JustPaste.it

قصة الغلام والراهب والساحر وأصحاب الأخدود

ا=====[01/11]=====ا 

يروى أن رجلا من أتباع سيدنا عيسى ابن مريم كان يقال له فيميون.. وكان هذا الرجل صالحا مجتهدا زاهدا في الدنيا مجاب الدعوة.. وكان راهبا سائحا لا يسمع بقرية إلا خرج إليها للدعوة.. وكان من بين المدن التي سكنها مدينة يقال لها نجران.. فنشر فيها الإسلام.. والتزم أهلها تعاليم الإنجيل مدة من الزمن.. ثم دخلت عليهم الأحداث وحرفوا الدين وحصل الكفر وفشا وعم.. وكان من أمر فيميون عندما انتشر الفساد أن بنى خيمة له خارج نجران يتعبد الله تعالى وحده فيها وانقطع عن الناس.ـ 

ا=====[02/11]=====ا 

وحدث أنه كان لنجران ملك، وكان للملك ساحر يخدم عنده.. ولما صار هذا الساحر عجوزا طلب من الملك أن يبعث إليه بغلام ليعلمه السحر.. وكانت خيمة فيميون بين نجران وقرية الغلام الذي أرسله الملك ليتعلم السحر.ـ 

ا=====[03/11]=====ا 

وذات يوم مر هذا الغلام، واسمه عبد الله بن الثامر بخيمة فيميون الراهب فسمعه يتلو الإنجيل الصحيح بصوت عذب.. ونظر فأعجبه ما يرى منه من صلاة وعبادة.. فصار يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم.. فصار عابدا لربه مقرا بوحدانيته وألوهيته.. وما زال الغلام يسأل الراهب فيميون عن أحكام الإسلام حتى ترقى الغلام في العلم والعبادة.ـ 

ا=====[04/11]=====ا 

وكان الغلام عبد الله بن الثامر يتأخر أحيانا عند الراهب فيميون، فإذا وصل عند الساحر ضربه الساحر لتأخره وإذا جاء إلى أبيه متأخرا ضربه أبوه.. فشكا الغلام أمره إلى الراهب، فقال له الراهب [[إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر]].. وإنما سمح الراهب للغلام بالكذب كي لا يظلم، لأنه يتعلم الدين وأحكامه في زمن قل فيه المسلمون.ـ 

ا=====[05/11]=====ا 

وكان في ذلك البلد حية عظيمة قطعت طريق الناس.. فمر بها الغلام يوما وحمل حجرا ثم سمى الله تعالى ورماها بها فقتلها.. ثم أتى الغلام الراهب فأخبره.. فقال له الراهب [[سيكون لك شأن عظيم.. وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي أحدا]].. وصار الغلام إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضـر إلا قال له [[يا عبد الله، أتوحد الله وتدخل في دين الإسلام وأدعو ربي فيعافيك مما أنت فيه من البلاء؟]].. فيقول المريض [[نعم]].. فيتعلم المريض التوحيد وينطق بالشهادتين ويدعو له الغلام فيشفى.. حتى لم يبق في نجران أحد به ضر إلا أتاه فاتبعه على أمره ودعا له فعوفي.ـ 

ا=====[06/11]=====ا 

وكان للملك ابن عم أعمى.. فلما سمع هذا الأعمى بالغلام وقتله الحية أتاه بهدايا كثيرة وقال له [[ما هاهنا كله لك إن أنت شفيتني]].. فقال الغلام [[إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله من يشاء.. فإن أنت آمنت بالله دعوت الله لك فشفاك وعافاك]].. فتعلم التوحيد وآمن بالله وأسلم.. فشفاه الله.. فأتى ابن العم هذا إلى الملك وجلس إليه كما كان يجلس سابقا.. فقال له الملك الذي كان يدعي الألوهية [[من رد عليك بصرك؟]].. قال [[ربي]].. قال الملك [[أولك رب غيري؟]].. قال [[ربي وربك الله]].. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام.. فجيء بالغلام، فقال له الملك [[يا غلام، قد بلغ من سحرك أنك صرت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل كذا وتفعل كذا]].. فقال الغلام [[إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله]].. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فيميون.. فجيء بالراهب فقيل له [[ارجع عن دينك]].. فأبى.. وكان مسلما صالحا متمسكا بدينه.. فدعا الملك بالمنشار فوضعه في مفرق رأس الراهب فشقه حتى وقع شقاه.ـ 

ا=====[07/11]=====ا 

ولم يكتف الملك الكافر بذلك، فجاء بابن عمه وقال له [[ارجع عن دينك]].. فأبى.. فدعا الملك بالمنشار فوضعه في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه.. ثم جاء الملك بالغلام فقال له [[ارجع عن دينك]].. فأبى.. فدفعه إلى بعض جنوده وقال لهم [[اذهبوا به إلى قمة جبل فإن رجع عن دينه فاتركوه وإلا فاطرحوه إلى الأسفل]].. فذهبوا وصعدوا به إلى قمة جبل عال.. فدعا الغلام ربه فقال [[اللهم اكفنيهم بما شئت]]، فاهتز الجبل فسقط الجند جميعهم وقتلوا.. وعاد الغلام إلى الملك سالما.. فلما رآه استغرب ودهش.. ولما سأله عن الجنود قال [[كفانيهم الله]]ـ 

ا=====[08/11]=====ا 

وقد عاد الغلام إلى الملك مع أنه كان قادرا على أن يهرب ويفر من بطش الملك وظلمه.. وإنما عاد لأجل أنه كان يطمع في أن يتراجع الملك عن كفره ويدخل في الإسلام فيكون إسلامه سببا في إسلام قومه.. فدفعه الملك إلى مجموعة جنود آخرين وقال لهم [[اذهبوا به فاحملوه في سفينة فإذا صرتم في وسط البحر فانظروا في الأمر فإن تراجع عن دينه فعودوا به وإلا فاقذفوه فيه]].. فذهبوا به.. فدعا الغلام ربه قائلا [[اللهم اكفنيهم بما شئت]].. فانقلبت بهم السفينة فغرق الجنود جميعم وماتوا.. وعاد الغلام إلى الملك سالما.. فلما رآه دهش مرة ثانية.. ولما سأله عن الجنود قال [[كفانيهم الله]].. ثم قال للملك [[إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به]].. قال [[ما هو؟]].. قال [[تجمع الناس في مكان واحد وتصلبني على جذع ثم تأخذ من جعبة سهامي سهما واحدا ثم تضعه في القوس ثم تقول {{بسم الله رب الغلام}} ثم ترميني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني]]ـ 

ا=====[09/11]=====ا 

فجمع الملك الناس وصلب الغلام على جذع ثم أخذ سهما من جعبته ونفذ ما أمره به الغلام.. ثم رماه فوقع السهم في صدغه، وهو الموضع الذي بين العين والأذن.. فوضع الغلام يده في صدغه في موضع السهم فمات.. فقال الناس [[آمنا برب الغلام.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا إله عبد الله بن الثامر]].. فقال الوزراء للملك [[أرأيت ما كنت تحذر.. قد والله نزل بك حذرك وآمن الناس وأسلموا]].. فاستشاط الملك غيظا وغضبا وأمر بإغلاق أبواب المدينة.. ثم شق في الأرض سبعة أخاديد.. طول الواحد منها أربعون ذراعا وعرضه اثنا عشر ذراعا.. ثم طرح فيه النفط والحطب وأججت نيرانها وبدأت ألسنة اللهب تتصاعد منها.. ثم وقف الملك وأعوانه على جانبي كل أخدود.. فكان يؤتى بالمسلم فإن أبى الرجوع عن دينه قذفوه فيها وإلا تركوه.. فرموا في النار زهاء عشرين ألف مسلم من الرجال والنساء والأطفال.. حتى إنه جيء بامرأة مسلمة لها ثلاثة بنين، أحدهم رضيع، فقال لها الملك [[ارجعي وإلا قتلتك أنت وأولادك]].. فأبت، فألقى ابنيها الكبيرين، فلم تتراجع.. ثم هم بالصغير ليلقيه، فبكت، فأنطق الله ابنها الرضيع فقال [[يا أماه اصبري ولا ترجعي عن دينك]].. فألقاه وألقاها في إثره.. وروي أن المسلمين كانت تقبض أرواحهم قبل أن تمسهم النار.. ثم بعد أن رمى الملك من رمى ارتفعت النار من الأخدود فصارت فوق الملك وأعوانه أربعين ذراعا ثم وقعت عليهم وأحرقتهم فذابوا وهلكوا جميعا.. يقول الله تعالى في سورة البروج ((قتل أصحاب الأخدود[4]ـ النار ذات الوقود[5]ـ إذ هم عليها قعود[6]ـ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود[7]ـ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد[8])).. صدق الله العظيم.ـ 

ا=====[10/11]=====ا 

والقصة ثابتة.. رواها الإمام مسلم في (صحيحه) والترمذي في (سننه) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.ـ 

ا=====[11/11]=====ا 

تنبيه مهم: ما فعله الغلام كان جائزا في شرعه لأن تعمد قتل المسلم نفسه لإدخال غيره في الإسلام كان جائزا في شرعه وأما في شرعنا فلا يجوز.ـ ضضضـ صصصـ qqq www ـ(ترشيش28)ـ دمرداش ـ(275)ـ