JustPaste.it

[ بسم الله الرحمن الرحيم ]

 

« رويدًا يفضحُ الليلَ النهارُ » !

تعليقًا على سموم [ السكران ]

الأخيرة . . !!

 

أشباحٌ من ذوات الأقلام، سائرون على وتيرةٍ واحدةٍ في ثِقَلِ الروح وسوادِ الظل؛ لا همَّ لها إلَّا بريَ سنِّي الأقلام وغمسها

– غمسَ الموتور الحانق – في قارورةٍ ترشحُ بالذي تعرفون = من أحبار الكذب وماءِ الغلِ . . ؛ وسكبها في مهارق

لتُصَّيرَ وثائقَ كذبٍ لا تروج إلَّأ على سذج أبناء هذه الأمة العجوز !

وضربٌ على وتر التهاويل الكواذب من عواطف الحالمات؛ لتكون بمثابةِ قدرٍ زائدٍ من المخدر لتنام الأمة وشبابها فوقَ

نومتها سنيناً وسنينا لا من ذوات العددِ . . !

وسمًا يُلقِيهَا وفلذات أكبادها في فضاء مفازةٍ مهلكةٍ من اللواتي تقول لما يُقذفُ فيها :

ليسَ من يُحس بكَ ههنا فحيث شئتَ فمت ... !

وجوهٌ كشَفَ الحدثانُ عنها حجاب الحيوانيَّة فنظرنا = فإذا لكلِ رَجُلٍ وجهٌ ولكلِ وجه سحنةُ حيوان، ولكلِ حيوان معنًى،

وإذ شهوات أنفسهم وأقلامهم وما تغذيه قد مَسخَتهُم مسخًا وفاءت ظلالها على وجوههم بجلود البغال والحمير والقردة

والخنازير وما دبَّ ودرجَ (1) ، فاللهم غواثكَ لتلكَ النفوس !!

 

بعض النفوس من الأنام بهائم ، ، لبست جلود الناس للتمويه

كم آدمي لا يعد من الورى ، ، إلاّ بشكل الجسم والتشبيه

 

*   *   *

 

قال أبو بكر ابن قيم الجوزية :

« وبالجملة فالأخلاق والأعمال والأفعال القبيحة تستدعي أسماء تناسبها وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها وكما أن ذلك ثابت  

في أسماء الأوصاف فهو كذلك في أسماء الأعلام . . وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه وترك ما يضاده ولهذا ترى أكثر

السفل أسماؤهم تناسبهم وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم وبالله التوفيق»(2) 

وعلى مقياسِ هؤلاء السَّفلة حذو الخِسَّة بالخِسَّة = ذاكَ الذي رسمنا هذه الحروف ردًا عليه؛ فهو ( سكران ) الحس حتى

الثمالة، فاقد الانصاف فهو متشبعٌ بالحقد وجنده وأعوانه . .!

 كتبَ حروفًا سوداء ترشح غلًا وكذبًا وفجورًا لم نعهد من أيِّ كذَّاب من قَبْلُ !

هاكَ بعضًا منه ، ليكون مثالًا لكَ - وفقكَ الله - ودليلًا على ما قلناه  :

قال الكذَّاب :

( حين وقع تفجير مسجدي الشيعة السابقين، مسجد القديح ومسجد العنود، في شهر شعبان الفائت، لم أستبعد حينها أن يعلن

تنظيم الدولة مسؤوليته عن الحدثين، لأن هذا من سلوكياته التي لم يكن ينفيها عن نفسه منذ تشكّل التنظيم في العراق ) انتهى

اختلاقه !

قال أبو بكر :

مما دُهت به الأمة – وما أكثر ما دُهِيَتْ ! – الكذبُ الخدَّاع الذي يصفُ الأشياء على غير حقيقِ وصفها، آلةً تنسجُ لباسَ زورٍ

ليكسيَ به جسدًا قبيحًا ، عسى أن تراه النواظر شيئًا لا تتقززُ منه حين النظر إليه أو قدح  الأسماع به .. !

ذاك منهجُ من أعوزته الفكرة ونضب من ضميره كل معنًى من احترام الذات والقرَّاء؛ فراح ينسج على منوال النَّوكى مسميات

ليكسوها اسماء غير التي عُرفت به، وما يروج هذا إلا على السذج الحمقى – وما أكثرهم في أمة الغثاء - !

فقول الكذوب عن معابد أهل الإشراك الرافضة الكفار مساجد = كذب وتدليس واستخفافٌ بعقول قرَّاءه ومتابعيه من حيث درى

أو لم يدري !

عدى أنَّه كذبٌ على الملة والدِّين والفطرة وقانون العقل السليم؛ فإنَّا نعلم – وهذا من ضروريات العلم ! – أن اسم المسجد لا

يسمى به صرحٌ إلَّا إن كانت العبادة فيه خالصةً لله وحده ليسَ غير، هذا ولا أحسب أني مُحتاجٌ لإقامة الدَّلائل ورصف

البراهين على قولي هذا فكلُ ذي عقلٍ حدثًا كان أم كبيرًا يفقه ذلك، إلا إن كان عقلًا كعقل العجماولات فمالنا ولهم فليحكموا

وليسموا كيفما اشتهوا وشاؤوا .. ولا ضير !!

فإذا علمت هذا = تبين لكَ أن الرجل كاذبٌ ليسَ على نفسه ( قطٌ ) بل وقرَّاءه والعُقل من العالمين ، وهذه وإنَّا ابُتلينا بزمان

ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أخلاق ذي المروءة (3) كانت مقدمةً لهذه النتائج التي ترون، والله المستعان!

أمَّا قوله : ( لم أستبعد حينها أن يعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الحدثين ) !

فنقول : هنيئًا لكَ هذا الأنف البوليسي !! والعقل اللوذعي في كشف الأحداث والحذق في نسبتها لفاعليها !!!

 

*   *   *

قال الهاذي السَّكران :

( ولكن حين وقع تفجير مسجد لأهل السنة في عسير وقت صلاة الظهر بالأمس، وذكروا عدد الضحايا تقبلهم الله وأسكنهم فسيح جناته، ورأيت آثار النيران في جدران المسجد وسقفه وفرشه، وعرضوا صور المصحف الشريف وقد أتى اللهب الكريه على صفحاته الكريمة حتى ترمدت أطرافها، ثم عرضوا صور بقية الجرحى في المستشفى شفاهم الله وجعل ما أصابهم طهوراً؛ فإنني -بكل صراحة- استبعدت جداً أن يعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الحادثة ) !

قال أبو بكر - عفا الله عنه والقرَّاء - :

في كلامه هذا وابلٌ كثيفٌ من الكَذِبات تُضَمُ إلى سجله اللامتناهي منها ! ، فقوله أن التفجير -المبارك- وقعَ في مسجدٍ = كذبٌ وتلفيق وخدِاع - دأبَ عليه القوم - وهاك البيان :

(1)

 

 

(2)

انظر هذه الصورة = ( تفجير معبد الرافضة في الكويت )

وقارنها مع التي تليها = ( المسجد التي ادعى الكذوب وحكومته وسحرة إعلامهم أن التفجير وقع فيه )

محكمًا عقلكَ محترمًا لنفسك !!

وهذه صورة - مسجد قوات الطوارئ  ( شتتَ الله شملهم ) - :

فإن أنتَ علمتَ هذا (4) وفقهتهُ - وقّاكََ اللهُ الرَّدى - = علمتَ كذب هذا الشيء المدعو بالسكران !

وعظيم فريته وقصَر حبل كذبتهِ !

*   *   *

 

أمّأ قوله : ( ذلك أن من سياسة تنظيم الدولة التي يذكرها أهل الخبرة أن تنظيم الدولة منذ أيام زعيمهم الفاعل أبي حمزة المهاجر في العراق لم يكن يحجزه شيء عن تحقيق أغراضه حتى لو كان تفجير مساجد أهل السنة ومجامعهم وأسواقهم، ولكنه إذا فجر مسجداً لأهل السنة لم يكن يعلن ذلك رسمياً، بل ويظهر في بياناته نفي ذلك والتبرؤ منه، وذلك لبلوغه في الشناعة منتهاها والتي كان يحاذرها التنظيم تحاشياً لتأليب العامة عليه ) انتهى كذبه !

أقول :

قال أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - :

«أهل الأهواء يعتمدون على نقل ما لا يعرف له قائل أصلا وأهون شيء عندهم الكذب المختلق »(5)

ونقول كما قال بارئنا – جلَّ وعلا - : ( ستكتبُ شهادتهم ويسألون ) .

يعلم الله أنَّ هذا الكذَّاب لو كان مستحوذًا على رائحة دليلٍ على اختلاقه = هذا لسارع لبثه وتطويل الغثاء عليه؛ ولكنها حيلة

الفقير من كل شيءٍ وعلى رأسها الأدب والإنصاف الذي طفحت كتبه - التي يحاور بها العلمانيين ونظرائهم – به، أمَّا إن تعلقَ

الأمر بأهل الدين والإسلام والمجاهدين والأبرار ترى هذا الذي قرأتَ له وعَقلت عنه !

وهذا حال من أعوزته الفكرة ونضبت من عنده الأدلة = لجأ للتفاصح وتكلف العبارات والهذر، ومن أغناه التفكير والدليل

تخلص من تزويق التعبير وتكثيرها والكذب فيها والمين (6) !

 

*   *   *

 

هذا وباقي سمومه = ما هي إلَّا حشدٌ لعواطف القرَّاء والتي يُجِدْهَا كل من يستَّطع حمل الأقلام، عدى أنها سيرةُ من استخفَ

بالقرَّاء والسامعين فراحَ ينحى بهم منحًى غير ذي علمٍ واحترامٍ لقانونه والعقل، سيرة من علمَ أن الجماهير = كالطفل يؤيدون

من يجهلون وينادون بما لا يفقهون !

طفلٌ = موجةٌ ترفعه وأخرى تدفعه . انفعالٌ يطير به إلى قمم الجبال ، وآخر يهوي به إلى أعماق الهاوية، يؤلِّه الساعة من

سيَّذله بعد ستين دقيقة، ويستخِّف غدًا بما مجدَّه سنينًا ودهورًا، وهو في كل ذلك هائجٌ مائجٌ، مسيَّرٌ غير مخير – وكيف لمن باعَ

عقله لسحرة العصر أن يكون مخيرا ؟! – يتدافع بلا تروٍ أو تعقل . . !

هذا الجمهور أمَّا كُتَّابُهُ – وما أكثرهم – فيعلمون هذا، فيحيكونَ لهم حروفًا تُأدي ذاك العمل بحذقٍ واتقان، وكلٌّ يلحقه لدغته

وسمومه ؛ إلَّا من حررَ عقله، وانفكَ من قيد سحرهم، وراحَ طالبًا للحق بحسن نيةٍ فهذا يُبشرُ بالوصول ..

بالوصول لشاطئ الصواب والنجاة من هاتيك الأمواج التي ملئها أملاحٌ مرَّة، وسمومٌ فتَّاكةٌ وشباكٌ الوقعُ فيها = ميت لا محالة!

 

*   *   *

قرأت وسمعت لهذا الكذَّاب قبل أن يكشف عن وجهٍ كثيرًا كثيرًا، وإني هنا لمحييهِ شاكرًا له شجاعته .. ! نعم فإنَّ من « أعلى

درجات الشجاعة = أن تجرؤ على الظهور على حقيقتك » كما يقول جون لانكستر !

وعَودًا على بَدءٍ  :

لم أجد له شيئًا يبين فيه مصائب أولياءِ أمره المكدَّة في حق الإسلام وأهله شرقًا وغربًا ، بل لم أجد شيئَا ولو بحرفٍ يدَّبجهُ

نصرًا للأسرى الذين تعجُ سجون (7) ولي أمره -البائس- بهم فضلًا عن ورقةٍ من التي عهدناها هذه الأيام .. ورقة تتلوها

أضعافها .. !

لم أجد له انكارًا ولو بتغريدةٍ على ولي أمره وجنده في تحالفهم من قوى الصليب وضربهم لآمنين المطمئنين . . !

لم أجد له انكرًا لعى جنود فرعون جنود ولي أمره المرتد الذي لا ينفكون قصفًا لمساجد أهل السنة يومًا بعد يوم . . !

ولم ولم ولم ..

آهاً ألا لعنةٌ الله والمتخيرين من ملائكته والأبرار من الناس الصالحين على أمثالهم وما يكتبون .. !

ولكن لا عجبَ في ذلك فإن : « النُّفوسُ التي تنحطُّ في المُداهَنةِ انحطاطَ الماءِ مِن صَبَبٍ، نفوسٌ لم تشِبَّ في مهدِ الأدبِ

السَّنيِّ»(8) و فضلًا أنها «خُلُقٌ قذِرٌ، لا ينحِطُّ فيه إلا مَن خفَّ في العلمِ وزنُه، أو مَن نشَأ نشأةَ صَغارٍ ومَهانةٍ»(8) لا تُخْرِجُ

من أفواه أهلها إلا ما ترون من أمثال كلام هذا المُداهن النَّكد البئيس، الذين يملؤون أشداقهم بكلمات ( الانصاف والانتصار

للحق والبراءة من الظالم والظلم ) ، «حتى لا تُنكِرَ عليه حين تراه قد اتخَذَ مِن المُضلِّينَ أو المُفسِدينَ أولياءَ يُطيلُ التردُّدَ على

أعتابِهم، ويغمِسُ لسانَه أينما جلَسَ في إطرائِهم، ويُجهِدُ نفسَه في تمويهِ باطلِهم»(8)

 

ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم = لا غرو ضاع الحـزم والإقـدام !

 

*   *   *

أمَّا بعد :

هذا مثل القوم وما يكتبون  لا يعدو أن يكون كذبًا وتلفيقًا ثم لا يكون في ميزان الفكر والتحقيق شيئًا . .  !

وإني إن كنتُ ناصحًا فأكتب إلى إخواني المجاهدين والمناصرين، أنْ لا تلتفتوا لأمثال هذا الغثاء، ولا تكونوا من قرَّائه

مسرحين نواظركم فيه، فإنَّ سلف هذه الأمة الذين ضُرِبَتْ بهم الأمثالُ، وقُدِّمَتْم عليها البراهينُ، وقام غائبُها مقامَ العِيانِ،

وخلَّدَتْها بطونُ التواريخِ، واعترَفَ بها الموافِقُ والمخالِفُ، ولَهِجَ بها الراضي والساخطُ، وسجَّلَتْها الأرضُ والسماءُ، فلو نطَقتِ

الأرضُ لأخبرَتْ أنَّها لم تشهَدْ منذُ دحدحَها اللهُ أمَّةً أقومَ على الحقِّ مِن أولِ هذه الأمَّةِ = كانَ دأبهم التحذير منهم وما يكتبون

وزجر  الطلبة من أن ينظروا في باطلهم، وذلكَ « أنَّ كثرة النظر إلى الباطل تُذهِب بمعرفة الحق مِن القلب »(9) كما يقول الحسن

البصري – رحمه الله – ما أفقهُ ما أحد نظرته .

امنح جهادكَ من لم يرجُ آخرةً = وكن عدوًا لقومٍ حائدينا

والعائبين علينا ديننا وهم = شرُ العباد إذ خابرتهم دينا

والقائلين سبيل الله بغيتنا = لَبُعْدَ ما نكبو عمَّا يقولونا

 

 واصبروا .. واثبتوا فــ رويدًا يفضحُ الليلَ النهارُ (10) . . !

 

وكتبه -على عجلٍ والتعب يعلوه والمرض هاجمٌ عليه- !

أبي بكرٍ محمد بن أحمدَ الأثري

23 / 10 شوال / 1436 هـ

 

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

(1) سترى أنَّا نحينا منحًى آخرى في خطابنا للقوم = منحى الشدَّة وجمَع الألفاظ التي يستحقون قاذفين بها في وجوههم الكالحة

قذفَ المدفعِ للشظية، فإنَّ «من العدل أن نستعمل معهم أيُ أنواع الأقاويل اتفقت، فإن هذا ألوى بهم وأليق؛ إذ لا ضير أن يُقابل

المتعنت السمجُ بأمثالها وأضعاف أمثالها، بل هي الطريقة الأولى التي يجب أن يسار بها معه وأمثاله = ليعلم أنَّ إنكاره للحق

قابلٌ للباطل وهو كذلك» [ أفدتُ ما بين القوسين -بتصرفٍ وزيادة - من كتاب منطق الكلام، للنقاري ص249 ]

(2) [ تحفة المودود ص147 ]

(3) انظر : [ المنتظم لابن الجوزي الحنبلي 13/331 ]

(4) انظر كذلك : https://justpaste.it/muie

(5) [ مجموع الفتاوى 27/479 ]

(6) انظر : كتاب [ جدد وقدماء ص/ 302 ] للعلامة / محمد كرد علي .

(7) أهاً ، فما أشبهها بوصف شيخ الإسلام حين قال عن أمثالها :

«ثم النصارى في حبس حسن: يشركون فيه بالله ويتخذون فيه الكنائس فيا ليت حبسنا كان من جنس حبس النصارى ويا ليتنا

سوينا بالمشركين وعباد الأوثان بل لأولئك الكرامة ولنا الهوان. فهل يقول من يؤمن بالله واليوم الآخر: أن رسول الله صلى

الله عليه وسلم أمر بهذا. وبأي ذنب حبس إخوتي في دين الإسلام غير الكذب والبهتان ومن قال: إن ذلك فعل بالشرع فقد كفر

بإجماع المسلمين» انتهى [ مجموع الفتاوى 3/254 ] أوليست هذه حال بلاد الحرمين اليوم، إيهٍ والله هي كذلك .. !

(8) من نفيس كلمات الإمام محمد الخضر حسين . انظرها على الترتيب : [ موسوعة الأعمال الكاملة  (٢٢٩/٥) (5/230)

(5/145)

(9) انظر : [ البديع، لابن المعتز ص37 ]

(10) مثلٌ تضربه الحرب في بيان قرب الحقِ وبزوغه، ومنه قول الأفوه الأودي :

عنكمُ في الأرض إنَّا مُذحجٌ = ورويدًا يفضحُ الليلَ النهارُ !

انظر : [ تاريخ آداب العرب لعمر فروخ 1/153 ]