JustPaste.it

هدم المناهج.. لمصلحة من!؟

للشيخ أبي قتادة الفلسطيني

 


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه

في غياب الرؤية الشرعية والواقعية في كيفية إعادة عزة الأمة الإسلامية نشأت مذاهب وطرق، كلها سعت مجتهدة في ترسيخ طريقها الذي سموه منهجا لهم١

ودخل المهتمون في الشأن الإسلامي دون بقية الأمة المغيبة في دنياها وتيهها في هذه السبل، كل يعمل ويحاول تثبيت طريقه دون ما سواه،وافترق الناس٢

فكان الإفتراق قريباً وبعيداً، وهناك ثلة آمنت أن بناء الأمة في توحيدها الشامل،وفقهها الذي يوصف الواقع من رأسه إلى كل المستويات ودفعها للجهاد٣

ضد خصوم الإسلام هو الكفيل بتغيير حالة الذلة إلى عزة، ومن غياب عن قيادة العالم إلى الحضور والفاعلية.

كان غيرهم يؤمن بأن الخَطب يسير ولا يحتاج٤

إلا إلى إصلاح يسير، ولم يكتشفوا أن تعاونهم ودخولهم في سبل الجاهلية هو قلب للمعادلة، إذ جعلوا العلة والمرض جزءاً من عملية الإصلاح.

كان الزمن٥

وهو يد الله بحكمتها هو الدليل الذي يبقي الحق ويزيل الغلط، لأن ذهاب العلم أو ضعفه كان مانعاً من كشف خطأ هذه المناهج، وسار الناس في سبلهم٦

لكنهم ذهبوا إلى غيره في زماننا نحو طريق واحد، لا اكتشافاً لخطئهم، ولا تغييرا لاجتهادهم، بل لأن سطوة الأقدار السننية هي التي ساقتهم للجهاد٧

مثل هؤلاء الذين ذهبوا اضطراراً لما أنكروه بالأمس لا يوثق بهم لقيادة هذا الجهاد، ومن حق أصحاب المنهج الذي سلك هذا الطريق علماً وبصيرة ٨

أن يخافوا من هؤلاء القادمين بما معهم من موروث كامن في ثنايا عقولهم،ومن حقهم الإلتفات حول المنهج الذي آمنوا به،لأن غيرهم سيثور به منهجه يوما٩

فيذهب بالجهاد ذات اليمين وذات الشمال،والدعوة في هذه الحالة لإزالة الفرق بالطعن في المنهج هو اسلوب ابليسي يستخدم لهدم الآخروفرض منهج الغير١٠

لأن معناه على الحقيقة إزالة الموانع في إفساد الجهادوفرض مناهج أخرى

فكلمة المنهج وإن استخدمها أناس دون آخرين،إلا أن كل رؤية وتوصيف هي منهج١١

لكنها لعبة الدعاية الجاهلية قديماً وحديثا

الجهاد ما زال عرضة للسرقة،وعرضة لإفساد جهات الفساد من أجهزة مخابرات وتدخل دول، والأموال تضخ لهذا١٢

فمن حق الناس وإذا الأمر كذلك أن يقولوا: هذا جهاد نريده على وفق ما بدأنا به من منهج الحق الذي آمنا به في الإبتداء.

إن كراهيتهم لكلمة المنهج ١٣

لأنها تمنعهم من أن يصنعوا هذا الجهاد على وفق أيدي الوالغين فيه بجاهليتهم وتصوراتهم الذاتية والتي تقتات من أموال الأنظمة من هنا وهناك١٤

لو كانت كلمة المنهج مانعة لوحدة المسلمين والمجاهدين وقد ساروا مع هذا الجهاد بطهر من آمنوا به في كل أطواره لكان الواجب ازالتها في الحوار١٥

هم يريدون الجلوس مع ضباط المخابرات، لصناعة جهاد مأسور لجاهلية أخرى خارج بلادهم.

هم يريدون مالاً مشروطاً أوغير مشروط( هذه قيود لا معنى لها)١٦

هم يريدون لهذا الجهاد أن يتم به تصفية الحساب مع دعاة التوحيد القاضي بإزالة كل الجاهلية، ممن يسميهم أذناب الشر بالتكفيريين،١٧

من حقاً في واقع الأمر يريد أن يتخذ هذا الجهاد وسيلة لتصفية حساب المناهج والخصوم!؟

أهؤلاء الذين ينبزون بالمناهجة أم الذين تآمروا على اخوانهم١٨

حقيقة الأمر : هناك مجاهدون هم خير أهل الأرض لا ينشغلون إلا به، وعلى ضفاف هذا الجهاد جلست الذئاب تنهش فيهم، وتريد أن تصفي حسابات قديمة١٩

وتستخدم من خصوم الإسلام وكارهي الجهاد، يمدونهم بالمال، لا شغل لهم إلا الطعن في الظهور، وتسويد صفحات التاريخ،يؤلبون تهريشاً بين الناس٢٠

وحظهم أن أهل الجهاد أهل صبر وألم وفقر، وأن حظهم امتلاء الجيوب بالمال النجس، به يشترون الناس، ويفرقون المجتمع ، ويفسدون القلوب.فلكل قسمته٢١

نعم هم ينجحون في باب لا يفتح إلا إلى الزبالات، وأما أبوب الخير والدين والهدى ونصرة الحق فهم لا يهتدون إليها بمالهم ولا بتحريشهم القذر٢٢

نعم،ما زال الجهاد محتاجاًلظرفه الذي يحياه لكلمة المنهج لأنها عاصمة له من البيع في سوق النخاسة،ومن صدق في طلب إزالتهافليزلها عن غيرهم أولاً٢٣

وليأت إلى هذا الجهاد بلا طاغوت يؤزه، ولا ضباط مخابرات من هنا وهناك يجالسهم، ولا بمال قذر يعطى إليه لإسقاط فلان من الناس،ولا لتفريق المجاهدين