JustPaste.it

الجولاني وقع في الاسر

كتبه الباحث / خالد غريب

 

بصدق وباخلاص ومن واقع واجبي والامانة التي في عنقي وهي القراءة السياسية للاحداث

وبعد سماع كلمة الجولاني اليوم يمكنني وبكل ثقة القول بان جبهة النصرة الان تمثل

حركة حماس ( السلفية ) في سوريا بكل ما تحمله الكلمة من معاني

 

ويكل ثقة اقول ان النصرة اصبحت هي الرؤية البديلة التي اشار اليها اوباما في استراتيجيته

والتي تحدث عنها في اخر اجتماع امام الامم المتحدة واكد على حتميتها الى جوار المواجهه العسكرية مع الدولة
والتي اعلنها التحالف وكنا جميعا ننتظر ما هي تلك الرؤية البديلة المناسبة للمرحلة

 

وسواء يعلم الجولاني ...ام ان الوسيط الخليجي ( لبس عليه )

الا انها بكل وضوح هي الرؤية البديلة النموذجية بالنسبة لظروف المرحلة القائمة

 

فبقدر شدة مواجهة المرض يأتي شدة مستوى التطعيم منه
( من نفس النواع المسبب ضعيف او ميت )

 

الجولاني وبشكل واضح للغاية اسس كلمته على اشكالية صراع مجتزئ عن قضية الامة متحوصلا في اجواء القطرية والمحلية في سوريا

والكلام عن الصراع داخل سوريا ( على شاكلة العسكر والاخوان في مصر )

وبعيدا عن قضية الامة بشموليتها والتي فجرتها الدولة وسارت فيها مسافات كبيرة على الارض وفي وجدان المسلمين
وهذا ما تنبهت له القوى المعادية

 

فلم يعد ينفع ( الاسلام المعتدل ) ولا السياسي ولا الاخوان ولا غيرهم بل حتمية دعم فصيل جهادي يؤمن

بل لا يملك غير استراتيجيات بلع الطعم المحلي ( بشار ) والذي هو ليس ببشار

( كما ان العسكر في مصر ليسوا هم العسكر )

 

ومن ثم كان لزاما التعويل على فصيل يمتص ويعيد سحب المسافة الوجدانية التي مشيتها الدولة في نفوس المسلمين

موجهه اياهم على اصل قضيتهم بنظرة شمولية متصلة بالعقيدة

واتكلم هنا بمنتهى الصراحة

 

لذا وبعد فشل امتصاص تلك المسافة الوجدانية من خلال ما يسمى بالمقاومة المسلحة في غزة

وبعد كل ما بذل فيها جاءت ادوات قياس الرأي غير مطمئنة بالمرة امام اتساع البيئة الحاضنة للدولة في المنطقة برمتها بل حتى داخل فلسطين نفسها

فهنا كانت العودة لافكار ديفيد بيترايوس ومحاوره في احتواء القاعدة التي المح اليها اوباما في اكثر من مرة

واخرها في اجتماعه مع مستشاريين عسكريين من سلاح الجو الامريكي .....

 

وتلك الاستراتيجية تقوم على احترافية وخبرة الولايات المتحدة لاستراتيجية القاعدة وهي استراتيجية

( من الاطراف الى المركز )

والتي غيرتها الدولة الاسلامية وهو ما اربك المخططين الامريكان حيث جعلتها نظرية المركز الى الاطراف

فالمواجهات مع القاعدة خلال السنوات الماضية كانت كلها تعتمد على تفتيت القاعدة الى عدة جماعات مشتتة تنظيميا في الكثير من المناطق

تحت نظر الامريكان والحكومات المحلية ...بحيث يترك لاحدها التحرك احيانا

ويضيق على احدها احيانا وفقا لمتطلبات كل منطقة وبالتأكيد لضعف تلك الجماعات منفردة

 

وفي حين وكما اشرنا في اكثر من دراسة سابقة ان رؤية وفلسفة القاعدة من وجهة نظر مؤسسيها الاوائل وقياداتها كانت تسير من الاطراف الى المركز فترة زمنية معينة مرتبطة بنمو الجماعات ونمو الفكرة الجهادية وكذلك التغيرات السياسية العالمية والصراعات الدائرة ومن ثم تتحول في الوقت المناسب الى استراتيجية حتمية وهي تكوين مركز ومن ثم التمدد نحو الاطراف وهذا ما اشار اليه احد الباحثين في كتاب ابو مصعب الزرقاوي الجيل الثاني من القاعدة معتمدا على بعض تسريبات وثائق خاصة بالقاعدة من قبل المخابرات الامريكية


وبالبفعل كان الشيخ اسامة رحمه الله يفكر في ذلك بل وضع تصوراته عن منطقة المركز وتجميع الجماعات المتفرقة ومن ثم توظيف التغيرات المتوقعة في النظام العالمي ومن ثم الانطلاق نحو الاطراف ومن الاماكن التي اقترحت هي شمال مالي والمغرب العربي

 

الا ان التغيرات المتسارعة بعد الربيع العربي وتسارع الاحداث واحتدتم الصراع بين الاجندة الفارسية والصهيو امريكية تهيئت ظروف تكوين المركز في منطقة العراق وارض الشام

 

وكأنه تصحيح قدري للاحداث وفي نفس الوقت مباغتة للانظمة العالمية المتابعة بدقة لتحركات القاعدة واستراتيجيتها

وساعد على ذلك ايضا وجود تنظيم قوي يحمل نفس الفكرة وهو ميراث ابو مصعب الزرقاوي عليه رحمة الله

وكذلك اضطهاد السنة من قبل الروافض وكلها ظروف هيئت قدريا من الله عز وجل

 

الا ان بطئ الادراك واقولها صراحة تأثر القاعدة باستشهاد الشيخ اسامة رحمه الله ونجاح بيترايوس في مخططه في افغانستان والعراق .....

جعل هناك تكلس وعدم مرونة في قراءة الاحداث بل وقراءة الرسائل الالهية

واصبحت الرؤية هي الرجوع الى نظرية الاطراف والمركز وان الوقت لم يحن بعد

وكانت بداية الفتنة بين القاعدة والدولة

وبالتأكيد تلقفها الامريكان ..المصدومين بظهور الدولة للتوظيف مرة اخرى فكانت النصرة في سوريا وبدأ اللعب الخليجي

لانه وللانصاف من المستحيل ان تقبل النصرة وقيادتها اي قنوات اتصال مع امريكا فتدخلت الدول الخبيرة بالجماعات الجهادية ( قطر والاردن ) لاستثمار حالة التكلس القاعدى وعدم الاستفاقة السريعة وقراءة المشهد )

واصبحنا نسمع عن مساندة بعض الدول للنصرة بل والبعض الاخر يثني عليها ويستضيف رجالها ويسجل معهم الافلام الوثائقية !!!!!!!!!!
برغم اعلان النصرة انها تتبع مباشرة القاعدة

ليتم الاستفادة من النصرة في احتواء الفكرة الوليدة

( التي لا يوجد لها عقار حتى الآن في القاموس الطبي الامريكي ) لازالت قيد البحث والدراسة !!!!!!

فالبديل الجاهز المحفوظ هي النصرة

وكل ذلك يتضح جليا من كلمات الجولاني اليوم شديدة الوضوح على قطرية قضيته مع بشار وفلسفة الذرائع

بزعم ان الدولة وفرت الزريعة للتدخل الامريكي على الرغم ان قضية الذرائع تعداها الزمن منذ سنوات كثيرة

وكأن النظام العالمي يحتاج الى ذرائع وبرغم ان قضية الذرائع وكما اوضحت ربما بنفس الطريقة

قد تقال على الصحابة ولا سيما ابي بكر الصديق الذي اعطى اوامرة بغزو فارس لحارثة ووافقه على طلبه برغم عدم استقرار الدولة الاسلامية حينها ...

وهذا يعكس نمط تفكير الجولاني الذي يطابق نمط حماس مع استخدام اعمق للمصطلحات السلفية

( ليس الا )

 

وعليه ان لم تنتبه القاعدة وخصوصا الشيخ الدكتور ايمن الظواهري بعد كلمات الجولاني الاخيرة

او يصدر بيان يتبرأ من هذا المسار الخطير ( قطرية التحرك ) والاصرار على العودة الى قضية الاطراف والمركز

اجزم بانها ستكون نهاية القاعدة تماما ( ليست الفكرة ) بل التنظيم

واخيرا ان قال قائل اذا لماذا ضربت امريكا والتحالف جبهة النصرة

اظن انه الان بات واضح السبب برغم اني اندهشت عند سماعي بهذا قبل كلمة الجولاني

 

وان لم يكن كلامي واضحا ....

ارجعوا الى كلام مايلز كوبلاند في كتابه لعبة الامم عن اسباب دعم اسرائيل للاخوان المسلمين

اثناء اضطهادهم من جمال عبد الناصر والتي افصحت عنها اسرائيل فيما بعد

وادعو الله ان يتفكر الشباب الذين لازالوا في جبهة النصرة وان ينقذوا انفسهم من عفن راية القطرية ( الثورة السورية )

وان ينطلقوا الى رحاب قضية الامة الاسلامية الشاملة

م / خالد غريب

 

جمع

 

VZoFNpMB.png