JustPaste.it

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d239/a9622770/0027-small2.gif

logo-small_small.gif

ابن الفرضي

العالم الشهيد ؛ ابو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي ، المعروف بابن الفرضي:


اســير الخطايا عند بابك واقف

على وجل مـمـا به أنت عارف

يخاف ذنوبا ولم يغب عنك غيبها

ويـرجوك فيها فهو راج وخائف

ومن ذا الذي يرجو سواك ويتقي

وما لك في فصل القضاء مخالف

فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي

إذا نشرت يوم الحساب الصحائف



كان ابو الوليد - رحمه الله تعالى - حسن الشعر والبلاغة وشعره رائق ، وهذه الابيات الأربعة هي من شعره يناجي بها سيده ومولاه رب العزة والجلال .

ابو الوليد أندلسي المولد والنشأة ، كان فقيها عالما ، عارفا بعلم الحديث ورجاله ، بارعا في الأدب وغيره ، وله تصانيف جليلة منها : " تاريخ العلماء والرواة للعلم بالاندلس " وقد طبع بعناية عزت عطار الحسيني ، وهو كتاب بديع في بابه ، وقد ذيل عليه ابن بشكوال بكتاب " الصلة " ، وله كتاب حسن في " المؤتلف والمختلف " وهو فن جليل في علم الرجال يبحث في ما يأتلف أن يتفق في الخط صورته ، ويختلف في اللفظ صيغته ، مثل : " كريز " هل هي بالفتح أم بالضم ، فهي بالفتح في خزاعة في عبد شمس ، وله كتاب في مشتبه النسبة ، وكتاب في أخبار شعراء الأندلس .

وكعادة المغاربة فإنه رحل إلى المشرق سنة 382هـ ، فحج وسمع من العلماء وأخذ منهم وكتب عنهم وجمع من الكتب أكثر ما جمعه أحد من أهل بلده .

أما مولده فكان في ذي القعدة ليلة الثلاثء لتسع بقين منه -21 ذي القعدة- سنة 351هـ ، وتولى القضاء في بلسنة في دولة محمد المهدي المرواني - نسبة لمروان -

قال الحميدي - تلميذ علي بن حزم - أبي محمد في " جذوة المقتبس " : اخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال : ( تعلقت بأستار الكعبة ، وسألت الله الشهادة ، ثم انحرفت وفكرت في هول القتل ، فندمت وهممت أن أرجع فأستقيل الله ذلك ، فاستحييت ) .

قال أبو محمد : فأخبرني من راه بين القتلى ، فدنا منه ، فسمعه يقول بصوت ضعيف ، وهو في آخر رمق : (( لا يُكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله ، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما ، اللون لون الدم والريح ريح المسك )) ، كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك ، قال : ثم قضى نحبه على أثر ذلك . - والحديث المذكور في صحيح مسلم -

قتل رحمه الله تعالى على يد البربر يوم فتح قرطبة ، يوم الاثنين في 6 شوال سنة 402هـ كهلا ، وبقي في داره ثلاثة أيام ، ودفن متغبرا من غير غسل ولا كفن ولا صلاة رحمه الله تعالى .

[عن نشرة الانصار]

 

tealscrollroses_small.gif

جمع وتنسيق النخبة للإعلام (تويتر)