JustPaste.it

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d239/a9622789/0027-small2.gif

logo-small_small.gif

 

محمد بن أحمد الغرناطي

للشيخ العلامة أبي قتادة الفلسطيني

العالم الشهيد ؛ محمد بن أحمد بن جُزي الكلبي الغرناطي "أبو القاسم" - 692 هـ ، 741 هـ - ، صاحب كتاب القوانين الفقهية وكتاب التسهيل في علوم التنزيل

يا رب ن ذنوبي اليوم قد كثرت

فما أطيق لها حصراً ولا عددا

وليس لي بعذاب النار من قبل

ولا أطيق لها صبراً ولا جلدا

فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي

ولا تذيقنني حر الحجيم غدا


فقيه مالكي من علماء الأصول والفقه واللغة، كان على طريقة مثلى من العكوف على العلم والاشتغال به وكان حسن المجلس، ممتع المحاضرة، عين خطيباً بالمسجد الجامع في غرناطة في حداثة سنة .. أخذ العلم عن جماعة من الشيوخ.

ألف الكثير في فنون شتى منها: وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم، وكتاب "الأقوال السنية في الكلمات السنية"، وكتاب "الدعوات والأذكار المخرجة من صحيح الأخبار"، وكتاب "تقريب الوصول إلى علم الأصول"، وكتاب "النور المبين في قواعد الدين"، وكتاب "المختصر البادع في قراءة نافع"، وكتاب "أصول القرآء الستة غير نافع"، وكتاب "الفوائد العامة في لحن العامة".

ومن شعره ما تقدم وكذلك قوله:

لكل بني الدنيا مراد ومقصد

وان مرادي صحة وفراغ

لأبلغ في علم الشريعة مبلغاً

يكون به لي في الجنان بلاغ

ففي مثل هذا فليتنافس أولوا النهى

وحسبي من الدنيا الغرور بلاغ

فما الفوز إلا ف نعيم مزيد

به العيش رغد والشراب يُساغ



في سنة إحدى وأربعين وسيعمئة -741 هـ- خرج السلطان فساس أمير المسلمين ابن الحسن علي عثمان من أعيان الدولة المرينية إلى جزيرة الأندلس من أجل الجهاد ونصرة أهلها حسبما جرت عادة سلفه، فقصد مع ستين ألفاً، واجمتع مع أمير الأندلس وسلطانها أبو الحجاج يوسف وهو من بني الأحمر، فجرت معركة بينهم وبين الافرنج في ظاهر طريف - سُميت بهذا الاسم باسم طريف بن مالك، أول من عبر البحر إلى الأندلس من قواد المسلمين، وهي على نتره في جنوبي غؤيس المثلث الإسباني مقابل الجزيرة الخضراء، وتُسمى الموقعة عند الإسبان باسم سالا دو، لوقوعها على ضفاف النهر الصغير المسمى بهذا الاسم -

هذه الموقعة هُزم فيها المسلمون شر هزيمة وسطقت على اثرها طريف والجزيرة الخضراء في أيدي النصارى، وكانت محنة عظيمة لم يشهد المسلمون في المغرب والأندلس مثلها منذ بعيد، وقتل فيها جمع من أهل الإسلام وجملة وافرة من الأعلام وأُسر ابن السلطان وحريمه وانتهت ذخائره، قال لسان الدين ابن الخطيب في الإحاطة: ( فهذه الواقعة من الدواهي المعظلة الداء والأرزاء التي تضعضع لها ركن الدين بالمغرب وقرب بذلك عيون الأعداء ) اهـ. ، وقد غنم الإسبان القشتاليون في هذه المعركة علمين للسلطان أبي الحسبن المريني ما زالا بحفظان حتى اليوم بمتحف كنيسة طليطلة.

وقد استشهد في هذه الواقعة والد لسان الدين ابن الخطيب، وفقد فيها محمد بن أحمد بن محمد الغساني وهو من أهل مالطة ومن أهل العلم والفضل والدين وكان من أهل التدريس في المسجد الجماع ومن المهتمين بالفرائض [الديباج المذهب2/280] وأسر فيها محمد بن عبد الرحمن بن سعد التميمي النسلي من أهل فاس ونزيل مالقة وله كتاب "الغرر في تكميل الطرر" وله "استدراك الصحاح الواقعة في الترمذي على مسلم والبخاري"، أسر هو ووالده ولقيا شدة ونكالاً ثم سرحا وخلصا [الديباج 2/296، 297].

وقُتل صاحب الترجمة، قال بعضهم قتل وهو يداوي الجرحى وهو قول الأكثر، وقال المقزيزي: ( فقد وهو يحرض الناس على الجهاد في سبيل الله)، وقد قتل أبو الحجاج يوسف حاكم الأندلس سنة 755 هـ في يوم عيد الفطر، وقصة سقوط الأندلس فيها آلام وعظات لا بد من الرجوع إليها لدراستها والاتعاظ بها.

[عن نشرة الانصار]



مصادر الترجمة:
1. الإماطة في أخبار غرناظة 2/21، 2/256
2. الديباج المذهب 2/274
3. الدرر الكامنة 3/356
4. شذرات الذهب 127/6
5. نفح الطيب 7/12، 13
6. فهرس الفهارس 3/306
7. الاعلام 5/306
8. مقدمة كتاب التسهيل من علوم التنزيل -تفسير المترجم-

tealscrollroses_small.gif

جمع وتنسيق النخبة للإعلام (تويتر)