JustPaste.it

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d239/a9623749/0027-small2.gif

logo-small_small.gif

حكيم الحركة الإسلامية؛ أيمن الظواهري

للشيخ العلامة أبي قتادة الفلسطيني

"حين تنشطر الذات من أجل الحوار يكون الإنصاف وقد حاولت أن أنظر بعيني الاثنتين لثقتي أنني سأرى بهما أفضل".

والليث أيمن واليمان فعاله

ظهر المعالي مستقر جلاس


"ربما تعجز الكلمات عن الوصف لضعف صاحبها، وربما تعجز لعظمة الموصوف".

* * *


قانون الإيمان فوق تفسيرات الشيطان وجنده، فهم يجعلونه يوماً حكراً على الفقراء ويوماً على الشباب ويوماً على المهمشين، والحقيقة ان الإيمان قذيفة ربانية تغزو القلوب المتواضعة فيأتلفان حتى يكونان زهرة الحياة ودولابها المحرك لعظائم الفعال فيها، واحسب ان الدكتور أيمن من هذه الصبغة المشعة التي تبطل سحر خيالاتهم فتنقلب عليهم كوابيس ليل تؤرق مضاجعهم، فهذا الشاب المعجون بشرف الأثل الرفيع المندّى من عرف بيت العطارة بحسن الخلق وغنى النفس. شاهد صدق على طبيعة هذه القذيفة وسر تكونها.

أي سر مغموس فيه حتى يجمع بين كل هذا الادب وهدوء النفس ورقة الطبع وبين هدير الرفض وجلجلة الصِّدام وجرس المقاتل الشرس؟!

أما شرف الأصل فجدّه لأبيه الشيخ الظواهري بلغ مشيخة الأزهر وابوه كان عميد كلية الصيدلة في جامعة الجزائر مدة، واما بيت امه فآل عزام الكرام الذي بلغ احدهم وهو عبد الرحمن عزام انه كان اول امين عام لجامعة الدول العربية، فـأي صدفة لحقت برأس المحققين عندما سمعوا من احدهم أن أحد مسؤولي تنظيمهم المجاهد ضد حكوماتهم المرتدة هو هذا الطبيب القاطن في المعادي احدى أحياء القاهرة الثرية؟!

هل يعقل هذا؟ نعم.. لأنها صبغة الإيمان {ومن احسن من الله صبغة}؟!

في واقعنا الاسلامي معضلة "الحكمة" التي يصقلها الزمن وترشدها الاحداث ذلك لأن الكثير من الأفذاذ اليوم لا يطول بقاؤهم لمسارعة اعدائنا في قصف هذه الاعمدة الحكيمة وذلك لأنهم يعملون مع قاعدة " الصغار ينسون والكبار لهم القبور" ولولا وجود يد الله الراعية لهذا الدين ورجاله لما رأى الناس أي ابداع حكيم يتداولونه اليوم، فإن رعاية الله هي التي عنت بسيد قطب في نتاجه الرائع، ومع كل الملاحقة وقلة المدة التي عاشها تحت ظلال الإيمان ومسارعة الكفر ألى سجنه ثم شنقه وشهادته إلا أن الله بارك وتحققت رؤياه الصالحة حين رأى العسل الطيب يفيض من بيته الى كل البيوت يغمرها ويغمر الطريق وقد تأول العسل بقلمه وكتبه رحمه الله.

منذ أن رأيت الدكتور أيمن وجلست معه جلسة يتيمة وأنا ادعو الله له أن يحفظه ويبقيه لأني رأيت فيه استحقاق الحكمة وقيادتها في العمل الأسلامي وخاصة في الحركة الجهادية" فهذا العقل اللماح وهذا الهدوء العميق وهذا التواضع الجم وهذه التجارب الفنية الثرية جنديا، وقائدا، فاعلا ومتألماً صامتاً، هي مقومات قيادة الحكمة في هذا الرجل الفذ.
ثم إن اردت العجب فأعجب ان له ذوقاَ رائعاَ للكلمة وسطوتها وجرسها الموسيقي، فهو يعشق الشعر ولعله يحفظ ديوان الحماسة الذي جمعه الشاعر الطائي أبو تمام سيد التجديد في عمود الشعر الشعر العربي اذ قَّلما يخلو له كلام مكتوب أو شفاهي إلا وعلى لسانه الاستشهاد بالشعر.

للحكمة نكهتها مع هذا الرجل الفذ:

  • حب لأهل الأسلام جميعا، فقضاياه كبيرة يرفض أن يعيش قضية شخصية مبعثها تنافس مع مناوئ، أو تهاوش لا يليق بقائد امة، ولذلك اجمعت معارفه كل سلامة صدره ودماثة خلقه وبراءة كلماته من اي شوب.

  • الجهاد عنده مشروع أمة كل قضاياها العظيمة، اذ يبدو الجهاد عند البعض عمل حسبة لإصلاح بؤرة صغيرة او ثأر للرد على ظلم وقع، ولكن الدكتور أيمن إن تكلم عن الجهاد يجبرك ان تعلم منه أن قضية الجهاد هو قضية أمة، ففلسطين حاضرة في كل جملة، وأمريكا على رأس الأولويات، وتحقيق العدل الكوني معقد ألألوية، وإسعاد البشر هدف الجموع، وهذه شهد الله لم أرها في أيامنا هذه عند أحد هو قائد تنظيم مجاهد كما هي عند الدكتور أيمن.

  • هل سمعتم بطائر الفينيق الأسطورى؟ تقول الخرافة اليونانية أن هذا الطائر كلما ذبح عاد الى الحياة ثانية وفي قتله قوته، وهكذا هذا الرجل، اذ مرت الحركة المجاهدة في مصر خصوصا باعتبارها الأعتق في ظروف قاسية ومؤلمة، جعلت الكثير من أتراب الدكتور يؤثرون جانب الأعتزال أو المهادنة إلا هذا الرجل، فكل مرحلة هي الأشد مما قبلها، وكلما ظن خصمه أو صديقه أنه انتهى حتى يعود ليؤلف نسيجاً جديداََ ليصادم أعنف ويهجم أقوى، وهذه سمة الحكمة الذكية التي هي عطاء إلهي خاص.

  • الحكمة زهد وعتق من أسر الشهوة، والزهد لا يكون إلا عن قدرة وامتلاك، وهذه حاطها الدكتور بكل جمالها وألمها، فليس تدينه عن عجز كما يريد الكفرة تصوير حالة المتدينين، بل عن إيمان بأن الإنسان عبد لله وأنه يجب عليه أن يعيش القضايا العظيمة التي حملها هذا الدين للعالم والبشرية وتجب حملها بصدق دون النظر للعواقب التي تلحق الإنسان في نفسه وأهله وماله، وها هو الدكتور قدَم ذلك كله من أجل ما يؤمن به ويعتقد أنه الحق.

  • اعترف الدكتور في غير موطن أنه نتاج ما كتبه الإستاذ الشهيد سيد قطب، والحق أن أغلب من قرأ ما قاله سيد ووجد فيه ضالته ونهمته، ووجد فيه صدقه وقوته كان الشعر دوماً بالحاجة إلى التأصيل الفقهي لما يقوله، فإن سيد يكتب "انفعالات" النفس أمام النص القرآني، كتاباته "أحاسيس" مرآة نقية قبالة نور إلهي، فتأسر قارئها لكن تشعر بالنقص أمام الخطاب الفقهي والتبويب العقدي المأثور عن السلف، وقد جاءت كتب ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله ومن دار في محيطهما لتملأ هذا المطلوب، فاكتملت الحلقة عند الكثير إذ اتسقت جمالية الذوق الإيماني في كتابات سيد قطب وعمق وتأصيل الفقه والتوحيد من أركان المدرسة السلفية، وهو نتاج رائع متين محكم وقد رأيناه جامعاً لهذين رأيناه أكمل وأرفع ممن بنى على أحد الأمرين دون الآخر، وقد كان الدكتور قمة في هذا الجمع ورجلاً تاماً فيهما.

  • كل فكرة مهما بدت عظيمة تبقى جامدة ما لم يتلقفها عقل مبدع وتديرها إرادة حكيمة، والجهاد هو حياة الأمة لكنه عند الكثير مجرد شعار جميل ينعش اللسان في خطبه، والأحلام في آمالها، فإن واقع الجهاد على وجه الألم وتكاليف البلاء والصبر أنكره هؤلاء وعابوه، فهم يحملونه حلماً جميلاً يأبون أن ينزل إلى واقعهم، وإن طلب منهم ولو تحقيق خط من خطوط العملية عجزوا وألقوا التبعة على الأمة (كخيال لا وجود له) أو على الحكام (وهم يعلمون أنهم أولى بالجهاد من غيرهم)، وبحق إن الدكتور كان وما زال يسعى لرأب هذه الفجوة التي تحياها الأمة فصاماً قاتلاً، فحكمة الدكتور أنه سعى دوماً لوضع "حلم" الجهاد "واقعاً" يعيشه الشباب متحدين كل الموانع التي تحمل الموت والسجن في كل محطة، وقد عانى من جراء هذا الكثير وقد بدا عند البعض أنه متناقض المواقف غير مقيم على منهج عملي، وقولهم هذا من قلة منهجهم للحياة ومن بعدهم عن معاناة "الفعل" و "السيرة" إذ يظنون أن "الأفعال" هي "عقائد" ثابتة ولم يفهموا أن "الأفعال" هي حياة تتداخل فيها الخطوط ويتقدم ما كان متأخراً يوماً ويؤجل ما كان متقدماً يوماً، وها هنا تبرز "الحكمة العملية" وهي حكمة يشوبها دوماً وجود طرفين :

    1) عدو حاسد يراقب لينقدها دوماً، متعقباً كل صغيرة ليضخمها من أجل الإسقاط والتدمير، والحكيم لا يأبه لهم كثيراً في حساباته، وهؤلاء يتزيون في الوسط الإسلامي بدور المخلص الطاهر الذي يريد أن يجرد "التوحيد" زعموا، أو يريد "النفادة" التامة في العمل الإسلامي، ويعرف هؤلاء بأنهم أبعد الناس عن "الفعل" بل هم ظاهرة "كلامية" فقط.

    2) جاهل في التفريق بين "الفعل" و "العقيدة" فالعقيدة حالة تصورية لا تتداخل فيها المصالح، ولا تدخل عليها "الموجبات" التي تغير الفتوى، و"الفعل" في هذا الباب على خلاف، فهو واقع تتداخل فيه المصالح وتتعارض، وتدخل عليه "الموجبات" كما تخرج منه لتدخل أخرى وهذا الذي سماه بعض السلف "بتغير الفتوى لتغير الزمان والمكان"، وهؤلاء صغار العقول ضعاف الفقه وهم حالة مرضية في التيار الجهادي للأسف ولو خوطبوا بهذا لظنوه فلسفة ولم يعرفوا أن هذا من مهمات أصول الفقه الذي صار للأسف علماً "مصطلحياً" وليس "ملكة" يعيشها العاملون للإسلام بعد الفقهاء.

    وللدكتور محطات عملية عاشها من مرحلة الشاب المنفعل بما كتبه سيد قطب إلى مرحلة اللقاء مع شباب مثله للتخطيط للعمل، إلى مرحلة الفتنة والابتلاء والحوار داخل الصف المجاهد في السجون بعد مقتل السادات، إلى رحلة الجهاد إلى أفغانستان، إلى مرحلة الفتنة داخل التنظيم وتشتت الحال والنفوس، إلى مرحلة البناء الشاقة في ظروف قاسية إلى اللقاء مجدداً مع الشيخ أسامة بن لادن في أفغانستان تحت حكم "طالبان" إلى حالة الصراع مع أمريكا، وكلها حالات ومحطات مفعمة بالتجربة، مليئة بالأحداث والنتائج توجب على الدكتور أن يتصدر منصب "الحكيم" في الحركة الإسلامية المجاهدة، وكم يحتاج الشباب والتاريخ إلى خبرته وحكمته.

    حفظ الله الدكتور وأبقاه ذخراً للأمة العظيمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

    * * *

    حوار :

    - الشيخ : هذه ورقة فيها نفس خاص كما أرى أيها الفتى.

    - الفتى : نعم شيخنا فالدكتور حالة كما أظن. صدقت، ولكن ماذا تقول عما كتب عنه في كتاب "الظواهري كما عرفته"؟ الكلام عن هذا الكتاب يأخذ شقين شيخي.

    - ما هما؟

    - الشق الأول يتعلق بباعث الكتاب وعنوانه، والثاني يتعلق ببعض المحطات فيه.

    - هات الشق الأول لنرى ما عندك؟

    - المعروف شيخي أنه لم يكتب من قبل في الوسط الإسلامي كتاباً عن شخص يعمل للإسلام من قبل معاشر له إلا على جهة الإحاطة وإبراز الحكمة والمعرفة في حياة هذا الإنسان وما فعله "المحامي" أنه كتب عن الدكتور وهو من هو في هذا الوقت وحالة الصراع العالية بينه وبين قوى الطاغوت في كل صوره ليخدم في كتابه هذا الطاغوت، وإن كنت أعتقد أن الكاتب ومقدم الكتاب وكلاهما "محامي" أصغر من أن يصيبوا من صخرة الدكتور، فهؤلاء قرونهم هواء وواهية، ولكن الكتاب حالة شاذة ومرضية تعبر عن حالة انتقام أكثر منها دراسة علمية لرجل عرف آخر.

    وهذا هو المتعلق بالباعث بعد شذوذ العنوان مع محتواه عن الحالة الإسلامية، فالباعث هو أن الدكتور تكلم عن "المحامي" باعتباره "عراب" جريمة "الهدنة" المزعومة بين الجماعة الإسلامية المصرية كما سموها في أول الأمر ثم تبين أنها خلع العذار والدين من قبلهم، فقد كتب الدكتور في رسالته فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم عن دور "المحامي" فما كان من "المحامي" إلا أن رد على غير الموضوع بأن كتب "رجيعة" زاعماً أنه سيصيب الدكتور، ثم جاء المقدم للكتاب ليرفع خسيسته ليزيد الأمر ضغناً على إبانة كما يقولون شيخي.

    - أراك تشدد العبارة فخففها وهات المحطات السيئة في الكتاب.

    - زعم راقم الرسالة أموراً غير صحيحة حول الدكتور وكان تحليله لبعض الأمور أشبه بتحليل العلمانيين، فقد جعل رحلة الدكتور إلى أفغانستان ثم ما جرى من تأجيج الصراع مع الأنظمة هو من الحالة النفسية التي أصابته بعد إجباره على الشهادة ضد إخوانه في المحكمة العسكرية، وهذا تحليل شيطاني يقوله (على صحة الحادث وتجاوز ما فيها) من لا يعرف شيئاً عن الإسلام والتوبة فيه، فإن المسلم مرحوم بالتوبة التي تعفيه من هذه الردود التي توجد في العالم العلماني، إذ لا يعرف هذا التحليل قط في الوسط الإسلامي لا تاريخياً ولا من المعاصرين، وإنما أراد "المحامي" أن يقفز فاشتدت قفزته حتى جاء على قفاه. ثم ما يؤكد هذه الحالة المرضية عند الرجل "المحامي" (والذي تحول إلى محلل..!!) هو ما قاله عن الدكتور من تحوله عن "دور البطولة إلى دور المساعد" فالظاهر أنه متأثر من أحد أمرين إما قراءة النقد السينمائي وأجوائه حيث تشيع هذه الألفاظ – بطولة ومساعد وسنيد – وإما أنه مريض يلقي بمرضه على الآخرين، وكلاهما فاجعة، وأما هل الدكتور بطل أو مساعد فالدكتور صدر حيثما يكون، والعمل الإسلامي ليس فيه هذا والحمد لله رب العالمين، وقد قبل الدكتور دوماً دور الجندي الذي يفرض نفسه بكل عفوية كحاضر في عقل شباب الإسلام.

    - كانت البسمات تتوالى على وجه الشيخ وهو يسمع الكلام من الفتى، فكلما انقضى الفتى من كلامه قال الشيخ: كلامك هذا مع شدته فيه الحق، فلو جردته عن العبارات الشديدة وأبقيت النقد مجرداً لقبل الناس كلامك، وأخاف عندما تكبر غداً أن تعتذر عن هذا الكلام وشدته.

    - رد الفتى قائلاً : يكفيني أن يكون كلامي حقاً وأن يعرف الناس أن "المحامي" يستحق أكثر من هذا عندي وأنه أراد بكتابه هذا أن يدفع ضريبة بقائه خارج السجن لكن على سمعة الدكتور وصهوته.

    - هذه قضية أخرى لا دخل لي فيها، وهي تتعلق بالعقاب لا بالعلم ونقده، وقد جردت نفسي معك على العلم ونقده دون غيره، فعاقب كما شئت لأنك ستعاقب بعد ذلك وستملؤك الجراح، ولكن دعنا من هذا ولنعد إلى كلامك عن الكتور نفسه، فقد رأيتك وكأنك تحمل الدكتور مسئولية في كلامك، أليس كذلك؟

    - هو ذلك شيخي، فإن الدكتور عليه أمانة عظيمة وهو كتابة الحكمة العملية لشباب الجهاد.

    - هل تظن أن الدكتور أيمن بلغ بعضها في كتابه فرسان تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم؟

    - لا أكتمك شيخي أن كتابه قد صدمني بعد قراءته، فهو كتاب ضعيف من كل وجه ولا يليق بما أعرف من الدكتور وقدراته، ولو بحثت عن اعتذار يقنعني لماذا هذا المستوى في الكتمان سأجد له الكثير، من وضعه وقلة مصادره ولكن حق الأمة لا يعفيه من هذا الواجب فسيبقى معلقاً في عنقه.

    - إذن كيف ترى أن يرفع الدكتور بعض هذا الواجب من عنقه كما تظن أيها الفتى المشاغب؟

    - شيخي الكريم أنا أعرف مشقة الكتابة وإرهاقها، ثم أنا أعرف وضع الدكتور، فهناك طريقة يفعلها الكثير اليوم وهي ناجحة وعملية وتحقق المنفعة المطلوبة، وهي ان يقوم بعض النبهاء والخبراء بتحضير أسئلة عديدة توجه للدكتور ويجيب عليها بصوته وقد تمتد ثلاثين ساعة تسجيل أو خمسين أو مئة بحسب الضرورة والحاجة والمواضيع ثم تفرغ وتجمع المواضيع المتشابهة ويؤلف منها الخلاصة ثم تنقح ويراجعها صاحبها حتى تخرج كتاباً موسوعياً رائعاً وبسرعة مقبولة.

    - هذه طريقة جديدة لا يقبلها أمثالي القدماء.

    - لقد أعطيتني الحق من قبل شيخي أن العلم لكم والأسلوب لي وهذا مما أعتقد أنه يحقق الفعالية لمشايخنا وحكمائنا، فإن الكثير منهم يمتنع عن كتابة التاريخ أو الحكمة أو الآراء بسبب قلة الوقت أو عدم معاناة الكتابة الطويلة من قبل، فهم في أذهانهم مشاريع ولطولها ستبقى دائماً في الذهن دوماً ولن تتحقق فيما يبدو لنا.

    - الظاهر ايها الفتى أنكم تريدون منا أن نصبح عملة قديمة.

    - بل أنتم المعدن ولكن دعنا نحقق لكم صياغة جديدة شيخنا – قالها الفتى وهو يضحك -

    - مسألة أخرى، في حديثك عن سيد قطب رحمه الله تعالى وما تتركه من آثار رائعة في نفس القاريء ثم شعور الحاجة لغيرها ليتم البناء الفقهي والنفسي، هلا دللت على قولك بتجربة ما.

    - أنت تعلم شيخي أن سيد يطلق عبارات عامة وعناونين كبيرة كالمفاصلة والعزلة الشعورية فيأتي البعض ليجعل منها فقهاً عملياً بكل تجريدها وعموميتها فينتج كما رأيت أحد أمرين، إما أن يخرج من الإطار السني إلى الخارجية أو بعض الخارجية وهؤلاء نراهم إلى اندثار أو اعتزال شديد لصعوبة تحقيق فقههم في الحياة وذلك لخروجها عن سنن الفطرة والخلق ومخالفتها للحكمة، وفريق آخر تشده الطموحات العظيمة التي يحملها ويرى في هذه العناوين العظيمة التي يطرحها الشهيد سيد قطب بعد تجربة أو تجارب عملية معها أنها مقيدة ولا تصلح أبداً لتحقيق المقاصد والطموحات الشرعية فينقلب عليها ويبدأ بنقدها، وكلاهما عندي على خطأ، فسيد لا يطرح أبداً "الفعل" ولا فروعه، ولكن يؤطر كتبه في قضيتين اثنتين فقط.

    أولاهما : تجريد التصور الداخلي عن الدخن والخلائط الأخرى وهذا بناء علمي تصوري.

    وثانيهما : بناء نفسي يتعلق بتحقيق الثقة العالية بهذا الدين واستغنائه عما سواه وإملاء النفس بالغنى والعزة بالإيمان، وهذا ولا شك شيء عظيم جليل، ولكن ما لا يطرحه سيد وهو أصلاً لم يدعيه هو "الفعل" وكيف هو، وهذا مشروح في السنة والسيرة وليس لسيد دراسات كافية في هذا، وقد رأيته في الظلال يلمح إلى بعضها لكن لم تصل لدرجة تكفي لتحقيق ابجديات أي مشروع، وهنا يبرز دور الفقيه والمفكر والسياسي ليملأ هؤلاء هذا الدور المهم، ولذلك أعجب من البعض أنهم يأتون لسيد من أجل أن يقدم لهم مشروع عمل في تنظيم ما، أو يأتون إليه ليقدم لهم فقهاً لقضية من القضايا، هذا مع عدم أنكاري أن لسيد بعض الاختيارات الفقهية مبثوثة في الظلال، ولكن لا أرى أن سيد قد وصل إلى درجة ادراجه في الاختيارات الفقهية مع التسليم له أن له دوراً في الاختيارات التفسيرية، فحالة الإعجاب بسيد يجب أن لا تجعلنا في وضع انبهار لكل ما يقوله رحمه الله وأجزل مثوبته.

    -ومن هذا الجديد الذي سنرى لوحته بعد الدكتور أيمن؟.

    - هل تأمرني بأحد شيخي؟

    - هلا عرجت على الحركة المجاهدة في سوريا الشام ورجالها.

    - أمرك شيخي ونعمت عين فهل أبدأ بمروان حديد شيخي؟.

    - نعم الاختيار فإلى لوحته لنرى ما عندك.

tealscrollroses_small.gif

جمع وتنسيق النخبة للإعلام (تويتر)