JustPaste.it

حول مسألة التدخل التركي في الشام

للشيخ علي العرجاني (أبو حسن الكويتي)

سوف أتحدث باختصار عن معنى التولي والمظاهرة للكفار والفرق بينها وبين الاستعانة بهم.

وما أكتبه هو بيان لواقع ووصف نازلة موجودة على الأرض, حتى لا تحمل على غير معانيها وجعلها من الكفر!

تولي الكفار ومظاهرتهم تكون رغبة في ظهور دين الكفار على دين المسلمين وبغض ظهور الإسلام, والغاية منه أن يظهر الكفار على المسلمين وتكون الغلبة والسيادة لهم.

وأما الاستعانة بالكفار تكون لدفع عدو صائل ولو كان مسلما إذا عجز عن دفعه, وهي من مسائل الخلاف بين الفقهاء الغاية منه دفع الصائل للمحافظة على دماء المسلمين وما معهم من الحق..

وهنا فرق كبير بين التولي والمظاهرة وبين الاستعانة فالأولى إعانة لكي يتغلب الكفر على الإسلام والثانية لحماية الإسلام والمسلمين ولعلنا نطرح بعض الأسئلة:

لماذا كانت مظاهرة المشركين على المسلمين شركا أكبر؟

رغبة في ظهور الكفر على الإسلام وبغضا في ظهور الإسلام.

هل الفصائل التي تريد التدخل التركي ترغب في ظهور الكفر وتبغض الإسلام؟

الجواب: لا

ولا يوجد شيء ظاهر معلن والشرع أقام الظاهر مقام الباطن عند تعذر معرفته, والظاهر أنهم مسلمون بل مجاهدون ومن زعم خلاف هذا الظاهر فعليه الدليل.

لماذا يرغبون في التدخل التركي؟

دفعا للصائل وحماية لأنفسهم وأعراضهم وتقاطع مصالح لحماية جهادهم .

من العدو الصائل؟

داعش خوارج مارقين عن الإسلام استحلوا الدم الحرام وقتلوا أهل الإسلام واستهدفوا أهل الجهاد!

وقد صرح عدد من الفضلاء وطلاب العلم في سوريا بأن هدفهم دفع الصائل, وتقاطع مصالح يرون ناتجها في مصلحة المسلمين.

وعلى هذا يجب علينا أن نحسن الظن بهم وإن اختلفنا معهم أو لم نوافقهم.

ولا يجوز لنا تخوينهم طالما المسألة في باب الاستعانة وتقاطع مصالح واستغلال الواقع لمصلحة المسلمين وليس كما يظنه البعض أنها من التولي والمظاهرة!

نتفق جميعا أن الأتراك قرروا الدخول بلا طلب من أحد.

فهل استغلال الفرصة لمصلحة المسلمين تعتبر من الكفر؟!

فهل استغلال الفرصة والسيطرة على المناطق التي سينسحب منها الدواعش من التولي والمظاهرة؟!

علينا بالتأني والتأمل وعدم العجلة في إصدار الأحكام وتحقيق المسائل بدقة مع معرفة الواقع وأحوال الناس فيه.

 

علي العرجاني @Ali_abohasan1