JustPaste.it

سأترفق بالبعض رجاء الأجر بنشر العلم

وإن كان المرء يعاني من جهل الناس بالأصول
لما قلت يوما عن فهمي لقوله لأقتلنهم قتل عاد، وموافقة هذا
لفتوى دفع صائلهم ماج الجهل وتنطع، ولو سألوا الدليل لنشط المرء لهم، مع إني لم أزد إلا أن قلت ما فهمته من تعامل علي رضي الله عنه مع الخوارج
لما روى عبد الرزاق في مصنفه أنه قال: دعهم حتى يخرجوا فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسوف يفعلون، وقوله وهو المتوسم: وسوف يفعلون من فقهه
في الدين ومن فقهه بمألات الأقوال والعقائد، وبهذا صارت له الحجة عليهم، واليوم تقول لأحدهم عن طائفة أن فيها خارجية، فيضرب لك الأمثال بعدم فهمه لمثل هذه المصطلحات العلمية، أو أن تقول عن فعل ما إنه فعل الخوارج يرده بالأمثال التي تبطله غلطاً، ومسألة مراتب الألفاظ والمصطلحات هي
من أس العلم وقواعده وهي وسيلة الاجتهاد في إعمال الفقيه لها في فهمه لحكم الشيء حين يصيب بعض معانيه
والشيء حين يكون فيه بعض المعنى لما فيه نص
يلحقه بعض حكمه أو حكمه حين اقترافه، فمن صال على مسلم بباطل كان للمسلمين رده بأدلة منها أن يقول الفقيه: هذا فعل خوارج، ورده يكون بما امر الشارع برد الخوارج، ومضطر أن أنبه لقولي : بأدلة منها... وإلا فالأدلة على هذا كثيرة، ولكن منها هذا الدليل، وكذا يقال لمن كفر مسلماً بباطل يقال له هذا فهل الخوارج، وحينها لا يضرب لهذه الأقوال أمثلة الباطل، فيقال: اذا اقتل المكفر بالباطل لأن هذا حكم الخوارج في الشرع، هذا يقوله الجاهل الذي لا يعرف فقه هذه المسائل، وهي تنطلي على عقل الجهلة من أمثاله، ولذلك من قتل المسلمين ظلماً يقال له هذا دين الخوارج، ولكن هل يلحقه حكمهم أم لا، فهذه مسألة أخرى لها بابها في الفقه، فمن صال عليهم بالقتل قوتل، ويستدل له بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم، مع بقاء نوع قتاله مذكوراً على وجه يوافق حاله وما هو عليه،ولا يقتل من أصاب بعض الخارجية بتكفير ظالم فيقاتل مقاتلة الخوارج المأمور به وإن أصابه بعض اسمهم، فللأسماء أحكامها المناسبة لها في الشرع، جزءاً أو كلاً، موافقة لأصل أو موافقة لفرع وهي مسالة معروفة لمن فقه الشرع وأساسها نفاق التردد وكفر التردد، ومنها كذلك أن يصيب المرء شراً فيلحق باسمه لحظة اصابته فإن زال عنه زال عنه اسمه، وهي من أشق أعمال الإجتهاد ولذلك وقع الخلاف في أحكام الزنديق، وأساس الخلاف فيها هو ترددهم في دلالة الظاهر على الباطن، والتي اساسها أن دلالة الظاهر على الباطن محكوم بها لكن من غير اطلاق لأمور يعرفها طالب العلم تشرح منهم للسائلين.
وأستغفر الله
وهذا أخر العهد بنشر مسائل العلم بهذه الوسيلة التي لم توضع لذلك.