JustPaste.it

الجهاد يغير قواعد اللعبة مع الجاهلية المع

منذ أن سقطت الخلافة وعدونا هو اللاعب الوحيد في ديارنا حتى أتى الله بالجهاد فاختلفت قواعد اللعبة، فقد صنعت دول وحدت حدود، ثم امتزجت مشاعر الناس
مصطبغة بهذه المصائب والجرائم، حتى صارت سخائم الغرب قيماً بين الشعوب المسلمة، فجاء الجهاد في سبيل الله من أفغانستان إلى الشيشان والبوسنة والعراق ، ليلغي قيم الجاهلية من التفرق، وليمنع الغرب من تنفيذ باقي مخططاته إلى نهايتها، فها هي قواعد اللعبة لا تصنع بلا مقاوم، ولا تسير كما يخطط لها من قبلهم، بل دخل عامل الإيمان الذي يحمله شباب الجهاد، فمن كان يحلم أن تحكم مشاعر الإيمان وقيمه على تصورات هؤلاء الفتية، فيصبح المغربي اميرا على المشرقي في المشرق، والعكس كذلك، وما هذا الا بفضل الجهاد في سبيل الله، ولذلك كان من أعظم ما أنتج الكفر خلال حكمه هو فرض القيم الأخلاقية من خلال الحدود، والقوانين والدساتير، وقد نجحوا كثيرا حتى جاء نور الجهاد،فبدأت لعبتهم بالتلاشي والذهاب.
ولذلك ما يعده البعض فوضى وفساد هو في الحقيقة إعادة صياغة عالم اسلامي جديد، يعيد قيم الإيمان في النفوس.
ومن خالف هذا ممن يتغنى بالسلم والأمان إنما هو راد لحكمة الله التي تهدم باطلا ليس له وجوده النفسي فقط، لكن له وجوده المادي كذلك، ولا يمكن إعادة قيم الإيمان الحقيقية إلا بإحداث خلخلة هي أشبه بالزلزال لصناعة عالم جديد يقوم على الزائل من حدود الجاهلية.
إن ما يسمونه الفوضى، وما يتغنون به من وجوب المحافظة على الأمن معناه الوحيد في معركة الحق والباطل هو تجذير للباطل، والمحافظة على مركزية الجاهلية حتى تديم السيطرة،وتحقق المزيد من فرض قيمها الكافرة.
ان الأمر بالعروف والنهي عن المنكر له حضوره في عالم الكونيات كذلك، وليس قاصراً على عالم المثل والمعاني، فلا يتحقق وجود حق حتى يهدم الباطل، والسماح بمساجد الضرار يعني هزيمة للحق باسم الحق نفسه، وهكذا تنشأ الجاهلية تحت ستار الدين، كما يراد للدين أن ينشأ تحت قيم الجاهلية ، والله يقول( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) فلا يتحقق الحق في الوجود حتى تزال معالم الجاهلية المادية التي تحمي قيمها الكافرة.
لم تعد الجاهلية بعد اليوم في بلادنا تسير دون ان تحسب حساب الحق الذي تكونت بفضل الله قذيفته، يحملها شباب الجهاد والإيمان.
لقد عاشت الجاهلية بدون مقاومة حتى مع وجود الوعاظ، لكنها لن تنعم بعد اليوم بهذه السهولة من تنفيذ الغايات،بل ستضطر كل يوم لتغيير خططها،لانها ستفاجأ كل يوم بصناعة ربانية، لا تقدم الخطاب الوعظي فقط لكن تقدم حملة السكاكين والسلاح.
فتح اليوم من ردم الجاهلية أكثر مما يحلق به بين السبابة والإبهام، وهذا بداية الغيث بحمد الله تعالى.
من مات اليوم لن يموت إلا فرحاً أن طلائع النصر قادمة وسلطان الجاهلية في أفول ، وما حال الوعود الإلهية وتوقيت قدومها إلا لأنها سائرة في الطريق وليست ساكنة.

الشيخ عمر محمود أبو عمر