JustPaste.it

احذروا الإسلام الوطني


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين
من المعلوم ضرورة أن هذا الدين يصيغ الحياة كلها في دائرة العبودية لرب العالمين، وهذه العبودية مركزها وآسها الإيمان بالله تعالى، وهذا الإيمان هو الذي يصيغ علاقات المسلم مع نفسه ومع الآخرين ، ومع الوجود، ولذلك قال تعالى( إنما المؤمنون أخوة) وقال تعالى( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وجعل علاقة السلم والحرب مناطها الإيمان فقال تعالى( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ...)والآيات في هذا كثيرة جدا ، تبين أنها من مهمات القرآن الأولى، وأن الأعراض عنها كفر وجاهلية.
فكل صياغة للحياة على غير هذا المعنى هي من سبيل الشيطان وجنده، بها يتم ابعاد الدين والإيمان عن الحياة، ولذلك جعل الله القبائل والشعوب علاقة تعارف لا أكثر فقال تعالى( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) ، فليس في هذه التسمية التعارفية أي معاني من الولاء والبراء وصياغة الحياة، ولذلك كان من أعظم ما واجهه أهل الإسلام اليوم من حروب علمية وسياسية هي حرب الهوية، وذلك لصياغة مفهوم الأمة صياغة جاهلية، وعلى هذا الإساس أوجدوا الهيئات والتنظيمات على هذا الوفق والإتجاه، ثم قسموا الأمة التي صاغوها على وفق القومية الجاهلية تقسيمات قطرية ممسوخة، فحدوا لها الحدود، وشرعوا في بناء الإنسان المسلم على وفقها ، حتى في العواطف والمشاعر والخلجات، فصار الحب والكره والولاء والبراء على وفق هذه الأقطار والحدود.
ومن خلال سعيهم لتأصيل هذا الكفر الخبيث ذهبوا للدين البريء من قسمتهم الجاهلية هذه ليسبغ عليها ثياب الدين وصبغة الشريعة، ومن ذلك التغني بالوطن القطري، أو الوطن القومي،وكذلك كان من جهودهم تسمية الإسلام بأسماء الأقطار والقوميات، فهناك الدين العربي، وهناك الدين الأوروبي، وهناك الدين العجمي، وما شابه ذلك، ويخرج بعض الضالين من المشايخ لتبرير هذا وتزيينه، وجعله من الدين، وحقيقته تدمير الدين الذي أنزله الله على رسوله.
من المسموعات في هذا الباب:
شيخ مدفوع الأجر يعيش في أوروبا، وقد أمن فيها، واطمأن به العيش حتى طاب له المقام، وهو يسير ضمن خطوط الكفر والجاهلية، يريد من المسلمين أن يعيشوا قضايا بلده الجديد الذي تنجس بجنسيته،ويطلب من الناس أن ينخلعوا من أصولهم وقضايا بلادهم، بل ويدعوا للدفاع عن بلده الجديد ضد خصومها حتى لو كانوا مسلمين.
يقول احدهم: هناك اسلام ماليزي وهناك اسلام اندونيسي، ونحن علينا أن نصيغ اسلاما أوروبياً!!!!
وبعد١١ سبتمبر نشط هذا التيار، وقويت الدعوة إليه، ويطالب أهل هذا الخبث بأن يندمج المسلم في بلده الجديد حتى في مشاعره وعواطفه،فإن تعامل مع قضايا خارجية كان احساسه تجاهها احساس الاوروبي في شفقته على كلبه أو قطته فقط.
هناك شيخ آخر سمعته قبل أيام يسب على محمد مرسي، وهو شيخ تملأ لحيته صدره، ويبكي على السنة زاعما، فجعلت أسمع نقده لمرسي هذا الذي دمر مصر وأفسدها لولا لطف الله بمصر ، وأن قيض لها السيسي لينقذها، فجعل يسب على مرسي أنه كان يريد أن يتخلى عن منطقة حلايب للسودان، ويريد أن يعطي بعض سيناء لأهل غزة!!!!!!!
وجعلت أعجب: أهذا شيخ أم ديوث فكر!
فما ضر المسلم أن يكون في أرض مصرية أو سودانية أم غزاوية، وكلها تقسيمات جاهلية فاسدة!؟
وهل يجوز لمسلم يعلم دين الله يغضب أن تسلب أرضه لمسلم آخر، هذا بحسب منهجه أنها كلها ديارإسلام!
شيخ آخر يخطب على المنير ، ويتفاخر بأمن بلده، وأنها عرية عما يصيب بلاداً اخرى تجاورها، وكأن هذه البلاد التي تجاورها هي بلاد الواق واق الكافرة، وليست بلاد المسلمين مثله، وأن رابطة الإيمان إن وجد أعظم من رابطة الحدود التي صنعها العم تشرشل وهو يدخن سيجاره، في وقت امتلأ كرشه بالخمر، يعني أننا صناعة مخمور أثبتت الوثائق أن هذا الرجل كتب حدودنا بقلم رصاص رخيص، بل وأثبتت الوثائق أن هذا المخمور هو من صنع أعلام بلادنا!!
من غير الدين نحن مجرد صراصير لا قيمة لنا، يصنع أفكارنا ومناهجنا أمثال هذا التشرشل المخمور، وأمثال سايكس وبيكو، وكل فخر نتفاخر به في هذا هو تفاخر دويبة القاذورات المفتخرة أنها تجر العذرة لبيتها.
لا يحق لأحد في بلاد المسلمين اليوم أن يرفع رأسه لانتسابه لبلد دون آخر، لأن كل ما كان من تاريخ هذه الدول بعد صناعتها الإستعمارية مخز ووضيع وليس فيه ما يستحق الذكر الحسن، وإنما تاريخنا الحقيقي هو ما صنعه الإيمان حين كانت رابطة الإسلام هي الجامعة لمفهوم الأمة الواحدة.
أخفضوا رؤوسكم ، فليس عندنا اليوم ما نفتخر به الا الجهاد في سبيل الله تعالى ،وهو الذي سيصيغ عالمنا الجديد كما صاغه القرآن الكريم، فهؤلاء وحدهم من يحق لهم الإفتخار والفرح بما هم عليه.
من تأمل رؤية العالم لنا، فإنه إن رأى لا يرى فينا إلا مجموعة من براميل النفط المتدحرجة داخل الكروش، وكأننا مجموعة من الأغبياء ضربوا بأرجلهم فخرج الذهب من الأرض، فحمله على حماره وجمله وسار به متبخترا.
يا قوم إن بعضنا ليس الا مجرد برميل نفط في أعين غيرنا.، وأخرون لا يرون منا الا ضعفاً ونذالة أن حاولنا تقليدهم، مع عدم استحقاقنا لشرف التشبه بهم، لأننا مجرد أغبياء جهلة، نتقن الصراخ عليهم ليردوا لنا الحقوق التي سلبنا إياها.
كم أحزن أن أسمع اليوم واحدا يقول لآخر: ألا تعرفني!!!؟
نعم أعرفك:
انت لا شيء.
كن مؤمنا لتكون شيئا.
والحمد لله رب العالمين

الشيخ عمر محمود أبو عمر