JustPaste.it

مُؤسَّسَة البُشْرَيات
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ


تفريغ خطبة

الله خالق كل شيء

 

للشيخ: أبي قتادة عمر بن محمود

 

من سلسلة دروس الشيخ أبي قتادة القديمة

/files/justpaste/d243/a9760204/tlm2bw.png

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتركنا رسول الله ﷺ على المحجة البيضاء والطريق الواضح ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال، أما بعد: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالًا بعيدًا.

الله خالق كل شيء، فمن العرش فما دونه هو مخلوق لله -سبحانه وتعالى-، ومن ميزات خلقه -سبحانه وتعالى- حسن الخَلق، حسَّن خلقه، والحسن ليس هو فقط الجمال -أي جمال المنظر-، ولكن الحسن هو: ملائمة الشيء لما وضع له؛ فلذلك ما خلق الله -عز وجل- من أمور قبيحة إنما هي حسنة من جهة أصل خلقها؛ لأن لها مقصدًا عظيمًا، فالذباب يستقذره الناس ولا يحبونه وهو قبيح لا يأتي إلا بشرٍ على الجملة، ولكنه حسن لأنه خلق من خلق الله ولمقصد الله -عز وجل- فيه، فله مقاصد عظيمة، فمن مقاصده مثلًا: أنه دليل على وجود القبح؛ ليسارع الناس بإزالة القاذورات، فلو لم يوجد الذباب لتجرأ الناس على رمي القاذورات وعدم سترها، فبمجرد وجودها على الأرض يسارع الذباب إليها فوجود الذباب مقصد؛ لإزالة الشر، لإزالة القذر، فكان الذباب خيرًا وحسنًا، وهذا معنى قوله -سبحانه وتعالى-: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} ولم يقل في هذه الآية -جل في علاه-: الذي خلق كل شيء فهدى، ولكن الذي أعطاه خلقه، أي أعطاه صفته المخلوقة وطاقته في حركة هذا المخلوق، أعطاه اليد وخلق فيها القدرة فأعطاه اليد خلقًا وأعطى اليد القدرة، فأعطى كل شيء.

الإنسان شيء أعطاه الأدوات وأعطاه الإرادة وأعطاه القدرة، واليد كذلك خلق أعطاها الله -عز وجل- صفتها وآلتها وهيكلها، وأعطاها القدرة على الإقامة على الشيء الذي خلقها الله -عز وجل- له {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} أي: هداه هداية كونية ثم بإرسال الأنبياء هداية شرعية.

الهداية الكونية كالغرائز التي وضعها الله في الخلق؛ ليمارس المخلوق مقصد حياته، فبمجرد أن يخرج أي رضيع من بطن أمه يسارع إلى الثدي، هذا من هدي الله له هداية كونية.

اليد تتحرك، العين تبصر، هداية كونية.

والهداية: هو السير في الطريق الصحيح وفي الطريق المبصر، فأعطى ربنا -سبحانه وتعالى- كل شيء خلقه ثم هدى.

إذ يوحي ربك إلى كل شيء، يوحي الله -عز وجل- إلى كل شيء؛ ليقوم بمقصده وليمارس عمله الصحيح {وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} يوحي الله، وهذا من هداية الله -عز وجل- للخلق.

الشريعة جاءت بعد الخلق، خلق الله الخلق ثم أرسل الأنبياء، فالشريعة جاءت بعد الخلق، والشريعة كما أن الخلق من وضع إلهي فالشريعة المرسلة من قِبل الأنبياء من وضع إلهي، الله خلق، والله -عز وجل- شرع، فلا تناقض بين ما خلق وما شرع؛ لأنه -سبحانه وتعالى- كامل لا يأتيه النقص -إذ التناقض نقص- وهو حكيم فلا بد أن يشرع بما يلائم ما خلق.

إذن الشريعة جاءت بعد الخلق وما علم الناس حسن الشريعة وصوابها، وما علموا حقها إلا بعرضها على الخلق إذ رأوا وقد أيقنوا سابقًا أن الخالق هو الله ما أنكر أحد في الوجود أن الخلق هو خلق الله حتى الكفرة يثبتون الخالقية لواحد أحد، ردوا شريعته، جهلوا حكمه! نعم، ولكنهم أثبتوا الخلق له {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}

فلما أبصروا الخلق على ما هو عليه، فجاءت الشريعة موافقة لهذا الخلق آمنوا بالله -عز وجل- وبإرساله الرسل، فصدقوا أن هذا الذي جاء به الرسول قد خرج من المشكاة التي خلقت هذا الوجود، وهذا معنى قوله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} عندما خلق هو على صراط مستقيم؛ إذ خلقُه مُبدَع حسن لا تناقض فيه ولا اضطراب، ولو كان هناك ثمَّ آلهة أخرى لفسدت السماوات والأرض فهو على صراط مستقيم عندما خلق، وهو على صراط مستقيم عندما شرَّع؛ ليكون التشريع موافق للتكوين، والتشريع موافق لما خلق، لما كوَّن -سبحانه-، هذه قاعدة أولى.

ومما خلق الله -عز وجل- فيما خلق ودال على حكمته هي الكلمات والأسماء، إذ أن الله -عز وجل- عندما خلق الإنسان أعطاه عقله وإرادته وصفته، أول آلة أعطاها الله -عز وجل- للإنسان هي الأسماء، إذ بدونها تطيش الأمور ويصبح الإنسان لا فائدة للأشياء له، فقال -سبحانه وتعالى-: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} خلق الله الشيء، أوجده، أوجد له كيانًا مستقلًا، له ارتباط بنفسه وبالأشياء التي حوله ثم أعطاه الله -عز وجل- اسمًا، فالرابط بين الاسم وبين الشيء هو وضع إلهي لا دخل للبشر فيه، فحين تقول كلمة "إنسان" إنها بينها وبين شيءٍ ما خلقه الله هذا الشيء هو آدم وذريته، هذا الرابط بين الاسم وبين هذا المسمى هو ربطٌ إلهي لا يجوز للبشر أن يتدخلوا فيه، وسيتبين لنا فيما سيأتي أن التدخل في تغيير هذه الروابط بين الاسم ومسماه هو شرك وكفر.

إذن كل شيء خلقه الله له اسم وهذا الاسم وضع إلهي، علم الله آدم الأسماء، لم يكتشفها آدم، لم يوجدها من عند نفسه! إنما علمه الله -عز وجل- إياها، وهذه الأسماء موجودة في الذهن منطوقة باللسان، وعلى الرغم أن اللغات دخل فيها حركة الإنسان ووضع الإنسان كاللهجات، لكن اللغات بأصلها هي وضع إلهي، آية من آيات الله -عز وجل-، والعربية هي لغة وضعها الله -عز وجل- لها أصول قديمة بتعامل بعض الخلق بها، ولكن رُسخت قواعدها ونطقت فصحى من نطق إسماعيل -عليه السلام-، كما قال ﷺ: (أول من فُتق لسانه بالعربية إسماعيل -عليه السلام-) فأول من فتق لسانه بالعربية الصحيحة هو إسماعيل.

وكانت قبله لغات يسميها بعض علماء اللغة بـ"اللغات العروبية"؛ تمييزًا لها عن العربية الفصيحة.

هذا الرابط إذن بين المسمى -أي الشيء المخلوق- وبين اسمه المنطوق أو المكتوب أو المتخيل في الأذهان هو ربط إلهي لا دخل للبشر فيه، وهي كما ترون أول آلة أعطيت للإنسان، أدرك إبليس عندما أراد أن يدخل إلى الإنسان؛ ليغويه ويضله عن الطريق، فكر وقدر -وهو ذكي على غرم ضعف كيده لكنه ذكي، شيطان- كيف يدخل إلى الإنسان، كيف يدخل إليه؟ لا بد أن يدخل إليه بالآلة التي أعطيها من أجل أن يحرفها، إذ الشيطان لا يستطيع أن يغير حقائق الأشياء، الشيطان لا يستطيع أن يقلب الماء دمًا ولا البول ماءً ولا الحجر ترابًا ولا التراب حجرًا، لا يستطيع أن يقلب العصا أفعى ولا الأفعى عصا؛ لأن هذا خلق، قلبُ العصا إلى أفعى خلق إيجاد بغير مقدمة، وهذه الصفة لا تليق إلا بالله -عز وجل-.

فالسحر كما ترون ليس هو تغيير لحقائق الأشياء! إنما هو تخييل للأبصار في رؤية أشياء لا واقع لها، كما قال -سبحانه وتعالى-:{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} لا تسعى هي بنفسها؛ لأن الحبال لا تسعى بنفسها، ولكن خُيل إليه، نعود إلى القضية، الشيطان لا بد أن يدخل إلى الإنسان بهذه الآلة؛ ليحطمها ليشرك بالله، لأن مقصد الخلق ثم هداية الخلق ثم تسمية الخلق مقصد ذلك كله هو عبادة الله، وأجلّ أنواع العبادة هو توحيد الله -سبحانه وتعالى-.

المقدمة طالت عليكم، ولكن لا بد أن نصل إلى المهم، إذن مقصد أن خلق الله البشر ثم هداهم هداية مقصودة، ثم سمى لهم الأشياء مقصد ذلك كله هو توحيد الله، هو عبادة الله -سبحانه وتعالى-، كيف يدخل الشيطان إلى الإنسان؟ لا بد أن يحرّف، إما أن يحرف الآلة المستخدمة -وهي الأسماء-، وإما أن يحاول أن يغير حقائق الأشياء.

أما تغيير حقائق الأشياء فلا يستطيع، فجاء وقد علم صفة سننية في الإنسان هي التخيل لما لا واقع له، فأفرز له السحر، فهو شرك وكفر، إذ أن الشيطان لا يعلّم الساحر سحره إلا بعد أن يكفّره، إلا بعد أن يجعله كافرًا بالله {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ} لذلك السحر لأن فيه تغيير لحقائق الأشياء في نفس الرائي لا في ذات الأشياء هو كفر وشرك.

أما الصفة الثانية التي دخل فيها الشيطان على الإنسان فهو: تغيير أسماء الأشياء، أن يغير الأشياء فيوجِد لها أسماء لم يضعها الواضع الحقيقي لها وهو الله -سبحانه وتعالى-، فأول معصية وقعت من أبينا -عليه السلام- إنما وقعت بهذا الأمر -وهو تغيير اسم الشيء-.

آدم -عليه السلام- أدخله الله الجنة، سمى له الأشياء، ومما سمى "شجرة"، قال: هذه شجرة المعصية، هذه إن أكلت منها تعصيني. الشيطان جاء إليه وسماها "شجرة الخلد" هي شجرة المعصية! ولما الإنسان -أي إنسان بفطرته- يسمع معصية الله هذه الكلمة ينفر قلبه فيصنع حاجز نفسي بينه وبين اقتراف المعصية، لكن حين تزال هذه الكلمة وتوضع كلمة أخرى يصبح هذا الحاجز بعيدًا فيصبح الإنسان مؤهلًا مجهزًا مطبعًا مطوعًا لإتيان المعصية، تطوعه نفسه لإتيان المعصية.

لو إبليس جاء إلى آدم وقال له: كُل شجرة المعصية. فلن يأتيها إلا بعد تطبيع شديد، ولكن حيث قال له: هذه شجرة الخلد وملك لا يبلى. ودفعه بسائق الملك والخلد الطويل وهما رغبة الإنسان -ولا وجود لهما لا خلد طويل ولا ملك حقيقي له-! لكن النقطة التي أريد أن نستطرد لئلا نتشعب أن الشيطان استخدم أول أسلوب لمعصية الإنسان هو تسمية الأشياء بغير أسمائها؛ تطويعًا لنفس الإنسان من أجل اقتراف المعصية، وهذا شرك وكفر -أي تسمية الأشياء- يتبعه ماذا؟ تغيير الأحكام؛ لأن الأحكام معلقة على الأسماء، والأسماء إنما تقام على معانٍ حقيقية لا وهمية، فهي معلقة -أي الأحكام- على وقائع حقيقية الرابط بينها وبين هذه الوقائع هي الأسماء، الألفاظ.

فمن الشرك الذي وقعت فيه العرب لتغيير الأسماء هو تغيير أسماء الشهور، هناك أشهر حرم لم يكن الله ليجيز للناس أن يقاتلوا فيها، فقالوا: نغير الأسماء على هذه الشهور فنقلبها لشهور أخرى. وهذا هو النسيء، والنسيء هو: التأجيل، أي: يؤجل إنزال هذا الشهر في هذا الوقت إلى وقت قادم، قال الله عن هذا التغيير -تغيير الشهور، أي أسماء الشهور الذي أعقبه تغيير الأحكام- سماه كفرًا وشركًا، قال -سبحانه-: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} والشيء لا يزاد إلا على جنسه، فلما كان النسيء كفرًا زيد على جنسه وهو الكفر، فقال: الزيادة في الكفر. إذ لا يزاد الفسق على الكفر، الفسق غير المكفر، فكان النسيء كفرًا وهو في أصله قلب الأسماء على غير حقيقتها مما أتبعه بطريقة آلية تغيير الأحكام لهذا الباب الشيطاني الذي وضح لديكم -إن شاء الله- مداخل لا حاجة لاستطرادها؛ لمشقة صعوبتها من دون قواعد مثلما دخل على الأمة مما يسمى بالتأويل.

ومن أعمدة المشركين الذين دخلوا في الأمة المحمدية؛ من أجل إيجاد دين جديد بتغيير الأسماء الجديدة هم الباطنية، أسمي هذه "ورقة" خلقها الله أنزل على أبينا آدم اسمها ورقة متعلق بها حكم شرعي، فالذي له حق تسمية الأشياء ثم حكم الأشياء هو الله.

أصل الباطنية -يا إخوتي- هو: إيجاد سلطة جديدة غير السلطة الإلهية، السيادة الإلهية، والله -عز وجل- سيد، كما قال ﷺ: (إنما السيد هو الله) الذي له السيادة في تسمية الأشياء هو الذي خلقها، والذي له السيادة في الحكم على الأشياء هو الذي سماها وهو الذي خلقها، الباطنية هي إيجاد سلطة سيادة جديدة؛ لتسمية الأشياء وللحكم على الأشياء، لمن؟

إما أن يجعلوها لإمام غائب مستور، فمثلًا: الله سمى عملًا ما أنه الصلاة، وسمى خلقًا ما هو الخمر، فالخمر قد انقلبت إلى تسمية أشياء أخرى وصار اسم الخمر الحقيقي اسمًا آخر قد يسمى مثلًا كما سمى الصوفية الحشيش في كتبهم القديمة بـ"إكسير الحياة" ، وكما يسمي أتباعهم الآن مثلًا الخمر يسمونها "المشروبات الروحية"، والقصد من ذلك هو قصد عملي وقصد مقصدي بعيد.

القصد العملي: لو قلت للمسلم -أي مسلم-: هذا خمر. فإن مرجعية كلمة الخمر في عقله تعني النفور، ففورًا يهتز الشعور لديه بالابتعاد، فهذه مقدمة للابتعاد عن المعصية، قد يذللها المرء بوجود إرادة شيطانية للإقبال عليها لكنها توجد هذه النفرة من الحركة نحو هذا المخلوق الذي يسمى الخمر.

لكن إذا سميت له مشروبات روحية فإنه لا يوجد في قلبه النفور من هذه الكلمة، تذلل النفس وتسهل لها الطريق للإقبال نحو شرب الخمر.

الباطنية سمت الصلاة... الصلاة في كتاب الله كلمة لها حقيقة شرحها رسول الله ﷺ، فهناك علاقة بين فعل ما يسمى الصلاة وبين الاسم وهو الصلاة، فجاءت الباطنية فقالت: لا، الصلاة... بعض الباطنية مثلًا قال: الصلاة هي علاقة المريد بإمامه فإذا عرف المريد إمامه صار بينه وبين المريد صلة، فهذه هي الصلاة المقصودة بالقرآن. كما ترون يؤدي هذا الأمر إلى إبطال الشريعة.

لماذا هذا كله؟ أنتم ترون الآن على جميع الصعد من الشرك الواضح البين إلى البدعة الخفية في داخل تيارات المسلمين ممارسة حقيقية لهذا الشرك، بين شرك أكبر وشرك أصغر، هناك من يشرك شركًا أكبر بتسمية الزنا حبًا! هذا كفر وشرك، وهناك شرك أكبر بتسمية الخمر مشروبات روحية، وهناك شرك أكبر بتسمية المجانين "مشرعين" إذ أن القوانين الوضعية تسمي هؤلاء المجانين الذين يضعون لنا القوانين الوضعية يسمونهم مشرعين وفقهاء، هو إطلاق كما تقول قال الفقيه: أنت مسلم. تظن أن الشافعي قد قاله فإذا بحثت فإذا هو مجنون من المساطيل في بلادنا قد قاله، هذا من الشرك الأكبر وهذا بيّن واضح، فهم يسمون ظلمهم عدالة، والعدالة هي وضع إلهي لا ما تعارف عليه البشر إذ من العدالة هو قطع يد السارق ولكنها صارت ظلمًا فصار التلعّب بهذا الإطار وهو الشرك الأكبر واسع واسع جدًا، يسمون الأشياء بغير أسمائها وهو شرك أشد من شرك تسمية الشهور الحرم على شهور حل، شرك أكبر.

لعل بعضكم يعرف صورة أو صورتين لكنها في الواقع هي رايات كثيرة جدًا بتسمية الأمور بغير أسمائها يسمون الدعارة "فنًا" ويسمون الوقاحة "سياسة" أو "سياحة" ويسمون الظلم والدكتاتورية "سياسة" وهكذا يسمون الزندقة "تسامحًا"

 

يجوز للمرء أن يقول فهذا من حرية الفكر، ومن التسامح سماع الأفكار يسمون دين الله "مخلفات"، أو يسمونها في بعضهم يسمونها "عرف الناس" أو ما شابه ذلك، يسمون محمد الرسول ﷺ عبقري، أي: أن دين الله من وضع محمد ﷺ! فهو عبقري عربي كما يسميه إمام حزب البعث -لعنه الله- وهكذا، فهذا باب يمهد الشرك للدخول إلى القلوب ولممارسة الشرك من البشر، الناس يمارسونه ولا يشعرون.

الآن مثلًا: يسمون هذا حزب شرعي في دولة أو الدول ماذا يقصدونه؟ أي أنه اكتسب الشرعية من إقرار الحكومة له أو الدستور له فيسمونه حزب شرعي، وهو في الحقيقة الكلمة الشرعية إنما تطلق على ما قال الله بشرعيته؛ لأنه اسم ينبغي أن يطابق مسمًا خلقه الله أو وضعه الله.

أما هذا التزوير الواضح عند من بصَّره الله ولكنه خفي داخل التيارات الإسلامية، خفي ويمارسونه كما مارسه الأوائل الذي سماه أئمتنا بـ"التأويل"، وسموا التأويل طاغوتًا، كما قال ابن القيم -رحمه الله-.

التأويل هو طاغوت الناس، والمسلمون الآن يمارسون هذا التأويل وهذه الباطنية لكنها من باب الكفر الأصغر، والكفر الأصغر هو بريد الكفر الأكبر ولا شك، وما من كفر أصغر في هذه الأيام إلا وهو خادم للكفر الأكبر لكل ألوان الطيف فيه.

أريد أن أضرب الأمثلة والخلوص إلى بعض الدقائق مهم جدًا قد نتكلم عليه الآن وقد نؤجله لوقت آخر.

الآن كلمة الجهاد كلمة شرعية، لا تذكر في كتب الفقه إلا على حالة وممارسة معينة، فماذا صار الجهاد الآن؟ بعضهم يسمي وضع ورقة الانتخاب في عملية شركية من رأسها إلى أخمص قدميها يسميه جهادًا في سبيل الله! فهذا من باب تسمية الأشياء بغير أسمائها، وبعض المسلمين يسمون العمل السياسي... يؤلف أحدهم كتابًا يسميه المسلمون العمل السياسي فتظن أنه يريد أن يطرح طرحًا لبابٍ ما يسمى بـ"السياسة الشرعية" التي مستندها الشرع، فإذا هو المسلمون والعمل التشريعي الكفري، أي: جواز دخول المسلمين في الانتخابات الشركية التشريعية التي يسموها الآن بـ"النيابية" أو ما شابه ذلك.

تسمية الأشياء بغير أسمائها وهذا باب خطير يمهد به تحطيم الشريعة وإزالة ما في القرآن من فروق بين البشر؛ لأن هذه الألفاظ الإنسانية يتعامل بها المسلم والكافر ومن أعظم ما وقع في بدايات هذا القرن هو تسمية بعض من آمن بوجود الله مؤمنًا!

حيث يسموا فلان من البحاثة، قال فلان مؤمن، وكلمة إيمان عندنا لها محددات ومواصفات وهو لفظ لا يدخل الغريب الهجين عليه، ولا يخرج الأصيل منه ولكنه صار لمجرد أن الرجل قال: أنا أصدق بوجود الله. صار مؤمنًا! فيسمونهم علماء مؤمنون، وهم كفرة مشركون، فبمجرد إيمان الرجل إيمانًا جزئيًا في مسألة مع الكفر ببقيتها لا يسمى في إسلامنا مؤمنًا، بل إن لفظ الإيمان هو لفظ مدحي لا يطلق إلا باستثناء على البشر، أي بقول: فلان مؤمن -إن شاء الله-، أو أنا مؤمن -إن شاء الله-؛ لأن فيه نوع تزكية، فلذلك لا يجوز للمسلم أن يسمي الأشياء إلا بأسمائها الشرعية التي تعارف عليها العرب؛ لأن القرآن عربي، فمصدر تفسير القرآن العرب وبما تعامل به السلف.

لا يجوز لنا أن نسمي الردة حرية فكرية.

لا يجوز لنا أن نسمي الجهاد عنفًا.

لو قلت لمسلم: هذا مجاهد. لارتاحت نفسه وانبسطت ولكن لو قلت: عنفًا. العنف، فإنها كلمة لكثرة تردادها على صفةٍ ما لا تحمل بُعْد عمل المرء في سبيل الله، فقد يكون الرجل عنيفًا في حق وقد يكون عنيفًا في باطل.

لكن لفظ الجهاد لفظ شرعي يحمل مدلوله ويحمل في داخله ثقل المحبة بينه وبين المسلم، بينه وبين الذي وقر في قلبه عبودية الله -سبحانه وتعالى-، هذه مسألة مهمة.

الآن وإن ضاق الوقت، ولكنها كانت هذه المقدمة على ما تم فيها من اقتضاء وإجمال قد يخل فهمها في بعض الجوانب، ولكنها بالنسبة لما أريد مدخل لمسألة مهمة، مسألة ضرورية، وهي: ما هي الطريق المثلى لإقامة دولة الإسلام؟ التي يحاول البعض ومن التزوير الذي وقع هو إزالة كلمة ديار الاسلام أو دار الإسلام.

مشايخ... وهذه مسألة فرعية ولكنها مهمة تدل دلالة أكيدة على تلعب من سموا كذبًا وزورًا بالفقهاء وهم ينتسبون إلى الشريعة يدل على أنهم تلعبوا بدين الله.

عامة المشايخ في هذا الزمان ينفون اسم "دار الإسلام ودار الحرب ودار الكفر" وهي إحدى صور التفريق والفرقان التي جاء بها القرآن على أساس الدين؛ لأن الشريعة تفرق الناس على أساس الإسلام، الفرقان، محمد ﷺ فرق بين الناس، فرق بين المسلم والكافر، فرق بين الحسن والقبيح، وفرق بين البلد والبلد على أساس هذه دار إسلام وأمان للمسلمين، وهذه دار كفر وحرب على المسلمين، وهي أسماء تحتاج إلى شرح لنعرف مدلولها إذ دخل فيها التلعب كثيرًا.

لكن لو جئت إلى فقيه خبيث وسألته: ماذا تسمى هذه الديار؟ لأجابك بكل أريحية: هذه ديار دعوة. ولا ندري من أين اقتبسوا هذه التسمية التي لم يكتشفها خير القرون ولا أهل خير القرون! لم يكتشفها الأوائل حين سموا بلادًا بلاد دعوة لا يوجد هذا في كلام الأوائل! وكل خير في أتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.

فدار الإسلام ودار الكفر لا يوجد بعدها دار دعوة، ولكنه لأنه يريد أن يغير أحكام الله والنتيجة أنه شيطان يريد أن يبطل الشريعة، فيقول لك: هذه ديار دعوة. ما معنى ديار دعوة؟! لا ندري! لكنه يتلعب بها، لكن لو سألت هذا الشيخ: هل يجوز الربا في هذه البلاد؟ وقد سئل، أنا لا أضرب أمثلة في الخيال، يقال له: هل يجوز الربا في هذه البلاد؟ لأجابك بـ: نعم. حسنٌ إذن ما هو دليلك؟ فدليلهم على الوجهين كفر، كفر يلتقي وكفر يرسل.

قال بعضهم: إن دليلي على جواز الربا في هذه البلاد... قال له: ما جنسيتك؟ قال: أنا معي جنسية انجليزية. قال: ما دمت أنك متجنس انجليزيًا إذن يجوز لك أن تطبق شرع الانجليز وقوانينهم. فجانق له بمجرد التجنس صار كافرًا.

لكن بعضهم قال: هذه دار حرب، هذه ديار كفر وقد أجاز أبو حنيفة -عليه رحمة الله- الربا في دار الكفر، فإذن أنت جعلتها دار كفر وحرب وأتبعتها بالأحكام، فلماذا التلعب بدين الله؟ يومًا بغزوة، وبالعقيق يومًا، ويومًا بالخليصاء، ويومًا تنتحي نجدًا وآونة تتلعب بدين الله!

إما أن تجعلها ديار كفر فتلزمها بالأحكام، وإما أن تجعلها دار إسلام فتلزمها بأحكامها، وإما أن تجعلها دار دعوة فتجعل نفسك ربًا وإلهًا جديدًا على البشر يشرع لهم أسماءً وأحكامًا جديدة، فهذا باب شر وهو يتعلق بـ:ما هي الدولة؟ وما هو الحكم؟ ومتى يجوز في ديننا أن نقول عن دولة أنها دولة إسلامية؟ ومتى يجوز في ديننا أن نطلق على دولة أنها دولة كافرة؟ ويترتب على هذا معرفتنا بالطريقة الصحيحة وهي الطريقة النبوية لإقامة دولة الإسلام.

أيها الإخوة، إن من فضل الله -عز وجل- علينا أن حفظ لنا القرآن، والقرآن هو على ما فيه من حق كبير فإن فيه حقًا كذلك من فضل الله وهو حفظه لهذه اللغة، ثم هذا القرآن محتاج إلى غيره وهو الذي عناه بعض الأئمة حين قالوا أن السنة قاضية على القرآن!

"السنة قاضية" أنكر الإمام أحمد هذه اللفظة، وقال: "السنة شارحة" ولكن القرآن بحاجة إلى السنة؛ لأن ألفاظه بحاجة إلى ما قام به رسول الله ﷺ تفسيرًا لهذا القرآن، فما أتى به رسول الله من السنة هو شرح عملي ولفظي لألفاظ القرآن العربية {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}.

فالسنة النبوية والاعتناء بها هو واجب شرعي؛ من أجل بقاء القرآن سليمًا من التحريف، ومن هنا ما قدمنا من مقدمات يدلنا دلالة واضحة على تلك الهجمة الشديدة التي شنت في أوائل هذا القرن على اللغة العربية، كانت الهجمة شديدة في داخل المعاهد والجامعات والمؤسسات على اللغة العربية، على لغة القرآن؛ لأنها إن أزيلت، أزيلت الشريعة، أزيل دين الله -عز وجل- من الوجود؛ لأن اللغة العربية هي وعاء الدين فإذا الوعاء قد نُخر وزال فقد أتت الأرضة والأكلة على ما في داخلها فانتثرت وبادت.

ومن هنا كذلك أن أول ما قام به مصطفى كمال أتاتورك هو أنه منع كتابة اللغة التركية بالأحرف العربية، بل إنه منع الأذان باللغة العربية! وهذه الهجمات تفسر ما قام به رجال النصارى في بلادنا وأغلب أصحاب الدعوة نصارى، ثم بعض أبناء المسلمين الذين تشربوا هذا الكفر في قلوبهم حين دعوا إلى بعض ما دعوا إليه من أن تُعتمد العامية كلغة بين الناس، فإذا اعتُمدت فالجزائري لن يفهم القرآن، وأنا لن أفهم الجزائري ولن يفهمني الجزائري، والمغربي لن يفهم المشرقي وهكذا، فانتثرت الأمة، فدعوا إلى اللغة العامية، وبعضهم دعا إلى كتابة اللغة بالحروف اللاتينية، وبعضهم دعا أن نأخذ الغرب بما فيه من عجره وبجره؛ ولذلك إن من علامات النفاق التي ذكرها العلماء هو محبة لغة الأعاجم وتفضيلها على اللغة العربية، لا لقداسة أهلها، ولا لأن أهلها هم خير من العجم! لا، نعوذ بالله من هذه العصبية، بل لأن اللغة هي وعاء هذا الدين، ولا يجوز للمرء أن يكون جاهلًا بدين الله -عز وجل-، لا يجوز له.

فبالنتيجة يجب عليه أن يتعلم العربية؛ حتى يتعلم الإسلام؛ ولذلك عامة البدع...-وهذه نقطة مهمة- عامة البدع التي نشأت في ديننا إنما نشأت بسبب العجمة، وعامة البدع التي نشأت في تاريخنا إنما أنشأها الأعاجم، وإن من عُمُد أهل البدع في هذا الوقت أنهم يجنبون دعوتهم العرب؛ لأنهم يفهمون شيئًا من دين الله، ويتوجهون بدعوتهم إلى الأعاجم، فالعجمي لو رقصت له وقلت له: هكذا يقول القرآن. لا يستطيع أن يقول لك: لا، لا يقول القرآن هذا. لأنه لا يفهم ما في القرآن.

لكن لو قلت للعربي فهو لا يجد كلمة الرقص في القرآن ولو بحروفها ولو برصفها؛ فلذلك عامة البدع تنشأ مع الأعاجم، وعامة أهل البدع يتنكبون دعوة العرب على ما فيهم من جهل وضلال ولكنهم يسارعون إلى جمع أهل البدع في الأعاجم؛ لأنهم عندهم القبول ويستطيعوا أن يكونوا صدى وأبواق لما يلقى إليهم، وتلك طامة كبيرة ومفسدة عظيمة.

فيجب على المرء أن يعرض دعوته على أهلها ليتميز بصدقه أو بكذبه، بسنيته أو بضلاله، حينئذ يُعرف مَن أهله، وهذه قضية قد تبدو لكم ليست منطقية في الطرح، لكن لو عدتم إلى كلام هرقل عندما سأل أبا سفيان: من يتبعونه؟ عندما أراد هرقل أن يتوثق من صدق نبوة رسول الله ﷺ، فمما سأله عن أوصاف الداخلين في دعوته سأل عن أوصافهم، قال: فمن يتبعونه؟ الفقراء أم الأغنياء؟ قال: عامتهم من الفقراء.

فإذن لا بد أن نعرف وصف الداخلين في الدعوة وميزاتهم؛ لنعرف كذلك صدق الدعوة من عدمها!

نعم، هي إحدى مناهج البحث عن الحق، وسنفرغ -إن شاء الله- لمجموعة خطب نبين فيها كيف يعرف الحق، ومنها هذه النقطة أن تعرف من الداخلين لهذه الدعوة؟ من أهلها؟ من رجالهم؟ وهذا لا يناقض قول علي -رضي الله عنه-: "يُعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال" هذا ميزان زائد عن معرفة دراسة الحق بنفسه، ولكن هناك قرائن تساعد في معرفة الحق وذلك بمعرفة الداخلين فيه.

علي -رضي الله عنه- أرسل رسولًا إلى معاوية؛ من أجل أن يفاوضه فمما ذُكر في كتب التاريخ -والله أعلم بصحتها- أن معاوية أراد أن يعرفه رجاله، من الذين يقاتلون معه؟ علي تبعه أناس جهلة وتبعه علماء علموا الحق معه فكان جل الصحابة وخيار أبناء الصحابة مع علي، ولكن معاوية أراد أن يبين للرسول مَن الرجال الذين معه، فأجرى تجربة أمام الرسول؛ ليعرّفه أن الرجال الذين معه لا يفرقون بين الفرس والحصان ولا بين البعير وبين الناقة.

فإذا كان هذا صفة الداخل -وهو الجهل- فكيف سيعرف الحق؟ إذن أتباعه رعاع، أتباعه جهلة، وعامة مشايخنا -يا قوم- لا يقبلون من أتباعهم إلا أن يكونوا كالبقر وليسوا كالبشر، بغريزية تسمى "غريزية القطيع" وهي بشرية لا يخلص منها إلا من أعطاه الله -عز وجل- عقلًا يبصر به الحق، وحقًا يدفعه إلى إرادة صحيحة نحو الحق.

غريزة القطيع تقول: لو أنك أتيت بمئة بقرة، فالبقر يسير بنظام القطيع لا تجد الشذوذ فيها، فلو أنك أخذت بقرة من هذه البقر وسرتَ بها بعيدًا بأذنها بقوة وسرت بعد ذلك موازيًا من القطيع وسرت بها 100 متر أو 200 متر، ثم تركتها فإنها بغريزة قطيع البقر لا بد أن تعود إلى القطيع، وهكذا فإن كثيرًا من الذين ينشؤون تلامذتهم وينشؤون جماعاتهم ينشؤونهم على غريزة القطيع، لا ينشؤونهم على العقول النيرة والقدرة على مناقشة الغير، إذا كان شيخ من الشيوخ لا يستطيع... هذا من قادتنا ومن مشايخنا ورغم أنفي الذي يحمر غضبًا لمجرد اسمه فأنا لا أحبه لكن رغم أنفي هو شيخ من شيوخ المسلمين، شئت أنا أم أبيت، إذا كانت طريقة تعليمه لتلاميذه أنه يجلس معظمًا نفسه على هيئةٍ ما، ولا يسمح للجالس أن يسأله مباشرة، لا بد أن يقول لمن جلس بجانبه كأن يكون ابنه أو يكون تلميذًا أتقن الدور والتمثيلية، فيقول له وهو بجانبه فيوجه السؤال إلى الحاجب: اسأل شيخنا فضيلة الشيخ عن هذه المسألة، فيوجه إليه السؤال، ثم يقوم الحاجب بعد ذلك إلى الشيخ: فضيلة الشيخ، فلان يسألك عن هذه المسألة.!

طريقة صنع القداسة على واقع لا يستحق المرء إن لم يكن له رجاء الآخرة أن ينسب فيه إلى الإسلام.

لولا حق الإسلام ورجاء الآخرة لاستحى المرء أن ينتسب إلى الإسلام لكن مع هذا الواقع المرير يوجد في أمتنا من تعلق على قاذورات هذا الواقع ليكون شيخًا له وبهذه الطريقة على تلاميذ يريد أن يصنع منهم جنودًا ورجالًا لإعادة مجد الإسلام الضائع!

قداسة، خطورة تؤدي على أن منهج الحق الذي أطلق عليه بكل حقيقة وبلا شعارات فارغة جوفاء على أنه منهج أهل السنة والجماعة، يدل على أن هذا المنهج قد ولغ فيه من لا يستحق أن يتعلق بذيله، لا أن يكون قائدًا ورئيسًا له!

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يبصرنا بالحق ويعرفنا به، ويهدينا إلى سبله والتعلق به.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، اللهم اغفر لنا إسرافنا في أمرنا، اللهم استر عوراتنا يا أرحم الراحمين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك على أنهم نكرات في برك وبحرك وجوك فأنت تعلمهم وإن جهلهم الخلق، اللهم أنزل عليهم نصرك وتأييدك وألف بين قلوبهم واجمعهم على الحق الذي بُعث به محمد ﷺ.

اللهم كن للمستضعفين في الأرض في سجون الطواغيت، اللهم فك أسرهم وقيدهم، اللهم العن المرتدين في بلاد المسلمين، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، والعن أتباعهم وأذيالهم وجواسيسهم، اللهم العن دوابهم ممن خلقوا على هيئة الخلق مثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.

وأقم الصلاة.

 

/files/justpaste/d243/a9760204/oa2cc6.png