JustPaste.it

هل بدّلت القاعدة ؟!

 

جولة سريعة

في انحرافات قاعدة أسامة

 

حماس - جماعة الإخوان -

جند الطواغيت - العلماء المخالفين -

تكفير الحكام – حكم عوام الرافضة -

الثورات - السلمية – فتوى القاعدين

 

 

 

===

تمهيد//

الاتهامات التي لحقت القاعدة بالانحراف عن منهج أسامة بن لادن، وترمي الظواهري بأنه انتكس وانحرف عن منهجها والتي أطلقها العدناني ومن لفّ لفّه من قادة وأنصار الدولة تنمُّ عن جهلٍ –أو تعامٍ- شديد بمنهج القاعدة الحقيقي ..

فكثيرٌ مما عدّه خصوم القاعدة انحرافاً عن منهج القاعدة .. هو المنهج الحقيقي لها، وليس أمام دعاة الانحراف إلاّ أن يسلّموا بأنّ المنهج قديمٌ سار عليه القادة الأولون، أو أن يعتبروا القاعدة كلّها منحرفة منذ نشأتها .. وليس الانحراف فيها طارئاً مستجدّاً كما يقولون.

فما تُتّهم فيه القاعدة بأنه انحراف عن قاعدة أسامة .. لا يخلوا من حالين: إمّا أن يكون مكذوباً مفترى عليهم، أو أنّه من صميم منهج قاعدة أسامة

ومن يراجع تراث القاعد وأدبياتها ويتتبع بيانات قادتها وإصداراتهم يرى هذا الأمر واضحاً بلا لبس ولا غموض.

في هذه الورقة جمعتُ نُتَفاً من فتاوى وردود ومقالات الشيخ عطية الله رحمه الله تعالى المتعلقّة ببعض المسائل التي تتّهم القاعدة بالانحراف فيها ومخالفة منهج أسامة رحمه الله.

وقد اخترت الشيخ عطية الله الليبي رحمه الله تعالى بالخصوص لعدّة أسباب .. منها أنّه عالمٌ يمثِّلُ مرجعيّةً شرعيّة للتنظيم .. فأقواله وفتاواه حجّة على الجماعة، كما أنّ الذين يرمون القاعدة بالانحراف بعد أسامة يعدون الشيخ عطية الله من الثابتين الذين ما بدّلوا .. حتّى إنّه ذُكِرَ بالاسم ، هذا إضافة إلى أنّه الشيخُ حقاً كما وصفه وزكّاه الزرقاوي رحمه الله تعالى.

ومعظم هذه النقولات التي سردتها –والتي تبين الموقف الشرعي للتنظيم- كانت إما من حوار سابق له أو كلمة صوتية أو مقال نشره .. ولم أعتمد في شيء مما ذكرته على وثائق أبوت أباد رغم ثبوتها عندي!.

فعلى من يطّلع على هذه النقولات أن يتأمّل بصدقٍ حقيقة الانحراف .. حتى ينكشف أمامه هل الانحراف قديم، وهو منهج للجماعة ، أم هو جديد فعلاً، وهل هو انحراف أصلاً ؟!!.

أترككم مع الجولة السريعة

   

 

القاعدة لا تكفّر حماس ولا تخوّنها

 

قال الشيخ عطية الله رحمه الله  (والخطأ الذي ارتكبته حماس نرجو أنهم فيه معذورون متأولون وآخذون بفتاوى بعض من يثقون فيهم من أهل العلم، ولا نحكم عليهم بالكفر، بل هم عندنا مسلمون مخطئون)

 

وسئل رحمه الله :- هل يجوز شرعا تخوين حماس, ووصفها بأوصاف الردة...الخ؟

فلا ، لا يجوز أن يوصفوا بالردّة أو يُرمَوْا بالكفر..! 

بل هذا خطأ ننبه شبابنا في كل مكان أن يحذروا منه ولا يتسرّعوا في الحكم على أحدٍ بالكفر، في مثل هذه المسائل التي يقع فيها الخطأ والتأويل، وإن كان الخطأ كبيراً، إلا أن يجيء من ذلك أمرٌ لا مردّ له ولا يمكن معه عذرٌ..! وأما التخوين ، أي وصفهم بالخيانة ، فلا نراه أيضا، بل الذي نظنه فيهم أو بعبارة أدقّ في كثير منهم من قياداتهم ومشايخهم الفضلاء أنهم يريدون الخير ساعون في نصر الدين متمسكون به بحسب استطاعتهم، ليسوا بحمد الله تعالى خونة ولا ما قارب ذلك، حاشَ لله ومعاذ الله!.

وقال عن دخولهم البرلمان ((لا أرى أن ما فعلوه من دخولهم المجلس التشريعي الفلسطيني، بالشكل الواقع منهم، كفرٌ أكبر مخرج من الملة)).

وقال رحمه لله أيضاً: "لا نقول إن حركة حماس أو حتى حكومة حماس صارت طاغوتاً، لأنهم مسلمون متأولون الخير، أخطئوا".

 

القاعدة لا تكفّر جماعة الإخوان

قال الشيخ عطية الله رحمه الله :- والإخوان المسلمون جماعة كبيرة ينتمي إليها ينتمي إليها طوائف متعددة من الناس، فيهم الصالح وفيهم دون ذلك، وفيهم اختلاف كثير، وطبيعة الجماعة تستوعب ذلك، ولاسيما في العقود الماضية.. والكلام في الجماعة كجماعة شيء، وفي أفرادها وآحاد المنتمين إليها شيء آخر، وإنما نقوّم الإنسان بما عنده من الخير والصلاح والتقوى والعلم النافع والعمل الصالح، وكونه ينتمي للجماعة الفلانية أو العلانية، فهذا من جزئيات العمل التي ينظر فيها هل هي من عمله الصالح أو مما أخطأ فيه؟ فإن كان من عمله الصالح ازداد بها صلاحاً، وإن كان خطأ سلكنا فيه مسلكنا في التعامل مع أخطاء المسلمين عموماً والفضلاء خصوصاً.

 

 

القاعدة لا تكفّر كل جند الطواغيت .. بل لديها تفصيل

“الناس يمكن أن يختلفوا في هذه الأحكام

 لكن أن يزعم أحد أن قوله (لا سيما قول من يكفّر الجميع بلا استثناء) أنه هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال وأنه أمر مقطوع به معلوم من الدين بالضرورة وأنه موجب التوحيد الذي هو ضد الشرك والكفر وأن مخالفه لم يحقق التوحيد ولم يفهمه ونحو ذلك..

أقول: إن هذا هو الجهل والضلال حقاً، وهو الشيء غير المقبول ممن صدر منه، فإن هذه المسائل هي بلا شك مسائل اجتهادية مبناها على النظر والاستدلال، فهي من العلم المكتسب بالنظر والاستدلال، وليست كل صورها وفروعها مما هو معلوم من الدين بالضرورة،

وقال:-  فجندي في جيش دولة عمان الآن مثلاً، وهم في حال سلم وعافية ليس كجندي يخدم في جيش الجزائر ويشارك في عمليات التمشيط بحثاً عن المجاهدين هناك فهذا الأخير كافر عندنا بخلاف الأول.

 

القاعدة لا تسقط العلماء الذين يخلفونها

قال:- ولذلك ننبه دائماً: أن مخالفة من يخالفنا في اختياراتنا الفقهية والعملية وأعني تحديداً خيار الجهاد للحكومات المرتدة في بلادنا.. من يخالف إن كان خلافه مبنياً على نظر واستدلال وبحث عن الحق وبذل لجهد في الوصول إلى الحق، ملتزماً التقوى والعمل الصالح ومولاة الإسلام وأهله، وصاحبه معروف بالخير والصلاح وأنه متى ما ظهر له الحق عمل به وتمسك به.. فإن المخالف لنا هو أخونا وحبيبنا ووليّنا مهما اختلفنا.. وإنما نتخذه عدوّاً وبغيضاً ونتبرأ منه إذا دفعهُ خلافنا إلى أن يكون مع عدونا علينا، فينضمّ إلى صف الكفار ويناصرهم ويواليهم، ويحارب المجاهدين المؤمنين

وقال:- المخالفون لا نتعدى عليهم، ولا نظلمهم، بل ننصفهم ونعاملهم بالقسط الذي أمر الله عز وجل به ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾ فلا نعتدي ولا نتجاوز الحد في الحكم على أحد ولا نسيء الأدب ولا نرد الحق ممن كان ولو جزءاً صغيراً من الحق، بل نُقِرُّ بالحق ونقبله ممن كان، ونردّ الخطأ والباطل مهما كان وممن كان، ونحن في كل ذلك ملتزمون بالأدب متحلّون بالسكينة والوقار. فلا تنافي بين أن نكون متمسكين بالحق وصادعين به وبين أن نحترم المخالف ونتأدب معه، ولا سيما إن كان المخالف لنا من العلماء الذين لهم فضل وسبق وحسن بلاء في الإسلام ولهم فضائل وخير كثير، ولا سيما إن كانوا مع ذلك كباراً في السن شيوخاً شابوا في الإسلام والعلم والدعوة إلى الله.

 

 

تكفير الحكام .. مسألة اجتهادية

مسألة تكفير هؤلاء الحكّام (أعني أعيانهم وأشخاصهم) هي مسألة فتوى وقضاء، مبناها على الاجتهاد، فهي من العلم الذي سبيله النظر والاجتهاد والاستدلال، ولم تصل إلى حد العلم الضروري المقطوع به الذي يكفر المخالف فيه.

==

ومَن كان منهم لا يكفر أولئك الحكّام أو بعضهم من جهة أخرى كالاعتقاد بأن الحكم بالقوانين الوضعية كفر دون كفر أو نحو ذلك مع التزامه في الجملة بمذهب أهل السنة والجماعة في العقائد في سائر الأبواب فهو مخطئ لكن لا نقول إنه مرجئ.

 

 

العمل العسكري في السعودية

أنا ممن كان رأيهم ابتداء أن لو لم يصطدم الإخوة بالحكومة السعودية، وأن لو أمكن تحييد هذه الحكومة المنافقة والسكوت عليها والصبر على شرها وتفاديها ما أمكن، لفوائد وأسباب لا تخفى، ولعدم تهيؤ الظروف اجتماعياً

 

 

حكم عوام الرافضة

ونحن نفصّــل في أحكام الرافضة في البلدان المختلفة، ولا نعطيهم حكما واحداً

ونحن بحمد الله معلومٌ عندنا ومتقرر عند أئمتنا الأخيار المحققين أن هؤلاء الروافض وإن لم نكفرهم جميعا بأعيانهم "أي كل من ينتسب إليهم" ونفصلُ فيهم ، وهو الصحيح كما ذكرتُ، ولكنا نسمّيهم حزباً كفرياً، ونعلم أن الكفر فيهم والزندقة كثيرٌ جداً، ورؤوسهم كفارٌ زنادقة لا شك فيهم، فلا يكون الرافضيّ قط -كما قال ابن تيمية رحمه الله- إلا جاهلاً أو منافقا في الباطن زنديقا.

 

 

موقفها من الثورات

الذي لا أشك فيه قِيد أنملة أن أمة الإسلام هي أكبرُ المستفيدين إن شاء الله من هذه الانتفاضات الشعبية والحركات الاجتماعية، وأهلُ الصدق والإخلاص من المجاهدين والدعاة إلى الله هم في طليعتها وأوّل الداخلين في جملة أبنائها المستفيدين، وأهل الجهادِ أخصّ بذلك وأدخل فيه ولله الحمد.

==

نحن إذن نؤيد هذه الثورات لما فيها من الخير الذي أشرتُ إلى جُمِلٍ منه، ولما هي مرحلة نرجو أن يعقبَها خيرٌ أكثر. ولهذا السبب فإن القاعدة هي من أسعدِ الناس بهذه الثورات وأفيَدِها منها بحمد الله ومنّه وكرمه، فليمُتِ الشامتون بغيظهم! ولهذا أيّدتها من لحظاتها الأولى وسُرّت بها وشاركت الأمة في السرور بها على ما فيها من دخَنٍ ودخَل! لسنا غافلين عنه ولكن متغابين. لأن القاعدة تسعى لخيرِ الأمة ورحمتها وإزالة الضرّ والضير عنها ما استطاعت، لهذا قامت القاعدة، فأي خيرٍ يتحقق فالقاعدة معه وتفرح به ولا تعارِضه. إن القاعدة لا تشترِط أن يجري الخيرُ على يديها حتى يكون خيراً وحتى يُقبَل، وهذا دليلُ عمَلِها لله تعالى، فيما نحسبُ

==

فما أسعد القاعدة بثورات شعوبنا العربية والإسلامية، والتي نرجو أن يكون منها قريباً بعون الله ومدده تحرك شعبنا المسلم في باكستان

==

 

خيار السلمية ؟

والحق أن القاعدة والمجاهدين لا يمنعون العمل السلميَّ بإطلاق، ولن يجدَ أحدٌ في كلامهم ودعوتهم هذا أبداً. بل يدعون إلى مقاومة الكفر والطغيان والظلم والأنظمة المتصفة بها بجميع الوسائل المشروعة بحسب القدرة، وعلى رأسها وأساسها الجهاد، وإنما الذي ينكره المجاهدون هو أن يُجعَلَ المنهج السلميّ بديلا بإطلاقٍ عن منهج الجهاد ....  أما حيث يكون التحرك السلميّ متاحاً ومحققا للمطلوب أو بعضه مرحلياً، ولم يخرج في كيفيته عن حدود الشرع، فلم يمنع المجاهدون ذلك، بل هم يؤيدونه ويدعون إليه، وكم دعا قادة القاعدة الشعوب إلى التحرك الشعبي والتظاهر والاعتصام في مناسباته.

==

المفاضلة بين السلم وبين العنف وكذا ينبغي أن تكون موضوعية وينبغي أن تكون على أسس صحيحة، نحن كمسلمين وكمجاهدين عندنا منطلقاتنا الإسلامية التي نتمسك بها ومبادئنا وعندنا -الحمد لله- إجابات مفصلة على الصور المختلفة، ولهذا أيَّدنا المظاهرات ودعونا من زمان ودعوا قادتنا إلى أن تتظاهر الشعوب وأن تخرج ولو سلميًّا، وأن تقاوم الطواغيت والأنظمة الدكتاتورية القهرية القمعية بشتى الوسائل الممكنة التي يستطيعونها، هذا دعونا إليه ودعا إليه الشيخ أسامة، الدكتور أيمن

==

هل يفتي قاعد لمجاهد؟!

ليست على إطلاقها، وإنما مراد القائل لها: أن المفتي يجب أن يكون عارفاً بواقع ما يفتي فيه، ومن يفتي لهم، فمن لم يكن عارفاً بالجهاد مجرباً له أو كالمجرب له بقربه منه ومن أهله وبمتابعته لشؤونه وحسن العلاقة به، فلا يستطيع أن يفتي في أمور الجهاد، وإذا فعل فسيخطئ كثيراً ولن يوثق به، ولهذا قال شيخ الإسلام: والواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا، دون أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين، فلا يؤخذ برأيهم ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا.

=======.

 

جمعها//

أبو عزام الأنصاري

 

 =======