JustPaste.it

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d239/a9623850/0027-small2.gif

logo-small_small.gif

قراءة في كتاب نذر العولمة

للشيخ العلامة أبي قتادة الفلسطيني

 

هذا الكتاب لا يهمنا من كتبه ولا ما دين و اعتقاده، لأننا نريد الكتاب لا الكاتب، ثمّ إن آراء الكاتب ليست مما تسترعي القارئ كثيراً لأن الخطورة بالنسبة للكتاب هو ما احتوى من معلومات ضرورية تخدم المسلم العامل لدين الله تعالى في هذا العصر المعقد المتشابك وهذه المعلومات تؤكد ما يعتقده كل مسلم أنَّ العالم قد خسر الكثير جداً بسبب انحطاط المسلمين وغياب قيادتهم عنه.

 

الـعَـوْلَـمَـة

 

هذا اللفظ الجديد الذي غزا موضوعه وحقيقته هذه القرية الكونية الصغيرة، عالم الأرض ماذا يحمل من قيم ومثل؟ وماذا يستخدم من آليات وأساليب؟ هذا ما يحتاجه المسلم الواعي لدينه وعقيدته، وحين يشعر أمثالي في نقد مني لهذا الكتاب أنني بحاجة أن أبين للشباب قيمة هذه المعلومات وأهميتها، وكيف هي ضرورية في خدمة دين المسلم وسلوكه وعمله، فإنني أرثي لنفسي وعقلي وعقل المسلم المعاصر ودرجة انحطاطه، ثمّ: أشعر بعمق المسؤولية لرفع هذا المسلم إلى درجة وعي المسلم الصحابي الأول ومسلم خير القرون الأولى.

 

هذا الكتاب كتبه صاحبه بعد انهيار النمور الورقية في جنوب شرق آسيا: ماليزيا أندونسيا، سنغافورة، كوريا الجنوبية، تايلند، وقبل هذه الدولة ما وقعت فيه المكسيك من أزمة اقتصادية مروعة محزنة، فأي شيء يحكم حركة العالم الاقتصادية والسياسية والقِيَمِيَّة والأخلاقية؟ هذا ما يجيب عليه هذا الكتاب بأرقامه وأخباره.

 

1 - في أمريكا يحكم 1% فقط من مجموع شعبها ما قيمته 48% من دخل المجتمع الإقتصادي، و80% من المجتمع يقتسم 8% فقط من إجمالي الدخل، بل هناك رجل واحد فقط بلغت ثروته إلى بداية عام 1999 حوالي 50 مليار دولار، وبعد سقوط الإتحاد السوفيتي وانتشار المافيا الاقتصادية، هناك رجل واحد يبلغ من العمر 38 عاماً يملك 10% من إجمالي الدخل الروسي. هذا الرجل اسمه بوتانين، والرجل الأمريكي السابق الذكر هو بيل غيتس.

 

2 - يوجد لشركة Nike لصناعة الألبسة الرياضية مصنع في أندونيسيا مجموع العاملين فيه هناك 30 ألف شخص. في عام 1997 ذكر أن مايكل جوردان نجم كرة السلة الأمريكي حقّق بمفرده من خلال تبنيه إعلاناً تلفازياً لأحذية الشركة أكثر مما حصل عليه جميع العاملين في كافة المصانع هناك.

 

3 - ضارب (الاتجار بالعملة مقامرة) أحد المموّلين والمستثمرين وهو جورج سورس ضد الجنيه الإسترليني عام 1992 فربح ما مقداره 2 بليون دولار في غضون أسبوع، ولم يستطع البنك المركزي البريطاني توفير مصادر تمويل كافية لوقف سورس عند حده.

 

4 - في كتاب لـ"ويليام غرايدر" واسمه «من الذي سيبلغ الناس» يقول فيه: إن الرسالة الصريحة التي يعلنها هذا الكتاب هي أن الديمقراطية الأمريكية تعاني من المشاكل العميقة أكثر مما يودّ معظم الناس الإعتراف به، وخلف الوجه الزائف الذي يدعو إلى الاطمئنان تمّ إفراغ معارك الانتخابات الاعتيادية والمعاني الجوهرية لضبط النفس من مضامينها، وما يقبع خلف الإطار أو القشرة الرسمية هو تحطيم منظّم للقيم المدنيّة والفضائل التي نسمّيها الديمقراطية.

 

5 - يقول جيسي جاكسون: لم يعودوا يطلقون الرصاص!! بل أصبحوا يستعملون صندوق النقد الدولي.

 

6 - عندما كانت تايون بصدد وضع قانون يحظر بيع السجائر في أراضيها، ويحدد أماكن تدخين السجائر، ويمنع الدعاية لها، استجاب الممثل التجاري الأمريكي هناك لشكاوى قدمتها شركات تبغ مُتَعَوْلِمَة ضد تايون وهددتها بالويل والثبور وعظائم الأمور إن هي أقدمت على تطبيق هذا القانون، فرضخت الدولة للتهديد فارتفعت نسبة التدخين بين المراهقين الذكور من 1,6% إلى 8,7% من إجمالي الشباب من الذكور في البلاد. وعندما أرادت الولايات المتحدة من اليابان أن تستورد ما قيمته 15 مليون دولار سنوياً من السيارات أو قطع الغيار الأمريكية وأظهرت اليابان شيئاً من المقاومة لهذا الطلب، هُدِّدت اليابان بفرض قيود على سياراتها المصدرة إلى الولايات المتحدة، عندها ذكّر اليابانيون الأمريكيّين بأن هذا يتناقض تماماً مع روح منظمة التجارة العالمية والتي لم يجف حبرها بعد، فردّ الممثل التجاري الأمريكي بقوله: إن الولايات المتحدة الأمريكية ستفعل ما يحلو لها سواء سمحت المنظمة التجارية العالمية أم لم تسمح. وقد خضع اليابانيون للمطلب الأمريكي، ومرة أخرى أثبت النظام العالمي الجديد أن القوة هي القوة.

 

7 - يقول آدم سميث: لقد وُجِدَتْ الحكومة المدنية لضمان حقوق المالكين، هذا ما تقوله لكنها في حقيقة الأمر وُجِدت لتدافع عن الغنيّ في مواجهة الفقير، وعن أولئك الذين يمتلكون شيئاً ضد من لا يملكون شروى بعير.

 

8 - في بداية هذا القرن أرادت الولايات المتحدة أن تشق قناة تربط المحيطين الهادي والأطلسي عند بنما التي كانت من ممتلكات دولة كولومبيا، ولما أظهرت كولومبيا معارضتها لذلك دبرت الولايات المتحدة مؤامرة بالتواطؤ مع الشركة الفرنسية التي كانت تمتلك حق اجتياز القناة وكانت متعطّشة لبيع هذه الحقوق إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت نتيجة هذه المؤامرة أن أوجدت دولة اسمها بنما وتم شق القناة.

 

9 - إن المهمّة الرئيسيّة التي تم تحديدها لمجتمع الاستخبارات الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تتمثل في المساعدة على نشر مبادئ العولمة والإطاحة بمعارضيها والتبشير بها وتعزيز مصالح الولايات المتحدة ومصالح أولئك الذين يسيطرون على مراكز قوى النفوذ للرأسمالية المعلومالية (مال زائد إعلام) العالمية، ويواصل أعضاء المجتمع الإستخباراتي دخولهم إلى الحكومات وخروجهم منها حسب أجندات مسبقة ليقوموا بتنفيذ وتطبيق جداول الأعمال المعدة لهم من قبل أرباب رؤوس الأموال المتعولمين الذين يملكون ناصية المال والنفوذ والإعلام.

 

10 - أموال عالمية مضاربة (قمار) زائد ممولون ذو دم بارد = كوارث قومية عالمية. بهذا انهارت المكسيك وقال رئيسها: مسكينة هي المكسيك لبعدها عن الله وقربها من الولايات المتحدة، لقد باعت المكسيك كل شيء، بترول داخل الأرض، موانئ، سكك حديد بترو كيماويات، اتصالات..الخ، وصارت تدار كل شؤونها في واشنطن. وبهذه المعادلة سقطت النمور الورقية الآسيوية، قال بعدها الرئيس الماليزي: لقد قتلتم شعباً كاملاً وعدداً ضخماً من الشركات أوصلتموها إلى الانهيار وألممتم بكل البنوك، ودمرتم الثقة بالنظام بأكمله، لقد احتاج الأمر منا 40 سنة لكي نصل إلى ما كنا عليه قبل الأزمة، أما الآن فقد تمّت إعادتنا إلى الوراء ما ينيف عن 25 سنة.

 

11 - يقول جود بوتنغ رئيس المدراء التنفيذيين السابق في بنك فيرست بنسلفاينا فيلادلفيا: نحن نقرر من الذي سيعيش، ونحن نقرر من سيموت.

 

هذا غيض من فيض مما يقوله هذا الكتاب من حقائق هذا النظام الدولي الجديد ومن حقائق العولمة التي تفرض على العالم بالقوة، فما هو الشيء الذي لم يقله الكتاب؟ إن أي منصف يعرف دين الله تعالى الذي بعث به محمد (ص) إلى البشر سيخرج بالنتائج التالية:

 

1 - إن العالم مليء بالشرور، وكل القيم التي يزعمون حمايتها أو ترويجها هي خدع إعلامية للكذب وتضليل السذج من البشر، فليس هناك ديمقراطية، وليس هناك حقوق أقلية، وليس هناك تجارة حرة، وليس هناك توزيع ثروة، وليس هناك تنمية لدول نامية فكل هذه القيم المزعومة كذب ودجل وتمويهات لفظية تسوّق على الناس لتخديرهم وللأسف إن أكثر الناس سذاجة في تصديق هذه الأكاذيب هم الشيوخ وبعض الحركات الإسلامية، وللتدليل على ذلك يحتاج إلى استقراء لأعمال هؤلاء الشيوخ وهذه الحركات الشورقراطية كما يزعمون.

 

2 - أن لغة العالم الوحيدة، وهي لغة التاريخ كله، هي القوة، وما زال قانون الغزو والغنيمة هو القانون الذي تقوم به الحضارات وهو القانون الوحيد للحفاظ على هذه الحضارات، فليس هناك تجارة تحافظ على الدول ولا التكتلات ولا التجمعات، والمال لا قيمة له من غير قوة وغزو وغنيمة وكل هذا مسطور في كلام نبي الهدى والخير في قوله (ص): "ما ترك قومٌ الجهاد إلاّ ذلوا، وما غزي قومٌ في عقر دارهم إلاّ ذلوا"، وفي قوله (ص): "وجعل رزقي تحت ظل رمحي" [ الأحاديث صحيحة في هذا الباب ]. هذا هو قانون الوجود وهو قانون الحياة، وبهذا القانون سيطر الكفر على العالم وتخلف المسلمون عن قيادة العالم.

 

3 - العولمة هي نظام خلقي ومعرفي ودين يفرض نفسه على الأرض، ولا يمكن لهذا النظام أن يسود إلاّ بحربه لدين الله تعالى وملاحقة أهله وقتالهم حتى آخر نفس، فالعولمة نظام وحيد القرن لا يقبل بالآخر مهما زيف أهله الخطاب الخادع الكاذب.

 

4 - إن هذا البالون الكبير الممتلئ بالشر والقيح والصديد ليس له إلاّ جنود الله تعالى ممن لا يقبلون الدخول فيه ولا قبوله ولا التعامل به، بل يستعلون عليه بإيمانهم ويقاتلون حتى آخر رمق.

 

هذا و بالله تعالى التوفيق

tealscrollroses_small.gif

جمع وتنسيق النخبة للإعلام (تويتر)