JustPaste.it

6eb0f57e45d2ab0c90fc98feed6bdcde.jpg

 

توضيح حول لقاء قيادة هيئة تحرير الشام

مع مندوب عن منظمة الحوار الإنساني الـ HD السويسرية

ومندوبة عن مجموعة الأزمات الدولية

 

للشيخ/ أبو عبدالله الشامي

رئيس المجلس الشرعي في هيئة تحرير الشام


*   *   *

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فقد تم عقد لقاء جمع مؤخرا ممثلين عن قيادة هيئة تحرير الشام، ومندوب عن منظمة الحوار الإنساني الـ HD السويسرية، ومندوبة عن مجموعة الأزمات الدولية، وقد قامت المجموعة بنشر مقال يتضمن أفكارا مما دار في اللقاء، وتوضيحًا للقاء والمقال نبين ما يلي:

 

أولاً: مقدمات عامة:

إن هيئة تحرير الشام اليوم لا تقف على هامش الساحة السورية، وهامش الأحداث، إذ أن مصير جزء  كبير من الساحة مرتبط بعد الله فيها بشكل أو بآخر، فهي تحمل مسؤولية عظيمة، وخاصة في هذه الأوقات الحرجة.

إن هذه المسؤولية تحتم عليها الإعلان عن توجهاتها ومبادئها .. وإيصال الرسائل لكل المهتمين بشأن الساحة إسلاميا ودوليًا..

فهيئة تحرير الشام اليوم لا تحمل مسؤولية تنظيمها فحسب،  وإنما مسؤولية شعب بأكمله، حيث أن مصير أهل السنة يقف على مفرق تاريخي عظيم.

إن الحرب في الشام تحولت لتكون حرباً دولية وإقليمية، وفيها من التشابك  والتعقيد والاختلاط الشيء الكثير ..تتشابك مصالح كل من روسيا  وإيران وتتخذان من النظام مطية لتحقيقها، وللأتراك مصالحهم المتعلقة بأمنهم القومي ومن ورائهم المصالح الأوروبية والغربية، ولا تخفى مصالح أمريكا.

وأما داخليا ومحليا: فثمة عدة أطراف كذلك، بدءا بالنظام المجرم مرورا ابالأحزاب الكردية الانفصالية فضلًا عن طيف فصائل الثورة على اختلاف مشاربهم.. 

منذ تأسيس جبهة النصرة قام العمل من خلال الاتفاق على جملة "مبادئ عمل "مهمة، وكان منها أن نحدد عدونا، ألا وهو النظام المجرم ونركز عليه،  وأن نحيد أكبر قدر ممكن من الأعداء،  وأن لا تكون حربنا مع الطوائف، وأن لا تكون الشام منصة للأعمال الخارجية، وكوننا نعمل في ظل ثورة شعبية فنحن نعمل ضمن أولوياتها المتمثلة بإسقاط النظام المجرم، وتحييد من أمكن من الأعداء قدر المستطاع ولو إلى أجل.

كما قامت سياستنا -ومنذ البداية- على تقليل أكبر قدر ممكن من الأعداء.. ففي الوقت الذي تحاربنا فيه روسيا  وإيران مع النظام ما المصلحة من حرب أخرى -وفي نفس التوقيت- مع هذه الجهة أو تلك من الغرب أو الشرق، أو أي دولة من دول الإقليم؟! دون أن يعني ذلك الانسجام مع مخططات هذه الجهة أو تلك..

ومن توجهاتنا في هذا السياق كذلك: مراعاة أعراف الناس وتصوراتهم..

وكذا: أن لا ننقل التجارب الجهادية التي قامت في بلاد أخرى بحذافيرها إلى الشام ههنا، فلكل ظرف مقام.. إلا ما يحكم الواقع بتطابقه في بعض الوجوه أو بتشابهه.

في عام 2015 صرحت قيادة جبهة النصرة حينها ممثلة بالشيخ أبي محمد الجولاني -حفظه الله- وعبر لقاء على قناة الجزيرة الفضائية، وكنا يومها لا نزال نتبع لتنظيم القاعدة، صرحت القيادة في اللقاء أننا غير معنيين بأي عمل خارجي، وأننا معنيون بالتركيز على النظام المجرم.

هيئة تحرير الشام -ومنذ نشأتها- أجرت مجموعة من التفاهمات مع كل الكتل المهاجرة المنضوية تحتها أو المتحالفة معها على ضرورة الالتزام بالسياسة العامة، وكان هذا محل ترحيب من الجميع.

ثم إن الثورة السورية تخوض منذ سنين حربً شرسة ضد الروس والإيرانيين وميليشيات النظام، وهي منشلغة بقتال هذه الأحلاف بما يرجح صحة سياسة العمل على تحييد من يمكن تحييده.

 

 *   *   *

 

ثانيا: أهم مضامين اللقاء:

ما ذكر في المقال الذي نشرته مجموعة الأزمات الدولية، هو تلخيص للقاء مع مندوب عن الـ HD السويسري "باترك"،  ومندوبة عن مركز الأزمات الدولية الأمريكي "دارين". 

وقد جرى في اللقاء الحديث عن مواضيع متعددة تدور حول المحاور والسياسات المذكورة أعلاه ، وقد بينت قيادة الهيئة موقفها تجاه أكثر الأمور أهمية بالنسبة لهم، وبما يتوافق مع ديننا وسياستنا وأولوياتنا..

بينت الهيئة أن مصير الجماعات المهاجرة وعموم المهاجرين من مصيرها،  وأنها لا تتخلى عنهم،  وأنهم لا يشكلون خطرًا على بلدانهم،  وأنهم ملتزمون بالسياسة العامة التي رسمتها الهيئة مسبقًا.

كما بينت أن جماعة "حراس الدين" تعمل على قتال النظام،  وأنها تتفق معنا في تجنب الأعمال الخارجية.

 وأما بالنسبة للقتال الداخلي -بين الفصائل- فليس من سياستنا وتوجهنا العام، وهو أمر خارج عن السياق العام لولا الاضطرار إليه.. 

فقد قاتلنا بعض اللصوص في مرحلة من المراحل، واضطررنا لقتال البعض في مرحلة أخرى دفاعًا عن النفس، حيث دخلت بعض الفصائل في قتال معنا في معركة لم تكن معهم أساسًا.

ولا يعني هذا خلونا من خطأ هنا أو هناك،  وإن الساحة بتفرقها دون وجود مرجع يحترم من الجميع، يجعل نشوب حالة الخلاف أمرا واردًا في ظرف  كهذا.

ونبين في هذا السياق: أن الحال الراهنة هي حال ائتلاف ورص صف في مواجهة الحملة الراهنة، وأن مرحلة القتال أضحت جزءا من ماض نتمنى أن لا يعود.

 وبالنسبة لحكومة الإنقاذ السورية فهي عملية تشاركية  وتكاملية بيننا وبين شريحة واسعة من الأكاديميين والشرائح المجتمعية الممثلة للثورة في المناطق المحررة.

وقد بينا أننا لسنا في حرب مع الطوائف،  وأن معركتنا إنما هي مع النظام المجرم.

كما تحدثنا عن المعاناة الكبيرة التي يعانيها الشعب السوري في ظل موجات النزوح المتكررة والحالة الإنسانية والمعيشية المأساوية التي يعاني منها الملايين من اللاجئين والنازحين، وصولًا لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية بما يخفف معاناة أهلنا قدر الإمكان.

وقد بينا بوضوح أن منطلق الحكم لدينا هو شريعة الإسلام، وأن هذه الشريعة هي مرجعيتنا في كل الأمور سواء في الحكم الداخلي أو في بناء التحالفات وإقامة العلاقات، بعيدًا عن أي ظلال سيئة يمكن أن تضفيها تجربة جماعة "الدولة" وتطبيقها الفج والخاطئ على مفهوم إقامة الدين وتطبيق الشريعة، فنحن ننطلق من الإسلام وشرعته وبما يتفق وأصول أهل السنة.

وأما بخصوص المستقبل: فقد بينا أننا مستمرون في معركتنا بعون الله حتى تحرير دمشق مهما اشتد الحال، وأوضحنا أن المناطق المحررة من سيطرة النظام المجرم إنما تدار من قبل حكومة الإنقاذ وكوادرها، وأنه في حال تحرير دمشق بإذن الله فستكون إدارة البلاد بشكل أكثر رحابة وسعة ومشاركة بما يتناسب تلك الحالة، وأن هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ إنما هي مراحل ووسائل لتسيير الأمور وصولًا للتحرير الكامل بإذن الله.

وشددنا على حالة الانفصام التام بيننا وبين النظام بما يعني أن المناطق المحررة لا يمكن أن تكون جزءا من حالة تشاركية تتماهى مع النظام عبر أي شكل من أشكال الحكم.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه لم يخطر ببالنا سؤال المندوبين إن كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية أو لا، إذ لا مناسبة لهذا في السياق الذي يعنينا، وما نعلمه أن أحدهم يحمل الجنسية السويسرية،  وأن الأخرى تحمل الجنسية المصرية فقط.

 

 *   *   *

 

وقبل الختام: فإنا نود أن نلفت الانتباه لما قام ويقوم به" الطالبان" -حفظهم الله- مع إقرارنا بوجود الفوارق بين الحالتين الأفغانية والشامية:

فانظر  كيف أنهم طمأنوا الدول المجاورة لهم وغير الراضية عن الوجود الأمريكي  كباكستان والصين  وإيران، بل وحتى روسيا، وسعوا جادين للاستفادة من مواقف تلك الدول،  كأوراق تزيدهم قوة من حيث الأسباب لمواجهة عدوهم الأمريكي في أفغانستان، وبالتأكيد لا يفوت "الطلبة" ما فعله الروس بشعبهم وبالمسلمين قبل بضعة عقود، وكذلك ما فعله الإيرانيون في معاونتهم للأمريكان أثناء احتلالهم لأفغانستان  وكذا لا يفوتهم ما فعلته حكومة بكستان من تسهيل وإعانة للمحتل الأمريكي  وما أحدثته من اعتقال لخيرة قادتهم وتسليمهم للأمريكان..

ولكن واجب الوقت والهدوء والاتزان والابتعاد عن خطاب السقف العالي، وتحديد الأولويات وتقليل الأعداء والعمل على تحييدهم ولو لفترة هو عين ما نفهمه من السنة النبوية والحكمة المستقاة من سيرته صلى الله عليه وسلم.

 

وختاما: فإنا نود أن نشير ونؤكد أن ما ورد من أفكار في اللقاء إنما يمثل شرحًا لسياستنا القديمة ووجهات نظرنا تجاه عموم الملفات منذ ابتداء جهادنا على أرض الشام منذ 9 سنوات، وليس أمرا طارئًا علينا أملته علينا المواقف البراغماتية كما يحلو للبعض تفسيره، فنحن مذ بدأنا بهذا الجهاد قصرنا بوصلتنا العسكرية على النظام وحلفائه استجابة لأولويات الثورة في إسقاط النظام المجرم، دون الأخذ بمبدأ العمل الخارجي، ولم نجعل ضمن استراتيجيتنا العسكرية استهداف الطوائف.. وهكذا.. فكل ما ورد من أفكار في اللقاء فهو قناعاتنا القديمة ومبادئ العمل التي قام عليها جهادنا منذ البداية، وكان اللقاء فرصة لشرحها فحسب.

 

والحمد لله رب العالمين

 أبو عبد الله الشامي

الأربعاء 3 رجب 1441 هـ - 26 فبراير 2020

 

تحميل الملف بصيغة pdf

https://www.gulf-up.com/udswvivk41x3

https://www.up-00.com/udc9k6jn663m

https://top4top.io/downloadf-1517f77qx1-pdf.html