...... التاريخ الأسود للشيخ أبي قتادة والجماعة الإسلامية في الجزائر......
1) لقد بدأ انحراف الجماعة الجزائرية قليلاً هيناً، ولكن بذور التشدد الأعمى التي غرست منذ وقت مبكر في عقليات بعض قيادتها، ولغياب أهل العلم المتمكنين الثقات، بل وحتى لما التحلق بها من هو أهل لذلك، أخر عن القيادة،ثم تؤُومر عليه فتخلص منه، لما كان ذلك كذلك، أخذ خط انحرافها يزداد ويغلظ،وسمحت بهذا فرصة تسلل عناصر مخابراتية إلى داخل صفوفها،فلم يكن المطلوب لتوطية شخص ما سوى قيامه بعملية ضد جند النظام، تبدو قوية مجلجلة وإن كانت في حقيقة الأمر لا تحدث في النظام أدنى نكاية، ثم تفعل حملة إعلامية مخابراتية، يدّعون فيها طلب ذلك الشخص حياً أو ميتاً، بينما يكون هو في طريقه إلى الجبال ليلتحق بمجموعات الجماعة بطلاً مغواراً!!
أجل.. كل هذا وارد وأكثر منه قد يكون، لكن الخطأ الجسيم أن يتخذ منه البعض ورقة التوت التي تخفي آخر ما تبقي مكشوفة من عيوبهم، أو يستغله بعض آخر مشجباً يعلقون عليه أخطاءهم وانحرافاتهم
فالانحرافات ظهرت قبل أن يكون ثَمَّ أيُّ اختراق، وإن كان ما وقع حينئذ يعد هيناً بالنسبة لما وقع بعد ذلك،
2) فكر الجماعة المسلحة المكتوب يحمل في طياته هذه الانحرافات بدءاً بهدم المدارس، وانتهاء بمنح الأمير صلاحيات الإمام الأعظم ( وهو رأس الداء كله )، تشهد بذلك أدبياتهم المنسوبة لمقدمين فيهم،
الاندساس والاختراق قلّ أن تنجو منه جماعة من الجماعات، ولكن أن يحدث هذا على مستوى قياداتها العليا وفي قلب مجلس الشورى بها، بحيث يصبح القائد مخبراً جاسوساً، أو يصل إلى مصاف القيادة عميل يتولى إدارة شؤون الجماعة فهذا لا ينبغي أن نغسل خطيئتنا به في عدونا،
3) تعد نشرية" الأنصار " لسان حال الجماعة المسلحة ومنبرها الإعلامي الأول، وقد تضمنت هذه النشرية مما يؤخذ عليها ما يلي؛
١- التأييد المطلق للجماعة وأعمالها، ورفض أي نوع من النقد المباشر أو غير المباشر لأي من أفكارها أو ممارساتها
٢- اعتبار الجماعات التي لم تصدر بيانات تأييد مطلق للجماعة المسلحة جماعات مناوئة لها،
٣- تبرير وتسويغ انحرافاتها الواضحة والتي لا يختلف عليها، هذا ما لم تدبج لها الفتاوي التي تخلع عليها لباس المشروعية،
٤- مهاجمة قيادات جهادية معروفة ولمز آخرين وهمزهم، على حد رمي من هم محل توثيق من عموم الحركة الإسلامية بالإرجاف والنفاق!!
انظر مقالة؛ بين منهجين، بنشرة الأنصار- العدد:81- الصادر بتاريخ:25 شعبان 1415ه- 26/1997م
وانظر تعليقا للكاتب نفسه على حادثة اديس بابا، وكيف لمز الإخوة القادة في الجماعة الإسلامية بمصر، بأسلوب الذم بما يشبه المدح، انظر: نشرة الأنصار- العدد:104 الصادر بتاريخ 7 صفر 1417ه- 6/7/1995 م
فمن من هؤلاء القادة تنكب الطريق؟ وعمن إذاً يأخذ الذين لم يتنكبوه ؟
٥ - الدأب على هدم رموز العمل الإسلامي وتجريحهم دون موضوعية ولا تقيد بأدب الخلاف، بل على نحو منفر، كأن المقصود منه هو سحق هذه الرموز وإسقاطها من عين الأمة بخطئها وصوابها جميعاً،
انظر مقالاته المعنونة ب" الجرح والتعديل " بنشرة الأنصار،وقد طبعت بعد في كتاب مستقل،
٦- تبني نشر بيانات الجماعة المسلحة، غثها وسمنيها، خطئها وصوابها، دون تمييز ودون تعليق أو استدراك، بل تنشر مردفة بالمباركة والتأييد والمناصرة !!
ولقد كان لصاحب فتوى قتل النساء والصبيان الشيخ أبي قتادة النصيب الأوفر من هذه الكتابات، بل كان هو قبطان تلك السفين الطائشة الهائجة، وقد أحسن إذ اعلن سحب تأييده للجماعة، وإن كان ذلك جاء متأخراً جداً، وحين بدت الموجة عاتية شديدة، يتوقع أن تأخذ الجميع في طريقها، ولكن – ومن أسف – جاء إعلانه مؤكداً على تمسكه بمنهجه وبكل مفرداته ( على حد قوله )، وما منهجه بمفرداته إلا مجموع انحرافات الجماعة المسلحة.
4) إذاً نحن نريد هنا أن تأتي على منهج الجماعة المسلحة مفردةً مفردةً، فلا ندع باطلاً منه إلا اجتثثناه من قواعده، نصيحة لهذه الطوائف من الشباب التي يبهرها الصارخ والهتاف، والتي تجعل مقياس تقويمها للناس قوة الصوت وارتفاعه، وكثرة الحديث عن قضايا الحاكمية والجهاد، مع أن هذه القضايا هنا في بلاد الغرب لا ينبغي أن تكون مقياساً بحال، لأنها كلمة حق بلا ضريبة ولا ثمن، وإنما بكون الصدع بها مَحْمَدَةً وتزكيةً للعلماء والدعاة المجاهرين بها هناك، حيث الميدان الحقيقي للجهاد، أولئك الذين يقولونها وهم يتوقعون أن يقتلوا بها، او يسجنوا أو يشردوا،يقولونها وهم يخافون أن يتخطفهم الناس، أولئك هم الصادعون بالحق حقاً
وإن لأرى أن أخطر هذه الأفكار ما تضمنته فتوى قتل النساء والذرية،
من تاريخ الغلاة في الجزائر؛
5) في النصف الثاني من العام 1997م، وبالتحديد في الثامن من سبتمبر، أصدرت الجماعة الإسلامية المسلحة بياناً عجيباً بكل المقاييس ففي تلك الآونة بالذات ظهرت اتجاهات في الرأي – ببعض الدوائر الإعلامية والسياسية – تشير بأصبع الاتهام إلى النظام الجزائري ذاته، وأنه وراء تدبير المذابح التي ترتكب بطول البلاد وعرضها، وقد تداولت هذا الاتهام صحف عالمية، منها صحف فرنسية شهيرة كصحيفة الليموند، وغيرها
بيان الجماعة المسلحة الجزائرية يتبنى حوادث المجازر التي ترتكب ضد الشعب الجزائرين ويعلن عن ردة هذا الشعب الوفي، بدعوى انحيازه للنظام الحاكم،مع ما تعرفه الدنيا بأسرها عن الجزائريين، الذين ما نصر شعب حركته الإسلامية مثلما نصروا هم حركتهم، فلقد كانوا لحمة الجهاد وسداها وشرايينه الهادرة بالدماء، وعلى الرغم من حالة الفقر العامة التي يعانيها الشعب الجزائرين فقد فتحوا بيوتهم وحقولهم لإيواء المجاهدين والتستر عليهم، وقسوا معهم أقواتهم وزادهم ومتاعهم، وعرضوا أنفسهم لوحشية قوات الدرك والميلشيات، فهدمت بيوت، وحرقت قرى، وأذيلت بدان كاملة عن ظهر الوجود !!
وقد تنكرت الجماعة المسلحة – ببيانها هذا – لأصولها الفكرية التي اعلنتها من قبل، فكأن نزعة الغلو ولانحراف لصاحبها كالخمر لمدمنها، كلما تجرع منها كلما زادته عطشاً وطلباً للمزيد، ذلك أنهم لم يكتفوا باستباحة دماء كثير من طوائف الشعب، فقرروا أن يستحلوا دماء الشعب كله!!!
والأعجب من فعلها هذا ما فعله مفتيها؛ أبو قتادة الفلسطيني، بعد ذلك بشهر واحد، وبالتحديد في 11/10/ 1997 م، فعلى إثر انتقادات وجهت له بشأن دوره في تخريب، الجهاد الجزائري،لفتاواه الصادرة بحق النساء والأطفال وبشأن الخارجين على جماعته الإسلامية المنحرفة، وغير ذلك مما طفحت به نشرية الأنصار، التي كان يشرف عليها، على إثر ذلك دعى إلى محاضرة له للرد على تلك الانتقادات، فكانت محاضرته محاولة للتمحل بانحراف الجماعة المسلحة، ولتحميلها التبعة في قصور أفهامها عن استيعاب فتاواه، وهو الذي ما فتئ يصفها بالراية المبصرة، حتى بعدما أقدمت على قتل الشيوخ والعلماء، لقد أراد ببساطة أن يغسل وزره في الجماعة المسلحة ويدينها بالجنايات كلها، دون أن يكون لتحريضه على جرائمها أي إدانة تذكر !!
بعد هذا الزمن كله – والذي وددنا فيه أن يرجع الرجل عن أغلاطه – إذا به يؤكدها زاعماً أن الجماعة المسلحة هي التي أساءت الفهم عنه،
كتبها/ الشيخ محمد مصطفى المقرئ
نائب أمير الجماعة الاسلامية بمصر سابقاً د.عمر عبد الرحمن،
والشيخ مستقر في لندن منذ 20 عاما بعد حياة حافلة بمراغمة الطغاة بمصر،
لخصها/ ماجد الراشد أبو سياف،
قال أبو سياف؛ ولقد كنت أحسن الظن بالشيخ أبي قتادة! وظننت أنه تراجع عن ضلاله وانحرافه وإذا به يقول ؛ أحرار الشام هم العدو الأول لجبهة النصرة.
رابط المقال ؛
https://justpaste.it/USMAABOUKATADAFATAWI