(البرهان في الرد على مقال الخامس من رمضان)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على رسول الله محمد الأمين
وعلى آله و صحبه أجمعين
أما بعد، فقد نشر عبد الله المحيسني مقالا عنونه (الخامس من رمضان) حشاه بالزور من القول و بجملة من الافتراءات الخبيثة والاكاذيب الشنيعة، فضلا عن فجور في الخصومة بيّن. و ترجمه الى مجموعة من اللغات امعانا في اضلال المسلمين، و رغبة في خدمة كل محاربي دولة الخلافة التي تآلب عليها طواغيت العالم كلهم و على رأسهم أمريكا حاملة لواء الصليب. فأحببت كتابة هذا المقال في الرد على المحيسني و بهتانه و تفنيد أغاليطه و افتراءاته و أسميته (البرهان في الرد على مقال الخامس من رمضان)
وسأعتمد في هذا المقال الردّ على أقاويل الرجل بشيء من التفصيل، آتي بقوله و أرد عليه ليتبين القارئ زيف ما افتراه المحيسني و كذبه ان شاء الله تعالى.
افتتح المحيسني مقاله بما يشبه المقدمة قال فيها : ( هذا بيان مهم جداً أكتبه نصحا للأمة ليهلك من هلك عن بينه ويحيى من حيّ عن بينه، وأسال الله سبحانه وتعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه، وقد تمت ترجمته إلى عدة لغات: الإنجليزية والروسية؛ والفرنسية والتركستانية .. لأهميته للمسلمين عامة وللمجاهدين في أقطار الأرض خاصة، أسميته: (الخامس من رمضان) وذلك لأن هذا اليوم هو يومٌ فارق في المتابعين لهذه القضية أعني: (قضية جماعة البغدادي)..)
فنقول لو كنت تبتغي نصح الأمة كما زعمت لالتمست طريق الحق و الصدق، و لم تأت بالاكاذيب الشنيعة البيّنة، فان الناصح قائم بأمر من الشرع، و أمور الشرع لا تقوم على المعاصي و من أكبر المعاصي الكذب. و مقالك غلوت فيه بالكذب على المجاهدين و هذا يتبيّنه اي منصف، ملتمس للحق مما سنبينه ان شاء الله. فانت كذبت في قولك انك اردت النصيحة ، فهذا غير سبيل الناصحين، و انما أردت التنفير عن دولة الخلافة حقدا و حسدا فجمعت الى الكذب الفجور في الخصومة و السب، و كل ذلك لا يغني عن الحق شيئا.
و أما قولك "قضية جماعة البغدادي" فنبز بالالقاب لا يليق بمؤمن فضلا عن رجل يزعم أنه "شيخ" و أنه "مجاهد"، فالدولة لها اسم معلوم و كان يقتضيك الانصاف لو كان بك ذرة من انصاف أن تسميها باسمها و لو كنت مخالفا لها، لا أن تنبزها بلقب لا ترتضيه، و قد نهاك الشرع عن ذلك و أنت بذلك عليم، فان لم تكن تعلم فالمصيبة فيك أعظم. ثم هي دولة شئت أم أبيت، اعترفت بها و سميتها باسمها أو أنكرت و نبزتها، سيّان، و انما نقول اشفاقا عليك و مناصحة لك من الوقوع في الاثم، ان كنت تسمع لناصح.
ثم قال المحيسني : ( أما بالنسبة لي: فلم يكن هذا اليوم فارقاً عندي؛ حيث إن الأمر لدي في غاية الوضوح منذ أمد، ولكن ليس من رأى كمن سمع، فهذا اليوم يشكل فارقاً عند كل باحث للحق قد طالت حيرته ولم يتضح له الأمر في شأن (تنظيم البغدادي) لأجل جلد أنصارهم وقوة إصداراتهم، فكلما قلنا عنهم قولاً وبيَّناه للأمة ظهر أنصارهم يردّون وينافحون، مدعّمين ذلك بإصداراتهم القوية، فحار المستمع وقال: القضية بين طرفين، وقول الطرف لا بد له من بيّنة! وبدأ يبحث عن البينات، فجاءوه بادّعاءات ملفقة زورًا وبهتاناً، فحار أكثر الناس في الأمر، وآثر البعض السكوت والتوقف!)
فلله الحمد هذا اقرار منك على شدّة حسدك و غلواء حقدك على الدولة، أن أنصارها لك و لسائر شانئي الدولة كابتون مغيظون، و أنهم -حفظهم الله- لا ينفكّون عن توضيح تلبيس مشائخ البلعمة و التضليل و كهنة السلاطين و حمير العلم ، يبتغون بذلك وجه الله ثم نفع أمتهم و التبيان لها و نصحها من حيث غشّها كثرة من أهل لحى التيوس، فلله درّ هؤلاء الأنصار و على الله أجرهم و جزاهم الله خيرا. و أبشرك أنّ المستمع لم يحر، فكثير من المستمعين و لله الحمد هداهم الله و وفقهم بعد قراءة و مشاهدة مقالات و اصدارات مناصري الدولة و تبين لهم الحق من الباطل، و تبين لهم افك مشائخ النفاق و الغش، و تبين لهم أن هذه الدولة مظلومة مكذوب عليها، اجتمع على حربها الكفار و المرتدون و أهل النفاق و الطواغيت و مشائخهم و من ضلّ من حمير العلم و اتخذ الهه هواه، و نحسبك منهم، و نسأل الله أن يهديك و يتوب عليك فتوبتك تظل خيرا عندنا من موتك على هذه العقيدة و على محاربة المجاهدين.
ثم قال المحيسني : (أما اليوم (الخامس من رمضان) فقد سقط بإذن الله القناع، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يفضح متحدثهم ، على رؤوس الأشهاد في قضية جوهرية فارقة في الحكم على هذه الجماعة المارقة، أعني: قضية تكفيرهم للمسلمين بغير حق.
نعم لقد كنت منذ مباهلة العدناني وذكره أن لعنة الله عليه ، إن كانوا يكفرون من خالفهم كنت منذ ذلك الحين أنتظر سنة الله بفضحه ، وكنت على يقين من ذلك ولم أكن أظن أبداً أن يفضحه الله بعد سنة وبلسانه هو فسبحان الله ، له الحكمة البالغة)
فأقول كذبت بل فضحك الله و فضح حقدك و مكرك، و أما مباهلة الشيخ العدناني فانظر ماذا فعلت في جبهات الضرار و لله الحمد، بعدها تمددت الدولة و فتحت مناطق كثيرة في الشام و فتح الله عليها، أما جبهات الضرار و على رأسها جبهة الجولاني فقد تشرذمت و تفتت من بعد تلك المباهلة و انشق كثير من مخلصيها ليلحقوا بصفوف الدولة بفضل الله و انحسرت في مناطق صغيرة ، فكفي بذلك بيانا للصادق من الكاذب في المباهلة .
و أما اجتزاؤك و تحريفك لقولة الشيخ العدناني حفظه الله و زعمك أن الشيخ كفّر كل من قاتل الدولة ، فشبهة سبق أن روج لها السكران من قبلك فلما لم يجد آذانا صاغية أُمرت أن تعيد صياغتها لعل التلبيس بك يكون أكبر ، و الغش يكون أنجح، لمعرفة الناس أنك "تجاهد" في الشام زعما و احسان كثير من المضللين الظن بك دون كهنة نجد القاعدين. و لكن لم يفلح آمروك و لم تفلح معهم فهذه الشبهة سبق الردّ عليها بتفصيل واطناب و كتب جمع من الأفاضل و أهل العلم ردودا طيبة عليها و لا مجال لتكرارها و نكتفي باحالة القارئ الى مقالين طيبين نافعين ان شاء الله، ينسفان هذه الشبهة نسفا ، أولهما للاخ علي آل مشاري و هذا رابطه
و الثاني للاخ ابي معاذ الأنصاري و هذا رابط مقاله
و قد بنى المحيسني كل انكاره على الدولة و "نصحه" المزعوم للناس بتركها على هذه الشبهة المتهافتة الداحضة . فبسقوطها يسقط مقاله كلّه، لأن سائره ليس بشيء، و انما هو من الفجور في الخصومة و السب الشنيع ، و الاكاذيب وسوف نرد عليه على ذلك.
ثم قال المحيسني : ( وقد علم الجميع أن من أبرز صفات الخوارج قتلهم للمسلمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقتلون أهل الإسلام" وإنّ قتلهم للمسلمين يكون بتكفير لهم، فالصفات في الجماعات كما ذكر أهل العلم في الفرق والنِّحَل صفات مؤسسة، وصفات مشبهة، فالصفات المؤسسة: كوصف فرقة الخوارج بقتلهم أهل الإسلام واستباحتهم للدماء وتكفيرهم للمسلمين بغير حق، وما عدا ذلك فهي صفات مبينة وموضحة..)
فنقول هذا كذب صراح و تلبيس لخدمة مراده من الصاق فرية الخارجية بالدولة و هي من ذلك بريئة، فان المعلوم عن الخوارج ليس "قتلهم المسلمين" كما يزعم المحيسني في تعميم لا وجه له، و انما يعرفون بالتكفير بالكبيرة ، و بانكار الشفاعة، ومن التكفير بالكبيرة ولغوا في دماء المسلمين، و لهم صفات اخرى كثيرة لا يكون الخوارج خوارج الا بها، و لم يذكرها المحيسني عمدا، لعلمه أنها لا تنطبق على الدولة بحال، و انما ذكر فقط ما يظن أنه يمكن أن ينطلي على العوام لالصاق تهمة الخارجية بالدولة، و هذا غش للمسلمين، و اثبات لما قلته آنفا أنه لم يرد الله بهذا المقال و لم يرد النصح كما زعم، بل أراد خدمة طواغيته و ارضاء حقده على الدولة و أن يشفي نفسه منها و من مناصريها و لو بالكذب الصراح. و الدولة لا تكفّر بالكبيرة و هذا معلوم عنها و عن منهجها، فهي اذن ليست من الخوارج، فضلا عن عدم انطباق اي صفة أخرى من صفات الخوارج (كانكار الشفاعة و التحليق و غيرها) بالدولة الاسلامية أعزها الله و نصرها
و للاستفادة أكثر في هذا الباب يمكن للقارئ أن يقرأ الكتاب الماتع (تبصير المحاجج بالفرق بين الدولة الاسلامية و الخوارج)
ففيه تفصيل لدحض صفة الخارجية عن الدولة، و اثبات لكونها على مذهب أهل السنة و الجماعة و على منهجهم بفضل الله. و لكن الدولة تكفّر من كفّره الكتاب و السنة ، و ليست على عقيدة المرجئة، عقيدة المحيسني و اشياخه و طواغيته، و لذا رموها بفرية الخارجية، و قد رموا بها من قبل الشيخ ابن تيمية و ابن القيم بل و الشيخ محمد ابن عبد الوهاب و ائمة الدعوة النجدية. فقد حوربوا جميعا من أجل التكفير و القتال كما تحارب الدولة اليوم.
ثم قال : ( ولنقف عند هذه الصفة الخطيرة، وهي تكفيرهم للمسلمين...) ثم سرد قصة لقاءه بمن قال انه الرجل الثاني في الدولة (الانباري)و حواره معه و زعمه أن مجاهدي الدولة يكفرون فصيلا من الجيش الحر و ان الشيخ لا ينكر عليهم.
فبداية هذا من أحاديث الخرافة، و الرجل (المحيسني) عندنا و عند كل متتبع ليس بثقة و لا عدل، بل هوخصم و عدو للدولة، و شهادة الخصم فضلا عن حكاياته و شهاداته و نقولاته كلها لا تنفع و لا يصح أن تتخذ حججا أو أن يبنى عليها شيء. شهدنا على المحيسني الكذب غير مرة، في واقعة دركوش و في غيرها و فضحه الله تعالى و أخزاه، فالعاقل لا يصدّق له قولا و لا شهادة ، فضلا عن أن يصدّق مناصر للدولة يعلم بخبث هذا الرجل و تاريخه الاسود في التحريض على المجاهدين و الكذب عليهم، خرافاته التي يسردها في سياق شهادة، فهذا أقل من أن يردّ عليه .
ثم قال : ( فلما نشب القتال بينهم وبين الأحرار في مسكنه أعلنوا أنهم يرون ردة الأحرار بل ردة الجبهة الإسلامية!...) الى آخر ما قاله في هذا الباب.
فردّنا أن هذا حجة للدولة لا عليها، و دليل على صدقها و ابتغاءها ما عند الله تعالى، فهي لا تقاتل حميّة او عن غير بصيرة و العياذ بالله، بل تحرص على بيان الحكم الشرعي للفرق التي تقاتلها ليكون قتالها لها منضبطا بضوابط الشرع و أحكامه. فقتال المرتدين له ضوابط مخالفة لقتال أهل البغي، و الدولة باعتراف المحيسني أصدرت عند نشوب القتال بيانها في تكفير الجبهة الاسلامية و هو بيان شرعي مطوّل من اكثر من ثلاثين صفحة، كله ادلة و شواهد قاطعة و جازمة تثبت ردّة هذا الفصيل و وقوعه و تلبّسه بعدة نواقض للاسلام. فهذا حقيقة يزيد المناصر تعلقا بدولته و يكشف للباحث عن الحق أن الدولة تتبع الشرع و لا تقاتل عن الهوى أو التعصب و الحمية. و لكن المحيسني مرجئ على دين طواغيته و مشائخه الطريفي و من لفّ لفه، فهو لا يريد تكفير أحد ولو وقع في كل النواقض، و كل الفصائل عنده مسلمة و لو والت اعداء الله و اعانتهم و حاربت تحت لواءهم الموحدين، و لو تلقت الدعم المشروط من اليهود و النصارى و مخابرات العالم، فكل ذلك عند المحيسني ليس بمكفّر و لا يخرجهم من الاسلام، فالرجل مرجئ مؤسلم للطواغيت و مكفّر للمجاهدين حصرا (الدولة دون غيرها) على تشنيعه بالتكفير فيما يزعم، و هذا من فضح الله له و لأشباهه و بيان تناقضهم و عوارهم.
ثم قال : ( أقول: كان الأمر كذلك، أما اليوم بعد الخامس من رمضان فلا تسأل عن دليلي، فدونك إقرار متحدثهم الرسمي، فالإقرار سيد الأدلة كما هو معلوم عند أهل العلم..) الى آخر ما اورد في هذا السياق.
و هذا تكرار ممجوج و لا فائدة منه لما سبق أن ذكره من التشنيع على شبهة تكفير الدولة لكل من قاتلها، و النفخ في هذه الشبهة بتحريف و تأويل سقيمين ، فالعدناني حفظه الله ربط التكفير لا بقتال الدولة كما يزعم المحيسني -و السكران من قبله-زورا و كذبا ، و انما بقتال من يحكّم الشرع لاحلال احكام البشر مكانه، فلا شك أن ذلك ردة و لا خلاف في كفر فاعله بين أهل العلم. فان كان في الفصائل من يقيم الشرع كاملا ، ثم قاتل الدولة فان الشيخ لم يكفره، و هذا بين و مفهوم من كلامه ، و انما هذه الفصائل تحكم بغير شرع الله و تقاتل الدولة التي تقيم الشرع لتزيحها و تحل محلها غاية الحكم بالاحكام الوضعية، و لا ريب أن ذلك كفر و ردة. و على كل في المقالات التي نشرت روابطها آنفا تفصيل للرد على شبهتهم هذه، التي يلوكها المحيسني و يكررها في غير موضع من مقاله.
ثم قال : ( وإني أقول: إني أُشهد الله أني ما رأيت جماعة أسوأ خُلقًا ولا أبعد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الجماعة، فقد خالفنا أعداء الدين من الرافضة والنصيرية وغيرهم، وقاتلناهم وأثخنَّا فيهم، فوالله ما سمعنا سباباً ولا لعاناً كما سمعنا من هؤلاء، وخالفنا أعداء الدين من كل صنف فما والله تحمّلنا ولاقينا أبعد عن أخلاق الإسلام كما لاقينا ورأينا من هؤلاء، وحسبك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً"...) الى آخر ما ذكره.
فنقول ان هذا من الفجور في الخصومة، و الاقذاع في الشتم، و قد بالغ المحيسني حتى اني لأحسب أن كثيرا من أتباعه و مؤيديه سيستشعرون منه هذه المبالغة في شتم الدولة و الافتراء عليها بغير وجه حق، فالرجل قد جعل الدولة التي تقيم الشرع و تلتزم أحكامه و يسعى مجاهدوها لاقامة الدين و لو تضحية بانفسهم، جعلهم اسوأ أخلاقا من اليهود و النصارى و النصيرية و غيرهم. فهذا حقيقة من الكذب الرخيص اليسير على كل أحد، و هو من اتباع الهوى ، كلام انشائي سخيف يستطيع مناصرو الدولة قوله في خصومهم ايضا، و وجب أن يقبل منهم من يقبل من المحيسني هذا الهراء و الرغاء الذي لا معنى له. و هذا الفجور في الخصومة يكشف لك و لكل متابع أن المحيسني متبع لهواه، فلو كان طالب حق و ناصحا كما يزعم لأنصف، فالانصاف حلة الاشراف، و لكن ابى الله الا كشف حقيقته و فضحه و اخزاءه.
وقال في سياق هذه الافتراءات: ( ووالله ما رأينا قوماً أشد تقية من هؤلاء، فلقد كنا نعلم هذه الخصلة في الروافض فإذا بنا نراها فيهم أضعاف أضعاف!)
فهذا تكفير للدولة، و زعم أنها شر من الروافض، و أنها تعتمد التقية أكثر من الرافضة، و هو كلّه كذب ممجوج بيّن منفضح لا يحتاج حقيقة الا الاشفاق على حال أهله. من كان يعتمد التقية لا يخرج بالبيانات الشرعية في أحكام بعض الفصائل المحاربة كجبهة علوش، بل يسكت و بتظاهر بمودتها و اخاءها ثم يغدر بها، فهذه هي التقية و ليست التقية أن تصدع الدولة باحكام من خالفها، و يصدع الناطق باسمها بالانكار على الظواهري و على القاعدة انحراف منهجهم، فالتقية تستلزم المجاملة للمخالف لا الصدع بمخالفته أو تكفيره ان اقتضى الامر. فالمحيسني يتخبّط و جعل كذباته كبيرة مفضوحة و هذا من مكر الله تعالى بأهل الباطل، يجعل حججهم سقيمة ، و استدلالهم باهتا و يوقعهم في التناقضات الكثيرة حتى ينكشف للمؤمنين باطلهم، فيزهق الله هذا الباطل و يكشف الحق.
ثم انساق في سبّه و شتمه القبيح للدولة و انصارها و زعم أنهم أكذب خلق الله، و كذب فما عهدنا الكذب الا منه و من أعداء الدولة عامة، و ما عهدنا على الدولة و أنصارها الا الصدع بالحق و الصدق. و لكنه الهوى جرف الرجل الى مستنقع الاسفاف و الله المستعان. و قال في هذا السياق : ( ولن أتكلم عن وقائع كثيرة، ولكن أتكلم عما شهدت عليه من أمور كثيرة...) ثم سرد بعض الوقائع التي حدثت له مع انصار الدولة من بينها الواقعة الشهيرة بدركوش، و التي كذب فيها المحيسني كذبا قبيحا ظاهرا، تبينه العوام قبل الخواص، و استجلاه كثرة من مخالفي الدولة قبل غيرهم، و حسبك بهذا الاصدار يكشف حقيقة افتراء المحيسني في قضية تفجير داركوش
ثم المحيسني نفسه اقر أن كذبته لم تنطل على الناس و أن الله فضحها فقال ( ثم صدّقهم أتباعهم وغيرهم من عامة الناس) فلو كانوا أتوا بالكذب لما صدّقهم عامة الناس بشهادة المحيسني نفسه. فالكذب مفضوح و لا يمكن ان يسري على جميع الخلق. فالكاذب حقيقة هو المحيسني لا الدولة و انصارها الذين بينوا للناس أنه كاذب مفتر دجّال اشر. و لذا يحقد عليهم المحيسني اضافة الى اسباب أخرى كثيرة.
ثم كذب المحيسني كذبة شنعاء شوهاء بقوله : ( طلبتُهم للمباهلة قبل ثلاثة أشهر -والله يشهد إنهم لكاذبون- إذا بهم يخنسون..) الى آخر افتراءه المقيت. فقد والله طلبه الشيخ محمد الزهيري -و هو أحد أنصار الدولة المعروفين- للمباهلة منذ زمن بعيد، ففرّ المحيسني و له ضراط ، بل انه أنشئ وسم وقتها هو وسم #محمد_الزهيري_يطلب_مباهلة_المحيسني و يمكن لمن شاء مراجعته و النظر الى تغريدات الاخوة به، في طلب المحيسني أن يستجيب للمباهلة و لكنه أبى و فرّ أخزاه الله. ثم يلصق جميع ما به من عيوب بالدولة و مجاهديها افكا و زورا و حسدا، نسأل الله ان لم يقدّر له هداية أن يعجّل باهلاكه و تخليص المسلمين و المجاهدين من شرّه و من حقده. وهذه صورة لتغريدة الشيخ الزهيري ينادي فيها المحيسني أن هلمّ للمباهلة و لكن لا حياة لمن ناداه:
ثم قال : ( ومن أكاذيبهم أيضاً: أنه حينما انشغل المجاهدون في سبيل الله بقتال النظام في إدلب وتتابعت فتوحاتهم، جاء هؤلاء ليوقفوا عجلة الفتوحات..)
فهذا في جملة كذبه على الدولة و افتراءه عليها، فمن سماهم المجاهدين بدؤوا الدولة بالقتال في حلب و غير حلب ، و هم حاليا يقاتلون الدولة تحت تغطية طيران الصليبيين و طواغيت العرب ن فهم ليسوا أكثر من بيادق رخيصة و أدوات لدى كفار العالم يستخدمونهم ثم يلقونهم الى المزبلة مثلما فعلوا سابقا مع صحوات العراق من قبل. و لا شك أن للدولة الدفاع عن نفسها ازاء صيالهم و عدوانهم، فيا للعجب يقاتلون الدولة ثم يلطمون و ينوحون اذا ردّت عدوانهم يزعمون أنها تغدر بـ "المجاهدين" زعما، أفلا كف هؤلاء المجاهدون المزعومون أيديهم و اسلحتهم و السنتهم عن الدولة فتكف الدولة عنهم ؟ أم تريدون أن تقاتلوا الدولة ثم ترميكم بالورود و تفرش لكم طرقاتكم زهرا؟ خسئتم والله و كذبتم و خسرتم، بل هي الحرب باذن الله فذوقوا وبالها كما سعّرتم نارها، و كما ارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا مجرد أدوات بخسة الثمن بيد هذا الداعم أو ذاك من مخابرات المشرق و المغرب .
و أما قوله : ( ومن أكاذيبهم أيضاً: أنهم قطعوا الآن المواد النفطية كالديزل (المازوت) عن الناس ..)الخ، فافتراء كذّبه حتى بعض الاعلاميين المحايدين ، و قالوا أن الزنكي و غيرها هي من كانت تحتكر المازوت ائتمارا بأمر خارجي، لقطع الدعم -زعموا- عن الدولة فامروا هذه الفصائل المرتزقة أن لا تسمح برواج المازوت عن طريق الدولة و كان ثمن ذلك حرمان مناطق سيطرتهم من هذه المواد من اجل ارضاء السيد الامريكي و حلفاءه، ولو على حساب مصالح الناس و عوام المسلمين. فالمحيسني يأتي بالشبهات و الاكاذيب الواضحة البطلان الساقطة ، لا يروجها الا كل مخدوع جاهل، أو عالم ببطلانها لكن هواه مع مخالفة الدولة و محاربتها ، فتراه يروج هذه الاكاذيب و هو يعلم يقينا أنها أكاذيب و افترءات، و لكنه الهوى أردى اصحابه و عبّاده.
و أما بقية كلامه في هذا المقال فكلام انشائي عاطفي ، حرص الرجل على حشو كل سطر من سطوره ببعض الالفاظ الشرعية الموهمة للعوام و المضللين بكونه حريصا على النصح كما زعم في توطئة مقاله، و كله تكرار للكذب السابق من كون الدولة "خوارج" و "تكفيريين" و ما الى ذلك من الاسطوانات المشروخة التي عافها الناس و ملّوها ، و علم كثير منهم أن المروجين لها أذناب للطواغيت الكفرة الظلمة الذين يحاربون الاسلام و المسلمين منذ عقود طويلة.
وحسبك أخي القارئ أن نفس هذه الاسطوانات القديمة تكررها قنوات امريكا و حساباتها الرسمية التابعة للخارجية الامريكية في تويتر ، فتستشهد بأقوال مفتى آل سلول و باقوال اشباهه و نظراءه من لحى البلعمة و الغش، من الذين يعتبرهم المحيسني اشياخه و سادته، ممّن لن ترى لهم كلمة انكار واحدة في طاغوت آل سلول و لا صدعا بحكمه، و انما كل نباحهم و عواءهم على مجاهدي الدولة حصرا دون غيرهم، فكفي بذلك واعظا لك و مبينا لك فريق الحق من أهل الباطل. منذ متى حرص آل سلول و كهنتهم _من اشباه الطريفي الذي يثني عليه المحيسني في مقاله- على عزة الاسلام و المسلمين؟ منذ متى كانوا حريصين على الحفاظ على بيضة المسلمين؟ ألا يشهد التاريخ أن آل سلول و مشائخهم كانوا على مر الزمن خناجر طعن في ظهر أمة الاسلام؟ فكيف تراهم اليوم مجتمعين جميعا على معاداة الدولة و الافتراء عليها ثم تشك لوهلة أنه يمكن أن يكون الحق معهم ؟
و المحيسني تلميذ هؤلاء الكهنة الغششة أذناب آل سلول، هو تلميذ العمر و الطريفي و سائر كهنة السرورية و ممجد لهم و مقتد بهم، فاذا علمت خبث الاصل و نتنه و فساده، تكشّفت لك حقيقة هذا الفرع "المحيسني" و باطله و فساده بالمثل.
و هذا رد على أهم ما ورد في مقال المحيسني ، فأغلب كلامه كما ذكرت لا يستحق حتى الوقوف عنده لفرط اسفافه و ضحالته، و انّما توقفت عند ما يمكن أن يثير شبهات لدى القارئ، و أما الكلام العاطفي و الانشائي و السب و الشتم فلا أظن أحدا يحفل به اصلا.
والحمد لله رب العالمين
وكتبه ابو المعتصم خباب