JustPaste.it

الظهور المفاجئ والكراسي الموسيقية
قراءة تحليلية ....
للشيخ أبي قتادة حفظه الله

شيخنا حفظك الله وعلى الحق سدد خطاك: هناك أشخاص نزلوا على التيار الجهادي بالمظلة عند ظهور الجهاد في ساحة ما، ولم يُعرف لهم تاريخ جهادي ولا ممن انتسب وتربى على أدبيات التيار الجهادي، ولم يعركوا هذا الطريق ويعلمون بنياته. وقد تم تقديم هؤلاء الأشخاص لمناصب قيادية لأسباب واقعية ظرفية، ولكن سرعان ما يظهر منهم ما يخالف أدبيات ومنهجية التيار الجهادي، ويحاولون فرض رؤيتهم ومشاريعهم الشعرية على سير العمل في الساحة، حتى يقع التصادم بينهم وبين أبناء التيار الجهادي الحقيقين، وبعدها نرى ظهورهم كلوبي داخل الجماعة، فإن نجحوا وسيطروا على الجماعة شقوها وانحرفوا بها نحو منهجهم الهجين.
فلو أمكن شيخنا أن تشرح لنا اسباب هذه الظاهرة وطريقة علاجها.

أجاب الشيخ العلامة أبو قتادة حفظه الله:
عندما تدخل مكتبة رجل قد جمعت جمعا سريعا تحس بالتنافر وعدم الانسجام بين كتبها، حتى لو كانت مرتبة ترتيبا جميلا يتوافق مع ألوان الكتب مثلا، لكنك بخبرتك في عالم المكتبات تحس أنها مكتبة هجينة غير سوية.
الكتب كالبشر في هذا الباب.
الحالة السورية حالة مفاجأة كما في كل البلاد. وشباب الجهاد الذين نفروا لهذه الساحة أو تلك صنعتهم الإصدارات وخاصة بعد سبتمبر، وكثير منهم جاؤوا من بيئات صورية في نسبتها للجهاد. وبالتالي ستكون أفكارهم واختياراتهم سريعة التقلب، وذلك بحسب الظرف والبيئة، دون عمق ودراسة متأنية.
وارتفاع الاشخاص خلال هذه المسيرة السريعة لن يكون محكوما بحقائق جوهرية من الحكمة والخبرة وحقيقة العلم، بل لأسباب أخرى كثيرة، منها الشهادة الجامعية، السبق، الصوت العالي، الفهلوة، الاقتران بشيخ خلال سجن سنة أو شهر، معرفة سابقة ولو يسيرة بقائد، وهكذا.
وبالتالي ستكون اللحظات الأولى للجهاد لحظات اختبار، وأقصد باللحظات السنوات الأولى. ولذلك أنتم ترون أشد الناس غلوا في الأمس هم أشدهم ميوعة، أي اليوم، وهكذا سترون كراسي موسيقية في كل يوم، والسبب هو ضعف الأصول وقلة التجربة. ولذلك بعد فترة ستنجلي الحقائق، وستذوب كل هذه المحسنات وكما يقول الجزائريون: ما بظل في الوادي إلا حجارة.
هؤلاء الذين ظهروا فجأة إما أن يثبتوا فيعلم الناس أنهم صخور تصلح للبناء أو أنهم مجرد تجمع تراب هش لا يصلح للوقوف فوقه.
بناء الجماعات ليس عملية بناء شركة يجتمع أهلها على المال مثلا، ولا على الفهلوة، ولا على الصوت الضخم.

ما أراه في هؤلاء انهم برغش يصنع الحكاك فقط.
معهم مال؟
نعم...
معهم شهادة؟
نعم...
من سيجمعون إذاً؟
هناك أناس غاضبون لموقف شخصي...
وهناك من جاء للجهاد باحثاً عن إمارة فلم يجدها...
هناك ،،، وهناك الكثير...
عندهم مجموعة من الأخبار الصحيحة على ضعف القيادة، وبعض الأخبار المحتملة، وعندهم من يتهم الناس بالغلو، كما عندهم من يتهم الناس بالتميع.
يجمعهم الرفض...
ومعهم كذلك خطط كبيرة لفتح بيت المقدس...
كلها ذهنية...
لكن حجتهم في عدم تطبيقها هو عدم استماع الناس لهم...
فلو أطاعوهم لكانت دمشق في أيديهم، وهم الآن على أسوار الأقصى...
ولكن الحقيقة أنهم برغش فقط...
زبدة فوق قطعة خبز تذوب أول شروق اشعة الشمس....

لا نستطيع منع حركتهم، لكن قصارى أذاهم احمرار في الجلد.
لا تشتغلوا بهم إلا بمقدار وجودهم الفعلي في الجهاد والحركة
ولكن لا استطيع منعكم من الحكاك.
والعلاج...
المداراة
وعدم الدخول في صراع لأنه لا يجدي ويمتعهم...
والانشغال عنهم بعد قراءتهم بالاستغفار والعمل بالصالحات.