تعليق الشيخ أبي العباس الشامي على بيان جبهة النصرة في الموقف من التدخل التركي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بيان إخواننا في "جبهة النصرة" في بيان موقفهم من التدخل التركي متوازن وفيه أمور جيدة:
-منها ترك الأسلوب الصدامي الاستفزازي، وعدم التعرض لتركيا بسوء، وبيان وجهة نظرهم من غير تجريح للمخالف فضلاً عن تكفيره أو تبديعه أو تفسيقه، والظاهر أنهم اعتبروا هذه المسألة من مسائل الفروع الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف وفي هذا فائدة عظيمة وهي إغلاق الباب على أهل الغلو الذين جعلوا هذه المسألة من مسائل الأصول التي تستوجب تكفير المخالف.
فجزاهم الله خيراً ووفقهم وسددهم إلى ما يحب ويرضى وإكمالاً للفائدة فلي بعض الملاحظات على البيان أسأل الله تعالى التوفيق والسداد فيها.. منها:
-
أنه كان ينبغي التصريح في البيان بالقول بأننا نعذر من اجتهد من الفصائل بخلاف ما ذهبنا إليه ولا حرج في هذا على المخالف مهما كان المخالف له سلف في القول ويجتهد في فعل ما يراه الأصلح للمسلمين من وجهة نظره، بهذا يغلق باب التكفير على الغلاة الذين قد يلجون منه، وإن كان الظاهر من البيان أن المسألة عند إخواننا أنها من مسائل الاجتهاد
ومنها: قوله: عزمت الحكومة التركية وقوات التحالف الدولي على قيادة المعركة وتوجيهها ضمن مصالحهم وأولوياتهم الخاصة .... الخ.