سَمت نفس على قهر الخطوبِ
|
|
وآنسها جلاد الغاصبين بلا لغوبِ
|
وأعجبها بأن السَّعد أضحى
|
|
معانقة الشهيد لعرف طيبِ
|
ومما زاد مشرقها حُبُوراً
|
|
بأن آب المحب إلى الحبيبِ
|
فدوما كان يلهج باشتياقٍِ
|
|
فقد طال المكوث بلا ركوبِ
|
وقد أوفى صريخاً مستنفراً
|
|
يزيل غشاوة الذلُّ الكئيبِ
|
كذا كان ابن ياسينَ الشهيدُ
|
|
يثير الهدي في عطف الدروبِ
|
فهمة روحه فوق الرزايا
|
|
وضحكة خُده مقهُّ النّسيبِ
|
فما الصدمات في بدن الكماة
|
|
سوى الطعنات من حد القضيبِ
|
فأشهد أن سمتك كان طباً
|
|
يداوي كل أدواء القلوبِ
|
واشهد أن موتك يهوي قلباً
|
|
تردد خوض أهوال الحروبِ
|
إمامٌ للعلا جلداً وسمتاً
|
|
حماس صفى حتى القليبِ
|
فطب يا أيها الشيخ الوضيء
|
|
ونم نومُ العروس بلا ضريبِ
|
فهديُك لن يغيبَ عن البلادِ
|
|
بل الدنيا ستمطرُ من لهيبِ
|
ستحملُ بعدكَ الأجيال نوراً
|
|
وقوداً للسرى بله الغروبِ
|
وتقذفُ مُرُّ علقم ضد قوم
|
|
شرارُ لخلق أقذار الذنوبِ
|
فلن يرتع بغزةَ من جبانٍٍ
|
|
يقيم الصلح مع دنس الغريبِ
|
يبيع الأرض والعرض اللذّين
|
|
هما في الدين بالركن الرحيبِ
|
فخلفك قد نصبت بكل زندٍ
|
|
منار الحق ما لها من مغيبِ
|
لفاف الموت حولها مزهراتٌ
|
|
يجللن الثياب كالذهب القشيبِ
|
بكتك ابن ياسين الأسودُ
|
|
لفقد القرم والعلم النقيبِ
|
وتذكرتكُ المكارم والمآثر
|
|
وإن نادتك رُدّت بالنحيبِ
|