JustPaste.it

http://s02.justpaste.it/files/justpaste/d245/a9832581/0027-small.gif

cnnezl6wgaashn0_small.jpg

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم أما بعد.
فقد سُأل شيخنا عن ظاهرة فصل الشرعي إن خالف قول الشرعي العام للجماعة، وخصوصا ما جاء في بيان حركة الأحرار الإسلامية من فصل الشيخ أبي شعيب المصري لأنه خالف في مسألة التدخل التركي في القضية السورية.

فأجاب الشيخ أبو قتادة حفظه الله:
كنت أفكر كيف أعلق على هذا البيان، أي بيان الأحرار وفصلهم لمسؤول شرعي الذي خالفهم في موقفهم من قضية التدخل التركي في القضية السورية.
وأنا ابتداءً لست مع تنظيم حتى أناقش تنظيماً آخر برؤية حزبية ، لكن أناقش ما أسمع وأرى بما أعلم من دين الله تعالى
وما تعلمته أو أزعم أني أعلمه من كلام أهل العلم في هذه الأبواب.
ولذلك أنا سأناقش هذا البيان من رؤية شرعية بحتة فقط، وليعذل العاذل وليعذر العاذر فالكل عندي على طريق النصح ان شاء الله فيما ابتغي وجه الله الكريم.
أولا:
نحن نعيش حالة الطعن في ( المنهج) لفتح الأبواب فيما يقول الطاعنون لفتح الأبواب للناس بلا ضوابط ولا موانع، ولإدخال الناس في الجهاد فقط دون خلفيات تضبط الداخل ولا الخارج، وهذا لعمر الحق أمر حسن لو كنا نعيش في السحاب لا على الأرض وما فيها من اختلاف وتغاير، وما فيها من مقاصد الشر في الناس، ولما في المنتسبين للدين من بدع في فهم الشرع والقدر.
وإذ ينتصر الطاعنون في منهج ما لتثبيت منهج آخر، إذ لا يتصور خروج الناس عن منهج، فهذا الذي يدعون إليه ولا شك منهج شاؤوا أم أبوا، أقول: وإذ ينتصر دعاة تنظيم ما للطعن في ( المناهجة) كما ينبزونهم يخرج هؤلاء في فصل من خرج عن منهجهم! وهذه قسمة ضيزى لمن أنصف وتفكر .

ولو سئلوا لم فصلتموهم لقالوا: خرج المفصول عن المنهج!!!
هكذا هي خالية من الشوائب والكدورات لمن أنصف.

ثانيا:
الأصل في الجماعات التي تدعو لجهاد الأمة أن تستوعب الأمة بكل أطيافها وخلافاتها ما دام هؤلاء داخلون في مسمى الأمة، وحين يعجز الواحد من تحمل هذا التجميع للجميع فهو الذي يخرج، لا أن تخرجه الجماعة التي زعمت أنها تمثل المجموع، وهذا هو التصرف الصحيح لا ما فعلوه هم، وهذا يثبت أن الجماعات كلها ما زالت أسيرة لأطر فكرية وفقهية، وأن ما يقال خلاف ذلك إنما هي شعارات فقط، ولو سأل هؤلاء ما الحل في هذا، لكان السؤال نفسه كاشفاً أن الناس وإلى اليوم لم يتلمسوا بل لم يقتربوا في تحويل الجهاد إلى حركة أمة إلا بمقدار تنوع الجماعات لا بوجود هذا التصور في جماعة واحدة، وأن الطريق ليس قصيرا لتصبح جماعة ما تستحق أن تقول: أنا أستوعب جماعات الإسلام بكل أطيافهم.
واذ الأمر كذلك، لا لأنه قدر لا يمكن الإنفكاك منه، بل لأننا ما زلنا أعجز من تحقيق المأمول، على الأقل كما فعلت القاعدة لما بايعت طالبان مع كل الخلاف بينهم.
وبهذا ثبت أن أعداء( المناهجة) كما ينبزونهم حالهم حال كل من قيل فيه: رمتني بدائها وانسلت.
لكن لو قيل حقاً ما الحل، لكان الأمر يسيراً في العمل لكن بشرط التخلي عن ادعاء المعصومية الكامن في نفوس القادة الشرعيين وغيرهم
نعم، الأمر يسير جدا...
لا نطرد الناس لاجتهاداتهم اذ خالفت شافعي العصر ولا مالك هذا الزمان ولا ابن حنبل هذا الجيل.
نعم، الأمر يسير جدا...
بل يبقى كل مجتهد ما زال اجتهاده ضمن ما يعذر به في اجتهاده، والقيادة إن كانت تقية تمضي في اختياراتها السياسية والعملية بعد الشورى ومحاولات تحري الحق.
قد يقال لكن هذا قد يفرق الناس إن وجد هذا الخلاف، وحقيقة هذا الافتراض كامن في مثل ما سمعته من قادة اأد التنظيمات حين قال: كلب موالف خير من أسد مخالف.
إذاً، هم يريدون إمعات...
طراطير تنساق لهم بلا تفكير ولا وعي ولا محاولة اجتهاد.
وهذا أمر ينفعهم ككل البدع في البدايات لكنه سيدمرهم في الاثناء والانتهاء.
لكن هل حقا وجود الشرعي في الجماعة على هذا النحو يضر الجماعة؟
الجواب ولا شك أنه هذا باطل من الأباطيل، لأن الكثير ممن هو خارج الجماعة ينتقد ويخالف، واليوم لا يستطيع أحد الحجر على السماع ولا معرفة ما يقال من ضد أو مع...
ونحن علينا أن نربي جماعتنا على اتباع الحق....
وعلى قوة النظر....
ووعي العقل......
وبأدب واحترام مع حرص على الجماعة....
لو كانت جماعاتنا كذلك لما استطاع شرذمة قيادة قطيع يخاف من مجرد وجود مخالف لا يستطيع تحمله، والعجيب أن الشرعي هو من طرد الشرعي وليس الأمير، وبهذا يعلم أن دعوى الاجتهاد وعدم التقليد أكذوبة تستخدم كسلاح ضد الخصم لا لتربيتنا.
خرج خطيب يوم الجمعة فحض على الصدقة وكانت زوجته تستمع له، فتأثرت بخطبته، رجع الخطيب للبيت فطلب الغداء فقدمت له أي شيء، فسألها أين الغداء المعتاد، قالت له تصدقت به على جيراننا الفقراء، فقال لها : يا هذه كنت أقول في خطبتي يا أيها الناس وليس يا أيها الزوجة.

ثالثا:
هل هذا هو الوجه الشرعي في الخلاف، أي إقصاء المخالف وعدم مناظرته بالدليل، ثم إن لم يتفقوا كانوا كالصحابة مع امرائهم في الاختلاف كما صنع ابن مسعود مع عثمان رضي الله عنهما في مخالفته لإتمام الصلاة في منى.

أظن أن الجماعات اليوم هي في حقيقتها وسلوكها هذا السبيل تصنع مذاهب جديدة، ومشيخات صوفية ، على قاعدة اخلع عقلك عند حذائك واتبعني.
حزب التحرير يسمي اختياراته ويجعلها ملزمة للعضو.
واليوم يطرد شرعي لمخالفته الشرعية لما قاله مجتهد التنظيم.

اعتقد أن هذه المذهبية يجب محاربتها، ونحن هنا كما ترون نتكلم عن طرد المخالف في اختيار مسائل شرعية فقط لا لأمر آخر، ويقوم على الطرد مسؤول شرعي، لا كحال الأمير يبعد جندياً عن المعركة لحكمة اقتضاها الحال في نزال من النزالات.
والله الموفق.

 

اعتنى به وقام على نشره/ أبو محمود الفلسطيني