JustPaste.it

عندما قامت دولة يهود بعد أن أعطي لهم وعد نابليون ووعد بلفور، كان لا بد من حماية هذا الكائن المسخ من البيئة الإسلامية التي تحيط به،لأنه غرس خبيث أجنبي، وهم يعلمون أن الجسد الصحيح يرفض الدخيل، وهذه بلاد رفض أهلها الصليبيين من قبل، فمهما مكثوا فسيزولون، قدراً محتوما، فكان من أهم ما عملوا من أجله هو دعس هذه الشعوب، وقهرها حتى لا تنشط بسبب فطرتها ودينها لإزالة هذا المسخ، وهكذا كان إذ صنعت جيوش طاغوتية لحمايته، ولم يكن لهم من همّ ولا مقصد إلا بمنع الأمة من الإنطلاق نحو مسح هذا الوجود الغريب عن أرضها، حتى عندما فتحوا باباً للصلح مع أصدقائهم، لم تكن نظرتهم متوجهة إلا إلى مقصد واحد، هو التنسيق الأمني، ومعناه: هو المزيد من تقييد الأمة، ومنع شبابها من الجهاد ضد يهود، ولذلك كان كل جهاد في الوجود في حقيقته لإزالة طواغيت العرب والعجم ممن يمنع تحرر الأمة من هذا المسخ، وقد رسمت كل المنطقة لتخدمه وتحافظ عليه، لا من الجهة السياسية فقط بل من الجهات الإنسانية الأخرى، كالعسكرية والثقافية والإقتصادية، فالوجود اليهودي في فلسطين ليس وجودا يصادم الحس الفطري كاحتلال أجنبي، لكنه كان مشروعاً أكبر من ذلك بكثير،إذ لا يمكن تحرير الأرض المقدسة حتى تحرر بلاد المسلمين كلها من رجس الطواغيت،وحتى تتحول الأرض حولها حالة جهادية منطلقها الإيمان، أي عودة الأمة لقيمها، وهذا ما حاربوا من أجله، أي منع الجهاد وإبعاد الأمة عن قيمها،وأخطر ما عملوا عليه أخيراً هو جعل القضية هي قضية شعب،لا قضية أمة، كما أن البعض اليوم بجهل وغباء،أو بعمالة وخبث أن يمنع تحول جهاد المسلمين في بلد من البلاد متوجهاً إلى قضية الإسلام فالذي جعل فلسطين خاصة لشعبها،دون أن تتحمل الأمة واجبها نحو دينها في هذه القضية،هو نفسه من يحاول أن يمنع تحرر شعب مسلم في بلد من البلاد طريقاً لإزالة يهود عن فلسطين، وكلاهما يصادم السنن والوعود الإلهية، والعاقبة بإذن الله تعالى لأولئك الرجال الذين يحملون الوعد ويعملون له فهؤلاء هم فقهاء الحياة، وهؤلاء هم من يعيشون الوعود كأسلافهم ممن سار في الأرض لتعبيد الناس لربهم، وهو يقول: إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة الاوثان لعبادة الله، ومن جور الأديان لعدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا لسعة الدنيا والآخرة.
هنيئا لهم يقينهم على الوعود في زمن الإستضعاف.

الشيخ عمر محمود أبو عمر