JustPaste.it

المرجفون في الشام


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
في اسبوع واحد رايت ثلاث مقامات ارجاف تخذل المجاهدين، وتفت من عضدهم، ادخالاً لهم في ابواب الشياطين ، والشيطان وجنده لم يكن ليحرض جمهوره وجنده إلا لما يرى من بركات الغيب التي تحيط بهذ الجهاد المبارك،وهذا الجهاد العظيم الذي حصل له شبه اجماع من قبل الأمة، حيث رأوا له اسبابه الموجبة، وقذف الله في القلوب حبه، وارتقاب مقاصده، وبعد كل هذا الخير فيه، وبعد كل هذه العطايا المباركة التي جعلت القلوب والعيون ترقب فجراً جديداً من خلاله، وأملا بتحقيقات النبوءات النبوية الشريفة، وبعد أن حصل فيه الشهداء الذي بدمائهم وأرواحهم تنبت شجرة الحق والهدى في الوجود،وهي ولا شك ولا ريب بإذن الله قادمة، في هذا كله ذر الشيطان بقرنه، اذ أرسل رسله وجنده من المنافقين يبثون الشر والتخذيل والتهوين، ويطلقون صرخات الضلال لقبول عطايا الشيطان والعودة الى ما كان الناس عليه من الذلة والخنوع، وزينوا كلماتهم بعسول الحلاوة ليخفوا كل سموم الباطل تحته، يصرخون أن الأمة لم تعد تقدر على المواصلة، وأن المجاهدين أصابهم الوهن، وأن مستقبل الجهاد مظلم وسوداوي، يطلقون هذه الصرخات المنفلتة من زمام الدين والإيمان، ومنفلتة من زمام العقل والحكمة.
أولى هذه المقامات:
مؤتمر الشر الذي مهد المجتعون والموقعون فيه سلوك سبيل بيع الجهاد، وبيع أمل الأمة، وبيع دماء الشهداء الذين ذهبوا الى ربهم رجاء حمل الراية قوم يواصلون الى خط الوصول للشهادة او النصر.
ليس أعظم ما فيه كفر الحكم الذين ينشدون فقط، بل هناك عظائم مع هذ الشر، أهمها مصالحة المجرم وهو مقيم على اجرامه، وبدل الدخول اليه فتحا ونصراً، دخلوا اليه ذلة ومهانة، ليواصلوا معه قتل الجهاد، وتجيير الدماء فيه للباطل الذي هو عليه، ولينفذوا مقاصد الكفر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
يحملون هذا الشر والفساد تحت دعوى تعب الناس، ورهق الطريق ، وصعوبة المرحلة، وعذر الإضطرار، وهم أكذب خلق الله، فلم يصدر من حملة النار والألم هنا في بلاد الشام الا كلمات الصبر واليقين على موعود الله، وهم لم يشتكوا، بل حالهم حال الصحابة( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليماً)، فجزى الله المجاهدين خير الجزاء، ورفع الله درجتهم في عليين، واخزى وفضح المرجفين المخذلين.
في مشهد اخر : كان الكثير من الحوار الذي دار مع قائد مجاهد بأخرة في محاولة ادراك الألم أو التعب في الحديث، ليبرر فعل التخذيل، وليقال: أن انظروا عمق الالم الذي يتكلم به، وتأملوا عميق الشكوى التي يبثها، والحمد لله لم يخرج منه شيء من هذا ، بل بفضل الله تعالى أن كانت الكلمات هي الكلمات، تحمل الأمل مع ادراكها لصعوبة المرحلة ووعورة الطريق.
كانت الكلمات خيرا لا لمجرد معلومة تقال
ولكن من اجل ما فيها من معاني العزة وشعور استعلاء الأيمان، والوعي على كل جوانب الساحة بما فيها من غيث رباني عميم.
فجزاكم الله خيراً
أما ثالث المشاهد، فرسالة من رجل خبيث، صار منظر ارجاف، وداعي تخذيل، ينقم عليّ وعلى شيخنا المقدسي أن حالنا كحال الصديق وهو يرسل الكلمات في حروب الردة: أن مزيداً من الوقود، ومزيداً من الثبات، ومزيداً من اليقين على الله، ومزيدا من التعلق بالتوحيد والحق، وهم يرون كل ما يحدث من القتل وذهاب الأخيار وحصول الفتن، فلا يزداد اهلها الا يقينا، ولكن هذا الخبيث لم ير الا رعداً وبرقاً وظلمات، كما يرى المنافقون في غيث السماء العظيم العميم.
يزعم هذا المطرود لسوء الشر الذي هو عليه، ولجلوسه على هامش الجهاد وكان من قادته، طرداً له من مقامات قيادة المجاهدين الى مقامات السباب والتخذيل والإرجاف، فسبحان من قسم الاقدار بين عبيده، واحد مهدي ينتظر الشهادة، ويرسل البعوث، ومهموم القلب كيف يتحققق النصر، وآخر خال القلب الا من ارجاف، وسليط اللسان بلا هداية، وقائل بالشر في وديان الباطل، كمقص صانع الأحذية لا يخرج الا ما علم.
يقول في رسالته:
لقد تعب الناس
لقد كل المجاهد
لقد انتهى الجهاد
لم يبق الا الرمق الأخير
لا تنفخوا في القربة فقد تمزقت
لا ترسلوا كلمات الأمل لأنه صار غير موجود
اقبلوا بأقل ما يعرض عليكم
ليس هذا عصر التوحيد والتعلق به، بل عصر التنازلات رجاء بقايا منفعة
هذه كلمات زاعمي النظر ، والقرآن هو من يكشفهم ويكشف امثالهم،
وأما المجاهدون فلهم كلام آخر، بها يرتفعون أئمة وشهداء، وبها يورثون الراية من سيحقق النصر إن ذهبوا لمقام الولاية عند رب العالمين

هذه قسمة الوجود، مؤمن ومنافق في هذا الجهاد، فاللهم نصرك للمؤمنون، واللهم أخذا للمخذلين
والحمد لله رب العالمين

الشيخ عمر محمود أبو عمر