JustPaste.it

تنظيم الدولة

يخلق فتنة في الكرمة

ويحاول احتكار ومنع إدخال الوقود والغذاء

 

بعد أن حرر ثوار العشائر ومعهم أبناؤهم في الفصائل المقاتلة وفي طليعتها جيش المجاهدين في الكرمة قام جيش المالكي بتقطيع الجسور والمعابر على الأنهار التي تعتبر منافذ خارجية للكرمة لكي يوقف زحف الثوار باتجاه بغداد ويعزل الكرمة عن المناطق المفتوحة خلف ذراع دجلة، علمًا أن منطقة الكرمة حاليًا تعتبر من أوسع الأقضية في العراق مساحة.

وتمتد أراضيه الزراعية لمساحات شاسعة من الأرض.

وتحيط بمنطقة الكرمة عدد كبير من الأنهار والمبازل، وأوسعها وأكبرها نهر ذراع دجلة الذي ينصف منطقة الكرمة إلى نصفين ويمتد من الغرب إلى الشرق ويقع شمال مركز قضاء الكرمة.

قام العدو الصفوي بتفجير جسر الرعود وجسر الشيحة للحيلولة دون تنقل الأفراد والمواد الغذائية والوقود وأبقى على جسرين هما ناظم 28 والممسوك من قبل العدو بقوة لواء مدعوم بعدد كبير من المليشيات بدل من الفوج الرابع اللواء الأول الفرقة الأولى التدخل السريع، إضافة الى الناظم الثاني الواقع شمال مدينة الفلوجة على طريق سامراء والممسوك أيضا بقوة من العدو.

عمل الناس في بداية الأمر على إيجاد وسيلة تنقل بين طرفي القضاء بوضع ما يسمى بالعبرة, أي التنقل عن طريق الزوارق كعبرة للتنقل بين ضفتي النهر.

بعد تحرير المنطقة دخل عناصر تنظيم (الدولة) وكان عددهم حينها قليلًا جدًا، ولم يكن لهم أي ظهور بالساحة وكان تعاملهم مع الناس مبني على أنهم قوة ضعيفة غير مرغوب فيها ويحاولون كسب ود الناس (تمسكن حتى تتمكن)، حتى قال قائلهم: أتريدون أن تمنعونا أجر الجهاد معكم! وهذا القول قاله أحدهم في منطقة الصبيحات في الكرمة.

وبمرور الأيام قاموا بجلب أعداد كبيرة من المقاتلين مستفيدين من أن المنطقة محررة. وكانت الفصائل وفي مقدمتها جيش المجاهدين وهو أكبر قوة في القضاء منشغلين ومنهمكين بالمرابطة على الثغور وصد هجمات العدو المتتالية الذي كان يحاول حينها استعادة المنطقة الحيوية لحزام بغداد فلم يكن يمر أسبوع إلا ويشن العدو خلاله ثلاث هجمات أو أكثر على مختلف القواطع وقد قدم ثوار العشائر والفصائل كوكبة من الشهداء كتبوا بدمائهم ملاحم لا تنسى وكان على رأسها المعركة الفاصلة في منطقة البو عبيد بين أفراد جيش المجاهدين والعصائب بقيادة قائدهم أنور كريمة وقد وصل حال المعارك معهم بالتقاتل بالسلاح الأبيض (السكاكين) والاشتباك القريب وقد قتل خلالها عدد من قيادات جيش المجاهدين من أبرزهم أبو أيوب المصلحي وسفيان ومن ثم أوس وأبو زينب اللهيبي، وكثير من أفراد جيش المجاهدين.

وكان أفراد ما يسمى بدولة العراق والشام منهمكين بالتكتل داخل القضاء بحثًا عن المقرات والمكاسب، ويضعون في كل ثغر من الثغور مفرزة صغيرة جدًا. وأما قوتهم الكبيرة فقد جمَّعوها ونظموها داخل القضاء وكان ذلك في غفلة من ثوار العشائر وبقية الفصائل.

وقد تسببوا بخلق مشكلة مؤخرًا بسبب أحد قياديهم المدعو (ن) المصلحي وهذا من شرار الناس حيث قام قبل أسابيع بأخذ مفرزة ومسك العبرة العامة ثم بدأ يمنع الناس من العبور من خلالها على اعتبار أنها عبرة خاصة بتنظيم (الدولة)، ولا يسمح لبقية الفصائل ولا لعوام الناس بالعبور من خلالها، وقد حدث يومًا أن تفاجأ أفراد جيش المجاهدين بعد أن حاولوا العبور كالمعتاد من خلال العبرة وهم يحملون العتاد لإدامة إحدى المعارك مع الرافضة تفاجأوا بأن قام عناصر تنظيم (الدولة) بمنعهم من العبور بذريعة انها تعود لما يسمى بالدولة!

ودفعًا للفتنة قامت جماعة جيش المجاهدين بتنظيم عبرة عامة للناس ومعروفة في المنطقة باسم عبرة جيش المجاهدين ووضع قوة خاصة لحمايتها. واعتاد الناس على أن يأتوا لهذه العبرة حيث يقومون بالعبور بالمواشي والمواد الغذائية والبانزين والكاز لإدامة أسواق القضاء وأصبحت هذه العبرة المنفذ الوحيد لذلك.

وفي الآونة الأخيرة وتحديدًا قبل شهر من الآن قام المدعو (ن) المصلحي باعتراض الناس على الضفة الثانية من العبرة التابعة لجيش المجاهدين، ومنعهم من إدخال مادة البانزين والكاز إلى القضاء وقال لعوام من الناس: من يريد البانزين والكاز فليشتري من أفراد تنظيم (الدولة) المنتشرين داخل القضاء.

فاشتكى الناس ذلك لأفراد جيش المجاهدين المتواجدين على الضفة الثانية من العبرة، فأكد لهم أفراد جيش المجاهدين أنهم متواجدون لخدمة أهل المنطقة ومساعدتهم في هذه المحنة وقالوا لهم: قوموا بإدخال أي مادة تساعد على التخفيف عن كاهل الناس وبما يساعد في توفير المواد الأساسية الشحيحة في القضاء وتخفيف الأسعار.

وفي صباح هذا اليوم قام المدعو (ن) المصلحي بجلب مفرزة لمحاولة منع الناس من إدخال أي مادة من الكاز والبانزين وبعد أن يأس من منع الناس جاء الى أفراد مفرزة جيش المجاهدين وطلب منهم إغلاق العبرة وعدم السماح بإمرار مادة الكاز والبانزين وعندما سأله أفراد جيش المجاهدين بأمر من؟ قال: هذا أمر المسؤول العسكري لتنظيم (الدولة) المدعو أبو (ث)، وبعد جدال وحوار أبلغه أفراد جيش المجاهدين بأن العبرة مفتوحة لعوام الناس وليس له الحق بمنع الناس من إدخال ما يحتاجونه داخل القضاء.

فقال بالحرف الواحد: إذًا سنمنع وبقوة عبور الكاز والبانزين على هذه العبرة وشهر سلاحه على أفراد حماية العبرة المتواجدين، وقال: الذي يريد أن يأكل أو يشرب أو الحصول على الوقود فليذهب إلى إمارة (الدولة) في الكرمة، وليشتري منها.

عند ذلك اتصل أمير المفرزة المكلفة بحماية العبرة بقيادة جيش المجاهدين في القضاء وقامت القيادة بإرسال مفرزة لحماية العبرة وقبل وصول المفرزة ب 2 كيلو انسحب المدعو (ن) ومعه مفرزته بعد أن أخبرته إحدى سيطراتهم بأن قوة لجيش المجاهدين اتجهت الى عبرة جيش المجاهدين، وبعدها قامت قيادة ما يسمى بتنظيم (الدولة) باستنفار أفرادها وقطع الطريق في إحدى السيطرات داخل الكرمة بالأسلاك الشائكة وبالتحديد أمام مركز شرطة الكرمة سابقا، وقاموا بسحب عناصرهم من منطقة السجر وتسلقوا أعلى المباني في هذه المنطقة لنصب كمين غادر لرتل لجيش المجاهدين.

ثم قام الناس بإخبار مفارز جيش المجاهدين بأن جماعة تنظيم (الدولة) نصبت لهم كمينًا، فتوقف الرتل في منطقة البو خليفة وقام بنصب السيطرات لحماية نفسه واستنفرت القوتان وكاد أن يقع الاقتتال بينهم، لولا أن تدخل أشراف القوم في الكرمة وهم شيوخ عشائر الكرمة وحاولوا تهدئة الأمر وفتح الطرق، بعد انسحاب القوتين إلى مواقعها.

فمن له عقل ومن كانت له فطنة فليسأل نفسه: ما مصلحة جماعة وأفراد تنظيم (الدولة) بمنع إدخال المواد الغذائية والوقود إلى منطقة محاصرة من قبل العدو؟ وقد قدم أهلها ما قدموا من تضحيات وأخليت القرى عن بكرة أبيها نتيجة أعمال القصف والاعمال العسكرية وتكدس الناس بمركز القضاء والذي يعاني يوميا الموت والرعب بالبراميل المتفجرة الملقاة من قبل العدو وقذائف المدفعية التي تنهال على الناس وقد شاهد القاصي والداني كم حشد من مليشيات الرافضة حول الكرمة ويتوعدون بالنيل من أعراض المسلمين ودينهم، فما مصلحة من يمنع مرور الغذاء والبانزين والكاز للمسلمين المحاصرين؟!