JustPaste.it

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d239/a9621962/0027-small2.gif

logo-small_small.gif

عبد الواحد اسماعيل الروياني

للشيخ العلامة أبي قتادة الفلسطيني

حركة الحشاشين ؛ حركة اسماعيلية باطنية استطاعت التحصين في قلعة آل موت - تقع على صخرة مرتفعة من سلسلة جبال البرز وترتفع 10200 قدم على سطح البحر في أقصر وأوعر طريق بين شواطئ بحر قزوين ومرتفعات فارس - وكانت قيادة القلعة للحسن الصباح - مات سنة 518هـ - .

وكانت هذه الحركة معول هدم ، ومخزرا مؤلما باطنيا في خاصرة دولة الإسلام ، مع ما كان المسلمون يلقونه في هذه الفترة من التتار ومن الصليبين ومن الدولة العبيدية الملحدة في مصر .

وكانت هذه الفترة - في القرن الخامس الهجري - فترة من أشق الفترات وأتعبها على دولة الإسلام .

كان من سيساة هؤلاء الباطنية اغتيال الخصوم عن طريق ضرب الخنجر من بعيد أو غرزه في بطن أو عنق الضحية ، وقد استطاعوا قتل الكثير من أهل السنة بهذه الطريقة ، ومن هؤلاء الشهداء :

أ- الخليفة العباسي المسترشد بالله ، سنة 529 هـ .
ب- الوزير السلجوقي العادل نظام الملك ، سنة 485 للهجرة ، وأبنه أبو المظفر ، سنة 500 للهجرة .
جـ_ الوزير الكمال أبو طالب السميري وزير السلطان محمود .
د- قاضي قضاة أصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي ، سنة 502 للهجرة .
هـ- أبو العلاء صاعد بن محمد البخاري الحنفي ، من كبار العلماء ، قتلوه يوم الفطر سنة 502 للهجرة .
والشيخ المُتَرجَم .

ففي سنة 502 للهجرة ، وفي يوم الجمعة الحادي عشر من المحرم ، وبعد فراغه من املائه الدروس على تلاميذه ، تقدم منه اسماعيل بخنجره فضربه في خاصرته .

والشيخ ولد سنة 415 للهجرة ، وأخذ العلم عن عبد الغافر بن محمد الفارسي ، ومن شيخه ابن بيان الكازروني .
وروى عنه زاهر بن طاهر الشحامي واسماعيلي بن محمد الفضل الأصبهاني .

كان آية في حفظ مذهب الشافعي ، حتى أنه كان يقول : ( لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من حفظي ) ، وكانت له وجاهة ورياسة وقبول عند الملوك والعامة ، وكان نظام الملك يجله ويحترمه ، وكان كثير التعظيم له .

له من التأليفات الكبار في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، وفيها " البحر " وهو طويل جدا غزير الفوائد .
قال ابن كثير عنه : ( هو حافل كامل شامل للغرائب وغيرها ، وفي المثل حدث عن البحر ولا حرج ) .
وله كتاب " مناصيص الشافعي " ، وكتاب " حلية المؤمن " ، وكتاب " الكافي " .

قال صاحب " شذرات الذهب " : ( وله اختيارات كثيرة ) اي يخالف فيها مذهب الشافعي رحمه الله ، وكثير منها يوافق مذهب مالك .

وله كتاب " المبتدي " - بكسر الدال - ، وكتاب " القولين والوجهين " - مجلدان - .

قال العماد صدر الري في عصره : ( أبو المحاسن القاضي : شافعي عصره ) .

قلت : كان اختيار الباطنية لقتل العلماء والحكام هو اختيار مقصود وليس عشوائيا ، فإنهم كانوا يلاحقون خصومهم ومن كان شأنه فضح شأنهم وكشف حقيقتهم ونصب نفسه لعدائهم وقتالهم ، كما هو أمر الوزير نظام الملك رحمه الله تعالى وصاحب الترجمة .

ولكن كل هذا لم يمنع أهل العلم من قول كلمة الحق ، كما فعل الغزالي - متوفى 505هـ - في كتابه " فضائح الباطنية " ، فإنه ما كتبه إلا لفضحهم .

[عن نشرة الانصار]



مصادر الترجمة

(1) شذرات الذهب 4/4
(2) معجم البلدان 3/118
(3) البداية والنهاية 12/170-171
(4) طبقات السبكي 4/264 وما بعدها
(5) المنتظم 9/160

tealscrollroses_small.gif

جمع وتنسيق النخبة للإعلام (تويتر)