JustPaste.it

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d248/a9911441/0027-small2.gif

فلسطين ، وبيت المقدس لهما جنود الله

الشيخ عمر محمود أبو عمر ابو قتادة حفظه الله

 

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
على ثرى الأقصى ومسرى الحبيب يعيش أهل البلاء محنتهم لوحدهم، ويقلعون أشواكهم بأيديهم، وتسيل دماؤهم الزكية على جباههم الطاهرة ، فلا تجد من يمد لها العون ، ولا يملك المسلم إلا الدعاء لهم، وهي حالة عاشتها الأمة من زمن، وما زالت تعيشها، وكل يوم تتيقن أن زوال آلامها ومحنتها لا يكون إلا بأيدي المجاهدين الذين يصنعهم الله تعالى على عينه ، فالحالة الفلسطينية ككل حالاتنا لا تحل على وفق الحق إلا بعد أن تنشأ الحالة الجهادية في كل محيط بلاد المسلمين، وهي علامة واضحة أن محنة فلسطين هي محنة هذه الأمة جميعاً، كذلك محنة كل بلد إسلامي ، فالهم واحد، والألم واحد، والعدو واحد، والدواء والحل واحد ، وكل محاولة لفك ارتباط جزء منها عن مجموعها لا يؤدي إلا إلى الفشل.
مشكلتنا أولا في تحرير أمتنا من معوقات رفعها لراية الجهاد، وإزالة كل مانع له، ورفع درجة همتها وإرادتها، في كل أجواء البلاد المسلمة، وخلال ذلك يتصدى كل جزء منه لمحتله من أهل جلدته أو من الغريب، فلا ينتظر قادماً من الخارج ليحرره ، بل هو معني بتحرير نفسه، لكن وفق إيمانه أنه لن يتحرر ولن يقيم شرع الله في بلده إلا إذا انتشر هذا المعنى في بلاد المسلمين المؤثرة في هذا الوجود.
والحمد لله فإن كل مسلم يراقب حركة الجهاد وتحركها في كل بلاد المسلمين موقن أن نهاية الظلم قادمة، وأن ساعة الباطل قد آذنت بزوال وانتهاء، وأن شمس الإسلام ستشرق من جديد، وأن غربة الدين قد استبدلت بعزة الشباب المجاهد، وأن طابوراً من الطواغيت قد تساقطوا، وأن الجهاد صار قدراً ربانيا لا يقدرون على محوه ولا على ابطاله، بل بفضل الله قد تجذر وتماهى ارتفاعا في نفوس المسلمين وقلوبهم، وما زالت يد الله تعالى تعمل في الخفاء حتى يستقر الأمر على ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: لا يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة.
فهؤلاء هم ورثة عزة هذا الدين، ليس لهم في كل أطوار الحياة إلا الجهاد في سبيل الله، وبهم يقع الوعد الإلهي، كما في حديث صلى الله عليه وسلم كما في مستدرك الحاكم وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه: عن المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يبقى على ظهر الأرض من بيت مدر ولا وبر إلا أدخل الله عليهم كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل، يعزهم الله فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم فلا يدينوا لها.
وهذا الحديث فيه بشارة دخول الإسلام العالم قبل وجود عيسى عليه السلام، لما ذكر فيه من أمر الجزية.
وأصل الحديث عند أحمد من غير ذكر هذه الزيادة من حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه.
وليعلم أن هذه الأمة لن تقوم لها قائمة إلا باتحادها جميعاً يداً واحدة، على أمر واحد هو الجهاد، ولا يمكن أن تتحقق لهم مقاصدهم إلا بهذا وتركهم أسباب خلافهم، والتي هي في عمومها من نزع الشيطان،وذلك لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله من آخره، والحديث عند أحمد من رواية أنس وعمار رضي الله عنهما، ورواه البزار في مسنده من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه وقال: لا نعلمه يروى بإسناد أحسن من هذا.
والأمة بحمد الله تعالى تحضر للدخول في الوعود الإلهية العظيمة مثل قوله صلى الله عليه وسلم: تقاتلون اليهود، فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله، كما في الصحيحين،وهذا حديث ابن عمر، وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبيء اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود.
وتأمل ما يعد الله تعالى للمسلمين في المشرق والمغرب، وانظر يد الله وحكمته كيف تجري، وذلك لهذا الحديث الذي رواه أحمد في مسنده والنسائي في الصغرى عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عصابتان من أمتي أحرزهما من النار، عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم، وهذا إن صح وهمي فإن دلائله إن شاء الله تحضر في الشام وخراسان في أيامنا هذه، وإن جاز تفسير الحديث الصحيح بزيادة في حديث ضعيف تكشف بعض معانيه، فإن نعيم بن حماد وهو ضعيف مع جلالته روى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليغزون الهند لكم جيش، يفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل، يغفر الله ذنوبهم، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام.
كل هذه المبشرات يسود وجهها واقع هذه الأمة وما فيها من فتن يصنعها جهلة أو منافقون، كما في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِيَ الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا ، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ : الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ ، وَلا يَبْسُطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيُهْلِكُّمْ بِعَامَّةٍ ، وَلا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَلا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لا يُرَدُّ ، إِنِّي أَعْطَيْتُ أُمَّتَكَ أَنْ لا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ ، وَلا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَاهُمْ فَيُهْلِكُونَهُمْ بِعَامَّةٍ حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا ، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا ، وَبَعْضُهُمْ يُسْبِي بَعْضًا " .
ففي هذا الحديث نعمة عظيمة لمن يفتح الله قلبه، ليدرك الصواب من الضلال ،وفي معرفة أهل الحق من أهل الباطل، وذلك من لفظه صلى الله عليه وسلم: ويسبي بعضهم بعضاً، لتعلم أنك عالم بفرقة الضلال وهي تهدد بسبي نساء مخالفيها من المسلمين والمجاهدين، إذ لم يقع هذا قط في زمانكم إلا منهم، ولم يخطر على بال جماعة مخالفة لأخرى إلا من خصالهم، فهم أهل الشر ممن استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، فلم يستجب له، فكانوا من قدره الذي لا مفر منه، فهم أليق به وهم رجاله، نعوذ بالله من الخذلان.
إن هذه الأمة وهي ترى إخوان القردة والخنازير وهم يدنسون الأقصى ويسومون المسلمين في فلسطين سوء العذاب لواجب عليها أن ترى كذلك المبشرات من المجاهدين وهم يخطون الأرض لصناعة مجد جديد لهذه الأمة في كل بلاد المسلمين، وخاصة ممن هم على مرمى حجر من بيت المقدسى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الجهاد الذي يخوضه أبناءوفتيان هذه الأمة وشيوخها وكهولها في المشرق والمغرب هو الأمل الذي ما لو بارك الله فيه سيكون به ما تسر به القلوب المؤمنة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
لم يكن الشيخ الشهيد عبد الله عزام مخطئا وهو يحرض الشباب على الجهاد في افغانستان، لأنه يرى أن حالة المسلمين واحدة، وأن شعلة إيمان مالو اشتعلت في مكان فإنها ستسير إلى الوعد الإلهي في فلسطين و روما والقسطنطينية، هذا يقوله وهو هناك بعيد عن حدود فلسطين وبيت المقدس وبلاد الشام، فماذا سيقول ما لو رأى ابناءه من شباب المسلمين يخوضون جهادهم هنا على أرض الشام المباركة!؟
هذا هو الفارق بين رؤيتين ، إحداهما تستنير بنور الإيمان أنه لا تحل قضايانا جميعاً حتى نتحرر من كل طواغيت الأرض، ولن تسقط حلقة ردة حتى يكون سقوط كل الحلقات بإذن الله تعالى، مع مركزها الجاهلي، وشيطانهم الأكبر، وبين رؤية أخرى لا تفهم الحياة ، ولا معنى الجاهلية، ولا معنى حركة الإيمان.
إن جميع المسلمين اليوم مدعوون لحالة واحدة، وهو اللقاء على كلمة الله، ومنهج الجهاد، تاركين كل ما يظنونه من الحق في مسائل العلم والعمل لذواتهم، نابذين كل راياتهم إلا راية الإسلام فقط، ناشرين لواء السنة كما عليها أهلها الذين خالفوا الزنادقة ، ذلك لأن فضل الله عليهم عظيم، فإنهم وإن اختلفوا يوما في حكم هؤلاء الزنادقة من الروافض إلا أن الله أقام لهم هؤلاء الخصوم في أوضح مقام، وأجلى حالة، إذ علم كل مسلم أنهم طغاة مع الطغاة، واعداء مع أكبر الأعداء، وأن نصرة الله لدينه لا تقع حتى يقع استئصالهم مع إخوانهم.
إن دعم كل مسلم مجاهد على أرض الشام واليمن وفي ليبيا وخراسان هو في واقعه دعم لنصرة الدين وتحرير الأقصى، وها أنا أقول : إن كل مجاهد على أرض الشام مهما كانت رايته التي خص بها نفسه هو في قابل الأيام في عدوة أخيه مع كل الفصائل الأخرى ، وإني على يقين كما اختلف الناس في الروافض فبان الحق لهم، فآلوا إلى عدم الإختلاف والاتفاق عليهم ، فإنه سيأتي يوم بإذن الله تعالى على أرض الجهاد لا تجد إلا راية واحدة هي الإسلام، ولن يخرج عنها الا من أراد الله به شراً، وسيعرفون حقائق واقعهم وخصومهم ، وإن أخطأوهم يوما في نظرهم وعلمهم ، ولذلك يجب التحضير للوحدة لا للفراق،
وللحب لا للخصام، يدعوهم لذلك قادتهم وطلبة العلم فيهم ومن خارجهم، وكل كلمة خلاف ذلك هي شر ومن الشيطان، مع وجوب النصيحة للمجاهدين وقادتهم أجمعين.
اللهم نصرك وتأيدك لكل المجاهدين من اخواننا في كل مكان، امين
والحمد لله رب العالمين
أخوكم

ابو قتادة
عمر بن محمود أبو عمر.


حساب الشيخ حفظه الله على تويتر على تويتر