JustPaste.it

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d239/a9622757/0027-small2.gif

logo-small_small.gif

يحيى بن يوسف الصرصري

للشيخ العلامة أبي قتادة الفلسطيني

يحيى بن يوسف الانصاري الصرصري، نسبة " لصرصر " وهي قرية على فرسخين من بغداد تعرف بصرصر الدين .

زار وهنا ونحن بالـزوراء

في مقام خـلا من الرقباء

من حبيب القلوب طيف خيال

فـجلا نوره دجى الظلماء

يـالها زورة على غير وعد

بتُ منها في ليلة سـراء

نعمت عيشتي وطابت حياتي

في دجاها يا طلعة الغراء



علم من اعلام الإسلام ، كان ضريرا ، ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمئة -588هـ -

قرأ القرآن بالروايات وسمع الحديث ، وحفظ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل ، وحفظ اللغة ، ويقال إنه كان يحفظ " الصحاح " للجوهري بكماله ، وكان أديبا شاعرا ويلقب بـ " جمال الدين " .

اشتهر بمدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم وله ديوان كان سائرا بين الناس ، حتى قيل عنه حسان وقته ، ولم يشتهر عنه أنه مدح أحدا قط من المخلوقين من بني آدم إلا الأنبياء .

كان شديدا في نصرة السنة ، وشعره مملوء بذكر أصول السنة ، وذم مخالفيها ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وبشره بالموت على السنة ، ونظم في ذلك قصيدة طويلة منها الأبيات المتقدمة .

وله نظم في الفقه " مختصر الكافي " ونظم " زوائد الكافي " في فقه الإمام أحمد رحمه الله تعالى ، تستطيع أن تقرأ بعضها في " المدخل لمذهب أحمد بن حنبل " لابن بدران الدمشقي ص327 ، وقصيدة دالية في الفقه الحنبلي 2774 بيتا شرحها محمد بن ايوب التاذفي ، وقصيدة في كل بيت منها حروف الهجاء كلها ، اولها : ( أبت غير ثج الدمع مقلة ذي حزن ) .

لما دخل هولاكو وجنوده الكفار إلى بغداد سنة 656 للهجرة ، كان الشيخ يحيى بها ، فدعاه كرمون بن هولاكو للحضور ، فأبى أن يجيب له ، واعد في داره حجارة - وكان ضريرا كما تقدم - فحين دخل عليه التتار رماهم بتلك الأحجار فهشم منهم جماعة ، فلما خلصوا إليه قتل أحدهم بعكازه ثم قتلوه شهيدا رحمه الله تعالى ، وله من العمر ثمان وستون سنة ، وقد قتل معه في مكانه الشيخ الصالح علي بن سليمان بن ابي العز الخباز ، وكان زاهدا ، كبير القدر ، له أحوال وكرامات .

قال الذهبي : ( كان شيخنا الدياهي - والدياهي خال أم الصرصري واسمه محمد بن أحمد أبي نصر البغدادي ، توفي سنة 711هـ - يعظمه ، وكان المنتصر بالله الخليفة العباسي يزوره ، قتلته التتار ، وألقي على باب بيته على مزبلة ثلاثة أيام ، حتى أكلت الكلاب من لحمه ، ويقال إنه أخبر عن نفسه بذلك في حياته ) .

وممن قتل في هذه الموقعة مؤدب الإمام المستعصم علي بن حمد بن الحسين شيخ شيوخ بغداد ، فلما دخلت التتار بغداد دار الخلافة ذبخ فيها كما تذبح الشاة .

وقتل الفقيه الحنبلي عبد الرحمن بن رزين الحوراني ثم الدمشقي الملقب بسيف الدين أبي الفرج ، وكان يصاحب أستاذ الدار ابن الجوزي ويلازمه ، وتوكل له في بناء مدرسته بدمشق ، فذهب إلى بغداد لأجل رفع حسابها إليه فقتل شهيدا بسيف التتار .

واعلم أن كثيرا من الأعيان قد قتلوا في بغداد حين دخلها الكفار التتار ، واستقصاء ذلك يطول ، منهم محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي مع أولاده الثلاثة ، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى .

[عن نشرة الانصار]

 tealscrollroses_small.gif

جمع وتنسيق النخبة للإعلام (تويتر)