JustPaste.it

يا نساء دوركن ... فقد نام الرجال

بقلم/ منى بنت صالح الشرقاوي

 

نشر: صوت الجهاد في جزيرة العرب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

 

فإن المتأمل لكلام الله عز وجل يجد تفضيل الرجال على النساء، وذلك بما ميز الله به أبدان الرجال وعقولهم عن النساء، فشهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين ولله في خلقه شؤون وحكم هي عبرة لمن اعتبر، وهذا تفضيل في الأمور الدنيوية أما الأمور الأخروية فلا يفضل أحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} بل إن المرأة الصالحة التي تطيع ربها فتصلي فرضها وتصوم شهرها وتصون فرجها وتطيع بعلها يقال لها يوم القيامة: " ادخلي من أي أبواب الجنة الثمانية شئتِ " كما جاء في الصحيح ولم يُذكر ذلك للرجل، فالإسلام كرم المرأة وحفظ لها حقوقاً عظيمة، ومن ذلك كون الرجل قوّاماً عليها وذلك ليكون كالأسد الذي يحفظ عرينه، فتكون مصونة في بيتها مكفولة برزقها مكرمة عند ربها وعند أوليائه " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "، وفي حكم العرب [ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا اللئيم] فمجال إكرام الله للمرأة وإعلائه شأنها لا يمكن حصره في هذه الورقات ويكفي من ذلك هذان الحديثين لو اعتبرنا.

 

فيامن أكرمك الله ورفع قدرك لا تحقري من المعروف شيئاً، فتتباطئي منتظرةً دور الرجال في نصرة دينك وتتكاسلي في خدمته وأخُصُّ من ذلك فروض الأعيان فلا فرق بين الرجل والمرأة في ذلك، فلا تتهاوني وتَفَكَّري معي في واقع أمتنا المرير وكيف تخاذل عنه أكثر رجالاتها في الوقت الذي يسام فيه أهل الإسلام سوء العذاب، فلا ناصر لهم ولا مؤيد بقولٍ أو فعلٍ إلا تلك الثلة المؤمنة التي خرجت في سبيل الله تبتغي الموت مظانَّه ناصرةً بذلك دينه زاهدةً في الدنيا راغبةً فيما عند الله وخائفةً من عقابه.

 

أختي الغالية:

إنني أخاطبك يوم رأيت كثيراً من رجال اليوم قد كبرَّوا وسائدهم فضعفت هممهم وأصبحت الدياثة تطرق أبوابهم فلا غيرة على محارم الله تحركهم ولا صراخ العذارى يوقظهم ولا أنين الحيارى يشغلهم فهم بين مأكـلٍ ومشرب، ووظيفةٍ ومتجر، وتدليل طفلٍ ومنكح، وإذا حُدِّث عن الجهاد وحُرِّض عليه قال: إنني على ثغر فأنا معلمٌ في مدرستي[1]، أو داعيةٌ في متجري، أو عائلٌ لأسرتي، ويتملص من الموضوع وكأنه يُدعى لفرض كفاية، وعجباً من أمره، المعلمون كثر والدعاة كثر والتأليف أكثر ولم نسمع أحداً يتهرب من التأليف ويقول هو فرض كفايةٍ وكذلك الدعوة، ونسي هذا أن العلم لا ينفع صاحبه إذا لم يعمل به بل يكون وبالاً عليه في الدنيا والآخرة، والأعجب من هذا من يتابع أخبار المجاهدين ويدَّعي حبهم وهو غير مستعد لنصرتهم بكلمة حق أو يصدقةٍ في سبيل الله لعلها تكون كفارة لقعوده ومعذرة عند ربه، ثم يقول إنه من أنصار المجاهدين وهو والله من أبعد الناس عن نصرتهم وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أشر الصفات وهي البخل والجبن التي تؤدي إلى فساد النفوس وتدمير المجتمعات ففي الحديث الصحيح " شرُّ ما في رجلٍ شحٌّ هالعٌ وجبنٌ خالعٌ " فلا تكفي منهم الدعاوي فليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة، فالمحب الحقيقي لأولياء الله ينصرهم بقلمه ولسانه وماله ونفسه وولده ما استطاع إلى ذلك سبيلا وكلٌ على قدر طاقته وإلا كان حالهم كقول الشاعر:

فكلٌ يدعي وصلاً بليلى      وليلى لا تقرُّ لهم بذاكَ

 

أختي الكريمة:

إنني أخاطبك وكلي أمل فيك لأنني أعلم أنك مربية الأجيال وصانعة الرجال فهلا وقفتِ مع نفسك قليلاً وتأملتِ حال أمتك اليوم وما يجب عليك تجاهها، أختي الفاضلة: هل عقدت يوماً ما مقارنة بينك وبين أخواتك المسلمات المضطهدات في بلادهن وكيف أنك في راحة ودعة بين أهلك وخليلاتك وهن مشردات ذليلات يبحثن عن مثل ما أنت فيه فلا يجدنه، وتنامين عفيفةً شريفةً بين أهلك وأسرتك وهن حبالى من نطف إخوان القدرة والخنازير عباد الصليب وأنت باردة القلب قد تتذكرينهن ساعة ولكنك تلهين ساعات.

 

أختي الغالية: 

يا حفيدة صفية والخنساء وأم عمارة، هلا مسحت العار عن جبين الأمة والذي خلَّفه أشباه الرجال من أمتنا، فارعيني سمعك وافتحي لي قلبك وتأملي معي تلك العين الظالمة التي تنظر للمجاهدين بنظر الاتهام والتخطئة دائماً بحيث تفسر كل موقف لهم في هذه الأرض على أسوأ الاحتمالات وأن المفترض ألا يفعل المجاهدون كذا لأن البعض قد يفهم هذا الفعل خطأ في حين تراها نفسها هي تلك العين التي تغض عن أخطاء لا تغتفر ولا تؤوَّل إذا صدرت من غير المجاهدين ونخص بالذكر هنا العلماء والحكام لأنه كما قال ابن المبارك:

وهل أفسد الدين إلا الملوك        وأحبار سـوءٍ ورهبانها

فمثلاً العالم أو من يتسمى بالعالم إذا حلل الحرام وحرّم الواجب وليس الحلال بدأ البعض بالتعذر لهم وإحسان الظن بهم إلى درجة تزول معها شعيرة إنكار المنكر، وكذلك الحال لو تكلم العالم في المجاهدين ونال منهم وأعان الكفار عليهم فإنه يقال عنه هذا اجتهاد ولعله يريد الخير..!! وأما الحكام فقد ارتكبوا الشيء الكثير من النواقض التي تخرج من الملة منها: أنهم يحكمون الطاغوت في المحاكم الوضعية كمحكمة العمل والعمال والمحكمة التجارية، والمحكمة الإعلامية، واللجان المصرفية وغيرها، كما يحتكمون إلى طاغوت الأمم المتحدة وغيره، ويرضونه، بل ويتعهدون بمقاتلة من رد حكم الطاغوت أو حَكَمَ الطاغوت بوجوب مقاتلته، قال تعالى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} ومنها أيضاً: أنهم يتولون الكافرين ويصرحون لهم بأعلى درجات الولاية ويناصرونهم على المسلمين ويطيعونهم في أمورهم، ويجعلون لهم الولاية على المسلمين داخل أرضهم في أمور كثيرة بالطاعة المطلقة لهم ومنها أنهم يستهزئون بالله وآياته في صحفهم، ويحاربون الدين وأهله ويحمون المستهزئين بالشوكة والقوانين ولا أدل على ذلك من حمايتهم للمرتد والزنديق تركي الحمد وماله من مكانةٍ عندهم.

فما زال الكثير يبحث لهؤلاء الحكام عن مخارج وتأويلات إن أغنت عنهم في الدنيا فلن تغني عنهم في الآخرة، يقول الله عز وجل {وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} ويقول سبحانه {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} أليس المجاهدون هم أحق الناس بالعذر وأولاهم بحسن الظن، فمقصدهم حسن، وفعلهم واجب، ولم يخالفوا في ذلك كله الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

ومع كل هذا نجد البعض يكيلون اللوم لهم في تفجيراتهم وأنهم قصدوا به المسلمين ويعنون بذلك جند الطاغوت وشُرَطِه وتعاموا عما قام به هؤلاء الجند بعد استنفار الطاغوت لكل أجهزته لمطاردة الثلة المؤمنة التي استجابت لغوث المسلمين المضطهدين في العراق وأفغانستان من قواعد الصليبين الأمامية التي في بلادهم والخلفية المنتشرة في جزيرة العرب والتي في ضربها نكاية كبرى للعدو وكل هذه المطاردات إرضاءً لبوش وحماية لعلوجه ومشاركة في الحرب الصليبية التي أعلنها بوش قبل فترة ثم أضفى إليها اسم الحرب على الإرهاب ليخدع السذج من أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقد حصل وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وتغافل اللائمون أيضاً عن تحذيرات المجاهدين لجند الطاغوت بأن فعلهم ردة عن الدين لأنهم يحمون الصليبيين ويوالون المرتدين، وأيضاً تغافلوا عن إنذارات المجاهدين المستمرة للجند إن لم يكفوا شرهم ويفسحوا الطريق أمامهم للنيل من عباد الصليب المعتدين على حرمات المسلمين والمحاربين لهم من قواعدهم الخلفية التي في الجزيرة فسوف ينالهم ما نال الصليبيين ومع كل هذا فلا حياة لمن تنادي، وتغافل هؤلاء أيضاً عما قام به هؤلاء الجند من قتل المجاهدين الأبطال الذين شهدت لهم ساحات الوغى في كل بلاد الإسلام المضطهدة كالبوسنة وأفغانستان والشيشان والعراق وغيرها كثير أقول تعاموا عن قتل مثل هؤلاء الأبطال أمثال الشيخ يوسف العييري وتركي الدندني وعلي حاج وإبراهيم الريس وغيرهم كثير، تعاموا عن ذلك كله وكأنهم كفار بل إن الكفار أعز عندهم من هؤلاء المجاهدين وما مدافعتهم عن تفجيرات مواقع الصليبيين وقتل المرتدين من جند الطاغوت إلا أكبر شاهد على رغبتهم عن ملة إبراهيم الحنيفية {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ}.

 

أختي الغالية:

لا تخدعنك زخرفة فتاوى علماء ومشايخ الدولة ولا تكن غيرتك على سمعة هؤلاء المشايخ فوق غيرتك على حماية جناب التوحيد وحرمات الله، وتذكري قول الله عز وجل {وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} وتأملي معي هذا القرار لتعلمي الدور الكبير الذي يلعبه هؤلاء المشايخ مع بوش وحملته الصليبية والذي يبين أن خطة الدولة لإعانة الصليبين في المرحلة القادمة تتمثل في شراء ذمم عدد ممن ينتسبون إلى الدعوة والعلم - وقد فعلوا - وهذا واضح جليّ لا يحتاج إلى زيادة بيان، فمجرد قراءة الخبر كافٍ في معرفة هذه الحقيقة المرة وإليك هذا التقرير:

جاء في صحيفة الحياة في تاريخ 12/12/2003م ما يلي:

(أكد رئيس لجنة مجلس الأمن لمراقبة ومطاردة تنظيم القاعدة وحركة طالبان سفير تشيلي "هيرالدو مونيوز" لـ [الحياة] بعد عودته من السعودية، أن السلطات في الرياض صعَّدت وعزَّزت الإجراءات في المعركة ضد الإرهاب بما فيها تجميد ممتلكات وليس فقط أموال، للأفراد والمنظمات ذات العلاقة بـ " القاعدة " والسيطرة على المؤسسات الخيرية.. وإنشاء مراكز مخصصة للتحويل [المالي] أرخص وأسرع ترافقها إجراءات لمحاكمة انتهاك القوانين الجديدة للتحويل.. واتخاذ القرار الجذري بأن لا مفر من المواجهة العقائدية باعتبار رجال الدين مفتاحاً لإلحاق الهزيمة بعقيدة القاعدة وبالقاعدة.

ووصف مونيوز قرار المواجهة على أساس عقائدي بأن له (أهمية بالغة) تتعدى السعودية، لافتاً إلى أن السلطات في أندونيسيا أثناء زيارة سابقة له لجاكارتا شددت على أهمية المواقف العلنية لقادة الدين السعوديين وأثرها القوي في عزل المتطرفين، وكان مونيوز أجرى في الرياض محادثات مع مسؤولين كبار بينهم وزير المالية ووزير الخارجية بالوكالة ونائب وزير الداخلية ومسؤولين في الجهاز الأمني المكلف لمحاربة الإرهاب وقال مونيوز لـ [الحياة]: أن أحد الوزراء قال لي: " إنهم (السعوديين) توصلوا إلى اقتناع بأن لب الصراع هو في المواجهة العقائدية، وأن إلحاق الهزيمة بالقاعدة يتطلب قيام إعلان قادة رجال الدين أن المتطرفين يتصرفون ضد القرآن، وهم يشعرون بأن هذا هو المفتاح لإلحاق الهزيمة بعقيـدة القاعدة وبالقاعدة وطالبان "..) الخ.

 

أختي الغالية:

مللنا من السكوت عن هؤلاء العلماء الذين يستخدمهم الصليب في تحصيل مآربه وقضاء حاجاته فعلى الأمة ألا تنخدع بهم وبخاصة شباب الإسلام فإن الذين يقومون اليوم بخدمة آل سلول وأمريكا من العلماء أياً كانوا هم ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل، فيوم أن كان هؤلاء المجاهدون يُجاهدون الروس برضىً من أمريكا كانوا يحرضونهم ويعتبرونهم (أبطالاً عظاماً)!! ولما قاتلـوا الأمريكان أصبح هؤلاء أنفسهم (مجرمين) عند - مناديل السلطان - وكأن الميزان عندهم هو كتاب الأمريكان المقدس، وليس كلام الله سبحانه تعالى!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} وقد ذكرت إحدى الأخوات أنها شاهدت عبر إحدى الفضائيات لقاءً مع مجاهد أسير عند الكفار وقد ذَكر هذا الأسير أن من وسائل التعذيب النفسي إهانة المصحف أَمامه وأمام إخوانه الأسرى ويأتون بالتلفاز وفيه العلماء يتحدثون ضد الجهاد (الإرهاب) ويقول السجَّان: انظر إلى مشايخكم إنهم يعينوننا عليكم!!

 

أختي الغالية:

إنه مما يجب على العلماء بيان وجوب نصرة المؤمنين في كل مكان وزمان لا الحديث عن نصرة المؤمن الذي يرضى عنه آل سلول دون غيره فالمشرِّع والآمر هو الخالق وليس آل سلول وسفهاؤهم، أين الحديث عن مناصرة المجاهدين الذين يتخطفهم الكفار من كل جانب، في كل بلاد وفي كل دولة حتى في أرض الحرمين فأين بيان الواجب الشرعي تجاههم ناهيك عما يقومون به الآن من البحث عنهم وإقناعهم بتسليم أنفسهم للطواغيت مما هو من فعل من لا خلاق له ولا أخلاق، أين الكلام وبوضوح عن حكام الخليج الذين أعانوا الكفار على المسلمين سراً وعلانية بكل ما أوتوا من قوة عسكرية ومالية وغيرها، فأين بيان حكم الله فيهم وبيان الموقف منهم بصراحة ووضوح يهتدي به عامة الناس عن تضليل الحكام الخونة.

أين بيان وجوب البراءة من الكافرين ووجوب حربهم وقتالهم والقعود لهم كل مرصد خاصة وأنهم قد صالوا على الأراضي والأنفس والحرمات والأموال المسلمة بغياً وعدواناً فأين تحريض الأمة على جهادهم وبالأخص جهاد أئمة الكفر منهم، أمريكا وحلفائها.

أين الكفر بالطاغوت وبيانه للناس وبيان حكم الله في أهل الردة الذين خرجوا من الدين بالكلية، فظاهروا الكفار وأصبحوا من حزبهم، من حكام الجزيرة العربية وأعوانهم فأين الكلام عليهم بدلاً من ثني الناس عن تكفيرهم وترديد مقولة: (إن الله لن يسألك يوم القيامة لم لم تكفرهم) ألم يعلموا قول الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الذين يفتخرون به وبين أكثرهم وبين منهجه القولي والفعلي بعد المشرقين، يقول رحمه الله تعالى: (فالله الله يا أُخواني تمسكوا بأصل دينكم وأوله وآخره أسه ورأسه وهو شهادة ألا الله إلا الله، واعرفوا معناها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما عليَّ منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، بل كلفه الله بهم، وفرض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده، فالله الله، تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً..)[2].

أين واجب العلماء من تطهير جزيرة العرب من رجس الصليبيين الذين لم يدخلوها ويسكنوا فيها فحسب بل وجعلوها أرضاً عسكرية لهم مليئة بالجنود والعتاد العسكري لغزو بلاد المسلمين وحماية إسرائيل من المجاهدين.. أين من يتغنون بأمجاد الصحابة والمجاهدين الأول.. أين من يزعم الاتباع، وينهى عن الابتداع..

أين العلماء الغيورون على الأمة ودينها، لا الساعون في مصالحهم الشخصية، وشهواتهم وملذاتهم.. إن جحافل جيوش المغول أيام سقوط بغداد واكتساحهم بقاع شتى من بلاد الإسلام آنذاك لم يوقفها دعاة في المساجد يعظون في الرقائق، ولا فقهاء يدرسون الفقه ودقائقه، ولا محدثون يدرسون الإسناد وعِلَلَه.. كلا بل كل هذه الأصناف ما دام قصارها الأقوال لا الأفعال فلن تغني عن الإسلام شيئاً.. فبغداد يوم دخول التتار إليها مليئة بالعلماء والقضاة والمكتبات العلمية وذوي الشأن ولكنهم لما أعرضوا عن أمر الله تعالى بالجهاد والدفاع عن حياض الدين قُتِلوا شر قتله، بل ورُميت كتبهم في الأنهار لتختلط بالدماء والماء..!!

أيها العلماء دونكم أمة الإسلام التي تنتقص من أطرافها، فذودوا عنها بالفعال والأقوال، فلربما كتب الله على أيديكم نصر الإسلام ولكم في العز بن عبد السلام أسوة حسنة لما قاتل التتار في معركة عين جالوت، وفي شيخ الإسلام ابن تيمية لما شارك في وقعة شحقب وغيرها مجاهداً للتتار، فهؤلاء حقاً هم العلماء الذين بعلمهم يعملون ولدينهم ينصرون، وعن حرمات المسلمين يدافعون.

 

يا علماء الجزيرة..

سمعنا منكم الحديث عن الأفغان والطالبان وأنهم لا ينكرون على أهل القبور، بل وأخذ البعض منكم على بعض المجاهدين العرب أنهم لا ينكرون هناك على القبور، فجاء الابتلاء من الله لكم ليعلم صدقكم وغيرتكم على ملة التوحيد فجاء الشرك ظاهراً من دعاء الأموات وسبّ الصحابة على مرأى ومسمع من الناس كلهم في مدينة محمد صلى الله عليه وسلم ولا نكير ولا ناطق بالحق منكم فأينكم يا أهل العقيدة إن كنتم صادقين وأينكم يا أهل التوحيد إن كنتم صادقين، فضلاً عن سب الدين، والاستهزاء بالصالحين من قبل المنافقين والمرتدين، الذين لم يجـدوا من يوقفهم ولو بكلمة الحق في حكمهم وحكم أفعالهم.. فعجباً من حالكم، ويا أسفى على عملكم..

تكلمتم بالعقيدة نظرياً فلما جاء الواقع أحجمتم وصار ما تعلمونه الناس في السابق حبراً على ورق، وتكلمتم في الجهاد والسير والمغازي فلما جاء الغزو اثاقلتم إلى الأرض، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل..

يا أيها العلماء علمكم الذي جمعتموه: إما حجة لكم أو حجة عليكم، وهو إما عز لكم وفخار أو عار عليكم وشنار، فالله عز وجل ليس بينه وبين أحد حسب ولا نسب، فأروا الله من أنفسكم لأمتكم خيراً..

فإن أحجمتم عن الجهاد وسكتم عن قول كلمة الحق، فلا تقولوا الباطل ولا تخذلوا الأمة وتثنوها عن الجهاد في سبيل الله تعالى، ولا تتعاونوا مع الطواغيت ضد المجاهدين، ولا تضفوا الشرعية على مرتد يحكم بغير ما أنزل الله ويوالي أعداء الله ويعينهم على المسلمين.

وإليكم ما قاله شيخ المجاهدين أسامة بن لادن حفظه الله: (وإن تعجب فعجب قول بعض دعاة الإصلاح بأن طريق الإصلاح  والدفاع عن البلاد والعباد يمر بأبواب هؤلاء الحكام المرتدين، فأقول لهؤلاء: إن كان لكم عذر في القعود عن الجهاد، فهذا لا يًبيح لكم أن تركنوا إلى الذين ظلموا فتحملوا أوزاركم وأوزار من تضلون، فاتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في أمتكم، وإن الله تعالى غني عن مداهنتكم للطغاة من أجل دينه، وقد قال سبحانه {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} ولأن يقعد المرء في أدنى طريق الحق خير له من أن يقف في أعلى طريق الباطل) أ.هـ

ويقول الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره في رسالته توجيه الأمة: (وأما الذين يقفون في صف الصليبيين بأموالهم ومشاعرهم وأنفسهم، ويناصرون رأس الكفر العالمي على الشعوب الإسلامية في أفغانستان والعراق وكردستان وغير ذلك فهم منافقون يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، ومراتب هؤلاء وأحكامهم مبينة في غير موضع، والذين يعتذرون بالإكراه يخادعون أنفسهم، وينظرون في مصالحهم ولم يرخص أحد من الفقهاء في قتل المسلمين في سبيل حفظ النفس فليست دماؤهم وأرواحهم بأرخص من دمائكم وأرواحكم، وليست دماؤكم وأرواحكم بأغلى من دمائهم وأرواحهم ونحن في مواطن كثيرة نبين بأن هذه الحرب صليبية، يريدون القضاء على الإسلام وإبادة أهله أو ردهم عن دينهم وقد جاء في تصريحاتهم (لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين، حتى يرتفع الصليب في سماء مكة ويقام قداس الأحد في المدينة) ونؤكد على أن الذين يتعاونون معهم تحت أي غطاء، خونة منافقون يحمون الغرب وحضارتهم، ويسيرون على خطاهم في طمس هوية الأمة وقتل طلائعها المجاهدة) أ.هـ.

أقول: أيها العلماء والمشايخ والدعاة توبوا إلى ربكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب ارجعون، وأخلصوا دينكم لله واحرصوا على نصرة إخوانكم المجاهدين ليكون عذراً لكم عند الله غداً وتذكروا يوم العرض على الله واجتماع الخصوم ففريق في الجنة وفريق في السعير، واعلموا أن الجهاد بحاجة إلى علماء عاملين ودعاة مخلصين فسيروا مع الركب قبل فوات الآوان.

 

أختي الكريمة:

ربما تقولين: قد فهمت أن هناك من المشايخ من يكون خلف بوش في حملته ولكن لي أن أفرق بين المشايخ الصادعين بالحق وبين المبهمين له حيث أن كل واحد منهم يستدل بأدلة وأنا لست بطالبة علم أدرك الحق من الباطل فكيف أفعل حيال ذلك؟!

 

أقول: أختي الغالية:

اعلمي وفقني الله وإياك لما يحبه الله ويرضاه أن العبد إذا صدق مع الله وفقه الله لمرضاته فيريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه وخاصة إذا ألح على الله في الدعاء بأن يثبت قلبه ويهديه سواء السبيل وابتعد عن حظوظ نفسه، فلا شك أن أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين يوفقه لكل خير لأنه سبحانه يقول {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} إذا أدركتِ ذلك فخذي أدلة هؤلاء وأدلة هؤلاء ثم انظري أيهما أقرب للكتاب والسنة وأقوى حجة ثم اتبعي بعد ذلك ما استقرت إليه نفسك من الحق بشرط أن يكون هدفك مرضاة الله بعيداً عن حظوظ النفس أو تقديم حق مخلوق على حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنبهك على ألا تنظري في أدلة أحد دون أحد فتقعي في المحظور لأننا في زمن قد نبهنا عليه نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور.. " الحديث، ثم أذكرك أختي الكريمة أن الحق عند الاختلاف مع أهل الثغور لأنهم هم المهديون كما أشار إلى ذلك ابن القيم رحمه الله حيث ذكر أن هؤلاء - يعني أهل الثغور - جاهَدوا عدوهم الباطن (الشيطان) بخروجهم للجهاد فكان لهم جهاد عدوهم الظاهر (الكفار) فكان لهم جهاد الباطن والظاهر فانطبقت عليهم الآية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} تأكيد الهداية للمجاهدين بمؤكدين اللام والنون الثقيلة.

وأيضاً أشار إلى ذلك الإمام أحمد وابن المبارك بأمرهم بالرجوع إلى أهل الثغور عند الاختلاف فإن الحق معهم بدلالة الآية.

 

أختي الغالية:

سمعت الكثير عن تهميش الجهاد في هذا الزمان وسمعت عمن يلوي أعناق النصوص لتوافق هواه ومبتغاه لكن إليك ما قاله الشيخ عبد الله عزام - رحمه الله - في مقدمته لكتابه القيم [الدفاع عن أرضي المسلمين أهم فروض الأعيان][3] يقول رحمه الله: (ثم عَرَضْتُ فحواها - يعني فتوى وجوب الجهاد للدفاع عن أراضي المسلمين - في خطبة في منى في مركز التوعية العامة في الحج حيث يجتمع فيها أكثر من مائة عالم من جميع أنحاء العالم الإسلامي وقلت لهم: اتفق السلف والخلف وجميع الفقهاء والمحدثين في جميع العصور الإسلامية [أنه إذا اعتدى على شبر من أراضي المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة بحيث يخرج الولد دون إذن والده والمرأة دون إذن زوجها] وأنا أقرر من خلال معايشتي للجهاد الأفغاني ثلاث سنوات أن الجهاد في أفغانستان يحتاج إلى رجال فمن كان منكم أيها العلماء عنده اعتراض فليعترض، فلم يعترض أحد) أ.هـ.

ويقول رحمه الله: (جهاد الدفع - دفع الكفار من بلادنا - وهذا يكون فرض عين بل أهم فروض الأعيان..) ثم قال: (الحالة الأولى: دخول الكفار بلدة من بلاد المسلمين: ففي هذه الحالة اتفق السلف والخلف وفقهاء المذاهب الأربعة والمحدثون والمفسرون في جميع العصور الإسلامية إطلاقاً أن الجهاد في هذه الحالة يصبح فرض عين على أهل هذه البلدة التي هاجمها الكفار وعلى من قرب منهم بحيث يخرج الولد دون إذن والده والزوجة دون إذن زوجها والمدين دون إذن دائنه فإن لم يكف أهل تلك البلدة أو قصروا أو تكاسلوا أو قعدوا يتوسع فرض العين على شكل دوائر الأقرب فالأقرب، فإن لم يكفوا أو قصروا فعلى من يليهم ثم على من يليهم حتى يعم فرض العين الأرض كلها) أ.هـ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعاً فالعدو الصائـل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الايمان من دفعه) أ.هـ[4].

وأدلة النفير العام يقول الله عز وجل {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} وقد جاءت الآية قبلها ترتب العذاب والاستبدال جزاءً لترك النفير ولا عذاب إلا على ترك واجب أو فعل حرام {إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قال ابن كثير: (أمر الله تعالى بالنفير العام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك لقتال أعداء الله من الروم الكفرة من أهل الكتاب وقد بوَّب البخاري [باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية] وأورد هذه الآية وكان النفير العام بسبب أنه ترامى إلى أسماع المسلمين أن الروم يعدون على تخوم الجزيرة لغزو المدينة فكيف إذا دخل الكفار بلد المسلمين أفلا يكون النفير أولى؟ قال أبو طلحة رضي الله عنه في معنى قوله تعالى {خِفَافًا وَثِقَالاً} كهولاً وشباباً ما سمع الله عذر أحد. وقال الحسن البصري: في العسر واليسر. وقال الزهري: خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهبت إحدى عينيه فقيل له: إنك عليل فقال: استنفر الله الخفيف والثقيل فإن لم يكن يمكنني الحرب كثرت السواد وحفظت المتاع وقال القرطبي: كل من علم بضعف المسلمين عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضاً الخروج) أ.هـ[5].

تأملي معي أختي الكريمة كتاب الشيخ عبد الله عزام الآنف الذكر وركزي على قولـه في مقدمه كتابه: (وقلت لهم - يعني العلماء - اتفق السلف والخلف وجميع الفقهاء والمحدثين في جميع العصور الإسلامية أنه إذا اعتدي على شبر من أراضي المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة بحيث يخرج الولد بدون إذن والده والمرأة دون إذن زوجها) واستشعري معي عظم تهاوننا عن نصرة إخواننا المستضعفين في بلاد المسلمين وكأنه من فروض الكفايات.

 

أختي الكريمة:

تأملي معي قول ابن كثير السابق: (وكان النفير العام بسبب أنه ترامى إلى أسماع المسلمين أن الروم يعدون على تخوم الجزيرة لغزو المدينة فكيف إذا دخل الكفار بلد المسلمين أفلا يكون النفير أولى؟) وقارني بين ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما يتحدث عنه مشايخ الوقت، وإنني أحذرك أن تنخدعي بقولهم: إن هؤلاء الأمريكان وحلفائهم الذين في الجزيرة - في بلادنا - هم معاهدون ثم من هو مشرع العهد ومن عقد العهد؟ فالمشرع طاغوت هيئة الأمم المتحدة وعاقد العهد الحكام المرتدون وغير ذلك من الأوصاف التي تثبت بطلان دعواهم ولو تنازلنا معهم وقلنا معاهدون فإن العهد يبطل بمجرد حملهم السلاح فكيف بمن جاء بعتاده العسكري يضرب به المسلمين في أفغانستان والعراق واعلمي أن قواعد الصليبيين العسكرية التي في الجزيرة هي عبارة عن قواعد خلفية آمنة للعدو تساند القواعد الأمامية التي في العراق وأفغانستان وقد صرح الحكام الخونة بذلك. وأما من يسمونهم من جند الطاغوت أبرياء ومسلمين لا يجوز قتلهم فيقال لهم: لماذا التعامي عن تحذيرات وإنذارات المجاهدين لهم التي ذكرت آنفاً، وزيادة على ذلك أقول: تأملي قول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 28/537: (والسنة والإجماع متفقتان على أن الصائل المسلم إذا لم يندفع صوله إلا بالقتل قتل، وإن كان المال الذي يأخذه قيراطاً من دينار، ففي الصحيح " من قتل دون ماله فهو شهيد ") فالذي يُقتل دفاعاً عن ماله فهو شهيد فكيف بالذي يدافع عن دينه ونفسه؟!.

تأملي قوله: (وإن كان المال الذي يأخذه قيراطاً من دينار..) فحكم الصائل على المال يُقتل فكيف بمن يصول على الأنفس ويطارد المجاهدين ويقعد لهم في كل طريق، ويا ليته ينتصر لنفسه فيبقى حكمه القصاص في الدنيا أو في الآخرة ولكن ينتصر للصليب ويحميه بكل ما أوتي من قوة فيا ويله من يوم العرض على الله ويوم اجتماع الخصوم.

وتأملي معي أيضاً قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إذا قيل محمد وأمته يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض كان هذا ذماً لهم وكان باطلاً. وإذا قيل: يجاهدون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله ويقتلون من منعهم من ذلك كان هذا مدحاً لهم وكان حقاً) أ.هـ[6].

 

أختي الكريمة:

قد تتساءلين.. عرفت أن الجهاد فرض عين وأن المجاهدين في الجزيرة العربية على حق وأن حكام الجزيرة خونة مرتدون ما الذي يجب عليَّ فعله الآن؟!

 

أقول: أختي الغالية:

أولاً أحمد الله الذي شرح صدرك للهدى فعلمت الحق من الباطل وذهب عنك بفضل الله اللبس واعلمي أنه سبحانه يزيد الشاكر فوق شكره {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} ثم ابدئي بتحريض زوجك وأولادك وإخوانك وكل من تعرفين من محارمك على الجهاد وذكريهم بعقاب الله لمن تخلف عنه وثوابه لمن أقبل ولم يدبر واعقدي النية على الجهاد متى ما سنحت لك الفرصة وإن طال الزمان فإنك ستجاهدين ما استطعت إلى ذلك سبيلا وأكثري من تحديث نفسك بالجهاد يرزقك الله الشهادة وإن متِّ على فراشك. ثم ابسطي يديك للإنفاق في سبيل الله واعلمي أنه واجب عليك وليس مستحباً فقط واحرصي على تحريض الناس على الإنفاق في سبيل الله ثم اعلمي أنه يحرم الادخار عند حاجة الجهاد للمال وإن كان فرض كفاية وتأملي معي كلام الشيخ عبد الله عزام في كتابه الآنف الذكر: يقول رحمه الله تحت عنوان الجهاد بالمال: (لا شك أن الجهاد بالنفس أعلى مرتبة من الجهاد بالمال ولذا فلم يعف الأغنياء في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المشاركة بأنفسهم أمثال عثمان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، لأن صقل النفوس البشرية وتربية الأرواح إنما تتم على مستوى رفيع في خضم المعركة ولذلك فعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيفتن المرء في قبره؟ قال: " كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة " ولذا فقد حذر رسول الله صلى الله عيه وسلم من الانشغال بالدنيا عن الجهاد ؛ فقد أشار ذات مرة إلى سكة محراث وقال: " لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل " رواه البخاري وفي الحديث " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "، أما الجهاد بالمال فهو فرض إذا احتاج المجاهدون إليه فرض على النساء وفي أموال الصغار حتى لو كان الجهاد فرض كفاية كما قرر ذلك ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 4/607 ولذا يحرم على الناس الادخار في حالة الحاجة للمال بل سئل ابن تيمية سؤلاً: (لو ضاق المال عن إطعام جياع والجهاد الذي يُتضرر بتركه فقال: قدمنا الجهاد وإن مات الجياع، كما في مسألة التترس وأولى فإن هناك - التترس - نقتلهم بفعلنا وهنا يموتون بفعل الله)[7].

وقال مالك: (يجب على الناس فداء أسراهم وإن استغرق ذلك أموالهم، هذا إجماع أيضاً) أ.هـ[8].

 

أختي الغالية:

هيا سارعي بالإنفاق ولا تتواني فالحفاظ على الدين مقدم على الحفاظ على النفوس، والحفاظ على النفوس أولى من الحفاظ على المال فأموالنا ليست أغلى ولا أثمن من دماء المجاهدين.

 

أختي الكريمة:

إليك خلاصة ما ذكره الشيخ عبد الله عزام في كتابه السابق الذكر:

أولاً: الجهاد بالنفس فرض عين على كل المسلمين في الأرض.

ثانياً: لا إذن لأحد على أحد في الجهاد فلا إذن للوالدين على الولد.

ثالثاً: الجهاد بالمال فرض عين ويحرم الادخار ما دام الجهاد بحاجة إلى مال المسلمين.

رابعاً: إن ترك الجهاد كترك الصلاة والصيام بل ترك الجهاد أشد في هذه الأيام، ونقل ابن رشد الاتفاق على أن الجهاد إذا تعين أقوى من الذهاب إلى حجة الفريضة.

 

 

أختي الغالية:

هذا ما أردت قوله لك فإن كان صواباً فمن الله وحده وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله لي ولك  ولوالدينا ولسائر المسلمين.

وإليك هذا الحوار هو عبرة لمن كان له قلب مع الشيخ الشهيد: عيسى العوشن رحمه الله وتقبله نقلاً عن مجلة صوت الجهاد:

 

عيسى بن سعد العوشن الخالدي..

اسم سطع في سماء الجهاد، وأمةٌ كانت تتحرك في شخص رجل، همةٌ عالية تبلغ الجوزاء، وعزم راسخ كالجبال، كان لنا معه هذا اللقاء الذي اخترنا أجوبته من أشعاره رحمه الله..

 

س / ما منهجك؟

أنا منهجي نهجُ الرَّسولِ وصحبهُ * أبغي النجاة من الطريق المعتمِ

أنا منهجي توحيد ربِّ العرش لا * أرضى مساومةً؛ لأجل الدرهمِ

والكفر بالطاغوت تلك عقيدةٌ * وبدونها دين العباد بمثلمِ

وجهاد من كفروا أو ارتدوا فذا * سرُّ الإغاظة للعدو الآثمِ

والسعي في طرد الصليب وأهلهِ * من أرض أحمد بالحسام وبالدّمِ

 

س / لم خرجت للجهاد؟

قالوا: علامَ خرجتَ؟ قلتُ: لأنني * حرٌّ سمعتُ توجُّع الأحرارِ

وسمعت نوح المسلمات فقمت كي * أفديهم بالنفس والأعمارِ

ورأيت دمع يتيمة تبكي على * فقد الأحبة تحت كل دمارِ

ورأيت أمّاً تحتمي وصغارها * في خيمة محروقة بالنارِ

ورأيت ثكلى فجّعت بوليدها * قد مزّقته قذائف الغدارِ

ورأيت شيخاً قد تحدّب ظهرهُ * رفع الأكف لواحد قهّارِ

وبكيت حين رأيت طفلاً خائفاً * عقباه تدمى لائذاً بفرارِ

والكل يسأل هل ترى من قومنا * حراً فتياً آخذاً بالثارِ

 

س / ومن أفتاك بالخروج إلى الجهاد؟

وقرأتُ فتوى الله (إلا تنفروا) * فلتبشروا بالخزي ثم العارِ

ووعيتُ قول محمد "فلتنفروا * يوم النفيرِ" كما رواه بخاري

 

س/ وكيف تخرج متعجلاً دون استشارة؟

قالوا: تمهّل، قلت: إن عداتنا * لم يمهلوا إخواننا لنهارِ

قالوا: استشرت؟ فقلت أي مشورةٍ؟! * من بعد ربي والنبي المختارِ

قالوا: إذاً متعجّلٌ، قلت: الذي * سن التعجّل صفوة الأخيارِ

فابن الحمام رمى بتمرات لهُ * متعجّلاً لمنازل الأبرارِ

ثمّ الغسيل هو ابن عامر من دعى * داعي الجهاد فهبّ دون طهارِ

فإذا الملائكة الكرام بأمر ربِّ * العرش تغسله من الأقذارِ

أما جليبيب الذي قد آثر الـ * أخرى على الدنيا بدار قرارِ

ترك الزواج تعجّلاً للقاء حورِ * العين تحت الظل والأشجارِ

وبمؤتةٍ أكرم بصحب محمدٍ * حبِّ الرسول وجعفر الطيارِ

هذا التعجّل في الجهاد وهذهِ * آثاره يا نعمت الآثارِ

والله قد أمر العباد بـ (سارعوا) * وبـ (سابقوا) لكرامة الغفارِ

 

عصيت أباك وأمك، هجرت زوجتك، أهملت أبناءك، تركت وظيفتك، فعلت هذا كله وخرجت من الحياة قتيلاً؟!

قالوا: عصيت الوالدين، فقلت: لا * لم أعصهمْ وأطعت ربي الباري

قالوا: أبوك، فقلت: شهمٌ عاقلٌ * يرضى بما يأتي من الأقدارِ

قالوا: فأمك، قلت: تلك هي التي * غرست بقلبي مبدأ الإصرارِ

قالوا: فزوجك، قلت: تلك معينتي * في الخير رغم تعدد الأخطارِ

قالوا: بَنُوكَ، فقلت: ربي حافظٌ * ولأجله ودّعت كل صغاري

قالوا: الوظيفة، قلت: أي وظيفةٍ * ودماؤنا سفكت بلا مقدارِ

قالوا: فتقتل، قلت: تلك شهادةٌ * ولها خرجت أريد خير جوارِ

قالوا: فتجرح أو تصاب، فقلت: ذا * يوم المعاد لدى الإله فخاري

قالوا: فتؤسر، قلت: يوسف أُسوتي * في السجن قضّى زهرة الأعمارِ

 

س / من قدوتك؟

قالوا: فهل لك قدوة تمشي على * آثارها من عالم أو قاري

قلت: النبي محمد وصحابهُ * بجهادهم سادوا على الأمصارِ

أنا قدوتي ابن الوليد ومصعبٌ * وابن الزبير وسائر الأنصارِ

 

س/ كيف تترك النعيم وتقتحم الأخطار؟

قالوا: فدربك بالمكاره موحشٌ * فعلام تبغي العيش في الأخطارِ

قلت: المكاره وصف درب جناننا * أما النعيم فوصف درب النارِ

 

س/ هل تفكر في تسليم نفسك للطاغوت؟

أنا لست ديوثاً على أعراضنا * حتى أغضّ الطرف أو أستسلمِ

وأنا أرى جيش الصليب بأرضنا * يغزو العراق، وأنفنا في الرُّغَّمِ

 

ختاماً: نود منك توجيه رسائل لكل من:

 

الأمريكان في أرض محمد صلى الله عليه وسلم:

يا أيها الرومان مهلاً إننا * بالسيف نمضي والزمان طباقُ

أرض الجزيرة لن تكون بمأمنٍ * وصليبكم في أرضها خفاقُ

ولسوف نسقيكم كؤوساً أترعت * بالموت والإذلال فهي دهاقُ

ولسوف نغلظ في الكلام عليكم * وإن اشرأب مخذّلٌ ونفاقُ

ولسوف نسحقكم بسيف مجاهدٍ * بهدى النبي ونهجه ينساقُ

 

المخذلين عن درب الجهاد:

لا لن أُعيرَ السمع أيَّ مخذّلٍ * زعم المصالح في السكوت لغاشمِ

أو ظن مصلحةً بترك جهادنا * والسير في درب الضلال المظلمِ

وبمن يقول دعوا الجهاد فإنّه * فيه المفاسد وصف حقٍ لازمِ

فجهادنا للكافرين فريضةٌ * من عند ربي ليس يفقهها العميْ

وجهادنا فيه المصالح كلها * وبه التحرر من كفورٍ جاثمِ

لا للمصالح بعد هدم عقيدةٍ * والنيل من ذات الإله الأَكْرَمِ

أمصالحٌ بعد الخضوع لكافرٍ * وإعانةٍ في قتل شعب مسلمِ

أمصالحٌ أسر الشباب لأجل من * كفروا، بسعي الغادر المستلئمِ

تباً لمصلحة بها دين الهدى * يلغى، ويبقى الكفر دون تخرُّمِ

 

وأقول لهم أيضاً:

يا من عذلتم بالجهاد شبابنا * كفّوا عن التشهير والإنكار

أيلام من عشق الجنان ورَوحها * وعلى خطى الأصحاب دوماً ساري

أيلام من هجر الحياة ولهوها * وبعزمِ حرٍّ هبّ لاستنفارِ

أيلام من لله أرخص نفسه * يبغي بها الفردوس خير قرارِ

فدعوا الجهاد وأهله من لومِكم * وحذارِ من وصف النفاق حذارِ

من لم يحدّث نفسه بالغزو أو * يغزو فمات فميتة الأشرارِ

إن الجهاد هو الطريق لعزّنا * وبتركه ذلٌّ وعيش صغارِ

 

وهذه كلمة أخيرة أوجهها لإخواني المجاهدين في جزيرة العرب:

إخواني في الله.. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد:

أقول: بارك الله فيكم وفي عملكم لقد أيقظتم فينا ملة إبراهيم عليه السلام، بالأمس كنا هائمين واليوم بفضل الله أصبحنا مستبصرين بهذه الملة العظيمة والفضل لله ثم لكم إنكم أحييتم ملة إبراهيم حيث بدأ الكثير منا يبحث في مسائل التوحيد وكأننا لم ندرس 16 عاماً أو أقل أو أكثر عبر تلك المدارس النظامية الدخيلة التي يكون العلم فيها قوالب تصب في أذهاننا لننال بها شهادة، ناهيك عن العلوم المزاحمة والدخيلة والمضعفة لما نتعلمه من علوم الدين.

نعم أحييتم فينا ملة إبراهيم عليه السلام وهي الحنيفية التي أمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم باتباعها: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} والتي أبرز معالمها الصدع بالتوحيد، والجهر بالبراءة من المشركين {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} يقول الشيخ أبو محمد المقدسي فك الله أسره: (وكل دعوة تهمل هذا الأسلوب فهي على غير منهج النبوة ومن ظن أن مصلحة الدعوة في مداهنة الطواغيت، وتمييع الموقف منهم، أو التكلم على إعلان الكفر بجاهلية هذا العصر وشركه وقوانينه الوضعية، فهو واهم، لأن الله أعلم بمصلحة عبادة، وهو الذي أمرهم بهذا الأمر، وألزمهم بهذا الدين القيم، واتباع ملة إبراهيم وهو عين الحكمة والرشد وأصحاب هذا الدعوة الحنيفية هم أعقل الناس وأهداهم إلى سواء السبيل، ومن أعرض عن منهجهم وسمى طريقتهم في الصدع بالتوحيد تهوراً ومثالية، وحماساً وجهلاً، فهو ممن حق عليه قول الله تعالى {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} ولقد سار نبينا عليه الصلاة والسلام على هذه الملة واتبعها من أول الأمر فصدع في وجوه المشركين {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} وقال لهم في عزة وشجاعة: " لقد جئتكم بالذبح "، وكسر ما قدر عليه من الأصنـام في مكة، وسب آلهـة المشركين، وعاب ما ألفوا عليه آباءهم، وسفَّـه أحلامهم، وأنكر عليهم شركهم) أ.هـ[9].

فجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير ما يُجزى محسـن على إحسانه وإني أهنئـكم - إن قبلكم الله وثبتكم - على أنكم اندرجتم - إن شاء الله - تحت هذه الآية {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} فالآن الجهاد محارب من أهل الدين قبل أهل الكفر.. أنتم صامدون - ثبَّتكم الله - وسوف يأتي اليوم الذي ينصر الله به دينه وتسقط دول الكفر وأهل الردة ثم يستيقظ الناس من نومهم ويبدأون في التفكير في الجهاد وتكونون أنتم قد اصطفاكم الله وجعلكم ممن أنفـق وقاتل قبل عز الإسلام فتفضلون على غيركم إن صدقتم فيما عاهدتم الله عليه.

وإني أذكركم بهذه المناسبة بقول الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره للمجاهدين: (لقد بعتم أنفسكم لله ورضيتم بالجنة ثمناً لها وهو سبحانه صاحب الحق في أن يضـع السلعة التي اشتراها حيث شاء وما عليكم إلا التسليم والرضا، لأنها بالبيع خرجت عن ملككم، فإن شاء ابتلاكم بالسجن، وإن شاء رزقكم الشهـادة، وليس لكم أن تشترطـوا فتقولوا نريد شهادة ولا نريد سجناً) أ.هـ.

 

هذا وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا ونبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين

 

أختكم في الله

منى بنت صالح الشرقاوي

الخبر


المراجع:

  • الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان للشيخ عبد الله عزام رحمه الله.

  • مجلة صوت الجهاد.

  • توجيه الأمة في هذه الأحداث ووجوب الإعداد لوقف الزحف الصليبيين للشيخ سليمان العلوان فك الله أسره.

  • مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

  • الفتاوى الكبرى المصرية لابن تيمية رحمه الله.

  • مجموعة الرسائل للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

  • ملة إبراهيم لأبي محمد المقدسي فك الله أسره.

  • مجموعة من إصدارات المجاهدين في جزيرة العرب.

 

--------------------------------------------------

الهوامش:

[1] فيا من يدَّعي التعليم الحق في المدارس: هذه ملة إبراهيم تمحى يوماً بعد يوم فأين دورك إن كنت صادقاً؟! .

[2] مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان ص 53.

[3] والذي صدر التصريح بطباعته من رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برقم 145/5 وتاريخ 4 / 2 / 1408هـ وأيده عددٌ كبير من العلماء يوم أن كان الجهاد ضد الروس برضىً من أمريكا حيث كانت حريصة على سقوط الاتحاد السوفيتي لتبقى الهيمنة لها وحدها، وانظري التضييق اليوم على من يفتي بكلمة حق عن الجهاد فضلاً عن طباعة كتب الجهاد ونشرها .

[4] من كتاب الاختيارات العلمية ملحق بالفتاوى الكبرى (4/608) .

[5] بتصرف من كتاب " الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان " للشيخ عبد الله عزام رحمه الله .

[6] مجموع الفتاوى (14/300) .

[7] الفتاوى الكبرى (4/608) .

[8] القرطبي (2/242) .

[9]   كتابه "ملة إبراهيم".