وطرحوا مروياته .
قال ابن كثير والذهبي واليافعي في ترجمته : إن هذا الشيخ كان يجلس في جامع براثا ويحدث الناس بمثالب الشيخين ـ أبي بكر وعمر ـ ولذا تركت رواياته وإلا فلا كلام لأحد في صدقه وثقته!
ردنا عليه :
قلت : لم نعد نفهمك أو نثق بك ...!! فأنت مرة تقول : کان الامام الذهبي یری ان ابن عقدة من الصادقین الثقاة ، ومرة تقول : کان هذا الشیخ یعقد مجلساً في مسجد براثا ویحدث الناس بمثالب الشیخین ....؟!! والآن تعالوا لنفسر کلامه ونفهم الجاهل ونوقظ النائم من الشیعة ، حتی یقفوا علی الحقیقة بأنفسهم ویعرفوها.
نعم کان ابن عقدة هذا صادقاً وثقة حسب قول العلامة المجلسي وشهادته ولا يشك أحد في صدقه ...؟ ولکنه مع ذلك کان یجلس في مسجد الکوفة ویحدث الناس بمثالب علي ..!! ومع صدقه فإننا لا نری أخذ الحدیث ونقله عنه ...؟!!.
هل لکم أن تجیبوانا : هل یمکن لشخص یطعن في علي ویحدث الناس بمثالبه وعیوبه ثم یصدق علیه اسم الشیعة ...؟؟! هل یمکن لمسلم أن یجعل ذلك الشخص الذي یطعن في رسولنا ونبینا محمدٍ صلی الله علیه وسلم من أهل الثقة والعدالة ؟ فکیف ترید منا أن نعتبر ذلك الانسان الفاجر الذي یطعن بالسیدین الجلیلین العدلین أبي بکر وعمر رضي الله عنهما ، أقول كيف تريد منا أن نعتبر ذلك الفاجر أهل من العدالة والثقة والأمانة والصدق ...؟؟!!
ثم لنا أن نسأل : إن كان من اهل العدالة والثقة والصدق ، فلماذا لم ننقل الحدیث منه ونتحمله عنه ....؟
الادعاء الثامن والستون بعد المائة الثانیة وقوله : محمد بن جرير الطبري وهو المفسر الشهير والمؤرخ الكبير ويعد من أشهر أعلام القرن الثالث الهجري بلغ من العمر ستا وثمانين عاما ومات سنة ثلاثمائة وعشر من الهجرة في مدينة بغداد فمنعوا تشييع جثمانه فدفن ليلا في داره!
ردنا عليه :
قلت : ست وثمانون سنة ألم يكن ذلك عمر مدید ...؟ وکل تلك الفسحة في الأمل ألم تکن کافیة...؟ وکل هذه الکتب والتآلیف ألا تكون فيها عبرة وعظه ..؟ أین هو ذلك الموت وأخطاره..؟ وما الذي یخشاه الانسان من أخطار بعد موته ...؟ هل ستلاحقه تلك الأخطار في قبره ...؟ إننا لم نسمع بذلك أو نعرفه الا عند إمام زمانکم أنتم فهو الذي یقوم بتلك الاعمال الشنيعة المنکرة وهذا ما أثبتته روایاتکم وأحادیثکم أنتم فقد أخبرتمونا أنه یقوم بجلد عائشة وأبابکر وعمر في قبورهم ....؟! ثم إن هذا لم یکن بالأمر الهام والخطیر ، فتلك سنة الله تعالی في خلقه والاتبلاء لا یسلم منه مؤمن فهؤلاء علماؤنا وأئمتنا کلهم ابتلوا وصبروا واحتسبوا ذلك عند الله تعالی فهذا شیخ الاسلام الامام ابن تیمیة ألم یقض غالب عمره الشریف في غیاهب السجون ...؟ ألم یسجن المأمون الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قبل ذلك ویُلهب جسمه بالسياط ...؟ ألم یبتلی الامام البخاري کذلك فرأی وقاسی الأمرین رحمه الله تعالی ورضي عنه .... ؟
فهذه الأقوال لا اراها تتناول أو تتعلق بموضوعنا وبحثنا هذا فلنعرض عنها صفحاً ولا نوليها من الأهمية الكبيرة أو أن نضيع أوقاتنا بما لا طائل من ورائه ..؟!!.
الادعاء التاسع والستون بعد المائة الثانیة وقوله : ومن أعجب هذه الوقائع قتل الحافظ أحمد بن شعيب بن سنان النسائي وهو أحد الأعلام وأئمة الحديث وجامع أحد الصحاح الستة عندكم ورد مدينة دمشق سنة ثلاثمائة وثلاث من الهجرة النبوية فوجد أهلها سائرين على البدعة السيئة التي سنها معاوية وحزبه في البلاد ، ألا وهي لعن وسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد كل صلاة وفي خطب الجمعة ! فتأسف لذلك الوضع الفجيع المزري وألزم نفسه أن ينشر ما وصله مسندا عن النبي (ص) في فضائل ومناقب الإمام علي عليه السلام فكتب كتابه المسمى بخصائص مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكان يقرأه على المنبر في الملأ العام ، فهجم عليه في يوم من الأيام جماعة من الطغاة والجهلة اللئام فضربوه ضربا مبرحا وأنزلوه من على المنبر وسحقوه بأقدامهم حتى أغمي عليه وبعد قليل مات على أثر تلك الضربات واللكمات . فحملوا جثمانه إلى حرم الله سبحانه ودفن في مكة المكرمة حسب وصيته !! فهذه الوقائع بعض جرائم المتعصبين أهل العناد واللجاج والجهل الذين يقتلون علماءهم ويسحقون مفاخرهم بأقدامهم ، ليس لهم ذنب سوى أنهم نطقوا بالحق وكشفوا عن الواقع ومدحوا من مدحه الله تبارك وتعالى في كتابه .
وقد غفل الجاهلون وما دروا بأنهم لم يتمكنوا من إخفاء الحق بهذه الأعمال الوحشية ولا يمكن حجب الشمس في الضحى بالحركات الهمجية .
ردنا عليه :
قلت : یتبین لنا ان هذا الرجل کان جاهلاً تمام الجهل في علمي الجغرفیا والتاریخ...!! فالأمویون لم یکن لدیهم أي قدرة أو سلطة سنة ( 303 ) هجرية إنما الذي کان یحکم البلاد في تلك الفترة هم العباسیون ..؟!!
وبنو العباس کانوا یعتبرون انفسهم من أهل البیت والکل یعلم ذلك ، إذاً فلم یکن أحد من أهل الشام أو غیرهم یجرأ علی سبّ أو شتم أحدا من موالي وعبید بني العباس ، فکیف یجرأ بعد ذلك علی سب علي أو أهل بیته ...؟!! ألم یکن علي رضي الله عنه من أبناء عمومتهم ...؟ ولا تنس کذلك فإن ما تراه الیوم من وسائل السفر والنقل وما نتمتع به من سیارات فارهة وطائرات سریعة لم تکن متیسرة لأهل ذلك الزمان لیقوموا بنقل الجثمان من الشام الی مکة ...؟ أما کتاب الامام النسائي فهو من الکتب والمصادر الحدیثية المعتمدة عند أهل السنة فلا تظنن أن کذبك وافترائك هذا من الفنون التي تستحق التقدیر والإعجاب ، فالکذب مرتعه
وخیم وهو عار ونار علی صاحبه ...؟!!.
الإدعاء السبعون بعد المائة الثانیة وقوله : الحافظ : نحن لا ننكر واقعة الغدير وحديث الولاية ولكن قضية الغدير ما كانت على النحو الذي تقولون به أنتم الشيعة ، وليس معنى المولى ما تقولون به أنتم بمعنى الأولى بالتصرف ، وإنما المولى كما ثبت في اللغة بمعنى المحب والناصر والصديق الحميم ، وحيث كان النبي (ص) يعلم بأن ابن عمه عليا له أعداء كثيرون فأراد أن يوصي به الأمة فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، أي من كان يحبني فليحبب عليا ، ومن كان ينصرني فلينصر عليا " كرم الله وجهه " وقد قام النبي (ص) بهذا العمل حتى لا يتأذى علي من بعده من الأعداء .
قلت : لو تنصفنا أيها الحافظ ، وتترك التعصب لمذهب الأسلاف ودين الآباء ، وتنظر إلى القرائن الموجودة في القضية والواقعة بدقة وإمعان لعرفت الحقيقة واعترفت بما نقول !!
الحافظ : ما هذه القرائن التي تثبت قولكم في المقام ، بأن معنى المولى هو الأولى بالتصرف في الأمر العام وفي شؤون الإسلام ؟
ردنا عليه :
قلت : إن ما قلناه ونقوله في تفسیر وبیان معنی هذه الکلمة هو التفسیر الصحیح الثابت من کلام العرب ، فالمولی في اللغة الدنو والقرب ، وولي الشئ قام به وملك أمره ، وولي الرجل وعلیه بمعنی نصره ، وولایة الرجل بمعنی محبته والمراد هنا هو المحبة والنصرة ولیس کما أنت تظن ، فلا تستطیعوا أن تنکروا ذلك فكل هذه المعاني ثابتة من کلام العرب ولغتهم أو تبطلوها فمن أنت حتی تتقول علی اللغة وأهلها ما لا علم لك به ، أو أنك تفسر الکلام وتصرفه الی المعنی الذي یوافق هواك ومزاعمك المریضة السقیمة ...؟!! وهذا کما أنه ثابت عند أهل اللغة فقد جاء ما یوافقه في کتاب الله تعالی .
قال تعالی : « فإن الله هو مولاه وجبریل وصالح المؤمنین والملائکة بعد ذلك ظهیر » التحریم / 4 .
فعليكم ان تذعنوا وتسلموا وتقبلوا الحق رغم أنفكم ولا يجوز أن تأخذکم العزة بالإثم ولو کان ذلك مخالفاً لهواکم ...؟ فعلم بذلك أن المراد هنا من كلمة المولی هو المحبّ والناصر والقریب...!!!. ثم إن کان النبي صلی الله علیه وسلم یعني بهذه الکلمة أن علیاً هو الخلیفة من بعده لقال ذلك صراحة ولم یضطر الی استعمال تلك الکلمات التي توهم سامعها وتجعله حیراناً مضطربا ولا سیما في مسألة هامة كهذه ....؟!!.
أم كيف تظن وتتوهم أن أئمتنا وعلماءنا ینقلوا الی الأمة هذه الاحادیث العدیدة ویروونها في کتبهم ثم لا یفهمون معناها أو یدرکون مرادها ...؟ لا بل ویعتقدون خلاف ما ترمي الیه و تأمر به ...؟!!
الادعاء الحادي والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : القرينة الأولى : نزول الآية
الكريمة : ( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) فسأله الحافظ : من أين تقولون بأن هذه الآية نزلت في يوم الغدير وبشأن تبليغ الولاية ؟ ما هو دليلكم على هذا القول ؟
قلت : دليلنا وحجتنا قول كبار علمائكم وأعلامكم ، منهم :
1ـ جلال الدين السيوطي في تفسير الدر المنثور : ج2 ص298 .
2ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه الولاية .
3ـ الحافظ أبو عبد الله المحاملي في أماليه .
4ـ الحافظ أبو بكر الشيرازي في " ما أنزل من القرآن في علي عليه السلام " .
5ـ الحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية .
6ـ الحافظ ابن مردويه في تفسيره الآية الكريمة .
7ـ الحافظ ابن أبي حاتم في تفسير الغدير .
8ـ الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل .
9ـ أبو الفتح التطنزي في الخصائص العلوية .
10ـ معين الدين المبيدي في شرح الديوان .
11ـ القاضي الشوكاني في فتح القدير :ج3 ص75 .
12ـ جمال الدين الشيرازي في الأربعين .
13ـ بدر الدين الحنفي في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ج8 ص584 .
14ـ الإمام الثعلبي في تفسير كشف البيان .
15ـ الإمام الفخر الرازي في التفسير الكبير : ج3 ص636 .
16ـ الحافظ أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي (ع) .
17 ـ شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين .
18ـ نظام الدين النيسابوري في تفسيره : ج6 ص170 .
19ـ شهاب الدين الآلوسي البغدادي في روح المعاني : ج2 ص348 .
20 ـ نور الدين المالكي في الفصول المهمة : ص 27 .
21ـ الواحدي في أسباب النزول : ص 150 .
22ـ محمد بن طلحة في مطالب السؤل .
23ـ المير سيد علي الهمداني في مودة القربى / المودة الخامسة .
24ـ القندوزي في ينابيع المودة / الباب 39 .
وغير هؤلاء المذكورين في كثير من أشهر أعلامكم قد كتبوا ونشروا بأن هذه الآية نزلت يوم الغدير ، حتى أن القاضي فضل بن روزبهان المشهور بالتعصب والعناد ، كتب عن الآية : فقد ثبت هذا في الصحاح أن هذه الآية لما نزلت أخذ رسول الله (ص) بكف علي بن أبي طالب وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وأعجب من هذا الكلام أنه قال وروى ـ كما في كشف الغمة ـ عن رزين بن عبد الله أنه قال : كنا نقرأ هذه الآية على عهد رسول الله (ص) هكذا : ( يَا أَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ ) أن عليا مولى المؤمنين ( وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ)...!! ورواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه ، وابن عساكر وابن ابي حاتم عن أبي سعيد الخدري وعن عبد الله ابن مسعود وهو أحد كتاب الوحي ، ورواه القاضي الشوكاني في تفسير فتح القدير كذلك ، والحاصل : إن تأكيد الله سبحانه لنبيه بالتبليغ وتهديده على أنه إن لم يفعل ما أمره تلك الساعة ، فكأنه لم يبلغ شيئا من الرسالة ، هذه قرينة واضحة على أن ذلك الأمر كان على أهمية كالرسالة فمقام الخلافة والولاية تالية لمقام النبوة والرسالة .
ردنا عليه :
قلت: قال الله تعالی : ( بلغ ) والمراد من هذه الکلمة هو ما ذکره أئمة التفسیر واللغة حیث قالوا: بلّغ الشئ أبلغهُ أیاه ، والبلاغ من التبلیغ وهو ما یتوصل به الی الغایة .
والبلاغة : حسن بیان وقوة التأثیر أو مطابقة الکلام لمقتضی الحال مع فصاحته .
وقوله تعالی ( بلّغ ) : هو التبلیغ لما أنزل الله تعالی وهو کل ما تلقته الأمة عنه صلی الله علیه وسلم من العقائد والاعمال والأقوال ، فبلغ صلی الله علیه وسلم اکمل تبليغ ودعا وأنذر وبشّر ویسر وبلّغ بقوله وفعله فلم یبق خیر الا دلّ امته علیه ولا شر الا حذرها منه ، وهذا هو المراد بالتبلیغ .
أما أنت فتدعي أن الله تعالی خاف ....!! فأمر نبیه أن یبلغ امته ویخبرهم بذلك فهکذا هو تفسير الآیة عندك ...؟
ولو اطلعت قارئي الکریم على ما سبقها من الآیات وما تلاها وما جاء بعدها لأدركت في الحال ومن أول وهله أن الله عز وجل بعد أن ذکر قبائح أهل الکتاب ومعایبهم واقوالهم الباطلة دعاهم الی التوبة والی الایمان بالله وملائکته ورسله وجمیع کتبه وجمیع رسله واتقاء معاصيه فإنهم إن فعلوا ذلك سیکفر عنهم سیئاتهم ويجعل رزقهم مدرارا ...!!
ثم جاء الأمر بالتبلیغ وهو قوله : ( بلغ ) أي : قل وبلغ وانذر وبشر ویسر وعلم ثم جاءت الآية التي بعدها لتقول:
« یا أهل الکتاب لستم علی شيءٍ حتی تقیموا التواراة والانجیل وما أنزل الیکم من ربکم........» الآیة ، فما العلاقة بین عليّ رضي الله عنه وهذه الآیة ...؟ والآن تعالوا معي لنقرأ هذه الآیات التي سبقت هذه الآیة ونستمع اليها بأذنين صاغيتين عسى الله تعالى أن يهدينا للحق . قال تعالی « ولو أن أهل الکتاب آمنوا واتقوا لکفرنا عنهم سیئاتهم ولادخلنهم جنات النعيم ولو أنهم اقاموا التوراة والانجیل وما أنزل الیهم من ربهم لأکلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وکثیر منهم ساء ما یعملون » .
والآن تعالوا لنقرأ الآیة التي هي موضع بحثنا قال تعالی : « یا أیها الرسول بلغ ما أنزل الیك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله یعصمك من الناس ان الله لا یهدي القوم الکافرین » ولتتضح الصورة تماماً ولیقف کل مسلم علی کذب هؤلاء المارقین نقرأ الآیة التي بعدها ، قال تعالی : « قل یا أهل الکتاب لستم علی شيءٍ حتی تقیموا التوارة والانجیل وما أنزل الیکم من ربکم ولیزیدن کثیراً منهم ما أنزل الیك من ربك طغیاناً وکفراً فلا تأس علی القوم الکافرین » المائدة / 68 .
والآن هل لکم ان تقولوا لنا : بأي دلیل وبأي منطق ادخلتم وحشرتم علیاً وسط هذه الآیات ...؟ هل قال علي ذلك بنفسه ...؟ أم جاءکم خبر صحیح بنقل الثقة عنه ..؟ أو قال به أحد من أکابرکم ...؟ حسناً تعالوا لننظر الی الاکابر الذین وردت اسماؤکم في تلك القائمة الطویلة التي ذکرها المؤلف في کتابه لنجد منهم سبط بن الجوزي
والسیوطي والحسکاني والحممویني والخوارزمي وابن المغازلي ، ولکننا لا نجد بينهم من أثراً للبخاري ومسلم والشافعي واحمد ومالك وابي حنیفة رحمة الله تعالی علیهم أجمعین ...!! قد لا یعتبرون هؤلاء من کبار العلماء في نظر المؤلف الدعرور الأهبل ....؟؟!!! .
ولکن في الوقت نفسه فإني رأیت المؤلف قد ذکر الامام ابن کثیر في تلك القائمة فتعالوا لنذهب
سویة لنتصفح المکتبة الالکترونیة لنری ما کتبه الامام ابن کثیر في تفسیر هذه الآیة الکریمة
« الیوم اکملت لکم دینکم » ولنعرف رأیه ..؟!! .
قال رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة : وقوله: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا } هذه أكبر نعم الله ، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل
تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه
عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا
ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف، كما
قال تعالى: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا } [ الأنعام : 115 ] أي: صدقا في الأخبار،
وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم ؛ ولهذا قال
[تعالى] { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا } أي:
فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام،
وأنزل به أشرف كتبه.
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } وهو الإسلام، أخبر الله
نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد
أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطُه أبدا.
وقال أسباط عن السدي: نزلت هذه الآية يوم عَرَفَة، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ورجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات. قالت أسماء بنت عُمَيس: حَجَجْتُ مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم تلك الحجة، فبينما نحن نسير إذ تَجلَّى له جبريل، فمال رسول الله صلى الله عليه
وسلم على الراحلة، فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن، فبركت فأتيته فَسَجَّيْتُ عليه
بُرْدا كان علي.
قال ابن جُرَيْج وغير واحد: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يوم عرفة بأحد
وثمانين يوما.
رواهما ابن جرير، ثم قال: حدثنا سفيان بن وَكِيع، حدثنا ابن فُضَيْل، عن هارون بن عنترة،
عن أبيه قال: لما نزلت { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر، فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم : "ما يبكيك؟" قال: أبكاني أنّا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذْ أكمل
فإنه لم يكمل شيء إلا نقص. فقال: "صدقت".
ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: "إن الإسلام بدأ غَرِيبًا، وسيعود غريبا، فَطُوبَى للغُرَبَاء".
وقال الإمام أحمد: حدثنا جعفر بن عَوْن، حدثنا أبو العُمَيْس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن
شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] فقال: يا أمير
المؤمنين، إنكم تقرءون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال:
وأي آية؟ قال قوله: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } فقال عمر: والله
إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على
رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عَشية عَرَفَة في يوم جمعة.
ورواه البخاري عن الحسن بن الصباح عن جعفر بن عون، به. ورواه أيضا مسلم والترمذي
والنسائي، من طرق عن قيس بن مسلم، به ولفظ البخاري عند تفسير هذه الآية من طريق
سفيان الثوري، عن قيس، عن طارق قال: قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا
لاتخذناها عيدا. فقال عمر: إني لأعلم حين أنزلت، وأين أنزلت وأين رسول الله صلى
الله عليه وسلم حيث أنزلت: يوم عرفة، وأنا والله بعرفة -قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم
لا { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }
أیها القاريء الشیعي : ها آنذا نقلت لکم کل ما ذکره الامام ابن کثیر في تفسیر هذه الآیة
الکریمة ، لتعرفوا حقیقة علمائکم ...؟!!!.
الادعاء الثاني والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : وأما القرينة الثانية : الذي يؤيد ويوضح قولنا … أن نزول آية إكمال الدين كانت بعد ما بلغ رسول الله (ص) رسالته وأمر ربه في ولاية الإمام علي عليه السلام . الحافظ : اتفق علماؤنا أن آية إكمال الدين نزلت يوم عرفة ، وبعض العلماء جمعوا بين القولين وقالوا بأن الآية نزلت مرتين منهم سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة / آخر الصفحة 18 حيث قال : احتمل أن الآية نزلت مرتين مرة بعرفة ومرة يوم الغدير كما نزلت ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة ، وأما الذين وافقونا من أعلامكم وقالوا بأن آية إكمال الدين نزلت في الغدير بعد نصب رسول الله (ص) عليا وليا من بعده . كثيرون منهم :
1ـ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور : ج2 ص256 ، وفي الإتقان: ج1 ص31.
2ـ الإمام الثعلبي في كشف البيان .
3ـ الحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام .
4ـ أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية .
5ـ ابن كثير في تفسيره : ج2 ص14 .
6ـ المؤرخ والمفسر الشهير محمد بن جرير الطبري في كتابه الولاية .
7ـ الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل .
8ـ سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : ص18 .
9ـ أبو اسحاق الحمويني في فرائد السمطين / الباب الثاني عشر .
10ـ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية .
11ـ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : ج8 ص290 .
12ـ ابن المغازلي في المناقب .
13ـ الخطيب أبو مؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب / فصل 14 ، وفي مقتل الحسين / الفصل الرابع .
وكثير من أعلامكم غير من ذكرنا أيضا قالوا : بأن رسول الله (ص) بعدما نصب عليا وليا من بعده وعرفه للمسلمين فأمرهم وقال : سلموا على علي بإمرة المؤمنين ، فأطاعوا وسلموا على علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنين وقبل أن يتفرقوا من المكان نزل جبريل على رسول الله (ص) بقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً) فصاح النبي (ص) : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب بعدي ، ولو أحببتم توضيح القضية وكشف الحقيقة فراجعوا مسند أحمد بن حنبل وشواهد التنزيل للحافظ الحسكاني فإنهما شرحا الموضوع أبسط من غيرهما . فلو أمعنتم النظر ودققتم الفكر في الخبر لعلمتم و لأيقنتم أن النبي (ص) ما قصد من كلمة المولى إلا الإمامة والخلافة والأولوية وذلك بالقرائن التي ذكرتها وبقرينة كلمة " بعدي " في الجملة ، ثم فكروا وأنصفوا ... هل الأمر بالمحبة والنصرة كان هاما إلى ذلك الحد بأن يأمر النبي (ص) الركب والقافلة وهم مائة ألف أو أقل أو أزيد ، فينزلوا في ذلك المكان القاحل وفي ذلك الحر الشديد ، ثم يأمر برجوع من سبق ولحوق من تأخر وينتظر حتى يجتمع كل من كان معه وتحت حرارة الشمس حتى أن كثيرا من الناس مد رداءه على الأرض تحت قدميه ليتقي حر الرمضاء وجلس في ناقته ليتقي أشعة الشمس ، ثم يصعد النبي (ص) المنبر الذي صنعوه له من أحداج الإبل ويخطب فيهم ويبين فضائل ومناقب ابن عمه علي بن أبي طالب كما ذكرها الخوارزمي وابن مردويه في المناقب والطبري في كتاب الولاية وغيرهم ، ثم يبقى (ص) ثلاثة أيام في المكان الذي كان معهودا بنزول القوافل وما كان قبل ذلك اليوم منزلا للمسافر ، ويتحمل هو والمسلمون الذين معه مشاقا كثيرة ، حتى بايع كلهم عليا (ع) بأمر رسول الله .. فهل كان من المعقول أنه (ص) كان يريد من كل ذلك ليبين للناس أن يحبوا عليا ويكونوا ناصريه !! مع العلم أنه (ص) قبل ذلك كان يبين للمسلمين كرارا ومرارا أن حب علي من الإيمان وبغضه نفاق ، وكان يأمرهم بنصرته وملازمته ، فأي حاجة إلى تحمل تلك المشاق ليبين ما كان مبينا ويوضح ما كان واضحا للمسلمين !! فإذا في تلك الظروف الصعبة التي كانت في قضية الغدير لم نقل بتبليغ الولاية والخلافة من بعده ونقول بما يقوله الحافظ وبعض العلماء من أهل السنة والجماعة ، لكان عمل النبي (ص) مع تلك الظروف سفها ولغوا ـ والعياذ بالله من هذا القول ـ بل النبي منزه من اللغو والسفاهة وأعماله كلها تكون على أساس العقل والحكمة .
فنزول هذه الآيات التي ذكرناها في الغدير وتلك التشريفات الأرضية والسماوية ، كلها قرائن دالة عند العقلاء والعلماء بأن الأمر الذي بلغه خاتم الأنبياء هو أهم من أمر النصرة والمحبة بل هو أمر يساوي في الأهمية أمر الرسالة بحيث إذا لم يبلغه رسول الله (ص) لأمته في تلك الساعة فكأنه لم يبلغ شيئا من رسالة الله عز وجل . فهذا الأمر ليس إلا الإمامة على الأمة بعد النبي (ص) وتعيين رسول الله خليفته المؤيد من عند الله والمنصوب بأمر من السماء ، وتعريفه للناس ، لكي لا تبقى الأمة بلا راعي بعده ولا تذهب أتعابه أدراج الرياح .
ردنا عليه :
أولاً : قلتم أن ذلك الموقف الذي وقفه النبي صلی الله علیه وسلم یوم غدیر خم کان یوافق أول یوم من فصل الربیع وهو ما یسمی عند الناس بیوم ( نوروز ) وهذا یعني أن الجو لم یکن حاراً ملتهباً بل کان جوا معتدلاً ....؟!
ثانیاً : بناءاً علی مراجعة المعلومات الخاصة بالارصاد الجوي تبین لنا أن درجة الحراراة لم تزد علی ثمان وعشرین درجة حراریة في تلك المنطقة التي اجتمع فیها النبي صلی الله علیه وسلم من هذا الیوم والی عشر سنوات سبقت ........!!!!!
ذلك الاجتماع الذي عقده النبي صلی الله علیه وسلم مع اصحابه في غدیر خم ..؟!!!
ثالثاً : إن الاستماع الی أقوال النبي صلی الله علیه وسلم وخطبته وحدیثه جدیر ویستأهل کل عناءٍ وتعب ومشقة ، ولو کان ذلك يتطلب الجلوس تحت أشعة الشمس المحرقة ولکني أؤکد علی هذه الحقیقة االواضحة أن ذلك اليوم لم تكن فيه الشمس أوالجو بتلك الدرجة المرتفعة کما تتصورها أنت ، بل کان الجو في ذلك الیوم في غایة الاعتدال إن لم يكن ممتازا ...!!
ثم إننا وفي بعض الاحیان حینما نذهب الى المسجد لحضور صلاة الجمعة ولم نجد مکاناً نضطر للجلوس تحت أشعة الشمس وفي ذلك الیوم الحار ، فهل تعتبر أن ذلك من الأمور الخاصة والممیزة حتی تولیها کل هذا الاهتمام البالغ وتظهرها بتلك الصورة الجوفاء ....؟ ثم إن الوقوف في ذلك المکان أمر لا بد منه للقوافل حیث الماء الوفیر والمکان الرحب الواسع الذي یجد فیه المسافر الراحة والاستجمام وهذا كما ترى من الاسباب المعقولة التي دعت النبي صلی الله علیه وسلم واصحابه للنزول في ذلك المکان برهة من الوقت ...؟! والدلیل الآخر الذي یبطل قول هذا المدعي الکذاب أنه يستدل ببعض الآيات من القرآن الکریم فیأخذ منها ما یرید ويدع البعض الآخر مع أن ذلك یعتبر من التلاعب بالدین والتحریف لقول رب العالمین ....!!!
فالآیة قد تکون طویلة واذا تدبرناها وقرأناها نجدها بمجموعها لا تدل علی المعنی الذي یریده هذا المفتري الکذاب ، وإنما هي جاءت لأثبات أمراً آخر لا علاقة له بما یدعیه ویذهب الیه هذا الجاهل المهذار ....؟
وأنت عزیزي القارئ الکریم لو سألت الشیعة وطالبتهم بأن یثبتوا لك بالدلیل من القرآن الکریم علی وجوب الصلاة ستراهم یأتون لك بعشرات ومئات الآیات لاثبات ذلك ، ولو سألتهم أن یأتوا لك بأیة علی وجوب الوضوء لأتوا لك لك کذلك بالعدید من الادلة ولو طالبتهم بدلیل من القرآن علی اثبات سنة أو مسألة فرعیة من فروع هذا الدین لساقوا لك الادلة والآیات سوقا ، ولکنك إن طالبتهم بالدلیل علی هذا الأمر المهم والمسألة الخطیرة والتي یعتبرها الشیعة من أصول الدین بل ومن أهم أصوله وهي الأمامة فإنهم لا یستطیعوا أن یأتوك بدلیل واحدٍ وآیة واحدة علی صحة ما یقولونه ویدعونه ...؟!!! نعم لا یستطیعوا أن یثبتوا ذلك فتراهم مضطرین الی تحریف النصوص وتأویلها وصرفها عما انزلت لأجله لیجعلوا ذلك ملائماً لما یذهبون الیه ویعتقتدونه وهذا لعمر الحق هو الکفر بعینه ...؟!! إن کان اقتطاع النصوص والأخذ ببعض الآي دون البعض من الأدلة الصحیحة الثابتة عند أهل النظر وعلماء المعقول والمنقول فمعنی ذلك أنه باستطاعة کل أحد أن یدعي ویقول : إن الحق معي دون غیري ..! وهؤلاء هم الفرقة البهائیة تلك الفئة الضالة الکافرة لها کتاب بعنوان ( اثبات نبوة بهاء الله )..!! حیث ساقوا فیه الأدلة من کتاب الله تعالی علی اثبات نبوة بهاء الله ..؟ ومن الملفت للنظر إنهم استدلوا بنفس الآیات التي یستدل بها الشیعة حیث یقولون: إنها نزلت في شأن بهاء الله ؟! اما الشیعة فیقولون: إنها نزلت في شأن علي خاصة ..؟! أرأیت کیف أن ملة الکفر واحدة ..؟!! و کذا فإنك تری بطلان ما یذهب الیه الفریقان ولو أن ما یدعونه ویقولونه حقاً وأن علیاً هو الإمام والخلیفةُ والوصي بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم فلماذا لم یذکر لنا هذا الأمر بکل صراحة ووضوح حتی تکون الأمة علی بینة من أمرها ...؟
إنك أیها المدعي الکذاب لکي تقول أهل السنة ما لم یقولوه أو یعتقدوه فقد جعلت من الحسکاني وأضرابه إئمة وعلماء لتثبت من خلال ذلك أن هذه الآیة إنما نزلت حین نزلت في علي دون ما سواه ...؟ وأهل السنة لا یعترفون بذلك ولا یقرون به وذلك کالذي یرید أن یجعل من جامع القمامة إماماً ..؟ أنظروا وتدبروا جیداً موقع هذه الجملة من الآیة الکریمة وهي قوله تعالی « الیوم أکملت لکم دینکم » لتعرفوا صحة ما یدعیه الشیعة حینما یقولون: إن هذه الجملة نزلت في علي خاصة ...؟!!.
قال تعالی « حرمت علیکم المیتتة والدم ولحم الخنزیر وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالازلام ذلكم فسق اليوم يأس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم » المائدة /3.
فهل لمسلم عاقل يقول بعد قراءته لهذه الآیة ومعرفته لفحواها ومعناها أن هذه الآیة نزلت في علي ...؟ أو أن لها أدنی علاقة أو تعلق بعلي وموضوع إمامته ...؟ إنها وکل مسلم یعرف نزلت لکي تبین الأمة ما یحل لها وما یحرم علیها من المطاعم والمآکل ، ولکن الشیعة اقتطعوا جزءاً من الآیة الکریمة ثم نعقوا مع کل ناهق وقالوا: إن هذه الآیة لم تنزل الا في علي ..؟ تبا لك وسحقا یا خرشمة العلماء ....؟!.
الادعاء الثالث والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : ولقد وافقنا بعض أعلام أهل السنة والجماعة في معنى كلمة المولى وأن المقصود منها ـ يوم الغدير ـ الأوْلى . منهم سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة / الباب الثاني / ص20 فذكر لكلمة المولى عشر معاني وبعدها قال : لا يطابق أي واحد من هذه المعاني كلام رسول الله (ص) والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة فتعين الوجه العاشر وهو الأوْلى ومعناه : من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به ... ودل عليه أيضا قوله (ص) : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟
ردنا عليه :
ذکر المؤلف ونقل عن سبط بن الجوزي أنه قال: إن المولی في اللغة لها عشرة معان، وهو طبعاً لم ینقل هذا القول منه مباشرة ولکنه ذکر ذلك عن ابن الصباغ عنه وهذا الأخیر إنما نقل عن سبط بن الجوزي ذلك القول لیجعله دلیلاً علی صحة ما یقول ....؟
قلت : قلنا ولمرات عدیدة : إن سبط بن الجوزي هذه رجل شیعي هالك لا یعتمد علیه ولا یعول علی ما یقوله ...!! ثم لماذا لم یقل النبي صلی الله علیه وسلم للامة قولاً واضحاً سهلاً یفهمه کل أحد بدل اللجوء الی الألفاظ المشترکة الموهمة والتي تعطي کل هذه المعاني الکثیرة ...؟!! هل تریدوا أن تفهموا الأمة أن النبي صلی الله علیه وسلم لم یکن تلك الرحمة المهداة الی البشریة کلها ...؟!!.کیف یقول النبي صلی الله علیه وسلم تلك الکلمة التي توحي بالایهام والإشکال
وخاصة في مثل هذا الموضوع المهم الخطیر ، بأبي هو وأمي ، ألم يؤتيه الله جوامع الكلم حتى كان أفصح من لهج بلغة الضاد ...؟
الادعاء الرابع والسبعون بعدالمائة الثانیة وقوله : ويوافقنا في أن المولى بمعنى الأولى ... العلامة أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة القرشي العدوي ، إذ قال في كتابه مطالب السؤول / في أواسط الفصل الخامس من الباب الأول / قال بعد ذكره حديث " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " : أثبت رسول الله (ص) لنفس علي (ع) بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه (ص) على المؤمنين عموما فإنه (ص) أولى بالمؤمنين وناصر المؤمنين وسيد المؤمنين وكل معنى أمكن إثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول الله (ص) فقد جعله لعلي (ع) وهي مرتبة سامية ومنزلة سامقة ودرجة علّية ومكانة رفيعة خصصه بها دون غيره ، فلهذا صار ذلك اليوم عيدا وموسم سرور لأوليائه ... إلخ .
ردنا عليه :
قلت: الذي یراك ويسمع قولك یظنك ذلك الخبیر الملهم الذي جرّب الأمور وعرفها ...؟!! لوکنت صادقاً في قولك فلماذا یا تری لم تذکر لنا قول البخاري ومسلم والنسائي وابي داود وابي حنیفة ومالك وأحمد والشافعي ...؟!!. من ابن طلحة هذا ..؟ ومن یعرفه ..؟ وما وزنه وأهمیته ..؟!!
قلنا ونؤکد هنا مرة أخری علی تشیع هذا الرجل الحاقد الساقط ، ولو کان شافعیاً حقاً فعلیك أن تذکر قول إمام مذهبه في هذا الموضوع بالذات ...؟ ولا سیما في مثل هذه المسألة المهمة وعامة المسائل المهمة الأخری ، هذا إن لم یکن شیطانك قد أغراك بوسوسته وزین لك سوء عملك فأصبحت من الهالکین ..؟!
الإدعاء الخامس والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : وقد ذكروا في تفسير الآية الكريمة : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) أي في ولاية علي وإمامة أمير المؤمنين ، وقد ذكر أحاديث كثيرة بهذا المعنى والتفسير العلامة جلال الدين السيوطي في ذيل الآية الشريفة في تفسيره المشهور ( الدر المنثور في تفسير القرآن بالمأثور) ولقد ذكر المؤرخون والمحدثون بأن الإمام علي (ع) احتج على خصمائه بحديث الغدير في مواطن متعددة ، يريد بذلك إثبات خلافته للنبي (ص) مباشرة ، ويستدل على إمامته على الأمة بعد رسول الله . فنفهم من احتجاجه (ع) بجملة " من كنت مولاه فعلي مولاه " أن المستفاد والمفهوم من المولى ، الإمامة والخلافة وهي التصرف في شئون الأمة والدولة الإسلامية .
ذكر كثير من أعلامكم احتجاجه (ع) بحديث الغدير في مجلس الشورى السداسي الذي شكّله عمر بن الخطاب لتعيين خليفته وكان يريد باحتجاجه على القوم إثبات أولويته بمقام الخلافة والإمامة وأنه أولى من غيره بإمرة المؤمنين وإمامة المسلمين .
منهم : الخطيب الخوارزمي في كتابه المناقب : ص 217 ، وشيخ الإسلام الحمويني في كتابه فرائد السمطين / باب 58 ، والحافظ ابن عقدة في كتابه الولاية ، وابن حاتم الدمشقي في كتابه الدر النظيم ، وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة : 6 ص 168 ، ط. دار إحياء التراث العربي ، وقد ناشد (ع) مرة أخرى أصحاب رسول الله (ص) في رحبة مسجد الكوفة فقال : أنشدكم الله ! من سمع رسول الله (ص) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه فليشهد ! فشهد قوم وفي بعض الأخبار فشهد له ثلاثون نفرا من الصحابة ، وفي رواية بضعة عشر رجلا من الصحابة روى خبر مناشدته في الرحبة : أحمد بن حنبل في مسنده : ج1 ص 119 وج4 ص 370 ، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة : ج3 ص 307 وج5 ص 205 و 276 ، وابن قتيبة في معارفه ، والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج4 ص 74 ط. إحياء التراث العربي ، والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء : ج5 ص 26 ، وابن حجر العسقلاني في الاصابة : ج2 ص 408 ، والمحب الطبري في ذخائر العقبي ، والنسائي في الخصائص ، والعلامة السمهودي في جواهر العقدين، وشمس الدين الجزري في أسنى المطالب ، والعلامة القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / الباب 4 ، والحافظ ابن عقدة في كتابه الولاية أو الموالاة ، وغير هؤلاء الأعلام الأكابر رووا خبر احتجاج الإمام علي (ع) ـ في رحبة مسجد الكوفة ـ بحديث الغدير وناشد الحاضرين قائلا : أنشدكم الله ! من سمع منكم رسول الله (ص) يوم الغدير يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فليقم وليشهد ! فقام ثلاثون رجلا وشهدوا ، وكان إثنا عشر نفرا منهم ممن حضر بدرا ، كلهم شهدوا لعلي (ع) وقالوا : نحن رأينا النبي (ص) يوم غدير خم وسمعناه يقول للناس : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم ، قال (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه إلخ . ولم يشهد بعضهم وكتم منهم أنس بن مالك وزيد بن أرقم . فدعا عليهما الإمام علي (ع) فعمي زيد وأصيب أنس بالبرص في جبهته بين عينه لأن عليا (ع) قال : اللهم ارمه بيضاء لا تواريها العمامة ، فاحتجاج أمير المؤمنين (ع) بحديث الغدير على خصومه لإثبات خلافته وإمامته على الأمة ، هو اكبر دليل على أن المقصود من كلمة المولى في حديث النبي (ص) الأولوية والتصرف في شئون الأمة والدولة الإسلامية .
ردنا عليه :
قلت: جاء المؤلف هنا بحجة واهیة ودلیل ضعیف جداًَ فقال : إن لم یکن الحق مع علي فإنه لم یکن لیستدل بهذه الکلمة ( المولی ) لاثبات ما له من حق ...؟! والسؤال الذي یتبادر الی ذهني في الحال هو : من قال أن علیاً رضي الله عنه قد استدل فعلاً بهذه الکلمة لیثبت من خلال ذلك ماله من الحق وأنه هو الخلیفة الشرعي بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم ...؟ هلموا رحمکم الله تعالی واسمعوا لهؤلاء حيث جعلهم المؤلف شهوده علی ما یقول ویدعي : ابن ابي الحدید الخوارزمي ، الحمویني ، سلیمان البلخي ، الکنجي الشاافعي ، ابن قتیبة الشیعي الآخر ...؟! وأما ما کتب ونقل وروي عن الامام احمد بن حنبل وابن حجر العسقلاني فهو محض کذب لا دلیل لدى هذا المفلس یثبت أنهم قالوا مثل هذا الکلام ..؟ وإن کانا هذان الإمامان الجبلان قد قالا أن علیاً هو الخلیفة بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم فعلیك أن تثبت ذلك أولاً قبل أن تتبجح بمثل هذه المفتریات ، ثم إن کان قد قالا ذلك فهذا یعني أنهما لا ولن یکونا یوماً من أهل السنة فضلاً ان یکونا هما الامامان والقدوة لکل من جاء بعدهم من الفضلاء والعلماء ...؟
الإدعاء السادس والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : وأما القرينة الأخرى التي تدل على أن معنى المولى في كلام رسول الله (ص) يوم الغدير هو الأولية في التصرف في شئون الأمة والدولة ، قوله (ص) : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ ، يشير صلوات الله وسلامه عليه إلى الآية الشريفة ( النّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِم)ْ. فقال الحاضرون كلهم : بلى يا رسول الله ! فقال حينئذ : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، فسياق الكلام واضح والمرام أوضح وهو تثبيت ولاية علي (ع) وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما أن النبي أولى بهم .
الحافظ : لقد ذكر هذه الجملة بعض المحدثين وهم قليل فأكثر المحدثين وأعلامهم لم يذكروا بأن النبي (ص) قال : ألست أولى بكم من أنفسكم ! قلت : صحيح أن عبارات المحدثين وألفاظهم في نقل حديث الغدير وخطبة النبي (ص) في ذلك اليوم مختلفة ،ولكن الذين ذكروا جملة " ألست أولى بكم من أنفسكم " عن لسان رسول الله غير قليلين ، إضافة إلى جمهور علماء الشيعة ومحدثيهم وإجماعهم على ذلك . وأما أعلامكم الذين ذكروا هذه الجملة من حديث النبي (ص) وخطبته يوم الغدير فكثير منهم :
1ـ سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة :
2ـ أحمد بن حنبل في / المسند .
3ـ ابن الصباغ المالكي في / الفصول المهمة .
4ـ الحافظ أبو بكر البيهقي في / تاريخه .
5ـ أبو الفتوح العجلي في / الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة .
6ـ الخطيب الخوارزمي في / المناقب / الفصل 14 .
7ـ والعلامة الكنجي الشافعي في / كفاية الطالب / الباب الأول .
8ـ والعلامة القندوزي الحنفي في / ينابيع المودة / الباب 4 .
نقله من مسند الإمام أحمد ومشكوة المصابيح وسنن ابن ماجة وحلية الأولياء للحافظ أبي نعيم ومناقب ابن المغازلي الشافعي وكتاب الموالات لابن عقدة ، وكثير من أعلامكم غير من ذكرنا أسماءهم ، كلهم ذكروا فيما رووا عن النبي (ص) يوم الغدير أنه قال : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا : بلى ! قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ... الخ .
ردنا عليه :
قلت : علیك أن تعلم إنه لا یوجد سني واحد ینکر فضائل علي رضي الله عنه ...؟!! ولکن مردّ الاختلاف بیننا وبینکم یعود الی أمرین مهمین ...؟
ألأول : إن کل ما تقوله او اکثره إنما هو محض افتراء وکذلك کما إننا علی یقین ان مثل هذه الاقاویل والاکاذیب لا توجد في کتبنا وإنما أنت نقلت ذلك من کتبکم
ومصادرکم أنتم ثم نسبت ذلك الینا ....!!کما علیك أن تعلم إن ما لدیکم من کتب ومصادر وما حوت من أباطیل وأکاذیب ومفتریات فهي والمنادیل الورقیة في المیزان سواء ....!!
ثم عليك أن تعلم : أنك رجل قلیل الحیاء وکل ما أتیت به من إدعاءات باطلة وأقوال متهافته فلا يغير من الحقيقة الناصع شيئا كما إنك لا ولن تستطیع أن تخفي بها الحق أو أن تغلبه ...؟!!!
الثاني : انکم یا معشر الشیعة لا شغل لکم إلا بیان ما لعلي رضي الله عنه من فضائل ومناقب أما نحن فقد ذکرنا وبینا کل ما ورد في الصحابة من الفضائل في السنة النبویة ولم نخف من ذلك شیئاً .
الثالث : وهو الأهم فیما بیننا وبینکم ، أنکم من خلال آقوالکم وما ذکرتموه في علي وأهل بیته تعتبرونه إلها من دون الله ( طبعاً انتم لم تقولوا ذلك صراحة ..؟!!) وإنما یعرف ذلك من أقوالکم أما أهل السنة فهو یعتبرون علیاً رضي الله عنه عبدآً من عباد الله الصالحین ليس إلا ...!! .
واما بخصوص هذه الکلمة ( المولی ) فأنا کما ذکرت سابقاً إن کان النبي صلی الله علیه وسلم یقصد بذلك أن علیاً هو الخلیفة من بعده فما الذي یمنع النبي صلی الله علیه وسلم أن یقول ذلك صراحة بدل اللجوء الی استعمال هذه الکلمة ..؟ لماذا لا یقطع الطرق علی عمر ویقولها صراحة : إنه الخلیفة من بعدي ـ الخلیفة ـ ولیس ـ مولی ... ؟
إفهم هذا أيها المعتوه ، فالعربیة لم تکن یوماً لغة هزیلة ركيكة تحتاج الی المفردات فلا تجد ما یسعفها ...؟ أم تراك تقول لنا: إن العیب لم یکن في اللغة وإنما الرسول صلی الله علیه وسلم نفسه لم محيطا أو ملما بمفردات هذه اللغة واشتقاقاتها....؟ أم تراك ترید أن تقول لنا : إن عداوة الصحابة لعلي وکثرة اختلافهم علیه وبغضهم له كل ذلك قد شغل النبي صلی الله علیه وسلم وألهاه عن ذکر هذا الامر بکل صراحة ووضوح ...؟ فهو صلی الله علیه وسلم لم یقل في ذلك الوقت خلیفتي ووصيي لما کان یلقاه ویراه من اختلاف الصحابة وفوضويتهم العارمة ...؟!!!
أجبنا أيها الدعرور إن کان لدیك ما تقوله .....؟؟!! .
الادعاء السابع والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : لقد أثبت المؤرخون وسجل المحدثون أن حسان بن ثابت الأنصاري أنشأ أبياتا في محضر رسول الله (ص) يوم الغدير بعد أن نصب عليا بالخلافة والإمامة وشرح ذلك الموقف الخطير في شعره الشهير بمناسبة الغدير. فقال له رسول الله (ص) كما ذكر سبط ابن الجوزي وغيره : يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنا بلسانك ،وقد ذكر ذلك كثير من أعلامكم منهم : الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المفسر والمحدث الشهير في القرن الرابع الهجري المتوفي سنة 352 في كتابه المناقب . وصدر الأئمة الموفق بن أحمد الخوارزمي وفي المناقب والفصل الرابع من كتابه مقتل الحسين عليه السلام ،وجلال الدين السيوطي في كتابه " رسالة الأزهار " . والحافظ أبو سعيد الخركوشي في " شرف المصطفى " . والحافظ ابو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية . والحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين . والحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي . وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين / باب 12 . والحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية . وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص /20 . والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب الأول . وغير هؤلاء الأعلام من علماء العامة ومؤرخيهم ذكروا عن أبي سعيد الخدري انه قال : أن حسان بن ثابت قام بعدما فرغ رسول الله (ص) من خطابه يوم الغدير ، فقال : يا رسول الله ! أتأذن لي أن أقول أبياتا ؟
فقال له النبي (ص) : قل على بركة الله تعالى .
فصعد على مرتفع من الأرض وارتجل بهذه الأبيات :
يـناديهم يـوم الـغدير نبيهم بـخم فـاسمع بالرسول مناديا
وقـال فـمن مـولاكم و وليكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا
إلـهك مـولانا و أنـت ولينا ولـم تلف منا لك اليوم عاصيا
فـقال لـه قـم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا
مـن كـنت مـولاه فهذا وليه فـكونوا له أتباع صدق مواليا
هـناك دعـا اللهم وال ولـيه و كـن للذي عادى عليا معاديا
فيتضح لكل منصف من هذه الأبيات : أن الأصحاب والحاضرين في يوم الغدير فهموا من حديث النبي (ص) وخطابه وعمله أنه (ص) نصب عليا (ع) إماما وخليفة على الناس ، وأن رسول الله لم يقصد من كلمة المولى سوى الولاية الأولوية والتصرف في شئون العامة . فلذا صرح بذلك حسان في شعره بمسمع منه (ص) ومرأى : فقال له قم يا علي فإننــي رضيتك من بعدي إماما وهاديا .
ردنا عليه :
قلت : بما أن هذه الروایة قد ذکرها سبط بن الجوزي فهي عندنا مردودة لا یحتج بها ، ثم إنك بدل أن تسوق لنا کل هذه القرائن الکثیرة الاولی والثانیة والثالثة والرابعة والخامسة بدل ذلك کله کان یکفیك آیة واحدة تذکرها لنا وقد جاء فیها ذکر علي بکل صراحة ووضوح لنتفق ونخرج من هذا الخلاف الطویل الذي فرق الأمة وجعلها متناحرة متباغضة ...؟!! لا نرید منك سوی آیة واحدة ...؟ ماالداعي الی إنزال کل تلك الآیات الکثیرة في القرآن الکریم ـ کما تزعم ـ والتي اشار فیها ربنا سبحانه الی علي وما له من صفات تؤهله الی هذا المنصب المهم ، ألم یکن في الوسع أن یذکر الله تعالی لنا ذلك بصریح العبارة ویدل الأمة بدلالة واضحة لا لبس فیها ولا غموض لتعرف علیاً وما له من حق علیها ولا حاجة بعد ذلك الى تلك الاشارات الکثیرة والتلمیحات الغامضة ...؟!!
تقولون : إنه کان یخاف من الناس ..؟!! إن کان لهذا الخوف من حقیقة ووجود لم یکن اذاً في ایراد الابیأت الکثیرة من الشعر في مدح علي من فائدة تذکر حتی لو استحسن ذلك رسول الله صلی الله علیه وسلم بنفسه ...؟! الم تکن آیة واحدة خیر من الشعر کله ...؟!
« ولو كان النبي (ص) يقصد غير ما قاله حسان لأمر بتغير شعره ولكنه (ص) أيد شعر حسان وقال له : لا تزال مؤيدا بروح القدس . وفي بعض الأخبار : لقد نطق روح القدس على لسانك ! وهذا البيت يؤيد ويصدق ما رواه الطبري في كتابه الولاية من خطبة النبي (ص) في يوم الغدير فقال فيما قال (ص) » .
قلت: إختر لنفسك ...؟ کیف ترید أن تثبت لنا أحقّیة علي بالخلافة بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم ...؟ هل تثبت ذلك بسکوت النبي صلی الله علیه وسلم ؟؟؟ أم بتلك الابیات التي ألقیت علی مسامع الحاضرین ..؟ أم تراك تثبت ذلك بتلك الکلمة التي تحتمل تلك المعاني العدیدة ...؟ أم تقل : لا، إنما أثبت ذلك لکم بآیة قرآنیة کریمة ...؟!! ألا تتفق معي أن إجماع الأمة وتألیف کلمتها وتماسك وحدتها یستحق کل الاستحقاق وجدیر بأن تنزل في ذلك ولو آیة واحدة تذکر في کتاب الله تعالی ؟!!
الإدعاء الثامن والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : على أي تقدير ، سواء تفسرون حديث رسول الله (ص) بما نفسره نحن الشيعة ، أو بتفسيركم أنتم بأن النبي (ص) أراد من قوله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " أي المحب والناصر فمما لاشك فيه أن الأصحاب خالفوا عليا (ع) بعد رسول الله في قضية الخلافة وخذلوه ولم ينصروه ، فنقضوا العهد الذي أخذه منه نبيهم في الإمام علي (ع) وهذا لا ينكره أحد من أهل العلم والاطلاع من الفريقين . فعلى تقدير معنى المولى وتفسيره بالمحب والناصر ، وأن النبي يوم الغدير أمر أصحابه أن يحبوا عليا وينصروه . فهل هجومهم على باب داره وإتيانهم النار ، وتهديدهم بحرق الدار ومن فيها ، وترويعهم أهل البيت الشريف ، وإيذاؤهم فاطمة وأبناءها ، وإخراجهم عليا من البيت كرها مصلتين سيوفهم عليه ، يهددونه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر ، وضربهم حبيبة رسول الله وبضعته الزهراء حتى أسقطوا جنينها المحسن !! فهل هذه الجرائم والجنيات التي ارتكبها كثير من الصحابة كان امتثالا لأمر النبي (ص) يوم الغدير ؟! أم كان خلافا له وهل كل ما فعلوه من حين السقيفة وبعدها إلى السيدة فاطمة الزهراء (ع) ، يوافق ما فسرتموه من معنى المولى ؟ أم انبعثت وكشفت عن البغضاء والشحناء ؟! وهل هذه الأعمال الوحشية ، كانت المودة التي فرضها الله على المسلمين لقربى رسول الله (ص) ؟ ومن أقرب إلى رسول الله (ص) من فاطمة ؟!
ردنا عليه :
بناءاً علی تلك الاستدلالات الواهیة والتي سبق ذکرها فقد وصل المؤلف الی هذه النتیجة الغریبة والتي تقول : إن الصحابة قد نقضوا العهد وخانوا الامانة ...؟!! ثم کرر المؤلف ذلك الادعاء الکاذب والذي یقول: إن الصحابة قاموا باحراق بیت علي بعد وفاة الرسول الله صلی الله علیه وسلم وهتكوا حرمته باعتدائهم علی زوجته فاطمة بنت رسولهم ونبيهم صلی الله علیه وسلم...؟!!!! .
قلت : إن کلامك هذا من التفاهة والحماقة بمکان لا أری معه أني بحاجة الی رده أو التعقیب عليه ، وذلك لأن علیاً رضي الله عنه وکلنا نعرف کان لا يشق له غبار في الزهد والعبادة كما أنه كان من فقراء الصحابة ولا أظنه کان یملك من المال ما یجعله یصنع باباً لداره رضي الله عنه ، وإنما کان حاله رضي الله عنه کحال معظم فقراء زمانه من الصحابة رضي الله عنهم فهم کانوا یکتفون بوضع الستائر علی أبواب منازلهم بدل الابواب التي شاعت في الازمنة المتأخرة لزمن الصحابة رضي الله عنهم.!!!. وأنا قد أجبت علی هذا الاعتراض سابقاً .
الادعاء التاسع والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله : قد صدر منهم في حياة النبي (ص) نقض العهد أيضا ، فإنهم بايعوا رسول الله (ص) وعاهدوه على أن يقاتلوا دونه ولا يتركوه في المعركة ولا يولوا الدبر للأعداء ، بل يقابلوهم وجها لوجه حتى ينالوا إحدى الحسنيين ، ولقد حذرهم الله سبحانه من الفرار والهزيمة في القتال والجهاد فقال : ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلاَ تُوَلّوهُمُ الْأَدْبَارَ وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وقد ذكر كثير من محدثيكم ومؤرخيكم أن كثيرا من الأصحاب انهزموا وفروا يوم حنين ، وأجمعوا أن جلهم فروا يوم أحد وفي خيبر ومنهم الشيخان وعثمان: أخرج ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج15 / 24 / طبع دار إحياء التراث العربي عن الواقدي قال : ... و كان ممن ولى عمر و عثمان و الحارث بن حاطب و ثعلبة بن حاطب و سواد بن غزية و سعد بن عثمان و عقبة بن عثمان و خارجة بن عامر ... و لقيتهم أم أيمن تحثي في وجوههم التراب و تقول لبعضهم : هاك المغزل فاغزل به !! واحتج أيضا من قال بفرار عمر بما رواه الواقدي في كتاب المغازي في قصة الحديبية قال : قال عمر يومئذ : يا رسول الله ، أ لم تكن حدثتنا أنك ستدخل المسجد الحرام و تأخذ مفتاح الكعبة و تعرّف مع المعرّفين و هدينا لم يصل إلى البيت و لا نحر ؟!! فقال رسول الله (ص) : أ قلت لكم في سفركم هذا ؟ قال عمر: لا . قال (ص) : أما إنكم ستدخلونه و آخذ مفتاح الكعبة و أحلق رأسي و رءوسكم ببطن مكة وأعرّف مع المعرّفين ، ثم أقبل (ص) على عمر و قال : أ نسيتم يوم أحد ( إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ ) وأنا أدعوكم في أخراكم! أنسيتم يوم الأحزاب ( إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وتظنون بالله الظنونا ! أنسيتم يوم كذا ! و جعل (ص) يذكرهم أمورا . أنسيتم يوم كذا ! فقال المسلمون صدق الله وصدق رسوله ، أنت يا رسول الله أعلم بالله منا . فلما دخل عام القضية و حلق رأسه قال : هذا الذي كنت وعدتكم به ، فلما كان يوم الفتح وأخذ مفتاح الكعبة قال (ص): ادعوا لي عمر بن الخطاب ، فجاء فقال(ص) : هذا الذي كنت قلت لكم . قالوا : فلو لم يكن فر يوم أحد لما قال (ص) له : أنسيتم يوم أحد ( إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ) .
ردنا عليه :
قلت:أولاً: کان یجدر بك أن تذکر وتشیر الی تلك المعرکة والغزوة المبارکة التي غزاها الصحابة رضي الله عنهم مع نبیهم ألا وهي غزوة بدرالكبرى والتي کان عدد الصحابة فيها یتجاوز الثلثمائة مقاتل بقليل بينما عدد المشرکین فیها کان ألف مقاتل أو یزید....!! لماذا لم تشر الی ذلك الجهاد المبارك وتلك الروح الجهادية والمعنویة العالیة حینما کان الصحابة رضي الله عنهم مع نبیّهم في مکة حیث تحملوا في سبیل دینهم وإیمانهم أشد العذاب وأقساه ، وعانوا ما عانواطیلة إثنا عشر عاماً من الصبر والجهادوالمعاناة والعذاب والتشريد والإضطهاد والظلم الذي کان يصب فوق رؤوسهم صباً دون أن یردهم ذلك عن دینهم واسلامهم ....؟! لماذا لم تشر الی الغزوات الکثیرة التي شارك فیها هؤلاء الصحابة الابرار مثل غزوة خیبر والخندق وذات الرقاع ومؤتة وتبوك..؟ هل نسیت ذلك کله أم تراك تنکره ..؟
ثانیاً : إن الصحابة لم یجبروا علی الذهاب الی غزوة أحد حتی یفرّوا ...؟!! إنما ذهبوا رضي الله عنهم وارضاهم بکل رضاً وطواعیة ناذرين الأنفس والمهج في سبیل الله تعالی رخيصة حماية للدین والعقیدة ، ثم لم یکن هناك نظاماً عسکریاً یجبرهم علی ذلك کالذي عندکم من الأنظمة والدساتیر ...؟!!
ثالثاً : هل تتألا علی الله ...؟ أم ترید أن تکون ربّاً والهاً من دونه سبحانه ..؟ إن الذین فروا وأخطأوا قد غفر الله لهم قال تعالی « إن الذین تولوا منکم یوم التقی الجمعان إنما آستزلهم الشیطان ببعض ما کسبوا ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور رحیم » هل سمعت .....؟ « ولقد عفا الله عنهم » ؟!!.
رابعاً : إن کل من لدیه إلمام وخبرة وتجربة یعلم ذلك فالحربّ کر وفر ، أما الذي لم یجاهد ولم یدرك المعمعة ويشاهدها ولم یجهد نفسه فیدخل ساحات الوغی والفداء فهذا محروم من نعمة العلم في هذا المیدان ولا یمکن أن یدرك حقیقة ما نقول ...!!
خامساً : إن الذین فروا في غزوة أحد إنما فروا بعد اعتقادهم أن رسول الله قد قتل وأن الجیش کله قد انسحب من ارض القتال ، وظنوا أن القتال بعد هذه المصائب الجسام التي مني بها المسلمون لا جدوی منه وبهذا لا أظن أن هناك من الاثم العظیم علی الفارّ اذا فر ...؟
انظر جیداً وافتح عینیك الی فعل استاذك وشیخك الذي أکثرت من الاستدلال باقواله في کتابك ، شیخك وقدوتك ابن أبي الحدید هذا کان خادماً ، نعم رضي أن یکون أحد عملاء وخدم المغول في حملتهم الظالمة الغاشمة علی دیار المسلمین ، وعندما استولی الروس علی ربع ایران تقریباً کان اباؤك واجدادك مشغولین في فض الابکار وتقبیل النساء وشم النحور ...؟ هل تعرف أنت واجدادك واسلافك الفجرة ما هي الحرب وما معنى الجهاد والإستشهاد ...؟ إن ابنك في ایران لم یشارك ولو لساعة واحدة في القتال الذي دام سنوات عدیدة بین العراق وایران .؟ هؤلاء هم علماء الشیعة ومعممیهم لم نر أو نسمع أنهم قدموا أحداً من أبنائهم في عداد مئات الالوف من القتلی والجرحی من أبناء الشعب الایراني..؟!!
الادعاء الثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : سب الصحابة والطعن بهم وذكر معايبهم لا يستوجب كفر قائله ...!!
ردنا عليه :
قلت: أنا کذلك أعلم ذلك ..؟ أعلم أنه لا یکفر ولو زني بأمه ....؟ ولکن هل تظن أن من یفعل ذلك یکون مستریحاً هادئ البال ، فقط لأنه لم یحکم علیه بالکفر ...؟!
الادعاء الحادي والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : فرار الصحابة وهزيمتهم في الحديبية .
ذكر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة كما ذكر ذلك عامة المؤرخين من أهل السنة أن معظم الصحابة ومنهم عمر بن الخطاب لم يرضوا بصلح الحديبية وغضبوا لذلك ، كما أنهم قد عاتبوا الرسول وقالوا : إننا لا نريد صلحا بل نريد الحرب والقتال فلماذا تصالحهم ..؟! .
فقال الرسول : إن كنتم تريدون الحرب والقتال فأنتم بالخيار ، وبناءا على ذلك حمل الصحابة على قوات قريش ولكنهم هزموا أمام جيشهم وذلك لأنهم كانوا على أهبة الإستعداد التام للمواجهة والقتال وفروا أمام قريش وانهزموا من ميدان المعركة ، بل إنهم حتى لم يتمكنوا من الصمود مع النبي في المعركة فولوا على أعقابهم مدبرين لا يلوون على أحد حتى بلغوا الصحراء ....!! عندها أمر النبي عليا أن يسل سيفه ويحمل على قريش ليدفعهم عن الرسول وما أن رأت قريش عليا مقبلا حتى لاذوا بالفرار وولوا مدبرين ، عندها عاد الفارون من الصحابة واجتمعوا حول الرسول وهو في غاية الحياء والخجل ثم قدموا اعتذارهم وأسفهم للرسول بسبب لما حدث ...!! .
ردنا عليه :
قلت : هل یقول رجل مثل هذا علی سبیل التسلیة والتندر ...؟ نعم نقل تلك القصة الوهمیة الخیالیة ابن ابي الحدید في کتابه ...!! وکأنه لم یکن یعلم من قبل ان هذا المؤلف الذي یضم اکثر من عشرین مجلداً فیه مثل هذه الاساطیر والخرافات ...؟!! ولکني لا أرید أن أقف عند هذه المهزلة وقفة المتفرج من غیر أن أستنتج منها نتیجة من خلال هذه المعادلة الریاضیة المتواضعة فأقول : بناءاً علی ما حکیت لنا هذه القصة فلدینا هنا نظریة تقول :
أولاً : أن قریشاً کانت أقوى من عمر وبقیة الصحابة. ..؟!
ثانیاً : قریش کانت أضعف موقفاً وسلطانا اتجاه علي ! فبناءاً علی ذلك وبما أن قریشاً کانت أقوی من عمر واتباعة وبالمقابل نجدها أضعف جانبا أمام علي فيتضح لنا ان البرهان لهذه المعادلة یقول لنا : أن علیاً کان أقوی من العمريین أجمعهم ؟!!
والمطلوب اثباته هو: کیف استطاع العمریون أن یغتصبوا حق علي ثم یوثقوه
ویعتدوا علی زوجته ویسقطوا جنینها مع انهم کانوا أضعف ناصراً وأقل جنداً ...؟!!
الإدعاء الثاني والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : ربنا يعلم أن الشيعة قوم ليسوا أهل جدل .
ردنا عليه :
قلت: تبین لي با لا یدع مجالاً للشك أنك صاحب بهت وکذب وجدل فقد برح لؤمك وظهر باطنك الخبیث لكل ذي عینین فرماك الله بلیلة لا أخت لها أیها الهبلع البطریز النفاج ....!!!.
الادعاء الثالث والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله :
فدك حق فاطمةعليها السلام
بعدما رجع النبي (ص) إلى المدينة نزل جبرئيل من عند الرب الجليل بالآية الكريمة : (وَآتِ ذَا
الْقُرْبَى حَقّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السّبِيلِ وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرا ً) فانشغل فكر النبي بذي القربى من هم ؟
وما حقهم ؟ فنزل جبرائيل ثانيا عليه (ص) وقال : إن الله سبحانه يأمرك أن تعطي فدكا لفاطمة
(ع) فطلب النبي (ص) ابنته فاطمة (ع) وقال : إن الله تعالى أمرني أن أدفع إليك فدكا ، فمنحها
وتصرفت هي فيها وأخذت حاصلها فكانت تنفقها على المساكين .
ردنا عليه :
قلت: إن هذه الآية الكريمة لا تعتبر دليلا صحيحا على ما تدعونه ، وهذا أمر في غاية الغرابة بل هو من المستخيلات والممتنعات ، وذلك لانه مما يعلمه الجميع أن المسلم لا يرث مورثه إلا بعد وفاته ،وربما تقولوا أن هذا لم يكن إرثا بل كان هدية أو هبة .
قلت : الهبة لا تكون من الحقوق التي يجب أدائها ، وبهذا يعرف أن الآية لا دخل لها بهذا الموضوع .
الادعاء الرابع والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : لقد صرح بهذا التفسير كبار مفسريكم وأعلامكم منهم : الثعلبي في تفسير كشف البيان ، وجلال الدين السيوطي في الدر المنثور : ج4 رواه عن الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المتوفى عام 352 ، وأبو القاسم الحاكم الحسكاني والمتقي الهندي في كنز العمال وابن كثير الدمشقي الفقيه الشافعي في تاريخه والشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودة / باب 39 نقلا عن الثعلبي وعن جمع الفوائد وعيون الأخبار أنه لما نزلت : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقّهُ ) دعا النبي (ص) فاطمة فأعطاها فدك الكبير . فكانت فدك في يد فاطمة (ع) يعمل عليها عمالها ، ويأتون إليها بحاصلها في حياة النبي (ص) وهي كانت تتصرف فيها كيفما شاءت ، تنفق على نفسها وعيالها أو تتصدق بها على الفقراء والمعوزين . ولكن بعد وفاة رسول الله (ص) أرسل أبو بكر جماعة فأخرجوا عمال فاطمة من فدك وغصبوها وتصرفوا فيها تصرفا عدوانيا !
ردنا عليه :
قلت : بعد هذه المقدمة ماذا یرید أن یفهمنا ویقول لنا ......؟!! بعد عودة النبي صلی الله علیه وسلم الی المدینة انزل جبریل علیه السلام هذه الآیة علیه وهي قوله تعالی « وآت ذا القربی حقّه والمسکین وابن السبیل ولا تبذر تبذیرا » الاسراء /6 .
وکما کان خراج فدك کله في تصرف فاطمة وذلك في حیاة الرسول صلی الله علیه وسلم فکانت بعد أن تصل االیها الأموال تبقي لنفسها وعیالها قوت لیلة واحدة
وتتصدق بالباقي علی فقراء بني هاشم کما یکون في ذلك المال نصیب لسائر فقراء المسلمین من غیر بني هاشم ، أما حین توفي النبي صلی الله علیه وسلم فقام خلیفة ذلك الزمان باغتصاب هذا الحق ومصادرته من غیر أي مبرر یبیح له ذلك ..؟!!
ـ ثم يتساءل ـ استحلفکم بالله وأسألکم به أن تنصفوا وتحکموا بالعدل ثم قولوا لنا ماذا تسمون مثل هذا العمل ....؟!!
فیرد علیه الحافظ السني مبهوتاً متحیراً لا یدري ماذا یقول : إني لم أکن أعلم ذلك کما أنها المرة الأولی التي اسمع فیها : أن النبي صلی الله علیه وسلم کان قد أعطی الحق لفاطمة في حیاته وقبل مماته أن تتصرف في فدك کما تشاء وان ذلك بأمر من الله تعالی ...؟!! فیرد علیه المدعي الکذاب ویقول له : أنتم لم تعلموا ذلك وما رأیتم هذه الحقائق الثابتة ولم تطلعوا علیها أما نحن فقد رأینا الکثیر والکثیر، وقد أقر بذلك کبار علمائکم وذکروه في کتبهم وتآلیفهم المعتبرة...!!!
قلت : هکذا إذاً ؟ تتنزل الآیات تلو الآیات في حق علي وفاطمة دون أن یعلم ذلك علماء الأمة المعتبرین کما تسمیهم أنت ولم یقف على ذلك أو یعلمه الا أنتم وأمثالکم أیها المتعالمون الرعادید ...؟!! هل یعقل أن ینزل هذا الحق في کتاب الله تعالی وتشهد بذلك الآيات ولکن الله تعالی یجعل کل ذلك من قیل الاشارة والتلمیح دون التوضیح والتصریح...؟!! ثم هل فهمکم لهذا التلمیحات والاشارات وکل تلك الأستنباطات وحي أنزل علیکم من عندالله ، أم أنه علم خصکم الله تعالی به دون سائر خلقه ...؟ أم إنه التأویل المتعسف الذي لم یسبقکم به أحدُ من البشر ...؟
هل لکم أن تجیبونا علی هذا السؤال .. : نعم سؤال واحد أرید الإجابة علیه !! هذا هو خلیل الله ورسوله إبراهيم علیه الصلاة والسلام وقد قص الله علینا خبره فقال جل شأنه « وإذ قال ابراهیم رب أرني کیف تحيي الموتى قال أولو تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزیز حکیم» البقرة /260 .
نعم لقد استجاب الله تعلی لنبیه حنیما سأله سؤال المؤمنین الصادقين أن یريه الله تعالی کیف یحیي الموتی ، فأمره بما أمر ثم أحیا له الطیر بعد موتها ليطمئن قلبه صلی الله علیه وسلم ، أما نحن فلم نسأل الله تعالی ذلك إنما سؤالنا هو: لماذا لم یقل ذلك ویذکر صراحة في القرآن الکریم...؟ لماذا لم یرد في ذلك آیة صریحة واضحة تذکر هذا الحق لعلي وأهل بیته حتی تطمئن قلوبنا بعد أن تذكرها لنا ونعلم أن قد صدقتنا أیها المؤلف المهذار ...؟ إنك لو أجبتني علی هذا السؤال فأنا على استعداد أن أكون شيعيا مرة أخرى ...!!
أنتم یا معشر الشیعة من أکذب الخلق وأقبحهم ، فما علمتکم الا مختلفین متناقضین في أقوالکم وادعاءاتکم ، فمرة تقولون أن فدك کان هبة وهبت لهم ومرة تقولون : إنه إرث ورثوه بعد وفاة النبي صلی الله علیه وسلم ..!! فهل کان النبي صلی الله علیه وسلم یتحزب ویتعصب لقومه وعشيرته دون المسلمین ..؟ أم کان صلی الله علیه وسلم یؤثر أهله وذریته واحفاده ببیت مال المسلمين ويجعل كل ذلك وقفا عليهم دون أن یکون للمجاهدین وعامة المسلمین نصیب فیه...؟!!
الادعاء الخامس والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : قال الحافظ السني : حاشا أبو بكر أن يتصرف في ملك فاطمة تصرفا عدوانيا ، وإنما كان سمع من النبي (ص) قوله : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة " . وقد استند إلى هذا الحديث الشريف وأخذ فدك . هل الأنبياء لا يورّثون ؟ فرد عليه قائلا : أولا : نحن نقول : بأن فدك كانت نحلة وهبة من النبي (ص) لفاطمة (ع) وهي استلمتها وتصرفت فيها فهي (ع) كانت متصرفة في فدك حين أخذها أبو بكر . وما كانت إرثا .
ثانيا : الحديث الذي استند عليه أبو بكر مردود غير مقبول لأنه حديث موضوع لوجود اشكالات فيه .
الحافظ : ما هي اشكالاتكم ؟ ولماذا يكون مردودا ؟
قلت : أولا : واضع الحديث عندما وضع على لسانه بأنه صلى الله عليه وآله قال : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " قد غفل عن آيات المواريث التي جاءت في القرآن الحكيم ، في توريث الأنبياء ، ولو كان يقول : سمعت النبي (ص) يقول : أنا لا أورث لكان له مخلص من آيات توريث الأنبياء في القرآن فالصيغة الأولى : نحن معاشر الأنبياء لا نورث تعارض نص القرآن الحكيم ، فتكذيب أبا بكر ورده أولى من نسبة النبي (ص) إلى ما يخالف كتاب الله عز وجل .
كما أن فاطمة الزهراء (ع) أيضا احتجت على أبي بكر وردته وردت حديثه بالاستناد إلى القرآن الحكيم فإنه أقوى حجة وأدل دليل واكبر برهان .
استدلال الزهراء عليها السلام وخطبتها
نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج6 /211 / طبع دار إحياء التراث العربي ، عن أبي بكر الجوهري بإسناده عن طرق مختلفة تنتهي إلى زينب الكبرى بنت فاطمة الزهراء (ع) وإلى الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه (ع) وإلى الإمام الباقر بن جعفر ـ محمد بن علي ـ (ع) وإلى عبد الله بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط (ع) قالوا جميعا : لما بلغ فاطمة (ع) إجماع أبي بكر على منعها فدكا ، لاثت خمارها ، و أقبلت في لمة من حفدتها و نساء قومها تطأ في ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (ص) ، حتى دخلت على أبي بكر و قد حشد الناس من المهاجرين و الأنصار، فضرب بينها و بينهم ريطة بيضاء ـ و قال بعضهم : قبطية ، و قالوا قبطية بالكسر و الضم ـ ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم ، ثم قالت : أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد و الطول و المجد ، الحمد لله على ما أنعم و له الشكر بما ألهم ، وذكر خطبة طويلة جيدة قالت في آخرها : فاتقوا الله حق تقاته وأطيعوه فيما أمركم به ، فإنما يخشى الله من عباده العلماء ، و احمدوا الله الذي لعظمته و نوره يبتغي من في السموات و الأرض إليه الوسيلة . و نحن وسيلته في خلقه ، و نحن خاصته ومحل قدسه ، و نحن حجته في غيبه ، و نحن ورثة أنبيائه ، ثم قالت : أنا فاطمة ابنة محمد أقول عودا على بدء ، و ما أقول ذلك سرفا و لا شططا ، فاسمعوا بأسماع واعية و قلوب راعية! ثم قالت : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم و أخا ابن عمي دون رجالكم ... ثم ذكرت كلاما طويلا تقول في آخره : ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ؟ إيها معاشر المسلمين ! اتبتز إرث أبي يا بن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي !! لقد جئت شيئا فريا !! .................إلى آخر خطبتها. وجاء في بعض الروايات كما في كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري وغيره ، أنها قالت في خطبتها: أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ! إذ يقول الله جل ثناؤه : ( وورث سليمان داود واقتص من خبر يحيى وزكريا إذ قال : ( فَهَبْ لِي مِن لّدُنكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبّ رَضِيّاً) وقال تبارك وتعالى : ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُم لِلْذّكَرِ مِثْلُ حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ) فزعمتم أن لا حظ لي ولا أرث لي من أبي ! أفخصّكم اللّه بآية أخرج منها أبي ؟!
ردنا عليه :
قلت: أن المؤلف لا یری أن فدك کان میراثا یورث فإنه أصر علی رد هذا الحدیث وإثبات ضعفه وکذبه وأقصد بذلك قوله صلی الله علیه وسلم: ( نحن معشر الانبیاء لا نورث )، حیث قال: إن کان هذا الحدیث صحیحاً وأن الانبیاء لا یورثون فماذا تقولون في تلك الآیات الکثیرة التي جاءت في القرآن الکریم ..؟ وما هو المقصود منها ...؟
قال تعالی « وورث سلیمان داود » النمل/16 .
وقال تعالی « یرثني ویرث من آل یعقوب » مریم/6 .
وقال جل شأنه في موضع آخر « وزکریا اذ نادی ربه ربّ لا تذرني فرداً وأنت خیر الوارثین» الانبیاء /89 .
وقال تعالی « فاستجبنا له ووهبنا له یحیی» الانبیاء/90 .
قلت: کأني أراك لا تعرف الفرق بین دلالات کلمة ( شیر ) والتي تعني بالفارسیة الحلیب ، ومن معانیها کذلك الأسد وصنبور الماء ...؟!! هل ترید أن تقول: بما أن الکلمة واحدة فالمعنی واحد کذلك ...؟ إن کنت تقول أن العلماء هم ورثة الأنبیاء
وتصدق به فما الذي یدل علیه هذا القول ...؟ هل یعني ذلك وجوب تقسیم أموال الأنبیاء ودوابهم واراضیهم وثیابهم علی العلماء بعد موتهم ..؟ أم تراك تقول: إن المقصود هنا هو إنهم یرثون علمهم ....؟ إذا کان المقصود بالمیراث هنا هو العلم والحکمة فما لك تظن بسیدنا زکریا ذلك الظن السيء حین قلت: إنه کان یدعوا ربه عشرات السنین لکي لا یجعل الفراش الذي تحت قدمه والمسکن المتواضع الذي یسکنه بلا وارث ...؟ هل کان زکریا هو الوحید من آل یعقوب لیطلب لهم وارثا ...؟ وهل تظن ان داود علیه السلام لم یکن له من الولد غیر سلیمان علیه السلام حتی یکون سلیمان هو الوحید الذي تفرد بذلك المیراث الذي تركه داود من الفرش والمقاعد وأدوات المطبخ من صحون وأواني واکواب وأباریق وکذلك طاولته وکرسیه ...؟!!!
إنك تعلم جیداً قبل غیرك أن المراد هنا هو میراث العلم والحکم والنبوة ...!! هل نجعل حکم الخمیني لایران برهة من الزمن دلیلاً علی منح جزیرة کیش لابنه ووارثه من بعده حتی تطالبنا أنت وأمثالك بوجوب أداء أبي بکر لفاطمة ما ترکة النبي صلی الله علیه وسلم من أرض فدك وغيرها ... ؟هل ورث النبي صلی الله علیه وسلم أرض فدك عن آبائه لتکون بنته فاطمة رضي الله عنها المستحقة لذلك من بعده ....؟ثم ألا توافقني الرأي أننا بهذا الحدیث نكون قد حرمنا أزواج النبي صلی الله علیه وسلم ولا سیما عائشة و حفصة رضي الله عنهما من میراث زوجهما ...؟ ثم هل أعطی عليّ رضي الله عنه هذا الحق من أرض فدك حینما أصبح خلیفةُ للمسلمین لأبناء فاطمة ورد الحق المغتصب الى أهله حتى تطالب ابا بكر بذلك ..؟ هل تدعي محبة ابناء علي اکثر من أبیهم نفسه ...؟ أم تراك تعرف الاسلام والدین و الحرص علی أداء الحقوق أکثر منه ....؟!!
إن کنت صادقاً فیما تقول وأن فدك کانت هبة ، فالماذا جاءت فاطمة رضي الله عنها تطلب میراثها من أبیها ...؟
الا یکون هذا الاختلاف والتناقض في اقوالکم وادعاءاتكم دلیل واضح وبرهان ساطع علی کذبکم وبهتانکم ....؟
الادعاء السادس والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : روى المحدثون أن عليا عليه السلام جاء إلى أبي بكر وهو في المسجد، و حوله حشد من المهاجرين و الأنصار. فقال (ع) : يا أبا بكر لم منعت فاطمة نحلتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وقد ملكتها في حياته ؟! فقال أبو بكر : فدك فيء للمسلمين، فإن أقامت شهودا أن رسول الله أنحلها فلها و إلا فليست حقّ لها فيه. قال علي (ع) : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله تعالى ؟
قال : لا .
قال (ع) : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ، فادعيت أنا فيه، من تسأل البينة ؟
قال : إيّاك أسأل .
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة منها على ما في يديها ! وقد ملكته في حياة رسول الله (ص) وبعده .
فسكت أبو بكر هنيئة ، ثم قال : يا علي ! دعنا من كلامك ، فإذا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهي فيء للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة فيها !!
ردنا عليه :
قلت: قد أجبتك علی هذا الادعاء ، وأما بشأن هذا المدعو ابن ابي الحدید فلا أدري لماذا تصر الشیعة علی قولها : أنه من أهل السنة مع أنه یتفوه ویصدر منه مثل هذا الکلام ...؟!!.
الادعاء السابع والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج : 16/ 214 ـ 215/ ط دار إحياء التراث العربي عن أبي بكر الجوهري بإسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة قال : فلما سمع أبو بكر خطبتها شق عليه مقالتها فصعد المنبر وقال : أيها الناس ! ما هذه الرعة إلى كل قالة أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله (ص) ؟! ألا من سمع فليقل ! و من شهد فليتكلم ! إنما هو ثعالة ، شهيده ذنبه ، مربّ لكل فتنة ، هو الذي يقول : كروها جذعة بعد ما هرمت ، يستعينون بالضعفة ، ويستنصرون بالنساء ، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت و لو قلت لبحت ، إني ساكت ما تركت . ثم التفت إلى الأنصار فقال : قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم ، وأحق من لزم عهد رسول الله (ص) أنتم ! فقد جاءكم فآويتم و نصرتم ، ألا إني لست باسطا يدا و لا لسانا على من لم يستحق ذلك منا ،ثم نزل فانصرفت فاطمة (ع) إلى منزلها . أيليق هذا الكلام البذيء والبيان الرديء لمدعي خلافة النبي (ص) ؟!
أيجوز لشيخ كان صاحب رسول الله (ص) أن يمثل بنت رسول الله وبضعة لحمه ، بالثعلب أو بأم طحال الفاجرة ؟!
ويمثل الإمام علي عليه السلام بذنب الثعلب وهو الذي عظم الله قدره وأكبر شأنه في كتابه وجعله نفس رسول الله (ص) في آية المباهلة بلا منكر !! إلى متى تغمضون أعينكم وتصمون آذانكم وتختمون على قلوبكم بالتغافل والتعصب ؟! فتنكرون ضوء الشمس في الضحى وتعيشون الجهل والعمى !! افتحوا أعينكم وآذانكم وقلوبكم ، واخرجوا عن الغفلة والتعصب ، وادخلوا مدينة العلم والحكمة من بابها التي فتحها النبي (ص) واعرفوا الحق وتمسكوا به وكونوا أحرارا في دنياكم ! أيها الحافظ : فلو إن قائلا في هذا المجلس يقول بأن الحافظ كالثعلب والشيخ عبد السلام ذنبه ، ويقول : أن زوجة الحافظ تكون مثل فلانة الفاجرة !! ما كنت تصنع به ؟ أ كنت تسكت على تجاسر ؟ أم تقولون : إن كلامه ليس بتجاسر ؟! حتما تحسب كلام القائل بالنسبة إليك سبا صريحا وشتما وقيحا ، يستحق أن ترده بأخشن جواب ! وربما أمرت أتباعك ومحبيك بضربه وتأديبه وتعذيبه وتأنيبه ، والكل يعطونك الحق في ذلك ، إذا .. كيف تريدون منا أن نصبر على تجاسر أبي بكر وسبه وشتمه لأبينا أمير المؤمنين وجدتنا فاطمة عليهما السلام ؟ كيف نتحمل من أبي بكر وهو يدعي خلافة جدنا النبي فيصعد منبره ويعبر بتلك التعابير الركيكة عن جدتنا الزهراء وأبينا أمير المؤمنين ، فيشتمهم ذلك الشتم القبيح ويسبهم السباب الوقيح ، ملوحا أو مصرحا ؟! استغراب ابن أبي الحديد :
يستغرب ابن أبي الحديد ويتعجب من جواب أبي بكر فلذلك يقول : قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري ، و قلت له : بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح. قلت لو صرح لم أسألك . فضحك و قال : بعلي بن أبي طالب (ع) . قلت : هذا الكلام كله لعلي يقوله ؟! قال : نعم ، إنه الملك يا بني ! قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بذكر علي ، فخاف من اضطراب الأمر عليهم ، فنهاهم .
ردنا عليه :
ما أکذبك وأنت تتفوه بمثل هذه التخرصات التي یمجها کل حس سلیم .
أتقول إن أبابکر کان یسب ویشتم علیاً ...؟ ما الذي یدعوه الی مثل هذا ..؟ ثم هل ترید منا وبناءاً علی هذه الأکاذیب والمفتریات التي تتبجح بها أن نوافقك القول أن ابابکر کان رجل سوءٍ...؟
دعني اقول لك أیها البطریز الهتر : إن هذا الحدیث الذي تستدل به حدیث لا یصح ثم کیف ترید أن نجعل الحق معك وأنت تعتمد في اقولك وادعاءاتك علی رجل شیعي بغيض متعصب جاهل هدانٍ هجیري مثلك ...؟!! ثم ترید أن تخدعنا لنصدق قولك أن ابن ابي الحدید کان في حیرة وعجبٍ من أمره وهو یسمع سبّ ابي بکر رضي الله عنه لعلي رضي الله عنه ..؟ قلت: ان هذا التلبیس والتدلیس والمراوغة لا تنطلي علینا ، وذلك لاننا لو سمعنا یوماً ان ابن ابي الحدید هذا قد اثنی علی ابي بکر رضي الله عنه وذکره بالحسنی فإن ذلك لعمر الحق هو العجب العجاب وليس العكس ...؟!!
الادعاء الثامن والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله: من آذى عليا فقد آذى رسول الله ومنه يعلم أن أبا بكر قد آذى رسول الله ....!! . روى كثير من أعلامكم ومحدثيكم أن النبي (ص) قال في علي وفاطمة : من آذاهما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ،وقال (ص) : من آذى عليا فقد آذاني ، وجاء كذلك ( من آذى عليا فقد آذاني ) وقال : ( علي مع الحق والحق مع علي حيث دار ) .
ردنا عليه :
قلت: أما الحدیث الأول فقد صح وروده في کتبنا وهو في حق الصحابة أقرب منه الى علي ومع ذلك فإنه لیس بالقوي ولا ینتهض للإحتجاج به وأما الحدیث الثاني فصحیح ثابت وأما الثالث فکذب لا یصح رفعه الی النبي صلی الله علیه وسلم أو نسبته الیه .
بدیهة عند کل مسلم أن أبابکر رضي الله عنه لم یسبّ علیاً رضي الله عنه ولا یصدر من الصدیق مثل هذا العمل الشنیع البته ، فلا تفرض علینا استهتارك وفلسفتك الجوفاء وعباراتك الخرقاء فإن فیها خسران الدنیا والآخرة ، واعلم کذلك ان هناك الکثیر من الأحادیث الضعیفة والموضوعة جاءت في کتبنا ووضعها الشیعة أمثالك في مدح علي والاکنار من تلك الأحادیث التي هو رضي الله عنه في غنىً عن کل هذا الکذب والبهتان علی نبي الله صلی الله علیه وسلم ، نعم إنما اختلق هذه الأحادیث اولئك الشیعة الذین کانوا یتظاهرون أنهم من أهل السنة الجماعة وانا باستطاعتي أن آتیك بأحادیث کثیرة جداً في فضائل الصدیق رضي الله عنه وهي کذلك قد ذکرت في کتبنا، فإن کنت تصدق وتعتمد علی تلك الاحادیث التي جاءت في علي رضي الله عنه فعلیك أن تقبل وتسلم بکل ما ورد في ابي بکر رضي الله عنه كذلك فالاحادیث کلها من مصدر واحد ...!!
الادعاء التاسع والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله : وقال (ص) : من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله. فلا شك أن الله سبحانه يعذب ساب علي عليه السلام أشد العذاب ، كائنا من كان ، وقد فتح العلامة الكنجي الشافعي بابا في كتابه كفاية الطالب وهو الباب العاشر في كفر من سب عليا عليه السلام ، روى بسنده عن يعقوب بن جعفر بن سليمان قال حدثنا أبي عن أبيه قال : كنت مع أبي عبد الله بن عباس و سعيد بن جبير يقوده فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علي بن أبي طالب عليه السلام ! فقال لسعيد بن جبير ردني إليهم ، فوقف عليهم ، فقال : أيكم الساب لله عز و جل ؟ فقالوا : سبحان الله ما فينا أحد سب الله ، فقال : أيكم الساب رسول الله ؟ قالوا : ما فينا أحد سب رسول الله ص . قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب ع ؟ فقالوا : أما هذا فقد كان !! قال : فأشهد على رسول الله ص سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب : من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار.
ردنا عليه :
قلت: أولاً: لم یثبت في دلیل صحیح أو قول ثقة مؤتمن یعتمد علیه أن أبابکر ر ضي الله عنه وأرضاه قد سبّ علیاً وشتمه ، ولن نبدل دیننا أو نرتد علی اعقابنا بعد إذ هدانا الله لقول ابن ابي الحدید وأمثاله من الخونة والمرتدین .
ثانیاً: هذا الحدیث کذب لا یثبت، نعم إنه کذب فالکنجي الشافعي لم یکن یوماً من رواه الحدیث وأهله وهو شیخ سوءٍ صاحب هتر صخابٍ مثلك ....!!
ألم یکن هو ذلك الرجل الذي کان یدلّ المغول والتتار علی عورات المسلیمین فقطعه المسلمون أرباً إرباً بالسکاکین جزاء خیانته وتآمره وعمالته وردته وتواطؤه مع اعداء الله تعالی ....؟!!
الإدعاء التسعون بعد المائة الثانیة وقوله : أننا نعلم بأن الإمام علي (ع) هو عَيْبَة علم رسول (ص) وهو الذي قال فيه النبي (ص) كما نقله علماء الفريقين : " أنا مدينة العلم وعلي بابها وأنا دار الحكمة وعلي بابها ، ومن أراد العلم والحكمة فليأت الباب، " ثم يرد على الشيخ السني المزعوم : قلت : أما نفيك الحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها فهو تحكم وتعصب ، لأن كثيرا من أعلامكم ذكروه في كتبهم وإسنادهم وحسنوه وصححوه ، منهم : الثعلبي ، والحاكم النيسابوري ، ومحمد الجزري وبن جرير الطبري والسيوطي والسخاوي والمتقي الهندي والعلامة الكنجي ومحمد بن طلحة والقاضي فضل بن روزبهان والمناوي وابن حجر المكي والخطيب الخوارزمي والحافظ القندوزي والحافظ أبو نعيم وشيخ الإسلام الحمويني وابن أبي الحديد المعتزلي والطبراني وسبط بن الجوزي والنسائي وغيرهم.
ردنا عليه :
یدعي المؤلف المهذار أن هذا الحدیث صحیح وقد اتفق الفریقان علی ذلك ...!! ثم ذکر من أئمة أهل السنة هؤلاء الستة : سلیمان البلخي والثعلبي والفیروزآبادي والحاکم النیسابوري ومحمد الجزري والطبري والسیوطي والسخاوي والمتقي الهندي والکنجي الشافعي وابن طلحة الشافعي وفضل بن روزبهان وابن حجر المکي والخوارزمي وابن المغازلي والدیلمي ومیرسید علي الهمداني والحموینيِ
وابن ابي الحدید المعتزلي والطبراني وسبط بن الجوزي وابو عبدالرحمن النسائي .
قلت : أیها الأصدقاء إخواني السنة ....! هل عرفتم من هم علماؤکم وفریقکم ؟ فاعلموا إذاً أن البخاري لا یعتبر من کبار علمائکم ...!! أتعرفون لماذا ...؟ لأنه یقول : إن هذا الحدیث ضعیف لا یصح ...؟!!.
والترمذي کذلك لا یعد من کبار علمائنا لأنه قال : هذا حدیث منکر .
کما قال الإمام أحمد بن حنبل : أخزی الله راوي هذا الحدیث ( یعني أبا الصلت )
ولکن لا أدري ما وزن الإمام أحمد بن حنبل وما قیمته أمام المتقي الهندي؟!! هل تعرف أیها المدعي الدعرور ماذا قال الإمام ابن حبان علیه الرحمة ...؟ أم أنه الآخر بنظرك لا یسامي أو يصل الى تلك المنزلة الرفیعة والمقام الکریم الذي تبوأه سليمان البلخي هذا ...؟ ثم لماذا سمیت سلیمان البلخي هنا بسلیمان القندوزي...؟ هل ترید أن یعتقد الناس أن هذا غیر ذلك ..؟ لتزید من رصید شواهدك وأدلتك ..؟ ثم ماذا قال الامام یحی بن معین ...؟ لماذا لم تذکر رأیه ولو أن تمر علیه مرّ الکرام
ولماذا لم تأتي برأي ابن عدي ..؟ ثم إنك لم تسمعنا ما قاله الامام الدار قطني ...؟ ذکرت لنا رأي سبط بن الجوزي ، فلماذا لم تذکر لنا رأي جده ابن الجوزي نفسه ؟ ألم یکن لذلك الإمام الفضل کله في شهرة حفیده هذا ..؟ فمن هذا السبط لولا جده ابن الجوزي رحمه الله ...؟! فما لنا نراك تنقل لنا رأي هذا المغمور ولا تذكر لنا قول جده المشهور ..؟؟
ثم لماذا لم تنقل لنا وتذکر للقارئین الأفاضل رأي شیخ الاسلام الامام ابن تیمیة والامام الذهبي علیهما الرحمة والرضوان ...؟
قال الامام الذهبي : یقول الحاکم : ( أبو الصلت ) راوي الحدیث أمین ثقة ولکني أری أنه لم یکن أمیناً ولا ثقة ...؟! وقال العجلوني : هذه الروایة فیها إضطراب .
قال الالباني فیه : إنه موضوع .
والآن أظن أن الحق قد حصص ، واستبان لنا ما الذي یقصده هذا المدعي بقوله: حدیث صحیح قد اتفق الفریقان علی صحته ، وفهمنا کذلك ما المقصود بالفریقین .؟
إن من نعم الله تعالی علی العباد أن وهبهم عقلاً یفکرون فیه لیعرفوا الخطأ من الصواب والحق من الباطل ، فما الذي کان یقصده النبي صلی الله علیه وسلم بقوله: « أنا مدینة العلم وعليّ بابها » ...؟؟!
فهل یقصد بذلك أنه لا سبیل لنیل العلم والتشرف بأخذه عن النبي صلی الله علیه وسلم الا من الباب الذي هو علي رضي الله عنه ...؟ هل یعقل هذا أحد ....؟ وهل رأینا في حیاة الرسول صلی الله علیه وسلم أثرا عمليا لهذا الحديث ...؟
هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم أو أشار على أحدٍ جاءه ليطلب العلم ويتعلم فرائض الاسلام وسننه وحدوده بالرجوع الی علي لأخذ هذا العلم الشریف مثلا ...؟ ألم یکن في ذلك ظلم وتعسف وهضم لحق سائر الصحابة الذین أخذوا وتعلموا وعملوا بهديِ النبي صلی الله علیه وسلم کما أخذ ذلك علي وعلمه وعمله به ...؟ ما الذي علمه واستفاده عليّ رضي الله عنه دون سائر الصحابة رضي الله عنه ..؟ ولماذا علي دون غیره ...؟ هل أرسل هذا النبي الکریم صلوات ربي وسلامه علیه وانزل هذا القرآن الکریم الا لیخص به واحداً من البشر دون سائرا الناس ...؟
وهل کان الدین یوماً والإیمان هبة تمنح لبعض الناس دون بعض ...؟ الا تعلم أیها المأبون المأفون إن لنا في ذلك الکثیر من المصلحة والفائدة لو صح هذا الحدیث ....؟!!.
ثم علیك أن تعلم ذلك جیداً: إننا لا نعلم أحداً من أهل العلم قال : أن کل ما جاء في سنن النسائي ومعجم الطبراني صحیح ، ولکنك أیها المحتال الهدم لا تقرأ هذه الکتب أو تنظر بين طيات صفحاتها الا بنیة البحث عن کل نطیحة ومتردیة لتخدع الناس بها وهذا الشیخ الالباني علیه الرحمة قد قال کلمته في هذا الحدیث: « هذا حدیث باطل »!!! وإن کنت لا تدري أو تعرف الشیخ الالباني فهو ذلك العالم الجبل الذي خالف شیخ الاسلام ابن تیمیة حینما ضعف بعض الأحادیث التي جاءت في شأن علي وبیان فضله فصححها وبین الأدلة علی صحتها ولم یبالي إن کان شیخ الاسلام قد ضعف هذه الاحادیث ام غیره ....؟!!.
الادعاء الحادي والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله : الإمام علي وصي النبي (ص) .
وأما أن النبي (ص) اتخذ عليا وصيا لنفسه فهو أمر ثابت للنصوص المتوافرة والروايات
المتكاثرة حتى عده العلماء من الأمور المتواترة ، ولا ينكره إلا المعاند الحقود والمتعصب العنود
النواب : خليفة رسول الله هو الذي ينفذ وصاياه ، وينظم شئون أهله وزوجاته ، كما أن الخلفاء
الراشدين كانوا يضمنون لزوجات النبي كلما احتجن وكانوا يتكفلون بمعاشهن ورزقهن . فلماذا
تخصصون عليا كرم الله وجهه بالوصاية ؟
قلت : نعم ... لا ريب أن وصي النبي خليفته ، وقد ذكرت لكم في المجالس السابقة النصوص
الواردة في أن عليا هو خليفة رسول الله (ص) ، والآن أذكر لكم النصوص المتظافرة والأحاديث
المتوافرة في أن عليا (ع) هو وصي النبي (ص) وليس غيره ، والجدير بالذكر أني أنقل هذه
الأخبار من كتب أعلامكم وإسناد علمائكم الموثقين لديكم ، فلا يصح بعد ذلك أن يقول الشيخ عبد
السلام : أن خبر تعيين النبي عليا بالوصاية مردود عند علمائنا للخبر المروي عن أم المؤمنين
عائشة ، فإن الخبر الواحد لا يمكن أن يعارض مجموع الأخبار المقبولة عند الأعلام والمروية
عن الطرق الموثقة عن الأصحاب الكرام ، فيؤخذ بالجمع ويسقط الواحد .
1ـ روى الثعلبي في تفسيره وفي كتابه المناقب ، وروى ابن المغازلي الفقيه الشافعي في
كتابه المناقب ، والمير علي الهمداني في مودة القربى / المودة السادسة ، كلهم عن عمر بن
الخطاب قال : قال رسول الله (ص) لما عقد المؤاخاة بين أصحابه ، قال : هذا علي أخي في
الدنيا والآخرة وخليفتي في أهلي ووصيي في أمتي ووارث علمي وقاضي ديني ، ماله مني مالي
منه ، نفعه نفعي وضره ضري ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني .
2ـ خصص الحافظ سليمان القندوزي في كتابه ينابيع المودة بابا في الموضوع وهو : الباب
الخامس عشر " في عهد النبي (ص) لعلي (ع) وجعله وصيا " هكذا عنونه ، ثم نقل فيه
عشرين خبرا ورواية عن طريق الثعلبي وشيخ الإسلام الحمويني والحافظ أبي نعيم ، وأحمد بن
حنبل وابن المغازلي والخوارزمي والديلمي ، وأنا أنقل إليكم بعضها :
عن مسند أحمد بن حنبل بسنده عن أنس بن مالك قال : قلنا لسلمان : سل النبي (ص) عن
وصيه . فقال سلمان : يا رسول الله من وصيك ؟ فقال : يا سلمان ! من وصي موسى ؟ فقال :
يوشع بن نون ، قال (ص) : وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي ، علي بن أبي طالب .
هذا الحديث ! أخرجه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / 26 ، وأخرجه أيضا ابن المغازلي
في مناقبه .
3ـ وينقل عن موفق بن أحمد الخوارزمي بسنده عن بريدة قال : قال النبي (ص) : لكل نبي
وصي ووارث وإن عليا وصيي ووارثي .
هذا الحديث أخرجه العلامة الكنجي أيضا في كتابه كفاية الطالب بسنده عن بريدة عن أبيه ، وبعد
نقله قال : هذا حديث حسن ، أخرجه محدث الشام في تاريخه ، كما أخرجناه سواء .
4ـ ونقل شيخ الإسلام الحمويني عن أبي ذر قال : قال رسول الله (ص) : أنا خاتم النبيين ، وأنت
يا علي خاتم الوصيين إلى يوم الدين .
ونقل عن موفق بن أحمد الخوارزمي أيضا بسنده عن أم سلمة ـ أم المؤمنين ـ قالت : قال رسول
الله (ص) : إن الله اختار من كل نبي وصيا ، وعلي وصيي في عترتي وأهل بيتي وأمتي بعدي .
6ـ ونقل عن مناقب ابن المغازلي بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : قال علي (ع) في بعض خطبه
: أيها الناس ! أنا إمام البرية ، ووصي خير الخليقة ، وأبو العترة الطاهرة الهادية ، أنا أخو
رسول الله (ص) ووصيه ووليه وصفيه وحبيبه ، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد
الوصيين .
حربي حرب الله وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله ، وأتباعي أولياء الله
وأنصاري أنصار الله .
7ـ وروى أيضا ابن المغازلي بسنده عن ابن مسعود عن النبي (ص) أنه قال : انتهت الدعوة إلي
وإلى علي ، لم يسجد أحدنا لصنم قط ، فاتخذني نبيا واتخذ عليا وصيا .
8ـ روى المير علي الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى / المودة الرابعة / عن عتبة بن
عامر الجهني قال : بايعنا رسول الله (ص) على قول : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن
محمدا نبيه وعليا وصيه فأي من الثلاثة تركناه كفرنا الخ ... ، وبعدها روى عن علي (ع) عن
رسول الله (ص) قال : إن الله تعالى جعل لكل نبي وصيا ، جعل شيث وصي آدم ، ويوشع وصي
موسى ، وشمعون وصي عيسى ، وعليا وصيي ، ووصيي خير الأوصياء الخ ....
9ـ نقل القندوزي في الباب الخامس عشر من ينابيعه عن أبي نعيم الحافظ انه روى في حلية
الأولياء بسنده عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله ( ص ) : إن الله عهد إلي في علي
عهدا وقال عز وجل : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة
التي ألزمتها المتقين . من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني . فبشره بذلك ، فجاء علي فبشره
بذلك ، فقال : يا رسول الله ! أنا عبد الله وفي قبضته فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم الذي بشرني
به فالله أولى بي وأكرم بي . قال (ص) : قلت : اللهم أجل قلبه و اجعله ربيعة الإيمان فقال جل
شأنه : قد فعلت به ذلك . ثم قال تعالى : إن عليا مستخص بشيء من البلاء لم يكن لأحد من
أصحابك ! فقلت : يا رب ، إنه أخي ووصيي ، فقال عز وجل : إن هذا شيء قد سبق في علي
إنه مبتلى و مبتلى به .
10ـ ونقل القندوزي أيضا في الباب عن مناقب الموفق بن أحمد الخوارزمي روى بسنده عن أبي
أيوب الأنصاري قال : أن فاطمة سلام الله عليها أتت في مرض أبيها (ص) وبكت ، فقال رسول
الله ( ص ) : يا فاطمة ! إن لكرامة الله إياك زوجتك من أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم
حلما، إن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا ، ثم اطلع
اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحى إلي أن أزوجه إياك و أتخذه وصيا . قال القندوزي : وزاد ابن
المغازلي في المناقب : يا فاطمة ! إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا
يدركها أحد من الآخرين ، منا أفضل الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك
وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمك ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء
وهو جعفر ابن عمك ، ومنا سبطان وسيدا شباب أهل الجنة ابناك ، والذي نفسي بيده إن مهدي
هذه الأمة يصلي عيسى بن مريم خلفه وهو من ولدك . قال القندوزي : وزاد الحمويني : يملأ
الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، يا فاطمة ! لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل
أرحم بك و أرأف عليك مني وذلك لمكانك مني وموقعك من قلبي .
قد زوجك الله زوجا وهو أعظمهم حسبا وأكرمهم نسبا ، وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية
وأبصرهم بالقضية. انتهى ما نقله القندوزي .
ردنا عليه :
مرة أخری یأتي المؤلف بالشواهد من علماء أهل السنة علی صحة هذا الحدیث :
« أنا مدینة العلم وعليّ بابها » ...؟؟!!
إقرأوا معي هذه القائمة الطویلة من الاسماء لتقفوا وتعرفوا بأنفسکم حقیقة هذا الرجل ....؟
1- ابن ابي الحدید المعتزلي 2- سلیمان الحنفي 3- سبط بن الجوزي 4- الحمویني 5- الکنجي الشافعي 6- المتقي الهندي 7- الثعلبي 8- ابن طلحة فهمي 9- روزجهان 10- الخطیب الخوارزمي 11- الدیلمي 12- ابن طلحة الشافعي ، فهل هؤلاء یصح أن نسمیهم أو نعدهم
من رواة الحدیث وحملته ...؟
ولکن صدق الذي قال: إذا لم تستح فاصنع ما شئت .
ثم لا أظنك تکتفي بهذه الاسماء حتی تضیف اليهم آیة الله الخوئي وآیة الله خامنئي کشهودٍ لك علی ما تقول ...؟! ثم ضع برقع الحیاء جانباً وقل لنا وبکل وقاحة : إن هذین النکرتین الشاذین من أهل السنة ، بله ومن کبار علمائهم ..؟!!!!.
ألم تنسب کل معتزليّ وشیعي ومرتد وضال مثلك الی أهل السنة ...؟ ألم تعتبر کل حدیثٍ رددناه صحیحاً ...؟ فانسج وانقش ما طالب لك النسج ، واملأ صفحات کتابك واکتب کما یحلو لك ولکنك ستبقی فیك عقدة الخوف والرهبة من الرجوع الی کتبنا ومصادرنا المعتمدة الصحیحة....!!
ألم تفرّ منها کما یفرّ الشیطان من الإستعاذة والبسملة ..؟
الادعاء الثاني والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله : أما ما نقله الشيخ عبد السلام عن عائشة : إن رسول الله (ص) مات ورأسه بين سحري ونحري ، فهو مردود عند أهل البيت (ع) لأنهم رووا إلى حد التواتر وأيده كثير من أعلامكم أن النبي (ص) مات ورأسه في حجر علي يناجيه .
الشيخ عبد السلام : لا أظن أحدا من علمائنا الأعلام ينقل هذا الخبر ويؤيده ، لأنه معارض لرواية أم المؤمنين عائشة !
قلت : إذا أحببت أن تعرف حقيقة الأمر وينكشف لك الواقع فراجع :
1ـ كنز العمال : ج4/55 و ج6/392 و400 .
2ـ طبقات ابن سعد : ج2 /51 .
3ـ مستدرك الصحيحين للحاكم : ج3 /139 .
4ـ وتلخيص الذهبي وسنن ابن أبي شيبة والجامع الكبير للطبراني ومسند أحمد بن حنبل : ج3 ، وحلية الأولياء / ترجمة الإمام علي (ع) ، ومصادر كثيرة أخرى ، رووا بألفاظ مختلفة والمعنى واحد ، عن أم سلمة وعن جابر بن عبد الله الأنصاري وحتى عن عائشة وغيرهم : أن رسول الله (ص) حينما قبض كان رأسه في حجر الإمام علي عليه السلام ، وقد أشار الإمام في نهج البلاغة إلى هذا الأمر حيث يقول (ع) : و لقد قبض رسول الله ( ص) و إن رأسه لعلى صدري و قد سالت نفسه في كفي ، فأمررتها على وجهي ، و لقد وليت غسله (ص) و الملائكة أعواني ، إلى آخر خطبته الشريفة ، ومن أراد أن يطلع عليها كاملة ويعرف رموزها ومغزاها فليراجع شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج10/179 / ط دار إحياء التراث العربي وفي صفحة 365 من نفس المجلد ، قال : ومن كلام له (ع) عند دفن سيدة النساء فاطمة (ع) ، كالمناجي به رسول الله (ص) عند قبره : السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك .. على أن يقول : فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ وَ فَاضَتْ َ بَيْنَ نَحْرِي وَ صَدْرِي نفسك فإِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، إلى آخر كلامه ولقد أيد هذا الكلام والمعنى كل من شرح نهج البلاغة من ابن أبي الحديد ومن قبله ومن بعده الى الشيخ محمد عبده . هذه دلائل كافية لرد الخبر المروي عن عائشة ، ولا يخفى أن عائشة كانت تحمل حقدا وبغضا على الإمام علي (ع) بحيث كانت ترى جواز وضع روايات تنفي بها فضائل علي عليه السلام ومناقبه !!
ردنا عليه :
قلت: إنتبه ، أحترس ، حذار حذار فأمامك ذلك السور العالی ...؟ حسنا... والآن سر الی الأمام....!!
قلت : الکل یعرف حینما توفي النبي صلی الله علیه وسلم فقد کان رأسه الشریف صلی الله علیه وسلم بین حجرها ونحرها رضي الله عنها ، نعم هي ومن غیر عائشة الصدیقة رضي الله عنها ...؟ .
أما لو کان رأسه الشریف في حضن علي رضي الله عنه ثم أمر النبي صلی الله علیه وسلم بأن یأتوه بالقلم والدواة لیکتب وصیته فإنه سوف لن یأتي بهما رضي الله عنه ، ولعصی أمر الرسول صلی الله علیه وسلم حسب زعمکم وادعائکم ....؟!!!.
الإدعاء الثالث والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله : نعرف مفهوم الوصاية من الروايات والأحاديث التي ذكرناها فالمعنى هو الذي تداعى للنواب إذ قال : الخليفة هو الذي يقوم بتنفيذ وصايا النبي (ص) ولا حاجة إلى آخر ، وصحابة النبي (ص) أيضا كانوا يفهمون أن الوصي هو الذي يقوم مقام النبي (ص)، لذلك قام بعض المتعصبين المعاندين من أهل السنة بإنكار وصاية الإمام علي لأنهم عرفوا بأن الإقرار بذلك يلازم الإقرار بخلافته عليه السلام .
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج1 / 139 و140 / ط دار إحياء التراث العربي : أما الوصية فلا ريب عندنا أن عليا عليه السلام كان وصي رسول الله (ص) ، وإن خالف في ذلك من هو منسوب عندنا إلى العناد .
ثم نقل في صفحة 143 وما بعدها أبياتا وأراجيز في إثبات وصاية علي (ع) ، منها و قال عبد الله بن العباس حبر الأمة :
وصي رسول الله من دون أهله و فارسه إن قيل هل من منازل
وقول خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين يخاطب عائشة ، منها :
وصي رسول الله من دون أهله و أنت على ما كان من ذاك شاهده
وقال أبو الهيثم بن التيهان
إن الوصي إمامنا و ولينا برح الخفاء و باحت الأسرار
وأنا أكتفي بهذا المقدار ومن رام الإكثار فليراجع شرح النهج حتى يجد الأراجيز والأشعار في
هذا الإطار .
ردنا عليه :
قلت : إثبت لنا أن علیاً هو الوصي الشرعي والخلیفة لرسول الله صلی الله علیه وسلم ...؟ بماذا ستثبت ذلك وکیف ...؟ هل ستثبت ذلك بقول ابن ابي الحدید ...؟ أم بنقل تلك الابیات التي ذکرها وأنشدها في کتابه ...وهو یهنيء فیها علیاًٌ کشاهد لقولك ...؟ کیف سیکون ذلك دلیلاً وهذه الابیات لم تکتب أو تنشد إلا في القرن السابع الهجري عندما هجم المغول التتار علی البلاد الاسلامية فدمروها عن بکرة أبیها ....؟!!!
الادعاء الرابع والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله : كلنا نعلم أن رسول الله كثيرا ما كان يؤكد
على المسلمين في أن يوصوا ولا يتركوا الوصية بحيث إنه قال (ص) : من مات بغير وصية
مات ميتة الجاهلية ، ولكنه (ص) لما أراد أن يكتب وصيته في مرضه الذي توفي فيه ، وأراد
أن يؤكد كل ما كان طيلة أيام رسالته الشريفة يوصي بها عليا (ع) في تنفيذ أمور تتضمن هداية
الأمة واستقامتها وعدم انحرافها وضلالتها ، فمنعوه من ذلك وحالوا بينه وبين كتابة وصيته !!
ردنا عليه :
قلت : إن رسولنا الکریم صلوات ربي وسلامه علیه لم یخرج من هذه الدنیا الا وقد ترك لنا وصیته ...!! بل إن وصیته من أعظم الوصایا في تاریخ الشریة کلها إنها الاصلان العظیمان کتاب الله وسنته صلی الله علیه وسلم ففیهما الخیر کله فأمرنا به وبین لنا سبل الغوایة والضلالة فنهانا عنها بأبي هو وأمي ، فوصیته أعظم الوصایا وأجلها وأشرفها .
ولکننا نری الشیعة تحاول دائما أن تصطاد في الماء العکر فتقول: إن الرسول قال: ( من مات دون وصیةٍ مات ميتة جاهلية ) ثم يذكر على لسان السني المزعوم قوله: ( إننا لا نعلم وصیة لرسول الله صلی الله علیه وسلم في أمر الخلافة ) ؟!! فبناءاً علی قول هذا السني : أن الرسول صلی الله علیه وسلم قد مات میتة جاهلیة ...؟؟!!! نعوذ بالله من خذلانه ومن غضبه .
وقولکم هذا مغالطة مکشوفة فالنبي صلی الله علیه وسلم لم یقل: إن الذِي لا یذکر ولا یوصي لمن بعده بالخلافة مات میتة جاهلیة ..؟ وإنما قال: « من مات دون وصية مات میتة جاهلیة » فمن أین لکم هذا القید وهو تعیین وذکر الخلیفة في الوصیة ...؟!! هل تعرفوا لماذا لم یعین الرسول صلی الله علیه وسلم خلیفة من بعده ، ولم ينص علی ذلك بنص صریح واضح بین ...؟ لأنه صلی الله علیه وسلم خاتم الانبیاء والمرسلین ورسول رب العالمین ، فلو أنه أوصی لأحدٍ من بعده ونص علی تعیینه بنفسه ، وذلك الموصی الیه سوف لن یکون مثله صلی الله علیه وسلم كعصمته من الخطأ والزلل فلذا ، لوأن خطأ أو عملاً شائناً صدر من ذلك الخلیفة فإن اللوم والعتاب والجناح سوف لا یعود علیه فقط وإنما یعود كذلك الی النبي صلی الله علیه وسلم ...! لأنه هو الذي عینه ونصّبه ؟!! وبالتالي فلیس أمامنا حل الا أن نقول : انه لا خلیفة له من بعده...؟ أو أن نقول : نعم ، له خلیفة وهو نبي معصوم ، ولکن ماذا سنصنع وقد قال القرآن كلمته وشهد للنبي صلی الله علیه وسلم انه خاتم الانبیاء والمرسلین ..؟!! ولکي یتلافی الشیعة هذه المشکلة سموا النبي الذي سوف يأتي من بعده إماما ...!! فالإمام في الحقيقة هو النبي قلبا وقالبا ، وبذلك ندرك الحکمة والسبب الذي جعل النبي صلی الله علیه وسلم لم یعین أو ینص علی الخلیفة من بعده ، فالوحي قد انقطع بوفاته صلی الله علیه وسلم والخلیفة ولابد سیکون عرضة للخطأ والاعتراض علیه من الآخرین ، ولذا سوف یقال له : لم وکیف ...؟ اذاً فوصیة النبي صلی الله علیه وسلم هو القرآن الکریم الذي بین ایدینا وسنته وهدیه وأحادیثه ، ألم یوصي النبي صلی الله علیه وسلم بانفاذ جیش اسامة ...؟ ألم یأمر بإخراج الیهود والنصاری من جزیرة العرب ...؟
الادعاء الخامس والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله :
فقد اتفق المحدثون وأجمعوا على أن النبي قال لمن حضر عنده وهو في مرضه الذي توفي فيه : إئتوني بورق ودواة لأكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي فعارضه جماعة فقال أحدهم : إن الرجل ليهجر كفانا كتاب الله !! وعارضه آخرون فقالوا : دعوا رسول الله (ص) ليوصي فكثر اللغط ، فقال (ص) : قوموا عني فإنه لا ينبغي النزاع عند نبي !
الشيخ عبدالسلام : أكاد أن لا أصدق هذا الخبر ! من كان يتجرأ من الصحابة أن يعارض رسول الله (ص) ويقابله بهذا الكلام ؟! وهم يتلون كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار حيث يقول تعالى : ( وَالنّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحَى). فلا أدري لماذا خالفوا النبي (ص) وعارضوه أن يوصي ، علما أن أي مؤمن ومؤمنة لا يحق لهما أن يمنعا أحدا من الوصية ، وإن الوصية حق على كل مسلم ومسلمة ، فكيف بالنبي (ص) الذي طاعته واجبة على الأمة ، ومخالفته عناد كفر وإلحاد ؟ فلذلك يصعب علي قبول هذا الخبر وتصديقه ! قلت : نعم إنه خبر ثقيل على مسامع كل مؤمنين ، ومؤلم لقلوب كل المسلمين ، وإنه يثير تعجب كل إنسان و يستغربه كل صاحب وجدان وإيمان !! فإن العقل يأبى أن يقبله ويصعب على قلب أن يتحمله . إذ كيف يروم لجماعة ، يدعون بأنهم أتباع نبي الله ، ثم يمنعوه من أن يوصي عند وفاته بشيء يكون سبب سعادتهم ، ويضمن لهم هدايتهم ويمنعهم عن الضلال والشقاء بعده أبدا ؟! ولكن هذا ما حدث !!
ردنا عليه :
قلت: اشار المؤلف في هذا الموضع الی تلك القصّة التي ذکرها في الصفحة (667) من كتابه وهي قصة من تألیفه واخراجه ولا أدري كيف يتجرأ لينسب مثل هذا الی الرسول صلی الله علیه وسلم ..؟!! و مفاد هذه القصة أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال : ( کنت أرید أن اکتب شیئاً فمنعني الصحابة ) ؟!!!!. وبعد هذه الحکایة مباشرة یقوم المؤلف بلفت نظر المناظر السني الی الحدیث الذي جاء فیه أن النبي صلی الله علیه وسلم طلب قلماً لیکتب لهم شیئاً وهو علی فراش الموت ثم قال : هذا الحدیث ورد ذکره في البخاري ومسلم ..؟!! فماذا کان جواب ذلك الرجل السني المزعوم ...؟
قال : لا أصدق أن یکون هناك حدیثاً بهذا المعنى ...؟
قلت: أولاً : ما الذي أجلس هذا الضال المضل المدعو سبط بن الجوزي جنب أمیر المؤمنین في الحدیث محمد بن اسماعیل البخاري ...؟!!
إننا ولا شك نصدق ونعتمد ونعمل بکل ما جاء في صحیح البخاري وکذلك نری الامام ابن الجوزي رحمه الله من الأئمة الموثیقین عند أهل السنة ولکنه بطبیعة الحال لا یصل الی رتبة الامام البخاري ، أما هذا المدعو سبط بن الجوزي فنحن لا نقبل شیئاً مما یقوله لاننا لا نراه من جملة المسلمین أصلاً ...؟!!.
والسؤال الذي يتبادر الی ذهن القارئ هنا ..؟
لماذا لا ینزل مؤلف کتاب لیالي بیشاور کل إمام وعالم منزلته التي تلیق به ...؟ لماذا هذا الخلط والتسویة بین العالم والجاهل وبین الحق والباطل ..؟ نعم لانه یرید أن یصل الی النتیجة التي یبتغیها بأي وسیلة کانت حتی وإن کان ذلك المساواة بین العُذرة والعَذرة ...؟!!.
ثم إني لفی عجب من حال هذا الرجل السني الذي جعله مؤلف کتاب لیالي بیشاور یقف منه موقف المناظر المحاجج ..! کیف لا یعرف شیئاً عن صحیحي البخاري
ومسلم ...؟ فهل هذا حال رجل عالم یعتد بقوله وتصح مناقشته ومناظرته
ومجادلته ....؟ کیف لم یکن یعرف هل حقا أن هذا الحدیث في البخاري ومسلم أم لم یکن فیهما أصلا ...؟!! الا تصدقوا وتتیقنوا بعد ، أن هذه المناظرة من أساسها لا أصل لها ولا وجود ، وإنما هي من بنات أفکار هذا المدعي الکذاب فتراه یقول کل ما یرید ویشتهي ثم ینسب ذلك القول أو هذه الطامة أو تلك الی هذا الرجل السني الذي لا یعرف له أصل أو حقيقة ...؟!!
وخلاصة القول ، فإن المؤلف یرید أن یقول : ان عمر رضي الله عنه کان هو السبب وراء هذه الفتنة والمصیبة العظیمة حیث منع النبي صلی الله وسلم من الکتابة وهو ذنب لا يغتفر أبداً ...؟!! وکما عودنا المؤلف دائماً ، فهو کل ما ذکر قولاً نسبه الی علماء أهل السنة ..؟!! ولو کان هذا القول حقاً قد تفوه به هذا الرجل السني ، وانه یتهم سیدنا عمر رضي الله عنه بانه کان صاحب فتنة وأنه قد أرتکب ذنباً لا يغتفر أبداً ، فهل هذا الرجل بعد کل الذي قاله یحسب نفسه من أهل السنة والجماعة ...؟ هل یصدق أحد ذلك أو یعقله ..؟ ألا تعرف ان کل شيء ینزع الی أصله وأنك لا تجنی من الشوك العنب ...؟!! أم تظننا نغتر بقولك کما اغتر به الجهلة من أبناء طائفتك ...؟! ألم یجدر بهذا السني أن یثني علی عمر خیراً ویذکر صحبته لرسول الله صلی الله علیه وسلم وجهاده معه ویعترف بما له من فضل
وسابقة وخدمة لهذا الدین ...؟ أما أن یقول : إنه کان مجرماً وصاحب فتنة ، فهذا دلیل واضح علی أن هذا الرجل لم یکن من أهل السنة والجماعة ...؟!! کما لو ان شیعیاً قال : إن علیاً کان صاحب فتنة ورجلاً مجرماً فهذا یدل علی عدم تشیعه کذلك ؟! ولذا فأنت أیتها المتقول الکذاب لو ملأت الصحف وسودتها بمدادك وملأت الدنیا عویلا ونهیقاً فلن نقبل قولك کون هذا المتقول الکذاب من أهل السنة ، فالتناقص واضح في أقولك وهي کذلك عاریة من الأدلة الصحیحة ولکنك رجل ذهب ماء الحیاء من وجهك .
ثانیاً :ان قولك ان عمر منع النبي صلی الله علیه وسلم من کتابة الوصیة کذب واضح لا دلیل علیه ، فمن عمر حتی یجترأ کل هذه الجرأة علی رسول الله صلی الله علیه وسلم ...؟ ثم ألم یکن هو من کان یأمر الصحابة رضي الله عنه بعدم الاکثار من الحدیث خشیة ان یدخل فیه ما لیس منه ...؟ فکان رضي الله عنه هو المثل الأعلی لکل مسلم في حبّ السنة وصاحبها علیه الصلاة والسلام ، فکیف بعد ذلك یصدر عنه مثل هذا العمل ...؟ ولکني أری نفسي مضطراً أن أتحدث هنا عن موضوع الکذب علی رسول الله صلی الله علیه وسلم والتحذیر منه فقال صلی الله علیه وسلم « من کذب عي متعمداً فلیتبؤا مقعده من النار».
الادعاء السادس والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله: إنه مؤسف لكل غيور ، فإن كل مسلم إذا سمع الخبر يتأسف ويتألم كما كان عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله (ص) إذا تذكر ذلك اليوم يتأسف ويبكي ، ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج2/ 54 و 55 / ط. دار إحياء الثراث العربي قال : و في الصحيحين ، خرجاه معا عن ابن عباس أنه كان يقول : يوم الخميس و ما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى . فقلنا : يا ابن عباس ، و ما يوم الخميس ؟ قال : اشتد برسول الله (ص) وجعه ، فقال : ائتوني بكتاب أكتبه لكم لا تضلوا بعدي أبدا . فتنازعوا فقال (ص) إنه لا ينبغي عندي تنازع ، فقال قائل : ما شأنه ؟ أهجر؟!.
ردنا عليه :
لا یزال المؤلف یوطئ ویمهد لیدخل الی صلب ذلك الموضوع الهام والخطیر ......!!!
فیقول : کان ابن عباس کلما ذکر ذلك الیوم بکی حتی تبتل الارض من دموعه ........!! »
قلت: لو أنه نام علی بطنه وصدره ثم بکی لصدقت أن الارض سوف تبتل من دموعه أما وأنه یبکي بکائنا ثم تبتل الارض من دموع عینه فهذا الذي لا يمكنني أن أصدقه بحال ...؟!!! وأنت لم تقل ذلك الا لتهول من هذا الأمر فأنتم قوم ابتلیتم بالغلو والمبالغة في کل شئ ، ولو کان الأمر بهذه الاهمیة والخطورة فإن النبي صلی الله علیه وسم لم یدع بیان ذلك أبدا لأجل فلان أو علان من الناس ، ولکننا نعتقد تمام الاعتقاد أن النبي صلی الله علیه وسلم قد أدی الامانة وبلغ الرسالة ، وکل أمر لم یذکره لنا رسول الله صلی الله علیه وسلم ولم یبینه للأمة فذلك یدل علی عدم أهمیته ، ثم إن ما جری من المناقشة والحوار بین أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم إنما کان ذلك للتخفیف علی رسول الله صلی الله علیه وما کان یجده من الآلام ، ولذلك فقد أعرض النبي صلی الله علیه وسلم عن کتابة الوصیة برضی نفسه دون ضغط أو أمر من أحد ، فهذه هي حقیقة الأمر علی وجهها ، فلا بد أن نفرق بین القول بمنعه صلی الله علیه وسلم من کتابة الوصیة وبین قولنا إنه ترك هذا الأمر واعرض عنه بنفسه صلی الله علیه وسلم ، وأما ما ذکره المؤلف من حزن ابن عباس وتحسره فهذا من تألیف هذا المدعي الکذاب وأمثاله حین ظن أن ذلك الاختلاف قد حرم الأمة من نعمة عظیمة کانت لا بد أن تکون ...؟!! ولکن ذلك لا حقیقة له فالإختلاف الذي جری في حضرته صلی الله علیه وسلم مثل الاختلاف الذي جری بین الصحابة رضي الله عنه في تعیین لیلة القدر ، ودعوني اذکر لکم هذا الحدیث : « قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : خرجت لأخبرکم بلیلة القدر فتلاحی فلان وفلان فرفعت وعسی أن یکون خیراً لکم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة » وفي روایة اخری « فالتمسوها في الوتر في العشر الأواخر من رمضان» فالإختلاف الذي جرى بين هذين الصحابیين کان هوالسبب الذي رفع ذلك الشئ المهم بالنسبة للأمة ولکن لم یوبخا أو یؤثما ولم یقصدا بآختلافهم ذلك رفع المعرفة بلیلة القدر ، فلو أنهما علما ذلك لما اختلفا ..!! اذاً یجب أن یفهم كذلك أن حزن ابن عباس وأسفه من هذا النوع وعلى هذه الشاکلة ، کما ان ذلك ثابت في کتبنا وهناك حدیث صحیح في مسند الإمام أحمد رحمه الله أن النبي صلی الله علیه وسلم عندما أمر باحضار القلم لیکتب لهم ، قال علي : (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى الرَّاسِبِىُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قَالَ أَمَرَنِى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ آتِيَهُ بِطَبَقٍ يَكْتُبُ فِيهِ مَا لاَ تَضِلُّ أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ - قَالَ - فَخَشِيتُ أَنْ تَفُوتَنِى نَفْسُهُ. قَالَ قُلْتُ إِنِّى أَحْفَظُ وَأَعِى . قَالَ « أُوصِى بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ » ) .
فنقول في أهمیة هذا الأمر لأن الصلاة لها أثر کبیر في حمایة الأمة ونجاتها من الوقوع في الضلالة والكفر وکذلك فهي سبب كبير في النهی عن المنكر والظلم الذي فیه زوال الملك والتمکین في هذه الارض ...! لان الحکم قد یدوم مع الکفر ولا یدوم مع الظلم »..؟!!.
فإشارة النبي صلی الله علیه وسلم ونهیه عن ظلم أضعف فئة في المجتمع الاسلامي وهنّ الإماء في تلك اللحظات المهمة من حیاته صلوات الله وسلامه علیه دلیل علی أهمیة العدل في الدین الاسلامي ، فالصلاة والعدل هما الحصن الحصین للأمة من الزیغ والضعف والضلال والانحطاط والزوال ، وبهذه الوصیة الغالیة کان ختام أقواله الشریفة ونهایة عمره الشریف صلوات الله وسلامه علیه ، وکما أن هناك بعض الروایات الأخری التي صحت عنه صلی الله علیه وسلم والتي تبین لنا أن هناك عدة وصایا وصی بها النبي صلی الله علیه وسلم صحابته ، وأمرهم بتنفیذها ومن هذه الوصایا التي أوصی بها الأمة في آخر حیاته ولیس في اللحظات الأخیرة منها ما یلي :
1- إنفاذ جیش أسامة رضي الله عنه.
2- إخراج المشرکین من جزیرة العرب.
ونسي ابن عباس الثالثة ، وبناءاً علی إختلاف الروایات فقد وجد الشیعة ضالتهم فیها وفرحوا بها أشد الفرح فقالوا: إن هذا دلیل علی ان النبي صلی الله علیه وسلم کان یرید أن یوصي بالخلافة لعلي من بعده ، ولکن الصحابة تناسوا هذا الأمر عن عمدٍ وقصد منهم ......؟!!.
أیها المؤلف العقور: لماذا لم یأت هذا الأمر في القرآن الکریم حتی ننتهي من هذا التجدیف في الاقوال ......؟؟؟
فمرة نسوا ومرة حرفوا ومرة اغتصبوا واجبروا .... ما هذا التخبيص ؟!!
لماذا لم یأت في القرآن الکریم قول واحد يكون هو الحد الذي به یقطع لسان كل متقول على الله بغير علم ...؟! ثم من این عرفتم ان النبي صلی الله علیه وسلم حینما سکت ، إنما کان یرید أن یقول ذلك ...؟ فلعله کان یرید أن یقول شیئاً آخر أو لعله کان یرید أن یوصي ویعهد بأمر الخلافة الی ابي بکر الصدیق رضي الله عنه مثلا ..؟!
لماذا یقوم دینکم ومذهبکم علی الشکوك والظنون الباطلة دائماً ...؟
لماذا لم یذکر النبي صلی الله علیه وسلم هذا الأمر اثناء حیاته ....؟؟ لماذا تراه سکت عنه طيلة عمره الشریف و لم یقله الا في اللحظات الأخیرة من عمره ...؟ هل تظنه أراد أن يفسح المجال لك ولأمثالك حتى يتقولوا على الله ورسوله كل ما يحلوا لهم دون رادع أو مانع ...؟؟!! لماذا لم یؤمر علیاً علی الجیش لتکون بیده زمان الامور والقیادة حتی یستطیع أن یأخذ حقه بیده خاصة أن القوة والجیش كله معه ورهن إشارته ......؟!!
الادعاء السابع والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله : قلت : لإن كانت هذه الرواية مبهمة فإن هناك روايات صريحة على أن القائل هو عمر بن الخطاب ، وأنه هو الذي منع بكلامه من أن يأتوا للنبي (ص) بالقرطاس والدواة ليوصي ! الشيخ عبدالسلام : هذا بهتان عظيم ! نعوذ بالله تعالى من هذا الكلام ، وأنا على يقين أن هذا البهتان على الخليفة عمر ما هو إلا من أقاويل الشيعة وأباطيلهم ، فأوصيك أن لا تعدها !
قلت : وأنا أوصيك يا شيخ : أن لا تفوه بكلمة من غير تفكر ، فإن لسان المؤمن خلف قلبه وقلب المنافق خلف لسانه ، يعني ينبغي للمؤمن أن يفكر قبل أن يتكلم فإن المنافق يتكلم قبل أن يفكر في مقاله ومعنى كلامه ، ثم ينكشف له بطلانه وزيفه وكم رميتم الشيعة المؤمنين ، في هذه المناقشات ، ونسبتم كلامنا للأباطيل والأقاويل ، ثم انكشف للحاضرين أنها ما كانت كذلك وإنما كان كلامنا من مصادر ومنابع أهل السنة وعلمائهم وأعلامهم !!
وسأثبت لكم أننا لسنا أهل افتراء وبهتان ولا أهل الأقاويل والبطلان ، وإنما ذاك غيرنا !! ولكي يظهر لك الحق ويتضح الأمر ، بأن القائل : أهجر ؟ أو يهجر ! وأن المانعين من أن يكتب النبي (ص) وصيته ، هو عمر .
فراجع المصادر التي سأذكرها من علمائكم :
1ـ صحيح البخاري : ج2/ 118 .
2ـ صحيح مسلم في آخر كتاب الوصية .
3ـ الحميدي في الجمع بين الصحيحين .
4ـ أحمد بن حنبل في المسند : ج1 / 222 .
6ـ والنووي في شرح صحيح مسلم ، وغيرهم كابن حجر في صواعقه ، والقاضي أبو علي ، والقاضي روزبهان ، والقاضي عياض ، والغزالي ، وقطب الدين الشافعي ، والشهرستاني في الملل والنحل وابن الأثير ، والحافظ أبو نعيم ، وسبط ابن الجوزي . وجل علمائكم أو كل من كتب من أعلامكم عن وفاة النبي (ص) ذكر هذا الأمر العظيم والخطب الجسيم والخبر الأليم . نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج2 / 55 / ط. دار إحياء التراث العربي بيروت قال : وفي الصحيحين أيضا ، خرجاه معا عن ابن عباس رحمه الله تعالى قال : لما احتضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال منهم عمر بن الخطاب ، قال النبي (ص) : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ، فقال عمر : إن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله !
فاختلف القوم و اختصموا ، فمنهم من يقول قربوا إليه يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ، و منهم من يقول : القول ما قاله عمر ، فلما أكثروا اللغو و الاختلاف عنده (ع) ، قال لهم : قوموا فقاموا ،فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية : ما حال بين رسول الله (ص) و بين أن يكتب لكم ذلك الكتاب ، ونقل سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص / 64 و65 / ط. مؤسسة أهل البيت بيروت ، قال : وذكر أبو حامد الغزالي في كتاب " سر العالمين " : ولما مات رسول الله (ص) قال قبل وفاته بيسير : إئتوني بدواة وبياض لأكتب لكم كتابا لا تختلفوا فيه بعدي ، فقال عمر : دعوا الرجل فإنه يهجر !! إن هذه المخالفة والمعارضة من عمر لرسول الله (ص) ما كانت أول مرة بل كانت مسبوقة بمثلها كما في صلح الحديبية وغيرها ... ولكن هذه المرة سببت اختلاف المسلمين وتنازعهم في محضر رسول الله (ص) ، وكان أول نزاع وتخاصم وقع بين المسلمين في حياة النبي (ص) ودام ذلك حتى اليوم ، فعمر بن الخطاب هو مسبب هذه الاختلافات والضلالات التي أدت بالمسلمين إلى القتال والحروب، وسفك الدماء وإزهاق النفوس ، لأنه منع النبي (ص) من كتابة ذلك الكتاب الذي كان يتضمن اتحاد المسلمين وعدم ضلالتهم إلى يوم الدين ! الشيخ عبدالسلام : لا ننتظر من جنابكم هذا التجاسر على مقام الخليفة الفاروق ! وأنت صاحب الخلق البديع والأدب الرفيع فكيف لا تراعي الأخلاق والآداب ؟!
قلت : بالله عليكم ! اتركوا التعصب ! وتجردوا عن حب ذا وبغض ذاك ! وأنصفوا ! هل تجاسر الخليفة على سيد المرسلين وخاتم النبيين (ص) ومخالفته ومعارضته للنبي (ص) ونسبته رسول الله (ص) إلى الهجر والهذيان أعظم أم تجاسري على الخليفة كما تزعمون ؟! ولعمري ما كان تجاسري إلا كشف الواقع وبيان الحقيقة ! وليت شعري ... أنا لا أراعي الأخلاق والآداب أم عمر بن الخطاب ؟ إذ سبب النزاع والصياح ، وتخاصم الأصحاب عند رسول الله (ص) حتى رفعوا أصواتهم وأزعجوا النبي (ص) بحيث أخرجهم وأبعدهم وغضب عليهم لأنهم خالفوا الله سبحانه إذ يقول : ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النّبِيّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ) الشيخ عبد السلام : لم يقصد الخليفة من كلمة الهجر معنى سيئا وإنما قصد أن النبي (ص) بشر مثلنا ، وكما نحن في مثل تلك الحالة نفقد مشاعرنا ، فرسول الله (ص) كان كذلك ! لأن الله تعالى يقول : ( قُلْ إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) ... فهو (ص) إذا مثلنا في جميع النواحي : في الغرائز والعواطف ، ويعرض عليه من العوارض الجسمية كضعف القوى والأعضاء كما يعرض على غيره من البشر ، وحالة الهجر والهذيان في حال المرض أيضا من عوارض الجسد البشري فربما يعرض عليه كما يعرض على كل أفراد البشر !! قلت : أولا : إني أتعجب من انقلابك واستغرب تبدل حالك ! إذ كنت قبل هذا تقول : لا ريب إن مخالفة كتاب الله كفر ومعاندة رسول الله (ص) إلحاد ، والآن طفقت توجه كلام معانديه وعمل مخالفيه ! فما عدا مما بدا ؟!
ثانيا : أتعجب أيضا أنك لا تتأثر من كلام عمر على رسول الله (ص) وهو سيد الأولين والآخرين وتتغير هذا التغير الفظيع من كلامي على عمر ، وهو إنسان عادي غاية ما هنالك أن أحد صحابة رسول الله وكم له في الصحابة من نظير !! والجدير بالذكر أنه بعد تلك الصحبة الطويلة ما عرف النبي (ص) حق معرفته وكان جاهلا بمقامه المنيع وشأنه الرفيع فنسب إليه الهجر ، وهذا رأي بعض أعلامكم مثل القاضي عياض الشافعي في كتاب الشفاء والكرماني في شرح صحيح البخاري والنووي في شرح صحيح مسلم فإنهم يعتقدون من ينسب الهجر والهذيان إلى رسول الله (ص) فقد جهل معنى النبوة والرسالة ، ولا يعرف قدر النبي وشأنه ، لأن الأنبياء العظام كلهم في زمان تبليغ رسالتهم وإرشادهم للناس يكونون معصومين عن الخطأ والزلل ، لأنهم يأخذون عن الله تعالى ومتصلون بعالم الغيب والملكوت ، سواء أكانوا في حال الصحة أم المرض .
فيجب على كل فرد من الناس أن يطيعهم ويمتثل لأوامرهم . فمن خالف النبي (ص) في طلبه البياض والدواة ليكتب وصيته (ص) وخاصة بمثل ذلك الكلام الشنيع :
" إن رسول الله يهجر " ! " إنما هو يهجر " ! " قد غلب عليه الوجع " ! وما إلى ذلك من كلام فجيع وبيان فظيع ، إنما يدل على جهل قائله وعدم معرفته لمقام النبي وشخصيته العظيمة!
ثالثا : أطلب من جناب الشيخ أن يراجع كتب اللغة في تفسير كلمة " يهجر " حتى يعرف مدى تجاسر قائلها على رسول الله (ص)!!
فقد قال اللغويون : الهُجر بالضم = الفُحش ، وبالفتح = الخلط والهذيان ، وهو بعيد عن مقام النبوة وقد عصم الله سبحانه رسوله عن ذلك بقوله عز ( وَالنّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحَى ) لذلك أمر المسلمين بالإطاعة المحضة له من غير ترديد وإشكال ، فقال سبحانه : ( مَا آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )، وقال تعالى : ( أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ ) . فمن استشكل في كلام رسول (ص) أو تردد في إطاعته وامتثال أمره ، فقد خالف الله تعالى وأصبح من الخاسرين .
الشيخ عبد السلام : ولو فرضنا بأن عمرا قد أخطأ ، فهو خليفة رسول الله (ص) وكان يقصد بذلك حفظ الدين والشريعة ولكنه اجتهد فأخطأ فيعفى عنه والله خير الغافرين .
قلت : أولا : حينما تكلم عمر بذلك الكلام الخاطئ لم يكن خليفة رسول الله ، بل شأنه شأن أحد الناس العاديين .
ثانيا : قد قلت : إنه اجتهد فأخطأ ! فلعمري هل الرأي أو الكم المخالف لنص القرآن اجتهاد ؟ أم ذنب لا يغفر !
ثالثا : وقلت : إنه كان يقصد حفظ الدين والشريعة ،فمن أين تقول هذا ؟ والله من وراء القصد ، ثم هل أن النبي (ص) كان أعرف بحفظ الشريعة أم عمر بن الخطاب ؟ فإن رسول الله (ص) كان موكلا من الله في ذلك وكان (ص) حريصا على الدين وحفظ الشريعة أكثر من غيره ، ولأجل ذلك أراد أن يوصي ويكتب كتابا لا يضل المسلمون بعده أبدا ولكن عمر منع من ذلك وصار سببا لضلالة من ضل إلى يوم القيامة ، فأي عفو وغفران يشمل هذا المجتهد الخاطئ !!
ردنا عليه :
هنا یعترض علی قول عمر ، حین سمی قول النبي صلی الله علیه وسلم هجراً أو هذیانا ..؟؟!! هل یمکن ان یصدر مثل هذا القول من رجل عنده مسحة أدب أو ذرة منه ...؟ وهل یصح ان نسمي اقوال النبي هذیاناً ...؟
قلت: ادعاؤك هذا لا یقوم علی اساس صحیح فعمر لم یقل هذا القول ، بل من قال ذلك وسماه هو أنت ، نعم إن من یقول ذلك أنت وأمثالك أيها النكرة الدعرور ؟!!
ولم یقل ذلك البخاري رحمه الله وإنما الذي قال ذلك سبط ابن الجوزي وهو كما علمنا رجل لاوزن له في مذهبنا أو کتبنا وان افترضنا وجود مثل هذا القول فإنما یوجد عنده وعند امثاله من النکرات ، فلا غفر الله له ، إنه کان رافضیاً ، وانتم من تسمونه وتنسبونه الی أهل السنة ، ولا ادري لمه کل هذا الشغف باقواله ....؟
کیف تعتمدون عليه وتحتجون بأقواله ....؟؟
إن کان ذلك الرجل حقاً من أهل السنة فلماذا كل هذا الحب والوله والشغف به ..؟
لمه کل ذلك ...؟ هل تريد أن تفهما أنكم يا معشر الشيعة تحبون أهل السنة وتحترمون علماءهم....؟؟ لا أريد أن أطيل هنا في الرد عليك وحسبي أن أقول : إن البخاري لم یقل مثل هذا ولم يثبت عن عمر رضي الله عنه انه سمى ذلك ( هذیاناً ) وإنما ذلك ورد في کتبکم انتم تلك الکتب التي تشرفون علی طباعتها لیل نهار وتنفقون في سبیل محاربة دین الله تعالی الأموال الطائلة ، نعم كل ذلك لأجل الطعن والتشكيك بشريعة هذا الدين وبكل ما له من ماضي مشرق وتاريخ عريق ...؟!! ثم إن بعض العلماء قال في شرح هذا الحدیث « أهجر رسول الله ..؟» قد یکون القائل لذلك شخص حدیث عهدٍ باسلام ولم يکن لدیه ذلك الإیمان والعلم الذي کان لدی الصحابة الکبار والسابقون الأولون ، فلم یکن یعلم ان الرسول صلی الله علیه وسلم لم یکن کسائر البشر فهو صلی الله علیه وسلم لا یقول هجراً حتی في حالة المرض والحمی
ویمکن توجیه هذه الجملة بالآتي : « أهجر رسول الله ..؟» أي ( من الحمی ) أما أنت فقد أضفت الی هذا النص شیئاً من التوابل والأملاح فبدلت النص من
« رسول الله » الی ( هذا الرجل ..؟ ) ثم لیس هناك دلیل صحیح یثبت أن القائل لهذه الجملة هو عمر رضي الله عنه ، ولکنك أنت الذي سعیت وبحثت عن حتفك بظلفك حینما اعتمدت في نقلل واستدلالك علی سبط بن الجوزي وسلیمان البلخي وکل من هبّ من الناعقین والناهقین فصدقت الکذبة التي تقول : أن القائل لذلك هو عمر ...؟!! ثم انظروا الیه و هو یستنطق السني ویتسائل: قد یکون عمر إنما قال ذلك لعلمه أنه صلی الله علیه وسلم لو کتب هذه الوصیة فقد یکون هناك ضرر قد یلحق بالأمة ....؟ فیجیبنا الشیعي علی هذا التساؤل : وهل کان عمر أشد حرصاً علی مصلحة الأمة وأدری بذلك من رسول الله صلی الله علیه وسلم ....؟!!
فأجیب علی ذلك وأقول : قد یکون الحق مع الشیعي ، ولکننا یجب أن نعلم جیداً أن ذلك السني المزعوم هو في الحقیقة شیعي مثله ...!! ونحن نعلم أن الصحابة رضي الله عنه لم یتصرفوا ذلك التصرف الا عن اجتهاد وطلب للتخفیف عن رسول الله صلی الله علیه وسلم فقال بعضهم : لا تزعجوا رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو قد حضره ما حضره من شدة الحمی والآلام المبرحه ، وأما البعض الآخر فقالوا : مادام النبي صلی الله علیه وسلم قد طلب ذلك بنفسه فنفذوا ما أرد منکم وهاتوا له بالقلم والدواة ، فتبين بذلك أن کلا الفریقین کان مجتهداً وطالباً للخیر في قوله وفعله ، ثم إن النبي صلی الله علیه وسلم قد انصرف عن ذلك الأمر وأعرض عنه ولم یقل شیئا .
الادعاء الثامن والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله : الشيخ عبد السلام : تظهر نية الفاروق الحسنة من آخر كلامه حيث قال : حسبنا كتاب الله !! قلت : هذه الجملة تدل على عدم معرفة الخليفة لمقام النبوة وعدم معرفته بحقيقة كتاب الله أيضا ، لأن القرآن كلام ذو وجوه وله بطون ، ولابد من مفسر وموضح يعرف الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والمتشابه والمحكم منه ، وهذا لا يكون إلا من أفاض الله عليه من الحكمة وفتح في قلبه ينابيع علومه ، فلذا قال سبحانه : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّا اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ، فإذا كان القرآن وحده يكفي لما قال سبحانه : ( وَمَا آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) . ولما قال تعالى : ( وَلَوْ رَدّوهُ إِلَى الرّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) ولقد عرف رسول الله (ص) لأمته الراسخين في العلم وأولي الأمر الذين يرجع إليهم في تفسير القرآن وتوضيحه ، في حديثه الذي كرره على مسامع أصحابه وقد وصل حد التواتر في النقل ، إذ قال حتى عند وفاته : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، إن تمسكتم بهما نجوتم لن تضلوا أبدا.
فرسول الله (ص) لا يقول لأمته : كفاكم كتاب الله وحسبكم . بل يضم إلى القرآن أهل بيته وعترته . أيها الحاضرون ! فكروا وأنصفوا أي القولين أحق أن يؤخذ به قول عمر : حسبنا كتاب الله . أم قول النبي (ص) : كتاب الله وعترتي ؟
لا أظن أحدا يرجح قول عمر على قول رسول الله (ص) ، فإذا كان كذلك ، فلماذا أنتم تركتم قول النبي (ص) وأخذتم بقول عمر ؟! فإذا كان كتاب الله وحده يكفينا ، فلماذا يأمرنا الله تعالى ويقول ...( َسْأَلُوا أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ ) والذكر سواء كان القرآن أو رسول الله (ص) فأهل الذكر هم عترة رسول الله وأهل بيته الطيبين .
وقد مر الكلام حول الموضوع في الليالي السالفة ، ونقلت لكم عن السيوطي وغيره من أعلامكم أنهم رووا بأن أهل الذكر هم عترة رسول الله (ص) الذين جعلهم النبي (ص) عدل القرآن ونظيره .
وأنقل لكم ـ الآن ـ مضمون كلام أحد أعلامكم وهو قطب الدين الشيرازي ، قال في كتابه كشف الغيوب : لابد للناس من دليل ومرشد يرشدهم إلى الحق ويهديهم إلى الصراط المستقيم ، ولذا أتعجب من كلام الخليفة عمر (رض) : حسبنا كتاب الله ! وبهذا الكلام رفض الهادي والمرشد فمَثَله كمن يقبل علم الطب وضرورته ولزومه للناس إلا أنه يرفض الطبيب ويقول حسبنا علم الطب وكتبه ولا نحتاج لطبيب ! من الواضح إن هذا الكلام مردود عند العقلاء ، لأن الطبيب وجوده لازم لتطبيق علم الطب كما يلزم علم الطب الناس ، والعلم من غير عالم وعارف بمصطلحاته ورموزه ، يبقى معطلا لا يمكن أن يستفاد منه ، فكما لا يمكن لآحاد البشر أن يعرفوا علم الطب ورموزه ، ولا بد من أطباء في كل مجتمع يعالجون المرضى بمعرفتهم لعلم الطب ورموز العلاج ، كذلك القرآن الكريم وعلومه لا يعقل بأن الناس كلهم يعرفون علومه ورموزه ومصطلحاته ، فلا بد أن يرجعوا إلى العالم لعلومه ورموزه والمتخصص بتفسيره وتأويله وقد قال سبحانه : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلّا اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )، وقال عز وجل : ( وَلَوْ رَدّوهُ إِلَى الرّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ). فالكتاب المبين وحقيقته إنما يكون في قلوب أهل العلم ، كما قال سبحانه : ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ولهذا كان علي كرم الله وجهه يقول : أنا كتاب الله الناطق والقرآن كتاب الله الصامت . انتهى مضمون مقال وخلاصة مقال قطب الدين .
أقول : كل عاقل منصف ، وكل صاحب وجدان وإيمان يعرف أن عمر بن الخطاب ارتكب ظلما كبيرا بمنعه النبي (ص) أن يكتب لأمته كتابا لن يضلوا بعده أبدا !! وأما قولك أيها الشيخ : إن أبا بكر وعمرا أوصيا ولم يمنعهما أحد من الصحابة : فهو قول صحيح وهذا الأمر يثير تعجبي واستغرابي . كما يهيج حزني ويبعث الألم في قلبي ، فقد اتفق المؤرخون والمحدثون على إن أبا بكر أملا وصيته على عثمان وهو كتبها في محضر بعض أصحابه وعرف عمر بن الخطاب ذلك ولم يمنعه ، وما قال له : لا حاجة لنا بوصيتك وعهدك ، حسبنا كتاب الله ! ولكنه مع رسول الله (ص) عن الوصية وكتابة عهده لأمته ، قائلا : أنه يهجر .. كفانا أو حسبنا كتاب الله !! وقد كان ابن عباس وهو حبر الأمة كلما يتذكر ذلك اليوم يبكي ويقول : إن الرزية كل الرزية : ما حال بين رسول الله (ص) و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم / صحيح البخاري بحاشية السندي : ج4 / كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عني وج 4 / 271 / باب كراهية الخلاف.
نعم كان ابن عباس يتأسف ويبكي ، ويحق لكل مسلم منصف أن يتأسف ويبكي وأن يتألم ويتأثر ويتغير ، ونحن على يقين أنهم لو تركوا رسول الله (ص) يكتب وصيته ، لبين أمر الخلافة من بعده وعين خليفته مؤكدا عليهم بأن يطيعوه ولا يخالفوه ، ولذكرهم كل ما قاله في هذا الشأن وفي شأن وصيه وخليفته ووارثه من قبل . والذين منعوا من ذلك ، كانوا يطمعون في خلافته كما كانوا يعلمون أنه يريد أن يسجل خلافة ابن عمه علي بن أبي طالب ، ويكتبه ويأخذ منهم العهد والبيعة له في آخر حياته ، كما أخذ عليهم ذلك في يوم الغدير ، لذلك خالفوه بكل وقاحة ومنعوه من ذلك بكل صلافة !
ردنا عليه :
یذکر المؤلف هنا قول قطب الدین الشیرازي والذي یعتبره من کبار علماء أهل السنة انه قال : لقد أساء عمر حینما قال : یکفینا کتاب الله...!! وذلك کمثل من یقول : نکتفي بکتب الطب عن الطبیب فلا نحتاج الیها ...؟!
قلت: أیها الکذاب أولاً : من جعل أو قال : أن قطب الدین من أکابر علمائنا ...؟
ثانیاً: لو افترضنا جدلاً أن القرآن لا یکفینا فمن لهذه الأمة علي أم صاحب الزمان ؟ أما الأول فقد مات واما الثاني فقد غاب ....!! ثم إنکم تقولون أن الدین لا یکتمل بدون وصيّ رسول الله ...؟!! فما النتیجة التي وصلنا الیها بعد کل هذا الأخذ
والرد ....؟ وماذا سنفعل في هذه الحالة ...؟ وبالتالي یعلم أن افتراضك واعتراضك لا یقوم من أوله علی اساس متین ...!! فکل من سمع قول عمر لا یمکن أن یحمله علی المحمل الذي انت ذهبت الیه ولم یکن یقصد رضي الله عنه أن الأمة لا حاجة لها الی قول الرسول لان ذلك لا فائدة فیه ، فسیرة عمر وحیاته وحبّه للقرآن والسنة واتباعه لهذین الأصلین العظیمین في کل دقیقة من دقائق حیاته لهو أکبر دلیل وأوضح برهان علی إبطال ذلك الظن السئ والقول الباطل بحق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم لا تنسوا أمراً في غایة الأهمیة والخطورة ، وهو أن علیاً رضي الله عنه کان أحد الوزراء المقربین لعمر رضي الله عنه فأي طعن في عمر یعني ذلك انکم تطعنون في عليّ نفسه ....؟!!!.
عندما رأی عمر رضي الله عنه رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو یعاني ویتألم فأراد أن يخفف عنه ولا یشق عليه اکثر مما هو فیه فرأی رأیا ولکن الصحابة خالفوه في ذلك ، وهذا دلیل آخر علی أن عمر لم یکن في مقام الآمر الناهي ، ثم لم تکن لعمر تلك السلطة التي تمنع الناس من إبداء آرائهم أو ذلك الخوف الذي یمنعهم من قول ما یرونه حقاً وصوابا ...!!
ثم إن الرسول صلی الله علیه وسلم ترك الکتابة واعرض عن ذلك الامر بنفسه فالأمر کله لا یخرج عن هذین السببین : الأول: إما أنه کان لم یر ذلك الأمر بتلك الأهمیة والخطورة.
الثاني: أو أنه لم یبلغ الرسالة کاملة ، وبما أن الصحابة لم یکونوا یخافوا عمراً فخالفوه وقالوا: « لیکتب ذلك الرسول » فکیف إذاً یخاف النبي صلی الله علیه وسلم من عمر وأمثاله ...؟ فماذا تعني بکلامك ...؟ لا یعني الا شیئاً واحداً: ان النبي صلی الله علیه وسلم قد خاف من عمر فلأجل ذلك آثر الصمت والسکوت ...؟!!!.
ثالثاً: أیها الجهلة والمغفلون لا تنسوا أن القرآن الکریم إنما کتب بإملاءٍ النبي صلی الله علیه وسلم علی أصحابه ، فلم نسمع أن عمر قد قال: یکفینا التوراة مثلا ...؟!!
الادعاء التاسع والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله : وهذا الأمر يثير تعجبي واستغرابي كما
يهيج حزني ويبعث الألم في قلبي ، فقد اتفق المؤرخون والمحدثون على إن أبا بكر أملا وصيته
على عثمان ، وهو كتبها في محضر بعض أصحابه وعرف عمر بن الخطاب ذلك ولم يمنعه وما
قال له : لا حاجة لنا بوصيتك وعهدك ، حسبنا كتاب الله !
ردنا عليه :
قلت: لماذا تفترض تلك الافتراضات الخاطئة ثم تبني علیها ما تشاء من هذه الادعاءات الباطلة...؟! من قال لك أن الصحابة رضي الله عنهم منعوا الرسول صلی الله علیه وسلم وحالوا بینه وبين کتابة الوصیة ...؟ ثم ماهو المانع ...؟ إن النبي صلی الله عليه وسلم هو من ترك کتابتها ثم قال لهم : « أخرجوا عني »
لا یستبعد أن تقول لنا : إن الصحابة قاموا بدس السم لرسول الله صلی الله علیه وسلم وقتلوه....؟!! إن فحوی کلامك یدل علی أن النبي صلی الله علیه وسلم لم تکن لدیه السلطة والکلمة النافذة علی أصحابه وکانت رسالته ومنزلته قد انتهت عند ذلك الحد ....؟!! أنه کان یفترض بك أن تثبت أولاً حقیقة ما تفترض ثم تبني علیه ما تشتهي من هذه الادعاءات والاکاذیب .
فماذا ترید أن تثبت لنا من وراء کل هذا الکلام والهذيان ..؟ هل ترید أن تقول لنا: إن المهاجرین والانصار واهل مکة والقبائل العربیة واهل الجزیرة کلهم أجمعوا علی معصیة النبي صلی الله علیه وسلم في آخر حياته وقبل مماته ..؟ إن إنکارك ونفیك لوجود شخص باسم محمد ان یکون له حقیقة في التاریخ قد يكون أهون من هذا الادعاء الباطل الذي ترید أن تثبت فیه أن الأمة کلها قد آرتدت وکفرت في حیاة نبیها علیه الصلاة والسلام عندما تآلبت وأجمعت علی معصیته وعدم طاعته ...؟!!
ادعاء المائة الثالثة وقوله : من الواضح إن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته كان في غاية الأهمية والخطورة ، وهذا ما يقوله الشيعة ويؤكدون عليه ، ولكن وللأسف الشديد إن ذلك لم يكتب ..!! .
ردنا عليه :
قلت: إن کان الأمر بکل تلك الأهمیة فلماذا لم یکتب وما المانع من ذلك ..؟ وهل تظن أن النبي صلی الله علیه وسلم یسکت عن تبلیغ أمر هامٍ وخطیر کهذا لأجل کلمة أو عبارة بدرت من زید أو عمرو من الناس ..؟ ثم إن کان عمر هو الذي منع من ذلك ، فلماذا لم یکتبوا ذلك الأمر الهام بعد خروجه ...؟ قد تقولون لنا أنه کان مریضاً ولا یقوی علی الکتابة ، فهل کان علي مریض هو الآخر ..؟!! ثم قد تقولون لنا من باب الفرض والإحتمال وإمعانا في الجدال : إن علیاً لم یکن کاتباً مثل النبي صلی الله علیه وسلم ، فهل عدم النطق بالحق رضي الله عنه وارضاه ...؟!!
الإدعاء الأول بعد المائة الثالثة وقوله : عدم كتابة النبي صلى الله عليه وسلم ونصه على هذا الأمر كان حرصا منه على حفظ نصف الدين .
ردنا عليه :
قلت : أولاً: متى أحوج الله تعالی نبیّه لعمر وأمثاله حتی یلجأ الی رشوته لحفظ هذا الدین الذي لم یکتمل ببعثة النبي صلی الله علیه وسلم وجهاده ودعوته وهجرته ...؟!!
ثم هل کان المهاجرون من أهل مکة والأنصار من أهل المدینة والمسلمون من اقطار الجزیرة العربیة کلها قد آمنوا بعمر أم بمحمدٍ صلی الله علیه وسلم وبرسالته ...؟ .
ثانیاً : ما المصلحة التي کان یرتجیها من حفظ بعض الدین دون بعضه الآخر ..؟ هل یجزأ العبد صیام نصف النهار مثلا ...؟ لماذا لم یعمل ويکرس جهده ویبذل طاقته لإتمام هذا النصف الآخر من الدین عندما کان في مکة ...؟ کیف استطاع أن یقرأ هذه الآیات علی مسامع المشرکین في مکة مع ضعفه « قل یا ایها الکافرون لا اعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين » سورة الكافرون .
کیف استطاع أن یصدع بذلك في مکة ولم یستطع أن یصدع بکلمة الحق وهو في المدینة مع وجود علي والأمة کلها ...؟؟!!ثم تراه یداهن أعداءه لیقول لهم :
« قل یا ایها المنافقون، أنا أعبد ما تعبدون .....؟؟!! )
نعم إن کلامکم یدل علی هذا المعنی ویقتضیه ولا مفر لكم من الإقرار بذلك أو الحيدة عنه ؟!!!
ثالثاً : لماذا لم یکتب النبي صلی الله علیه وسلم تلك الوصیة الا في اللحظات الاخیرة من حیاته...؟ لعلکم تقولون : إنما أراد أن یذکر ذلك ویکتب تلك الوصیة لیؤکد علی أمرٍ قد ذکره من قبل ..!!!
رابعاً : إن کان الصحابة قد منعوا النبي صلی الله علیه وسلم من کتابة ذلك الأمر الهام فلماذا لم یقل ذلك مشافهة ...؟ هل ترى أن الصحابة أجمعوا كذلك على كتمان هذا الأمر أيضا ...؟؟
خامساً : ألا یعتبر هذا الأمر والكتمان للحق من المطاعن التي تؤخذ علی النبي صلی الله علیه وسلم ...؟
سادساً : هؤلاء هم أصحاب محمدٍ صلی الله علیه وسلم یقولون آرائهم ویذکرونها في وجود النبي صلی الله علیه وسلم وأمامه دون أن يغض ذلك من قدر النبي صلی الله علیه وسلم أومنزلته والنبي صلی الله علیه وسلم کان يستمع الیهم وقد یأخذ بها وقد یخالفها ، وذلك کما حدث في صلح الحدیبیة ، فما المانع إذاً من مضي النبي صلی الله علیه وسلم الی ما یرید في ذکر هذه الوصیة رغم انف المنکرین والمعارضین ... ألم يقل المولى جل في علاه وحسب اعترافكم أنتم أن الله تعالى قال له : ( والله يعصمك من الناس ..؟؟؟!! ) . أجيبوا يا معدن الكذب وأسٌه وأساسه .
الادعاء الثاني بعد المائة الثالثة وقوله : ولو لم يورث الأنبياء فكيف قال النبي (ص) : لكل نبي
وصي ووارث ، وأن عليا وصيي ووارثي ؟ وأثبتنا أن المقصود وراثة المال والمقام . وحتى إذا
كان المقصود وراثة العلم فوارث علم النبي (ص) أحق بخلافته من فاقد علمه .
ردنا عليه :
قلت: لم یقل النبي صلی الله علیه وسلم فیه ما تقول ، وإنما ذلك قولك أنت أولاً واعتمادك علی
كل موضوع ومختلق من الأحادیث .
ثانیاً: ثم أنت تبني افتراضاتك وادعاءاتك علی الکذب والأوهام لتخدع نفسك ولم تدر أن الله
تعالی لك بالمرصاد ، فکل ما قلته إنما بنیت أساسه على شفا جرف هار وما کان ذلك اساسه
فإنه لا یثبت به حق أو باطل ....!! وأما الأحادیث التي وردت في کتبنا فهي الآتي :
1- ( إن لکل شئ خاصة من أصحابه وإن خاصتي من اصحابي أبوبکر وعمر) .
2- ( لکل نبي خلیل في أمته وإن خلیلي عثمان بن عفان ) .
ثم لتعلم أنت ومن وراءك من الحاقدين ان أئمة أهل السنة وعلماء الحدیث لا یرون صحة هذین
الحدیثین ، فانظر الی العلم الذي یرفع الله تعالی به أهله ، أما أنت فلا تعرف من صحیح الحدیث
أو ضعیفه الا هوی النفس واتباع الشيطان ، وصدق فیك قول الحق تبارك وتعالی « أرأیت من
اتخذ إلهه هواه أفأنت تکون علیه وکیلا » .
إلادعاء الثالث بعد المائة الثالثة وقوله : نقل المحدثون منهم أحمد بن حنبل في مسنده والمحب
الطبري في ذخائر العقبى وابن أبي الحديد في شرح النهج والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع
المودة / الباب السادس والخمسون فصل : في ذكر كثرة علم علي ، قال : وروي أن عمر أراد
رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر! فقال علي (ع) في كتاب الله: ( وَحَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ
شَهْراً ) ثم قال:( وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) فالحمل ستة أشهر ، فتركها عمر ، وقال عمر :
لولا علي لهلك عمر . قال القندوزي : أخرجه أحمد والقلعي وابن السمان .
ردنا عليه :
قلت: نعم ، قد جاءت مثل هذه القصة في الکتب والمصادر ولکن لم تکن بالصورة التي أن
تذکرتها ...!! ثم إن عمر لم یقل « لولا علي لهلك عمر » البته ، إنما قال ذلك لمعاذ ، وکان ذلك
في مسألة المرأة الحامل الذي أراد رجمها ، وهناك احتمال کبیر أن هذا الأثر لا یصح بهذا اللفظ
وقد بحثت في مسند الامام أحمد فلم أجد له على أثر، اللهم الا أن یکون قد ورد بالفاظ أخری
غیر هذا اللفظ ...!!! وعلی کل حال فإن هذا الأثر فیه کرامة ظاهرة لسیدنا عمر رضي الله عنه
فهو بالرغم من کونه خلیفة المسلمین وأمیرا للمؤمنین ومن أکبر قادة التاریخ ، فهو مع ذلك کله
تراه متواضعاً وقافاً عند حدود الله تعالی یستمع الی مشورة غیره محترما لآراء الآخرين عاملا
بها دون تکبر أو استنکاف أو عزة تأخذه بإثم ..؟!! فهذا هو أبو حفص رضي الله عنه كما
علمناه وعرفناه دائما ....!!
ثم لا یعتبر هذا دلیل على أن علیاً کان اعلم من عمر رضي الله عنه ..؟!!
ألم یحدث مثل ذلك في أعظم غزوة في التاریخ ، إنها غزوة بدر الكبرى حین أشار أحد الصحابة
علی الرسول صلى الله عليه وسلم أن ینزل موضعاً آخر غیر الموضع الذي اختاره هو صلی الله
علیه وسلم للمسلمین ، فقبل رأيه واستمع مشورته فهل یعني ذلك أن هذا الصحابي الجليل کان
أعلم من رسول الله صلی الله علیه وسلم .؟! ما لكم كيف تحكمون ..؟؟
ألم يشر الصحابة علی الحسین بعدم الخروج من المدینة والذهاب الی الکوفة ...؟ وإن هو أبی
المشورة فعلیه الا یخرج بالنساء والاطفال معه ...؟؟ ومع إلحاحهم ونصحهم له رضي الله عنهم
لکنه لم یستمع الی أحد ومضی علی رأیه ، ثم في نهایة المطاف وآخر الأمر علم الحسين
رضي الله عنه وأرضاه صدق ما أشاروا به علیه وصحة رأیهم وصواب ما قولوا ، مع ذلك فإن
مکانة الحسین في القلوب ومنزلته عند المسلمین لم تزدد إلا تألقاً ورفعة وحباً وعزة ، كما إن
ذلك لا یدل علی ان الذین أشاروا علیه ونصحوه کانوا أعلم منه أو ارفع مکانة ، وکذلك الأمر مع
عمر رضي الله عنه ...؟!!
الادعاء الرابع بعد المائة الثالثة وقوله : بأن أبا بكر (رض) رد فدك على فاطمة ثم منعها عمر
في خلافة أبي بكر ومزق كتابه ؟!!
قلت : يبدو أن مشاغل الحافظ كثيرة بحيث لا يجد فرصة ليطالع كتب أعلام السنة من أهل مذهبه
ونحلته ، وإلا لما كان هذا الخبر جديدا على مسامعه ، فقد روى هذا الخبر كثير من المؤرخين
والمحدثين منهم علي بن برهان الدين الشافعي في السيرة الحلبية : ج3/391وابن أبي الحديد
في شرح النهج : ج16 / 247/ ط دار إحياء التراث العربي / قال : روى إبراهيم بن سعيد الثقفي
عن إبراهيم بن ميمون ، قال : حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب (ع) عن
أبيه عن جده عن علي (ع) قال : جاءت فاطمة (ع) إلى أبي بكر و قالت : إن أبي أعطاني فدك
وعلي وأم أيمن يشهدان فقال : ما كنت لتقولي على أبيك إلا الحق قد أعطيتكها ، ودعا
بصحيفة من أدم فكتب لها فيها ، فخرجت فلقيت عمر فقال : من أين جئت يا فاطمة ؟ قالت جئت
من عند أبي بكر. أخبرته أن رسول الله (ص) أعطاني فدك وأن عليا وأم أيمن يشهدان لي بذلك
فأعطانيها و كتب لي بها . فأخذ عمر منها الكتاب . ثم رجع إلى أبي بكر ، فقال : أعطيت فاطمة
فدك وكتبت بها لها ..؟ قال : نعم فقال : إن عليا يجر إلى نفسه ، وأم أيمن امرأة ، وبصق في
الكتاب فمحاه وخرقه !
ردنا عليه :
قلت: نعم ، ولکن علیك أن تعلم جیداً أن اسنادك من أوله الی آخره مختلق مردود فماذا عساني
أن أجیبك ...؟
لا أراك إلا رجلا متهوكا تلقي بالکلام علی عواهنه ثم تضحك علیه ثم تقول لنا: إن جمیع هذه
الأقوال التي نقلتها في کتاب شرح نهج البلاغة ...!! ألا تعلم إننا لا نقبل أو نعتمد علی نهج
البلاغة نفسه فما بالك بشرحه ...؟!! نقول له: لا وزن للنملة فیقول لنا : حسناً .... رأسها .....
رجلها ....؟!!.
الادعاء الخامس بعد المائة الثالثة وقوله : والعجب إن عمر الذي كان بهذه الشدة في قضية فدك
أيام خلافة أبي بكر ، لما وصلت أيامه وصارت الخلافة في يده رد فدك على أولاد فاطمة وكذلك
بعض الخلفاء من بعده !
الحافظ : إن هذا الخبر من أعجب الأخبار لتناقضه ، وإني حائر في تصديقه ورده !
قلت : لا تتحير ولا ترد الخبر بل راجع كتاب وفاء الوفاء في تاريخ مدينة المصطفى للعلامة
السمهودي وهو من أعلامكم ، ومعجم البلدان لياقوت الحموي .
رويا أن أبا بكر أخذ فدك من فاطمة ، ولكن عمر في خلافته رده على العباس وعلي بن أبي
طالب ، فإذا كان فدك فيء المسلمين وقد أخذه أبو بكر حسب الحديث الذي سمعه من النبي (ص)
فبأي سبب رده عمر وجعله في يد علي والعباس دون سائر المسلمين ؟!
ردنا عليه :
قلت: نعم ، لقد أعطی أرض فدك لهما لینفقوا ذلك عی أهل البیت وفقرائهم ، لکن عندما رأی تنازع واختلاف اهل البیت فیما بینهم علی ذلك استرد ذلك منهم ونزعه من أیدیهم ....!! وطبعاً هذا التصرف والتخویل لهم لا یدل من قریب أو بعید علی أن ذلك کان إرثا لعلي أو أهل بیته ...؟! بل إن ما فعله عمر کان اتباعاً منه لعمل النبي صلی الله علیه وسلم في هذه الارض ، ثم عندما زادت وظائف الخلیفة وکثرت مشاغله أوکل أمر هذه الارض الی علي والعباس لكنهما لم لم یتفقوا فیما بینهما أما ابوبکر رضي الله عنه فقد کان یرعی حق علي وفاطمة فکان یتعاهدهما دائماً ویصلهما بعطایاه بشکل دائم ومستمر رضي الله عنه وأرضاه .
الادعاء السادس بعد المائة الثالثة وقوله : وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج16 / 216
قال : ... فلما ولي عمر ابن عبد العزيز الخلافة الأموية كانت أول ظلامة ردها ،أنه دعا الحسن
بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) و قيل بل دعا علي بن الحسين (ع) فردها عليه ،
و كانت بيد أولاد فاطمة ع مدة ولاية عمر بن عبد العزيز .
ردنا عليه :
قلت : مما لا نشك فیه أن عمل عليّ حجة علینا ، فلو أنه أعطی فاطمة حقها من فدك واعاد الحق الی نصابه کما تدعون فعند ذلك سنقول : إن الحق معکم ..!!
ولکن الأمر علی عکس ما کنتم تظنون وتعتقدون فهو بعد أن أصبح خلیفة لم یفعل من ذلك شیئاً طيلة مدة خلافته رضي الله عنه ، والتي دامت خمس سنوات ...!! ثم لو أنكم قلتم مثلا : أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قد استرده في خلافته فلا یدل هذا العمل علی صحة ما تدعونه في میراث فاطمة لأبيها بل نقول : إن ما قام به عمر بن عبد العزيز هو من قبيل الأوامر التي یصدرها الخلیفة الی رعایاه وهذا من حق الخلیفة دون سواه ، والدلیل علی صحة ما نقول، هو إن علیاً رضي الله عنه لو کان یعلم ان ذلك حق فاطمة في میراثها من ابیها لکان أولی من عمر بتنفیذ ذلك..!! ولکنه رضي الله عنه لم یفعل ..؟!!
الادعاء السابع بعد المائة الثالثة وقوله : نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج :: قال أبو بكر
الجوهري حدثني محمد بن زكريا قال : حدثني مهدي بن سابق قال : جلس المأمون للمظالم
فأول رقعة وقعت في يده نظر فيها و بكى ، و قال للذي على رأسه : ناد أين وكيل فاطمة ؟ فقام
شيخ عليه دراعة و عمامة و خف تعزى ، فتقدم فجعل يناظره في فدك و المأمون يحتج عليه
وهو يحتج على المأمون ، ثم أمر أن يسجل لهم بها ، فكتب السجل و قرئ عليه ، فأنفذه .
ردنا عليه :
قلت: لم یکن في عمل المأمون حجة علی أحد ..! ألیس هو من جعل الامام الرضا حسب زعمك ولیاً للعهد ، ثم قتله ...؟ إن ما کان یصدر من هذا الخلیفة العباسي هو من قبیل السیاسة والادارة ولا علاقة له بالشرع من قریب أو بعید، فعلیکم أن تدرکوا هذه الحقیقة جیداً ، واعلموا أن صمتکم خیرٌ لکم من التقول بما لا علم لکم به .
وقد یکشف القولُ عي الفتی فیبدوا ویستره ما سکت
واعلم أن من سلّ سیف البغي أغمده في رأسه ، ومن أسس أساس السوء أسسه علی نفسه .
الادعاء الثامن بعد المائة الثالثة وقوله : لقد ثبت في موضعه أن فدكا كانت نحلة لفاطمة أنحلها
رسول الله (ص) ولذا كان بعض الخلفاء يردونها على أولاد فاطمة وكان آخرون يغصبونها
اقتداء بأبي بكر !!
الحافظ : إن كانت فدكا ، نحلة أنحلها رسول الله فاطمة ، فلماذا ادعتها من بابا الإرث ولم تدعيها
نحلة ؟
قلت : لا شك أنها ادعت فدكا بادئ الأمر من بابا النحلة وأقامت شهودا على ذلك ، فلما ردوا
شهودها ادعتها من باب الإرث .
الحافظ : هذا كلام جديد لم نسمع به من قبل ولعلك مشتبه !
قلت : إني على يقين فيما أقول ولست مشتبها ، ولم تنفرد الشيعة بهذا الخبر بل نقله كثير من
أعلامكم منهم : علي بن برهان الدين في كتابه السيرة الحلبية ، والفخر الرازي في تفسير الكبير
وياقوت الحموي في معجم البلدان ، وابن أبي الحديد المعتزلي .
ردنا عليه :
قلت:
أولاً : إذا فقد کان هؤلاء السنة یعتبرون أبابکر غصب من فاطمة حقها ..؟ هل حقا أن سنيا یقول
ذلك ...؟ إنهم لو کانوا سنة کما تدعي فإنهم لا ولن یقولوا مثل هذا القول ، کما إنکم لا تعترفون
بتشیع من یتهم علیاً بالکذب ..؟ وهذا برأيي هو الجواب الکافي والشافي علی ادعائکم الکاذب
هذا ..!!
ثانیا ً: لا یلیق بفاطمة رضي الله عنها أن تکذب فإن ذلك لو کان هبة فعلیها أن تثبت علی قولها
أما لو أنه کان ذلك میراثاً فهي لم تکن الوحیدة في ذلك المیراث فإن لها الکثیر من الشرکاء
فیه ، وهنّ أزواج النبي صلی الله علیه وسلم أم نسیتم أن لرسول الله صلی الله علیه وسلم
أزواجاً من أهل بيته ..؟!!
وأرى من نافلة القول أن أضيف هنا : فإني من خلال تجربتي رأیت أن الشیعة قوم لا یحقون حقاً
ولا یعرفون معروفاً وإنما هم أصحاب هوى فتراهم يسعون ويلهثون وراء ما يوافق هواهم
وباطلهم ، فإن رأوأ کفة المیزان مالت لصالحهم مالوا معها وان لم یروا ذلك فإنهم أبعد الناس
عن العدل والانصاف ، وقولهم بالجهل وادعاؤهم الباطل ومعارضتهم لکل دلیل صحیح معلوم
عند کل ذي رأي حصیف .
الادعاء التاسع بعد المائة الثالثة وقوله : لقد كانت فاطمة (ع) متصرفة في فدك ، وكانت في
يدها فبأي شرع وقانون يطالب ذو اليد بإقامة الشهود على إثبات حقه فيما يكون تحت تصرفه
وفي يده ؟! فإن الأصل المجمع عليه في قانون القضاء الإسلام ي أن ذو اليد هو المالك فإذا
ادعى أحد على ما في يده فعلى المدعي إقامة الشهود والبينة ، وليس على المنكر إلا اليمين ،
فأبو بكر كان مدعيا لفدك التي كانت في يد فاطمة (ع) وتحت تصرفها ، فحينئذ كان عليه أن يأتي
بالبينة لإثبات ما يدعي ، وليس له أ، يطالب السيدة الزهراء (ع) بالشهود والبينة .
ردنا عليه :
قلت:
أولاً : من قال بذلك ..؟ إن من يقول إن فاطمة رضي الله عنها کانت المالکة لأرض فدك
والمتصرفة فیها تصرفاً مطلقاً فعلیه الدلیل ...؟
نعم لا بد لمن کان هذا حاله وعنده هذا الملك العظیم مثل فدك أن یکون لدیه بدل الشاهد الواحدة
عشرة من الشهداء أو أکثر ...!! وهذا لا یعد تعجیزاً أو مغالاة في القول ، وذلك لأن هذه الارض
تحتاج من یقوم علی خدمتها من زرع وسقي وحرث وجني للثمار وحصد للمحاصيل وما الى
ذلك .
أفلا يعتبر کل أولئك شهود لفاطمة على ما تقول وتدعي ..؟ .
ثانیاً : لماذا کل هذا العناء وکل هذا الحرج للسیدة فاطمة ...؟ ألم یکن بمقدور النبي صلی الله
علیه وسلم أن یکتب لفاطمة کتاباً لیثبت فیه حق فاطمة بأرض فدك ..؟ نعم بمقدوره واستطاعته
ان یشهد علی ذلك عشرات الشهود بدل الشاهد الواحد .
الادعاء العاشر بعد المائة الثالثة وقوله : إن هذا الكلام يخالف سنة رسول الله (ص) وسيرته المسجلة
في صحاحكم ، والثابتة في مسانيدكم .
فقد ذكر ابن أبي الحديد ترجمة ذي الشهادتين في شرح النهج :ج10 / 108 و109 ط دار إحياء التراث العربي /
قال : هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الخطمي الأنصاري من بني خطمة من الأوس ، جعل رسول الله
( ص ) شهادته كشهادة رجلين ، لقصة مشهورة الخ .
والقصة كما ذكرها الأعلام في ترجمته وفي كتب الحديث وأنا أنقلها من كتاب أسد الغابة لابن الأثير قال :
روى عنه ابنه عمارة أن النبي (ص) اشترى فرسا من سواء بن قيس المحاربي ، فجحده سواء ! فشهد
خزيمة بن ثابت للنبي (ص) فقال له رسول الله : ما حملك على الشهادة ، ولم تكن حاضرا معنا ؟
قال : صدقتك بما جئت ، وعلمت أنك لا تقول إلا حقا .
فقال رسول الله (ص) : من شهد له خزيمة أو عليه فهو حسبه .
فما ظنك برسول الله (ص) لو كان علي يشهد عنده في قضية هل كان يصدقه أم يرده ؟!
وهو القائل في حقه : " علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق حيث ما دار علي " فكما أن النبي (ص)
خصص شهادة خزيمة وأحله محل شاهدين وصارت شهادته بشهادتين .
ردنا عليه :
قلت:
أولاً: إن هذه قصة لم تکتمل فیها جمیع عناصرها وفصولها ، ولو قرأناها بتدبر لعلمنا أن
الشهادة لن تقبل دون قسم یعضدها ویؤیدها .
ثانیاً : لو افترضنا إن ذلك صحیح ، فالقیاس لا یصح مع ذلك ..!! ولا نقول ان فلاناً افضل من
غیره ، فالاعتبار بالشاهدین ، ولو أردنا فتح هذا الباب لفتحنا بذلك باباً للفساد عريضا وبهذا
تبطل الأحکام وتذهب هیبة القانون ومکانته في النفوس .
ثالثاً: قلتم بانفسکم ان علیاً حینما خاصم ذلك الیهودي ولم یکن لدی علي شاهد فان القاضي
حکم للیهودي وکان ذلك سببا في فرح علي وسروره واسلام الیهودي.
رابعاً: إن فاطمة لم تقل إن ذلك کان هبة ، فأنا مثلاً إن وهب لي والدي سیارة ولم یکن عندي
شاهد علی ذلك ، ألا استطیع أن اثبت ذلك على أن هذه السيارة ملکي من خلال الاهل والاصدقاء
والجیران وکل من عرفني ....؟ فهؤلاء الفقراء المحتاجون الذین کانوا یأخذون مستحقاتهم من
أرض فدك الا یکونوا شهداء علی صحة ما تدعیه فاطمة ؤضي الله عنها ..؟ الأهل والأقارب من
بني هاشم كذلك ..!!
ألم ذكر ذلك لاختها زوجة عثمان ..؟ ألم تخبرها بذلك : أن ابي قد اعطاني ووهب لي أرض فدك
مثلا ...؟ فکیف تخفي فاطمة هذه الحقیقة ثم يخفيها كذلك علي ..؟ ما المصلحة في ذلك ..؟ ام
کیف یعقل ان یصدر ذلك من النبي صلی الله علیه وسلم .؟ هل یمکن أن یجور النبي صلی الله
علیه وسلم في العطاء والوصیة ..؟ فیعطي بعض بناته دون بعضهن الآخر ..؟ فکیف بعد ذلك
کله تطالبون أبابکر أن یسلم شیئاً لم یکن علیه شاهد یشهد له بذلك ؟!!
الادعاء الحادي عشر بعد المائة الثالثة وقوله : كذلك أصحاب آية التطهير الذين عصمهم الله
تعالى وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فقولهم لا يرد ، فإن الراد عليهم كالراد على الله
سبحانه ثم هل يعقل أن معصوما يكذب ...؟؟! .
ردنا عليه :
قلت:
1- أین الشاهدُ من الآیة ..؟ لا یوجد فیها ذکر لفاطمة رضي الله عنها ، بل فیها اشارة الی
أزواج النبي صلی الله علیه وسلم ، إقرأوا الآیة جیداً « وقرن في بیوتکن ولا تبرجن تبرج
الجاهلیة الأولی وأقمن الصلاة وآتین الزکاة وأطعن الله ورسوله إنما یرید الله لیذهب عنکم
الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا» الاحزاب/33.
الا یحق لنا أن نستغرب ؟ بل الأمر في غایة الغرابة ..؟!! فالشیعة عندما ترید أن تطعن بالسیدة
عائشة أم المؤمنین وحبیبة رسول رب العالمین لماذا شارکت في حرب الجمل فإنهم یستدلون
بهذه الآیة ...؟ ویعتبرون نزولها بشأن عائشة رضي الله عنها ،أما اذا أرادوا أن یتکلموا عن
التطهیر من الرجس والعصمة فإنهم یعتبرون الآیة نفسها في حق فاطمة وأنها دلیل قوي علی
عصمة الأئمة ..؟ فقل ما تشاء وتشتهي أيها الدعي فلأمك أیها الناقص الهبلُ ...؟!!! لا أدري
یارب ، کیف یکون للآیة الواحدة معنیان أو تفسیران متضادان ...؟!!!
2- مما لاشك فیه فإن الآیة تشمل فاطمة رضي الله عنها ولکنها لا تدل علی العصمة ، والمعنی
المراد من الآیة هو أن الله تعالی وعدهم إن هم اقاموا الصلاة
وآتوا الزکاة وأطاعوا الله ورسوله ورضوا بما قسم الله تعالی لهم فإن الله تعالی سوف یجازیهم
بالاحسان إحسانا وبالمعصیة غفرانا .
3- إن ما تقوله في تفسیر هذه الآیة صواباً فأهل بدر یدخلون في الآیة کذلك ..؟
وکیف لا نعتبرهم کذلك وقد أنزل الله تعالی في حقهم هذه الآیة الکریمة « إذ یغشیکم النعاس
أمنة منه وینزل علیکم من السماء ماء لیطهرکم به ویذهب عنکم رجز الشیطان ولیربط علی
قلوبکم ویثبت به الاقدام » الانفال/11
الادعاء الثاني عشر بعد المائة الثالثة وقوله : وقد أثبتنا فيما سبق أن عليا (ع) شهد لها بأن
رسول الله (ص) أنحلها فدك ، ولكنهم ردوا شهادته بحجة أن عليا يجر إلى نفسه ، فكذبوه
وصدقه الله في كتابه الحكيم بقوله : ( يَاأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ )
الحافظ : من أين تقول هذه الآية نزلت في شأن علي كرم الله وجهه ؟
من هم الصادقون
قلت : أجمع علماء الشيعة استنادا على الروايات الواصلة عن طريق أهل البيت (ع) والعترة
الهادية ، بأن الصادقين هم خاتم النبيين وعلي أمير المؤمنين والعترة ، وقد وافقنا كثير من
أعلامكم وذهبوا إلى هذا الرأي ، منهم : الثعلبي في تفسيره كشف البيان وجلال الدين السيوطي
في تفسيره الدر المنثور ، عن ابن عباس ، والحافظ أبو سعد عبد الملك بن محمد الخركوشي في
كتاب شرف المصطفى عن الأصمعي . والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء رووا عن النبي (ص)
أنه قال : الصادقون أنا وعلي .
وقال القندوزي في ينابيع المودة / الباب التاسع والثلاثون : أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي
عن أبي صالح عن ابن عباس (رض) قال : الصادقون في هذه الآية محمد (ص) وأهل بيته .
أيضا أبو نعيم الحافظ والحمويني أخرجاه عن ابن عباس بلفظه ، انتهى .
وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين والعلامة الكنجي في كفاية الطالب / الباب 62/وابن
عساكر في تاريخه رووا بإسنادهم عن النبي (ص) قال : ( كونوا مع الصادقين ) أي مع علي بن
أبي طالب.
وهناك آيات أخرى أنقلها إليكم بالمناسبة :
( وَالّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَالشّهَدَاءُ عِندَ رَبّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
روى أحمد بن حنبل في المسند والحافظ أبو نعيم في كتابه : " ما نزل في علي من القرآن (ع)
" عن ابن عباس أنها نزلت في شأن علي بن أبي طالب (ع) فهو من الصديقين .
( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِنَ النّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ
وَالشّهَدَاءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقا)ً.
ردنا عليه :
قلت: هذا أمر لا یشك فیه أحد ، ونحن کذلك نعتقد إنه من الصادقین ، ولکن لا يمنع ذلك أن
يكون غیره من الصادقین أيضا ، إذ لم تکن هذه الصفة خاصة به من دون الناس ثم إن نظام
القضاء في الاسلام لا یحابي أحداً وله تمام الاستقلالیة وکل واحد یعرف ذلك ، فلابد من البینة
هناك .
الادعاء الثالث عشر بعد المائة الثالثة وقوله : قال الله تعالى :( وَالّذِي جَاءَ بِالصّدْقِ وَصَدّقَ بِهِ
أُولئِكَ هُمُ الْمُتّقُونَ) روى جماعة من أعلامكم عن مجاهد عن ابن عباس قال : الذي جاء بالصدق محمد (ص) ، والذي صدق به علي بن أبي طالب (ع) .
منهم جلال الدين السيوطي في تفسيره الدر المنثور ، والحافظ ابن مردويه في المناقب
والحافظ ابو نعيم في الحلية ، والعلامة الكنجي في كفاية المطالب / باب 62 ، وابن عساكر في
تاريخه يروي عن فئة من المفسرين .
ردنا عليه :
قلت:
أولاً: إن الکنجي الشافعي وأمثاله من المردودین عندنا ، ولا سیما هذا الکنجي الفاسق ألذي
کان عمیلاً للمغول ، فهل ترید منا أن نقبل حدیث نجس مثله ...؟!! ثم علیکم أن تسألوا الله
عزوجل لماذا لم ینزل علیکم آیة واضحة في شأن علي ، لماذا ینزل مثل هذه الآیات المبهمة في
مواضع من کتاب الله تعالی لا علاقة لها بما نحن بصدده من هذا لموضوع ..؟
ثانیاً: من خلال قراءتنا لهذه الآیة الکریمة « ومن یطع الله ورسوله فأولئك مع الذین أنعم الله
علیهم من النبیين والصدیقین والشهداء وحسن اولئك رفیقاً » النساء/69 .
نستنتج من ذلك الآتي:
1- لا یقبل کلام من غیر دلیل .
2- کلمة الصدیقین في الآیة الکریمة تدل علی الجمع ولا يراد بها شخصاً بعینه.
3- علي رضي الله عنهم واحدٌ منهم .
الادعاء الرابع عشر بعد المائة الثالثة وقوله : كانت أرض فدك حقا خالصا لفاطمة ( ع)
واغتصب منها .
ليت شعري بأي دليل من القرآن الحكيم لقبتم أبا بكر بالصديق ، بعد أن كذب أفضل الصديقين
ورد شهادة الصديق الأكبر في حق الصديقة الطاهرة فاطمة (ع) ؟! وبأي دليل لقبتم الذي مالأ أبا
بكر وسانده على غصب حق الزهراء (ع) ، وأطلقتم عليه لقب الفاروق ؟!
ردنا عليه :
قلت: أولاً: لو أن النبي صلی الله علیه وسلم وهب أرض فدك لفاطمة رضي الله عنها قبل عدة
سنوات لهان الأمر فلم یعد هناك حاجة إذاً للذهاب الی أبي بکر رضي الله عنه ومطالبته
بتسلیمها أرض فدك ..؟
ثانیاً: ولو کان حقا أن أرض فدك كانت بید فاطمة وهي القائمة على كل شيء فيها إذاً فهذا يعني
أن لها من یعمل فی هذه الأرض ذلك العدد الکبیر، و في هذه الحالة، تصوروا معي ذلك المشهد
المؤلم والمؤسف حقاً وأنتم تشاهدون معي تلك الطریقة البشعة التي یتعامل بها اتباع أبي بکر
وهم یخرجون منها أولئك العمال المساکین والمزارعین المغلوب علی أمرهم ..؟!! ولکن أود أن
أسأل: لماذا لم یذکر هذا المقطع المؤلف والمشهد المؤتر في کتبکم ..؟ لم یذکر حتی في کتاب
بحار الانوار والذي یضم اکثر من مائة وعشرة مجلدا کیف فاتکم ذلك ..؟ إن کان لدیکم دلیل
صحیح یعتمد علیه فأتوا به إن کنتم الصادقین .
ثالثاً: من المحال أن یفعل النبي صلی الله علیه وسلم ذلك ..؟ من المحال مثلاً أن یقول: یجب
علیکم تسلیم جزیرة کیش الی ابنتي أما أنتم فلا حق لکم بها ..!! إنه صلی الله علیه وسلم لم
یعطها خادماً ..؟ فما بالك بفدك ..؟!!.
رابعاً: ان فدك لم یأخذها المسلمون عنوة وإنما هي مما أفاءه الله علیه . ولکن بطبیعة الحال
کان لقوة المسلمین وسلطانهم وهیبتهم أثر کبیر في ذلك ، ولذلك سلمها الیهود الی المسلمین
دون قتال یذکر ، فکانت أرض فدك جزءاً من مال المسلمین والنبي صلی الله علیه وسلم کان هو
المسؤول المباشر علی إنفاق كل ما يأتي منها، وقد عمل ابوبکر وعمر وعثمان وعلي بما کان
یعمله النبي صلی الله علیه وسلم ولم یخالف أحد هذا القول ، بل هو من الامور المسلمة بها عند
الجمیع .
خامساً : إن فاطمة رضي الله عنها بشر من البشر فقد تصیب وقد تخطأ ، فلعلها لم تکن مصیبة
فیما تدعیه أو تطلبه من خلیفة رسول الله رضي الله عنه ولا یسعك أو في یدك ان تلزم أحداً من
المسلمین أن یعتقد ان فاطمة کانت إلهاً واجب الطاعة
وإنما هي بشر من البشر لا غير ....! .
الادعاء الخامس عشر بعد المائة الثالثة وقوله : أنتم تقولون : أن الرسول قد وهب فدكا لفاطمة
بحضور شاهدين ( رجل وامرأة ) .
ردنا عليه :
قلت:
أولاً : أنت کذاب ، وقولك هذا لا یصح .
ثانیاً: ان دین الله تعالی وشریعته وکتابه الذي انزل علی رسوله وما بلغه النبي صلی الله علیه
وسلم لأمته أنه کان یأمر بشهادة رجلین وامرأتین ، فلماذا لم یطلب شاهداً آخر وبهذا تضعف
حجة أبي بکر ...؟!! .
ألم تقولوا : ان الیهودي حینما سرق فرس علي ودرعه ، فأتی علي بشاهدین لیشهدا له امام
القاضي فرد القاضي شهادتهما لأن أحدهما کان ابنه والآخر غلامه...؟ وقد فرح علي رضي الله
عنه بحکم القاضي واستحسنه فلماذا اذاً لا تستحسنون قضاء أبي بکر رضي الله عنه بحق
فاطمة ...؟ أم تراکم تتهمون النبي صلی الله علیه وسلم اذ انه لم یحکم عمله وترکه ناقصا ...؟!!
لماذا تركها النبي صلی الله علیه وسلم مضطرة الی المطالبة بحقها بعد یوم واحدٍ من وفاته صلی
الله علیه وسلم ...؟؟ لماذا لم یشهد بدل الشاهدین عشرة أنه قد وهب هذه الارض لابنته فاطمة
حتی لا تتهم فاطمة وزوجها أنهما یتآمران علی بیت مال المسلمین ویطالبان بحق هو لیس لهم
..؟!! إلم یفعل النبي صلی الله علیه وسلم هذا او ذلك ، الم یکن من السهل أن یخبر أزواجه
أمهات المؤمنین بما لفاطمة من حق في هذه الأرض بدل أن تقع فاطمة في هذا الأذی والاحراج
الشديدين ......؟؟!
ثم إنکم قلتم إن فاطمة رضي الله عنها کانت المتصرفة في هذه الارض مدة خمس سنوات کاملة
إذاً هذا یدل ان هناك الكثير من الشهود وهم العاملون والخدم والحشم وکل من کان یعمل
ویخدم في هذه الارض ؟! ثم لم تذکروا لنا کیف استطاع ابوبکر رضي الله عنه أن یخرج فاطمة
من فدك ؟
کل حيلتکم انکم تنقلون وتعتمدون قي نقلکم علی ابن ابي الحدید ، فمن هو هذا الرجل ...؟ هل
هو من أئمة الحدیث ورواته ...؟ لا، ولا کرامة .
ما هو الا رجل له شرح علی نهج البلاغة وقد ملأه بالخزعبلات والضلالات ، ثم إنه کتب هذا
الشرح في القرن السابع الهجري فمن این له ان ذلك کان هبة لفاطمة وما أدراه هو ، ومن يشهد
له بذلك ..؟
رویتم حدیثین واخرجتموهما في کتبکم واثبتم من خلالهما أن أبابکر رضي الله عنه کان مجرما
آثما عاصیاً فأما الحدیث الاول فهو : ان الرسول الله صلی الله علیه وسلم قال : « من آذی
فاطمة فقد آذاني » واما الثاني فهو أثر « أن فاطمة قالت: أنا غیر راضیة عن أبي بکر »
وعندما نلقي نظرة الی تفسیرکم وتحلیلکم لهذه الاحادیث نجدها بعیدة کل البعد عن الحق
والحقیقة ، وذلك لانها ما صدرت إلا عن تلك القلوب المریضة والنفوس الضعیفة التي صدها
الشیطان عن السبیل ، ثم جاءت النتیجة النهائية والتي تقول : إن عليا قد تنازل عن أرض
فدك..!! لماذا ..؟ حتی لا يثيراتباع عمر واصحابه ضده ..؟!! کل قد أفضی الی ما قدم ، فکأنها
وکأنهم أحلام ، فلم یعد بین أیدینا فدك ولا من یطالب بها ، فما الداعي الی الصیاح والعویل
والنیاحة لیل نهار ...؟؟ یا فدك ، یا فدك واه علیك فدك .....؟!!!
الادعاء السادس عشر بعد المائة الثالثة وقوله : علي أفضل الصديقين .
وقد صرحت الأحاديث المروية عن طرقكم والتي نقلها أعلامكم في كتبهم ومسانيدهم : بأن عليا
(ع) أفضل الصديقين ، ولكي تعرفوا حقيقة مقالنا راجعوا ... مناقب ابن المغازلي الحديث 293
و294 ، والتفسير الكبير للفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ
فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ).
والدر المنثور للسيوطي في تفسير قوله تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَثَلاً ) في سورة ياسين .وقال : اخرجه أبو داود وأبو نعيم وابن عساكر والديلمي عن أبي ليلى وفيض القدير للمناوي :
ج4/238 في المتن وقال في الشرح ـ بعد لفظة وابن عساكر عن أبي ليلى ـ : وابن مردويه
والديلمي من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى ، وذخائر العقبى : ص 56
والرياض النضرة : ج2/ 153 للمحب الطبري ، وقال فيهما رواه احمد بن حنبل في كتاب
المناقب.
هؤلاء كلهم رووا بإسنادهم عن رسول الله (ص) أنه قال : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن
آل يس .. وحزقيل مؤمن آل فرعون .. وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم .
ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة في ضمن الأربعين حديثا في فضائله (ع) ـ الحديث
الحادي والثلاثون ـ ونقله القندوزي في ينابيع المودة / الباب الثاني والأربعون قال : الإمام أحمد
في مسنده وأبو نعيم وابن المغازلي وموفق الخوارزمي أخرجوا بالاسناد عن أبي ليلى وعن أبي
أيوب الأنصاري (رض) قال : قال رسول الله (ص) : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل
يس .. وحزقيل مؤمن آل فرعون .. وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم .
ورواه العلامة الكنجي إمام الحرمين في كتابه كفاية الطالب الباب الرابع والعشرون بسنده
المتصل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : سباق الأمم ثلاثة لم
يشركوا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون
حبيب النجار مؤمن آل ياسين و حزئيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب ع و هو أفضلهم .
ثم قال : هذا سند اعتمد عليه الدار قطني واحتج به.
انظروا إلى هذه الأحاديث والأخبار المروية عن رسول الله (ص) في كتبكم ومسانيدكم واتقوا الله
بترك التعصب والعناد ، ومزقوا الغشاوة التي ضربها أسلا فكم على قلوبكم وعقولكم ، واكسروا
الأقفال التي جعلوها على أفهامكم وبصائركم ، وحرروا أنفسكم من قيود وأغلال التقليد من آبائكم
وأجدادكم ، ثم فكروا واعقلوا بقلوب متفتحة ، وبعقول متنورة ، وانظروا هل يحق أن تلقبوا أحدا
غير علي بن أبي طالب بالصديق ؟!
ردنا عليه :
قلت: نقل المؤلف عن استاذه سلیمان البلخي أن الصدیقین کانوا ثلاثة وأفضلهم علي...!! ثم
قال: إن علماءکم معشر أهل السنة قالوا: إن المراد من الصدیقین الوارد ذکرهم في الآیة
الکریمة من سورة التوبة هو علي ، والذي قال بهذا القول هم علمائکم أمثال : الثعلبي
والسیوطي وابو سعید خرکوشي .! وابونعیم وسلیمان البلخي ..! والخوارزمي والحمویني
والکنجي الشافعي کما نقل الاحادیث الواردة في فضل علي کبار علمائکم وأئمتکم من امثال
الامام الفخر الرازي في تفسیره الکبیر والإمام الثعلبي في کشف البیان وجلال الدین السیوطي
في الدر المنثور والامام بن حنبل في المسند وإبن شیرویه في الفردوس وابن ابي الحدید في
نهج البلاغة وابن المغازلي الشافعي في المناقب وابن حجر في حدیثه الثلاثین من أربعینیته التي
وردت في صواعقه والتي نقلها عن الامام البخاري بروایة ابن عباس ، ما عدا الجملة الأخیرة
وهي قوله صلی الله علیه وسلم :
« الصدیقون ثلاثة حزقیل مؤمن آل فرعون وحبیب النجار صاحب یس وعلي بن ابي طالب وهو
أفضلهم » .
قلت: إن المؤلف قد اعترض علی حکم الله تعالی وقضاءه حینما جعل شهادة الرجل شهادة
امرأتین من النساء ..؟!! اذ انه لم یستثن من ذلك علیاً وفاطمة ..؟!! وهذا الإدعاء وما جاء في
کتابة کله باطل وحتی الحدیث الذي ذکره فإنه لا یصح ولا یجوز الاحتجاج به مطلقا .
ان الله سبحانه لم یسم علیاً في کتابه المنزل بالصدیق ، ولکنکم اعتمدتم في قولك وادعائکم
الباطل هذا علی ما قاله سلیمان البلخي هذا ، ولم یقله أحد غیره فاضطررتم مع ذلك الی أن
تبرروا وتنتظروا حتی بعث فیکم رجلکم هذا بعد ثلثمائة عام من البعثة الشریفة ، لیقول لکم إن
ما انزل في القرآن سیبقی حکمه جاري علی الأمة الی أن یرث الله الأرض ومن علیها
والمؤمنون کلهم مستسلمون خاضعون لحکم الله تعالی وقضاءه راضون به ، فالصلاة مثلاً
ستبقی هي تلك العبادة التي شرعها المولی جل جلاله لتکون هي الصلة بین العبد وربه وهي
العبادة التي جاءت لتزكية النفوس وتطهيرها من الأدران والآثام لیعود العبد بعد ادائها بین یدي
ربه طیب النفس هانئ البال قریر العین ، فلا تستطیع أن تقول لنا بعد ذلك : إن علیاً رضي الله
عنه کان زاکي النفس فلا حاجة ولا بأس علیه ألا یصلي ..؟!! وکذلك قد شرع الله تعالی الصیام
لعباده لیزدادوا تقوی وایماناً ولیکون ذلك لهم جنة وقربة الی ربهم وخالقهم سبحانه ، فلا یصح
ولا یجوز ان تقول : إن علیاً کان مستغن عن ذلك کله بحجة أنه کان من المتقین الابرار ـ وهذا
حق ـ فلا حرج علیه إن ترك الصوم ...؟!! فما سنه الله تعالی وشرعه في کتابه في أمر الشهادة وغیرها لا یخرج عن ذلك مسلم من المسلمین والكل یدخل تحت هذه الآیة عليّ وکل مؤمن سواه
فلا استثناء لأحد من أفراد الأمة .
فإذاً ما نراه من هذا الغلو والمبالغة في محبة علي أمر لا یرضاه شرع ولا دین وهو باطل
مردود علیکم .
لماذا نقلتم عن الامام البخاري هذا الحدیث الا الجملة الأخیرة ..؟ من أین أتیتم بها ..؟ ومن أوحى
لكم بها ..؟ انا کذلك استطیع أن أعدّ نفسي واحدا من الصدیقین بناءاً علی هذا القول الذي لم یرد
له ذکر في کتاب معتمد ، فاستطیع أن أذکر قطعة من حدیث ورد في البخاري ثم اضیف علیه ما
اشتهي وأرید فأقول مثلاً : جاء في البخاري : ثلاثة تکلموا في المهد والثالث أنا ....؟!!! الجملة
الأخیرة لا وجود لها في الصحیح ولم یذکرها البخاري في کتابه ، فلماذا یغني هذا الباطل عنك .؟
هل ترید أن تجعله دلیلاً تحتج به علینا ...؟ هل یمکن لعاقل أن یعد ذلك دلیلاً ...؟!!.
الادعاء السابع عشر بعد المائة الثالثة وقوله : أما قال رسول الله (ص) : علي مع الحق والحق
معه ، وعلي مع القرآن والقرآن معه ؟
ردنا عليه :
قلت: إن حدیث « الحق مع علي وعلي مع الحق » قد استدل به من جعل من علیاً الها فألهه
وعبده من دون الله ایضاً ..؟! ان هذا الحدیث وقبل کل کلام ومناقشة ضعیف ولا یصح رفعه الى
النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم إننا اذا تعاملنا مع الاحادیث التي ذکرها المؤلف معاملة تتوافق
مع ما تهواه النفوس وتمیل اليه ، فإننا في نهایة الأمر سنصل الی هذه النتیجة الباطلة التي
وصلت أنت الیها ..؟!! انك ان رأیت طعاماً تشتهیه نفسك الدنیئة تلتهمه قبل ان تعرف أو تسأل
عن حل هذا الطعام أو حرمته ..؟ ثم إنك قد فسرت وفهمت من هذا الحدیث ما فهمه المشرکون
من قبلك اولئك الذین ألهوا علیاً فلم تکن بدعاً من المتقولین الأفاکین ، واما هذا الحدیث:
( علي مع القرآن والقرآن مع علي ) فصحیح نقله الحاکم في المستدرك وصححة الذهبي أیضا .
ثم یقول: إن المراد بالصدیقین في هذه الآیة المبارکة علي ، کما وردت أحادیث کثیرة من طریقنا
وطرقکم تدل بجملتها ان علیاً هو صدیق هذه الأمة بل هو أفضل من ذلك ...؟
قلت: إن النبي صلی الله علیه وسلم قد اثنی علی علي ومدحه کما أثنی علی غیره من الصحابة ،
بل إنه ما ثبت في مدحهم اکثر مما ثبت في مدح علي رضي الله عنه ولکنکم لمرض في قلوبکم
وهوی في نفوسکم تتخذون من ذلك سلماً للطعن في اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم .
الادعاء الثامن عشر بعد المائة الثالثة وقوله : هل من المعقول أن من كان مع الحق ومع القرآن
وهما لا يفارقانه ، يكون كاذبا ؟! أو يشهد باطلا ؟!
كيف وبماذا توجهون عمل أبي بكر ورده شهادة علي (ع) في حق الزهراء (ع) مع وجود هذه
الأخبار في كتبكم المعتبرة ؟! فلا بد أن تعترفوا بأن عمل أبي بكر كان مخالفا لكتاب الله ولسنة
رسول الله (ص) وأنه جحد حق فاطمة ومنعها فدكا من غير حق ، وأنه كذب الله (ص) وأنه
جحد حق فاطمة ومنعها فدكا من غير حق ، وأنه كذب تلك الصادقة المصدقة ، وكذب عليا (ع)
وأهانه برد شهادته والهجوم على داره وسحبه من البيت إلى المسجد لأخذ البيعة منه كرها ....
ردنا عليه :
قلت: هذا الحدیث لا یصح ، وإن کان صحیحاً ثم أجرتیموه علی عمومه وإطلاقه فإنه سیخرج
من رحم هذا الحدیث تلك الطائفة الضاله المسماة ( بالعلي اللاهیه ) ولیفهم من هذا الحدیث
ویستنبط تلك النتیجة التي تقول : « إن کان علي هو الحق والحق هو علی ، فالحق اسم الله
الرحمن الرحیم فعليّ هو الرب ..؟!!
الادعاء التاسع عشر بعد المائة الثالثة وقوله : ونقل ابن حجر في الصواعق أيضا في أواخر
الفصل الثاني من الباب التاسع .
قال : وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته :
أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا ، فينطلق بي و قد قدمت إليكم القول معذرة إليكم : ألا
إني مخلف فيكم كتاب الله ربي عز و جل ، و عترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي (ع) فرفعها فقال
هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقا حتى يردا علي الحوض فاسألوهما ما خلفت
فيهما .
ردنا عليه :
قلت: قد وافق الذهبي صاحب المستدرك علی تصحیح هذا الحدیث الا أن الشیخ الالباني لم
یوافقهما علی ذلك ، وحکم علیه بالضعف ، وإن قلنا بصحته فإن هذا لا یعني ان تتخذوه دلیلاً
علی صدق ما تقولون وتعتقدون بل هو دلیل علی بطلان إدعاءاتکم وفساد عقیدتکم ...؟!!
نعم ، لقد کان علي مع القرآن عندما جعل من نفسه وزیر صدق ومشیر حق للخلفاء الثلاثة الذین
من قبله ، وکان علي علی الحق ومع الحق حین زوج ابنته من عمر نعم کان علی الحق ، فعندما
عصفت بالأمة تلك الفتنة الهوجاء فقد اعتبر أهل السنة أن الحق مع عليِ ، فهو الذي عرف لأهل
بیت النبوة حرمتهم فأوصل السیدة عائشة الی مأمنها وبیتها ولم نر منه الا کل أدب جم واحترام
وحبّ عظيمين لزوجات النبي وأخص بالذكر منهن السيدة الطاهرة العالمة العاملة أم المؤمنین أم
عبد الله عائشة رضي الله عنها وارضاها ، فلم تکونوا یوماً مع القرآن ولم تکونوا مع علي ولم
یکونوا یوماً معکم ، وإنما أحق الناس بصحبتکم هو من أمرکم باقتراف هذه المعاصي والآثام
..!! انه الشیطان عدو الله أبلیس .
إن کنتم ترون صحة هذه الاحادیث التي جاءت في شأن علي رضي الله عنه فعلیکم أن تقبلوا
کذلك ما جاء في الصحابیین الجلیلین أبوبکر وعمر رضي الله عنهما، أما أن تؤمنوا ببعض
الکتاب وتکفروا ببعضه ، وأن تأخذوا منه ما یوافق هواکم وتدعوا ما ترونه یفضحکم ویکشف
باطلکم فهذا لعمري منهج أهل الباطل والضلال بل ومنهج ملل الکفر کلها من اعداء الرسل
والرسلات ، ولا أعرف إن کان سیبقی للحق اسم أورسم أو مکانً بینکم أم لا ..؟ إن الشیاطین
وعبدتهم یستطیعون کذلك أن یهزموا الحق واولیاءه وانصاره ، ویبطلوا کل حجة واضحة
وبرهان قاطع بناءاً علی هذا الاستدلال الباطل الذي تستدلون به فهم یستطیعوا أن یأخذوا بکل
آیة نزلت في القرآن والتي یفهم من ظاهرها أن الشیطان کان من عباد الله الصالحین ویغمضون
أعینهم عن الآیات الکثیرة التي وردت في القرآن وهي تبین ضلال الشیطان وغضب الله عليه .؟
الادعاء العشرون بعد المائة الثالثة وقوله : من أطاع عليا فقد أطاع الله ورسوله
وكذلك نرى في كتب أعلامكم وأسناد محدثيكم حديثا مرويا عن رسول الله (ص) إذ قال : من
أطاع عليا فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أنكر عليا فقد أنكرني ، ومن أنكرني
فقد أنكر الله .
ردنا عليه :
قلت: ذکر المؤلف هنا ثلاثة أحادیث نقلها عن ابن ابي الحدید وأخذ یلف ویدور حولها ، وجعل
کذلك مدار البحث والمناقشة یعتمد علیها ، وهو لا یدري إنما یستطیع أن یخدع بهذه الأحادیث
الحمقی والسذجة من اتباعه الشیعة ، أما أبناء اهل السنة ، فكلا والف كلا ..!!! الم یکن الأجدر
بك أن تسمي مؤلفك هذا باسم ( الجامع لأقوال الامام االلامع ابن ابي الحدید الذلیل الخانع )...!!
الادعاء الحادي والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : إذا كان أبو بكر محتاطا في القضية كما
تزعمون ، وأنه أراد أن يتيقن من تمليك رسول الله (ص) فاطمة فدكا ، فطالبها بالشهود والبينة
فلماذا ترك هذا الاحتياط حينما ادعى الصحابة الآخرون مالا بوعد من رسول الله (ص) وعده
فأعطاه أبو بكر ذلك المبلغ من بيت مال المسلمين ولم يطالبه بالبينة والشهود ؟ فكيف يحكم في
قضيتين متشابهتين بحكمين متناقضين ؟! ........... ثم ذكر سؤال الحافظ السني :
الحافظ : لمن أعطى الخليفة (رض) مال المسلمين بغير بينة وشهود ؟
قلت : ادعى جابر بعد وفاة النبي (ص) أنه وعده بأن يعطيه من مال البحرين حين وصوله .
فأعطاه أبو بكر ألف وخمسمائة دينار ، من مال المسلمين الذي وصل من البحرين ، وما طلب
من جابر بينة وشهودا على ما ادعاه .
الحافظ : أولا : ما وجدت هذا الخبر في كتب علمائنا ، ولعلكم انفردتم أنتم الشيعة به !
وثانيا : من أين عرفتم أن الخليفة ما طالب جابرا بالبينة والشهود على ما ادعاه ؟
قلت : إني أتعجب من قولك ! كيف ما وجدت هذا الخبر في كتب علمائكم ؟ وهم يستدلون
ويستشهدون بهذا الخبر على أنه خبر الصحابي الواحد العادل مقبول .
كما أن شيخ الإسلام الحافظ أبا الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني طرحه في كتاب فتح
الباري في شرح صحيح البخاري / باب من يكفل عن ميت ديْنا ـ وبعد نقله الخبر قال : إن هذا
الخبر فيه دلالة على قبول خبر العدل من الصحابة ولو جر ذلك نفعا لنفسه ، لأن أبا بكر لم
يلتمس من جابر شاهدا على صحة دعواه .
ونقل البخاري هذا الخبر أيضا في صحيحه : ج5 / 218 / ط. دار إحياء التراث العربي تحت
عنوان " قصة عمان والبحرين " :
روى بسنده عن جابر بن عبد الله قال : قال لي رسول الله (ص) : لو قد جاء مال البحرين ، لقد
أعطيتك هكذا وهكذا وثلاثا .
فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله (ص).
فلما قدم على أبي بكر ، أمر مناديا فنادى من كان له عند النبي (ص) ديْن أو عدة فليأتني .
قال جابر : فجئت أبا بكر فأخبرته أن النبي (ص) قال : لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا
ثلاثا . قال : فأعطاني ..... ـ وفي آخر الرواية ـ فقال لي أبو بكر : عدها .
فعددتها فوجدتها خمسمائة . فقال خذ مثلها مرتين .
ونقله السيوطي أيضا في كتابه تاريخ الخلفاء / قسم خلافة أبي بكر .
والآن أيها الحاضرون ... فكروا وأنصفوا ! لماذا هذا التبعيض ؟ يصدق جابر على ما مدعاه من
غير بينة وشهود ، وترد بنت رسول الله (ص) وشهودها ! وقد شهد الله تعالى لها ولبعلها
وابنيهما في آية التطهير !
ردنا عليه :
یشیر المؤلف هنا الی قصة جابر المذكورة آنفا حینما ذکر للخلیفة أن النبي صلی الله علیه وسلم
قد وعده قبل وفاته أنه سیعطيه من مال البحرین حیث قبل الخلیفة قوله دون بینة أو شاهد....
قلت: ان فاطمة رضي الله عنها کانت تطالب بمیراثها من رسول الله صلی الله علیه وسلم ، بینما
جابر کان یطالب بشيء قد وعده به رسول الله صلی الله علیه وسلم وهو إعطاءه نزر قليل من
مال البحرین إن فتح الله تعالی علیهم ذلك ، فثبت بذلك أن فاطمة رضي الله عنها وهي سیدة
نساء العالمین لم تکن مصیبة بما کانت تدعیه وتطالب به ، وذلك لان الانبیاء علیهم الصلاة
والسلام لم یورثوا دیناراً ولا درهما ، ولو أن جابرا رضي الله عنه جاء مطالبا بميراثه من
رسول الله لم يكن ليجد أحدا يعطيه شيئا إلا إذا كان ذلك حقا ثابتا له ببينة وشهود ، وهذا الفرض
محال ...!! لأن جابرا رضي الله عنه لو جاء مطالبا بالميراث لما قبل منه أحد ذلك .. نعم كلنا
نعرف هذه الحقيقة الواضحة وهو أن لخليفة المسلمين كامل الحق في الهبة والإعطاء لمن يريد
إذا رأى في ذلك مصلحة ما ، أو حقا يجب أداءه ، وهذا ما حدث بالضبط فقد أعطى ابو بكر
الصديق رضي الله عنه جابرا وفاطمة بضعة الرسول صلى الله عليه وسلم على السواء وذلك
من محض الإختيار والحق الذي له باعتباره خليفة للمسلمين .
الادعاء الثاني والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج16:
وسألت علي بن الفارقي ، مدرس المدرسة الغربية ببغداد ، فقلت له : أ كانت فاطمة صادقة ؟
قال : نعم .
قلت : فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة ؟
فتبسم .. ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته ، قال : لو أعطاها
اليوم فدك بمجرد دعواها ، لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة ، وزحزحته عن مقامه ،
ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيء ، لأنه يكون قد سجل على نفسه أنها صادقة فيها تدعي
كائنا ما كان من غير حاجة إلى بينة ولا شهود .
وهذا كلام صحيح ، وإن كان أخرجه مخرج الدعابة و الهزل .
" انتهى كلام ابن أبي الحديد " .
فالحقيقة التي هي اليوم ظاهرة ومكشوفة لعلمائكم كيف كانت مبهمة وغير منكشفة يوم أمس
عند معاصريها والذين أدركوها من قريب ؟! فكانت أوضح لهم وأظهر ، إلا أن السياسة وحب
الرياسة اقتضت منهم إنكار الحقيقة وجحد حق الزهراء المظلومة (ع)!!.
ردنا عليه :
قلت: لا ولن یکون يوما ابن ابي الحدید هذا سنیا وهو یقول مثل هذا القول حتی یلج الجمل في
سم الخیاط ، إن شخصا یطعن في دیننا ویشکك في رجال الاسلام
وحماته ویسب اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم وأقرب المقربین الیه مثل أبي بکر رضي الله
عنه ، ثم یدعي أنه اغتصب الخلافة ، هل یعد مثل هذا الحاقد علی الدین وأهله سنیاً ..؟ أو یعدّ
منهم ...؟ لا والذي خلق السماء بلا عمد !! أنت في بدایة کلامك أخذت تناقش ذلك الموضوع
الذي اصطنعته لنفسك وزینته لك أوهامك وخیالك، فقلت: إن أرض فدك کانت هبة وأن علیاً کان
من الشهود علی ذلك ، مع انه لم تکن هبة أو هدیة ، ثم عدت وقلت: ان مطالبة فاطمة إنما کان
مطالبة بمیراثها من أبیها ولم تطلب من الخلیفة هبة ، ثم إنك لم تستطع ولا غیرك یثبتوا ذلك أن
أبابکر قد استرد منها ما وهبها إیاها أو أنه کان قد أخرج العمال من أرض فدك .. ؟! هل هذا لم
یکن في کتبکم أو أنك تنکر ذلك ..؟! ثم بعد ذلك تقول لنا إن ابن ابي الحدید کان سنياً ؟!!.
الادعاء الثالث والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : إذا كان المقصود من أهل البيت هم زوجات
الرسول (ص) لاقتضى أن يكون الضمير ضمير جمع المؤنث المخاطب على نسق الضمائر التي
وردت قبلها وبعدها ، فيكون " ليذهب عنكن الرجس ويطهركن " ، ولكن الله سبحانه ذكر
الضمائر في هذه القطعة من الآية على صيغة جمع المذكر المخاطب فقال تعالى : ( إِنّمَا يُرِيدُ
اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً )، فأخرجها عن مخاطبة زوجات النبي
ونسائه .
النواب : فإذا كان الخطاب متوجها إلى أهل البيت بصيغة جمع المذكر المخاطب، فمن أين
تقولون أنها تشمل فاطمة وهي أنثى ؟ فتكون خارجة من الآية .
قلت : علماؤكم يعرفون أن ضمير الجمع المذكر إنما جاء هنا للتغليب ، وهذا لا ينافي شمول
الآية الكريمة لفاطمة (ع) . فهي واحدة مقابل أبيها وبعلها وابنيها ، فعدد الذكور في الجمع
غالب ، ولذا جاء الضمير مخاطبا لهم بصيغة " عنكم " و " يطهركم " . وقد أشار إلى هذا ابن
حجر في كتابه الصواعق المحرقة / الباب الحادي عشر / الفصل الأول في الآيات الواردة في
أهل البيت / الآية الأولى : قال الله تعالى : ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، قال أكثر المفسرين : على أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين
لتذكير ضمير " عنكم" وما بعده ، انتهى كلامه .
ردنا عليه :
قلت: لو أن امرأة بدویة أرادت أن تخاطب ابناءها وتنادیهم لکي یتناولوا طعام الافطار ،
ولنفترض أن لها خمس بنات وابن واحد فکیف ستخاطبهم أو تنادیهم ..؟ طبعاً ستنادیهم بصیغة
التذکیر وستصل الکلمة بضمیر جماعة الذکور فتقول: تعالوا تناولوا افطارکم ، و طعامکم ولا
تقول مثلاً : تعالین لتتناولن افطارکن او طعامکن کذلك لو أن أسرة تتکون من الزوج والزوجة
وطفل واحد فإننا اذا اردنا مخاطبتها سنستعمل ضمیر جماعة المخاطبين وهو ( کم ) ، وهذا ما
خاطب الله تعالی به رسوله باعتباره أحد أفراد هذه الاسرة والیك الأدلة من القرآن الکریم :
1- قال تعالی: « قالوا اتعجبین من أمر الله رحمة الله وبرکاته علیکم أهل البیت إنه حمید
مجید » هود/73.
فالآیه هنا خطاب لزوج ابراهیم ، ولم یکن آنذاك الا هي وابراهیم علیه السلام ومع ذلك جاء
الخطاب ( بعلیکم ) ولم تقل الآیة ( علیکن )....!!
2- قال تعالی « وحرمنا علیه المراضع من قبل فقالت هل أدلکم علی أهل بیت یکفلونه وهم
له ناصحون» القصص/12.
والآیة هنا تحدثنا عن قصة موسی وارضاعه ، والأمر هنا واضح وجلي ففرعون لم یکن یبحث
عن رجل لیرضع موسی بل یبحث عن امرأة لترضعه ..؟ وبعد هذا الذي سمعت ، قل لي وافهمني
أيها البطريز إن کانت هذه المسألة بهذه الاهمیة والخطورة ، فلماذا لم یبین ذلك ربنا في القرآن
الکریم ..؟ لماذا لم یذکر لنا عصمة أهل البیت وفي آیة خاصة بهم حتی ینبه الأمة الی خطورة
هذا الأمر واهمیته في دین الاسلام ..؟ ثم بدأت الآیة بقوله جل شأنه « یا نساء النبي » ثم
عطفت الآیة التي بعدها علی ما قبلها بحرف واو العاطفةَ ، ثم یستمر السیاق في الآیات التي
وردت بعد هذه الآیة والخطاب کله موجه الی ازواج النبي علیه الصلاة والسلام ؟!! ان کتاب الله
تعالی إنما أنزل لهدایة البشر وارشادهم الی طریق الحق والصواب ولم یکن یوماً کتاب ضلالة
أو فساد ، وانتم إنما تکذبون في ادعائکم وقولك هذا والله عز وجل يشهد على ذلك ....؟!!.
الادعاء الرابع والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : واكثر المفسرين والمحدثين على أن الآية
الكريمة لا تشمل زوجات النبي (ص) كما جاء في صحيح مسلم : ج2/237 ـ 238 / روى بسنده
عن يزيد بن حيان قال : دخلنا على زيد بن أرقم ـ والخبر طويل وفيه أنه حدثهم ـ عن رسول الله
(ص) قال : ألا وإني تارك فيكم الثقلين : أحدهما : كتاب الله ، هو حبل الله ، من أتبعه كان على
الهدى ومن تركه كان على الضلالة . وفيه : فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا و ايم الله إن
المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها و قومها ، أهل بيته : أصله
و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده .
ردنا عليه :
قال المؤلف : ورد في صحیح مسلم هذا الحدیث: « فقلنا من أهل بیته .؟ نساؤه ؟ قال : لا ، وأیم
الله إن المرأة تکون مع الرجل العصر من الدهر ثم یطلقها فترجع الی أّبیها وقومها ، أهل بیته
أصله وعصبته الذین حرموا الصدقة بعده ».
قلت : إن کنت تقبل ما جاء عند مسلم رحمه الله وتعتمد علی أقواله فعلیك إذاً أن تقرأ الحدیث
الأول کذلك حیث جاء فیه « فقال له حصین : ومن أهل بیته یا زید؟ ألیس نساؤه من أهل بیته.؟
قال: نساؤه من أهل بیته ، ولکن أهل بیته من حرم الصدقة بعده ، قال: ومن هم ..؟ قال : هم
آل علي ، وآل جعفر ، وآل عباس ، قال: کل هؤلاء حرم الصدقة ..؟ قال: نعم .
کون الزوجة من أهل بیت الرجل ، هذا لا یشك فیه أحد ، ولأن النبي صلی الله علیه وسلم لم
یکن له ابن کما أن بناته کلهن قد تزوجن وهن یعشن في بیوت أزواجهن فظن السائل أن أهل
بیت النبي صلی الله علیه وسلم إنما ینحصر ذلك في أزواجه
ولذلك وضح الرسول ذلك ...؟!! انظروا جیداً وتمعنوا في کلا الحدیثین کیف یتعجب السائل ، هل
للرسول صلی الله علیه وسلم أهل بعد أزواجه ...؟!! نعم إن طلقت المرأة وانفصلت عن زوجها
فهي لم تعد حینئذ من أهل بیته وهذا حق لا شك فیه
ولکن دعونا نسأل ..؟ هل طلق النبي ازواجه ..؟ أم انهن رضي الله عنهن توفي وهن في
عصمته ...؟؟!
کما إنه لا یحل لهن أن ینكحن بعده صلی الله علیه وسلم أحداً من البشر، ولذلك فإن قول المدعي
هذا باطل ، وهو أجنبي وغریب وبعید کل البعد عن المنطق والصواب ثم لا ننسی أن نقول: إن
المرأة تکون في عصمة الزوج ما دامت في عدتها وتحسب کذلك من أهل بیته ..؟ واما عدة
ازواج النبي فالعمر کله ....!!!!
ولذلك أقمن في بیوتهن الی وفاتهن رضي الله عنهن فعلم بذلك إنهن من أهل بیته اذ انهن لم
یبرحن بیوتهن ولم یطلق وآثرن الله ورسوله علی الدنیا وزینتها وما فیها ورضین بما قسم الله
لهن ، ثم إن هذه الآیة الکریمة تدل دلالة قاطعة علی أن من تمرد وعصی وخالف أمر الله
ورسوله لا یعتبر من أهل البیت وإن کان ذلك الوالد والولد قال تعالی: ( ونادی نوح ربه فقال
ربّ إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحکم الحاکمین قال یا نوح إنه لیس من أهلك إنه
عمل غیر صالح » کما أنه حیثما ذکر في القرآن ( أهل البیت ) فإن ذلك یعني النساء ، کما جاء
في قوله تعالی من هذه الآیة الکریمة : ( قالوا یا لوط إنا رسل ربك لن یصلوا الیك فأسر بأهلك
بقطع من اللیل ولا یلتفت منکم أحد الا امرأتك إنه مصیبها ما أصابهم» هود/81 .
فلو لم تکن زوجة لوط علیه الصلاة والسلام من أهل بیته فلماذا استثناها القرآن ..؟.
الادعاء الخامس والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : ثم هناك روايات كثيرة مروية في كتبكم
واصلة عن طرقكم بألفاظ متعددة ومعنى واحد ، على أن آية التطهير تشمل النبي والوصي
وفاطمة والحسن والحسين (ع) لا سادس لهم . ولكي تعرفوا ذلك فراجعوا مصادركم المعتبرة
عندكم والتي منها :
1ـ كشف البيان في تفسير القرآن للثعلبي ، عند تفسيره الآية .
2ـ التفسير الكبير للفخر الرازي : ج6/783 .
3ـ الدر المنثور لجلال الدين السيوطي : ج5/199 .
4ـ والنيسابوري في المجلد الثالث من تفسيره .
5ـ وتفسير رموز الكنوز لعبد الرزاق الرسعني .
6ـ الخصائص الكبرى : ج2 / 264 .
7ـ الإصابة لابن حجر العسقلاني : ج4 /207 .
8ـ تاريخ ابن عساكر : ج4 / 204 و206 .
9ـ مسند أحمد بن حنبل ج1/331.
10ـ الرياض النضرة : ج2/188 للمحب الطبري .
11ـ صحيح مسلم : ج2/331 وج7/130 .
12ـ الشرف المؤبد للنبهاني : ص10 طبع بيروت .
13ـ كفاية الطالب للعلامة الكنجي الشافعي / الباب المائة .
14ـ الحافظ سليمان القندوزي في ينابيع المودة / الباب 23 ، نقل عن صحيح مسلم وعن شواهد
التنزيل للحاكم الحسكاني عن عائشة أم المؤمنين ، ونقل أخبارا أخرى عن الترمذي والحاكم
السمناني والبيهقي والطبراني ومحمد بن جرير وأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وابن منذر وابن
سعد والحافظ الزرندي والحافظ ابن مردويه رووا عن أم سلمة أم المؤمنين وعن ولدها عمر بن
أبي سلمة وعن أنس بن مالك وسعد بن أبي وقاص وواثلة بن اسقع وأبي سعيد الخدري قالوا :
إن آية التطهير نزلت في شأن الخمسة الطيبة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات
الله عليهم أجمعين .
15ـ وابن حجر المكي على تعصبه الغريب نقل في كتابه الصواعق /85 و86 / ط المطبعة
الميمنية بمصر / عن سبع طرق واعترف بأن الآية الكريمة نزلت في شأن الخمسة الطيبة ولا
تشمل غيرهم وذلك في تحقيق عميق وطويل .
16ـ ونقل السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي في كتابه رشفة الصادي من بحر فضائل بني
النبي الهادي في الباب الأول / نقل عن الترمذي وابن جرير وابن منذر والحاكم وابن مردويه
والبيهقي وابن أبي حاتم والطبراني وأحمد بن حنبل وابن كثير ومسلم بن الحجاج وابن أبي
شيبة والسمهودي ، مع ذكر تحقيقات عميقة من أكابر علمائكم ، على أن الآية الكريمة لا تشمل
غير الخمسة الطيبة الذين شملهم كساء رسول الله (ص) وعرفوا بأصحاب الكساء .
17ـ وفي الجميع بين الصحاح الستة نقل عن الموطأ لمالك بن أنس الأصبحي ، وعن صحاح
البخاري ومسلم وسنن أبي داود والسجستاني والترمذي وجامع الأصول .
وفي كلمة أقول : إن عامة علمائكم وأعلامكم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمؤرخين
وغيرهم ، أجمعوا على أن الآية الشريفة ـ آية التطهير ـ نزلت في شأن محمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
وقد وصل هذا المعنى إلى قريب حد التواتر عندكم ، والمخالف لهؤلاء شاذ معاند متمسك بأخبار
ضعيفة لا اعتبار بها ، ولا وزن لها في قبال تلك الأخبار المتكاثرة والروايات المتظافرة .
ردنا عليه :
قلت: إن کان ذلك في کتبنا فنحن والحمدلله أعلم به منکم ، نعم إن کانت هذه الآیة قد شملت
علیاً وفاطمة والحسن والحسین فلا یعني ذلك أنها استثنت ازواج النبي من ذلك ، بل قد شملتهن
أیضاً والله عزوجل لم يقل كما لم يقل ذلك النبي صلی الله علیه وسلم : بل هذا من إفککم
وبهتانکم وقولك علی الله ورسوله بما لا علم لکم به .
إن القرآن الکریم قد شهد بذلك واعتبر ازواج النبي صلی الله علیه وسلم من أهل بیته ، ثم
الحدیث الشریف أفادنا فائدة أخری حیث بیّن لنا أن بنت النبي وأسباطه من أهل البیت أیضاً ،
وهذا الحدیث یثبت لکل أحد أن أهل السنة لا یقولون الا الحق الذي أمر الله تعالی به .
لم یرد في القرآن الکریم صراحة ذکر بنت النبي صلی الله علیه وسلم ولا ذکر سبطیه الحسن
والحسین وإنما الحدیث هو الذي بیّن ذلك ، والآیة الثالثة والثلاثون من سورة الأحزاب قد
خاطبت ازواج النبي صلی الله علیه وسلم وکذلك الآیتان الثانیة والثلاثون والرابعة والثلاثون
تتعلقان بأزواج النبي صلی الله علیه وسلم .
قال تعالی : « يا نساء النبي لستن کأحدٍ من النساء إن اتقیتن فلا تخضعن بالقول فیطمع الذي في
قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بیوتکن ولا تبرجن تبرج الجاهلیة الأولی وأقمن الصلاة
وآتین الزکاة وأطعن الله ورسوله إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ویطهرکم تطهیرا
واذکرن ما یتلی في بیوتکن من آیات الله والحکمة إن الله کان لطیفاً خبیرا » الاحزاب .
والحدیث کذلك یذکرنا وینبهنا الا ننسی أن بنت نبیه وسبطیه من أهل بیته ..! والآن بعد ان
اتضح هذا الأمر وضوح الشمس في رابعة النهار نقول: لو عکسنا الأمر
وقلنا ان الآیة إنما نزلت في سبطي الرسول صلی الله علیه وسلم وبنته أما الحدیث فقد جاء في
أزواجه صلی الله علیه وسلم ، فإن الشیعة في هذه الحالة سوف تنکر وترفض أشد الرفض ان
تکون الآیة قد شملت ازواج النبي صلی الله علیه وسلم أو قصدتهم ...؟!! أما نحن أهل السنة
فنخشی الله والیوم الآخر ولا نخفی من الحقيقة شیئاً ولا نؤول تلك التأویلات الباطلة لکي ننکر
شیئاً من الدین ، أما الشیعة فهم من بدأ بالشر وانکر الحقائق الواضحات وادعوا ان ازواج النبي
صلی الله علیه وسلم لسن من أهل بیته ، إقرؤوا بالله علیکم هذه الآیة والآیات التي قبلها وما
بعدها من سورة الاحزاب، ألا تتفقون معي ، ان جمیع الآیات إنما تخاطب ازواج النبي صلی الله
علیه وسلم بکل صراحة ووضو ح ..؟ هل ینکر ذلك عاقل ..؟ ان الشیعة لا تتفق معنا حتی في
هذا وإنما تقول: نعم إن ثلث الآیة الاولی في حق ازواج النبي أما الثلث الأخیر فهو في حق بنت
النبي صلی الله علیه وسلم وسبطیه وختنه ..؟!
ولکن ألیس من العجب أن یکون هذا الثلث الأخیر متصلاً بما قبله ومعطوفاً علیه بالواو ، واذا
تمعنا جیدآً نجد أن کل ما قبله إنما يتکلم ویختص بأزواج النبي الطاهرات علیهن رضوان الله
ورحمته...!!! هذا أمر لا خلاف فیه بین السنة والشیعة ، هذه الآیة کلها في ازواج النبي إننا إن
اخذنا بأقوال الشیعة وهذیانهم فإن ذلك یعني ان القرآن لم یکن یوماً کتاب هدایة ورشاد وإنما
أنزل لیضل الناس ويغويهم نعوذ بالله من ذلك ....؟!!
الادعاء السادس والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: إنك عرفت الحدیث وزدت فیه وحذفت منه حسب ما تشتهي وکما أمرك بذلك هواك ، وهو
ما اعترفت فیه انت بنفسك ...!!
إن المعنی المراد من هذا الحدیث هو أن أم سلمة رضي الله عنها لم تکن من محارم علي رضي
الله عنه ولذلك لم تدخل معهم في الکساء فقال لها النبي صلی الله علیه وسلم « أنت علی مکانك
وأنت علی خیر » ثم بعد ذهاب علي دخلت تحت الکساء فأنت لم تذکر الدلیلین علی وجههما
الصحیح من کتبنا ، ولم تکن لدیك الامانة العلمیة التي یجب ان یتحلی بها ادنی من له المام
بالعلم ، وانا هنا اسوق الحدیثین للقارئ الکریم لیطلع علیهما بنفسه ، فقد روی الترمذي والامام
احمد في المسند واللفظ للترمذي ـ رقم الحدیث عند احمد هو ( 26596 ) ـ وراوي الحدیث عن
ام سلمه هو شهر بن حوشب .
عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما نولت هذه الآية على النبي
صلى الله عليه وسلم ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) في بيت
أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم
هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله .
قال : ( أنت على مكانك ، وأنت على خير) .
( عن شهر بن حوشب قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : حين جاء نعي
الحسين بن علي لعنت أهل العراق فقالت : قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله فإني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في
طبق لها حتى وضعته بين يديه ، فقال لها : أين ابن عمك .؟ قالت : هو في البيت . قال : فاذهبي
فادعيه وائتني ببنيه . قالت : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد ، وعلي يمشي في أثرهما
حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي عن يمينه
وجلست فاطمة عن يساره . قالت أم سلمة : فاجتبذ من تحتي كساء خيبريا وألوى بيده اليمنى
الى ربه عز وجل قال : اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم أهل بيتي
أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قلت
: يارسول الله ألست من أهلك .؟ قال : بلى فادخلي في الكساء قالت : فدخلت في الكساء بعدما
قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة رضي الله عنهم )
قلت: هذا الحدیث ضعفه أهل السنةَ ، فنحن والحمد لله لسنا کالشیعة لنضع من الاحادیث ما
يوافق هوانا ومذهبنا ، مع ان نقل مثل هذه الأحادیث من کتبنا من اصدق الأدلة وأوضحها علی
نزاهة وعدالة أهل السنة إذ لم ننکر أو نخفي قولاً ترونه انتم یخدم قضیتکم ومذهبکم ، کما أن
السنة لم یکونوا اعداءاً لعلي رضي الله عنه کما انتم تتصورون وتتوهمون ، فنحن أهل الحق
وقضاة العدل .
فماذا یقول أهل السنة بعد ذلك کله ..؟ نقول إن الحق اوضح من أن یحتاج معه الی دلیل ،
فأزواج النبي صلی الله علیه وسلم من أهل بیته ، وقد شهد بذلك کتاب الله تعالی وسنة نبیه
المصطفی وحبیبه المجتبی ، ولأجل سد الطریق أمام المتقولین من أمثالکم ولكي لا تقولوا إنکم
یا أعداء علي وفاطمة وسبطي رسول الله لا تعتبرون هؤلاء من أهل بیت النبوة ، فکذبنا قولکم
ورددنا ظنکم السئ في نحرکم
وروینا هذه الاحادیث في کتبنا رغم ضعفها ولتکون رسالة واضحة لکل مفتر کذاب إننا ومازلنا
نعتبر هؤلاء الصحابة الأجلاء والأئمة الاتقیاء من أهل بیت النبوة ومن قال سوی ذلك فعلیه
الدلیل ونحن نطالبه به ، وما نفتأ نطالب به کل منکر لذلك ؟!!.
الادعاء السابع والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : لم يقل أحد بأن أبا بكر غصب فدكا لاحتياجه
إليها ، وإنما غصبها ليترك أهل البيت وهم فاطمة وبعلها وابناهما الحسن والحسين ضعفاء ماديا
ليس في أيديهما شيء من المال ، فأبو بكر وأعوانه كانوا يعلمون أن عليا (ع) غني بالمعنويات
وكفته راجحة في الدين والإيمان والعلم والعقل والفضائل والمناقب وما إلى ذلك .
فلو ملك المال واستغنى به إلى جنب الغناء المعنوي ، التف الناس حوله ولم يرضوا بغيره
فلذلك غصبوهم فدكا وحرموهم من الخمس الذي خصه الله تعالى في كتابه الحكيم لهم فقال
سبحانه : ( وَاعْلَمُوا أَنّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنّ للّهِِ خُمُسَهُ وَلِلرّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السّبِيلِ ) الخ.
وقد جعل الله تعالى ذلك ليرفع شأنهم ومقامهم بين الناس فلا يحتاجون ولا يفتقرون إليهم بل
يعيشون معززين ومكرمين بالحق الذي جعل الله عز وجل لهم ، ولأنه حرم عليهم الصدقات
والزكوات فعوضهم بالخمس ، ولكن شاء الله ... وشاءوا !!
فمنعوهم الخمس بحجة أن الخمس يجب أن يصرف في شراء الأسلحة ولوازم الحرب
والجهاد.
ردنا عليه :
قلت:
أولاً: الآیة لم تجعل الخمس کله لآل الرسول بل یشارکهم في ذلك الیتامی والمساکین وابن
السبیل .
ثانیاً: إن هذه الطریقة التي نراها في زماننا هذا وکیفیة أخذکم للخمس من التجار وأصحاب
رؤوس الأموال أمر لا یعرفه أحد من المسلمین ولم یأمر به دین أو شرع وإنما هو أمر
ابتدعتموه أنتم واذنابکم الذین رأوا في ذلك فائدة لهم ووسیلة لتحقیق مآربهم الدنیئة ، مع ان
الله نهی عن ذلك وهو کنز الأموال وأکل اموال الناس بغیر الحق ، أما الخمس الذي وردت به
الأدلة وجاء في القرآن وكما ذكرته السنة فذلك شيٌ آخر انتم قد عطلتموه ولم تعملوا به لانه
شاق علی نفوسکم وهو ما یؤخذ من الغنائم التي ینالها المجاهدون في سبیل الله من أعدائهم
فکان النبي صلی الله علیه وسلم والمسلمون من بعده إذا نالوا من ذلك شیئاً قسموا أربعة
أخماسه علی المجاهدین والمشارکین في تلك المعرکة أو الغزوة أما الخمس الباقي فیصرف فیما
ذکرته الآیة الکریمة ، فلم یکن إذاً أهل البیت قد تفردوا دون غیرهم بهذا المال الذي نالته أیدي
المجاهدین في سبیل الله بل هناك عدة طوائف من المسلمین یشترکون معهم في ذلك وهم الفقراء
والمساکین وغیرهم من المسلمين ، فأهل البیت لم تکن لهم تلك الخاصیة في هذا الخمس کما
تحاولون انتم ان تصورونه للمسلمین، والا إن کان الامر کما تقولون لم تعد هناك أهمیة لمن
ذکرتهم الآیة الکریمة ویصبح ذلك عبثاً یتنزه کتاب الله عنه ..؟!!!.
وأما قولك: إن الزمخشري والثعلبي والقوشجي والسیوطي والطبري الشیعي کانوا یرون ذلك
فهذا قول مردود علیك ولن یغنیك شیئاً بل علی العکس تماماً فأئمتنا الأربعة رحمهم الله تعالی لم
یکونوا یرون هذا الرأي الفاسد الذي ذکرته .
الادعاء الثامن والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : ليت شعري ، بأي دليل اجتهادي رد أبو بكر
شهادة علي (ع) وهو الذي جعله الله شاهدا على ما جاء به النبي (ص) وكفى به شاهدا .
إذ قال سبحانه : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيّنَةٍ مِنْ رَبّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ) .
فالنبي (ص) على بينة من ربه والشاهد الإمام علي (ع).
الحافظ : ولكن الروايات تقول : إن رسول الله هو صاحب البينة وشاهده القرآن الكريم . فلا
أدري بأي دليل قلتم : بأن الشاهد علي كرم الله وجهه ؟
قلت : أعوذ بالله تعالى من أن أفسر القرآن برأيي ، وإنما نقلت لكم قول أئمة أهل البيت (ع) ،
وهو أيضا رأي كثير من أعلامكم ومفسريكم ، وهم قد نقلوا في ذلك ما يقارب من ثلاثين حديثا ،
منهم : أبو اسحاق الثعلبي في تفسيره روى ثلاثة أحاديث في ذلك ، والسيوطي في الدر المنثور
عن ابن مردويه وابن أبي حاتم وأبي نعين الحافظ ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين
روى ذلك بثلاثة أسانيد ، والحافظ سليمان القندوزي روى ونقل في الباب 26 عن الثعلبي
والحمويني والخطيب الخوارزمي وأبي نعيم والواقدي وابن المغازلي عن ابن عباس وجابر بن
عبد الله وغيرهما .
والحافظ أبو نعيم روى ذلك عن ثلاث طرق ، والطبري وابن المغازلي وابن أبي الحديد ومحمد
بن يوسف الكنجي الشافعي في الباب 62 من كتاب كفاية الطالب وغير هؤلاء جمع كبير كلهم
ذهبوا إلى أن الشاهد في الآية الكريمة هو الإمام علي (ع) .
ردنا عليه :
قلت: إن تفسیرك للآیة جهل وحماقة منك ، فالسني کذلك باستطاعته أن یقول : إن المراد منه
عمر ، وصدق الذي قال : شر المصائب الجهل ..!!!.
ثم یقول : ان علماءکم کانوا یرون هذا التفسیر ویقولون بهذا القول في الآیة الکریمة ..؟!!
ولکني أود أن أسأل : من یقصد المؤلف بعلمائنا ..؟ هل تظنوا أنه یقصد بذلك الشافعي أو مالك
رحمهما الله ..؟ کلا طبعاً ، إنما یقصد بعلمائنا سلیمان البلخي والثعلبي والحمویني والخوارزمي
وابن المغازلي و جغال والبقال بائع الفول الذین اجلسهم المؤلف مجلس العلماء ..؟!!
ان علماءنا الکرام رحمهم الله تعالی یقولون : إن المراد بالشاهد في هذه الآیة هو جبریل علیه
السلام أو أنه الرسول صلی الله علیه وسلم کما ورد ذلك في آیة أخری وهو قوله تعالی في الآیة
الخامسة والاربعون من سورة الاحزاب ، قال تعالی :
« یا أیها النبي إنا ارسلناك شاهداً ومبشراً ونذیرا » فکتاب الله تعالی یخبرنا أن الشاهد هو
محمدٌ علیه الصلاة والسلام ولیس علي ...؟
لحد الآن لم اجد لسؤالي هذا جواباً ..؟!! لما لم یرد ، أو لماذا لم یشر أو یذکر القرآن الکریم
علیاً ولم مرة واحدة ...؟ بماذا سنجیب الفرقة البهائیة التي جاءت بعد الف ومائتي سنة علی
بعثة النبي صلی الله علیه وسلم وهم یستدلون ویحتجون علینا بنفس الادلة التي یحتج بها
الشیعة علی صحة مذهبهم ویقولوا بکل جرأة ووقاحة ان اسم بهاء الله موجود في القرآن
الکریم ..؟! إنهم درسوا وتخرجوا وتعلموا کل هذا المکر والاحتیال والتأویل الباطل من مدارس
الشیعة ومشايخهم وعلمائهم فالبهائية في الحقيقة هي الربيب الشرعي الذي تفتق به رحم
الشيعة ...؟!.
عجبا لأمر هؤلاء القوم : یریدون أن یصرفوا کل آیة في کتاب الله تعالی ویجعلوا سبب نزولها
في علي رضي الله عنه ، واذا ألححنا علیهم وسألناهم لماذا اذا لم یرد ذکره في القرآن صراحة
لمه سکت القرآن عن ذلك ولم یشر ولو مجرد اشارة عابرة الی مکانة ومنزلة علي وما
تتوهمونه انتم فيه ...؟!! إن قلنا لهم ذلك فإنهم یقولون : ولماذا تنکرون الحدیث ...؟!! فلیس
من الضرورة أن یذکر کل شيء في القرآن ...؟!!.
قلت : اذا کان لیس من الضرورة في شئ أن یذکر ذلك في القرآن ، فلماذا تصدعون رؤوسنا
وتتأولوا جمیع الآیات وتقولون لنا انها نزلت في علي ..؟ إنکم تعلمون جیداً إن عقیدتکم
وقولکم بالامامة لا اعتبار له ولا وزن ، ولا یمکن بحال أن یقبله أحد من المسلمین دون أدلة
ثابتة صحیحة واضحة من کتاب الله تعالی ، فلهذا نجدکم تؤولون الآیات وتلوون نصوص القرآن
حتی تجعلونها تتفق مع هواکم وباطلکم ولکن هیهات هیهات ، فأین الحق من الضلال وأین
الظلام من شمس الزوال ...؟!!.
الإدعاء التاسع والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله : وكان أزهد الناس فيها ، يشهد له ذلك
الصديق والعدو ، ولكن الذين حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها وحرصوا على الرئاسة
والملك ، افتروا عليه واتهموه ، وقالوا فيه ما لا يليق إلا بهم .
فتارة قالوا : إنه ثعالة شهيده ذنبه !!
وتارة قالوا : إنه يجر النفع إلى نفسه !
ولكنه كظم غيظه وصبر على مضض ، حتى قال (ع) في الخطبة الشقشقية المروية في نهج
البلاغة وهي الخطبة رقم 3 : فطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ
يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ!! فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ
عَلَى هَذا أَحْجَى ، فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى ترَاثِي نَهْباً ... الخ .
ويقول في الخطبة رقم 5 من نهج البلاغة : ... وَاللَّهِ لَا بْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ
بِثَدْيِ أُمِّهِ !! من هذا الكلام والبيان نعرف مدى انضجاره من الوضع المؤسف وهو في محراب
العبادة وفي حال الصلاة نادى : فزت ورب الكعبة !
نعم بهذه الجملة القصيرة عبر عن حقائق كثيرة ، وبين انه ارتاح من هموم وغموم كانت
متراكمة على قلبه الشريف ، من جفاء قوم آخرين وتحريف الدين وتغيير سنن سيد المرسلين !!
ارتاح من هموم وغموم تراكمت على فلبه المقدس من أعمال الناكثين ، وجنايات القاسطين
وجرائم المارقين ، وكم تحمل من الأذى والظلم من الذين كانوا يدعون صحبة رسول الله
ومرافقته !! وكم خالفوه وقاتلوه وسبوه وشتموه ولعنوه على منابر الإسلام وفي مجاميع
المسلمين !!
ردنا عليه :
قلت : قولك هذا باطل لا دلیل علیه ، والواقع الذي نعرفه وعرفناه عن أصحاب النبي صلی الله
علیه وسلم یخالف ذلك ویأباه ، لأن الذي له ایمان علي رضي الله عنه وعلمه ويقينه تهون علیه
مصائب الدنیا کلها ، فکیف بعلي رضي الله عنه نفسه وهو من عرفناه بإیمانه وصبره وزهده
یئن ویشتکي ویقول مثل هذا القول الذي یدل علی الخوف والجبن ، حاشاه رضي الله عنه من
ذلك ...؟ إننا رغم کل ما أصابنا في ذات الله تعالی لم نقل من ذلك شیئاً ولم نفعله ، فکیف بعلي
ونحن بالنسبة لأیمانه وسابقته وصبره لا نعد شیئاً یذکر أمامه ...؟!.
ثانیاً: إن ما واجهه علي رضي الله عنه من مشاکل إنما کان ذلك في المدینة واما حین کان في
المدینة علی عهد الرسول صلی الله علیه وسلم وعهد الخلفاء الثلاثة الذین سبقوه فکانت له
المنزلة العالیة والمکان المرموق الذي لا یخفی علی أحد .
ثالثاً : ماذا کنت ترید من المسلمین أن یفعلوا ..؟ وقف مع جمیع السنة حتی أصبح خلیفة علیهم
قاتلوا معه حتی هزم عائشة وطلحة والزبیر ، قاتل الخوارج حتی هزمهم وقضی علیهم أظلمت
الدنیا علی معاویة حتی ضیق علیه الخناق ، ثم زوج عمر بنت یزدجرد الثالث وذلك حسب ما
جاء في رواياتكم أنتم للحسین بن علي مع أن الکثیر من ابناء المسلمین کانوا یتمنون
ذلك ...؟!!.
قلتم : لم یکن من اللائق أن یواجه امیر المؤمنین علي کل ما واجهه من هذه المحن والإحن
والمصائب ...؟!!! وهل یتمنی ذلك مسلم یحب الله ورسوله والمؤمنین ...؟ ان ما أصاب علیاً
رضي الله عنه إنما هو بسببکم انتم ایها الشیعة
وما أوتي الا من قبلکم والتاریخ یشهد علی صدق ما أقول یا اصدقاء الظاهر
وأعداء الباطن ..؟!!.
لقد کان عليّ رضي الله عنه یعیش بین اصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم کواحدٍ منهم
یحبهم ویحبونه يألفهم ويألفونه ، کما أن الجمیع کان یعرف له قدره
ومنزلته وبلاءه في الاسلام وسابقته في الدین فکان رضي الله عنه یعیش بينهم في غبطة من
العيش وسعادة وسرور رضي الله عنه ، ضحك رضي الله عنه بینما کان جالساً بین أصحابه في
الولیمة حینما زوج ابنته من عمر رضي الله عنه ، وسروفرح وهو یری تلك الفتوحات الکثیرة
في عهد عمر ، وکان یأخذ حظه من الغنائم عبیداً وإماءاً وقل ما شئت من الاموال اکثر من غیره
ألم یکن رضي الله عنه بطل بدر وقد شمله فضل الله تعالی وعفوه ورحمته ..؟ كما وعدهم
الله تعالى بالجنة والحیاة الطیبة في الدنیا والآخرة ..؟
ان اکاذیبکم وبهتانکم الذي جاء في نهج بلاغتکم لا یمکن ان یصدقه احد من اطفال المسلمین
وهو کذلك لن یغیر من الحق والحقیقة شیئاً.
قال تعالی « من عمل صالحاً من ذکر أو أنثی وهو مؤمن فلنحیینه حیاة طیبة ».
الادعاء الثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : وأنتم أيها العلماء تعرفون كل ذلك ، وتعلمون علم
اليقين أن عليا كان نفس رسول الله (ص) بنص القرآن الحكيم وحديث الرسول الكريم حيث قال :
" من آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني
فقد أحب الله ، ومن سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله " . إن السلف سمعوا ذلك من
رسول الله (ص) في حق علي (ع) إلا أنهم أخفوه عن المسلمين وألبسوا عليهم الحقائق
وأضلوهم عن سبيل الله وعن الصراط المستقيم !!
وقد آل الأمر اليوم إليكم ، فأنصفوا واتقوا الله واليوم الآخر ، ولا تتبعوا الهوى واتركوا التعصب
لدين الآباء ومذهب السلف ، ( ولاَ تَلْبِسُوا الْحَقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )
فإن الناس من العامة ينظرون إليكم ويأخذون بأقوالكم فلا تسكنوا عن بيان الحقائق ، انقلوا
للناس ما رواه علماؤكم ، وحدثوهم بما حدث أعلامكم وكتبوا في كتبهم في شأن الإمام علي (ع)
وأهل بيته المظلومين !
من آذى عليا فقد آذى الله .
لقد بين كثير من أعلام محدثيكم وكبار علمائكم ، ورووا بأسنادهم عن الرسول (ص) في حق
(ع) أحاديث هامة ولكنكم لا تذكرونها للعامة ، وتخفوها عنهم ، والمفروض بيانها وإعلانها في
الإذاعات وخطب الجمعات ، وفي الاجتماعات الدينية والمناسبات الإسلامية .
روى أحمد بن حنبل في المسند بطرق عديدة ، والثعلبي في تفسيره ، وشيخ الإسلام الحمويني
في فرائد السمطين ، بأسنادهم عن رسول (ص) أنه قال : " من آذى عليا فقد آذاني ، أيها
الناس ! من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا " .
وروى ابن حجر المكي في الصواعق / الباب التاسع / الفصل الثاني / الحديث السادس عشر /
عن سعد بن أبي وقاص عن رسول (ص) قال : من آذى عليا فقد آذاني .
رواه العلامة الكنجي الشافعي أيضا في كتابه كفاية الطالب / الباب الثامن والستون / مسندا عن
رسول الله (ص) وذكرت حديثا آخر عن النبي (ص) أنقله لكم فان استماع حديث رسول الله
(ص) عبادة .
روى أحمد بن حنبل في مسنده ، والمير علي الهمداني الشافعي في مودة القربى ، والحافظ أبو
نعيم في كتاب " ما نزل من القرآن في علي " ، والخطيب الخوارزمي في المناقب والحاكم أبو
القاسم الحسكاني عن الحاكم أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي داود الحافظ عن علي بن
أحمد العجلي عن عباد بن يعقوب عن أرطاط بن حبيب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي
ابن الحسين عن أبيه الإمام الحسين الشهيد السبط عن أبيه الإمام علي بن أبي طالب (ع) عن
رسول الله (ص) قال : يا علي من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى
الله فعليه لعنه الله.
وروى السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي في كتابه رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي
الهادي ص 6 / الباب الرابع عن الجامع الكبير للطبراني وعن صحيح ابن حيان ـ وصححه
الحاكم ـ كلهم عن مولانا أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص) قال : من آذاني في عترتي
فعليه لعنة الله .
بعد هذه الأحاديث الشريفة والتفكر في معانيها ، انظروا إلى أحداث السقيفة وهجوم القوم على
دار الإمام علي وفاطمة الزهراء (ع) وهتكهم حرمتها ، وفكروا في تلك الأعمال الشنيعة والأفعال
الفظيعة التي ارتكبها القوم حتى مرضت سيدة نساء العالمين بسببها وتوفيت على أثرها في أيام
شبابها ، فماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر وعلى كل من آذاها !!
ردنا عليه :
قلت: کلها أحادیث مکذوبة ، وقد قلت اکثر من مرة لا تعتبر کل حدیث تقرأه عند أهل السنة طبقاً
شهیاً تجد فیه کل ما تشتهیه نفسك ، ولا تجري وراءه عریانا لتقول لنفسك وتقنعها إنك بهذا
الحدیث أو ذاك قد وجدت ضالتك ..؟!!
علیك ان تعلم إن الحیاء شعبة من شعب الایمان وهو لا یأت الا بکل خیر ثم إنك تحسب نفسك
علی علماء هذا الدین فما کان ینبغي بك أن تتلقف کل حدیث وتأخذه من کتبنا لتحتج به علی
باطلك وأنت تعلم جیداً ویعلم کل مسلم إن في کتبنا الضعیف والموضوع والمنکر والشاذ
والمتروك ، ولکنك لا تستطیع أن تدع طبعك الفاسد فأصبحت کالغراب الذي یطیر ویحوم علی کل
جیفة نتنة ..؟ تبحث في لیلك ونهارك عن تلك الاحادیث الضعیفة لکي تخدع بها عوام المسلمین
ودهمائهم ، وإنك والله لا تستطیع أن تخدعنا نحن معشر أهل السنة ، ولا یصدق بهذه الاباطیل
الا كل شیعي احمق معتوه مثلك .
أما قوله صلی الله علیه وسلم : ( من آذی علیاً فقد آذاني ) فحدیث صحیح ولکن لیس الحدیث
علی إطلاقه ...!! وإنما قاله صلی الله علیه وسلم لسبب معلوم وحالة خاصة یعرفها کل من قرأ
السیرة وعرف الحال والمقام الذي قیل فيه هذا القول ...!؟ وقد ورد في کتبنا ان علیاً خاصم
فاطمة ، فهل نأخذ بمنهجکم الباطل واستدلالکم المنحرف فنقول: إن علیاً آذی فاطمة ، أو أن
فاطمة آذت علیاً وبناءاً علیه فقد آذوا النبي صلی الله علیه وسلم ...؟ إننا نعلم أن النبي صلی الله
علیه وسلم کذلك لم یکن یقصد بهذا الحدیث ما یحدث من الشجار والتنازع بین الزوج
وزوجته ...؟ ثم استمعوا الی هذا الحدیث : قال صلی الله علیه وسلم: ( ایها الناس من آذی
العباس فقد آذاني ، إنما عم الرجل صنو أبیه).
وقد ثبت في کتبنا أیضا ان علیا والعباس رضي الله عنهم قد اختلفا فیما بینهما علی أرض فدك
ثم انتهی امرهما الی القاضي ..!! والآن کیف سنحل هذا اللغز ...؟ هل نقول مثلکم : إن علیاً
آذی عمه العباس وهو بمقام أبیه ، وبإیذاءه فقد آذی علي رسول الله صلی الله علیه وسلم ...؟!!
لم یکن یقصد النبي صلی الله علیه وسلم ذلك إنما مراده من هذا الحدیث هو من آذی علیاً
والعباس بغیر حق فقد آذاني ..!!.
استمعوا الی هذا الحدیث الآخر .
قال صلی الله علیه وسلم ( من آذی ذمیاً فأنا خصمه ) فهل یعني هذا الحدیث اننا لا ینبغي لنا أن
نؤذي أهل الذمة وان فعلوا بالمسلمین ما فعلوا ..؟ ان المراد بهذا الحدیث هو إیذائهم بغیر حق
أما إن صدر عنهم ما یدل علی الفساد وغیره فإننا نقتص منهم ونعاقبهم من غیر هوادة ....؟!!.
إن السنة والحمد لله أهل حق وعدل وانصاف، ونعرف جیداً علی ضوء الاحادیث والروایات التي
بین ایدینا إن ما جری من الاحداث والفتن بین علي ومعاویة رضي الله عنهما فإن الحق
والصواب فیهما کان الی جانب علي رضي الله عنه ، وهذا هو موقف الأمة کلها وکما شهد بذلك
الحدیث الصحیح ، إنکم ایها الشیعة لا تریدون ان تقفوا عند حدٍ في باطلکم وهذیانکم ، ولم
ترضوا أو تقتنعوا منا بهذا الاعتراف وإنما تصرون وتلحون أن نقبل منکم عقیدتکم الفاسدة
وضلالکم المبین ، وهو أمر لا یرضاه علي منکم لو علم ذلك ، ولا یقبله کذلك أحد من أهل السنة
کما نعلم .
الإدعاء الحادي والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : إنكم تحبون أن تصلحوا بين سيدة النساء
فاطمة (ع) وبين من ظلمها في عالم الخيال ، ولكن الواقع خلاف الخيال والمقال ، فقد صرح
أعلامكم وكبار علمائكم مثل الشيخين مسلم والبخاري في صحيحهما فكتبا ورويا عن عائشة بنت
أبي بكر : " ... فهجرته فاطمة ولم تكلمه في ذلك حتى ماتت . فدفنها علي ليلا ، ولم يؤذن بها
أبا بكر ".
رواه العلامة الكنجي الشافعي في كتاب كفاية الطالب ، في أواخر/الباب التاسع والتسعون .
وقال ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة / 14 و 15 / طبع مطبعة الأمة بمصر : فقال عمر
لأبي بكر (رض) انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم
تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه ، فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط ،
فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام !!
فقالت : أ رأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (ص) ، تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم
فقالت : نشدتكما الله ! أ لم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من
سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني و من أرضى فاطمة فقد أرضاني و من أسخط فاطمة
فقد أسخطني ؟
قالا نعم سمعناه من رسول الله (ص) .
قالت فإني أشهد الله و ملائكته أنكما أسخطتماني و ما أرضيتماني و لئن لقيت النبي (ص)
لأشكونكما إليه .
فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله من سخطه وسخطك يا فاطمة ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت
نفسه أن تزهق وهي تقول : والله واللَّه لأدعونّ اللَّه عليك في كلّ صلاة أصلّيها !! .
ردنا عليه :
لو أمعن القارئ الکریم لما بین یدیه من هذه الاستدلالات التي عند الشیعة وتدبرها لتعجب اشد
العجب واصیب بالحیرة والدهشة ...؟ ان هؤلاء القوم قد أوتوا الجدل واللجاج في الحدیث فهم
یناقشوا ویجادلوا ولو کان ذلك النقاش لا دلیل علیه ولا حجة ولا برهان ، فانظروا الیهم کیف
أخذوا هذین الحدیثین من کتبنا ثم وضعوا أحد الحدیثین بعدالآخر مباشرة لیصلوا ویحصلوا علی
النتیجة التي هم یریدونها ...؟!
الحدیث الاول: « من آذی فاطمة فقد آذاني »
الحدیث الثاني : « لم تکن فاطمة راضیة عن ابي بکر حتی وفاتها »
النتیجة: « فأبوبکر قد آذی رسول الله ...؟!!. أرایت ....؟
وللرد علی هذا المدعي الکذاب أقول : هل تعرفون أحبتي في الله متی قال النبي صلی الله علیه
وسلم هذا الحدیث .....؟ وبأي مناسبة ...؟ لقد قال النبي صلی الله علیه وسلم هذا الحدیث عندما
أراد علي رضي الله عنه أن یتزوج علی فاطمة أي یأتي لها بضرة ...؟!! فشکت فاطمة ذلك
لابیها ، فعندها فقط قال الرسول صلی الله علیه وسلم هذا الحدیث ..؟ والآن ، ماذا نقول لهؤلاء
القوم ....؟ ان الشیعة لا یعترفون بهذا القول ، ویردون حقیقة هي في الوضوح والجلاء
کالشمس المشرقة ولکنهم یقبلون الجزء الأخیر منه فقط وهو قوله صلی الله علیه وسلم ( من
آذی فاطمة فقد آذاني ) ولکي تدرکوا وتقفوا بانفسکم علی لؤم وحمق وجهل هذه الطائفة
الضالة والفرقة المنحرفة أضرب لکم هذا المثال : لو أن رجلاً حدثکم وقال لکم : إني التقیت
برسول الله صلی الله علیه وسلم ورأیته في مدینة بلخ وقد حدثني بهذا الحدیث وقال : « إن عمر
بن الخطاب من أهل النار وإن الحسن رجل سوء » هل سمعتم هذا الحدیث ..؟ حسناً فیأتیکم أحد
الحمقی والمغفلین ویقول : انا اقول بصحة هذا الحدیث وهو قوله صلی الله علیه وسلم: ان عمر
من اصحاب النار ( نعوذ بالله من ذلك ) الا انني لا اقبل الشطر الثاني من الحدیث لأنه کذب ...؟!!
نعم إنه کذب لأن النبي صلی الله علیه وسلم لم یذهب الی بلخ ولم یرها قط .....؟!!.
قلت: إن کان ذلك ایها الشیعة فإن ما تدعونه في ابي بکر وعمر هو الکذب بعینه کذلك ....؟!!!.
ولست بباغي الشر والشر تارکي و لکن متی أحمل علی الشر أرکب
وقال الآخر:
فاصبحت کالمهریق فضل سقائه لجاري سرابٍ بالفلا یترقرق
الادعاء الثاني والثلاثون بعد المائة الثالثة : « ان من آذی فاطمة فقد آذاني » ثم قال : هذا
حدیث رسول الله صلی الله علیه وسلم .
ردنا عليه :
قلت: إن مراد النبي صلی الله علیه وسلم واضح من هذا الحدیث ، حیث أنه بین صلی الله علیه
وسلم أن من آذی فاطمة رضي الله عنها بغیر حق فقد آذی الرسول ثم لم یکن هناك من عداوة
شخصیة أو مصلحة ترتجي من خلاف ابي بکر مع فاطمة ..؟! ثم إنه رضي الله عنه لم یکن یرید
إیذائها رضي الله عنها ، بيد أنه في مکان یحتم علیه أن یکون حریصاً علی بیت المال المسلمین
لانه منفذ ومطبق لنظام وشریعة هو مأمور بتنفیذها والعمل بها ، ولذلك فأبو بکر رضي الله عنه
عمل بأرض فدك علی نحو ما کان یعمله رسول الله صلی الله علیه وسلم ، ولم یسمح لأحد أن
یتصرف في شيء من هذا المال حتی ولو کان ذلك بنت رسول الله صلی الله علیه وسلم أو أحد
من ازواجه الطاهرات رضي الله تعالی عنهن ، نعم ألم یحرم من هذا المال بنته عائشة رضي الله
عنها وحفصة بنت عمربن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين .. ؟!! ثم لا یعني لزاماً أن یکون
الحق دائماً مع فاطمة رضي الله عنها لانها بنت رسول الله صلی الله علیه وسلم ...؟! کما أن رد
طلبها لا یکون معصیة لله ورسوله ...؟!! ألم یردّ النبي صلی الله عیه وسلم طلبها حینما اراد
منه خادماً من بیت مال المسلمین ..؟ اذاً فلا یجب أن نعتبر فاطمة رضي الله عنها دائما علی
الحق فی كل ما تطلبه وتریده..
المشکلة الاساسیة هو انکم جعلتم من فاطمة الها یعبد من دون الله تعالى ، طبعا وإن لم تقولوا
ذلك بافواهکم ولکن اعمالکم وأفعالکم تدل علی ذلك .
اذاً لقد عمل أبوبکر بما کان یعمله النبي صلی الله علیه وسلم في هذه الإرض ومما یدل علی
صحة ذلك ان علیا لم یغیر شیئاً مما کان علیه العمل في زمن أبي بکر بل عمل علی نحو ما کان
یعمل ابوبکر رضي الله عنه ، ثم إننا اذا رجعنا الی أصل القصة التي دعت النبي صلی الله علیه
وسلم یقول مثل هذا الحدیث نجده صلی الله عیه وسلم قال ذلك عندما خاصم علي فاطمة رضي
الله عنها...!!! فهل تثقون بالامام البخاري وتقبلون ما جاء في صحیحه، تعالوا لنقرأ هذا الحدیث
رواه البخاري عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه فقال : « حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ
أَبِى مُلَيْكَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ وَهْوَ
عَلَى الْمِنْبَرِ « إِنَّ بَنِى هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُوا فِى أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ فَلاَ آذَنُ
ثُمَّ لاَ آذَنُ ، ثُمَّ لاَ آذَنُ ، إِلاَّ أَنْ يُرِيدَ ابْنُ أَبِى طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِى وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ ، فَإِنَّمَا هِىَ
بَضْعَةٌ مِنِّى ، يُرِيبُنِى مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِى مَا آذَاهَا » .
کما روی هذا الحدیث الامام مسلم في صحیحة عن المسور بن مخرمة أیضاً حیث قال النبي
صلی الله علیه وسلم في هذا الحدیث « فاطمة قطعة من جسدي » وذلك حینما کان علي یرید
الزواج من بنت أبي جهل .
في الحقیقة ان اختلاقکم وتحریفکم ووضعکم للحدیث ، وتلاعبکم في النقل عن أهل العلم أمر
یدل علی وقاحتکم وقلة دینکم وعدم استحیائکم من الله تعالی ..؟!! أیها المدعون الکذابون ، إن
کنتم صادقین في قولكم : إن الله ورسوله سخطا علی أبي بکر رضي الله عنه لانه آذی فاطمة
فإن علیاً رضي الله عنه أولی بهذا السخط من أبي بکر ، وذلك لانه لم یؤذها کما آذاها علي
حین أراد الزواج ببنت عدو الله وجمعها مع بنت رسول الله صلی الله علیه وسلم ...؟!!.
واذا قلتم : ان علیاً تاب وانصرف عن قوله فذلك یدل علی عدم عصمته ..؟! ثم إن قلتم إن إیذاء
فاطمة رضي الله عنها قد یکفّر بالتوبة ، فهذا یستلزم من باب أولی لمن ردّ قول فاطمة ولم ینفذ
لها ما أرادته وهو شيء لیس من حقها وانما منعت من ذلك عملاً بسنة الرسول صلی الله علیه
وسلم ، فهذا اولی بتکفیر خطئه إن کان قد أخطأ ، وأما إن قلتم إن معصیة أبي بکر رضي الله
عنه کانت عن جهل منه حینما آذی فاطمة وهذا کافٍ في کفره وردته قلنا فحینئذ یجب أن تکفروا
علیاً أیضا ..ً؟!! ولکنکم عندما یضیّق الخناق علیکم تنکرون هذه القصة وتقولون إن علیاً لم
یخطب بنت ابي جهل ، فإذا لم تصدقوا بأول القصة وهي قوله صلى الله عليه وسلم :
( فقد آذاني ) فالذي قاله صلی الله علیه وسلم صحیح ولکن لمن آذاها بغیر حق .!! ألم یقل
النبي صلی الله علیه وسلم في الحدیث الصحیح أن أعمال أبي بکر رضي الله عنه أثقل في
المیزان من اعمال الامة کلها ...؟ وإلا لو اردنا أن نتبع طریقتکم المنحرفة هذه فإننا في هذه
الحالة یجب ان نصدق النصاری وعبدة الشیطان فیما یقولون ویدعون لانهم هم کذلك یستطیعون
أن یثبتوا أن ما هم علیه حق أیضاً وذلك بغض الطرف عن الآیات التي جاءت في ذمهم وبیان ما
هم علیه من الباطل ، وذكر الآیات الاخری التي تشیر الی شيءٍ من العبارات التي تثبت ان
عندهم شيء من الحق ..؟!!!
کان یجدر بکم أن تدعوا هذه الطریقة الفاسدة في الاستدلال بآیات الله تعالی وبأحادیث الرسول
صلی الله علیه وسلم ، فهل لکم أن تبینوا لنا ما هو المراد من قوله تعالی:
« وآت ذا لقربی حقه والمسکین وابن السبیل » ...؟ لم تستدلوا بهذه الآیة استدلالاً خاطئاً حینما
قلتم ان النبي صلی الله علیه وسلم وهب فدك لفاطمة بینما الآیة تأمر بأداء ذلك لذوی القربی
والمساکین وابن السبیل ...؟ کما تشیر الآیة الی أن هذه الأموال لم تکن ملکاً خاصاً للرسول
صلی الله علیه وسلم حتی یعطیها لواحدٍ من أهل بیته أو أي شخص آخر ..!! ألا یعد أزواجه
وبقیة أقاربه من المساکین والفقراء من ذوي القربی ...؟ أم أنکم تغمضون أعینکم عنهم ...؟
فماذا سیفعل المساکین وآبناء السبیل ...؟ کیف تریدوا أن تستأثروا بشئ کانت أمانة علی عاتق
النبي صلی الله علیه وسلم فکان طوال حیاته یصل بهذا المال أقاربه وأزواجه وذوي رحمه
ومنهم فاطمة وکذلك الفقراء والمساکین والمحتاجین وابن السبیل ویطبق حکم الله تعالی فیهم
أجمعين .
ألم یکن الحدیث الذي تروونه عن ابي بکر الصدیق رضي الله عنه وهو قوله صلی الله علیه
وسلم: « نحن معشر الانبیاء لا نورث » فیه جواباً لقولکم ..؟ أم ترونه رضي الله عنه کان أصّماً
حینما جاءته فاطمة تطالبه بمیراثها من ابیها : وهي تقول له: أعطني ما وهبه النبي صلی الله
علیه وسلم لي ، وهو یرد علیها: لیس لك میراث عندنا ....؟!!!
الادعاء الثالث والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : لذلك أقول : لا شك ولا ريب أن هذا الخبر وضعه بنو أمية لأنهم أعداء النبي (ص) وأعداء علي (ع) . وهذا ليس هو رأينا فحسب بل هو رأي بعض أعلامكم أيضا .
فقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج4 / 63 / طبع دار إحياء الكتب العربية / تحت عنوان [ فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي (ع) ] قال : وذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي رحمه الله تعالى ... أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي (ع) تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير ـ وبعد ما نقل نماذج من أحاديث كل واحد منهم قال ـ : وأما أبو هريرة فروي عنه الحديث الذي معناه أن عليا) ع) خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله (ص) فأسخطه ، فخطب على المنبر وقال : " لاها الله ! لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله أبي جهل ! إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ، فإن كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي ، وليفعل ما يريد " ، أو كلاما هذا معناه ، والحديث مشهور من رواية الكرابيسي .
ثم قال ابن أبي الحديد : هذا الحديث أيضا مخرج في صحيحي مسلم والبخاري عن المسور بن مخرمة الزهري ، وقد ذكره المرتضى في كتابه المسمى " تنزيه الأنبياء والأئمة " وذكر أنه من رواية حسين الكرابيسي ، وأنه مشهور بالانحراف عن أهل البيت (ع( وعداوتهم والمناصبة لهم ، فلا تقبل روايته . انتهى كلام ابن أبي الحديد .
إضافة على ما نقلته في الموضوع أقول : الأخبار التي تصرح بأن إيذاء فاطمة (ع (يكون إيذاء للنبي (ص) لا تختص بخبر خطبة ابنة أبي جهل ! بل كما ورد في مصادركم وكتبكم أن النبي (ص) في موارد كثيرة ومناسبات عديدة صرح بهذا المعنى بعبارات مختلفة . أنقل إليكم الآن خبرا ما نقلته من قبل : روى أحمد بن حنبل في مسنده ، والخواجة بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب ، والمير سيد علي الهمداني الشافعي في المودة الثالثة عشر من كتابه مودة القربى ، عن سلمان الفارسي عن رسول الله (ص) قال : حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان والصراط والحساب ، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه ومن رضيت عنه رضي الله عنه ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه ومن غضبت عليه غضب الله عليه ، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها عليا (ع) وويل لمن يظلم ذريتهما وشيعتهما .
فليت شعري ! ما هو تحليلكم للخبر الذي نقله جل أعلامكم وأصحاب الصحاح حتى البخاري ومسلم بأن فاطمة (ع) ماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر ؟!
ردنا عليه :
قال أبو جعفر الإسکافي : کان الناس في زمن معاویة یضعون الأحادیث..!!! ثم جاء هذا الجاهل بدلیل رواه ابن ابي الحدید في کتابه واستاذه قال فیه : إن معاویة أمر بوضع الحدیث إغاظة
وکرها في علي ؟ ثم نقل هذا المأفون حدیثاً عن أهل السنة وفي الصفحة نفسها مفاده : أن محبة فاطمة وموالاتها تفید المسلم في مائة موضع ، عند الموت ، وفي القبر، وفي المیزان ، وعلی الصراط ، وهم جرا..؟!!.
قلت: ما الذي وضعه معاویة ..؟ وماذا زور واختلق ..؟ إن انکرت الحدیث الذي جاء فیه خطبة علي علی فاطمة ، فلماذا أنت هنا تستدل وتعتمد في کتابك علی الاحادیث المزورة التي وضعها معاویة کما تزعم ذلك وتدعي ..؟ ما لي اراك رغم عداوتك وبغضك لمعاویة رضي الله عنه تنقل الحدیث عن أهل السنة في الثناء علی فاطمة وبیان فضلها، لماذا لم تقل إن الحدیث هذا ایضاً من کذب أهل السنة ..؟!!
الإدعاء الرابع والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : كل علماء المسلمين من الشيعة وأهل السنة قد أجمعوا على أن فاطمة الزهراء (ع) كانت امرأة مثالية ، وكانت في أعلا مرتبة من مراتب الإيمان بحيث أنزل الله تعالى في شأنها آيات من الذكر الحكيم وشملتها آية التطهير وآية المباهلة وسورة الدهر ، وقد مدحها رسول الله (ص) وعرفها بأنها سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء أهل الجنة ، وأنها امتلأت إيمانا ومثلها لا تسخط لأجل أمر دنيوي ومادي ، بذلك السخط الذي لا يزول إلى آخر حياتها وهي تعلم بأن كظم الغيظ والعفو عن الخاطئين من علائم الإيمان والمؤمن ليس بحقود ، إلا أن يكون السخط من أجل الله تعالى ، فإن المؤمن حبه وبغضه في الله ولله سبحانه وتعالى ، فكيف بفاطمة وهي سيدة نساء العالمين ـ كما في الحديث الشريف ـ وقد طهرها الله عز وجل من الرجس والرذائل والصفات الذميمة ولقبها أبوها بالطاهرة المطهرة ، وقد ماتت ساخطة على أبي بكر وعمر كما هو إجماع أهل الصحاح والمحدثين ؟ فما كان سخطها إلا لأمر ديني لا دنيوي وإنها غضبت عليهما لأنهما غيرا دين الله وخالفا كتاب الله كما احتجت عليهما في خطبتها التي مر ذكرها بالآيات القرآنية .
وأما قولك أيها الحافظ : إن فاطمة رضيت فسكتت ، لا والله ما رضيت ، ولكن حين رأت القوم الخصماء لها لا يلتفتون إلى كلامها ولا يسمعون أدلتها وهم مصرون على باطلهم وظلمهم فسكتت ، وما كان لها إلا أن تسكت ، ولكن أبدت سخطها عليهم ، بأن أوصت إلى زوجها الإمام علي (ع) أن لا يحضر جنازتها وتشييعها أحد ممن آذاها وظلمها ، ولا يدع أحدا يصلي عليها .
ردنا عليه :
قلت: الإجابة علی هذا القول ورده من ثلاثة أوجه :
الأول: إن لابي بکر رضي الله عنه عندنا من المنزلة والمکانة العالیة التي لا یدانیها أحدٌ من اصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فهو صاحب رسول الله في الغار ورفیقه في الهجرة فمکانته وبلاؤه ومنزلته في الاسلام اعلی واعظم من منزلة فاطمة رضي الله عنها، فلا یستطیع أحدٌ أن یجزم ویدعي ان أبابکر رضي الله عنه لم یؤدي حقاً کان لفاطمة رضي الله عنها ولا سیما إن هذا الاعطاء والمنع عند ابي بکر رضي الله عنه سواء فلم تکن الدنیا کلها تعدل عنده جناح بعوضه أو أقل من ذلك، ثم ما المصلحة من ذلك ..؟!! وماالدعي لأن يمنعها حقا هو لها ؟.
الثاني: لم تکن السیدة فاطمة رضي الله عنها معصومة من الخطأ، فهي تصیب وتخطأ مثل سائر البشر، و قد تصرعلی خطأها الی آخر عمرها وقد حدث هذا وصدر عن کثیر من الصحابة رضي الله عنهم ، فهذا سعد بن عباده رضي الله عنه یمتنع عن بیعة ابي بکر رضي الله عنه، وهذا معاویة وبعض الصحابة یقاتلون علیاً وهو الخلیفة الشرعي لکافة المسلمین ، فالبشر غیر معصوم أما انتم فقد جعلتم من فاطمة الهاً من دون الله ، فلا تظنوا یوماً أننا سنقبل أو نرضی ذلك منکم ولو لطرفة عین ..؟!!
لقد جاء في کتبنا أن عائشة رضي الله عنها قالت: إن فاطمة توفیت یوم توفیت وهي لم تکن راضیة عن ابي بکر، وفي حدیث آخر إنها رضیت ..؟! ثم رأینا الی اقوال العلماء فرأیناهم قد وفقوا بین الحدیثین وجمعوا بینهما ووصلوا الی النتیجة التالیة : حیث قالوا: إن عائشة إنما قالت ذلك حسب ما تعلم وظنت أن فاطمة لم ترض عن أبي بکر حتی ماتت، ولکنها قد فاتها أیضاً أن أبابکر رضي الله عنه قد ذهب فیما بعد الی زیارة فاطمة وعادها في مرضها
واسترضاها فرضیت رضي الله عنها فلم تمت الا وهي راضیة عنه رضي الله عنه وعنها .!!!.
والله لا ینقضي عجبي من هؤلاء القوم البهت !! یستدلون بالحدیث من کتبنا إن وافق هواهم ثم یردون علینا الحدیث الآخر إن رأوا ذلك لم یکن في صالحهم ؟
ثم ذکر المؤلف قول سني : أن سکوت فاطمة یدلّ علی رضاها ؟ ونحن نعرف جیدآً إن السکوت لا یدل دائماً على الرضا ولکن ما العمل وما الحیلة ، إن کان السني لا ینطق إلا من خلال قلمك انت ایها المؤلف الهدان اللئیم البطریز ؟!
نحن نعلم جیداً إنه لم یکن هناك سنّیا علی وجه الحقیقة والواقع وإنما هي أدوار قد اخترتها لتألیف فلمك المسمی « بلیالي بیشاور» ...؟!!.
الإدعاء الخامس والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : وأما قولك ـ أيها الحافظ ـ : بأن عليا (ع) حيث لم يرد فدكا إلى أولاد فاطمة . فقد أمضى حكم الخليفة ، فهو خطأ ، لأنه (ع) ما تمكن من أن يغير ما ابتدعه الخلفاء قبله ، فكان (ع) مغلوبا على أمره من طرف المخالفين والمناوئين وهم الناكثين والقاسطين فكانوا له بالمرصاد حتى يأخذوا عليه نقطة خلاف فيكبروها ضده ويجعلوا من تلك النقطة منطلقا إلى تضعيف حكومته الحقة ، كما ظهر ذلك في بعض القضايا مثل تغيير مكان المنبر ، حيث إن الخلفاء قبله غيروا مكان منبر رسول الله (ص) ونقلوه إلى مكان آخر في المسجد ، فلما جاء الإمام علي (ع) وتسلم أمر الخلافة أراد أن يرجع المنبر إلى مكانه الذي كان على عهد النبي (ص) فضج المخالفون له وأحدثوا بلبلة حتى منعوه . وكذلك في الكوفة لما أراد أن يمنعهم من إقامة صلاة التراويح جماعة ، فهتفوا ضده ، فتركهم !! فما تمكن علي (ع) في أيام خلافته أن يغير هذه الأمور البسيطة التي لا تنفعهم ، فكيف كان يمكن له أن يسترد فدكا وقد انضمت إلى بيت المال ؟!
ردنا عليه :
قلت: أولاً: ان صاحب نهج البلاغة قد افتری الکثیر من الاکاذیب علی علي رضي الله عنه ثم نسبها الیه .
ثانیاً: نقول لعلي رضي الله عنه وبکل صراحة : لقد مهدنا لك الطریق وأعیطناك البیعة فأصبحت خلیفة فلماذا لم تسترد فدك ؟ ما الذي تریده ؟ وماذا بیدنا أن نصنع اکثر مما صنعناه ؟ لیس القصد من هذا أني انتقص من قدر الإمام الهمام علي رضي الله عنه وارضاه حاشا وکلا ولکني قلت: لعلّي بذلك استثیر نخوة الشیعة إن کانت لدیهم ادنی نخوة أو غیرة على دين أو حب حقيقي صادق للأئمة رضي الله عنهم ..!!! لا ادري ما الذي یقصدونه بالقدرة علی التصرف والحرية في العمل ؟ الم یکن علي رضي الله عنه هو من قضی علی جذور الخوارج واستأصل شأفتهم ؟ ألم یذق عليٌ معاویةَ وجیشه مر الهزیمة تلو الهزیمة ؟ ألم یقتل في معرکة الجمل اثنان من کبار الصحابة ؟ هل وجد علي من یعترض علیه أو یقول له ما یشین ؟ انه کان بقدرته رضي الله عنه ان ینهی المسلمین عن صلاة التراویح ویسترد فدك ویفعل ما بدا له ، ولا ننسی أنه کان في جیشه کذلك بقایا من الساخطین علی خلافة عثمان رضي الله عنه فکان باستطاعة علي ان یستغل ذلك لفعل کل ما یراه في صالحه ؟ ولو فرضنا جدلاً أن قولك هو الصحیح ، وان علیاً قد تنازل عن فدك کما تنازل عنها الحسن والحسین للمصلحة ، فما شأنك انت ایها المدعي الماکر الخبیث تثیر أمراً قد أکل علیه الدهر وشرب ، تثیر مسألة قد مضی علیها الف واربعمائة عام لتبذر بذور الفساد والفتنة بین المسلمین ولتکتب في ذلك کتاباً یربوا علی ألف صفحة أو یزید؟ ألا تراعي للاسلام مصلحة أو حرمة ؟ أین غیرتك ؟ أین دینك ؟ کتبت کتابك هذا یوم کتبت وقد کانت بیشاور ترزح تحت نیر الاحتلال وظلم الانجلیز ؟ فهل کتبت شیئاً في الدفاع عن دینك
واسلامك وارضك المغتصبة ؟ هل قلت کلمة الحق بوجه الطغاة والظلمة والمحتلین کما ینبغي للعلماء ان یفعلوه في مثل هذه المواقف الصعبة والظروف الحالکة ؟ لقد سلم منك اعداء الله
ولکن لم یسلم من لسانك اصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم ..؟!!.
ثم یقول : إنه کان یود زیارة الامام الرضا ولذلك فإنه ولأجل ذلك قد سافر الی العراق ومنه الی الهند ثم توجه الی بیشاور لیسافر منها الی مشهد.....؟!!! یفهم من ذلك ان الاوضاع والاحوال کانت سیئة للغایة ومضطربة جداً ومع ذلك فلم یکن لدی مؤلفنا العقور عفواً الوقور هماً الا زیارة مشهد الامام الرضا والبحث باسهاب لحل مشکلة فدك، فلعل ذلك ینسیه الوضع الشائك والمتدهور ویحل له المشاکل العويصة التي تتخبط فیها الامة آنذاك ؟!! نعم لقد کان المقبور الهالك المدعور رضا شاه یحارب الله ورسوله وینتهك الحرمات ویجبر المسلمات علی خلع الحجاب والعالم الموقر منشغلاً في البحث عن فدك ...!!
ثم یقول: لم یر علي مصلحة في ذلك : ثم یعود لیقول : نحن محبي علي واتباعه وشیعته ؟!!!.
الإدعاء السادس والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : وصلاة التراويح ـ كما روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري ـ ابتدعها عمر بن الخطاب ، وقد عين أُبي بن كعب إمام لأهل المسجد في ليالي رمضان المبارك ليصلي بهم النوافل جماعة ، فلما دخل المسجد ورأى الناس امتثلوا أمره ، فقال : نعمة البدعة هذه!!
فتركهم علي وشأنهم ، لما رأى المنافقين اتخذوا هذا الأمر مستمسكا ضده لخلق الفتن .
ردنا عليه :
قلت: نحن نعلم جیداً ان التراویح لم تکن علی عهد النبي صلی الله علیه وسلم ولکننا نعلم کذلك ان الرسول صلی الله علیه وسلم قد صلی بأصحابه النافلة جماعة في المسجد بعد الصلاة العشاء، ثم کان عدد المصلین یزداد کلّ لیلة، حتی أصبح المسجد لا یسع المصلین في اللیلة الرابعة، فلم یخرج النبي صلی الله علیه وسلم في تلك اللیلة، ولما سئل النبي صلی الله علیه وسلم عن ذلك ؟ قال : خفت أن تفرض علیکم !!. ففهمنا من ذلك وعرفنا أن النبي صلی الله علیه وسلم بعمله هذا قد استحسن صلاة من لا یحسن القراءة أو لا یستطیعوا أن یجتمعوا خلف إمام وحافظ لکتاب الله فیقرأ علیهم القرآن ویصلي بهم التراویح في جماعة، وفي عهد عمر رضي الله عنه زال الخطر الذي کان یخشاه النبي صلی الله علیه وسلم وهو خوفه أن تفرض علی الأمة ، فعندما رأى عمر الناس وهم یصلون في المسجد متفرقین أمرهم أن یصلوا جماعة ولم یفرض علیهم ذلك بل کان الأمر استحساناً منه لهذا العمل، ثم حصل الاتفاق من الصحابة علی الصلاة عشرین رکعة والأمر یبقی في اطار النافلة والسنة ولا یرتقي الی الفرض والوجوب علی الامة ولیس هو وحي من السماء منزل ؟!!.
عندما سافرت الی الامارات وصلیت هناك في مساجد مدینة دبي رأیت المسلمین یصلون التراویح هناك ولا یزیدون في صلاتهم علی ثمان رکعات وفي مساجد الاحناف کان بعض الناس کذلك یصلون ثمان رکعات أیضاً، وخلاصة الکلام إن هذه الصلاة لم تفرض علی الأمة فرضاً
ولیس هي من قبیل الاجبار حتی لا یسع أحد من المسلمین ترکها، وقد صلی المسلمون علی عهد رسول الله صلی الله علیه وسلم صلاة التراویح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم یزیدوا علی أربع لیالي، وکان استدلال الصحابة رضي الله عنهم بفعل النبي صلی الله علیه وسلم هذا
ولکن لا یغیب عن اذهاننا أبداً أن هذا الأمر یجب أن یمیز فیه بین الاختيار والاجبار حتی لا نقع في الایهام والاضطراب .؟!!!.
الادعاء السابع والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : وأما سيدتنا فاطمة (ع) فقد قالت لأبي بكر وعمر : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه ـ وقد مر تفصيل الكلام من رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ـ .
ردنا عليه :
قلت: إن المطلع علی هذه القصة یلمس فیها عدة أکاذیب .
الاول: إن کتاب ( الامامة والسیاسة ) لا یصح نسبته الی الامام المعروف عند أهل السنة والجماعة، ولکنه لابن قتیبة آخر .
الثاني : ألم یکن من المستحسن والافضل أن یعطي أبوبکر لفاطمة حقها بدل الصیاح والعویل؟ الثالث: أری ان هذه القصة وبهذه الصورة لا تصح ، والذي یصح عندنا أن أبابکر رضي الله عنه قد استرضی فاطمة فرضیت عنه کما ذکر ذلك البیهقي واسنده الی الامام الشیعي وجاء فیه « أن أبابکر عاد فاطمة فقال لها علي : هذا أبوبکر یستأذن علیك ، قالت: أتحب أن آذن له ؟ قال نعم ، فأذنت له ، فدخل علیها ، فترضاها حتی رضیت ) . وهذا الحدیث وإن کان مرسلاً فإسناده الی الشعبي صحیح .
الادعاء الثامن والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : وكما نقل بعض المؤرخين كانت في أواخر أيام حياتها تخرج إلى قبر أبيها رسول الله (ص) وهناك تشكو اهتضامها وتقول : أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفين ، و أصبحت الناس عنا معرضين !! ثم تأخذ تراب القبر فتشمه وتنشد :
ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
فماتت مقهورة مظلومة ، في ربيع العمر وعنفوان الشباب ، وأوصت إلى علي (ع) أن يغسلها ويجهزها ليلا ، ويدفنها ليلا إذا هدأت الأصوات ونامت العيون ، وأوصت أن لا يشهد جنازتها أحد من ظلمها وآذاها .
وامتثل الإمام علي (ع) أمرها وعمل بوصيتها .
ولما وضعها في لحدها وأهال عليها التراب ، هاج به الحزن فتوجه إلى قبر رسول الله (ص) يقول : السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والسريعة اللحاق بك ... إلى أن يقول : فإنا لله و إنا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة ، و أخذت الرهينة ! أما حزني فسرمد ، و أما ليلي فمسهد ، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم ، و ستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، و استخبرها الحال ، هذا و لم يطل العهد ، و لم يخل منك الذكر ، و السلام عليكما سلام مودع ، لا قال و لا سئم ... الخ .
ردنا عليه :
قلت: لا فرق إن کان وقت الدفن في اللیل أو في النهار، و قد دفنت السیدة عائشة رضي الله عنها لیلاً، واما ما ذکرته ونقلته عن السیدة فاطمة فکذب صریح وهو من مفتریاتك وبهتانك ، وقولك هذا دلیل واضح علی تلك المنزلة العالیة والمحبة الکبیرة التي کانت تحظی بها لدی الخلیفة الراشد صدیق هذه الأمة ابوبکر رضي الله عنه فهو کان شدید الحرص علی تشییع جنازتها رضي الله عنها، أما علي رضي الله عنه ( حسب زعمکم ) لم یکن یرغب أو یسمح في ذلك؟!!!. لقد کانت فاطمة رضي الله عنها تعیش حیاتها بکل سعادة وسرور، فلم یکن هناك ما ینغص علیها حیاتها رغم أنفکم ، ومن تلك النعم التي حظیت بها رضي الله عنها ما یلي:
1- کان رسول الله صلی الله علیه وسلم هو أبوها.
2- علي رضي الله عنه هو زوجها.
3- الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة هم أبناؤها کما رزقت من البنات وما تقر بهن عینیها.
4- کفاها الله هم رزقها فکان یأتیها دون عناءٍ أو مشقة تذکر.
5- کانت کذلك رضي الله عنها آمنة في سربها لا تخشی أحداً أو تخافه.
6- کانت هي سیدة بیتها فلم تکن لها ضرة تنافسها أو تسامیها.
7- کانت ذو جاه ومنزلة رفیعة، وحسب ما جاء عندکم فإن خلیفة المسلمین کان یلتمس رضاها حتی جاءها الی بیتها لکي یعتذر منها ثم إنها رضي الله عنها کانت تعرف بذکائها وفطنتها هذا الاحترام الکبیر الذي کانت تحظی به حتی عند خلیفة المسلمین وعرفت کذلك إنه ولا بد سیحضر جنازتها ویشیعها الی قبرها فأوصت رضي الله عنها أن تدفن لیلاً حتی لا یعلم الخلیفة ذلك ولا یتکلف عناء التشییع فهو رضي الله عنده الكثير مما يشغله رضي الله عنه فلم ترد رضي الله عنها أن تحمله أعباء دفنها لوجود غيره من يقوم بهذا الواجب ، ثم ألم يكن هناك الكثير من الصحابيات الجليلات القدر مثل أمهات المؤمنين وغيرهن رضي الله عنهن فلماذا لم نسمع عنهن وعن دفنهم والمراسيم التي نراها في زماننا هذا شيئا ؟!!! يا ترى ما السر وكيف لنا أن نفسر ذلك ؟ إن الجواب على ذلك سهل يسير : وهو أن الأمة في ذلك الزمان كانت أمة عملية فلا تضيع ثانية واحدة من وقتها فيما لا يعود عليها وعلى دينها بالنفع الكثير ولذلك كانت حريصة كل الحرص أن تشتغل بالأهم والمهم وكل ما يعنيها ويفترض عليها القيام به والموت غاية كل حي وحقيقة لا مراء فيها ولا شك ، والحياة لا ولن تقف عند موت إنسان ما ، وإن الذي ينبغي عمله والقيام به هو خدمة هذا الدين الذي بعث الله به سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، فما الداعي إذا أن نجعل من موت السيدة فاطمة رضي الله عنها أو موت غيرها من امهات المؤمنين قصة نعيد فيها ونصقل لنضيع وقت الأمة فيما لا طائل من ورائه .؟
الادعاء التاسع والثلاثون بعد المائة الثالثة وقوله : الشيخ عبد السلام : إن من أقبح أقوال الشيعة قذفهم أم المؤمنين عائشة ونسبتهم الفحش إليها وسبها ولعنها ! ومن أشنع عاداتهم عداؤهم لها واعتقادهم بخبثها ، وهي حبيبة رسول الله (ص) وزوجته ، فانتسابها إلى الخبث يلازم ـ والعياذ بالله ـ خبث النبي (ص) لقوله سبحانه : ( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَ الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ(.
قلت : أولا : قولك بأن الشيعة يقذفون عائشة وينسبونها إلى الفحشاء .. فهو كذب على الشيعة وافتراء ، وأقسم بالله حتى عوام الشيعة لا يقولون ذلك ولا يعتقدون به ، وإن النواصب والخوارج افتروا علينا هذا ليحركوا عوام أهل السنة وجهالهم على أشياع آل محمد (ص) ، ومع الأسف فإن بعض علماء العامة صدقوهم بغير دليل ولا تحقيق ، وأحدهم جناب الشيخ عبد السلام سلمه الله !
فأقول : أيها الشيخ ! كيف تقول علينا هذا بالضرس القاطع ؟! هل رأيته في كتاب أحد علمائنا ؟ أم سمعته من لسان أحد الشيعة ، ولو من عامتهم ؟!
وأنا أرجوك أيها الشيخ أن تراجع تفاسير الشيعة في موضوع الإفك في ذيل الآيات 10 ـ 20 من سورة النور لتعرف دفاع الشيعة عن عائشة وإن الآفكين هم المنافقون .
أما نحن الشيعة فنعتقد أن كل من يقذف أي واحدة من زوجات رسول الله (ص) لا سيما حفصة وعائشة ، فهو ملحد كافر ملعون مهدور الدم ، لأن ذلك مخالف لصريح القرآن وإهانة لرسول الله (ص) .
ردنا عليه :
ذکرالمؤلف وعلی لسان السني أنه قال: لا یحق لأحد أن یتهم السیدة عائشة بعمل الفاحشة لان الله تعالی یقول :
« الخبیثات للخبيثین والخبیثون للخبیثات والطیبات للطیبین والطیبون للطیبات أولئك مبرؤون مما یقولون لهم مغفرة ورزق کریم» النور/26.
فقال المدعي بعد هذا القول: اننا لا نتهم عائشة بالزنا لان هذا القول هو طعن برسول صلی الله علیه وسلم؟ وهذا القول من الکذب والبهتان الذي لم یصح ولا یجوز لأحد أن یتهمنا به، کما أن من یقول هذا فهو ملعون مرتد واجب القتل......
قلت: أوافقك القول في هذا، ولکن الذي یتابع الشبكة العنکبوتية ( الانترنیت ) هذه الایام ویطلع علی أقوال الشیعة ویسمع تصریحاتهم ومناقشاتهم ویحضر مجالسهم علی هذه الشبکة فإنه یری ویسمع اکثر من ذلك ؟!! نعم إن علماءکم لم یذکروا ذلك في کتبهم، ولکن الا تتفق معي ان الإتهام بالخیانة والردة والنفاق اسوء بکثیر من الاتهام المباشر بالزنا والفحشاء ؟!!!.
الادعاء الأربعون بعد المائة الثالثة وقوله : ثم اعلم أن الاعتقاد بخبث الزوجة لا يلازم خبث الزوج وكذلك بالعكس ، فكم من نساء صالحات أزواجهن غير صالحين ؟ وكم من رجال صالحين زوجاتهم خبيثات غير صالحات ؟ وهذا صريح قول الله سبحانه وتعالى في سورة التحريم 10 و11 حيث يقول : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَ امْرَأَةَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ* وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) .
ردنا عليه :
قلت: هذا کلام صحیح الا أنك قد أخطأت في أمر واحد ولکنه مهم جداً وهو أن استمرار الحیاة الزوجیة بین الصالح والطالح لا یمکن لها أن تدوم ، کما ذکر لنا التفریق بن نوح وزوجه ولوط وزوجه وبین آسیة وزوجها، فلو کان زوج محمد صلی الله علیه وسلم مثل زوج لوط علیه السلام لوقع التفریق بینهما لا محالة .
الادعاء الحادي والأربعون بعد المائة الثالثة وقوله : فلا تلازم بين الزوجين في الطيب والخباثة وفي السعادة والشقاء ، وفي القيامة أيضا كل يحاسب ويكافأ بأعماله ، فإن كانت المرأة صالحة مؤمنة يؤمر بها الجنة ، وإن كان زوجها فرعون لعنه الله ، وإن كانت المرأة طالحة عاصية فيؤمر بها إلى الجحيم وإن كان زوجها أحد أنبياء المرسلين ، وهكذا الحال مع عائشة .
ردنا عليه :
قلت: هذا صحیح، ولکن لم یحدث لعائشة رضي الله عنها أو یصيبها ما أصابهن في الدنیا ؟!! قد تقول : إن نبي الله لوط علیه الصلاة والسلام کان أقرب وأحب الی الله تعالی من محمد علیه الصلاة والسلام فذلك بحث آخر، والا فمن المؤکد قطعاً إنه سیصیب عائشة رضي الله عنها أحد الأمرین إما الهلاك او الطلاق سنة الله في الذین خلو من قبل ، فعندما لم یقع أحد هذین الأمرین علم کذبکم وبهتانکم وبطل قولکم ؟!!.
الادعاء الثاني والاربعون بعد المائة الثالثة وقوله : وأما تفسير الآية الكريمة : ( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَ الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ ( فقد ورد في روايات أهل البيت (ع) أن هذه الجملات تفسير وتوضيح لما قبلها وهو قوله تعالى : ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ) معنى ذلك أن الخبيثات يلقن للخبيثين والخبيثون يليقون لهن ، وأما الطيبون فيليقون للطيبات وبالعكس ، كما أن الزانية أو المشركة لا تليق إلا لزان أو مشرك .
ردنا عليه :
قلت: جوابي علی ادعاء هذا الدعرور الدغرور کالآتي :
أولاً: لا یراد بالخبیث الزاني فقط ، بل إنك حاولت أن تضیق الخناق وتحصر معنی هذا الکلمة في المعنی الذي تریده لترد أدلتنا وتفندها، والآن تعال معي لأریك تلك المعاني التي وردت في القرآن الکریم لکلمة ( الخبیث).
قال تعالی « ما کان الله لیذر المؤمنین علی ما أنتم علیه حتی یمیز الخبیث من الطیب....» الآیة ـ آل عمران/179.
وقال تعالی « قل لا یستوي الخبیث والطیب ولو أعجبك کثرة الخبیث فاتقوا الله یا أولي الالباب لعلکم تفلحون» المائدة/100.
وقال تعالی « لیمیز الله الخبیث من الطیب ویجعل الخبیث بعضه علی بعض فیرکمه جمیعاً فیجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون» الانفال /38 .
فقد وردت کلمة الخبیث والطیب في هذه الآیات ولم یفسر أحد من العلماء والعقلاء هاتین الکلمتین بالزاني والعفیف ؟!!.
ثانیاً: إن استشهادك واستدلالك بالآیة الثانیة فیه حجة علیك لا لك، حیث جاء فیها «الزاني لا ینکح الا زانیة أو مشرکة والزانیة لا ینکحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك علی المؤمنین» النور/30.
فأنتم إن کنتم تنکرون کون عائشة زانیة وأنها کانت مشرکة فبناءاً علی هذا القول والاستدلال لم یکن النبي علیه الصلاة والسلام له أن یتزوجها « نعوذ بالله من إفککم ودعرکم أیها المارقون».
الادعاء الثالث والاربعون بعد المائة الثالثة وقوله : قلت : سبب بغضنا لعائشة ليس لخروجها على الإمام علي (ع) فحسب بل لسوء سلوكها مع النبي (ص) ، وإيذائها له أيضا ، وتمردها عليه (ص) وعدم إطاعتها له في حياته !!
الشيخ عبد السلام : هذا بهتان عظيم ! فإن كلنا نعلم بأنها كانت أحب زوجات النبي (ص) إليه فكيف كانت تؤذي رسول الله (ص) وهي تقرأ في القرآن الحكيم : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) ؟ فأقول : نعم كانت تقرأ الآية وكان أبوها أيضا يقرأها وكثير من كبار الصحابة قرؤوا هذه الآية الكريمة وعرفوا معناها ولكن .. كما نقلت لكم الأخبار المروية في كتبكم وصحاحكم في الليلة الماضية وانكشف حقائق كثيرة للحاضرين ولكم إن كنتم منصفين غير معاندين أما أخبار إيذاء عائشة لرسول الله (ص) في حياته فلم تذكر في كتب الشيعة وحدهم ، بل ذكرها بعض أعلامكم أيضا منهم : أبو حامد محمد الغزالي في كتابه إحياء العلوم :ج2/ الباب الثالث كتاب آداب النكاح / 135 ، والمتقي الهندي في كنز العمال ج7/116 ، وأخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من حديث عائشة قالوا : و جرى بينه (ص) و بين عائشة كلام حتى أدخل النبي (ص) أبا بكر حكما بينهما ، و استشهده ، فقال لها رسول الله (ص) تكلمين أو أتكلم ؟ فقالت : بل تكلم أنت و لا تقل إلا حقا !
فلطمها أبو بكر حتى دمي فوها وقال : يا عدوة نفسها ! أو غير الحق يقول ؟ فاستجارت برسول الله (ص) وقعدت خلف ظهره ، فقال له النبي (ص) : لن ندعك لهذا ولم نرد هذا منك . قال أبو حامد الغزالي في نفس الصفحة : وقالت له مرة في كلام غضبت عنده : أنت الذي تزعم أنك رسول الله ؟! ـ قال وذلك حين صباها ـ فتبسم رسول الله (ص) واحتمل ذلك حلما وكرما .
ردنا عليه :
قلت: أولاً: إن کانت السیدة عائشة رضي الله عنها ملعونة کما تدعون فهل کان ینبغي للرسول علیه الصلاة والسلام أن تکون صاحبته وزوجة ملعونة ...؟ ألم یکن الأولی به أن یطلقها ؟ الا تعتبر هذه إهانة وطعن وانتقاص لرسول الله صلی الله علیه وسلم ؟!! أتقولون وتعترفون وبکل جرأة ودناءة ووقاحة أیها الجفاة ان النبي صلی الله علیه وسلم کان ینام مع امرأة ملعونة في فراش واحد ؟!
ثانیاً: لقد ثبت بالتجربة والدلیل ان غالب الخصومات بین الزوج والزوجة تنتهي الی بر الامان والسلام فالأحمق هو من یحشر نفسه بین الزوج وزوجه ویصدق ادعاءات کل واحد علی صاحبه.
ثالث: إن کانت عائشة رضي الله عنها قالت هذه الجملة تکذیباً منها ورداً علیه « انت الذي تزعم أنك نبي الله » فحینئذ لا نحتاج معه الی بينة او شهود أو اقرار ابلغ منه فسیقع الطلاق والفراق بنفسه ؟!!
ولکن لم یحدث من ذلك شيٌ ورسول الله صلی الله علیه وسلم اعلم بزوجه وبمراد کلام العرب
ودلالته منکم وبالتالي یعلم من هذا انکم امام خیارین لا ثالث لهما : فأنتم إما تکذبون فیما تقولون أو انکم تتهمون رسول الله صلی الله علیه وسلم أنه أبقی علی عصمة امرأة کافرة بذمته فلم یطلقها ولا شك فإن الأول یصدق علیکم فأذلکم الله وأخزاکم و أذاكم من الیم عذابه.
الادعاء الرابع والاربعون بعد المائة الثالثة وقوله : نعم جميع زوجات رسول الله غير عائشة امتثلن أمر الله تعالى وأطعنه وحفظن حرمة رسول الله (ص) بعد وفاته وما خرجن من بيوتهن إلا للضرورة ، وقد روى الأعمش كما ورد في صحاحكم ومسانيدكم : قالوا لأم المؤمنين سودة زوجة رسول الله (ص) لم لا تخرجين إلى الحج والعمرة ؟ فثوابهما عظيم ؟
قالت : لقد أديت الحج الواجب وأما بعد ذلك فواجبي أن أجلس في بيتي ، لقوله تعالى :
( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ... ) فامتثالا لأمره عز وجل ، لا أخرج من بيتي بل أحب أن أقر في الدار التي خصها لي رسول الله (ص) ولا أخرج إلا لضرورة ، حتى يدركني الموت ـ وهكذا كانت حتى التحقت بالنبي الكريم (ص).
ردنا عليه :
قلت : لم یمنع النبي صلی الله علیه وسلم خروج النساء مطلقاً، فإذا کانت السیدة سودة رضي الله عنها تحتاط کثیراً فلا یعني ذلك ان الأخری مسیئة ؟ سیدتنا وأمنا عائشة رضي الله عنها لم یعرف عنها أنها کانت تخرج الی الاسواق لکي تجدوا في ذلك مطعناً ومغمزا تظهروا فیه لنا عیوبها، وإنما کانت تخرج حاجّة أو معتمرة رضي الله عنها ،ثم إنکم تکذبون فیما تدعون ، فهل لكم أن تقولوا لنا يا معشر الشیعة من منكم سمى بنته بهذا الاسم (سودة) ..؟ إنكم والكل يعلم لم تسموا بناتکم باسماء زوجات النبي الطاهرات سوی خدیجة، وأما من سمی بنته منکم باسم زینب فهذا لیس حباً منکم بأم المؤمنین زینب رضي الله عنها وإنما تقصدون بذلك زینب بنت علي رضي الله عنها.
الادعاء الخامس والاربعون بعد المائة الثالثة وقوله : لقد أجمع المؤرخون أن عائشة قادت جيشا لقتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع( وقال بعض : إن طلحة والزبير أغرياها وقال آخرون : إنها كانت مستعدة لذلك من غير إغراء ، لبغضها وعداءها للإمام علي (ع ) فاجتمع حولها كل من في قلبه مرض ، وكل من كان حاقدا على أبي الحسن أمير المؤمنين سلام الله عليه .
ردنا عليه :
قلت: لو فرضنا جدلاً إنك صادق والله يعلم إنك كاذب في كثير مما تقوله ..!! وان ذلك کان خطأً فهل یبیح لك ذلك أن تقف في کل نادٍ وملأ وتجاهر وترفع عقیرتك لتظهر عیوب وأخطاء زوج النبي صلی الله علیه وسلم ؟ هل أنت من أهل الاسلام وتحسب نفسك من جملة المسلمین ؟ فلماذا اذاً لا تحزن أو تتألم وانت تطعن وتشهر بعرض رسول الله صلی الله علیه وسلم وأهله وعرضه يا من أخزاك الله وأضلك وأعمى بصرك وبصيرتك ؟! ألم یکن علي رضي الله عنه خیر منك ومن آباءك وسلفك ؟ الم تکن لك به اسوة وقدوة ؟ فمالك خالفت هديه واتبعت هدي شیطانك ؟ سکت رضي الله عنه عمن کانوا سبباً في قتل سفك دماء الآلاف من الشباب المسلم ، لان الفتنة قد ظهرت ، والمحن قد توالت وکثرت أما أنت فجئتنا بعد الف واربعمائة عام لتقول لنا : إن عائشة رضي الله عنها لم تخرج من بیتها الا لمصلحة کانت ترجوها ، ولکنها رضي الله عنها لم توفق فيما أرادت وذلك لیس عیباًَ فیها وکذلك امهات المؤمنین وازواج النبي الطاهرات کن یخرجن من بیوتهن متسترات محجبات ویسافرن إن اقتضت الضرورة ذلك ، حیث کن یحملن في الهودج أو المحمل فکن في ستر کامل بحمد الله تعالی فما العیب في ذلك ؟!
الإدعاء السادس والأربعون بعد المائة الثالثة وقوله : روى أحمد في مسنده وابن أبي الحديد في شرح النهج والفخر الرازي في تفسيره الكبير والخطيب الخوارزمي في المناقب والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة ، والعلامة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / باب 62 ، والمير سيد علي الهمداني الفقيه الشافعي في كتابه مودة القربى / المودة الخامسة ، روى بعضهم عن عمر بن الخطاب وبعضهم عن عبد الله بن عباس أن النبي (ص) قال : لو أن البحر مداد و الرياض أقلام و الإنس كتاب و الجن حساب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب .
ردنا عليه :
قلت: هذا حدیث مکذوب موضوع لا یصح، لأن ذلك لا ینبغي الا لله تعالی . قال تعالی « قل لو کان البحر مداداً لکلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد کلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً» الکهف/109.
فانظروا یا من هداکم الله الی هؤلاء الذي عبدوا علیاً من دون الله وساووا في الفضائل بین الخالق والمخلوق ، بل حتی جعلوا ما لعلي من الفضائل والخصائص ما لا تکون لله رب العالمین « تعالی الله عما یقول الظالمون علوا کبیرا»
لدی أهل السنة احادیث في فضائل علي وعمر وجاء في أبي بکر اکثر من ذلك بکثیر.
ثم یقول المدعي : ( حب علي علامة الایمان وبغضه علامة الکفر والنفاق) ثم یقول: قال رسول ( ان الله قد عهد اليّ من خرج علی عليّ فهو کافر في النار»....؟!!
قلت: هذا کذب وزور وبهتان لانه قد صح في الحدیث أن طلحة والزبیر وعائشة من أهل الجنة فنحن لا نقبل مثل هذا الغلو والتهريف ، وکل ما صح من الاحادیث في فضائل علي فعلی الرأس والعین ، وأما هذه الاکاذیب فلا یمکن أن نقبلها منك بای شکل من الاشکال وهي مردودة علیك ومضروب بها في وجهك أیها الأفاك.
الادعاء السابع والأربعون بعد المائة الثالثة وقوله : وخرجت عائشة إلى البصرة ، فألقوا القبض على عثمان بن حنيف الأنصاري ، صحابي رسول الله (ص) وكان عاملا عليها من قبل الإمام علي ، فنتفوا لحيته الكريمة ، وشعر رأسه وحاجبيه وضربوه بالسياط حتى أدمي ، ثم أخرجوه من البصرة بحالة يرثى لها ، وقتلوا أكثر من مائة نسمة من أهاليها من غير أن يصدر منهم ذنب أو أي عمل يبيح لعائشة وجيشها سفك تلك الدماء البريئة ، ولو أحببتم الاطلاع على تفصيل تلك الأعمال البشعة فراجعوا تاريخ ابن الأثير والمسعودي ، وتاريخ الطبري ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ولما جابهت عائشة جيش أمير المؤمنين (ع) ، ركبت الجمل وحرضت الناس الغافلين ، وألبت الجاهلين والمنافقين لقتال إمام زمانها ، رغم مواعظه (ع) ومواعظ ابن عباس وكبار الصحابة لها ولجيشها ، فأما الزبير امتنع من المقاتلة ، وترك المعركة إذ عرف الحق مع علي (ع) ، ولكن عائشة أصرت على غيها واستكبرت عن قبول الحق حتى قتل عشرات المئات من المسلمين بسببها ثم انكسرت واندحرت ، فردها (ع) إلى بيتها مكرمة !
ردنا عليه :
قلت: لقد أبرحت حمقاً وجهلا ، فلو کان الأمر کما تقول فذلك یعني أن علیاً تقع علیه مسؤولیة سفك الدماء کذلك لأنه لم یأخذ علی ید القتلة والظلمة مع أنه کان قادراً علی معاقبتهم وتأدیبهم.
الإدعاء الثامن والأربعون بعد المائة الثالثة وقوله : الشيخ عبد السلام : لا يجوز عندنا التدخل في الحوادث التي جرت بين صحابة رسول الله (ص) ، فإنا ننظر إليهم جميعا بعين الإكبار والاحترام ، فإنهم وإن اختلفوا بينهم ولكن الكل كانوا يدعون إلى الله ، ومن توجه منهم إلى خطئه وانحراف مسيره عن الحق ، فقد تاب واستغفر مثل الزبير (رض) في البصرة وكذلك أم المؤمنين عائشة (رض (فإنها تبعت طلحة والزبير وأخذت بقولهما ، ولكنها بعد ذلك عرفت بطلان كلامهما وأنهما أغرياها وحملاها معهما إلى البصرة ، فاستغفرت وتابت ، والله خير الغافرين ، وهو يقبل التوبة من عباده وهو أرحم الراحمين ....... وأما قولك : بأن طلحة والزبير أغرياها وحملاها إلى البصرة ، وأنها عرفت بطلان كلامهما بعد ذلك ... الخ فإن قولك هذا يكشف بأن الحديث الذي تروونه عن النبي (ص) : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " كذب وافتراء على رسول الله وهو حديث موضوع مجعول ، لأن عائشة وآلاف المسلمين اقتدوا بطلحة والزبير وهما من كبار الصحابة وما اهتدوا بل ضلوا وخسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين !!!
ردنا عليه :
یذکر المؤلف قول السني المزعوم حیث قال: لقد کانت عائشة رضي الله عنها بشراً من البشر
ولم تکن معصومة وهذا حق وکلام صحیح، ومما لا شك فقد أخطأت ولأنها کانت أمراة بسیطة
ونيتها إنما هو الإصلاح وجمع الكلمة ثم إنها اقتنعت بقول اثنین من کبار الصحابة ولکنها تابت بعد ذلك وعفا الله عنها وغفرلها.
فقال المدعي رداً علی هذا القول: وبهذا اعترفتم أن في الصحابة ومن کبارهم أیضاً وممن بایعوا النبي صلی الله علیه وسلم تحت الشجرة من یکذب ویخادع ویرتکب الخطأ، وبهذا أبطلتم قولکم الذي ذکرتموه قبل عدة لیالٍ خلت حيث قلتم : أن الصحابة کالنجوم وأن الاقتداء بهم واتباعهم سبب للهدایة والرشاد ؟!! إن لم یعتقد أهل السنة عصمة الصحابة، فلماذا یقولون ویذکرون في کتبهم مثل هذا الحدیث؟
قلت: نحن لا نتفق معك في هذا القول ونرده علیك ولا نرتضیه ، فإنت رجل ماکر مخادع تدعي القول وتضع الاعتراض الذي یناسبك ثم تجیب علیه بنفسك لتخدع به شیعتك المساکین؟! نحن نعلم جیداً وقد ذکرنا هذا سابقاً ونعید القول مرة أخری: إن حرب الجمل لم تقع أو تنشب بإرادة واختیار من الصحابة رضي الله عنهم بل إن الأمر قد خرج من ایدیهم واصحاب الفتنة قد انتشروا ووقفوا خلف تلك الصفوف والجموع التي احتشدت آنذاك في ذلك المکان، فلماذا بعد ذلك تقولنا مالم نقله وتدعي أن عائشة کانت امرأة ساذجة وانها خدعت من قبل طلحة والزبیر رضي الله عنهم ؟!! ثم متی کان أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم بهذا الخلق الذمیم الذي لا یلیق إلا بك وبأمثالك ایها الدعيّ اللئیم یا معدن الخسة وبذر السوء ؟!! ثم إننا نکرر لك القول هنا: إن هذا الحدیث الذي ذکرته لا یصح أصلاً ولا ینبغي لمسلم أن یسمي هذا حدسثا فافهم ذلك جیداً یا من أذلك الله وأخزاك وفضحك علی رؤوس الأشهاد !!!.
الادعاء التاسع والاربعون بعد المائة الثالثة وقوله : مما لا شك فيه أن عائشة كانت امرأة غير هادئة وغير رزينة فقد قامت بحركات لا يقبلها الدين القويم ولا العقل السليم ، وإن كل حركة من تلك الحركات تكفي في تسويد تاريخها بوصمات الذنب والمعصية ، منها واقعة الجمل ، وكلكم تقبلون أنها بعملها في البصرة خالفت الله ورسوله ، وهي أيضا قد اعترفت بخطئها ، ولكن تقولون أنها تابت واستغفرت ، فإذا هي ندمت وتابت ، كان اللازم عليها أن توالي آل البيت النبوي ، ولكنها خرجت مرة أخرى وكشفت عن ضميرها الممتلئ عداوة لآل محمد (ص) وذلك يوم تشييع جنازة الإمام الحسن بن علي (ع) سبط رسول الله (ص) ومنعت من دفنه عند جده كما روى كثير من علمائكم ، منهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص 193 ، ط. بيروت ، والعلامة ابن أبي الحديد في شرح النهج ج16 / 14 ، عن المدائني عن أبي هريرة وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين / 74 ، وفي روضة الصفا لمحمد خاوند / ج2 ، قسم وفاة الحسن [ عليه السلام ] ، وتاريخ ابن الأعثم الكوفي ، وفي روضة المناظر ابن شحنة وأبو الفداء إسماعيل في كتابه المختصر في أخبار البشر ج1 / 183 ط. مصر
ردنا عليه :
قلت: هذه الحکایة التي ذکرتها کذب، وحجرة عائشة رضي الله عنها لم تکن مقبرة مترامیة الأطراف حتی تسع کل من دفن فیها، وإنما هي حجرة صغیرة وقد دفن فیها من قبل ثلاثة وهم رسول الله صلی الله علیه وسلم وصاحباه رضي الله عنهما، بل حتی عائشة نفسها لم تجد لنفسها موضعاً بین زوجها وأبیها بأبي هم وأمي وأهلي ومالي وولدي وعرضي .
فلم یکن هناك متسع حتی یدفن الحسن أو غیره من سائر الصحابة والمسلمین وعائشة کما قلت قد دفنت في البقیع مع سائر الصحابة رضي الله عنهم لانها لم یکن لها مکاناً او موضعاً في الحجرة یسع لقبرها رضي الله تعالی عنها وأرضاها.
الادعاء الخمسون بعد المائة الثالثة وقوله : وإذا كانت عائشة نادمة على خروجها وتابت من قتالها وحربها للإمام علي (ع( فلماذا أظهرت الفرح حين وصلها خبر شهادة أمير المؤمنين (ع) وسجدت شكرا لله تعالى ؟! كما أن أب الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني ، روى في كتابه مقاتل الطالبيين / 54 ـ 55 / باسناده إلى اسماعيل بن راشد وهو روى بالإسناد أيضا فقال : لما أتى عائشة نعي علي أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ تمثلت :
فألقت عصاها و استقرت بها النوى كما قـر عـيـنا بالإياب المسافر
ثم قالت : فمن قتله ؟ فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فإن يك نائيا فلقد نعاه غلام ليس في فيه التراب
فقالت زينب بنت أبي سلمة : أ لعلي تقولين هذا ؟!
فقالت : فإذا نسيت فذكروني !! ثم روى أبو الفرج بإسناده عن أبي البختري قال : لما أن جاء عائشة قتل علي (ع) سجدت .
أيها الحاضرون ! أيها العلماء ! هل بعد هذا الخبر ، تصدقون توبتها ؟ أم تقبلون أنها كانت خفيفة العقل ، وغير رزينة ولا متوازنة في سلوكها ومعاشرتها مع آل رسول الله (ص) ؟!
ردنا عليه :
قلت: هذا من أوابدك وغرائبك وکذبك فهل ذکر البخاري ذلك ..؟ أم هل جاء ذلك في صحیح الامام مسلم القشیري النیسابوري ؟
الإدعاء الحادي والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: إن صح ما تقول فذلك یعني ان عائشة رضي الله عنها قد ندمت علی ما بدر منها وتابت الی الله، وقد قبل الله توبتها وغفر لها لان الله تعالی یتوب علی من تاب ویفرح بتوبة عبده ، کما ان علیاً رضي الله عنه قد صفح عنها وهو أمیر المؤمنین وخلیفة المسلمین وولي أمرهم فما دخلك أنت ؟ ثم ما وزنك وقیمتك عند المسلمین أیها النکرة الدعي المهذار ...؟!!
هذا ابو الحسن علي ابن ابي طالب استمع الیه ماذا یقول : یا لیتني مت قبل عشرین سنة من موقفي هذا ولا أرى جسد طلحة مسجى علی الارض والتراب ؟!! نحن أیها المأفون المغبون لم نبني عقیدتنا ودیننا الا علی اساس الاحادیث الصحیحة الثابتة، وقد صح عندنا في الحدیث ان عائشة رضي الله عنها في الجنة ، أما أنك لحمقك وخفة عقلك تعید وتصقل وتذکر القول اکثر من مرة وتحتج علینا بامرأة لوط علیه السلام ...! فإنا نقول لك ولامثالك : تلك امرأة قد عجل الله تعالى لها العقوبة في الدنيا أما الصديقة عائشة رضي الله عنها فهي زوج النبي في حیاته وبقیت زوجته حتی بعد وفاته صلوات الله وسلامه علیه ولم تمت الا وهي في بیت رسول الله صلی الله علیه وسلم ، ثم قد صح الحدیث عندنا انها زوجته في الآخرة رغم أنفك وأنف کل حاقد ودعي ونکرة مثلك .. ؟!!
الادعاء الثاني والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: لم أذکر أبداً مثل هذا القول، ولم أقل ان ام سلمة رضي الله عنها لم تکن حاضرة أو شاهدة علی ذلك ؟!
ثم لا یضیرنا قولك ان یکون ابن ابي الحدید قد ذکر مثل هذا لکلام أو غیره ، فلماذا تجعل من نفسك إمعة تتبع کل ناعة وناهق من غلاة الاعتزال والتشیع والرفض ؟ نحن کذلك نشهد
ونعرف ما لعلي رضي الله عنه من المکانة والمنزلة والسابقة ما لا تعرفه أنت ولا آباؤك ولکننا في الوقت نفسه لا نقر أو نعترف بهذا الغلو والافراط في علي وأهل البیت عموماً ، فهذا عمل
وقول باطل لم یأمر الله به سبحانه .
الادعاء الثالث والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت لم یثبت في السنة المطهرة الشریفة علی صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسلیم شيئا في تعیین الخلیفة واختیاره وتنصیبه نصوصاً معینه وخاصة في هذه المسألة بالذات، وانما ترك النبي صلی الله علیه وسلم لأمته حق الاختیار للشخص الذي تراه مناسباً کل حسب زمانه والمرحلة التي یعیشها والظرف الذي یمرون به، کما أن النبي صلی الله علیه وسلم وعلی أرجح الاقوال لم یثبت عنه نصاً صريحا في تعيين أو تسمية الخليفة الذي سيأتي من بعده وإنما هي اشارات
وإیحاءات فهم منها الصحابة ما فهموه ، والا فلماذا ذلك الاجتماع والتباحث والتشاور في سقيفة بني ساعدة والذي کانت نتیجته أن جمع الله تعالی کلمتهم علی صاحب رسول الله صلی الله علیه وسلم أبي بکر الصدیق رضي الله تعالی عنه وارضاه ..؟ نعم لم یثبت في ذلك شيء وإنما هي الشوری واختیار الخلیفة إنما یتم عند طریق الشوری بین أهل الحل والعقد الذي تعینهم الأمة بالنیابة عنها، وعلی هذا المبدء سارت الأمة حتى عندما عین ابوبکر رضي الله عنه عمر خلیفة من بعده علی الأمة ، فإن ذلك ما جاء إلا بعد مباحثة ومشاورة مع کبار الصحابة والسابقین من المهاجرین والانصار وتمت البیعة له عن رضا وقبول من الأمة وکذلك الحال مع عثمان وعلي فلا ادري بعد هذا کله وجهاً صحیحاً لما تبدونه من اعتراض وتذمر ؟!!.
کما یجب علینا الا ننسی أن ابابکر وعمر رضي الله عنهما لم تکن لدیهم تلك الجیوش الجرارة حتی یجبروا الأمة علی البیعة ، فلو أن الأمة لم ترض بذلك ولم تبایع لم تصح خلافة الفاروق رضي الله عنه وارضاه ولا خلافة أحد سواه ؟!! وقد ذکرت لهذا الرجل مرات وکرات انه لا یوجد في الاسلام قانون او دستور خاص لتعیین الخلیفة والخلفاء وانما هو محض اجتهاد وتشاور ترك فیه الاختیار للامة ان تختار لنفسها رجل الساعة والمرحلة التي تعیشها ، ذلك الرجل الذي تتوفر فیه بعض الشروط المعروفة والمذکورة في کتب فقه الامامة العظمي فمن اراد لاطلاع
والاستفادة فعلیه ان یرجع الی الکتب والموسوعات الفقية التي الفت في هذا الشأن وهي کثیرة جداً والحمد لله، فبعضهم قد اختار الخلیفة وذکر في ذلك اربعة طرق فقط وقد تکون بأربعین طریقا کذلك .. ؟!!!.
لا ادري لماذا تصر علی ان تکون هناك طریقة واحدة لتعیین الخلیفة ، مع أننا لم نطلع ولم نعرف ولم نقف في فقه هذا الباب علی دلیل واضح أو سنة ثابتة تأمرنا بهذه الطریقة الوحیدة التي انت تتحدث عنها ؟ ثم هل تتصور او تعتقد ان تلك الشوری التي رضیها عليّ رضي الله عنه قد تصلح أو ترضی بها تلك الملل المتوحشة او الکافرة ؟ لا طبعاً لا تصلح لها ولا تناسبها ؟ ثم إن هذا وبلا ادنی شك یعتبر من الإستهانة والحط من شأن علي رضي الله عنه وأرضاه !!!
هذه أیران مثلکم الأعلی وقدوتکم الحسنی لا نجد فیها اثراً یذکر لما یسمی بمبدأ الشوری الحر ؟ فالزعیم بیده تعیین مجلس النواب وشورى المحافظین ، ومنهم ینبثق مجلس الشوری واختیار الزعیم، وهذه طریقة أحسبها لا تناسب الا تلك الملل والطوائف الوحشیة التي تعیش في الأدغال والاحراش الافریقیة ؟!!
الادعاء الرابع والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: لا یحق لنا ولا في قدرة أحدٍ من البشر أن یسقط هذا الحق أو یمنعه منه ؟ کما انه صلی الله علیه وسلم لم یعین الخلیفة من بعده و لم ینص علیه، ولم یکن ذلك من حق أحدٍ ولا یتجرأ بشر علی فعل ذلك، إنه رسول الله ونبیه وصفیه من خلقه وخاتم رسله وان ما اختاره الرسول فذلك لا یکون الا بأمر او وحي من السماء ، فالنبي علیه الصلاة والسلام کان لا یقول القول من عند نفسه الا في حالات خاصة وضیقة جداً، فلذلك فان قوله وفعله واقراره کله سنة وتشریع تأخذ الأمة بذلك وتعمل به، فکل ما صدر عنه وأمر به له صبغة التشریع وفیه شيء من القداسة والاحترام والاتباع أما ماصدر عن غیره مثل ابي بکر او عمر فذلك لا یکون کقول النبي صلی الله علیه وسلم وفعله وأمره، ولو ان ابابکر عین شخصاً ثم أخطاً فلا حرج ولا اعتراض، أما ان کان ذلك تعیینا وتخصیصاً من الرسول صلی الله علیه وسلم فإن أثر ذلك سیکون علی الدین والتشریع وهو معصوم من الخطأ والزلل.
الادعاء الخامس والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: هل أجبر علي رضي الله عنه علی قبول الشوری التي عینها عمر؟ أم تراه أجبر علی قبول عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه لیکون حکماً وقاضیاً واجب الطاعة من قبل الشوری؟ إن امرك مضحك للغایة وقد کنت من اشأم الناس علی قومك وأهل ملتك ؟!! تقول : ان علیاً قبل ذلك دون إرادة منه ! أو انه أجبر علی ذلك قلت: ألم یکن علي حسب زعمك یعلم الغیب ؟ الم یکن کذلك ..؟ إذا کان علیه أن یدرك بحسه أنها مؤامرة ودسیسة فلا ینبغي له المشارکة فیها، أما اذا أجبر علی ذلك وشارك في هذه اللعبة فإن ذلك سوف لن یعطي أي مسوغ أو فائدة لتأیید ما فعله عمر أو یجعل من هذا العمل مشروعاً او مقبولاً ؟ هل غاب عن علي فهم هذه الحقیقة التافهة؟ ان افتراضك هذا لا یصح أبداً وقولك باطل فمن المحتمل جداً ان یکون علي هو الخلیفة
وعبدالرحمن رضي الله عنه لم یکن صاحب هوی أو مصلحة تذکر، کیف ؟ وهو قد تنازل عن الخلافة وترکها وقد علم علي رضي الله عنه هذه الحقیقة الناصعة ورضي عن طیب نفس أن یکون عبدالرحمن بن عوف هو القاضي والحکم بعد أن عرف نزاهته وعدالته وتقواه رضي الله عنه وأرضاه.
کلنا نعلم اننا في هذه المدینة، مدینة بیشاور لا یسمح ابداً أن یعین قاضیاً في المحکمة وهو صاحب غرض فاسد أو مصلحة تضر بالمجتمع أو تخل بالأمن العام ، وقد رأینا وسمعنا کما سمع الجمیع حینما قتل شخص یدعی « جودري فضل الهي » في هذا البلد، فقدم ابنه شکوی الی أحد مراکز الشرطة في تلك المنطقة وادعی في شکواه أنا قاتل والده هو رئیس الوزاء نفسه؟!! اتصل رئیس المرکز علی ضوء هذا الخطاب وتلك الشکوی برئیسه وهکذا رفع هذا الأمر حتی وصل خبر هذه الدعوی والشکایة الی رئیس الوزراء ذولفقار علی بوتو وأخبروه ان هناك شخصاً قد رفع ضدك دعوی یتهمك فیها بقتل والده ؟! کان بوتوا بطبیعة الحال ممن أصابهم جنون الرئاسة وحب المنصب، فقال: دعوه یکتب ویرفع شکواه الی من یشاء فإن القاضي ومن سواه کلهم رجالي ومن اتباعي، فلم یکذب ابن المقتول هذا الخبر ورفع شکواه وقدمه الی رئیس مرکز الشرطة في منطقته ، وبعد أن تم تسجيل الدعوة أخذ الرجل رقم الدعوى هذه وتوجه الى بیته بدل أن یتوجه الی المحکمة، لانه کان یعرف جیداً من هو القاضي ؟ وبقیت هذه الدعوی مسجلة وانتظر الرجل حتی سقط بوتو من الحکم ثم عزل ذلك القاضي عندها قام ذلك الرجل وقدم شکواه وأراهم رقمها وسجلها وانتهی الأمر باعدام رئیس الوزاء السابق ذوالفقار علي بوتو؟!!.
وبعد هذه القصة، أرید ان اقول: إن اذعان علي لحکم وقول شخص یعرف بحقده وخبثه وسوء طویته کما یدعي ذلك المؤلف الحاقد أمر بعید کل البعد عن الحقیقة والواقع وهو کذلك قول لا یصدقه إلا کل جاهل أرعن، کما أن علیاً بريء من هذه الافعال والاقوال الصبیانیة التي لا تلیق بأمثاله رضي الله عنه.
الإدعاء السادس والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قال السني هذه المرة في دعواه..!! لقد ثبت في الأخبار عندنا ان رسول الله صلی الله علیه وسلم قال: « أبوبکر خلیفتي » فیجیب المؤلف الماکر عن هذا القول: کما ذکرت في اللیالي السابقة بطلان هذه الأدلة فاني في هذه اللیلة کذلك لن ادعها تمضي دون رد وجواب، فقد قال الشیخ مجد الدین الفیروز آبادي صاحب ( قاموس اللغة ) في کتابه الموسوم ( بسفر السعادة ) ان ما ورد من الاحادیث في فضل ابي بکر فهي من المفتریات التي یشهد العقل بداهة علی بطلانها ؟!!
قلت: نحن معشر أهل السنة لا نقول بهذا الحدیث ولم نشهد بصحته، کما إننا لم نقل ان رسول الله صلی الله علیه وسلم قد جعل ابابکر رضي الله عنه الخلیفة من بعده.
أنتم من یقول بذلك حیث جعلتم علیاً من الذین اصطفاهم الله وعصمهم فعلیکم تدور الدوائر ولابد لکم ان تأتوا بدلیل من کتاب الله تعالی یشهد لکم بذلك حتی یقبل قولکم هذا ؟ فنحن کلما طلبنا منکم الدلیل قلتم لنا وبکل وقاحة وفضاضة، وهل کل شيء ذکر في القرآن ؟!! أجیبوا این ذکر في کتاب الله تعالی ان صلاة الظهر أربع رکعات ؟ ان هذه مغالطات وخزعبلات لا أری لها نهایة أو حد ، فالموظفون في وزراة التربیة والتعلیم في ایران ینکرون ذلك في قلوبهم ویعرفون بطلان ما أنتم علیه، ولکنهم آثروا السکوت خوفاً علی مستقبلهم ومستحقاتهم التي فیها اسباب عیشهم ان تحاربوهم فیها فتمنعوهم ایاها إن قالوا الحق وجهروا به ؟!! جاء في کتاب الله تعالی الکثیر من الآیات في الصلاة والوضوء ولکن لم تأت آیه واحدة في علي رضي الله عنه، وان کنتم تدعون ان القرآن لم یذکر فیه کل شئ، فکیف زعمتم ان خمسمائة آیة نزلت في علي ؟ مع اننا قرأنا القرآن کما قرأه غیرنا من المسلمین في شتی بقاع الارض فلم نجد لحد الآن من قال أن آیة واحدة ذکرت علیا صراحة في کتاب الله ؟ نعم قد یکون ذلك إنما علم عن طریق علم الاعداد والترتیب الابجدي وعلم کذلك بعد استعانتکم باتأویلات الفاسدة وعلم الاشارة الذي لم یصل الینا علمه بعد کما لم یعلمه أحد من سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعین وتابعیهم بإحسان الی یوم الدین ؟!!.
ثم یقول المؤلف: ان من أید علیاً واختاره خلیفة للمسلمين یزید علی عدد من اید واختار ابابکر وعمر وعثمان ؟!.
قلت : نعم ان الدلیل علی صدق ما تقول وتدعي هو تلك الحروب الداخلیة والفتن الکثیرة التي نشبت هنا وهناك حتی فرقت أوصال الامة الاسلامیة ، ودلیلنا الآخر کذلك هو انه لم یکن لحکمه اي وزن في بلاد الشام....!! هل ترید أن ازیدك ؟ والدلیل الثالث علی صدق ما تقول وان خلافة علي إقرب الی الاجماع من ابي بکر وعمر وعثمان إنه لم یکن باستطاعته أن یعزل شخصاً سافلاً کما تدعون ذلك في ارض الشام ؟
بینما عمر الذي لم یحظ بالتأیید والاجماع الذي خص به علي يستطیع أن یعزل من یشاء دون ان یقوم من مقامه بل بکلمة یخطها قلمه ؟!! أو انه یستطیع احضار من یشاء الی دار الخلافة دون أن یتحمل اي عناء یذکر ؟!!!.
الادعاء السابع والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: نحن لا ننکر ما ورد في علي رضي الله عنه من الفضائل وکتبنا والحمد لله أصدق شاهد علی ما نقول، فهو من العشرة المبشرة بالجنة رضي الله عنه وأرضاه وأحد الخلفاء الراشدین أما تلك الاکاذیب التي تدعونها ان الله تعالی قد اختاره واصطفاه وجعله الخلیفة من بعد الرسول صلی الله علیه وسلم ثم عصمه من الخطأ، وإن أبابکر وعمر کانا من أعداء علي وقد فعلوا به ما فعلوا کل ذلك هذیان لا نصغي الیه.
الإدعاء الثامن والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: إن مثل هذا القول الذي هو أشبه ما یکون بأقوال المشرکین وغلاة المتصوفة لا یحق لمسلم أن یسمي ذلك حدیثا، فالحدیث منزه عن ذلك .
لقد نسي هذا الرجل أن الله تعالی قد جعل شرف الانسان دینه وتقواه وقد اذهب الله تعالی التفاخر بالاحساب والانساب وقطع الله دابر الملوك الساسانیین وقد مضی عهدهم وولی الی غیر رجعة فلا یحق لأحد ان یدعي الخلافة والامامة للمسلمین بحجة أنه من النسب الفلاني والعلاني ؟!!. ثم ان الله تعالی خلق الانسان من طین قال تعالی « ولقد خلقنا الانسان من طین لازب» المؤمنون/12 .
وجاء في الحدیث ( کلکم لآدم وآدم من تراب ) ثم ها انتم لا ترون علیاً من جنس البشر بل تعتبرونه الها، أما نحن فلیس لنا اله سوی الله تعالی « لا اله الا الله »...!!!
الإدعاء التاسع والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: أولاً: هذا کذب فاضح لا یخفی علی أحد، لأن أبا طالب قد مات مشرکاً.
ثانیاً: یعتقد المؤلف أن الفاصلة الزمنیة بین علي وآدم کانت خمسون نسلاً فقط وهذه حماقة نعرفها في نسلك واسلافك أنت ، ولم نعرفها عن أحد من المسلین ؟! ثم انك لم تنقل مثل هذا الکلام عن کتاب معتبر أو سند یعتمد علیه إنما نقلت ذلك من کتب الیهود والنصاری فهي اسرائیلیات لا تغني من الحق شیئاً ولا یستطیع مسلم أن یجد هذه الشجرة الا عند الشیعة والشیعة وحدهم ؟ ثم اننا لو قلنا ان الفاصلة الزمنية بین علي وآدم هي خمسون نسلاً فذلك یعني ان بینهما ثمانیة عشر قرن تقریباً وهذا قول باطل لا دلیل علیه ثم ان الاکتشافات التاریخیة والادلة العلمیة تنسف هذا القول نسفاً.
ثالثاً: إن قلنا جدلاً: لو أن شخصاً ما لم یعرف في نسبه رجل مشرك فلا یدل ذلك علی کون هذا الشخص هو الخلیفة والزعیم دون غیره، أو ان یکون هو أفضل من غیره علی الاطلاق والجزم هل لك ان تخبرنا ما دلیلك علی هذا القول ؟.
رابعاً: لقد کان والد ابراهیم ( آزر ) مشرکاً...!! فلماذا تدعي اذاً کذباً انه لم یکن في آباءه أحداً من المشرکین ؟.
الادعاء الستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: لقد أخبرنا القرآن صراحة، إن آزر والد ابراهیم کان مشرکا، ولکن هذا المدعي الکذاب یقول: انظر وتمعن جیدا عزیزي القارئ الی هذا الهذیان وتلك السفسطة : هل کان ابناء یعقوب یقولون في مجالسهم مثلاً لنا أبوان ؟ أم هل کانوا یقولون للتمییز بین اسماعیل واسحق أبونا اسماعیل واسحق ایضاً ابونا ؟!! أم تراهم کان یقولون اسماعیل هو عمنا !! أیها المدعي الکذاب : إن کانوا یخاطبون العم بکلمة الأب ، فلماذا وضعت هذه الکلمة في اللغة العربیة ؟
وعلی ماذا تدل ؟ لماذا وضعت هذه الکلمة أصلاً ( العم ) وما المراد من ( العممومة ) في اللغة العربیة ؟ ما هو المقصود منها ؟ نحن لا یصح أن نقول مثلاً: الحسن بن عقیل ، أو الحسین بن عقیل، بل نقول الحسن والحسین ابنا علي !!
واما المراد من هذه الآیة فواضح تمام الوضوح فهي تتکلم عن الأجداد وکلمة ( الاب ) یراد منها الاجداد والآباء السابقین ولا یراد بذلك الاب الحقیقي ؟!!.
الادعاء الحادي والستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: روی السید سلیمان البلخي وحدثنا في المدینة المشهورة المعمورة قندوز وهي احدی مدن افغانستان ، وقد حدث بهذا الحدیث بعد الف ومائتي سنة علی بعثة البشیر النذیر بسنده الی ابن عباس ؟!! کیف روی وعمن أخذ ؟ هل قال النبي صلی الله علیه وسلم ذلك حقاً ؟ « جمیع آبائي کانوا علی التوحید »؟.
بعد قراءتنا لهذا الحدیث الذي رواه السید الامام الجهبذ سلیمان البلخي عليه من الله ما يستحق استطعنا ان نفهم ونعي هذه الحقیقة جیداً: وهو أنه بإمکان الشخص ان یکون موحداً وبإمکانه في الوقت نفسه أن یتوجه الی الکعبة و يعبد ما فیها من الأصنام ...! وهذا بطبیعة الحال ما کان علیه عبدالمطلب جد النبي صلی الله علیه وسلم ؟!
کما فهمنا من خلال هذا الحدیث إنه بإمکان کل أحد أن یدخل الجنة وإن لم یکن في قلبه ذرة من ایمان ؟!! وإن لم یکن قد آمن بنبي زمانه ، نعم إن عبد المطلب لم یکن ممن آمن برسالة عیسی علیه السلام کما أنه لم یؤمن بموسی، ثم لا بأس أن أقول: إنه کان حنيفاً مسلماً وما کان من المشرکین ..؟!!!.
الادعاء الثاني الستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: ماشاء الله ، هل لك أن تخبرنا من هم المنصفون ؟ نعم ، فقد عرفناهم بسیماهم وبلحن أقوالهم ، فلا داعي للإطالة ؟!
إن کل مسلم سني یعلم هذه الحقیقة، فهم لا یختلفون ان أبا طالب مات کافرا، وآخر ما قال: أنه علی دین آباءه...!!!
أما هؤلاء الذین یعتمد علیهم المؤلف في کتابه لیالي بیشاور ویعول کثیراً علی أقوالهم والاحادیث التي وردت في کتبهم فهم لم یکونوا من السنة ابداً وإن عرفهم المؤلف في کتابه أنهم من کبار علماء أهل السنة مکراً منه وایقاعاً لسذجة الناس والمغفلین في شباکه التي نصبها في طریقهم، فهو کما قلت سابقاً: ینقل الاحادیث والادلة دون ان یعرف سندها، مع أن الحدیث الذي ورد في ابي طالب وانه مات کافراً قد إماما الحديث البخاري ومسلم عليهم الرحمة والرضوان .
فهو ینقل کل ما اتفق مع مذهبه وهواه دون مساءلة للناقل لهذا الحدیث عمن أخذه ، وممن نقله ؟؟ اما اذا وجد الحدیث لا یتفق مع هواه وعقیدته فانك تراه یبحث عن سنده ویرد ویطعن فیه
وان کان صحیحاً ثابتاً ؟! ولرب سائل یسأل: لماذا لم یخبر النبي صلی الله علیه وسلم اصحابه في المدینه بإسلام عمه أبو طالب ؟ وانه کان یخفي اسلامه لمصلحة الدعوة وحمایة لي من اعدائي ؟!! هل غفل النبي صلی الله علیه وسلم عن هذه الحقیقة وغابت عنه ، حتی جاءنا سلیمان البلخي هذا فأخبر الامة بهذا السر الذي فات النبي صلی الله علیه وسلم کما فات أصحابه رضي الله عنهم ؟!!
الادعاء الثالث والستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: اجماعکم أیها الشیعة لا یعدل عندنا جناح بعوضة بل هو أهون من ذلك وأحقر ؟!! الم یقل إجماعکم هذا : ان زوج رسول الله صلی الله علیه وسلم کانت خائنة ومتمردة ؟ ألم لقل لكم إجماعکم : ان عبادة القبور من القربات والطاعات المتقبلة عن الله ؟ ثم هل لكم أن تجيبوا المسلمين جميعا على هذا السؤال : أأجماعکم هو الذي أمرکم ان تطعنوا باصحاب رسول الله
وسب أبابکر وعمر وتدعون ردتهم بعد اسلامهم ..؟!! أف لکم أیها المجرمون ..؟!!
الادعاء الرابع والستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: أولاً: لقد حذر شیخ الاسلام ابن تیمیة رحمه الله المسلمین من کتاب المسعودي هذا واعتبره جامعاً للأباطیل والأکاذیب .
ثانیاً: هذا الشخص الذي تصفه بالزاني والفاجر وشارب الخمر هو صاحب رسول الله صلی الله علیه وسلم ولم یکن صدیقاً لمعاویة فحسب ، فأنت لم تستطع أن تطعن برسول الله صلی الله علیه وسلم مباشرة فطعنت في اصحابه رضي الله عنهم .
ثالثاً: إن حقدك علی هذا الصحابي الجلیل وبغضك له بسبب جهاده في سبیل الله ذلك الجهاد الکبیر، أما تعریضك وتصریحك بانه کان من اعداء علي فهذه حیلة لا تنطلي علینا ایها الأحمق الرعدید.
رابعاً: لم یثبت الزنا لا نعدام الشهادة وهو لا یثبت الا بأربعة شهود عدول ، فعلیك أن تسأل الله تعالی لماذا لم یطلب ثلاثة شهود بدل الأربعة ؟!!.
خامساً: ان اولئك الثلاثة جلدوا بالسوط لانهم اتهموا بریئاً بغیر حق.
أما الاحادیث الصحيحة فهي كالآتي :
الحدیث الاول : حدثنا قتیبة بن سعید حدثنا لیث عن ابن الهاد عن عبدالله بن خباب عن ابي سعید الخدري ان رسول الله صلی الله علیه وسلم ذکر عنده عمه ابو طالب فقال: ( لعله تنفعه شفاعتي یوم القیامة فیجعل في ضحضاح من نارٍ یبلغ کعبيه یغلي منه دماغه )
الحدیث الثاني : ( حدثنا ابن عمر حدثنا سفیان عن عبد الملك بن عمیر عن عبدالله بن الحارث قال: سمعت العباس یقول : قلت یا رسول إن أبا طالب کان یحوطك وینصرك فهل نفعه ذلك؟؟ قال: ( نعم، وجدته في غمرات من النار فأخرجته الی ضحضاح ) .
انظر قارئي الکریم الی سند هذین الحدیثین، فالرواة لهذین الحدیثین أحدهما العباس عم النبي صلی الله علیه وسلم واخ ابي طالب ، والثاني هو ابو سعید الخدري رضي الله عنه فلا یوجد اثر لاسم المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في هذین السندین، فلماذا اذاً ذکر هذا المدعي الکذاب اسمه: وحینما یرید ذلك السني المزعوم ان یعترض ویسأل عن سببب تضعیف هذا الحدیث
وهو في صحیحي البخاري ومسلم یقول: ان سبب ضعفهما هو وجود المغیرة بن شعبة في سنده؟!.
السؤال: لماذا تفعل الشیعة ذلك ؟ إن کنتم تودون معرفة السبب فهو واضح وجلي : ان سبب ذلك هو أن الشیعة من أصولها الکذب فهم یکذبون ، ثم یکذبون فإن صدقوا فیها فبها ونعمت وإن لم یصدقوا وافتضح امرهم قالوا: زدها کذبة أخری ...؟!!! .
الادعاء الخامس والستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: الشوکاني لم یذکر هذا الحدیث أبداً، ثم ما الحاجة الی لجوء النبي صلی الله علیه وسلم الی الاشارة بدل النطق والقول صراحة : أن أبا طالب من أهل الجنة وذلك جزاء ما قام به من رعایتي وکفالتي ؟ لا ادري لماذا تلجؤون دائماً الی التأویلات والتفاسیر والتحلیلات لنصوص القرآن والسنة في مذهبکم ؟ ان کتاب الله تعالی والسنة المطهرة واضحة لا تحتاج الی کل هذا الکم الهائل من المنعطفات والمنحدرات والتعاريج ؟!!
ثم أتی المؤلف بروایة ذکرها سبط بن الجوزي الشیعي وسلیمان البلخي مفادها : ان ابا طالب کان مؤمنا ، حیث روی : اصبح بن نباته عن علي أنه قال « لم یعبد الصنم أبي ولا جدي».
قلت: لم نجد هذا الحدیث في کتبنا المعتمدة ، ولکن ابن ابي الحدید هو الذي قال: کان ابو طالب سنیاً.
قلت: فلا یصح في الاذهان شیئا - اذا احتاج النهار الی دلیل
فهل یشك أحد في تشیع ابن ابي الحدید هذا ؟ الا تراه کیف یمدح رجلاً کافراً في إبیاته الشعریة هذه ؟ اما اذا اردت ان تبحث عن کلمة أو جملة واحدة في مفردات هذا الرجل لتری فلعل وعسى أن يكون قد مدح ابابکر أو عمر ولو مرة واحدة ، ولکنك لن تجد من ذلك شیئاً ثم یا لیته سکت و لم یقل مدحاً، ولکنه یسبّ ویشتم ویطعن ویلعن ثم بعد کل هذا یقول هذا المدعي الکذاب : إنه کان سنیّاً ؟.
ثم لا یعرف عن ابي طالب أنه کان شاعراً فلعل هذه الابیات من تألیف ابن ابي الحدید نفسه ثم نسبها الی ابي طالب ، وما أدراك ؟
اذکر لکم منها هذا البیت.»
یا شاهد الله علي فاشهد إني علی دین النبي أحمد
اذا کان ابو طالب كما تقول وتدعي أنه كان علی دین نبینا محمد صلی الله علیه وسلم، فلماذا لم یذ کر لنا ذلك سلیمان البلخي ..؟ لماذا لم يأتنا هذه المرة بحدیث عن أهل السنة يخبرنا فيه بهذه الحقيقة ..؟ لماذا لم يقل : إن هذا القول حق وصدق ؟ أتراه قد نسي هذه المرة أن یصنع حدیثاً في ذلك، فلعله فتش فلم یجد ما یسعفه، فاضطر في نهاية الأمر الی الاستشهاد بعذا الشعر؟!!.
الإدعاء السادس والستون بعد المائة الثالثَة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: من هذا السید محمد البرزنجي ؟ هل لك ان تعرف الناس به ؟ وتبین لنا أصله ومن أین هو؟ ثم ما وزن أقواله إذا ما قوبلت بأقوال البخاري ومسلم ومروياتهما ..؟ وصدق الذي قال:
وما کل طلاب من الناس بالغ - ولا کل سیار الی المجد واصلُ
الادعاء السابع والستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: اولاً: إذا لم یکن أبو طالب علی دین آبائه والمشرکین في مکة، فکیف تفسر لنا احترام المشرکین له ؟ ولمه لم ینظروا الیهما نظرة واحدة ، ویعاملونهما معاملة متساویة ؟
ثانیاً: الکل یعرف متانة العلاقة والرابطة بین الرجل وقبیلته في الجاهلیة، نعم کان هناك عادات ورسوم لا یمکن أحد أن ینکرها ولذلك فإن الرسول صلی الله علیه وسلم ما لقی من الأذی، عاد علی أثرها الی مکة مرة أخری، وقد طلب الجوار من أحد رجال مکة وکان کافرا فقبل الرجل جواره، ثم خرج مع ابناء عشيرته وقد سلوا سیوفهم واعلن امام الملأ : ان محمداً في جواري فهلا قلت لنا هل كان الرجل هذا ایضاً على طريقتك من المسلمين ؟!!.
الادعاء الثامن والستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت : هل تعتبر اختلاف سلوکیات الانسان الکافر من شخص لآخر دلیلا علی اسلام الرجل الآخر؟ ان هذا التفاوت سنة الله في خلقه فلا علاقة لذلك باسلام او کفر، فإن الله تعالی قسم الاخلاق بین البشر مسلمهم وکافرهم کما قسم الأرزاق ، وحتی في زمننا هذا رأینا من النصاری من یسلخ جلد المسلم عن جسده، ورأینا کذلك من النصاری من یقوم علی خدمة المسلمین لیل نهار دون أن یطلب مقابلاً علی ذلك ؟!! فهل نعتبر ذلك التفاوت والاختلاف في الطبیعة والخلق دلیلاً علی اسلام الثاني دون الاول؟ لقد اضحكت علی قیاسك الفاسد هذا کل من سمعك وعرفك ؟!
الإدعاء التاسع والستون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: في هذا انت علی الصواب والحق معك، فکون عائشة رضي الله عنها ام المؤمنین فهذا لا یقتضي أن یکون أخوها خال المؤمنین ولا أختها خالة المؤمنین ، ولا أمها جدّة المؤمنین، ومن قال بذلك أحد من أهل السنة فنحن سنخطئه مباشرة دون مجاملة او رویة!، فإن التعصب مذموم غیر محمود، وأما کیف قتل محمد بن ابي بکر علی ید معاویة فإننا نقول في ذلك: لقد أسر محمد بن ابي بکر نتیجة الحروب الداخلیة في مصر وعلی ید حاکمها وکانوا یرون أن محمداً له ید في قتل عثمان، ولذلك فإنما قتل قصاصاً بدم عثمان وأخذاً للثأر؟!! والآن علیکم أن تجیبوا علی سؤالنا هذا: لماذا یا تری لم یداري أو یداهن معاویة رضي الله عنه في هذا الأمر؟ ألم یکن في وسعة أن یعفوا عن محمد بن ابي بکر ویأمر باطلاق سراحة نظراً لمنزلة ابیه في الاسلام وهو الاخ الشقیق لأم المؤمنین عائشة رضي الله عنها؟ ان معاویة لم یفعل هذا ولا ذاك وقتل محمد بن ابي بکر دون إنکار او شجب من أحد !!! ألم تقولوا ان الناس کانوا یؤیدون أبابکر، کما ان علیاً لم تکن لدیه تلك القدرة علی المواجهة والمعارضة بسبب ذلك ؟ ألم یعامل علي عائشة معاملة حسنة وبکل أدب واحترام لا نظیر لهما رغم انها کانت السبب في سفك دماء الاف الشباب من ابناء المسلمین کما تزعمون ذلك، فهل انتم صادقون فیما کنتم تدعونه وتزعمونه؟
وسؤالنا الثاني؟ لو فرضنا جدلاً أنکم صادقون فیما تدعون وقبلنا ما تقولون، فإن ذلك یعني ان معاویة لم تکن تأخذه في الله لومة لائم حیث أقام الحد علی القاتل وإن کان ذلك هو ابن الصدیق رضي الله عنه وارضاه فالحق احق أن یتبع، واما علي رضي الله عنه واعتماداً علی ما تزعمون فهو قد عفی عن القاتل وهي عائشة رغم انها قتلت وسفکت وافسدت وعملت ما عملت، نعم هي عندکم قاتلکم الله وخذلکم من اشر خلق الله، ومع ذلك فإن علیاً لم تأخذه في الله لومة لائم واستهان بحدود الله وشرعه وعفا عنها فهل علمتم الآن نتیجة اقوالکم الباطلة الی أي درك في الحضيض أركستكم ..؟ نعم هذه نتائج دعواکم واعتراضکم تحاصرکم من کل مکان ، فلا ادري هل ستجدون لکم مخرجاً ونهایة من هذا المضيق المظلم الذي سلکتموه ..؟!!!.
الادعاء السبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: اولاً : لو أنه کتب آیة واحدة فإنه یعد من کتاب الوحي .
ثانیاً: لقد أسلم في السنة الثامنة من البعثة .
ثالثاً: إن قبلت واقررت انه کان من کتاب برید النبي صلی الله علیه وسلم والمؤتمن علی کتابة الرسائل له ، فذلك یعني و یقتضي انه صاحب سر النبي صلی الله علیه وسلم ؟!!.
الادعاء الحادي والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: أولاً: هل تعني أن النبي صلی الله علیه وسلم عین رجلاً کافراً وجعله کاتباً لرسائله ؟.
ثانیاً: أنتم هکذا دائماً !! تحیدون من الوضوح الی الغموض وتؤثرون التلبیس والتدلیس علی القول الصریح ؟!! ما فتئنا نراکم تلجؤون دائماً الی تأویل الآیات ولوي أعناقها لیّاً وإن کانت تأبی کل الإباء هذه المعاني الفاسدة والتصورات الخاطئة ؟ تقولون ذلك وانتم في قرارة أنفسکم تعلمون جیداً إن ما تذهبون الیه في تفاسیرکم باطل لا تشهد الآیات والتنزیل بصدقه وصحته ؟!!
هل تریدون أن تقولوا لنا: إن النبي صلی الله علیه وسلم بدل أن یحذر الأمة من بني أمیة
وشرهم وخطرهم فإنه یدع ذلك ویذهب لیجلس معاویة علی فراشه ویکرمه ویدخله بیته
ویجعله کاتباً لوحیه ..؟ أو حتى لو قلنا بما تدعيه أنه كان کاتباً للرسائل .؟!! هل يعقل ذلك ..؟
یأمر االنبي صلی الله علیه وسلم یوم فتح مکة من ینادي: من دخل الکعبة فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفیان فهو آمن! بدل أن یبعدهم یقربهم الیه ؟ ثم یزوج بنته من عثمان مع أنه یعلم جیدآً إنه من بني أمیة ، ويتزوج هو صلی الله علیه وسلم من بنت ابي سفیان .؟ هل لکم أن تصنعوا لنا تفسیراً واضحاً نفهمه بناءاً علی هذه الآیةُ الکریمة وما قاله جبریل علیه السلام ؟!! أما بشأن هذه الشجرة التي ورد ذکرها في القرآن الکریم فقد بینت کتبنا وتفاسیرنا ان المراد بذلك هو شجرة الزقوم التي تخرج في أصل الجحیم وجمیع من نعلم من مفسري وعلماء أهل السنة یرون هذا الرأي ویقولون به .؟!!.
الادعاء الثاني والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: للرد علی هذه التفاهات والخزعبلات التي ملأت بها کتابك إن هذا في الحقیقة اعتراض علی الامام الحسین نفسه یعني أنت تعترض علی إمامك، والا کیف یرضی الحسین نفسه أن یهادن الباطل ولا یحاربه ؟ کیف یرضی الحسین لنفسه ان يضع السیف في غمده بدل أن یثور
وینتفض وهو یری ذلك الکافر یتقلد الزعامة ویمسك الخلافة بكلتا یدیه ؟ ألم تدعي أن أئمتکم یعلمون الغیب ؟ فهذا الإمام الحسین، هل تراه کان یعلم أنه سیقتل علی أیدیهم ثم یخلي له الطریق ویسهل علیه هذه المهمة ؟ ألا تری أن الحسین بفعله هذا أصبح شریکاً لمعاویة في کل ما قام به من أعمال وتصرفات لانه أعطی لخلافته شکلا قانونیاً وأضفی علیها صبغة شرعية !! فإن کان معاویة حسب آدعائکم رجلا سیئاً فما کان ینبغي للحسن أن یفعل ذلك ویسلم له السلطة ویتنازل عنها له .. ؟!!!
الادعاء الثالث والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: هل لك ان تخبرنا علی أي سند أو أصل معتمد نقلت هذه القصة ؟ وهل لنا أن نتساءل ؟ إن کانت مکة والمدینة والیمن کلها تحت سیطرة الخلیفة الشرعي وأمیر المؤمنین علي بن ابي طالب فمن أین جئتنا بهذا الجیش الذي یبلغ عدده ثلاثة الاف مقاتل لیکونوا اعداءاً لأهل الیمن؟ وکیف تسنی لبسر بن أرطاة وجيشه لا یزید علی ثلاثة آلاف فقط أن یحارب اهل الیمن کلهم ، الم یکن بطن الارض خیر من ظهرها ولا عار الأبد ؟
لماذا تنازل الحسن عن الخلافة الی معاویة ؟ ذکر الطبري أن علیاً أرسل أحد قادته وأمراءة لمقاتلة جیش بسر بن أرطاة في مکة والمدینة والیمن فهزمه هزیمة نکراء، ثم طلب منهم ذلك القائد البیعة لعلي ، ولکنه قد فاته ان علیاًَ قد استشهد ووافته منیته رضي الله عنه فعندما وصل الیه الخبر طلب من اهل المدینة البیعة للحسن رضي الله عنه ولکنه رضي الله عنه آثر السلامة وحقن دماء المسلمین وجمع کلمتهم فصالح معاویة رضي الله عنه وجمع الله بهما شمل المسلمین والحمد لله رب العالمين !!!
ثم إن سؤالنا لم ینتهي عند هذا الحد فما زال له بقیة : وهو إن کانت هذه القصة لها اصل
وحقیقة وان الحسن قد صالح معاویة مع أنه کان ممن یعلم الغیب ولدیه الاف الانصار من المسلمین والجیوش الجرارة، فلماذا الصلح وما ضرورته ؟ وکیف يتنازل عن الخلافة هكذا مثل شربة ماء ؟ ان کانت لدیکم الجرأة والشجاعة فأجیبونا ..؟ أقنعوناً والا فاخرسوا ولا تنبسوا ببنت شفة .
الادعاء الرابع والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: نحن لا نوافقکم أو نقرکم علی هذا الکذب الواضح الفاضح ، فمعاویة لم یأمر بسب علي علی المنابر، کما أنه لم یضع الحدیث في ذم علي رضي الله عنه وذلك لعدة أدلة:
الاول: هذه کتب اهل السنة بین ایدینا فاقرؤوها إن وجدتم شعرة في راحة یدي فعند ذلك صدقوا أن فیها حدیثاً واحداً في ذم علي ؟! اذهبوا واقرؤوا واعیدوا قراءتها المرة تلو المرة، ابحثوا
وراجعوا فإنکم لا ولن تجدوا من ذلك القبیل شیئاً ...!!! أم لا أجد عند أحدكم الجرأة حتى في قراءة كتب أهل السنة والجماعة ...؟ لا ولن أطالبكم إلا بقراءتها فقط ...!!
ان اهل السنة کلهم متفقون علی ان علیاً رضي الله عنه أحد الصحابة الکبار ومن العشرة المبشرة بالجنة كما أسلفنا فکیف بعدئذ تجد حدیثاً واحداً في ذمه ؟ سبحان الله ..!
الثاني : کما یعلم کل أحد فإن عصر التدوین لکتب السنة وجمع الحدیث وترتیبة علی الابواب إنما کان ذلك في العهد الأموي والعباسي، فلم نر کتاباً منها خلا من الاحادیث التي جاءت في فضل علي واهل البیت رضي الله عنهم ، وهذا یدل عی کذب وتناقص واضطراب قول المؤلف
وعدم مطابقته للواقع والحقیقة ؟!! وانا علی یقین ان المؤلف لو وقعت عینه علی حدیث واحدٍ في کتبنا المعتمدة جاء فيه الذم لعلي رضي الله عنه لانتهز ذلك للتشنیع بنا ولقال : انظروا ألم أکن صادقاً في ما قلت هذا الحدیث من موضوعات معاویة ...؟؟!!.
ولکن الامر علی عکس ما کان یتمني هذا المدعي الکذاب ، فخیب الله ظنه وبین کذب دعواه فلا یوجد في کتبنا الا کل مدح وثناء حسن جميل لسيدنا علي رضي الله عنه وأهل بیته الكرام البررة وإن مثل هذه الافتراءات الکاذبة لا تصدر الا عن کل یائس أحمق حاقد علی الاسلام وأهله.
الادعاء الخامس والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: أولاً: لا یسب أحد من أهل السنة أحداً لأن ذلك لیس لهم بخلق ..! فکیف بعلي رضي الله عنه وصاحب رسول الله صلی الله علیه وسلم وصهره وابن عمه ؟!!
ثانیاً: هذا کذب لا یخفی علی الطفل الرضيع ، والصحیح هو ما ثبت في کتبنا وقد بین النبي صلی الله علیه وسلم ما لعلي من مکانة ومنزلة في الاسلام وما له من حق علی کل مؤمن ومسلم فقال: « من آذی علیآً فقد آذاني».
ــ وذلك بغیر الحق طبعاًــ وأن یکون ذلك من الحب والبغض الشرعي فإن ذلك لا ینبغي أن یصدر من مؤمن یؤمن بالله ورسوله ، وإلا فإن علیاً قد وقع الخلاف والقتل والقتال بینه وبین معاویة
وقد صدر عنه رضي الله عنه وکذلك عن فاطمة ما یدل علی خطأهما في اجتهادهما و مخالفتهما في ذلك للصحابة من الخلفاء وغیرهم فهذا لا علاقة له وما نحن بصددة من هذا الحدیث.
الإدعاء السادس والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
ذکر المؤلف هنا حدیثاً موضوعاً مفاده « أن کل من عادی علیاً فهو کافر»؟!!!
قلت : إن هذا الحدیث لا یصح عن أهل السنة ولا یقبله أحد من المسلمین فجنبنا هذیالك
وبهتانك ؟!!!
الادعاء السابع والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: لقد أجهدت نفسك ايها الفطحل ..!! فلماذا کل هذا العناء والبحث في قوامیس اللغة
ومفرداتها ؟ فتشت الکتب وبحثت في الموسوعات لتنظر ماذا یراد بکلمة (الصاحب)..؟ شغلك هذا البحث والتقصي لكل شاردة وواردة عن الالتفات يمينا وشمالا ولم تعد ما قدامك وما وراءك ثم بعد هذا التقصي والبحث نطقت بالأوابد والغرائب فقلت : من المحتمل ان یکون أصحاب محمد من المفسدین والصالحین ...! فلماذا نستبعد ذلك ؟ وإن سألنا بأي دلیل قلت هذا ؟ قال : الم یکن صاحبا یوسف من المشرکین ؟ وکذلك صاحب الجنة الذي ضرب الله تعالی لنا مثله في سورة الکهف ، ألم یکن صاحبه کافرا ؟ الم یقل الله سبحانه لأهل مکة: « وما صاحبکم بمجنون»...؟ وقال « ما ضل صاحبکم وما غوی» ؟ هکذا بکل وقاحة وقحة وقلة أدب یا بذر السوء ..؟!! فاستمع اذاً الی اسئلتنا وأجب علیها :
ألم تعرف لحد الآن ما هو الفرق بین اصحاب یوسف واصحاب محمد صلی الله علیه وسلم ؟ هل کان سیدنا یوسف علیه السلام صاحب هذین الرجلین باختیاره وملکه أم انه وجد نفسه مضطراً لان یکون وإیاهم في زنزانة واحدة ؟ هل ینقص من قدرالذهب الخالص شیئاً ووزنه إن دس في التراب ؟ أم هل یفقد الشاهین والعقاب والبازي قدره إن وجد نفسه بين الغربان والبوم في قفص واحد ..؟!!
أنت لا تستطیع أن تدعي أو تزعم انهما صاحباه مع تلك الحال الذي لا یسر بها مسلم ؟!!
هل ترید أن تستنتج من قوله تعالی « ما ضل صاحبکم وما غوی» أن أهل مکة وابا لهب وأبا جهل وکل کافر مشرك في الجاهلیة من أهل مکة کان صاحب رسول الله صلی الله علیه وسلم؟ أرأیت کیف عامل النبي صلی الله علیه وسلم اصحابه ؟ زوج عثمان بنته ، وزوج علیاً فاطمة ؟ وتزوج هو بعائشة وحفصة بنتي الوزیرین الأمینین ابي بکر وعمر ؟ فهل جری هذا الذي جری بین محمد واصحابه بین یوسف وصاحبیه ؟!! هل کنت تظن نفسك جالساً في احدی الحوزات العلمیة في قم ، لتقول لنا مثل هذا القول ؟
لماذا تقولون مثل هذا القول الکاذب ثم تصدقونه لتضحکوا به علی انفسکم ..؟!!
ثم یضیف قائلاً، وبکل مکر ودهاء وخبث : لقد کان من بین الصحابة من هم علی النفاق
وبعضهم أهل مکر وخداع وحقد علی علي وأهل بیته ومن امثال هؤلاء : عبدالله بن ابي وابي سفیان وحکم بن العاص ..؟!!
قلت: أرأیتم الی هذا الدعي الکذاب ؟ انظروا الی طریقة استدلاله ونفاقه ؟ لقد ساوی بین المؤمن والمنافق ووضع الصاحب الصادق جنب المنافق المخادع لیصل بعد هذا الی النتیجة التي یریدها ويهواها ؟
اذاًَ فحسب قوله : لم یکن اولئك الذي صحبوا النبي صلی الله علیه وسلم وآووه ونصروه
وجاهدوا معه کلهم من الصادقین الطیبین ؟ نعم نحن نعلم اکثر مما تعلمه أنت ، انه لم یکن کل من حوله صلی الله علیه وسلم من الصحابة والصادقین ولکن لم یکن أولئك الذين سمیتهم أنت وظننت بهم ظنك السئ هذا من الصحابة أصلا ؟ إن کان حول النبي صلی الله علیه وسلم من امثال علي وابي جهل وابي طالب وعبدالله بن ابي بن سلول فهل تظن أن ذلك لا یعرف ومن تصرفاتهم وسلوکهم ومعاملتهم مع الاسلام ورسول الاسلام ؟ هل تعلم ایها الأحمق الماکر أن الله تعالی حینما بعث نبیه صلی لله علیه وسلم بالرسالة ودین الاسلام أمر أبو لهب ولدیه أن یطلقا بنتي النبي صلی الله علیه وسلم ..؟ فما لي أراك تساوي بین الطاهر التقي عثمان بن عفان
وبین الفاجر الدني امثال ابي لهب وأمیة بن خلف أیها الهبلع الدعي المنحرف .؟!
الادعاء الثامن والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
یستدل المؤلف علی ردة الصحابة بالآیة 138 من سورة آل عمران « وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ...» الآية .
قت: انظروا الی صاحب القلب القاسي المظلم، کیف فهم وفسر قول الله تعالی علی هواه ؟! إن الآیة الکریمة لم تثبت ذلك ولیس فیها ما یدعیه هذا الکذاب المفتري ، وإنما جاءت من باب التعلیم والتأدیب للأمة وفیما ینبغي علیها عمله في تلك الحالة ، وان ذلك سنة الله في خلقه فعلیکم بالصبر الجمیل والاحتساب عند الجلیل فیما أصابکم ومن اراد الاستزادة لفهم هذه الآیة فعلیه الرجوع الی مصادرنا وتفاسیرنا لیقف بنفسه علی کذب هذا الدعي المنافق .
والآن اقرأوا معي هذه الآیات الکریمة، قال تعالی « ولو تقول علینا بعض الاقاویل لأخذنا منه بالیمین ثم لقطعنا منه الوتین» الحاقه – 45 – 46 .
فهل یمکن ان یقال بناءاً علی هذه القاعدة التي اعتمد علیها هذا المنافق : أن الله سبحانه لم یقل هذا الا لانه سبحانه كان قد عرف من نبیه الهمّ والأرادة لذلك وهو التقول علی الله تعالی الأقاویل ..؟!!!
هل یمکن لنا أن نقول ذلك ؟ وانه لو لم یکن هناك ثمة شئ علمه ربنا سبحانه فإنه لم ینزل هذه الآیات في کتابه !! أعوذ بالله من غضب الله .
نعم إنا إذا فسرنا الآیة علی تلك الأصول والقواعد التي تعتمدون علیها فانا سنصل حتما الی هذه النتیجة المخزیة ؟!! ثم الا تتعجبون من فعل هذا الرجل ..! حیث ذکر صدر الآیة ووسطها ولم یذکر آخرها ..؟ وهو قوله سبحانه « وسنجزي الشاکرین » إنه لا یذکر ذلك حتی لا یبطل قوله
ویکشف زیفه ..؟!!!
الإدعاء التاسع والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله:
ردنا عليه :
قلت : إن کان هذا الرجل یعتمد فیما ینقل ویقول علی ما رواه البخاري في صحیحه فعلیه أن یدرك ویعلم جیداً أن الامام البخاري قد ذکر الی جنب هذا الحدیث أحادیث کثیرة في فضل ابي بکر وعمر وعثمان وعائشة وأهل بدر وأحد أنهم من أهل الجنة ..!!!.
فعلم بذلك أن الآیة الکریمة لا تعني هؤلاء کما لا ینبغي ولا یصح أن تستدل الشیعة بهذه الآیة الکریمة علی کفر الصحابة وردتهم ، کما نقل عنه تلك الاحادیث التي یراها هو أنها توافق مذهبه وهواه، فهل یصح أن یذکر قوله تعالی « لا تقربوا الصلاة» ثم یسکت مثلا ؟ ام ان علیه ان یذکر بقیة الآیة وهي قوله تعالی ( وأنتم سکاری ) او یذکر « کلوا واشربوا » ولا یذکر :
« ولاتسرفوا » ..؟
إن اغلب الظن ان المراد من الأصحاب في هذا الحدیث هم أولئك الذین ارتدوا عن الاسلام في خلافة ابي بکر الصدیق وقد قاتلهم ابوبکر رضي الله عنه .
ثم اننا لا نجزم أو نقول : إن جميع الصحابة من أهل الجنة ..؟ ولكن نرجوا لهم ذلك من الله تعالى ان یتجاوز عن زلاتهم ویغفر خطایاهم جزاء ما قدموه للاسلام من خدمات وجهاد وما قاموا به من اعمال صالحة لا تعد ولا تحصر رضي الله عنهم أجمعین ، کما نقول كذلك ان هناك أخطاء قد صدرت من بعض الصحابة رضي الله عنهم وهو مثل قولنا في معاویة رضي الله عنه اذ انه قاتل علیاًَ مع ان الحق لم یکن معه ، بل كان مع علي رضي الله عنه ، فالصحابة لم یقل أحد من أهل السنة بعصمتهم وبراءتهم من الذنوب والمعاصي ؟ وهذا الحسن رضي الله عنه یبایع معاویة وینکر علی الحسین خروجه ، فلماذا فعل ذلك کله ؟!! إنما فعل ذلك کله لانه یعلم جیداً أن معاویة لم یکن سیئاً من رأسه الی أخمص قدميه ؟!! کما یعرف الحسن رضي الله عنه ما لمعاویة من حسن سیاسة وتدبیر یؤهلانه للقیام بأعباء الخلافة وحمایة بیضة المسلمین والدفاع عن المسلمین أتم قيام وهذا ما أثبتته الوقائع والحقائق خلال سيرته الطويلة رضي الله عنه وجزاه عنا خير الجزاء .
نعم هذا ما ثبت بالفعل فلا یمکن لاحد من البشر ان ینکر تلك الخدمات الجلیلة والمنجزات الرائعة التي قدمها معاویة للمسلمین طیلة عشرین سنة من مدة خلافته ، نعم لا ینکر ذلك الا من کان في قلبه مرض فنسأل الله سبحانه أن یغفر له ویتجاوز عنه، ونحن بحمد الله لا ندعي أو نتألی علی الله سبحانه ، وإنما لنا ظاهر ما نری وما بدی لنا من أعمالهم الجلیلة الطیبة ونثني علیهم خيرا لما رأیناه من الصدق والاخلاص والجهاد العظیم والتضحیة بکل غال ونفیس للدفاع عن هذا الدین ، ولانه رضي الله عنه کان من کتاب الوحي ومن جلساء خیر البشر واصحابه ولما رأينا من صدقه وذکائه واخلاصه وحسن سیاسته وتدبیره ، ثم لماذا یشغل المسلم نفسه ویضيع اوقاته فی أمر قد مضی ونفوس قد أفضت الی ما قدمت والکل بین یدي الحليم الكريم العدل جل جلاله ، فما الداعي إذاً الی کل هذا الأخذ والرد وما الذي یعود علینا وعلی الأمة بالفائدة من وراء ذلك کله ..؟!!
ثم لماذا تلجأ ايها المؤلف الی ذکر بعض الحدیث دون البعض الآخر؟ هل تظن أن هذه الطریقة في الاستدلال والتعامل مع الحدیث بهذه الطریقة الفاسدة یجدي لك نفعاًٌ أو یثبت لك حقاً ؟ ولماذا ترجع دائماً الی الاستدلال بالاحادیث المختلقة والموضوعة ..؟ تذکر مثل هذه الاحادیث ثم تنسب ذلك زوراً وبهتاناً الی الامام البخاري رحمه الله ..! ثم تقول انه یری جواز ذلك ؟؟ علیك أن ترجع الی کتب أهل السنة إذا أردت حقا معرفة الحق الذي هداهم الله تعالى اليه ولتعرف أيضا جواز ما عندهم في ذلك من الروایات والاحادیث الصحیحة التي تنص علی التحریم نصاً صریحاً لا یحتاج معه الی التأویل أو الاجتهاد ..؟!!
فهل أنت أیها الجاهل أعلم منا بکتبنا ؟ لو کانت المتعة جائزة کما تقول لوجد بعض من أضلهم الله من أهل السنة کالصوفیة والمعتزلة وغیرهم ضالتهم فیها ، ولکنهم مع ضلالهم لم تجد منهم من یبیح ذلك أویجیزه !! إنهم لو لم یجدوا الا کل نطیحة أو متردیة من الاحادیث لتعلقوا بها
ولأجازوا لانفسهم التمتع والتلذذ کما تمتعتم أنتم واستکثرتم من متاع هذه الدنیا الزائلة، فلا تسأل بعد ذلك ولا تقل : لماذا خلق الله النار؟ إنما خلقت جهنم لکم ولأمثالکم یا من أبحتم الزنا
وأحللتموه بتلك الاقوال السقیمة والروایات المختلقة ثم نسبتم ذلك الباطل والهذیان الی کتاب الله تعالی وسنة نبیه صلی الله علیه وسلم ..؟!! .
الادعاء الثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: إن هذا الرجل لا هم له الا نقل الغرائب والاکاذیب عن ابن ابي الحدید وکأنه لا ینقل الا کل ما ثبتت صحته وعرفت عدالة ناقلیه ولم یعلم هذا المغبون ان اهل السنة لا یلتفتون الی اقواله
وأکاذیبة فهي لا قيمة لها أبدا .
ثم یذکر لنا تلك المواقف الجلیلة التي قدمها ووقفها أبو طالب لیستدل بذلك علی ایمانه، مع ان ذلك لیس دلیلا کافيا علی إیمانه ، لانه لم یقل یوماً « لا اله الا الله » ولم یقر بذلك رغم المحاولات الکثیرة التي حاولها رسول الله صلی الله علیه وسلم ، وذلك لان الاسلام اقرار باللسان أیضاً.
ولذلك فنحن لا نعتبر الکثیر من النصاری الذین شارکوا في الحرب العراقیة الایرانیة وضحوا بأنفسهم في اتون تلك الحرب الشرسة التي کان یعتبرها الشیعة في إیران معرکة بین الحق والباطل وبین الایمان والکفر، نعم لقد قدم النصاری فیها أغلی ما یملکون الا وهي النفس فاصبحوا بذلك أفضل من أبي طالب، فهل نعتبرهم من المسلمین بذلك ؟ لا أبدا ، لإنهم وإن قدموا اکثر من ذلك فلا یصبحوا مسلمین لانهم لم یقروا بالاسلام ولم یقولوا الشهادة ولا یجوز أو یصح أن یقول قائل: انهم استحقوا التسمية بالمسلمین بكل جدارة وذلك جزاءا وفاقا بما قدموه من تلك التضحیات الباهضة وذلك الجهاد المریر والوقوف بوجه الکفر الذي کان یتمثل بصدام وجیشه ، قلت: کل ذلك باطل ولا دلیل علیه من القرآن والسنة .
الادعاء الحادي والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
یقول المؤلف:ان أهل السنة إنما تعمدوا إنکار اسلام ابي طالب لیکون ذلك مطعناً وذماً في علي وانتقاصاً من قدره ..؟!!.
قلت: ذلك لیس عیباً ولا یصح أن یسمی کذلك، بل ذلك دلیل آخر علی فضله رضي الله عنه ؟ فالرجل الذي یؤثر الایمان بالله واتباع رسوله الکریم صلی الله علیه وسلم علی الوالد والولد والجاه والمنصب والمال وکل ما یملك یكون عند الله عظیماً ومن عباده الصالحین واولیاءه المقربین وهذا مما لا یشك فیه أحد ، کما أن علیاً رضي الله عنه مثله مثل بقیة أصحاب رسول الله صلی الله علیه وسلم الذي هاجروا في سبیل وترکوا کل ما یملکون حباً لله ولرسوله ، فمن هذا الذي یعتبر ذلك عیباً یذم علیه ؟ لا يقول ذلك الا جاهل أحمق.
ثم لو قلنا أن والد علي أفضل من آباء الصحابة واعلی منهم درجة ــ ولا دلیل علی ذلك طبعاًــ فهل یضیر ذلك بقیة الصحابة رضي الله عنهم أو یکون من باب المذمة والطعن فیهم أو فيه إشارة الى انتقاصهم ..؟
وا أسفا علی ابي طالب وواحر قلباه ، لیته أسلم وآمن، ولیته أطاع النبي صلی الله علیه وسلم
وسمع قوله ورحمه وهو یری شدة توسله ورجاءه : « یا عم قل لا اله الا الله کلمة أحاجج لك بها عند ربي » اللــــــــــــه ... ما أجمل هذه الکلمة التي تذیب الحجر، وتهد الصم الرواسي ...! ما أرحم قبلك یا سیدي وما أشد عطفك علی ابي طالب ..... یا عم ..... یا عم ، ألم یکن في إقرار أبي طالب واستجابته لما کان نبینا یرجوه ویتمناه منه نجاة له من جهنم والیم عذابها ؟ ألم یکن ذلك کافیاً لأن ینال الدرجات العالیة ولیسعد بصحبة رسول الله صلی الله علیه وسلم في الجنة ..؟ ولکن وللأسف الشدید ، ويا لعظم الخسارة ، فها هم أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم يساءلون وبکل شوق ولهفة ، وکأن ذلك الأمر قد ثقل علی نفوسهم بعد أن علموا أن أبا طالب لم یقل تلك الکلمة العظیمة ولم یقر بها فیسألون نبیهم ورسولهم علیه الصلاة والسلام : یا رسول الله ، هل سينفع ابا طالب دعائك وشفاعتك ..؟ فیقول الرسول صلی الله علیه وسلم « لعله تنفعه شفاعتي یوم القیامة فیجعل في ضحضاح من نار یبلغ کعبیه یغلي منه دماغه ...!! » .
فهل رأیت أیها المدعي الکذاب ؟ هل رأیت أحداً من أعداء علي يأسف علی ذلك ویتألم کل ذلك الألم وهو یری أن عم النبي صلی الله علیه وسلم ، ووالد علي رضي الله عنه یکون هذا مصیره؟ يحق لي أن أقول ذلك وبکل حرقة وألم : وا أسفاه ... واحر قلباه علی حال ابي طالب ؟!!! ألم يتألم أصحاب رسول الله لموته .؟ بلى ، وذلك لأنهم رأوا شفقته وعطفه وإحاطته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يطمعون في اسلامه وهدايته رضوان الله عليهم أشد مما يرجون ذلك لأهلهم وذويهم وما ذاك إلا لمكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نعم نقول ذلك مع علمنا التام أن محبة النبي صلی الله علیه وسلم وحدها لا یمکن أن تکون وسیلة للنجاة من عذاب الله یوم القیامة ما لم يصاحبها ایمانا به وتصدیقا واقرارا تاما بما بعث به صلى الله عليه وسلم .... ؟!!.
الادعاء الثاني والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
ینقل المؤلف تساؤل السني حول کیفیة قلب الحقائق والتقول علی أبي طالب بالباطل حیث جعل السنة من إیمان أبي طالب وهماً لا أصل له ، ثم یجیب المدعي ویذکر : ( ان هذا لیس جدیداً وقد غیروا الکثیر من شعائر الاسلام من قبل ومنها المتعة ........ الی أن یقول : والادلة علی جواز المتعة کثیرة ولهذا فقد کان الصحابة کالمقلدین العمیان..... . قولوا هل نسخ هذا من القرآن؟ ینقل من أصله
قلت: هذه کذبة من سلسلة أکاذیبکم التي لا نهایة لها ..! فعمر رضي الله عنه لا یستطیع هو ولا أحد سواه أن یحرم ما أحله الله أو أن یحلّ ما حرمه سبحانه ؟ أما الآیة الکریمة فلا تعلق لها بالمتعة من قریب أو بعید ، بل المقصود بذلك هو الزواج الشرعي المعروف وهو ذلك العقد الشرعي الذي یقوم علی أساس القبول والایجاب بین الطرفین فیربط کلاً منهما برابط شرعي علی وجه الدوام والتأبید ، ولا مجال للنکاح المؤقت ولا مکان له في هذا العقد لأن هذا النکاح الفاسد یفتقد الی الکثیر من الشروط والآثار المترتبة علی هذا العقد الشرعي الصحیح مثل الاستقرار والمودة والرحمة والسکن والارث والعدة والانجاب وما یترتب علیه من اثبات النسب وما الی ذلك ، فلو کانت هذه الآیة تقصد بذلك نکاح المتعة ، فلماذا لم ینزل الله تعالی من الآیات ما یبین فیه للامة حکم الارث ومدة العدة واحکام الطلاق وکل ما یتعلق بهذا النکاح المؤقت من أحکام وتشریعات ..؟ هل یمکن أن تأتي هذه الآیة الواحدة المبهمة بین تلك الآیات الواضحات؟ ثم إن هناك الکثیر من الأدلة علی بطلان نکاح المتعة ومنها :
أولاً: ان نکاح المتعة یتعارض ویتناقض مع قول الحق تعالی في الآیة الثالثة من سورة النساء « وإن خفتم ألا تقسطوا في الیتامی فانکحوا ما طاب لکم من النساء مثنی وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة او ما ملکت إیمانکم ذلك أدنی الا تعولوا » النساء/3.
فالآیة الکریمة هذه أثبتت أنه لا یجوز للمسلم أن ینکح أو تکون في عصمته اکثر من أربع نسوة أما هؤلاء فیقولون : یجوز ذلك لان ذلك النکاح هو نکاح علی وجه التأبید أما هذا فنکاح مؤقت ؟! أرأيتم .......!! .
قلت: هذا القول ظاهرالبطلان ، لاننا اذا نظرنا الی النکاح المؤبد نراه هو کذلك نکاحاً موقتاً
وأعني بذلك ان هذا النکاح في العادة لا بد أن تکون له مدة ینتهي فیها إما بالموت أو بأحد الاسباب المانعة من ديمومته و استمراره کالطلاق والخلع وما الی ذلك من الاسباب الکثیرة
وکذلك الحال مع الزواج او النکاح المؤقت ( المتعة ) فإننا نقول إن النکاح المؤقت هو نکاح دائم، حیث باستطاعة المتمتع أن یجعل هذا النکاح لمدة تسع وتسعين سنة أي العمر کله،ونظراً لذلك فإن الملك فتح علي شاه استغل هذه الثغرة واستطاع ان یبطل العمل بالآیة الثالثة من سورة النساء والتي تحدد الزواج باربعة فقط ....!! قلت: استطاع أن یعطل العمل بهذه الآیة حیث تزوج بتسعمائة امراة نکاحاً مؤبداً وسماه نکاح المتعة وجمع کل هذا العدد الکبیر من النساء في قصره ؟!!!.
الثاني : مما یبطل هذا النکاح المؤقت إنما هو مؤقت في الظاهر فقط وأما الحقیقة فعلی خلاف ذلك لانه نکاحاً مؤبداً، فالنساء في نکاح المتعة لیس لهن أن یشترطن علی أزواجهن المساواة والعدل في القسمة ، إذا فهو حر في ذلك إن أراد المبیت فعل والا فلا .. ؟ ألیس هذا إبطال
وتعطيل صریح لأمر الله تعالی حینما أمر المسلمین بالعدل والأنصاف والمساواة بین الزوجات؟!!.
ثم من مفاسد هذا النکاح المؤقت أن تکراره واستمرار العمل به یجعل المتمتع یجد في ذلك لذة لا یجدها مع زوجاته الدائمات وبهذا یصبح الحرام في نظره أفضل وأطیب وألذ من النکاح الصحیح الدائم ولا ننسی قول المثل: لکل جدید لذة ، وحسبك بهذا دلیل علی فساده ؟ کما انه لا یوجد في النکاح المؤقت من الضمان والشروط والعهود والمواثیق التي نعرفها في النکاح الشرعي الدائم وهذا ما یجعل الرجل في النکاح المؤقت یتملص ویتهرب من الکثیر من الحقوق التي یجب ان تکون موجودة في حال کون هذا النکاح نکاحاً شرعیاً صحیحاً ؟ فلا عدل ولا مساواة وغیاب دائم، و تسیب مستمر وهدر للحقوق وتعذیب للطرف الآخر وظلم في المعاملة وما الی ذلك من المفاسد التي لا یعلمها الا الله تعالی ... ؟!!!.
قد تفوا و تعترض علینا بالقول: إن هذا حال الأمة والجاریة في الاسلام.
قلت: نعم ذلك صحیح، و لکن شتان ما بین الأمة المملوکة بملك الیمین والتي هي بمنزلة المتاح ولاثاث، فلم یجعل لها الاسلام من الحق في الطلاق والفرقة و ما الی ذلك، بخلاف الزوجة في النکاح المؤقت فإنها علی خلاف ذلك، و هذه امرأة حرة لها جمیع ما للمرأة الحرة من الحقوق و إن ارتکبت جریمة فإنها تستحق العقوبة الکالة علی خلاف الأمة التي لا تعاقب الا نصف ما تعاقب به المسلمة الحرة؟!! ثم ان الرجل لابد أن یراعي حقوقها کالحرة تماماً و ذلك علی خلاف الأمة لا تصل حتی الی منزلة الرجل الخادم في البیت مقابل أجرة یکسبها علی خدمته و عمله!!! بل حتی الشیعة لا تنکر ذلك فهي تعرتف و تقول: إن الزوجة أو المرأة في النکاح الموقت ( المتعة ) یجب أن تعامل معاملة المرأة الحراة و لها الحق في طلب الطلاق والفراق أي وقت شاءت.
الادعاء الثالث والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: هل تسمي هذا علماً وفناً من الفنون ؟ إن هذا أقرب الی الهذیان والجنون منه الی العلم ؟!!
إن کنتم حقاً من محبي ومتبعي اهل البیت فلماذا تسبون عائشة وتطعنون بها ؟ إن کنتم حقاً من متبعي السنة والهدي النبوي فلماذا تسمون الزنا وتلبسونه لباس النکاح المؤقت اوتسمونه متعة ؟!! لابد أن تسموا الأشیاء بأسمائها وتنعتوها بحقائقها .
الادعاء الرابع والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: لاینکر أحد أن المتعة کانت حلالاً في أول الاسلام ، ثم حرمها النبي صلی الله علیه وسلم
وليس بالضرورة أن یسمع ذلك أو یعلم جمیع الصحابة هذا التحریم أو النهي ، وقد یکون جابر رضي الله عنه من الصحابة الذين لم يعلموا ذلك حتى علمه عمر وأخبره به ، واليك الجواب عن تلك الاحادیث التي رویت عن جابر رضي الله عنه ولکن عليك قبل ذلك أن تنظر الی هذا الحدیث الذي أخرجه مسلم في صحیحة : عن الربیع من سبرة الجهني أن أباه حدثه أنه کان مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فقال : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِى الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ الْجُهَنِىُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى قَدْ كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِى الاِسْتِمْتَاعِ مِنَ النِّسَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَىْءٌ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ وَلاَ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا) .
مسلم/3488 .
2- قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه لمن کان یجیز متعة النساء « إنك لرجل تائه ، ألم تعلم أن النبي صلی الله علیه وسلم حرمها یوم خیبر .. ؟ » فیا أیها الماکر المراوغ بعد کل هذه الروایات والنقولات والاحادیث الصحیحة تدعي وتقول كذبا وزورا وبهتانا على الله ورسوله وعباده : ان عمر هو من حرّم المتعة ..؟
الادعاء الخامس والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: إن ما ذکرته لا یوجد بین دفتي الکتاب العزیز الذي أنزل علی سیدنا محمد صلی الله علیه وسلم ، والآن ، قل لي : هل تؤمنون بالقرآن ؟ وهل تصدقون بکل ما جاء فیه ؟ نعم نحن لا نعرف ذلك حتی في القراءات السبع أو العشر، ولا أدري علم الله تعالی من این جئتنا بهذا الهذیان ..؟
الذي أعرفه وأؤمن به أن کتاب الله تعالی معجزة الاسلام الخالدة ، کتاب لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه ، کتاب تول الله تعالى حفظه من ایدي العابثین فلم تستطع ید أن تمتد له بتحریف أو تبدیل وأنتم کذلك ظاهراً تقولون ذلك ، فلماذا بعد ذلك كله أصبحت كالغريق الذي يتمسك بالقشة ...؟!!!
الإدعاء السادس والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: قد ذکرت ذلك سابقاً وها أنا ذا أقولها مرة أخری: إن ذاکرة الکذاب ضعیفة!! ألم تذكر قبل قلیل أن عمر منع الناس عن المتعة ، فرضوا ذلك وأذعنوا له؟ ثم ها أنت تقول : إن هناك إمام جليل القدر من أئمة أهل السنة وهو الإمام مالك لم یرض بذلك
ولم یری صحته ؟!! فإذا کان ما تدعیه صحیحاً فلماذا نری المالکیة قد اعتبروا نکاح المتعة من اقسام الزنا المحرم ؟ نعم لم یکن هذا الحکم مقتصراً علی المالکیة فحسب بل وجمیع علماء أهل السنَة یرون حرمة هذا النکاح الباطل ویعتبرونه زنا کذلك ؟!! فإذا کان ابن الصباغ المالکي والزمخشري یرون جواز هذا النکاح وأنه من اقسام النکاح المباح ، فهذا دلیل علی کونهم لیسوا من أهل السنة، ولکنك انت وامثالك تعتبرونهم من أهل السنة وتنسبونهم الینا زوراً
وبهتاناً ؟ كيف تعتبر الزمخشري من علماء أهل السنة وأنت من نقل عنه في کتابك لیالي بیشاور في الصفحة الثالثة والعشرين بعد المائة الخامسة تلك الابیات التي يدعي فیها ان أهل السنة یرون جواز نکاح المحارم ؟!! ألا قاتلکم الله أنی تؤفکون ، کیف یکون من هذا حاله وعقيدته سنیّاً ؟!! إننا لن نستغرب إن سمعنا یوماً ان عبدالرحمن بن ملجم المرادي كان آیة من آیات الله عند الشیعة !! نعم آیة من آیات الله مع أنه قاتل علی رضي الله عنه ! نعم لا نستغرب ذلك ولا تنزعج من هذه الحقیقة إذا قلنا لك إنه کان من ابرز رجال الشیعة في التاریخ ومن مجتهدي الشیعة ..... ؟!! .
الادعاء السابع والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
اعترضوا علی المؤلف، کیف یسمي الزواج المؤقت زواجاً ..؟ مع أنه لا یصدق علیه هذا الاسم ولم يستجمع الشروط اللازمة له من إرث وطلاق وعدة ونفقة ، فأجاب:
أولاً : لم یثبت أن الأرث من لوازم الزواج وضروراته ؟ .
ثانیاً: کون المعقود علیها أو المدخول بها في نکاح المتعة هل هي محرومة من الارث لان الزوجة الناشزة لا ترث ولیس لها نفقة كذلك ....»
- ینقل عن الاصل العربي -
قلت: ما هذا القیاس الفاسد، هل تقاس المرأة الصالحة المطیعة لزوجها بالمرأة الناشزة .؟ ام هل یساوی بین المرأة المسلمة بالکتابية ؟!! من أین لك هذا القیاس الذي لم یسبقك بك أحد أیها الشیخ الذي یر مثله ولم یر هو مثل نفسه ..؟!!
یدعي أن انتهاء الاجل المضروب بینهما هو الطلاق !!
نقول: إن إصرار الشیعة وإیجابهم الاشهاد في الطلاق ، فلماذا لم یوجبوا الاشهاد کذلك عند انتهاء الاجل بین المتمتعین ؟ ذلك دلیل ان انتهاء الأجل لیس طلاقا ؟! ثم یقول بشأن العدة: العدة غیر منتفیة ولکن علی النصف من عدة المتزوجة !
قلت: إن قولك هذا یبطل کونها عدة ، وذلك مثل من یصوم نصف نهار في رمضان ؟ او کالذي یصلي الفجر رکعة واحدة ؟!
وقعت عیني یوماً علی أحد مواقع الزواج المؤقت وقد کتبوا أرقام الهواتف لمن رغب في المتعة ولیس هذا فحسب وإنما ذکروا مقالاً یرشدون فیه النساء الی التمتع في الیوم عشر مرات دون الحاجة للعدة .. ؟!!!. ومما جاء فیه: اذا لم یدخل المتمتع بالمتمتعة من القبل أو الدبر...!!!
وإنما اکتفی بملامستها فلها الحق بالذهاب من حضنه الی حضن رجل آخر ..!!! وقال کذلك: من لم یصدق فعلیه الاتصال بالارقام المشار الیها والمکتوبة في هذا الموقع، وأنا أؤکد انه لا یمکن انکار هذه الحقیقة بقول مجتهد او اکثر من مجتهدي الشعیة وإن قالوا انهم لا یجیزون ذلك
وانکروه والشیعة لا تبرأ ساحتها من هذا العمل أو تلك الفتوی التي تبیح ذلك لان العمل عند الشیعة ما قاله ذلك المجتهد المجیز لهذا العمل ولا عبرة بالمنکرین وإن اجمعوا علی ذلك، وذلك لأن المقلد له أن ینتقل من تقلید مجتهد الی آخر، وبفتح الشیعة لهذا الباب فللمرء أن یعمل ما بدا له دون حیاءٍ أو خوف أو تردد ما دام هناك الکثیر من المجتهدین الذین یسهلون علی العامة ارتکاب کل فاحشة ومنکر تحت غطاء الفتوی الشرعیة ..؟!!
الادعاء الثامن والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
یقول المدعي : ان عمر قال بنفسه : متعتان کانتا علی عهد الرسول وأنا حرمتها، ثم یقول: جمیع الاحادیث التي تتکلم عن تحريم المتعة لا تصح ..!!.
قلت: أنتم تقولون : أن عمر هو من حرم المتعة ؟ ثم تأتون بالدلیل من صحیحي البخاري
ومسلم ..؟ اسمعوا واقرأوا هذه الاحادیث التي جاءت في صحیحي البخاري ومسلم إذا .
1- اخرج المسلم في صحیحه عن الربیع بن سبرة الجهني أن أباه حدثه أنه کان مع رسول الله صلی الله علیه وسلم فقال: « یا أیها الناس إني کنت آذنت لکم في الاستمتاع من السناء و إن الله قد حرم ذلك الی یوم القیامة فمن کان عنده منهن شي فلیخل سبیله ولا تأخذوا مما آتیموهن شیئاً: مسلم/ 1406.
وأخرج البخاري و سلم في صحیحها عن الزهري عن الحسن بن محمدٍ بن علي و أخوه عبدالله عن أبیهما أن علیاً رضي الله عنه قال لابن عباس: ان النبي صلی الله علیه وسم نهی عن المتعة و عن لحوم الحمر الأهلیة زمن خیبر» البخاري/ 4825.
وقال علي رضي الله عنه لمن یری المتعة بالنساء « إنك رجل تائه ، ألم تعلم ان النبي صلی الله علیه وسم نهی عنها یوم خیبر ؟ » رواه مسلم.
ولتدرکوا قبح صنیع هذا المؤلف المدعي الکذاب تصوروا لو أن رجلاً نصرانیا طلب منه اثبات ما لعیسی علیه السلام من مکانة وفضیلة من کتاب الله تعالی فجمع الآیات التي جاءت في عیسی وفضله ومکانته ثم ادعى أن كل ما جاء في محمد صلى الله عليه وسلم وفضله من آيات الكتاب الحکیم لا أصل لها وإنما هي مزورة مختلقة ؟!!
فهذا حال هذا المدعي الکذاب وهذا ما صنعه هنا تماماً ، ثم تراه یقول وعلی لسان السني الموهوم : ان لعمر الحق في تحریم الحلال ؟!! الم أقل ان هذا لم یکن سنیاً یوماً ؟ لانك لو سألت طفلاً من أطفال أهل السنة لأجابك قائلا : إن التحلیل والتحریم انما هو حق الشارع الحکیم سبحانه ، فعمر رضي الله عنه لم یحرم أمراً أحله الاسلام وانما کان یقول ذلك لعلمه ان رسول الله صلی الله علیه وسلم قد حرم ذلك، ونهي عمر هو من نهي النبي صلی الله علیه وسلم.
والآن تعالوا معي لنری هذا لحدیث الذي رواه الامام البیهقي في سننه: عن سالم بن عبدالله بن ابیه عن عمر بن الخطاب قال: صعد عمر على المنبر فحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال : ما بال رجال ينكحون هذه المتعة وقد نهی رسول الله صلی الله علیه وسلم عنها ..؟ ألا وإني لا أُوتي بأحد نكحها الا رجمته » السنن الکبری /7/206و
وقال البیهقي في تعلیقه علی هذا الحدیث ما نصه : فهذا إن صح یبین ان عمر رضي الله عنه نهی عن نکاح المتعة لانه علم نهي النبي صلی الله علیه وسلم ....! يا سبحان الله ، ثم بعد هذا القول الواضح الصريح يأتيك من يقول لك : أن عمر هو من حرم المتعة ..؟؟!! .
الادعاء التاسع والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
یقول المؤلف وعلی لسان السني : لنا الحق في تغییر وتبدیل ما شرعه النبي صلی الله علیه وسلم وقضی به ...!
إن السني هنا بدأ يتفوه وينطق بالكفر الصريح انظروا واقرأوا بتأمل وروية ما يقول : تعلمون جیداً ان بعض علمائنا کانوا یعتقدون ان النبي صلی الله علیه وسلم کان يجتهد في بعض الاحکام الشرعیة وقد یأتي مجتهد آخر من بعده فیجتهد علی خلاف النبي صلی الله علیه وسلم....!! فیحل الحکم الذي کان قد حرمه الاجتهاد ویحرم ما کان قد أحله ولذلك قال عمر:
وانا أحرمهما ....؟!!!.
قلت: هل یعقل ان یقول أحد من أهل السنة ذلك ...؟!!
هل حقا ان نبینا محمدا صلی الله علیه وسلم لم یکن إلا مجتهداً فحسب ؟ ثم هل یحق لکل مجتهدٍ آخر من أمته تحريم ما أحله أو یسعه مخالفته ؟ ألا تعلم أيها المعتوه إن هذا من الکفر الصریح عندنا ..؟ هل لك ان تقول لنا: عمن نقل هذا السني تلك العبارة الکفریة التي لو مزجت بماء البحر لأفسدته ؟ ثم لا تجد ما یسعفك من الضحك وانت تری هذه المدعي الکذاب وهو یسود لك تلك الصفحات الثلاث وجبینه يتصبب عرقاً لیثبت لك أن قول النبي صلی الله علیه وسلم وحي من الله تعالی ولم تکن تلك الاجتهادات کما یسمیها في کتابه رأیا إرتآه النبي صلی الله علیه وسلم یقول ذلك وکأنه یخاطب بهذا القول أحداً من الکفار والزنادقة والملحدين ...؟!!
الادعاء التسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: أولاً: أفهم من قولك لو أن شخصا في زماننا ارتکب جریمة الزنا ألا یعد من الاشقیاء ..؟ نعم، ولا یمکن من کان هذا حاله أن یکون من المتقین فهو آثم ویعود اثم ذلك کله الی عمر لانه نهی عن المتعه ؟!! هذا هو مفاد کلامکم وخلاصته....!!!!.
ثانیاً: هذه ایران بلدکم الاسلامي ومثلکم الأعلى الذي یجب أن یحتدی قد فشا فیه الزنا وکثر فیه الزناة من الذکور والاناث، والمتعة فیه شریعة یرغب في تطبيقها الجمیع حتى كباركم لا يكفون عن النباح ليل نهار عن دعوة الجميع الى نكاح المتعة ، فلماذا یا ترى ومع كل هذه الجهود المبذولة والفرص المتاحة نری الناس یلجؤون الى الزنا والفاحشة .. ؟!! .
ثالثآً: إن کانت المتعة من أصول شریعتکم وبلدکم الاسلامي ( ایران ) تفتخر وتنادي لیل نهار اننا الجمهوریة الاسلامیة الحقيقية علی هذه الأرض قبلة المستضعفين ، لماذا نری من یطبق هذا النکاح المؤقت رجالاً ونساءاً یحاول وبكل ما اوتي من جهد أن یخفي هذا الأمر على اقرب المقربين اليه وتراه يدس نفسه في التراب خوفا وحياءا من نظرة المجتمع السيئة ومقتهم لفاعلها فلا يريد أن یعرفه أحد ، نعم حاله في ذلك حال الزناة واصحاب الفاحشة ؟ .
لقد رأینا بأم أعیننا ورأی ذلك کل واحد غیرنا أنه منذ الیوم الأول علی بسط هؤلاء الشیعة سيطرتهم علی هذا البلد و احکام قبضتهم علیه وهو یتردی في مستنقع الرذیلة والخنا حتی أصبحت ايران من أفسد البلاد وأخبثها وانتنها أعادت الى أذهان الأمة تلك الحقبة السوداء التي مرت على الدولة الإسلامية أيام عهد الفاطميين في مصر والصفويين في ايران قديما ...!
اذا فإین قولکم ان المتعة سبب وعلاج ومانع من انتشار الزنا وانتشاره ه بین افراد المجتمع ؟!! إن ما تنسبونه من هذه الأقوال الباطلة الی علي رضي الله عنه کلها اقوال مکذوبة لا یمکن أن تکون صحیحة بحال ، وإن ما تدعونه من الافتراءات وما تتهمون به عمر من الاباطیل هو في الحقیقة کقول القائل : لو أن عمر لم یحرم الفودكا والویسکي لما شرب الناس الخمر..!! ولم یعلم هذا الخائب انهما في الحرمة سواء ....!!!.
الادعاء الحادي والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: وهذا کذب في اکاذیبکم وافتراءاتکم وهذیانکم ايضا ، أحسنت صنعا إذ لم تقل ان السماء قد طبقت علی الارض ..!! .
الإدعاء الثاني والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: هل تبین لکم الآن حقیقة سلیمان البلخي والکنجي الشافعي ومیر سید الهمداني ؟ ماالذي دهاکم یا أهل السنة ..؟ هل انتم ولحد هذه الساعة لم تعرفوا علماءکم علی حقیقتهم ؟ کیف لا تعرفوا هذه الحقیقة البسیطة وهو أن الله تعالی اذ لم ینزل الوحي علی الامام علي فلا أکثر ان ینزل ذلك علی أبیه ابي طالب !! لماذا لم تعلموا وتعرفوا لحد آلان ان الله ( تعالی جل شأنه ) شاعر وممن یقولون الشعر ویمتنهونه ..؟!!! انظر یا من هداکم الله تعالی الی شرعة الاسلام انظروا الی هؤلاء الکفرة الزنادقة عندما أعیتهم الحیل وعجزوا عن إثبات وجود اسم علي في القرآن اضطروا الی الإیمان والقول بوجود کتاب آخر ووحي أخر ولكنه هذه المرة وحي من نوع آخر يختلف عن سابقه .؟!!
الادعاء الثالث والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: نقل المؤلف هذه الروایات والاقوال عن الکنجي الشافعي وسلیمان البلخي، ولکن ألیس هناك من رجل رشيد عاقل یسأل ویقول: ما الفائدة وما هي الحکمة من کتابة اسم علي علی العرش ؟ لیته کتب بدل ذلك في القرآن الکریم ؟!!.
انظروا ... تأملوا : کتب اسم علي علی العرش ولم یکتب في القرآن ؟ ثم یقول: « وإن ذکرنا اسم علي في الإذان فإنما ذلك لیس من قبیل الوجوب وانما هو من باب التبرك....». ثم سأل : لماذا تذکرون اسم علي في الأذان ؟ فأجاب: ان علماء وأئمة الشیعة قد اتفقوا أن الشهادة لعلي في الأذان بإمرة المؤمنین لیست واجبة، وأن اعتبارها جزءاً من الأذان والإقامة وأنه لا یصح بدونها فهو اضافة الی انه حرام فأصبح عملاً باطلا ..!
أما اذا قلنا بأن ذکر ذلك بعد اسم الرسول بنیّة التبرك والفضیلة فقط دون ان نعتبرها جزئاً من الأذان والإقامة فهذا یعتبر أمراً مستحسنا ومطلوبا ، وذلك لأن الله تعالی ما ذکر اسم محمدٍ صلی الله علیه وسلم إلا وقد ذکر اسم علي بعده....!!!!.
قلت: لو أردنا أن نضع هذه الطریقة والحجة في الاستدال علی جواز فعل ذلك بنیة الفضیلة والتبرك أمام ناظرنا ثم طلبنا التوسع في استعمالها فإننا سنصل الى النتيجة التالية والتي تقول : لو أن مسلماً شرب ماء زمزم في نهار رمضان بنیة التبرك فهذا لا حرج فیه ولا یبطل صومه وأما إن شرب منه باعتباره لا یبطل الصوم فهو حرام ...!!!
فدعني اقول لك أیها المدعي الکذاب: لماذا لا تدعوا اتباعك الی ذکر الحسن والحسین والمهدي إمام الزمان في الأذان والاقامة ان کان ذلك جائز بشرط أن يكون ذلك في الأذان من قبيل التبرك فقط لا على سبيل الوجوب والفرض فیقول : اشهد أن المهدي ولي الله وهكذا بقية الأئمة الإثنا عشر فلا ضير ولا حرج ......!! لا یستبعد ذلك ما دام الأمر لا یتعدی دائرة التبرك فقط .
الادعاء الرابع والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: انظروا الی افتراءه وکذبه علی رسول الله صلی الله علیه وسلم حینما نقل هذه الروایة عن استاذه وقدوته وشیخه ابن ابي الحدید حيث ذکر في کتابه المسمی بشرح نهج البلاغة ونقله کذلك عن محمد بن طلحة الشافعي في کتابه ( مطالب السؤول ) فيما يرویه عن عمر بن العزیز الخلیفة الاموي، ذلك الخلیفة الذي عرف عنه الزهد والعدل والاستقامة انه قال : « لم نعلم في الأمة بعد نبيها أهدى من علي )
ثم نقل لنا قصة على طريقة المتصوفة عن سلیمان البلخي وطبعاً لا نعلم من اي مصدر نقلها أو أخذها هذا الأخیر حیث قال : نقل عن سوید بن غفلة أنه قال : حضرت یوماً في مجلس أمیر المؤمنین فرأیت إناءاً من حلیب فاسد وقد أحسست وشممت ریحة..................... الی آخر القصة ینقل»
قلت: لا ننکر ما لعلي رضي الله عنه من قدم راسخة في الزهد والتقوی ولکننا لا نوافقکم ولا نوافق اصحابکم هؤلاء الذین یتظاهرون إنهم من أهل السنة والجماعة في هذا الغلو والتقدیس الذي یصل الی حد التألیه !! وفي هذه القصة التي حکیتموها اشكالان :
الأول: حرمة تناول الاطعمة الفاسدة، فما الذي یجبر علیاً علی تناول الحلیب الفاسد مع علمه ان ذلك یضر صاحبه ؟ والله تعالی یقول: « کلوا مما رزقناکم حلالاً طیباً» وقال تعالى ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ) .
الثاني : نری هنا تناقض واضح بین هذا الزهد وبین وجود الخادمة ..؟ فهل کان لعلي خادمة حقاً؟ إن کان له خادمة وزوجة وإماء ، وکان یتمتع بکل هذه النعم ولم یکن مثل سائر الملوك والخلفاء فما الذي یضطره الی تناول طعام فاسد یضره ؟!! هل تعدون ذلك زهداً ؟!!
أهل السنة یدرکون تماماً ما لعلي من مکانة ومنزلة وسابقة في الزهد والتقوی ولکن هناك بون شاسع وفرق کبیر بین فهمنا وتصدیقنا وفهمکم أنتم وتصدیقکم .
1- فالتقوی صفة حمیدة لم ینفرد بها علي رضي الله عنه بل هي صفة یشترك فیها معظم الصحابة رضي الله عنهم.
2- نحن لا نكون مثل النصاری في غلوهم والمسلم يدعوا ربه دائما أن يجنبه هذا الداء الخطير الذي الأمم من قبلنا .
3- أن أهل السنة لا يسردون القصص مثلکم دون سند صحیح ولا نلقي بالأقوال جزافا دون تمييز للصحيح من الضعيف والحمد لله .
ثم یظهر تناقضة ویفضح نفسه ویقول: کان الناس یمدحون علیاً ویثنون علیه في مجلس معاویة وأمامه.
قلت: أنت أیها الکذاب ما أضعف ذاکرتك ؟ ألم تدعي في کتابك هذا مرات وکرات : أن معاویة کان یهب الأموال ویعطیها لأبي هریرة وکعب حتی یضعوا الأحادیث المکذوبة في ذم علي ؟!!
وانه کان یلعن علیاً علی المنابر !! ثم تقول لنا الآن : انه قال : عجزت النساء أن یلدن مثل علي؟!! .
الإدعاء الخامس والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: نقل المؤلف هنا حدیثاً عن الکنجي الشافعي وحدیثاً آخرعن ابن ابي الحدید وکلاهما متهمان في الکذب علی رسول الله صلی الله علیه وسلم ، فلا نطیل في الرد علیهما فهما غنیان عن التعریف كما أن المؤلف نفسه قد كفانا مؤنة التنقيب والبحث فما ذكره من الطامات عنهم يجعل كل مسلم لبيب يعرف حقيقة هؤلاء القوم وحقيقة أصلهم الذي عجن بالنجاسة عجنا !!!.
الادعاء السادس والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
قلت: الأمر في غایة الوضوح لان هذا الحدیث لا أصل له في البخاري ولا في مسلم والمدعي الکذاب یعلم ذلك جیداً وانما یقول مثل هذا القول لیخدع الشیعة وکل من لم ليس لديه المام ومعرفة بالامام البخاري والامام مسلم يرحمهما الله تعالى ؟! بل إن أحدهم لم یر طوال عمره هذین الکتابین ولم یقرأ صفحة واحدة من كتابيهما .
ومما يجب أن یعلم كذلك أن هذا المؤلف الدعي لم یدر في خلده أنه سيأتي ذلك اليوم الذي يجد أمامه من یحاسبه علی کل صغیرة وکبیرة قالها في کتابه او یناقشه ذلك النقاش العلمي المبني علی الأدلة والبراهین ، نعم لم یکن يتوقع ذلك أبدا .
نعم کان مراد المؤلف هو تأليف کتاب يجمع فيه کل ما اتفق له من الاکاذیب والمفتریات والاقوال الضعیفة والاحادیث الموضوعة لیخدع بذلك کله الرعاع والهمل والجهلة من ابناء طائفته ، فلا أدري لعمر الحق لما یجرون خلفه لاهثین مع أنه یقف بهم علی شفا جرف هار فانهار به وبهم في نار جهنم ....؟!! .
الادعاء السابع والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
لقد بنى المؤلف أقواله علی افتراضٍ خاطئ ...! حیث ادعى أن علیاً رضي الله عنه منزها عن الخطأ !!! ثم تراه بعد هذا یرید منا ان نحکم له في منتهى العدل والانصاف لنقول له : أن خلافة ابي بکر لا تصح وهي باطلة ...! لماذا ؟ لان الامام المعصوم لم یبایعه !! وهذا کافٍ في ردها
وبطلانها ؟!!
قلت: إن الحکم الذي تنشده والقضاء الذي تنتظره منا إنما یؤخذ ویستنبط من مصادرنا وکتبنا تلك الکتب والمصادر التي ترید من خلالها إثبات ما لعلي رضي الله عنه من حق وفضیلة
ومنزلة وبطلان ما لأبي بکر رضي الله عنه من حق في ذلك !!
فاسمع مني ما أقول : یجب أن تعلم قبل کل شئٍ ان أبابکر رضي الله عنه هو أفضل هذه الأمة بعد نبیها صلی الله علیه وسلم ، وأن اعماله في المیزان أثقل من اعمال الأمة کلها !! واسمع کذلك : مع هذه المکانة الرفیعة التي حباه الله تعالی بها رضي الله عنه ، فإنه لو تخاصم مع رجل سارق ورفع أمرهم الی القاضي فإن القاضي سوف لن یقبل قول ابي بکر إلا بدلیل وذلك لأن ابا بکر لیس بشراً معصوماً، وقد یکون في هذه القضیة والدعوی علی غیر الحق والصواب !! والآن بعد ان عرفنا هذه الحقیقة الواضحة، علیکم أن تعرفوا أيضا : لماذا لم یبایع علي أبابکر في أول الأمر کما بایعه المسلمون کلهم وأجمعت الأمة کلها بما في ذلك المهاجرون والانصار وأهل بدر وأحد وأصحاب بیعة الشجرة علی بیعته وإمامته ؟!! ثم لماذا رجع عن مقاطعته وعاد الی البیعة بعد ستة أشهر ..؟ کما ثبت ذلك في روایة أخری ، ألیس هذا دلیل علی أن علیاً لم یکن مصیباً في عمله ، وأنه أخطأ رضي الله عنه اذ لم یبایع کما بایع المسلمون أبابکر رضي الله عنه ؟ نعم شعر بخطأه فأراد أن یصحح هذا الخطأ بعد ستة اشهر دون إجبار أو خوف من أحد.
ثم تراه یناقض نفسه مرة أخری فیقول : لم یقل واحد من علمائنا ان خلافة ابي بكر كانت باطلة..! ثم يردف قائلا : إن الانسان إذا لم یجد علی الحق أعواناً وانصاراً فماذا عساه أن یفعل ؟ ألیس اللجوء الی الصمت هو الحل الأمثل في هذه الحالة ؟ ثم ان هذا أمر الله وقدره ، وهذا فعل علي وإرادته !
ثم یضیف : ان سکوت علي وتسلیمه للامر الواقع وعدم معارضته لابي بکر وعمر مثل سکوت نوح علیه السلام اذ نادی ربه : « إنّي مغلوب فانتصر » ...!!! .
قلت: إن ما تدعونه في هذه الشخصیة الأسطوریة المسماة بـ (علي ) لا تنطبق علیه ولا تصلح له ، وذلك للأسباب التالیة :
1- ان الله تعالی قد استجاب لعبده ونبیه نوح علیه السلام وأغرق من کفر من قومه بینما نجد أن الله تعالی لم یستجب لعلیکم المزعوم هذا ؟ فهو لم یغرق أبا بکر ولا عمر وأنصارهما بل علی العکس تماماً فأبو بکر وعمر کانا ولا زالا لهم تلك المکانة العظيمة والمنزلة العالیة في نفوس المسلمین کما أنهم عاشوا أعزاء وماتوا أعزاء بعد أن اکرمهم الله تعالی بصحبة نبیه وکانا خیر وزیرین ومعینین ثم تولوا الخلافة من بعده فجمع الله تعالی بهما کلمة الأمة ورد بهما کید الکائدین وشر المرتدین فبقی وسیبقی ذکرهم الجمیل علی كل لسان ، کما ان علیاً رضي الله عنه کان طول حیاته خیر وزیر ومشیر ومعین لهما ، فکيف بعد ذلك تأتينا بهذا القیاس الفاسد ولتعقد هذه المقارنة بین علي ونوح علیه السلام والکل یعلم إن ابن نوح لم یرکب مع من رکب مع نوح من المؤمینن ؟!!.
2- لم یعرف عن نوح علیه السلام أنه صالح قومه بل إن القرآن قد أخبرنا انه کان علیه السلام في جدال وجهاد عظیم دؤوب حتی هددوه وتوعدوه بالرجم والقتل ، أما علي رضي الله عنه فهو علی خلاف ذلك حیث بایع القوم وأصبح من وزرائهم ومستشاریهم ومن خیرة مساعدیهم ثم زوج إحدی بناته من أمیر المؤمنین عمر رضي الله عنه.
ثم لا ینقضي عجبك وأنت ترى هذا المدعي الکذاب وهو يشبه عليا ويقيسه بابراهيم عليه السلام إذ إنه كان قد آثر السكوت حينما أخرجه أبوه من بیته...!!! وهذا بطبیعة الحال من الکذب الفاضح . فأقول في الرد علی هذا المخذول : لم الأمر كما تظنه وليس هناك من دليل أدل على كذبك من الأدلة التالية :
1- إنما طرد ابراهیم عليه السلام وأخرجه قومه من بيته ووطنه بسبب ما فعله بأصنامهم واهانته لها واستهزاءه بها ، بینما علي رضي الله عنه کان أحد وزراء هؤلاء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين .
2- لم نر ابراهيم بعد أن أخرجه قومه قد آثرالدعة والراحة والكسل وإنما قام بواجبه فحطم الأصنام وجعلها جذاذا ، وأما علي فهو عندكم انسان قد آثر الراحة والكسل والدعة حتى بقي عاطلاً عن العمل الی آخر آیامه ؟!!! .وکأن مؤلف هذا الکتاب قد نسي قوله الذي قاله في كتابه سابقا وذلك حينما فضل عليا على ابراهيم عليه السلام ، فلا أدري هل يتأسى الفاضل بالمفضول أم الصحيح على العكس ..؟ ثم أليس الأحرى أن يتقدم علي على ابراهيم عليه السلام بخطوتين واعني بذلك : إن کان ابراهیم علیه السلام قد حطم الاصنام فکان ینبغي بعلي أن یقطع رأس ابي بکر وعمر ...!!!.
الادعاء الثامن والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
( قال المؤلف:...)
قلت: الأمر علی خلاف ما یدعیه، فهناك فرق کبیر بین الحقیقة وبین ما یدعیه هذا المخادع المحتال، فتعالوا معي لنقف ونعرف الفرق بینهما :
حینما ذهب موسی علیه السلام الی میقات ربه وحدث ما حدث من الفتنة لبني اسرائیل من بعده فعبدوا العجل واشرکوا بالله فماذا کان موقف هارون علیه السلام من هذا کله ؟ قام علیه السلام بواجبه کخلیفة لموسی علیه السلام وکرسول فدعی قومه وبین لهم ما هم فیه من الضلال وان ما یعملونه کفر وشرك وعمل لا یرضاه الله تعالی فعندما رأی اصرارهم وتعنتهم خاف أن یقول موسی انك قد فرقت بین بني اسرائیل وان شدتك هي السبب في ذلك کله ، فآثر هارون علیه السلام الصبر والسکوت بعد أن قام بواجبه من التحذیر والانذار وانتظر عودة موسی علیه السلام لیری رأیه ویحکم علی الموقف بنفسه ، هذا ما قام به هارون علیه السلام في غیاب أخیه، وتعالوا الآن لنری بالمقابل ما فعله علي رضي الله عنه وما قام به : إنه رضي الله عنه في نظر الشیعة آثر أن یشارك عبدة العجل في عبادتهم فبدل أن ینکر علی أبي بکر وعمر جعل من نفسه وزیراً ومشاوراً لهم وکان أحد افراد حکومتهم ؟ ثم ان هارون قد آثر الهدوء والتزام الصمت بعد أن أدی رسالته وانتظر حتی عودة موسی...؟ والسؤال ما الذي کان ینتظره علي ؟
ولماذا سکت ؟ والآن تأملوا جیداً : هل کان هارون علیه السلام ـ على افتراض أن موسی لن یعود ـ هل کان لیرضی لنفسه ان یکون وزیراً للسامري ؟ لا طبعاً ، وحاشا لنبی من انبیاء الله ان یفعل ذلك ، فعبادة العجل اضافة الی انها کفر بالله تعالی فلا مصلحة ترتجى من ورائها ، وأما علي رضي الله عنه فقد کان وزیراً للشیخین رضي الله عنهما وجلس في مجالسهم وزوج بنته لأحدهم ولم یكن یعتبر واحدا منهم مثل السامري ...! نعم ، لقد عاد موسی من میقات ربه فحطم العجل ثم حرقه ثم نسفه في الیم نسفا، اذاً کان في سکوت هارون علیه السلام مصلحة کبیرة ؟! فما الذي کان ینظره علي ؟ لم یکن لینتظر ان یأتیه محمد صلی الله علیه وسلم فیحطم العجل، بل کان ینبغي بعلي أن یقوم بهذه المهمة بنفسه وینجز هذا العمل بیده لا أن یسکت ویؤثر عبادة العجل خوفاً علی نفسه من العطب وايثاره للسلامة على حساب مصلحة الدين ..!!
الادعاء التاسع والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله :
ردنا عليه :
أرأیتم الی هذا الرجل کیف یساوي علیاً بمحمد صلی الله علیه وسلم !!
یقول: لقد کان سکوت علي کسکوت النبي صلی الله علیه وسلم حینما کان في مکة ؟!
قلت: لقد أغمضت عینینك ودسست وجهك في التراب ثم أنکرت الشمس في وضح النهار!!!
هل سکت النبي صلی الله علیه وسلم یوماً دون أن یواجه الکفار في مکة أو یواجهوه ؟ ألم یکن بأبي هو وأمي في صراع وجهاد دائم ومتواصل مع أهل مکة ومع کل من حاربة وناوأه وأنکر نبوته ورسالته ؟ ثم لم یقف هذا الصراع عند حدٍ حتی وصل الأمر في آخر الأمر الی أن تآمر مشرکوا مكة واجمعوا علی قتله واغتیاله صلوات الله وسلامه علیه فاضطر عند ذلك للهجرة من مکة بعد أن أذن الله تعالی له بذلك، أما الحال مع علي رضي الله عنه فمختلف جداً، فهو رضي الله عنه لم یحارب عمر ولم یعارضه أو یقف أمامه ولم یحتج علیه مجرد احتجاج ...! بل قد وقف معه وأیده وناصره واصبح مشاوراً له ومساعداً له في جمیع شؤونه التي تخص المسلمين وتهمهم ثم أکرمه وصاهره وزوجه ابنته وکان علي رضي الله عنه یأخذ نصیبه الکامل من بیت مال المسلمین دون أن ینقص من حقه شیئاً یذکر، فما وجه التشابه بعد ذلك بین ما کان علیه النبي صلی الله علیه وسلم في مکة وبین ما عليه الحال مع علي في المدینة ..؟!!.
الإدعاء المائة الرابعة وقوله :
ردنا عليه :
یدعي الأفاك و یقول: أن النبي صلی الله علیه وسلم لم یستطیع أن ینجز و یؤدي کل ما کان یریده و یتمناه....!!! نعم لم ینجز کل شئ حیث ترك الکعبة علی قواعدها السابقة و لم یبنها علی قواعد ابراهیم.
ثم نقل عن الحمیدي رحمه الله في کتابه ( الجمع بین المصحیحین و عن الامام احمد في ( المسند ) عن ام المؤمنین عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال:
« الحدیث: لولا أن قومك حدیثوا عهد بجاهلیة » - ینقل –
ثم قال بعد هذا الحدیث: أیها السادة: جدیر بکم أن تتحروا العدل والانصاف في ما تقولون، إن کان النبي صلی الله علیه وسلم و هو صاحب المقام المحمود والمکانة السامیة والذي بعثه الله تعالی لیقضي علی ذلك الکفر والشرك و تقتلعه من جذوره، انظروا لیه کیف یقدر تلك الضرورات بقدرها و یراعي ما کان علیه الناس آنذاك و یسکت عن تغییر تلك البدعة التي دحدثها الناس في البناء الأبر هیمي ثم إنظروا کیف کان یراعي مشاعر و احاسیس الصحابة خشیة أن یجرحها و یترك بناء الکعبة علی حاله، فما بالك اذاً بعلي؟!! هذا و قد نقل الفقیه الواسطي ابن المغازلي الشافعي والخطیب الخوارزمي في المناقب : ان رسول الله صلی الله علیه وسلم قال لعلی: ان الامة تحسدك و تبغضك و یریدوا ان یظهروا علیك بعدي.... و آمرك بالصبر..... الخ) ینقل من الاصل.
قلت: قد یکون النبي صلی الله علیه وسلم قد یترك الشئ أو اکثر من ذلك لعلمه صلی الله علیه وسلم عدم أهمیة ذلك الشئ و لو کان ذلك الأمر من صلب الدین و مما یمس لعقیدة فهذا و مما لاشك فیه لا مجال فیه للتقصیر أو الاغفال والترك له باکلیة و هذا ما فعله صلی الله علیه وسلم فهو بأبي و أمي قد قضی حیاته کلها داعیا و مبلغاً و مجاهداً لأعداءة و أحبابه و لم یدع أمراً فیه خیراً للامة الا و دلهم علیه و ما من شر الا و قد نهاهم و حذرهم منه، فهدم الشرك علی رؤوس أهله و حطم الأصنام و غیر القبله و اجاز النکاح بزوجة الولد بالتبني بعد طلاقها منه و ما الی ذلك من الأمور التي یعلمها کل مسلم، فترك النبي صلی الله علیه وسلم لهذا الامر و عدم بناء الکعبة علی القواعد التي وضعها ابراهیم علیه السلام دلیل علی عدم أهمیته و ضرورته و لکنه بین کذلك للأمة و نبهها أن: حجر اسماعیل جزء لا یتجرأ من الکعبة الشریفة!! و اما اذا نظرنا الی سیرة علي المزعوم عند الشیعة فهو قد سکت عن الأمر الهام؟!! و اذا کان الأمر کذلك، فلا ندري ماالدعي و ما هي الضرورة عندئذ لکل هذا الصراخ والعویل والصخب؟ و لماذا کل هذا اللطم للخدود والشق للجیوب و هي أمور قد نهی عنها الشارع الحکیم لانها من أعمال الجاهلیة؟ اجیبونا؟ لو کان الأمر بهذه الأهمیة التي تدعنها، فهل یا تری یسکت علي عن بیان الحق و یدع المصاولة و یترك المیدان خالیاً الدعاة الغي والضلالة یصولوا و یجولوا فیه کا یحلو لهم؟!!
الادعاء الاول بعد المائة الرابعة:
یعلم جیداً هذا الرافضي المخذول أن ما قاله له یعد دلیلاً کافیاً و متعناً علی سکوت علي رضي الله عنه، فتراه یلجأ الی التعلق بأذیال هؤلاء النکرات الذیي یدعون زوراً و بهتاناً أنهم من أهل السنة والجماعة امثال سلیمان البلخي فأخرج لنا حدیثاً ساخناً أخرج للتوامن تنوره و ادعی فیه: ان رسول الله صلی الله علیه وسلم قال لعلي: ( ان أکلوا حقك واعتصبوه فآسکت...!!) ثم نقل عن ابن المغازلي والخوارزمي حدیثاً قال فیه الرسول صلی الله علیه وسلم لعلي « ان الامة ستبغضك و تخدعك............. ینقل من أصله».
قلت: أعجب کالیوم!! فکیف یوصي النبي صلی الله علیه وسلم علیاً بالصبر علی أمر فیه الحالقة؟ ثم تراه یقول و بکل صلافة و وقاحة: أرید ان اؤلف کتاباً..؟!! و ما هذا المؤلف انه یرید ان یکتب کتاباً في ذم الشیخین ابي بکر و عمر یعد الف و اربعمائة سنة! لم أر في تاریخ البشریة کلها هذا الدناءة والخسة کما یدعیها هؤلاء الشیعة في علي رضي الله عنه؟!! کیف ینبغي لمؤمن أن یوالي اعداء الله تعالی و یظاهرهم علی أمر فیه غضب الجیار سبحانه ؟ ثم إنه لم یکتفي بالسکوت عنهم حتی یجعل من نفسه لعبة بایدیهم و یکون وزیراً لهم و معیناً علی باطلهم؟ ثم بعد کل هذا الغار یزوجهم بنته؟!! هل سمعت أمة محمدٍ بمثل هذا من قبل؟!! ان ما عرفناه و سمعناه علی عکس ذلك تماماً..!! هؤلاء هم رسل الله و انباءه هؤلاء هم الدعاة والمصلحون هؤلاء هم العلماء التعاملون یقدمون النفوس رخیصة في سبیل المبدئ والمنهج الذي یؤمنون به و تعتقدونه فقضوا حیاتهم کلها جهارداً و قدموا نفوسهم رخیصة في سبیل دینهم و واجهوا الکفر بعدته و عتاده بصدور عاریة و أیدي خالیة و ماتوا في میدان النشرف والنزال و لکم یتنازلوا و لو مقدار ذرة عن حقهم و عقیدتهم.
الإدعاء الثاني بعد المائة الرابعة:
( کتب المؤلف في سکوت علي 13 سطر ینقل من الترجمة ) خلاصة ما یرید قوله هو أن علیاً رضي الله عنه لو أراد أن یأخذ حقه بالسیف لکان ذلك مدعاة الی القضاء علی اسم الدین بالکلیة!!.
قلت: قد جاء المؤلف هنا بالمتناقضات التي تدل دلالة واضحة علی کذبه و بهتانه و من هذه التناقضات ما یلي: 1- ما الفائدة التي نرجوها من إحیاءٍ دین و إحیاء اسم محمدٍ صلی الله علیه وسلم مع أنه في الحقیقة دین مشوه میت مع وجود من تصفونهم بالسنتکم بالمرتدین والطواغین و عباد العجل!! هل بقي للدین معنی أو حقیقة حتی یصبر علي لأجله؟ إن البهائیین یقرّون برسالة محمدٍ و لکنهم لا یذعنون لاحکام هذا الدین الذي جاء به، فهل یعني ذلك أننا یجب أن نصبر علیهم و نستسلم لهم إن قدر الله تعالی و جاؤوا الی السلطة و أصبحت زمام امور المسلمین بیدهم؟!!
3-قلت أیها المؤلف الحذق ان علیاً قال:« إني باستطاعتي ان أذل اعدائي واقهر هم و لکني سأصبر لان في ذلك مصلحة الدین...» انا علی یقین تام أن علیاً لم یقل ذلك و إمنا قاله واحد من علمائکم، و ذلك لأن کسر شوکة المعتدین و اذ لال اعداء الدین أحد الأسباب الواضحة لحیاة هذا الدین و بقاءه بدل موته و اضمحلاله، و هذه الحقیقة یعرفها حتی الطفل الصغیر أیضا!! و أود أن اطرح علیکم هذا السؤال: ألستم أنتم من تدعون العصمة لفاطمة رضي الله عنها؟ فلماذا یا تری لم تکن تعرف الحکمة والعلة من رواء سکوت علي و صبره علی أعداءه و عرفتم ذلك انتم؟ إن قلتم إنها رضي الله عنها لم تکن تعلم کل شئ فما الداعي إذاً للذهاب الی قبرها و الاستغاثة بها و الاستعانه بها علی شفاء مرضاکم و قضاء حاجاتکم و انجاج طلبتکم؟!!.
الادعاء الثالث بعد المائة الرابعة:
یقول المؤلف هنا: إن علیاً قال: في هذه الخطیة و بکل صراحة: ان ابابکر قد اغتصب حقنا و إنما صبرت علیه حتی لا یضل الناس!! ثم یضیف قائلاً: ان أهل السنة یعتبرون کتاب نهج البلاغة من الکتب المعتمد والمعتبرة عندهم!!
قلت: الخطبة الشقشقیة من الخطب التي وردت في نهج البلاغة و هذا الکتاب عندنا من الکتب التي نسبت الی علي رضي الله عنه و هو برئ مما فیه بل هو کذب علیه، و ان ما ورد فیه لا یعتبر دلیلاً صحیحاً علی تذهبون الیه و هو کتاب شیعي من الفه الی یاءه هذه الکتب التي تقول: ان غائط الأئمة طاهر!! نحن لم نر هذا الکتاب المسمی بنهج البلاغة في مکتبات أهل السنة والجماعة و لو علم صحة هذا الکتاب و صحة ما جاء فیه و أنه من قول علي فأنا متأکد أنهم سیضعونه علی رؤوسهم و یجعلوه من ضمن الکتب التي تدرس في مدارسهم.
الادعاء الرابع بعد المائة الرابعة:
قلت: إن قولك کتاب نهج البلاغة فوق کلام المخلوق فهل تعني انه مثل کلام الخالق؟ نعم، ان الذي نعلمه و یعلمه کل أحد أن الموجودات کلها علی قسمین: خالق و مخلقوق، والمسلمون یعتقدون أن الخالق هو واحد أحد و کل ما سواه فهو مخلوق مربوب له فما الذي تعنیه انت بقولك: فوق کلام المخلوق؟ هذا و نت مع ذلك کله تقول: نحن نبتعد عن الغلو و نجتنبه!! لو قال ذلك الشیخ محمد عبده فلن نعتبره من زمرة العلماء.....
تا مرد سخن نکفته باشد عیب و هترش نهفتد باشد
الادعاء الخامس بعد المائة الرابعة:
قلت: أرید أن أسأل هذا المدعي والشیعة کلهم من ورائه هذا السؤال لو کان عمر رضي الله عنه و أرضاه کما تزعمون رجلاً جاهلاً و جباناً و لم تکن لدیه تلك الشجاعة کما أنه لم یکن من ذلك الحسب والنسب الذي یستحق الانسان ان یرفع بهما رأسه و هو عندکم رجل مغمور من قوم و قبیله لا یعرفها أحد بل و کان مفلساً من جمیع الکمالات، فهل یعقل من کان هذا حاله ان یغلب و یصرع رجلاً مثل علي؟!! نعم علي الذي تعدونه جامع الکمالات کلها من علم و شجاعة و حکمة و تدبیر و انه من قبیلة هي من اشرف القبائل قریش و من یظن هو من اعظم بطونها بنو هاشم وذلك الانسان الذي تزعمون أنه کان یعلم الغیب والشهادة!! ألا تعجبوا معي، من هذا الرجل الجنان المغمور الجاهل مثل عمر یغلب و یهزم اکبر امبرو طریتین في زمانه فارس والروم) و یفتح العراق و مصر و بلاد الشام.......! الا تعجوا معي کیف استطاع هذا الجاهل الأمي أن یمسك بزمام الامور في یده و یبني تلك الدولة القویة فلم نسمع أنه حدث في زمانه من الفساد والفوضی ما رأیناه في جمیع من جاء بعده ثم استطاع ان یبقی في سلطانة و مکانه الی آخر ساعة من حیاته رضي الله عنه؟!! عجباً لأمر هذا الرجل الجیان الجاهل أن یحدث کل ذلك التغییر و هذا البناء المحکم المتماسك في تلك الدولة التي لم یر مثلها بعد عهد النبي صلی الله علیه وسلم و لن یحدث مثلها الا أن یشاء الله تعالی ذلك!!!. نعم نحن و مع ذلك کله لا ننکر ان الأمي لا یستطیع أن یدیر دولَة أو یدبر أمراً بل نؤکد علی حقیقة ثابته ان هذا الأمي الذي استطاع أن یبني و یشید ذل ذلك الصرح العظیم لابد و أن یمتنع شجاعة و قلب قل نظیره عند أحد من البشر و لو قلتم عناداً و کذباً أنه کان مفلساً من ذلك أیضاً قلنا لکم: لابد و أن یتمتع بصفة حسنة جعلته یقوم بمثل هذا العمل الجبار!! و لکنکم و هذه حقیقة یعرفها کل من عرف مذهبکم الروي نعم إنکم تبغضون عمراً رضي الله عنه و یجعلونه فاقداً الجمیع الکمالات والصفات الحسنة بینما تجعلون علیاً رضي الله عنه هو الجامع لذلك کله و لا أدري لمه ذلك کله؟
أیکون ذلك الحقد الأسود الذي في قلوبکم علی عمر الفاروق رضي الله عنه ( لا لانه أطفأ نارکم و قضی علی دولتکم و قصم ظهر کسرا کم؟!! قد یکون ذلك وجه و سبب من الأوجه والاسباب والله اعلم بالصواب.
الادعاء السادس بعد المائة الرابعة:
قلت: أیها المدعي الکذاب، لو أنك فکرت قلیلاً وانصفت في قولك لعلمت ان هذه القصة إنما حجة علیکم لا لکم؟!! و ذلك للأوجه التالیه:
1- أن عمر رضي الله عه کان متعباً لکتاب الله فلا یتقدم علیه قید أنملة والدلیل علی ذلك انه عندما سمع الآیة إرتقی المنبر علی عجل و رجع عن قوله الذي قاله و أعلن أمام الجمیع و اشهدهم علی خطأه، أتعرف لماذا؟ لانه کان وقافاً عند حدود الله و لم تکن تأخذه في الله لومة لائم رضي الله عنه و ارضاه!!! فهل یعد هذا العمل من الاعمال الحسنة الصالحة التي تشهد علی صلاح صاحبها أم تعتبرونها من الأعمال السیئة الصالحة؟
2- الذي یقرأ هذه القصة و یقف علیها یتنتج و لأول وهلة أن عمر رضي الله عنه کان وقافاً عند الحق و انه کان رجلاً متواضعاً بحیث یستطیع کل أحد أن یعترض علیه و انه کان یقبل الحق و لو کان ذلك من امرأة ضعیفة جاهلة لا تقرأ و لا تکتب!!
3- یعلم من هذه القصة ان الناس في زمنه رضي الله عنه لم یکونوا یخافوا منه أو من سطوته، فلو أنه اغتصب حقاً لعلي رضي الله عنه لرفع الناس أصواتهم بالإنکار علیه و استهجان عمله و فضحه و ذلك أضعف الایمان!!
4- لم تکن القصة علی الوجه الذي قصدته! فالمرأة و إن کان من حقها أن تأخذ ما تشاء من المال کمهر لها و لکنه یبقی أمراً غیر مستحسن في النظر الشرعي والحکمة والمقاصد التي لاجلها شرع هذا الأمر، کما ان للخلیفة الحق کل الحق في أمر الرعیة بما یراه موافقاً للشریعة السمحة التي بنیت أن أعظم النساء برکة أیسرهن مؤنة، فالطلاق کلنا نعرف جوازه و لکنه أمر نبغضه و لا نحبه و لا نتمناه لأحد و لم یبح الا عند الضرورة القصوی!!!. ثم إن اخضرار برعم واحد و تفتح زهرة واحدة لا یأتي بالربیع، فکذلك الحال في أمر هذه المرأة فعلمها في هذه المسألة الواحدة لا یدل علی انها کانت أعلم من عمر رضي الله عنه، فا لابن کذلك قد یلهمه الله الصواب في عمل أو قول یغفل عنه الأب فلا یدل ذلك علی انه أعلم من ابیه من جمیع الوجوه کما لا یعتبر ذلك مسرغاً لخروج الابن علی طاعة والده!!! ان عمر رضي الله عنه نفسه قد أبدی رأیه في بعض الأمور و یسمع النبي صلی الله علیه وسلم ذلك و تبین في نهایة الأمر ان الحق مع عمر و انزل الله تعالی تصدیق ذلك في کتابه کقصة الاسری یوم بدر والأمر بالحجاب لا زواج النبي صلی الله علیه وسلم و ما الی ذلك، و مع هذا فعمر رضي الله عنه لا یصل الی رتبة النبي صلی الله علیه وسلم و مکانته و لا حتی نسبة 1%، کما اننا في الوقت نفسه لا نستنتج تلك الاستنتاجات الباطلة الواهیة التي ستنتجها الاغبیاء والحمقی من أمثالك؟!!.
الادعاء السابع بعد المائة الرابعة:
قلت: هذا دیدنك و عادتك!! فأنت لا تستطیع أن تدع الکذب و لو مرة واحدة، والقصة التي ذکرتها لم تکن علی الصورة التي تظنها، و إنما نقلتها بطریقة أخری ثم استنتج منها و قلت: إن ابا بکر رضي الله عنه قد شك أیضاً..!!! نعم، إني أشهد أنه لا یدانیك أحدٌ في امتهان الکذب والمعرفة الواسعة بفنونه و شعبه؟!! إن الحق هو: أن عمر لفرط محبته لرسول الله صلی الله علیه وسلم قد ذهل عن نفسه و کل شئ حوله بل حتی نسي هذه الحقیقة الواضحة و لکنه بمجرد أن سمع أبابکر رضي الله عنه و هو یتلو هذه الآیة الکریمة حتی خرّ علی الأرض و أخذ یبکي و ینتحب رضي الله عنه و علم أنه الحق، نعم هکذا هو عمر دائماً وقافاً عند کتاب الله رضي الله عنه و أرضاه.
نعم، لقد أخطأ عمر و من قال أن عمر کان معصوماً من الخطأ؟ ثم إن خطأ عمر رضي الله عنه لیس عیباً حتی یعاب علیه به، أو ینقص ذلك من منزلته و مکانته في قلوب المسلمین فنحن والحمدلله لسنا مثلکم حتی نعتبر کبارنا و سلفنا من الصحابة ولصالحین معصومین کما اعتبرتم ذلك في أئمتکم؟!! و بعبارة أوضح نحن لا نعجب من خطاء الاولیاء والصالحین و ذلك لانه الفرق بینهم و بین عامة الناس أنهم متی أخطأوا رجعوا و أنابوا الی الحق تبارك و تعالی واعترفوا بخطأهم بمجرد سماعهم لآیات الله تعالی والحق الذي وفقهم الله لاتباعه. وانني والحق أقول: هذه المرة الاولی التي أسمع فیها أن علیاً هو من تلا هذه الآیة الکریمة في ذلك الجمع الکبیر من المهاجرین والانصار، بل أن جمیع الأمة متفقة علی ان الذي تلاهذه الآیة هو ابوبکر الصدیق رضي الله عنه و أرضاه عجباً للشیعة، ما من حسنة أو قول الا و قد سبوه الی علي رضي الله عنه، و لا ادري ما الذي ینقص علي حتی اضطروا مع الی الکذب علیه؟!!.
ان الذي أرید أن أؤکد علیه هنا ان العالم او الفقیه لو أخطأ في اجتهاده فلا یعتبر ذلك الخطأ دلیلاً علی فضي العلم عن ذلك العالم وافقیه!! نعم لو أننا اعتبرنا ذلك الامام او الفقیة شخصاً یعلم الغیب والشهادة و ما کان و ما یکون فحینئذ یعد الخطأ منه ذنباً شیعاً و لکني أتساءل: هل یمکن ان یکون هذا حال ذلك الأمام الخیالي ثم یموت بسبب لقمة أکلها او عنقود عنب مضغه او جرعة ماء مسمومة، هل یعقل ذلك او یتصوره رجل عاقل یحترم نفسه؟!! ثم اقرأوا اول هذه القصة حتی تعرفوا کذب هذه الدعي الرخیص حینما کذب علی لسان عمر و ادعی انه قال: إنما أمات النبي نفسه لیعرف العدو من الصدیق.....!!!».
الم یکن عمر یعلم إن الذي لدیه القدرةي علی إمانة نفسه و إحیائها قادر کذلك علی أن یعرف عدوه من صدیقه بدل اللجوء الی هذه الأ لا عیب والحیل المکشوفة؟!!
ولآن أرید منك قارئي الکریم ان تکم بنفسك و تقول لي: هل هذا المدعي الکذاب إنما یقول مثل هذه الاقوال من منطلق الحق والدلیل الذي معه أم أنه اقواله هذه من قبیل الکذب الرخیص والهذیان الذي لا طائل من ورائه؟!!
إن عدواتکم و بغضکم أیها الشیعة لعمر رضي الله عنه قد أعمی ابضارکم فلم تعودوا تمیزوا بین الحق والباطل کما أنکم لم تعرفوا الطریق الصحیح الذي به شتون به باطلکم أو تقنعوا أحداً بهذا الکذب المکشوف!!!.
الادعاء الثامن بعد المائة الرابعة:
قلت: قصتك هذه من أکذب الکذب، و إنك بهتانك هذا و کذبك و افتراءك یجد المرء نفسه في حیرة من أمره حتی إنه لینعقد لسانه عنه النطق بکلمة واحدة!!
فمن هو الحمیدي؟ و ما هو الجمع بین الصحیحن؟ و ما وزنه عند أهل السنة والجماعة؟!
الإدعاء التاسع بعد المائة الرابعة:
یقول المؤلف: ان هذا قد ذکر في البخاري.
قلت: لم یذکر البخاري ذلك، کما أن هذه القصة لم تکن بین عمر و علي و إنما کانت بین عمر و معاذ رضي الله عنهم أجمعین/
ثم کیف تریدوا من رجل دوّخ الأمبرا طورتین و بنی أعظم دولة في تاریخ الشریة الا تشتبه علیه الأمور ولا یخطأ أبداً، نعم إنه یخطأ و ینسی فهو لم یکن معصوماً رضي الله عنه و أرضاه إن عمر رضي الله عنه و هو الرجل الخبیر العلیم ببواطن الأمور و غوامهنها کان یعرف إنه إنسان یصیب و یخطأ و ینسی و یغفل و خاصة مع کثرة الأشغال و زحمة المسؤولیات المناطة علی عاتقه و لذلك فإن جعل له تلك البطانة الصالحة من المهاجرینوالانصار من امثال عبدالله بن مسعود و معاذ بن جبل و علي بن ابي طالب حتی لا یحید أو یشعط عن الحق الذي یحبه و یبتغیه و لا یؤثر علیه غیره!!.
الإدعاء العاشر بعد المائة الرابعة:
قلت: علیك أن تعلم أولاً أولاً و قبل کل شئ أنه لم یرد في هذا الأثر أن عمر قال: لو لا علي لهلك عمر!! کما أن البراءة لا تکون هي الحکم الدائم والمطلق لمن به جنة!! بل إن للقاضي أن یحکم بقتله إذا علم أن ضرره لا یندفع الا بذلك، و ما قام به عمر من أمر المشورة لأصحابه إنما کان ذلك للوقوف علی حقیقة الأمر و لهذا فهو رضي الله عنه لم یحکم بقتلهو هذا دلیل آخر علی تلك المحاسن التي یتحلی بها عمر رضي الله عنه و کمال عقله و استقامة مذهبه و حسن رأیه رضي الله و ارضاه و قد جاء في مسند الامام أحمد هذا الحدیث ایضاً. « أن علیاً رضي الله عنه صلی بعد العصر رکعتین فتغیظ علیه عمر رضي الله عنه و قال: أما علمت ان رسول الله صلی الله علیه وسلم کان ینهانا عنها» الحدیث هذا ضعیف و لکن مع ذلك فإنهم یعتبرونه حجة لهم لا علیهم؟!!!.
الادعاء الحادي عشر بعد المائة الرابعة:
قلت: أنت أیها الدعي الرخیص تنقل عن کتبنا کل غث و سمین، فعلیك أن تعلم کذلك أنه قد ورد في کتبنا و بسند صحیح أن علیاً کان یقول: أبوبکر و عمر أفضل من جمیع الأمة و علي واحد من الأمة»!!
ما الذي یدعوك لان تقبل بعض ما جاء في کتبنا و تعرض عن بعضها الآخر؟ « افتؤ منون ببعض الکتاب و تکفرون ببعض فما جزاء من یفعل ذلك مثلکم الاخزي في الحیاة الدنیا و یوم القیامة یردّون الی اشد العذاب و ما الله بغافل عما یعملون» البقرة/85.
الادعاء الثاني عشر بعد المائة الرابعة:
قلت: إن ما ذکرته من أقوال ابن الصباغ المالکي هذا لا قیمة له تذکر و لا تقوم به الحجة، فلو أن الامام مالك نفسه رحمه الله قد خالف القرآن والسنة فإن أقواله حینئذ تعتبر لاغیة ولا اعتبار لها عندنا، فما بالك بعد ذلك بابن صباغك هذا حتی تطالبنا بقبول أقواله التافهة مثله؟
جای که عقاب پر بریزد از بشه لاغری چه خیزد؟
یقول: ان علیاً کان یعلم الغیب...!! لا شك أن من یعتقد ذلك لا نشك في تشیعه أبداً و هو لیس بمالکَي!! کما أن هذا الدعي کان یقول: ان معلویة رضي الله عنه کان هو السبب والمحرض الاول علی وضع الاحادیث المکذوبة في علي و لکنك تراه هنا یذکر أثراً علی لسان معاویة رضي الله عنه أنه کان یمدح علیاً و یثني علیه خیراً حیث قال عندما علم بموته « لقد ذهب العلم والفقه بموت ابن ابي طالب»!!. عجبا لهؤلاء الشیعة فهم لا یکادون یکفون عن اتهام ابا هریرة رضي الله عنه بوضع الاحادیث المکذوبة في ذم علي رضي الله عنه و ذلك بتحریص من معاویة له، و لکننا في الوقت نفسه عندما نرجع الی کتبنا و مصادرنا لنری حقیقة هذا الادعاء فنجهدا نفسنا و نتعبها علنا نعثر علی حدیث واحد منها و لکننا لا نجد فیها الا ذکر کل جمیل عن علي رضي الله عنه و لم نجد حدیثاً واحداً في ذم علي رضي الله عنه؟!! نعم لقد وجدنا الآثار التي تقول ان معاویة کان لا یذکر علیاً الا بکل جمیل، فما معنی هذا؟!! ان معنی ذلك ان الشیعة قوم بهت کذبه و ان ما جاء من الاقوال المنسوبة الی عمر في هذا الموضوع کلها کذب.
الادعاء الثالث عشر بعد المائة الرابعة:
قلت: قبل کل شئ أود أن ألفت نظر القارئ الکریم و ألتمس منه ان یمعن النظر والفکر في العبارة التاکیة « بطریق مختلفة والفاظ متفاوته»....!!! إن هذا الرجل یعود مرة أخری الی ترکیب الالفاظ بعضها من بعض لیخرج بالقصة والحکایة التي هو یریدها فیقول بقطع نص من الحدیث الذي ورد في مسلم مع نص آخر عند الحمیدي و بهذا یفسد القصة من اولها الی آخرها کمن یخلط شیئاً من الحلیب بشئ من الخمر ثم یکتب تحته ( السوائل المختلفة والمشروبات المتفاوته»...!!
لقد سأل عمار بن یاسر الرسول صلی الله علیه وسلم انه کان في سفر فلم یکن معه ماءاً فتمرغ...... الحدیث) ینقل کله...».
فتری هؤلاء القصاص نسوا أن یذکروا ردّ فعل الرسول صلی الله علیه وسلم علی عمل عمر، بینما نجد هذه الحقیقة مذکورة و مسجلة في کتنبنا و مصادرنا فعمار رضي الله عنه کان یظن أن الذي یجب و لم یجد الماء فعلیه ان یمرغ جسمه کله بالتراب قیاساً عی المحدث الذي لم یجدد الماء فیتیمم...؟!! کما أن عمر رضي الله عنه لم یکن یعرف ان الذي لم یجد الماء فله أن یتیمم و یکون ذلك مجزیاً له عن الغسل اذا تعذر الماء، کما ان عمار لم یکن یعرف الحکم أیضاً حتی علمهم و أفهمهم ذلك رسول الله صلی الله علیه وسلم، فأما فيِ زمن خلافةَ عمر فالسائل لم یکن مسافراً بل کان مقیماً فظنّ عمر أن عدم وجد ان الماء للمقیم لیس کعدمه للمسافر حتی ذکره عمار و أخبره أنه لا فرق بینهما، و قد ذکر هذا الحدیث في کتبنا تحت باب عدم وجود الماء في العمران- و لقد أخطأ علي رضي الله عنه و لکن خطأه رضي الله عنه لیس محل تعجب عندکم، فقد قال علي لعمر: لا تذهب بنفسك الی القتال و ذلك لان الهزیمة تتبعها الهزیمة، یعني ان هزیمة القائد هزیمة للجیش کله، و أما في زمن خلافته فقد ذهب الی القتال بنفسه و ذلك حینما خرج لمقاتلة معاویة و جیشه و مقاتلة الخوارج کذلك!!!.
الادعاء الرابع عشر بعد المائة الرابعة:
قلت: لو کان لدي من العلم مما کان عد علي ذلك المخلوق الخیالي و لو بنسبة و أحد بالمائة لاستطعت بعد إذن الله تعالی أن أفتح الدنیا و لما استطاع عبدالرحمن بن ملجم و لا غیره أن یطغني في ظهري بذلك السیف المسموم، ولأمرت غیري أن یجردوه من سلاحه حتی لا یرتکب تلك الجریمة الشنعاء.
الادعاء الخامس عشر بعد المائة الرابعة:
قلت: هذا هو معاویة؟ ذلك الرجل الذي کان ینفق الأموال و یسخرها لتشوبه الصورة الناضعة لعلي و یضع الاحادیث المختلفة في ذمه؟!! صحیح أن حبل الکذب قصیر و أن الکذاب ضعیف الذاکره!.
الادعاء السادس عشر بعد المائة الرابعة:
ان هذه القصة أشبه ما تکون بهذیان الأطفال و لغوهم فیها الی العلم النافع، بل إنها أقرب الی الالغاز الا حاجي منها الی العلم والمنطق الصحیح، ولآن أجیبوني أنتم:
ما الشئ الذي له في النهار أربعة أرجل و في اللیل خمسة؟ أنتم لا تعرفون إذاً فأنتم إذاً فأنتم أمیون لا تفقهون؟!!
الادعاء السابع عشر بعد المائة الرابعة:
قلت: والله ولولا الله ما اهتدینا و لا تصدقنا و لا صلینا، و هذه الآیة إنما جاءت لنعت الخالق جل شأنه فهو الذي بیده الخیر کله و بیده هدایة البشر الی طریق الیخر والرشاد و کل من لم یمن الله تعالی علیه بهدایته و رحمته لا و لن یستطیع ان یهدي غیره او یکون سبباً لهدایتهم و علي رضي الله عهنه واحد من هؤلاء المؤمنین الذين منّ الله تعالی علیهم بالایمان والهدی ولرشاد!! اما الشیعة فتعتبر علیاً انه الهادي بنفسه دون هدایة من غیره فأقاموه مقاماً لا یلیق الا بالله جل شأنه ثم یقولون و بکل بجاحة: اننا یعبدون کل البعد عن الغلو! والقول الفصل في هذه القضیة: أن کل من یدعي أن ذلك الشخص الذي لا یقهر و انه لا یماثله أحدٌ في هذا الوجود و أنه کذا و کذا ثم تراه یولي دبره و ینقلب علی عقبیه و یولي هارباً أمام شخص ضعیف مثله: هنا یحق لنا أن نقول: لابد من إشکال یکتنف هذه الاقوال والادعاءات العریضة؟!!
الادعاء الثامن عشر بعد المائة الرابعة:
علی و غاصبي الخلافة والزّوار!! أراد هذا المؤلف المتحذلق أن یذکر لنا آبدة من أوابده فجاءنا هذه المرة بسؤال القاه علی لسان خسمه السني فقال: الأمر المسلم به هر أن علیاً قد قبل و رضي بخلافة من قبله........... قد اختارت هؤلاء الثلاثة و قدمتهم علی علي» ینقل.
ثم اجاب هذا المدعي قائلاً ورداً علی هذا الاعتراض:
اولاً: قلتم ان امیر المؤمنین قد رضي بخلافة الثلاثة برغته..... ذکر قصة اللصوص.... الی ان قال: فضحك السامعون، ثم قال کانکم نسیتم ما ذکرته لکم في اللیالي الماضیة........ ذکر قصة علي و هجوم الصحابة علی بیته ثم قالوا له بایع و الاقطعنا عنقك...)
قلت: مثالك التي ضربته و قصتك التي حکیتها لا علاقة لها بالموضوع من قریب أو بعید!! و علیك أن تفهم کذلك و تفهم من روائك أن عمر رضي الله عنه کان من الدرایة والعلم والخبرة والتجربة في الطعن والقتال ما لم یکن لدی علي رضي الله عنه!! اما أنتم فلم تقفوا في کذبکم عند حدٍ حتی قلتم: إنما سکت علي عن حقه المغتصب حرصاً منه علی الدین و حفظاً له من الفیاع!! ما الذي دعا علیاَ الی الخوف علی الدین؟ و ممن هذا الخوف؟ ألبستم أنتم من رفع علیاً الی أعلی علیین؟ فما بالکم الآن و قد أنزلتموه الی الحضیض – نعوذ بالله – حینما ادعیتم أنهم أخذوا کفنه بقوة السوط!! ثم متی کان علي ذلك التاجر البأس حتی یتمکن السراق و قطاع الطریق من قهره و غلبته؟ ألم یکن هو اسد الله و اسد رسوله؟ الم تدعوا و تزعموا ان علیاً کان من اقوی الناس و أشجعهم و اعملهم و اکملهم و ارفعهم منزله؟!!
الادعاء التاسع عشر بعد المائة الرابعة:
قلت: نعم، رأینا تحقیقك !! اما أنت فلم ترد أو تطلع علی کتب أهل السنة و مصادرهم و لم تقف علی حقیقة ما فیها و أمنا تعلقت بأوهام و خرافات و أکاذیب نقلها سلمیان البلخي والکنجي الشافعي و ابن ابي الحدید شارح نهج البلاغة ثم سیمت ذلك تحقیقاً!!.
فاسمع أیها المحقق البارع الذي لا نظیر له: إن أهل السنة یعتبرون نهج البلاغة من الکتب المعتبرة المعتمدة التي تستحق النظر فیها کما لا یرون لشرحه أي قیمة علمیة تذکر، أما أنتم فابق علی أوهامك و خرافاتك و اکثر من الاستشهاد و الاستدلال ولاحتجاج بشرح نهج البلاغة، ذلك الشرح الذي وجدت فیه ضالتك و ما تهواه نفسك، اقرأه و اکتب فیه الجوث والتحقیقات والرمائل و لکمن من الظلم بمکان أن تسمي ذلك الهذیان تحقیقاً، و علیك أن تبحث لنفسك مکاناً آخر وو تجد بین طیات الکتب أمثلة أخری لتقنع بها نفسك او تقنع بها غیرك.
الادعاء العشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: لا علاقة لهذه الآیة بعلي رضي الله عنه و لم تتطرق الی سیرته و انما هي تتحدث عن یوم القیامة، فکیف تدعي و تتبجح و تقول أنها جاءت و اانزلت في علي؟ إن کان حقا ما تقول فلماذا لم یذکر اسمه صراحة؟ ما لنا نراك تنسب کل آیة في صفحأت الکتاب العزیز الی علي رضي الله عنه بینما لم نجد آیة واحدة فیه تتکلم بصراحة و وضوح عما زعمه أنت و تدعیه؟ انك تدعي ان الله تعالی ذکر لنا و بین مصیر من لم یعرف أو یؤدي ما لعلي من حق علی الأمة والعباد، و لکن لماذا لم نجد آیه واحدة تعرفنا و تبین لنا ما هو هذا الحق الذي لعلي علی الأمة؟ کیف لم یذکر الله تعالی هذا الحق الذي لعلي، ثم یحاسبهم علی أمر لم یعرفوه أو یجدوا له أثراً في کتاب ربهم جل جلا له؟! ان الله تعالی لم یذکر اسمه رضي الله عنه فما بالك بحقه؟! ثم نری هذا المدعي المخذول یتذرع بحدیث مکذوب مختلق، طبعاًَ لانه لم یجد ما یسعفه من آیات القرآن الکریم ما یعینه علی کذبه هذا و دجاسه و إني علی یقین تام ان الشیعة لو وجدوا الفرصة سانخة لمدوا ایدیهم الی کتاب الله بالتحریف والتبدیل و لجاؤا بالآیات الکثیرة التي یحتجون بها علی باطلهم و هذیانهم هذا و لکن أنّی لهم ذلك و قد تکفل الله تعالی بحفظ کتابه من أیدي العابثین فلله الحجة البالغة فلم یدع قولاً لمنقول ان یأتي یوم القیامة لیقول: یا رب کیف تعذبني علی أمر لا طاقة لي بدفعه، کیف تحاسبني علی ذنب إرتکبه غیري، کیف لي ان اعرف الحق و قد مد العابثون قبلي ایدیهم الی کتابك فلم یتبین لي الحق فاتبعه....!!! فالحمدلله الذي قطع الله علی الشیعة هذا الطریق و أوصد بوجوههم هذا الباب لئلا یکون للناس علی حجة بعد الرسل...؟!! إنکم سوف تسألون یا معشر الشیعة عن هذه المفتریات والاباطیل التي تدعونها في أئمتکم و یقال لکم: إن صدقاً و حقاً ما قاله علماؤکم في الأئمة و أنهم یعلمون الغیب والشهادة فلماذا لم تطالبونهم بالدلیل والبرهان علی ما یدعونه و یزعمونه؟ ان هذه الصفة و اعني بها علم الغیب والشهادة من الصفات التي تفرد الله بها دون سائر عباده و قد ذکر تلك الخصوصیة في کتابه العظیم، فلو أن الله تعالی خص بها أحداً من عبادة لکان حقا علی الله تعالی ان یذکر لنا اسمه أو یبین لنا صفته!!.
نحن حینما نذکر القرآن و نتطرق الی الحدیث عنه تری الشیعة و کأنهم شئ حمر مستنفره أو کالذي یتخبطه الشیطان من المس یقولون لك: و هل کل شئ في القرآن؟ ان کان الأمر کذلك فبینوا لنا عدد رکعات صلاة الظهر من القرآن کم هي؟
فأقول: ان طالبناکم باثبات عدد ابناء الامام التقي من القرآن الکریم فعنئذ لکم الحق ان تطالبوننا بعدد رکعات صلاة الظهر في القرآن الکریم ایضاً!! ان هناك اکثر من سبعمائة آیة جاءت في کتاب الله تعالی بشأن الصلاة و لکن اخبرونا کم آیة في کتاب الله جاءت في شأن الامامة التي تعتقدونها و تؤمنون بها؟!!
ثم ان ما ذکرته ایها المؤلف الکذاب من الاقوال في الآیة الکریمة و هي قوله تعالی « و قفوهم إنهم مسؤولون» کلها تأویلات فاسدة بعیدة کل البعد عن الحق الذي أنزل علی محمد صلی الله علیه وسلم فنحن کلما حاصرنا کم و ضیقنا علیکم الخناق و بینا للخافقین جهلکمو باطلکم و زندقتکم إتهتمونا بشتی التهم و رمیتونا زوراً و بهتاناً بتهمه الانکار للحدیث النبوي، و ذلك لیس لشئ الا لاننا لا نری صحة ما جاء به سلیمان البلخي و امثاله.
الادعاء الحادي والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: نعم، نحن لا نقف أو نؤید من یسبّ أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم أو یتهم امهات المؤمنین و ازواجه الطاهرات، فهل انتم تحبون من یسبّ علیاً و فاطمة؟!!
ان ما کتبه مؤلف لیالي بیشاور في کتابه هذا کذب و باطل لا ینطلي علی اهل السنة والجماعة، و هو لم یکتب هذا الکتاب و لم یذکر فیه ما ذکر الا للشیعة امثاله و من ابناء مسلکة فهم الذین اغتروا به و صدقوا ما جاء فیه من الاکاذیب والاباطل والمفتریات و للاسف الشدید، و انا لم اکتب هذه الاجابات لمتواضعه الا لکي أوقظ من نام و انبه من غفل عسی الله تعالی ان ینفع بها کل من کان له قلب أو القی لسمع و هو شهید و هو شهید، و اني والحمدلله أعلم علم الیقین أن الفرد الواحد من ابناء اهل السنة والجماعة و ان جاهلاً آمئیا یعرف الی حدٍ ما من هم سادة هذا الدین و من هم أئمة الاسلام الواجب علی الأمة حبهم واحترامهم و تقدیرهم و یعلمون کذلك ان سلیمان البلخي والکنجي الشافعي لیسوا من جملة هؤلاء العلماء والائمة الاجلاء والسادة الثقات بل همن جملة الاشراب الذین ما قالوا مثل هذه الاقوال الا لغرض خبیث و خدمة أهداف سیئة الهدم هذا الدین و شکیك المسلمین بتوابتهم و قبل هذا او ذاك هو التضلیل لابناء طائفة الشیعة لکي یبقوا علی هم علیه من الاعراف والضلال والجهل بکتاب الله و سنة رسول الله صلی الله علیه وسلم.
الادعاء الثاني والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: دعك من تأویلاتك الباردة هذه فإنها لن تنفعك شیئاً، فهل لك أن تخبرنا لو أننا رأینا شخصاً قد حطم اللات والعزی ثم صنع منها تلك التربة فهل له أن یسجد علیها بحجة أنه یؤدي فرضاً قد کتب علیه و هي الصلاة؟ ان من یفعل ذلك فإنه والکل یعلم لا یخلو عمله هذا من لائم وارادته من الشرك!! و ذلك لان الله تعالی حینما أمرنا أن نسجد علی الارض إنما أمرنا بذلك لحکمة عظیمة و هي اظهار العجر والتذلل والاستسلام والطاعة والخضوع لله رب العالمین، أما أنت فترمي نفسك علی احدی النساء الاجنبیات و ذلك بحجة أنها لم تکن الا ذلك المخلوق الذي خلق من تراب، فهل ذلك یبیح لك هذا العمل القبیح او یجعله مستساغاً شرعاً؟ ان تربة الحسین و تراب قبره عندکم أیها الشیعة من اقدس المقدسات و انتم لا تتجرأوا أن تضعونها تحت اقدامکم بل أنتم تضعونها علی رؤوسکم و بهذا یتضح أن سجودکم علیها لا یدل علی الخضوع والتذلل والاستسلام المأمور به شرعاً بل انما تفعلون ذلك حبا منکم لهذه التربة الطاهرة المقدسة. و مما یثیر الضحك هنا: أن کل شخص تسأله في النجف أو کربلاء عن هذه التربة یقول لك أنه جاء بها من هذین المکانین الطاهرین...!! و لا ادري من الذي قال له ان هذین المکانین طاهرین و أن لهما خاصیة و میزة علی سائر أرض الله!! هل لدیکم بذلك آیة محکمة أم لیری نوع هذا التراب فلعه یکون له شیئاً من الامتیاز علی ما سواه من التراب، فهل تعرفوا ماذا وجد بداخلها؟ بعرة، نعم بعرة...!!!
فیا أیها الکذاب: إن تحریف الألة والنصوص والتقول علی الله و رسوله والکذب هي طریقتك و طریقة آبائك من قبلك، و لقد علم السابقون واللاحقون السلف والخلف من هذه الأمة أنکم جمیعاً في العذاب والضلال البعید.
الادعاء الثالث والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: أولاً: إننا معشر أهل الحدیث و کذلك المتبعون للمذاهب مما هداه الله تعالی الی اتباع الدلیل دون التعصب الی إمامة و مذهبه لم نرجح یوماً قول امام او أحد من البشر مهما علت منزلته و ارتفعت مکانته علی قول الله و رسوله صلی الله علیه وسلم، و هذا السبب الذي جعلکم تطلقون علینا اسم الوهابیین و تعادوننا و تحاربوننا و أما من باع لکم دینه ممن یتسمون بأسماء اهل السنة و یقدمون اقوال أئمتهم علی قول الله و رسوله فهؤلاء هم من تعتبروبهم أخوانکم و لیس ذلك من حبکم لهم أو علمکم أنهم علی الحق و لکن لانهم و ایاکم علی ذلك المذهب الباطل الذي یدعوکم و ایاهم الی نبذ شرع الله و احکام دینه دون دلیل صحیح أو قول ثابت فهم مع أئمتهم کالاعمی بید قائده والمیت بید مغسله!!!.
ثانیاً: انت في الحقیقة لا تتبع علیاً رضي الله عنه ذلك الصحابي الجلیل الذي نعرفه نحن اهل السنة والجماعة، بل انکم تتبعون و تقلدون رجلاً وهمیاً خیالیا لیس له حقیقة أو وجود ذلك الشخص الذي یعلم الغیب والشهادة، أما لو أنك کنت تتبع علیاً ذلك الصحابي الجلیل والامام الشهید حقاً لما کنت علی هذا الحال السئ من الجهل والضلال ولکفر الذي رکسك الله فیه، بل لکنت واحداً منا نحن عصابة الحق والایمان و فتیة العدل والقرآن.
الادعاء الرابع والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: لم نقل یوماً ان الامام ابا حنیفة رحمه الله کان إماماً معصوماً أو أنه کان یعلم الغیب والشهادة، کما اننا لم نقدله أو ندعوا الی تقلیده ذلك التقلید الأعمی، و علیك أن تعلم أن أقرب المقربین الی الامام ابو حنیفة رحمه الله قد خالف اکثر من سبعین بالمائة من اقواله و ذلك مثل تلامذته المخلصین کالامام محمد بن حسن و ابو یوسف رحمهما الله نعم ان الامام أبا حنیفةُ کان من الأئمة الاجلاء الفضلاء و لکن لا یلزم أحد من المسلمین أن یقلده في کل ما یقول، کما ان العلماء لیس بالضرورة ان تیفقوا دائماً علی قولٍ واحد و خاصة في المسائل الخلافیة، بل حتی الامام نفسه کان رأی رأیا خیراً من الذي قبله ترك الاول و أخذ بالثاني فکانوا جمیعهم لا یقدمون علی نصوص القرآن والسنة اقوالهم رحمهم الله تعالی او أقوال أحدٍ ممن سواهم و اقوالهم في ذلك مشهورة، کقولهم: اذا صح الحدیث فهو مذهبي و قولهم: اذا رأیتم قولي یخالف قول الرسول الله صلی الله علیه وسلم فاضربوا به عرض الحائط. و غیرها من الاقوال التي تدل علی عدلهم و انصافهم و اتباعهم یرحمهم الله.
الادعاء الخامس والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: اتفق اهل السنة والجماعة علی غسل الرجلین عند الوضوء، فلا حجة بعد ذلك بقول الرازي إذا کان قوله مخالف لاجماع الأمة، ثم إن کلهة « و أرجالکم» في الآیة الکریمة تقرأ بفتح اللام و کسرها، فعلی الأول تکون معطوفة علی « وجوهکم » و بهذا تکون في محل مفعول به ( فاغسلوا ) و هبذا یثبت الغسل للرجلین و اما علی قراءة الکسر فهي معطوفة علی « برؤوسکم » و یثبت بذلك المسح، و هذه هي معجزة القرآن الکریم عندما یثبت العمل بطریقتین في کلمة واحدة و کلا الأمرین الغسل او المسح هو ما علیه العمل عند اهل السنة والجماعة فالغسل للرجلین عند الوضوء في حالة عدم اللبس للخفین او الجوادبین والمسح عند لبسهما و هذا العمل هو الذي یؤیده الکتاب والسنة والحمدلله.
الادعاء السادس والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: ان قولك في غسل الرجلین من المشقة الکبیرة علی الأمة لا یکون حجة في ابطال حکم ورد فیه نص في القرآن الکریم کما ان علیه العمل في السنة! ثم ان العبرة باتتائج دون النظر ای تلك المشقة التي تدعیها أنت فلا یوجد عمل في الدنیا دون مشقة أو بذل جهد، و مساجدکم أیها الشیعة خیر دلیل علی ما نقول، فأنتم حینما ترکتم العمل بالسنة و خالفتم کتاب الله و اکتفیتم بالمسح دون الغسل أصحبت مساجدکم من انتن الاماکن و اقذرها، کما ان الروائح الکریهة فیها أمر یفوق الوصف کما ثبت من الدراسات الحدیثة ان رجل الانسان هو قلبه الثاني و لذلك فإن في غسل الرجلین فوائد کثیرة لا تحصی، کما إننا ذکرنا ان کلا الأمرین ( الغسل والمسح) ثابت في الکتاب والسنة و هذان المصدران الاساسیان في التشریع قد بینا لنا متی نسمع و متی نغسل فلکل شئ و عمل فرضعه و وقته المناسب له، ثم ان لیس الجورب والخف لا یخرج الرجل عنه مسماها الحقیقي فالرجل رجل قبل لبس الخف والجورب و بعده، و من الظریف ان اذکر هنا ان الشیعة و في الفترة الاخیرة أصبحت تکتب عند مداخل مساجدها هذه العبارة: الرجاء غسل الرجلین و ذلك للضرورة و تخلصاً من الروائح الکریهة، ثم یضیفون هذه العبارة لیس ذلك حکماً واجباً في القرآن...!!!.
هؤلاء هم الشیعة، فإن الذین أحدثوا هذا المذهب سعوا دائماً الی اظهاره بأقبح صورة یمکن ان تیصورها إنسان و حسبك أنهم یدعون الی مسح الرجلین واتیان المرأة من دبرها؟!!
الادعاء السابع والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: الرأس هو الرأس، و یبقی رأساً مع العمامة أو دنها و رسولنا الکریم صلی الله علیه وسلم قد مسح علی العمامة و لا یوجد هناك تعارض بین عمل النبي صلی الله علیه وسلم و ما جاء في آیات القرآن العزیز و اری هنا لزاماً علي أن أجیب هذا المخذول علی الطریقة التط یعرفها فأقول: الذي نعلمه و حسب ما جاء في ذلك قد فتاوی علمائکم أنه لابد من السجود علی سبعة اعضاء عند السجود في الصلاة و هذه الاعضاء السبعة هي: الرأس والکفان والرکبتان والقدمان، فلا تصح الصلاة الا یوضع هذه الاعضاء السبعة علی الارض و ملامستها لها عند السجود، فإذا انتم لستم الجورب والنبطلون فإنهما في هذه الحالة سیکونان حائلاً بین القدمین ولرکبتین والارض فلا تصل هذه الاعضاء الاربعة ولا تلامس الارض بسبب وجود الخف والنبطلون فلابد إذاً من الصلاة دون جورب و سراویل.....!!.
انظروا معي و تمعنوا جیداً في قوله الجمیل هذا حول القرآن، و لکنه عندما ینقل الینا في کتابه اقوال الکنجي الشافعي و سلیمان البلخي و ابن ابي الحدید ینسی حینها هذا القانون؟!! اذا کنت ایها المؤلف الوقور دقیقاً بهذا القدر الکبیر فلماذا نراك ننسی قول الحق تبارك و تعالی حینما یقول « و من أضل ممن یدعو من دون الله من لا یستجیب له الی یوم القیامة و هم عن دعائهم غافلون و اذا حشر الناس کانوا لهم اعداءً و کانوا بعبادتهم کافرین» الاحقاف/5.
فلماذا یا تری عندما تستدل بالحدیث و تستشهد به لا تراه معارضاً لهذه الآیة الکریمة من قول الحق تبارك و تعالی؟!!
الادعاء الثامن والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: لو أن الامام أبا حنیفة أمرنا بالسجود علی قبر الحسن لصار بذلك مشرکاً و کذلك لو أمرنا و حاشاه من ذلك بالسجود علی تراب قبر الحسین بنیة التعظیمن و التعدیس لکان مشرکاً أیضاً..!! و إما إنه لو أفتی في مسألة فدعیة من فروع الدین فهؤلا یخرج عن حالتین: أما أن یکون ما أفتی به صحیحاً و موافقاً للدلیل فله في هذه الحالة أجران، و اما ان یکون قد أخطأ فله أجر واحد، و نحن إن کان في اجتهادة محقاً و مصیباً نتبعه و نقتدي به یرحمه الله، و اما أن أخطأ فلا نری اتباعه، فالأمر کما ترون في غایة الوضوح والیسر، والامام عندما لیس کما هو عندکم یا معشر الشیعة فکل یؤخذ منه و یرد علیه الا ابا القاسم علیه الصلاة ولاسلام.
فعلیك ان تعرف للامام ابي حنیفة قدره اللائق به والذي ارتغاه هو لنفسه و لا تجعله بمصاف إمامك الذي تقول فیه: إنه یعلم الغیب والشهادة...!! و علیك کذلك ان تفرق بین تلك المسألة الفرعیة البسیطة و بین ذلك الذنب العظیم الا هو الشرك، فلا توقع الناس في المغالطات، فأنت و امثالك من أعصی للتراب الذي نطأه بأقدامنا قدراً و قدسیة بحجة ان هذا التراب هو تراب قبر الحسین حتی أصبح عندکم بمثایة الصلیب و مکانته عند النصاری!!! ان هذا التراب الذي ضعت منه تربتك هذه لها عندکم وزن و قیمة لا ترون لها مثیلاً لها في الارض کلها فالسجود علیها لا یدل علی الخضوع والتذلل لله رب العالمین و انما هو علامة و دلیل علی محبتکم للحسین رضي الله عنه فأنتم بذلك أخرجتم معنی السسجود عن دلالته الخاصة به، و جعلتممن هذه التریة کالصنم العابدة فأنتم تأکلونها طلباً للشفاء، و لو انکم ترکتم مثل هذه الأعمال الشرکیة لما قیل فیکم ما قبل ولأحسنابکم الحقیر الها تسجدون له و تعظمونه و تقدسونه بینما کان یکفیکم السجودعلی الارض کما أمرکم الله تعالی بذلك لتظهرون تذللکم و خضوعکم و ضعفکم بین یدي ربکم سبحانه و تعالی.
الادعاء التاسع والعشرون بعد المائة الرابعة:
قلت: لا یعتبر ذلك دلیلاً صحیحاً أو معتبرا، فنحن حینما نقول: ان شرب الخمر فرضاً واجباً، ثم نشربه فیعد هذا العمل مناحراماً لاخلاف في ذلك، أو إننا لا نری وجوب تقدیر و تقدیس اللات والعزی ثم ترانا نقعني اوقاتنا في النزهة التجول بین تلك الاصنام والمواضع التي هي فیها فعملنا هذه یعد من الشرك، فقولك: نحن لا نعتبر السجدة علی تربة قبر الحسین واجبة مغالطة و سنسطه لا نقلبها فأنت تعتبر ذلك أو لا تعبتره فالعبرة بالأعمال و علیها مناط الحکم أیها الهتر. أمر الله تعالی الأمة ان تصلي الی القبلة و اما أنتم فأضقتم الیها قبر الحسین و علی تربته و هذا کفر واضح و شرك لاخفاء و لا لبس فیه و نحن کذلك لو صلینا و جعلنا قبر الحسین بیننا و بین القبلة و قلنا إنما فعلنا ذلك بنیة الحصول علی الثواب العظیم و جعلنا بذلك المعبود الیهن اثنین، فهذا العمر الحق الشرك بعینه، و لذا یجب علیك أن تعلم ذلك جید و سواءاً أ أقوت بذلك و اعترفت أم لا فأنت تسجد لله و تسجد في الوقت نفسه لقبر الحسین شئت أم أبیت.
الادعاء الثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: ان الهدف من وراء ذلك هو هدم تلك العبادة العظیمة التي تبکي الشیطان و تحرقه بنار الحسرة اذ أمره ربه بالسجود فلم یفعل و سجدت أنت لربك أیها الانسان، نعم إن مقصدهم و غایتهم ان ینقفوا هذا الرکن العظیم من أرکان الصلاة الا و هو السجود، و کیف لا یکون کذلك و إن أقرب ما یکون العبد من ربه و هو ساجد؟!! قال هذا المؤلف ذات مرة: لابد أن یکون القول موافقاً للقرآن الکریم غیر مخالف له...!!! فبناءاً علی و ذلك أسأله هذا السؤال: ها نحن قد قرأنا القرآن الکریم و أظنك قد قرأته کذلك فهل رأیت أثراً أو عیناً لأحد اسماء الأئمة قد ورد في کتاب الله؟ هل جاء اسم علي او الحسین او أحد الائمة الا ثناعشر من أئمتکم و لو في آیة او جزء آیة من آیات الکتاب المبین؟ ألم تدعي و تقول: لقد جاء في الروایات أن جبریل قال: ان تربة کربلاء کذا و کذا، فلماذا یا تری لم یرسل الله تعالی جبریل بآیة واحدة من آیات الکتاب الخالد المعجز لتکون للأئمة آیة و لکم دلیلاً علی صدق ما تقولون و تدعون بدل أن یرسله بتراب کربلاء و هذا هو کتاب الله لصل بیننا و بینکم و هو محفوظ الی یوم القیامة هل تستطیعوا أن تثبتوا لنا أین هو تراب کربلاء الذي جاء به جبریل و ما وزنه و ما هي قیمة و مکانته؟ لا ترجع بنا مرة أخری الی آیة التطهیر فإنها تبدأ بقوله تعالی: « یا نساء النبي » فلآیات کلها إنما تتعلق بازواج النبي صلی الله علیه وسلم بالدرجة الاولی قبل کل شئ و جمیع الآیات واضحة و صریحة و لیس فیها شئ یخفی معناه و دلالته علینا والحمدلله.
الادعاء الحادي والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: الکل یعلم أن أهل السنة والجماعة لا یجیزون نکاح المحارم و لا یبیحون اللواط بل إنهم یقتلون فاعلهما.!! و إنا حقیقة لا اعرف و لم أفهم بالضبط ماذا یقصد هذا الکذاب الأفاك من أقواله هذه فهو قد تجاوز کل حد في الکذب والافتراء والبهتان.
یدعي المؤلف أنه ذکر هذا القول أمام ذلك الجمع الفقیر من الناس فهل یعقل أن تیفوه بمثل هذا الکلام دون أن یعترض علیه أحد من أهل السنة والجماعة؟ ثم لو افترضنا ان ابا حنیفة رحمه الله قد قال بجواز الوصوء بنبیدذ التمر فهل نحن مأمورون باتباعه و تقلیده؟ انا لا أری أن هذا الأمر له أهمیة کبیرة فنحن غیر مجبرین باتباع کل یقوله ثم إننا نشك في صحة النقل عنه، خاصة و ان هذه الاقوال إنما نقلها المؤلف من سلیمان البلخي الحنفي و هو حسب قولکم ینکح أمه..؟!!.
الادعاء الثاني والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: إن استمرارك في الکذب لا و لن یؤثر علینا بحمد الله تعالی فشتان بین الحق الذي هدانا الله الیه والباطل الذي أنت فیه، و هذا کتاب البخاري بین ایدینا فقل لنا این جاء في هذا الکتاب أن النبي صلی الله علیه وسلم قد عزل أبابکر رضي الله عنه؟ بل الحق علی عکس ما أنت تقوله فعلي رضي الله عنه کان تحت إمرة أبي بکر رضي الله عنه في ذلك الموسم الذي أمر النبي صلی الله علیه وسلم أبابکر ان یحج بالناس و قد صلی علي خلف ابي بکر رضي الله عنه و أما قراءة سورة براءة بالناس، فقد کان من عادات العرب التي تعارفوا علیها آنذاك أنه اذا حدیث أمر هام و خطیر فإن رئیس القوم و کبیرهم علیه ان یقوم باخبار الناس بذلك الأمر الهام والخطیر بنفسه و بما أن النبي صلی الله علیه وسلم لم یحضر الحج في ذلك العام فقد أرسل واحداً من أهل بیته و هو ابن عمه علي بن ابي طالب رضي الله عنه لیقوم بقراءة هذه السورة علی مسامع الناس و لیتمنع المشرکین من دخول المسجد الحرام بعد هذا العام فقام علي بهذه الوظیفة خیر قیام و لکنه أدای بقیة المناسك تحت إمره ابي بکر الصدیق رضي الله عنه و ارضاه.
والسؤال هو: لماذا یعین الرسول الله صلی الله علیه وسلم ابابکر أمراً علی الناس في ذلك الموسم ثم یفطر لعزله عن الامارة؟ ما الداعي الی ذلك؟ ان هذا القول أمر لا نقبله منك ایها المؤلف الأفاك فقد علمنا حقدك و بغضك لاخ الرسول و فیقه في هجرته و خلیفته من بعده!!!
ان تقدیم النبي صلی الله علیه وسلم لأبي بکر علی سائر الصحابة واختیاره أمیراً علی الحج دون سائر الأصحاب لهواعظم دلیل علی تقدیمه و تفضیله علیهم، فلا ادري أیها الشیعة لماذا تصبطنعون المشاکل و توقعون الأمة في هذه المغالطات و کیف تدعون زوراً و کذباً أن النبي صلی الله علیه وسلم قد عین صاحبه و اخاه ابابکر ثم عزله!!! ما هو دلیلکم؟ و من أتیتم بکل هذه الاکاذیب والمفتریات والأ لا عیب؟!!
الادعاء الثالث والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: لقد بعث النبي صلی الله علیه وسلم خالداً الی الیمن قبل أن بیعث علیاً، والآن ألیس من حقنا ان نقول: کان خالد أفضل الجمیع؟ افتح عینیك جیداً وافهم ما تقول!! إنما درسل النبي صلی الله علیه وسلم علیاً لتسلم زمام الامور والقیادة من خالد بن الولید الذي بعثه قبل ذلك بستة أشهر فما الداعي الی ان تفتري الکذب علی الامام النسائي رحمه الله؟ لقد قمت بالبحث في المکتبة الاسلامیة و علی الشکة العنکبوتیة واطلعت علی الکثیر من الکتب في المکتبة الشاملة و غیرها فلم أعثر علی دلیل واحدٍ یسعفني في بحثي و یکون دلیلاً علی صدقك أیها المفتري!
الادعاء الرابع والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: یقول هذا المدعي أن هناك آیة في کتاب الله تعالی تدل علی إمامة علي!! تعالوا معي لنری هذه الآیة. قال تعالی « إنما انت منذر و بکل قوم هاد » قبل الخوض في الرد علی هذا الافاك أود أن اذکر القارئ الکریم علی ان هذه الآیة الکریمة من أهم الأدلة التي یعتمد علیها البهائبون علی کون بهاء الله نبیاً؟!!! و لا عجب اذا علمنا ان بهاء الله قبل ان یدعي النبوة کان أحد علماء الشیعة قبل ذلك و قد درس في مدارس الشیعة؟!! نعم لقد درس في تلك المدارس و لما رأی أن هذه الآیة قد تکون متعلقه بعلي و قد تکون لغیره فلماذا إذاً لا یجعلها أحد الادلة علی نبوته و یربط تلك الدلالة بنفسه؟!! إننا لو اردنا ان نسلك هذا لمسلك الشیطاني الذي سلکه الشیعة واتبعنا طریقتهم في الاستدلال فإن بإمکان کل أحدٍ أن یدعي النبوة او الالوهیة بالاعتماد علی هذه الادلة القرآنیه بشرط ان یتبع الاسلوب ذاته الذي اتخذه الشیعة لطریق لاثبات اقوالهم و ادعاءاتهم..!!!
الادعاء الخامس والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: لم ننکر او ینکر أحد أن علیاً کان خلیفة راشداً، والشباب من الرجال هم أنسب الناس الی القیادة والزعامة والریادة، تذکروا جید ما قاله هذا الرجل في صلاة التراویح، ألم یقل أن علیاً لم ینهی عن صلاة التراویح التي ابتدعها عمر علی حد زعمهم و ذلك خوفا من الناس و لکنه في الوقت نفسه لم یقل شیئاً لعائشة رضي الله عنها والتي کانت السبب في سفك دماء الآلاف من الابریاء و ذلك حرصاً منه علی تألیف قلوب المسلمین و جمع کلمتهم، لماذا یرعی علي ذلك في حربه مع عائشة و لم یراعي ذلك في صلاة التراویح؟!!
انتم من صنعتم من علي تلك القوة التي لا تقهد و رفعتموه فوق البشر فهو عندکم البطل واشجاع والعالم والامام و حلال الالغاز و فوق ها و ذاك فهو العالم والمطلع علی الغیب والشهادة و لکنه مع کل هذه الامکانیات لم یستطع عندما أصبح خلیفة للمسلمین ان یحني والیاً من ولاة الامصار الاسلامیة عن مکانة!! لا تنکروا ان علیاً لم تکن عنده الامکانیة والقدرة والاستطاعة علی زحزحة ذلك الوالي من مکانه کیف لا یستطیع ذلك والکل والکل یعلم ان علیاً کان هو صاحب الکلمة علی جمیع المسلمین کما انه کان في وضع الهجوم و معاویة کان في وضع الدفاع و هذا امر یعرفه الجمیع، ثم اننا لا نرید في هذه العجالة أن نبین تناقضکم و فساد آرائکم و انما نرید ان نثبت تلك الحقائق التاریخیة التي تقول: أن علیاً کان من اکثر الناس علماً و خبرة و تجربة و تدبیراً في زمانه و لکنه لم یکن عالماً للغیب والشهادة کما تدعون و ذلك انتم بل کان خلیفة عادلاً منصفاً ملأ السمع والبصر و لکنه لم یکن أفضل الناس و أرفعهم منزلة فإن هناك من هو اعلم منه و افضل، ثم إن القبول بارائکم و اقوالکم الفاسدة هذه یرده و ینقضه تلك المواقف الصعبة التي اعترضته في حیاته مثل تمکن الاعداء منه واغتصابه حقه والهزائم المتنالیة التي لحقته و ذلك کله طبعاً مبني علی مزاعمکن أنتم و ادعاءاتکم الباطله!! ان الحق الذي یجب أن یعرفه کل مسلم ان الحق مع علي فهو خلیفة المسلمین والشجع المسلمین واعلمهم و ما الی ذلك من الصفات التي تؤهله الی تحقیق الانقصار علی اعدائه، نعم إن عدم احاطته بالامور السیاسیة ینبغي الا تکون مانعاً من تحقیق ذلك الانقصار مع کل هذه الصفات التي جمعها الله تعالی له فأنتم إما أن تعتبروا علیا بشراً من البشر و أنه لم یکن الهاً و لا عالماً للغیب والشهادة و إما أن تجیبوا علی سؤالنا؟!!
الادعاء السادس والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: أنتم من یقول ذلك!! قلتم أن علیاً لم یسعی لتحقیق تلك المصلحة!! و الا فقولوا لنا و أجیبونا: کیف یسع علیاً ان یطلق سراح عائشة رضي الله عنها بعد کل الذي فعلته و تسببت به من إشعال الفتنة بین المسلمین کما تزعمون ذلك و تدعونه؟!!
فأنتم أن علیاً لم یکن یرید تحقیق المصلحة و اما أن عائشة رضي الله عنها لم تکن بالصورة التي تصفونها بها من إثارة الفتنة و سفکها لدماء المسلمین!!
نعرف و یعرف کل من دخل الایمان قلبه أن السیدة عائشة رضي الله عنها کانت قد ندمت و تأسفت اشد الندم علی ما جری من تلك الحرب التي لم تکن لها فیها ناقة و لا جمل و انا علیاً رضي الله عنه کان یعلم ذلك جیداً و لذلك فإنه لم یقل لها شیئاً لانه کان یعرف آن السبب في اثارة هذه الفتنة و نشوب هذه الحرب انما هو أولئك المشاغبون الذین خشوا علی أنفسهم من القصاص الذي اتفق علیه اصحاب النبي صلی الله علیه وسلم آنذاك نعم ان اصحاب الفتنة هم من تسبب في تلك المصائب کلها، هذه الفتن التي مازال ینفخ فیها هذا المدعي و امثاله.
و رحم الله تعالی قائل هذا البیت و هو یصف الشیعة فیقول:
چو ذکر جمل آید اندر میان کوید شیعه لاحول جند کفان
الادعاء السابع والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: لا توجد مثل هذه الأقوال في مسند الامام أحمد والنسائي رحمهما الله .
الادعاء الثامن والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: ما هو دلیلکم ؟ و أین هو؟ إن الآیة الخامسة والستون من سورة الکهف تتکلم عن صاحب موسی علیه السلام، فهل کان علي رضي الله عنه في زمن موسی حیا یرزق؟ أنظر یا أمة الاسلام الی تلبیس الشیعة و کذبهم کیف یریدوا بهذا ان یخدعوا الناس و یضلونهم عن دینهم؟!!
مازلت اذکر حینما کنت شیعیاً و انا اقرأ في کتاب مفاتیح الجنان کنت أقرأ تلك الادعیة عند کل صباح و أول هذا الدعاء کان هذه العبارة الجمیلة و هي « حسبني الله، حسبي الخالق من المخلوقین حسبي الرازق من المرذوقین... ثم انظروا الی آخرها حیث یفسد کل ما تقدم: لا یعلم الغیب الا الله ثم یقول: ألیس بالإمکان أن یهب الله لمن یشاء من عبادة العلم بالغیب؟!! ثم یبني علی هذه المقدمة تلك النتیجة و یقول: ان الله تعالی قد اعطی هذا العلم بالغیب و محمد أعطاه لعلي، و لذا فهو عالم الغیب والشهادة؟!! فنقول في جواب هذا الافاك: إن إمکان حدوث الشئ لیس دلیل علی وجوده حقیقة، فنحن نعتقد و نؤمن أن الله تعالی قادر علی أن یجعل الانسان یأکل طعامه و یتناوله عن طریعد مقعده و یقضي حاجته عن طریق فمه، و لکن ذلك لا یعني أن هذا موجود فعلاً أو بما أن الله تعالی قادر علی ذلك فهو قد خلق مثل هذا الانسان الشاذ!!
لابد لك أن تثبت أن علیاً کان جدك ثم تعال واطلب حقك من میراثه. لقد قلت ان علیاً کان افضل من جمیع الانبیاء وارفع منزلة..!! لم یکن أخاً لهم بل أفضل منهم؟!! إثبت ذلك بآیة واحدة من کتاب الله تعالی أن علیاً کان بتلك الأهمیة والخطورة ثم اخلع علیه صفة العلم بالغیب والشهادة!!
الإدعاء التاسع والثلاثون بعد المائة الرابعة:
قلت: مع کل الأدلة التي ذکرتها فذلك لا یثبت أن محمداً علیه الصلاة والسلام کان یعلم الغیب والشهادة، نعم لقد اطلعه الله تعالی علی جزءٍ محدود منه و ذلك فیما یتعلق برسالته و دعوته و ما فیه الخیر للأمة و هو لم یعرف ذلك او یطلع علیه بنفسه و انما تعلم ذلك و اخذه بواسط جبریل علیه السلام، ثم ان ما تعلمه بواسطة جبیریل قد بلغه للأمة واخبر به جمیع أصحابه و لم یخص أحداً من الصحابة بذلك العلم فمن أین لك أنه قد خص علیاً بشئ من ذلك بل الادلة الصحیحة علی نقیض ما تقوله و تدعیه، فالأمة تعلمت من نبیّها علیه الصلاة والسلام الکثیر والکثیر من الامور الغیبیّة کأخبار الجنة والنار و إشراط الساعة و ما الی ذلك الشئ الکثیر، فکل آیة تنزل علیه بأبي هو و أمي کان یبلغها للأمة، فما معنی قولك أنه قد خص علیاً بذلك العلم الغیبي و علي بدوره بلغ ذلك للحسن والحسن الی من بعده الی أن و مثل هذا العلم الی المهدي من دون الناس؟!! ما فائدة هذا العلم اذا لم یکن فیه خیراً للناس؟ کیف یأخذ المهدي هذا العلم المهم والذي تجعلونه مزیّة تفتخرون بها علی سائر الناس ثم مهدي نفسه یکتم هذا العلم و یغیب عن أعین الناس و یبقی هذا العلم مدفوناً معه في سروایة؟ اي علم هذا الذي تتجحون به و لما کل هذا الصراخ والعویل لیل منها- أخرج یا مهدي- ادرکنا یا مهدي...!!! ثم ان جمیع ما ذکرته من هذه الآیات إنما جاءت کلها بحق الرسول الکرام علیهم الصلاة والسلام و علي رضي الله عنه لم یکن بنیاً و لا رسولاً، فما موضع و مناسبة استدلالك بهذه الآیات؟!!
الإدعاء الاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: ذکر في بدایة کلامه: ان کل مدع للغیب فهو مفتر دجال..!! ثم أثبت هذا العلم للأئمة؟ نعم لقد استدل علی قوله بأن الانبیاء یعلمون الغیب من القرآن الکریم، ثم أثبت هذا العلم لعلي والأئمة من بعده و للأولیا، والصالحین کذلك بأقوال ابن ابي الحدید؟!! یاله من کذاب أفاك!!
کیف تقول في الصفحة التي سبقت هذا الکلام: أن کل من أدعی العلم بالغیب فهو کذاب و دجال، ثم تأتيظ لتنقض قولك هذا و تثبت هذا العلم بنفسك للأئمة والاولیاء و تستدل علی ذلك باقوال هذا الافاك مثلك المسمی ابن ابي الحدید؟ لا یستیعد أن تقول غداً ان علماءکم و مراجعکم یعلمون الغیب کذلك تعلیم المهدي لهم في النوم او الیقضه فالأمر عندك سیّان!!! و لا استبعد ان یکون العلم بالغیب کذلك حظ کل مساحر و کاهن و دجال مثلك؟!!!
الادعاء الحادي والاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: هذا کذب لا یخفی علی أحد و هو من الکذب المجموع! هل یعقل ان الأئمة کانوا یعلمون الغیب، و لکنهم لا یعلمون أن العنب الذي بین ایدیهم کان مسموماً؟ کیف لا یعلمون ذلك و ان أقل ما یعود علیهم بالفائدة ل من هذا العلم ان یحافظوا علی انفسهم من کید اعدائهم بدل الکلهم لهذا العنب المسموم الذي کان فیه حتفهم؟!!!!.
الادعاء الثاني والاربعون بعد المائة الرابعة:
( ینقل من الاصل جمیع الادعاء حیث ذکر فیه خمسین مرجعاً ).
قلت: ان قولك هذا کقول من یعد الشیطان: بما أن الله قد ذکر الشیطان في القرآن فلذلك نحن نعبده؟ نعم قد ذکر الله تعالی الشیطان في کتابه العزیز و فرقانه الحمید، و لکن السؤال: بأي صفة ذکره؟ و بما أمر عباده المؤمنین؟ هل ذکره في کتابه لیمحه لنا و یثني علیه غیراً ام انه ذکرهو ذکر کفره و عصیانه و تمره لیحذرالعباد منه؟ نعم قد ذکر الشوکاني ذلك فهل لك إن کانت لدیك ذرة من ذ الشجاعة أن تکمل الشط الآخرین من کلامه؟
لقد المؤلف ما یربو علی خمسین اسماً ثم بعد هذه القائمة الطویلة تراه یذکر الحدیث باللفظ الذي ذکره الکنجي الشافعي نیابة عن المذکورین آنفاً..!! لو کان صادقاً فیما یدعیه و کان یتحلی بشئ من الأمانه والمصداقیة والشجاعة لذکر لنا رأي الامام ابن حجر العسقلانط و الشوکاني؟!!
ثم من هذا الکنجي الشافعي؟ ألیس هو ذلك الجاسوس الذي باع دینه و نصبه لاعداء الله من التتار والمغول ثم انتقم الله و تعالی منه فقطعه المسلمون في بغداد إرباً إر باحزاء خیانته و تآمره علی دینه و بلده وردته عن دینه؟!!
أما بقیه القائمة التي ذکرها في کتابه فهم من ذلك الطراز الذي نعرفه عن الکنجي و سلیمان البلخي و ابن ابي الحدید و أضرابهم...!!!
والآن تعالوا معنا لنطلع و ایاکم علی ما جاء في کتب العلماء و ما ذکروه من اقوال حول هذا الحدیث:
عن ابن عباس قال: قال الرسول الله صلی الله علیه وسلم: ( أنا مدینة العلم و علي بابها، فمن أراد العلم فلیأته من بابه ) رواه الطبراني و فیه عبدالسلام بن صالح الهروي و هو ضعیف.
و روی الهیمني هذال الحدیث بهذا اللفظ في مجمع الزوائد أیضاً و قال: هذا الحدیث ضعیف، و قال ابن حجر العسقلاني في کتابه ( تهذیب الاخلاق ) ان هذا الحدیث الحدیث مکذوب، و مع کل هذا الاقوال في تضعیف هذا الحدیث فإن المؤلف قد خلع برفع الحیاء و ذکر اسماء من ضعف هذا الحدیث کشاهد له علی صحة ما یدعیه و یزعمه؟!! هل رأی الر اؤون اوسمع السامعون دجلاً و کذباً مثل هذا؟!!
الادعاء الثالث والاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: هذه طبیعة الشیعة هذا دیك فهم فإن الکذب زادهم و غطاءهم و فراشهم و دثارهم، یکذبون و یکذبون حتی إذا مل السامع فر من میدان البحث والنقاش فکان بذلك أملهم و مبتغاهم، و نحن والحمدلله قد أجبنا علی هذا الاعتراض من قبل اما الاحادیث التي ذکرها الحاکم فهي أحادیث فیها من الکذب الکثیر، و قد نقل الحاکم نفسه أن علیاً رضي الله عنه کان یشرب الخمر!! هل تقبل ذلك أو ترتضیه له؟ اما سلیمان البلخي فهو الصوفیة والشیعة لغلاة و انتم من یراه من الفقهاء والعلماء أما عندنا فهو لیس بشئ. اما کذبك علی الأمامین الهمامین الجلیلینالهثمي و ابن حجر العسقلاني فهو أوضح من الشمس و قد قالا کلمتهما في هذا الحدیث و بینا کذبه و ضعفه.
الإدعاء الرابع والأربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: کله کذلك: لم نر لعلي رضي الله عنه موضعاً في القرآن ذکر فیه صراحة....!!! لم یذکر في القرآن؟ و لم یکن ربك نسیبا..!!
من قال بذلك غیرکم أیها الشیعة العلاة المارقین؟
من قال بذلك غیرکم أیها الشیعة العلاة المارقین؟
من قال ان علیاً کان یعلم ظاهر القرآن و باطنه؟
لا شك ان قائل ذلك هنو سلیمان البلخي فأین دلیله؟
الادعاء الخامس والاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: قال الله تعالی « تلك اذاً قسمة فیزی»
یا له من علم لا فائدة فیه!! کیف لم ینتفع علي بهذه الابواب من العلم و هي أبواب لا تعد و لا تحصی ؟ أیکون عنده ذلك العلم ثم یهزم من قبل أبي بکر و عمر و عثمان؟ ما فائدة هذا العلم و ما الذي استفاده علي منه حتی یورته لابنه الحسن والأئمة من بعده؟ لماذا لم تنفعه کل تلك الابواب من العلم حین تنازل عن الخلافة المعاویة رضي الله عنه جمیع؟!! إن کنت أملك تسعة اعشار العلم ثم إني خلیفة فوق ذلك فأنی لمن بملك ذلك الجزء أو الباب الواحد من العلم ان ینغلب علي أو یتجرأ علی منافستي؟ أم کیف له ان یهزمني؟ ان من یملك هذه الأبواب التسعة من ابواب العلم حري به ان یملك الباب العاشر کذلك.
الادعاء السادس والاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: لا یعد هذا کذباً فحسب بل هذیاناً من صاحبه.
الادعاء السابع والاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: لا والله، لا یکون مثل هذا الکتاب عند علي رضي الله عنه ثم یصالح معاویة أو یعین ابا موسی مندوباً عنه، و هو یعلم بواسطة هذا العلم ان عمرو بن العاص سوف یخدعه؟!. کیف یکون عنده هذا العلم ثم یذهب الی المسجد و هو یعرف أن عبدالرحمن بن ملجم الموادي متربص به هناك لیقتله و یقضي علیه؟ اما کان من الحکمة أن یجرد القاتل من سیفه أو علی أقل شئ ان یجتنبه و یتبعد عنه حتی لا یسمح له بتنفیذ جریمته و مؤامرته فیطعنه بذلك السیف المسموم و یفلق به هامته!! لو کان هذا الذي تدعونه عند الحسن بن علي لکان علیه ان یطلق تلك الزوجة الخائنة و لیذهب الی زوجاته الصالحات بدل ان یتناول من یدها ذلك الشراب المسموم؟!!.
الادعاء الثامن والاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: انظروا رحمکهم الله الی هذیان هذا الرجل حیث یقول: إن الامام الرضا کان عند علم المستقبل بواسطة هذا العلم و مما کان یعلمه أنه سیموت قبل الخلیفة المأمون و لهذا السبب فهو رفض والایة العهد!! و لکنه قبل ذلك عندما رأی الجاح المأمون و إصراره علی ذلك!! لم أخاف من تهدیدات المأمون إن کنت أعلم أني سأموت قبله؟!! نعم حتی لو واجهتموني و هدد تموني بألف قبائل شالي السلاح فلسوف أضحك علیکم و اقابل تهدیدکم بالسخریة والاستهزاء لاني أعلم أنکم لن تصلوا الي لأني سأموت قبل ذلك!! فدعوکم من هذا الکذب والهذیان، فإن الرضا لم یکن یعلم الغیب و إنما قبل بولایة العهد طمعاً في الخلافة، و لکن ألی الله تعالی تعالی الا أن یکشف کذبه هذا الأفاك حین قال: إنما قتله المأمون حتی لا یصبح خلیفة من بعده؟!! ان کان یعلم الغیب حقاً فهل کان یرضی أو یذعن تهدیدات المأمون و هو یعلم ان سوف یقتل بمجرد قبوله بهذه الوظیفة التي اجبرها علیه؟!!.
ثم انظورا الی مهزلته الاخیرة حینما قال:
قتلوا بضعة ر سول الله بسم القطیعة والحفاء؟!! و سؤالنا هنا: إن کان یضعة الرسول هذا یعلم الغیب فکیف یسمح لنفسه بتناول هذا العنب المسموم؟ لا یستبعد ان یقول لنا المؤلف کذلك: إنهم أجبروه علی أکل هذا العنقود المسموم؟!!
الادعاء التاسع والاربعون بعد المائة الرابعة:
قلت: إنکم مهما زورتم الأقوال واختلفتم الاکاذیب فإنکم لا تخفون علینا والحمدلله، فإن من وضع هذا المذهب الفاسد کانوا یحسبون بکل قولٍ حسبابه حتی لا یخرجوهم المسلمون من دائرة الاسلام، و لذا فهم لم یقولوا ان جبیریل علیه السلام اعطی ذلك الکتاب المختوم لعلي من غیر واسطة بل قالوا: إنه اعطی ذلك الکتاب لمحمد صلی الله علیه وسلم و هو بدوره اعطاه لعلي!! نعم ان البقاء في دائرة الاسلام و عدم المجاهرة بالکفر و محاربة الدین تسهل علیهم ضربه من الداخل. و هکذا کتب سیدنا محمد صلی الله علیه وسلم لعلي کل الوقائع التي مستجري علیه ثم اوصاه بالصبر، نعم قال له: اصبر علي ما یصیبك و زوج بنتك لعمر و کن و زیره و مستشاره و اباك ان تدع الصبر، ثم قال للشیعة من اتباع علط و کل من جاء بعد بعثة النبي صلی الله علیه وسلم بألف و أربعمائة عام والذین لم یکن لهم هم و غم الا الطعن بالاسلام و رجاله و حماته، نعم، قال لعلي: اصبر و ان من یأتي بعدك سوف ینقمون ممن ظلمك و یأخذوا لك حقك و یکونوا هم اولیاء بنتك الشرعین في تطلیقها من عمر إن کنت انت قد صبرت و حقنت دماء المسلمین بصمتك و قدمت المصلحة علی المطالبة بحقك؟!!!.
-علي یقول: سلوني...!!-
- و نقل المؤلف لاقوال أل السنة في ذلك -
قال المؤلف: نقل کبار علماء أهل السنة في کتبهم أن علیاً قال: « سلوني عما شئتم و لا تسألوني عن شيءٍِ الا أنباتکم به» ذکر ذلك سلیمان البلخي و ابو داود في السنن والامام أحمد في مسنده والبخاري في صحیحه!!!
قلت: ما قاله هذا الرجل کذب لا یصح، والصحیح هو ما رواه الامام مسلم في صحیحه أن النبي صلی الله علیه وسلم صعد المنبر یوماً بعد صلاة الظهر ثم ذکر أهوال یوم القیامة حتی أبکی الناس ثم قال: سلوني» نعم ذکر ذلك، و لم یقل النبي صلی الله علیه وسلم « سلوني عما شئتم...!!» بل قال لهم: سلوني عن القیامة و أحوالها، و لکن سلیمان البلخي اضاف شیئاً من الملح والهارات ثم قال: إن علیاً قال: سلوني عما شئتم..!!! ثم أضیف هنا و أقوال: من این نقل سلیمان البلخي هذا الحدیث و علی من اعتمد في ذلك؟ ان کان هو قد نقل هذا الکلام من المصادر السابقة والمعتمدة عن أهل السنة والجماعة باعتباره هو واحداً منهم لکان أولی من ینقل عنهم هو الامام مسلم رحمه الله؟ فکیف یعتبر نفسه سینا ثم یعرف عن هذا السفر العظیم؟!! هل لکم أیها الشیعة ان تجیبونا علی سؤالنا هذا؟!! والآن استسمحکم عذراً و دعوني أبین لکم الافك الثاني الذي ذکره هذا المؤلف حین قال: ذکر البخاري في المجلد الثاني والعاشر أن- ینقل – إن کل من له ادنی معرفة و اطلاع علی الجامع الصحیح للامام البخاري یعلم أن البخاري حینما کتب جامعه هذا إنما کتبه علی و رتبه علی الکتب والابواب مثل قوله رحمه الله: کتاب الجهاد.... باب الدعاء في الجهاد... کتاب الصلاة ... باب دعاء السجدة و هکذا، فلو لم یکن هذا المدعي کذاباً و أفاکاً لذکر لنا في أي باب او کتاب ورد ذلك في صحیح البخاري و لذکر کذلك رقم الحدیث ان امکن ذلك و لتدرکوا مکر هذا الرجل و إفکه اضرب لکم هذا المثال: تصودوا لو أني اردت دعوتکم الی زیارتي في منزلي بمدینة بیشاور فقلت لکم: اذا دخلت المدینة من جانبها الغربي فعلیك أن تعد المنازل التي تقع في تلك الجهة فإن منزلي فیها هو المنزل الرابع والسبعین بعد المائة السابعة!!! هل بأمکانکم ان تعدوا جمیع المنازل الواقعة فط تلك المنطقة لتصلوا بعدها الی المنزل المذکور؟ إن ما ذکره هذا المدعي لا یمکن لمسلم ان یقبله لانه لم یکن دقیقاً و صادقاً في هذا العز و أو الإحالة علی کتاب الامام البخاري!!!.
الادعاء الخمسون بعد المائة الرابعة:
ذکر المؤلف هنا قصة و هي من مفتریات المدعو ابن ابي ابي الحدید هذا، ثم نقل عن مسند الامام أحمد هذه الحکایة: إن رجلاً قال لعلي و کان جالساً في مسجد الکوفة: لقد مات خالد بن عوطة فقال علي: لم یمت و لا یموت حتی یقود جیش الضلالة و صاحب لوائه حبیب بن عمار»..!!!
قلت: ان الامام أحمد رحمه الله هو إمام الحنابلة فکان ینبغي إن صحت هذه الحکایة ان یکون الحنابلة اشداً شیعاً و اکثر حرصاً علیه منك و من أمثالك فلا حاجة لك او لغیرك أن یدعوهم أو یرغبهم في هذا المذهب الفاسد، والقصة هذه کما قلت من خزعبلات و مفتریات ابن ابي الحدید استاذك و إمامك ؟! لم یخطر ببال هذا المأفون المخذول أن یأتي یوم یفشو فیه العلم حتی یستطیع أحدنا ان یجد الحدیث الذي یریده من بین کل أحادیث المسند والتي تبلع سبع و عشرون الف حدیث تقریباً في دقیقة واحدة او اقل من ذلك؟!! ام تراه قال في نفسه: لن یستطیع أحد أن یبحث او یکلف نفسه عناء ذلك لیظهر کذبي و زیفي و خاصة الجهلة منهم، و لکن الله تعالی فعنحه واظهر کذبه و یسفضحهم الواحد تلو الآخر و إن کید دبك باظالمین لشدید.
الإدعاء الحادي والخمسون بعد المائة الرابعة:
قلت : أرأیتم إلی هذا الذي یعد نفسه بن أهل العلم وأهله؟ یستدل بأقوال الافاکین والدجالین أمثاله ابن ابي الحدید وسلیمان البلخي و یعتبرهم من کبار علماء أهل السنة ولکنه لا یری للامام مسلم وزناً یذکر!! فهذا هو البحث العمي الذي تعلمه في مدارس العلم ومعاهده؟ لیس هذا فحسب بل یستدل من کتبنا لیحتج بها غلینا؟!!!. سبحان ابي!!
الإدعاء الثاني والخمسون بعد المائة الرابعة :
قلت : لا أعرف ما الحکمة ولماذا یکتب هذه المدعي کل بحث علی حدة؟ وکأنه بحث مستقل عن الآخر ؟!!
إذا قلت أن علیاً کان یعلم الغیب والشهادة، فذلك یقتضي أنه کان یعلم کل شيء؟!!.
الإدعاء الثالث والخمسون بعد المائة الرابعة :
قلت : لا أری لذلك أهمیة تذکر ؟ إن کان یعلم الغیب فهو سیعلم هذا أیضاً من باب أولی !!
الإدعاء الرابع والخمسون بعد المائة الرابعة :
قلت : أولاً: لا أری لهذهِ الفیحة ابن ملجم فائدة أو من ورئها طائل .
ثانیاً : جاءنا هذهِ المرة بشاهد آخر، وهو (مسترکار الایل) نعم جاءنا به هذهِ المرة یذل سلیمان البلخي!! إن کان هذا الانجلیزي یؤمن حقاً ان علیاً کان ممن یعلمون الغیب فقل لي بالله علیك: لماذا لم یسلم؟ ثم إن السؤال الذي اراه ملحاً هنا : ان کان علي رضي الله عنه یعرف عبدالحمن بن ملجم ویعرف صفته و انه قاتله، وکذلك یعرف انه سیقتله في ساعة کذا وفي المکان کذا وبالطریقة کذا فلماذا لم یضرب عنق هذا الفاجر الماجن الشقيّ ؟ ما الذي عاد علیه بالفائدة من عامه للغیب رضي الله عنه؟ الم یکن جهله بهذا العلم افضل من العلم به ؟ اللهم انا نعوذبك من علم لا ینفع ---آمین.
الإدعاء الخامس والخمسون بعد المائة الرابعة :
قلت : الذي نعلمه أن وفاة سلیمان البلخي کانت عام الف و مئتان وثلاثة وستعون فمن این له کل تلك العلوم التي تدعون حصوله علیها وإلمامه بها؟ لا ندري لعله کان یعلم الغیب هو أیضاً ؟!!
الإدعاء السادس والخمسون بعد المائة الرابعة :
ذکر المؤلف تسعة أحادیث و کلها أحادیث موضوعة ولا تصح عن رسول الله صلی الله علیه وسلم ثم یقول : نقل سلیمان البلخي في کفابه (ینابیع المودة) هذا الحدیث :
عن ابن عباس قال : اخذ بیدي إلامام علي في لیلة مقتمرة فخرج بي الی البقیع بعد العشا وقال: اقرأ یا عبدالله فقرأت : بسم الله الرحمن الرحیم، فتکلم لي أسرار الباء الی بزوغ الفجر»
قلت : یا حسرة علی هذا الخائب المبغون ولأمثاله بماذا سیجیبون الله تعالی وقد قال الرسول اللع صلی علیه وسلم « من کذب علی متعمداً فلیتبؤا مقعهد من النار » فلا أدري من أي مصدر أو کتاب نقل سلیمان البلخي هذا الحدیث ؟ الکل یعلم أن سلیمان البلخي لم یکن من المعاصرین لرسول الله صلی الله علیه وسلم ولم یکن واحداً من اصحابة، وانما کان بینه وبین رسول الله صلی الله علیه وسلم الف وما ئتي عام !! وأنت ایها المدعي، ما الذي دعاك الی الاستدلال بأقوال سلیمان البلخي وهو لم یکن من رواة الحدیث ولا من أهله!! لماذا لم تنقل من المصدر أو الکتاب الذي أخذ منه هذا القول او ذاك ؟ أن الجواب کما اعتقد واضح لا یحتاج الی إطالة وهو أن الراوي الحقیقي لهذه الاحادیث و الاقوال إنما هو سلیما البلخي وابن ابي جدید و أمثالهما فالکل إنما خرج من جعبة أقوالهم وکنانة سهامهم المسمومةالتي أرادوا من خلالها ان یصیبوا بها الاسلام و أهله بمقتل ولکن الله خیب ظنهم و ابطل کیدهم والله غالب علی أمر وناصر دینه ومظهر برهانه والحمدلله .
الادعاء السابع والخمسون بعد المائة الرابعة:
ذکر المؤلف أنه یوماً قال لسیو الفرنسي: أن الاامام علي کان یقول: مثل نجوم السماء کمثل المدن عندکم، فتعجب المسیو الفرنسي من هذا القول ثم قید اسم کتابنا عنده؟!!
قلت: ان هذا الخبر لا یصح والنجوم لا تشبه المدن عندنا و انما هي عبارة عن کرات ناریة و هي مکونة من غازات و لیست من التربة کما هو الحال في ارضنا التي نعیش علیها!! و بهذا نعلم ذلك الخطأ الجسیم الذي ارتکبه المجلسي حینما قال ذلك، و لا عجباً إن کان المجلسي قد قال ذلك، ألیس هو القائل: إن الله تعالی یذهب کل لیلة جمعة لزیارة الحسین؟!! ثم ما الحاجة الی قول هذا او ذاك و عندنا کتاب الله تعالی و قد ضرب الله تعالی لنا فیه من کل مثل و أوضح فیه السبل و أخبرنا عن خلق الکون بما فیه من سماء و أرض و نجوم و أنبأنا کذلك عن بعض الاخبار المستقبلیة و کل ما یهم المسلم في دینه و دنیاه یجده في کتابه الله و سنة نبیّه الکریم علیه الصلاة والسلام و لیس لعلي في ذلك من الأمر شئ کما أن ذلك لیس لأحد من بشر غیره!! نعم إن علیاً رضي الله و سائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعین کان لهم الفضل بعد الله و رسوله علی الأمة فبهم نصر الله هذا الدین و بهم وضحب معالمه و هم السلف الصالح الذین بلغوا لنا الأمانة التي بعث بها سید ولد آدم أجمعین و لذلك فنحن نحبهم و نجلهم و نحترمهم و نعرف قدرهم و نترضی عنهم و خاصة منهم العشرة المبشرة و منهم علي، و هو رضي الله عنه لم یکن یعرف الغیب کما تدعي ذلك!!
فماذا تقصد بالنجوم؟ إن تقصد بها تلك النجوم السیارة التي تعتبر هي المحور والمرکز لما سواها من النجوم الأخری حیث الکل یدرو حولها فتلك نجوم لا یستطیع علي ان یراها حتی یشیر الیها؟ کما أنه قد ثبت شرعاً و عقلاً و أیدت ذلك کله البحوث العلمیة والمکتشفات الجدیدة انه لا یوجد کان حي علی هذه الکواکب والنجوم، فکیف بعد ذلك تدعون انها کالمدن التي نعرفها أو تشابهها؟!!.
الادعاء الثامن والخمسون بعد المائة الرابعة:
قلت: إن اعتراف ابن ابي الحدید لتلك المکانة العلمیة التي کان یتحلی بها علي رضي الله عنه کاعترافکم أنتم له رضي الله عنه سواء سواء!!
الادعاء التاسع والخمسون بعد المائة الرابعة:
قلت: الیوم الواحد = 1440 دقیقة، ولآن لنفترض أن قوماً جاؤوا لتهنئة الرسول صلی الله علیه وسلم في تمام الساعة العاشرة مثلاً، و نصف الیوم هو ( 700 ) دقیقة! ولو افترضنا کذلك أن کل ملك أراد أن یهنئ النبي صلی الله علیه وسلم و هذا یعني أنه یحتاج علی أقل تقدیر الی نصف دقیقة إذاً فهذا یعني أنه لو وقف الیوم کله لاستقبال المنهئین لاستطارع أن یهنئ « 1300» ملکاً، حسنا، فاذا اراد أن یهني الملائکة البالغ عددهم ( 000/120) فإنه یحتاج الی
ولآن هل لکم ان تجیبوننا کیف استتاع علي رضي الله عنه أن یوق بین حدیثه مع الناس و في الوقت نفسه بعد الملائکة الذین جاؤوا الی التهنئة و یفهم لغه کل ملك من الملائکة البالغ عددهم ( 12000 ) الف ملك و ذلك کل ملك کان یتکلم بلغة تختلف عن لغة الملك الآخر!!! کیف اذاً تدعون أنکم لستم من الغلاة، و انکم لا تعتبرون علیاً إلها؟!!
رحم الله تعالی شیخ الاسلام ابن تیمیة حینما قال فیکم: « إن الشیعة قوم بهت ».
الإدعاء الستون بعد المائة الرابعة:
قلت: اذا فأنت تدعي أن دلیله علی ما یقول هو هذه الآیة الکریمة؟ نقول لك: قد تکون مصیباً، و لکن علیك ان تعید قراءة الآیة کاملة من غیر قطع أو فصل بین اول الآیة و آخرها لتقف بنفسك و تعرف المعنی والحکم المراد من الآیة دون الحاجة الی أي شخ آخر و لتعلم أن الله تعالی أمر عبادة فیها عن التنازع أن یحکمواً کتاب الله تعالی و سنة رسوله فهما المرجع والملاذ عند التنازع والاختلاف و لنتأکد من حقیقة هذا القول تعالی لنقرأ هذه الآیة الکریمة: قال تعالی « یا ایها الذین آمنوا أطیعوا الله و اطیعوا الرسول و اولي الأمر منکم فإن تنازعتم في شي فردوه الی الله و والرسول» أرأیتم کیف لم یأمر الله تعالی بالرد الی اولي الأمر عند التنازع والاختلاف و إنما أمرنا بالرد الی الله و رسوله!! نعم نحن لا نعرف ذلك الرجل الخیالي المسمی بعلي والذي هو من بنات افکارکم و لا یعیش الی رؤوسکم الخربة حتی نرجع الیه و تتحاکم عنده اذاً اخلتفنا و تنازعنا؟!!!.
الادعاء الحادي والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: نعم نحن لا ننکر طاعة أولي الأمر بل نأمر بذلك إذا کان قوله لا یخالف الکتاب والسنة و لیس فیه أمر بمعصیة والدلیل علی ذلك قول المعصوم ابي القاسم علیه الصلاة والسلام « لا طاعة لمخلوق في معصیة الخالق» و أن اقولك: إننا نطیع أولي الأمر حتی و لو کان منهم فاسقاً فذلك صحیح لامریة فیه و لا ریب و لکن الأمر علی إطلاقه و إنما ذلك في حالة واحدة و هو ان هذا الفاسق الذي أصبح ولیاً لأمر السملمین إنما جاء للحکم والسلطة بالقوة والغلبة و فرض نفسه علی المسلمین فرضاً بحیث لا یستطیع المسلمون عزله او تنحیته عن السلطة هذا من جهة و من جهة أخری ألا یکون ممن ینکر ما هو معلوم من الدین بالضرورة و لم یرتکب إثماً او عملاً یخرجه عن الملة أو یأمر بشئ فیه معصیة الله و رسوله فإن فعل ذلك فلا تجب طاعته البته!! کما أن للمسلمین منعه أو صدّه عن فسقه و فجوره اذا استطاعوا ذلك و لا فلابد من نصحه ماللین اذا کان ذلك في قدرتهم و تحت استطاعتهم و اذا لم یستطیعوا ذلك فعلیهم الانکار بالقلب و ذلك اصتعف الایحان کما شهد بذلك الحدیث الصحیح.
اما اذا کان لدیکم حلاً افضل و طریقاً أقوم و وسیلة أنجع فهاتوها فإنا نرحب بکل ما فیه الخیر والرشد والاستقامة للأمة الاسلامیة کلها.
الادعاء الثاني والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: أهل السنة والحمدلله متفقون علی أن الذي تبایعه الأمة السلامیة علی الامامة لا تشترط فیه العصمة و لیس بالضرورة ان یکون ولي الأمر معصوماً!! کما إننا لم نقل أن علی الأمة أن تطیع ولي الأمر في الصغیرة والکبیرة مهما کانت، بل قلنا: تجب طاعته اذا کان موافقاً للکتاب والسنة، و ذلك لأن الامة لابد لها من إمام و هي بحاجة الیها لحاجتها الی الماء والهواء فلا یمکن ان نتصور حکومة و دولة من غیر امام کما أنه لا یکون هناك مسمی حقیقي للامام من غیر طاعة، نحن نتکلم عن واقع و حیاة و نظام یعلم به بین افراد هذه الأمة المسلمة!! نحن لا نغیش عالم الرؤی والخیالات والاوهام!! اخرجا الینا مهدیکم من سردابه إن کان له حقیقة وانظروا بعدها هل سنطیعه أم نعصیة ثم بعد ذلك لکم الحق الکامل في تأنیبنا والقائ اللائمة علینا؟!
الادعاء الثالث والستون بعد المائة الرابعة:
یعترض المؤلف و یقول: ینبغي بولي الأمر للامة أن یکون شخصاً واحداً و لا یصح أن یکون عدة اشخاص.
قلت: و نحن نقول بذلك أیضاً، و لکن ماذا عساك ان تفعل اذا کنت لا تجد علی ارض الواقع الذي یعیشه المسلمون و ذلك الشخص الواحد؟ کلنا نرغب و نود و هکذا ینبغي أن یکون للأمة الا سلامیتر کلها ولي أمر واحدٍ والکل بعغیش تحت مظلة خلیفة واحد و لکن ینبغي شئ و واقع الأمر شئ آخر فماذا عساك ان تفعل و ما أنت قائل؟!!.
الادعاء الرابع والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: حاصل الأمر و بیعد عن فلسقك و هذرك فإن في النتیجة ستجد نفسك مصطراً الی تنفیذ السلطة التي یرأسها ابن عبد العزیز حال ذهابك الی السعودیة لانه هو ولي الأمر هناك!! و کما ذکرت لك سابقاً ان الشخص اذا أخذ زمام السلطة بالقوة و فرض نفسه علی الأمة فإن نستطیعه مکرهة شاءت أم أبت و انت ستطیعه أیضاً أما اذا تمکنت الأمة من عز له واستبدا له عن هو أصلح للامامة والخلافة فهذا أمر لا ینکر أحدا ستحسانه واستضوا به .
الادعاء الخامس والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: هاتنا بالمهدي و أقنعه أن یعدل عن رأیه و اصرارة علی البقاء في سرداب سامراء فإن جاءنا و رأیناه فانظر عندما أنطیعه أم لا؟!! إن أولي أمرکم الذین هم خلفاء الله في ارضه قد هربوا واختفوا عن ناظر اولي الأمر في هذه الأرض الذنی جاؤوا اللسلطة بالقوة و الإکراه والغلبة، فماذا انت فاعل؟ اما کان ینبغي أن یذکر ذلك في القرآن لتکون الأمة علی بنیة من أمرها فیقال لها و بکل صراحة و شغا فیه ان المقصود بأولي الأمر في هذه الآیة هو علي رضي الله عنه؟ فنصیحتي لك، الا تتعب نفسك و دعك عن هذا اللف والدوران والحدیث عن هذا الموضوع بما لا طائل من ورائه!!
کلما قلنا للمؤلف : هات دلیلاً صحیحاً من کتاب الله تعالی و لو آیة واحدة تثبت هذا الحق أو هذا الادعاء او ذات، جاءنا بالآیات التي تتکلم عن أبینا آدم علیه الصلاة والسلام او ابراهیم الخلیل علیه الصلاة والسلام و اذا سألناه کیف ذلك؟ قال ألیس علي من ولد آدم؟!!. هذا هو أسلوب و طریقة الشیعة في الحجاج والمجادلة؟! طریقة ملؤها اللجاج والعناد والمماحلة فإذا اراد أحد أن یناقشهم أو یجادلهم اجبروه علی ترك النقاش لنخلوا لهم الجو فیقولوا ما شاؤوا و متی شاؤوا..!!! و لا تذهب بعید فهذا الکتاب الذي بین ایدینا و اعني به کتاب لیالي بیشاور والذي أنفق لیه مؤلفه الخاسر المغبون سني عمره و ساعاته من أصدق الأمثکة علی ما نقوله!! ها نحن قد قرأنا صحیحي البخاري و مسلم فلم نر فیها ذکراً للتقي و لا العسرکي ولا غیره من الأئمة، کما أن هذه الآیات لا تعلق لها بعلي رضي الله عنه، و لو قلنا جدلاً: أن المقصود والمراد من أولي الأمر في الآیة هو علي رضي الله عنه فما فائدة ذلك، و ما الخیر الذي سیعود علی الأمة من وراء ذلك؟ لقد مات علي، واختفی المهدي و آثر النوم والراحة والدعة والسکون في السرداب الذي أوقفوا علی بابه رجلاً بعصاً غلیظة فلا یجرؤا اشجع الرجال علی النظر الیه فما بالك بالمسکین الذي هوب من ایدي اغلائه؟!!
و في نهایة الأمر نجد انفسنا و ایاك أیها المدعي الی ترشیح أن تنصیب من یجمع أمر هذه الأمة من الشتات والضیاع الذي حلّ بها أمراً لا مفر منه و لا مناص عنه!!.
الادعاء السادس والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: إن مما یعتقده أهل السنة والجماعة و واتفقوا علیه طوال تاریخهم المجید أنه لا یوجد هناك أحد من أمة محمد صلی الله علیه وسلم بعد نبیها من هو معصوماً من الخطأ والزلل بل کل یؤخذ منه و یرد عیه الا اباالقاسم علیه الصلاة والسلام فهو الذي عصمة الله تعالی من الخطأ فبلغ الرسالة اکمل تبلیغ و أدی الأمانة علی أحسن وجه فتبارك من کمله بالاخلاق الفاضلة والصفات الجمیلة و جنبه عن رذائل الاخلاق و ذمیمها. و أما قول سلیمان البلخي فهو مخالف لا قوال أهل السنة والجماعة و هذ خیر دلیل علی کون البلخي هذا شیعي محترق و لم یکن یوماً سنیا او حنفیّاً طرفة عین!!!.
والآن هل لك أن تجیبونا علی هذا السؤال؟
لماذا کلما أردتم الحدیث عن عقیدة أهل السنة والجماعة نراکم تجرون لاهتین خلف المدعو سلیمان البخلي الحنفي هذا؟ ما الداعي الی تعظیمه و نثر عبارات التمجید والکلمات الفادنحة مع أنه و کما تزعمون أنتم واحداً من مقلدي مذهب الامام ابي حنیفة النعمان علیه الرحمة والرضوان!! لماذا لا تتحدثوا حین تتحدثوا عن عقیدة أهل السنة والجماعة لا تتحدثوا عنها بلسان إمامها الجبل الشامغ والعلم الراسخ أبي حنیفة رحمه الله؟ لماذا ترکتم الحدیث عن إمام هذا المذهب و ذهبتم تهیمون علی وجوهکم بحثاً عن شخص نکرة مجهول تائه في دروب جبال الهند و کوش من أرض افغانستان؟!!
الادعاء السابع والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: أولاً: لم نعتقد یوماً أو نعتبر أن الخلفاء المنتخبین من قبل الأمة أو جماعة المسلمین هم المجتبین من قبل الله تعالی حتی نتتظر یعد ذلك أن تتنزل في حقهم الآیات القرآنیه.
ثانیاً: الکل یعلم أن الأمامة تعتبر عندکم من الاصول المهمة و أحد أهم الارکان التي یقوم علیها الدین فإن لم یکن لدیکم في ذلك مائة آیة فلا أقل من آیة واحدة تثبت أهمیة هذا الرکن العظیم الذي هو أهم من الصلاة التي جعلها الله تعالی عمود الدین و رکنه المتین!! فقیاسك هذا مع الفارق، فنحن عندما یسألك الدلیل من القرآن الکریم عن عدد ابناء الامام التقي هل کانوا أربعة أم خمسة فعندها یکون لدیك الحق و یصح قیاسك و لك أن تقول لنا حینها: ان القرآن لم یذکر عدد رکعات الصلاة کذلك؟!! فقولك هذا لا صلة له بموضوعنا هذا الیه و مثلك کمثل ذلك السارق الذي دخل بستاناً فتسلق َأحد الاشجار المثمرة و أخذ یقطف التفاح و یضع في کیسه فرآه صاحب البستان فصاح به: یا عدیم الحیاء الا تخجل من عملك هذا کیف تدخل بستاني و تسرقني نهارا؟ فأجابه السارق من علٍ: و أنت لماذا لم تشتر لأهلك الکسوة والثیاب؟!!!.
أفهمت الآن؟ إن قیاسك الإمامة و انها أصل عظیم من أصول هذا الدین علی عدد رکعات الصلاة کجواب هذا السارق لصحاب البستان!!.
الادعاء الثامن والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: جاء في القرآن اکثر من سبعمائة آیة في الصلاة و احکامها و هي فرع من فروع الدین و رکن واحد من أرکانه و جاءت کذلك العدید من الآیات التي تتکلم عن الوضوء والغسل و هما کذلك من فروع الدین، فکیف لم تأت آیة واحدة في الإمامة و هي عندکم أصل أقیل من هذا الدین؟
الادعاء التاسع والستون بعد المائة الرابعة:
قلت: جاولت جاهداً أن تثبت حق الامامة لعلي من کتاب الله تعالی ثم عدلت عنه الی أقوال الحمویني و الهمداني و سلیمان البلخي و محمد بن یونس الشیرازي!! و لکن قل لنا: من هذا الأخیر الذي ذکرت اسمه في زمر ة العلماء الأجلاء والأئمة الفطاحل؟ اتراه أحد علماء أهل السنة و نحن لا نعرفه؟!!.
الإدعاء السبعون بعد المائة الرابعة:
قلت: أظنك قد وعدتنا أن تأتینا بالدلیل من القرآن؟ ألیس کذلك؟ ثم علیك أن تعلم، إن کان سلیمان البلخي هذا واحداً من اکبر علماء أهل السنة و لم یکن شیعیاً فهذا یعني ان عبدالرحمن ابن ملجم کان أحد أصدقاء علي و لم یکن عدوة؟!!.
نعم، إن کان سلیمان البلخي و ابن ابي الحدید والهمداني هم کبار علماء أهل السنة فذلك یقتضي بالضرورة ان الامام البخاري و مسلم و الامام أحمد و أبو حنفیة و مالك والشافعي و ابن کثیر و ابن رجب و شیخ الاسلام ابن تیمیة و ابن القیم رحمهم الله رحمة واسعة لم یکونوا الا من صغار علمائنا نعم لم تعتبرهم الا من أصاغر العلیماء و ذلك لانك لم تستدل باقوالهم و لم نرك تأبه بهم في کتابك؟!!
إن ما أخبر به القرآن و ذکرته السنة المطهرة حقیقة لامناص منها و مما ذکراه وقوع بعض الاحداث المستقبلیة فمنها من وقع و رأینا و رأی من قبلنا حقیقة ما أخبر به الکتاب والسنة و منه ما سیقع في المستقبل العاجل والآجل و منه ما وقع بعضه و لم یقع بعضه الآخر و هکذا فکل ما أخبر به الله تعالی و أخبر به رسوله و صح نقله الیبا فإنه یتعع لامحالة و مما أخبرنا به الرسول اعلیه الصلاة والسلام أنه سیحکم اثنا عشر خلیفة، نعم لقد صح ذلك عن رسول الله صلی الله علیه وسلم و لکنهلم یقل أن هؤلاء الخلفاء سیحکون و یظهرون بالتتابع او أن حکمهم سیکون متصلاً اذا مات واحد خلیفة الآخر، کما انه لم یذکر أن السجین سیکون خلیفة و لم یقل أن الخائف الهارب المذعور أحد هؤلاء الخفاء الاثنا عشر، و لم یقل کذلك انه عمر أحدهم خمس سنوات او اقل أو اکثر من ذلك بقلیل حینما یتولی الخلافة؟!! ثم إن تماثل عدد أئمتکم الاثنا عشر لما جاء في الحدیث لا یعدّ دلیلاً کافیاً اذ لابد من توفر الشروط الباقیة لیصح قولکم و قیاسکم!!
کیف نعد موسی بن جعفر خلیفة و هو لم یجلس للخلافة یوماً واحداً و انما کان سجینا بأمر الخلیفة آنذاك هارون الرشید؟ کیف یمکننا اعتبار علي الرضا خلیفة دون المأمون الذی هو الخلیفة الفعلي والحقیقي في الوفت الذي لم نر الرضا قد تولی الخلافة و لو لساعة واحدة حیث کان ولیاً للعهد بأمر المأمون و قد توفي في حیاة الخلیفة العباسي المأمون بن الخلیفة هارون الرشید؟!! إذا تماثل أقوالکم لبعض ما جاء في حدیث النبي صلی الله علیه وسلم لا یعني أنه یوافقه من کل وجه و صدق من قال: لیس کل ذي شارب أبوك!!
کنت ذات یوم أجلس مع بعض الاصدقاء في المحل الذي نبیع فیه العسل، فدخل علینا مجموعة من الرجال بینهما رجل، یحمل بیده عصا و أجلسوه علی کرسي کان في المحل ثم طلبوا منا عسلاً و قالوا: هذا أمیر المؤمنین و خلیفة المسلمین!! لقد رفعنا الرایة السوداء و سوف نفتح الهند و بیت المقدس!! و کأنهم کانوا یقصدون بقولهم هذا الحدیث الذي جاء عن النبي صلی الله علیه وسلم حیث اخبر منه علیه الصلاة والسلام ان رجالاً یبعثهم الله من خراسان یحملون الرایة السود یفتح علیهم بیت المقدس و کذلك الحدیث الذي ذکر فیه حرب في الهند!!
قلت: فکون انهم یحملون الرایة السوداء و کون ان الرجل الذي کان یحمل تلك العصا من قریش او أنه من بني هاشم لا یعد ذلك دلیلاً کافیاً علی صحة خلافة من یدعي ذلك؟ أو أن الحدیث إنما یعني هذا الشخص دون غیره؟ و بالفعل فقد رأینا هذه الجماعة و ظهرت لنا نتیجة عملهم حیث باءت دعوتهم بالفشل الذریع و ذلك هو أمیر المؤمنین یعیش لاجئا او مقیماً في العاصمة البریطانیة لندن؟!!. فمثلك أیها المدعي مثل هؤلاء الدعاة الی أمر هو لیس من حقهم و لم یقدر الله تعالی أن یکون من نصیبهم!!
و لکن لرب سائل یسأل: فما هو التفسیر الصحیح لهذا الحدیث؟ و قبل أن أجیب علی هذا السؤال لابد من القول: أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قد أخبر الأمة ان هناك أمور ستقع في آخر الزمان أو في الا زمتة المسقتلیة و نحن لم نکن نعرف المراد الدقیق منها الا بعد وقوعتها مثل اجتماع الیهود في بیت المقدس و قد اجتمعوا هناك و حدیث بناء السور و هم قد بدأوا ببناءه و حدیث قتالهم علی ضفتي النهر و حدیث حربنا معهم و القضاء علیهم و هذه الاحداث لم تقع بهد و لا ندري من الذي سیقاتلهم و کیف و متی؟!! والآن فقد ورد کذلك من الاحادیث الصحیحة و هي تحکي لنا ان هناك إثنا عشر خلیفة سیظهرون في هذه الأمة و کلهم یحکم علی منهاج النبوة و لو تمعنا هذه الاحادیث و راجعناها فإنه یتبین لنا أن الخلفاء الراشدین رضي الله عنهم و عمر بن عبدالعزیز أفضل من یصدق علیهم هذا الحدیث والله تعالی أعلم بمن سیأتي بعدهم، ثم أخبرنا النبي صلی الله علیه وسلم أنه سیأتي بعد هذا الحکم علی منهاج النبوة ملکا عضوضاً ثم سیکون في آخر الزمان حکماً علی منهاج النبوة و لعله مهدینا لا مهیّکم و خلاصة القول: فإن هذا الحدیث الذي جاء فیه ذکر الأئمة الاثنا عشر لا یشیر الی أئمتکم أنتم و لا یتعلق بهم و حجتکم رحضة فالحدیث یتکلم عن اولئك الخلفاء الذین یظهرون في هذه الأمة ثم یحکمون علی منهاج النبوة و یمکن الله لهم في الارض أما أئمتکم فتمساکین لم یروا من الدنیا الا ظلمة السجون والشراب المسموم؟!! نعم ان الخلیفة المسلم لابد له من شروط یجب أن تتوفر فیه و منها أن یکون هو صاحب السلطة والکلمة في الدولة و ان یکون هو الآمر سجن من سرآه یستحق لذلك من الظلمة لا أن یکون هو المحبوس في عناهب السجون کما ذکرتم ذلك عن إمامکم موسی الکاظلم؟!! الخلیفة هو الذي بیده تعیین ولي العهد الذي یراه مناسباً لخللافة و لا یعینه من ترونه معتصباً لخلافة من هو أحق بالخلافة منه!! ثم ان الخلیفة هو الذي یخشی سطوته و جبروته العتاة والعصاهة ولا یعقل ان یکون هو بنفسه خائفاً یترقب ثم یهوب من اعدائه و یختفی الا الأبد و ذلك مثل مهدیکم الذي فرّ و غاب و لم یعثر أحدٌ له علی أثر؟! ألیس أختفائه هذا و فراره من ید اعدائه دلیلٌ علی أنه لا یستحق أن یکون خلیفة بکل ما تحمل هذا الکلمة من هییة و جلال و تقدیي و احترام...!!!
الادعاء الحادي والسبعون بعد المائة الرابعة:
قلت: الجاحظ هذا لا یعدّ من أهل السنة والجماعة و کل من عرف هذا الرجل و عرف عقیدته سیقول بقولنا و هو أقرب الیکم ایها الشیعة منا.
الادعاء الثاني والسبعون بعد المائة الرابعة:
بعد هذه المقدمة الطویلة والاقوال العدیدة یذکر لنا المؤلف قول ذلك السني الذي أتانا به من عالم الأوهام والاحلام فیقول: لقد عثرت علی جواب السؤالي الهام والذي یقول: هل ورد اسم علي في القرآن؟ و لماذا لم یرد فیه؟ والآن دعونا نطرح هذا السؤال و بعیداً عن تلك المناظرة الوهمیة التي لا حقیقة لها علی ارض الواقع فأقول: تعلم جیداً أیها المدعي الکذاب إنه لا یسعنا و لیس ذلك في قدرتنا أن نرفع رؤوسنا لنقرأ ما کتب علی العرش، فماذا انتفت القدرة والاستطاعة فأصبح هذا المکتوب کعدمة لانه یصبح عدیم الفائدة، والکل یعلم إن أحدنا إذا أراد یکتب شیئاً هاماً واراد أن یطلع علیه سائر الناس فإنه یستوجب علیه أن یکتب هذا الأمر في موضع یسهل علی الجمیع قراءته والاطلاع علیه من غیر مشقة تذکر!! فالتکلیف لا یکون الا بمستطاع معاوم واضح الدلالة والعبارة و هذا کتاب الله تعالی ألم ینزل علی رسول الله صلی الله علیه وسلم من العرش؟ فلو کان ادعاؤکم صحیحاً لذکر الله تعالی فیه أسماء أئمتکم فلو کانت اسماؤهم مکتوبة علی ساق العرش ابتداءاً یعلي الحسن والحسین والسجاد والباقر والصادق و موسی والرضا والتقي والنفي والعسکري و آخرهم هو المهدي، فلماذا نر ذلك في الکتاب الذي انزل الله من علیاء عرشه؟!!
نعم لقد قرأنا القرآن و تعبدنا الله تعالی بتلاوته و آمنا به و بما جاء فیه و قرأنا في هذا القرآن أسماء الانبیاء والمرسلین من لدن آدم الی محمد صلی الله علیه وسلم و لکن لم نجد لمن کتبت اسماؤهم علی ساق العرش اثراً یذکر فیه !
الادعاء الثالث والسبعون بعد المائة الرابعة:
قلت: مادمت علی هذه العقیدة الفاسدة حیث تعتبر علیاً الها من دون الله تسب ازواج النبي الطاهرات و تطعن في عرضه ضلی الله علیه وسلم فلا تقوقع أو تنتظر منا أن نتفق معکم أو نهادنکم طرفة عین فأنتم حقاً أعداء الله و رسوله و دینه و شرعه؟!!
الادعاء الرابع والسبعون بعد المائة الرابعة:
قلت: کلام فارغ، و أقوال مکررة، آمنت بها أیها المدعي و اعتقدتها و رأیت العمل بها شرعاً تجب طاعته و لقد عکمت قبل غیرك انه مذهب لم تقم دغائمه الا علی محاربة العقیدة الصحیحة والمذهب الحق الذي آمن به أهل السنة والجماعة فهل تنتظر بعد ذلك أن تجتمع کلمته السنة والشیعة علی مذهب هو اقرب الی الجاهلیة الجهلاء منه الی الاسلام و سماحته و طاهرته!! انتم یا معشرالشیعة دیدان لا تعیش الا في الاماکن اعظلمة و لا یمکنکم أن تستمروا في العیش الا علی محاربة الحق و أهله، و دینکم إنما یقوم علی الاکاذیب والمفتریات و سبا والانصاف والنزاهة ما تقدمونه للآخرین مسوی شیئاً واحداً: ان عمر قد ظلم علیّاً واغتصب حقه!!!
الادعاء الخامس والسبعون بعد المائة الرابعة:
قلت: الکذاب الظاهر في قوله، هو أنه یدید أن یثبت تلك القدسیة والاحترام لبیوت الله تعالی لم تکتسب لکونها مساجد للذکر والصلاة و انما اکتسبت ذلك لوجود نبي أو وصي قد دفین فیها؟!! یرید ان یثبت ذلك لیمهد الطریق الی عیادة القبر المنسوب الی علي والحسین زوراً و بهتاناً نعم، اقول زوراً و بهتاناً لانه لا یوجد دلیل صحیح ان هذا القبر المنسوب الی علي هو قبره حقیقة!!
نعم لو کان ذکر الله تعالی فیها مرتبط بدفن أحد الشهداء فیها فلماذا یا تری أبدلت مساجد الاندلس هناك الی دور للخنا والزنا فنذقرون عدیدة؟ هل ذلك أیضاً من برکة دماء الشهداء الذین دفنوا فیها؟!!
و لماذا جعل الروس حینما استولوا علی بخاری و سمرقند من المساجد اصطبلا لخیولهم و اماکن لمراقصهم؟!!
الخاتمة
الکلمة الأخیرة:
أحیل ابي علی التقاعد و رأی أن یعمل محاساً لدی أحد اثریاء العاصمة الایرانیة طهران، و عندما جاء لزیارتي الی بیشاور و لأول مرة قال لي من قبیل النصیحة من جهة و من باب التعصب للمهذهب الشیعي من جهة أخری مبدیاً أسفه أن جهوده التي بذلها ذهبت هباءاً منثوراً و لم تؤت أکلها والثمرة الموجوة منها فقال: ان الرجل الثري یذهب خمسة عشر یوماً الی قبر الامام الرضا من کل سنة حیث یوقم علی خدمة هذا القبر الشریف مع انه یملك الملایین!!!
ثم اضاف قائلاً: و قد اشتری الحاج الثري نسخاً کثیرة من کتاب « لیالي بیشاور » و کل زائر یأتي الیه من المحفظات المختلفة یقدم له نسخة منه کهدیة منه!! و ذات یوم باع هذا الکتاب بروبیتین أفغانیتین لرجل أفغاني،فجاءه هذا الافغاني في صباح الیوم الثاني طالباً منه استرداد الکتاب ثم قال له: ان إمامنا و شیخنا یقول: لا تقرأوا هذا الکتاب و لا تنظروا فیه، و هذا یدل دلالة واضحة لا تحتاج معها الی قول قائل أن الافغان کانوا لا یتفقون مع صاحب الکتاب و لا یجیزون النظر في الکتاب.
ثم قال أبي: عندما رجع هؤلاء قلت للحاج صاحب العمل و ذلك من باب النصحیة: علیك الا تسخط المشترین و الا لن یأتوا الیك مرة أخری؟!! فقال الحاج الثري: لا یأتون؟ الی جهنم! لا یأتون؟ الی سقر!
أعلمتم الآن ما هو السر الذي کان وراء استمرار هذا المذهب الشیعي الفاسد؟!! اقرأوا کتاب لیالي بیشاور من أوله الی آخر صفحة فیه فإنکم لن تجدوا فیه صفحة واحداً تخاومن الکذب..!! و لو کان لدی الشیعة من الأدلة ما لدی السنة من الادلة القویة الصحیحة المتنعة لاستطبعت أن استخرج جذور جمیع الاجیال التي مضت من ابناء اهل السنة والجماعة ولاقنعتهم بما لدینا من الحق والهدی الصحیح!!
أنا اعرف جیداً ان المؤلف لا یملك دلیلاً واحداً علی صحة ما یقول بل جمیع الادلة متظاهرة علیه و داحضة ما لدیه وهي ضد العقیدة التي آمن به و نامخ عنها، نعم إنه لا یملك من الادلة شیئاً یذکر و لکنه بمثابرته و صبره و نفسه الطویل استطاع ان یکتب لیالي بیشاور هذا الکتاب الذي یتألف من ألف صفحة بالتمام والکمال الف هذا الکتاب و قد فیحی یوقته و لم نطلب مقابل ذلك من المنافع الدنویة والمادیة شیئاً یذکر و ماذاك الا لخدمة مذهبه الباطل و عقیدته الفاسدة، و لا یفهم من کلامي هذا أنه لا یوجد بین أهل السنة من قدم مثل هذا و مثله الکثیر بل إن هناك الآلاف من علماء أهل السنة والجماعة من قدم الکثیر والکثیر في سبیل خدمة هذا الدین بل ما یقدمه الواحد من ابناء أهل السنة والجماعة لا یستطیع أحد من الشیعة أن یقدمه و لو احتمعوا له!!
إن أبناء اهل السنة والجماعة علی استعداد تام لتقدم النفس رخیصه في سبیل دینها و عقیدتها بینما لا یوجد من الشیعة من هو علی استعداد لأن لنجي بنفسه حقیقة في سبیل هذا الدین و لا یملکون الا الادعاء فقط.
فقولي هذا موجة بالدرجة الاولی الی المتکاسلین من أبناء أهل السنة لیأخذوا بزمام المبادرة الی العمل الجاد لخدمة هذا الدین منهجاً و عقیدة، ان کلامي هذا موجه لمن سیقفون غداً بین یدي الرب الجلیل لیسألهم بما قدموه في سبیل خدمة دینهم و أمتهم!! کما أنه نصیحة موجهة الینا نحن کذلك لنکون علی استعداد تام لخدمة دیننا و عقیدتنا و کتاب ربنا الذي أمرنا بالدعوي الی هذا الدین القویم بالحکمة والموعظة الحسنة و إني علی یقین تام أن هناك الکثیر من الشیعة متعطشون الی سماع الکلمة الصادقة و معرفة الحق علی لسان أهله و انهم إذا یسمعون لعرفوه و آمنوا به واتبعوه، فهل فطنا الی صعوبة المهمة الملقاة علی عاتقنا؟ و هل وعینا ثقل الأمانة المناطة بنا؟ لا تشادوا الذین فإن ماشاد أحد هذا الدین الا غلبه!! و ان الهدایة بید الله تعالی یهدي الیه من یشاء، ألم أکن واحداً منهم؟ بلی، کنت منهم، و لکن الحق یحتاج الی تلك الحناجر التي تصیح و تهتف بأعلی ما تستطیع. « والذین جاؤوا من بعدهم یقولون ربنا اغفرلنا و لاخواننا الذین سبقونا بالإیمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذین آمنوا ربنا إنك رؤوف رحیم».