JustPaste.it

بسم الله الرحمن الرحيم



مُؤسَّسَة التَّحَايَا
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ


تفريغ

لقاء غرفة طريق الحق مع الشيخ أبي قتادة عمر بن محمود

- حفظه الله -

(2)


/files/justpaste/d229/a9318860/i-5202455cff1.png

 

 

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، وإمام المتقين، حبيبنا وإمامنا وقائدنا وسيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر الميامين، وعلى من تبعهم بإحسان وهدى وتقى إلى يوم الدين، جعلنا الله -عزَّ وجلَّ- وإياكم منهم، آمين آمين.
أيها الإخوة الأحبة؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكرًا لكم جميعًا على هذه الدعوة، وأشكر الأخ القائم على ترتيب هذا اللقاء، وإعداء الأسئلة اللازمة، وأنا في الابتداء لا أعتقد أن هذه الأسئلة موجهة على جهة اتهام، ولذلك نشطت إليها، مع أن فيها -في الابتداء أعترف أن هذه الأسئلة فيها الكثير من الشجن، والكثير من العجائب التي تسمع للهوامش البعيدة في الاحتمال موجودة في المتن، وهذا من العجائب، وأقصد بذلك أن بعض الأسئلة مما سأجيب عليه هنا في هذا اللقاء ناشئة عن سوء ظن، وسوء تقدير، وإلا فمن يعرف العلم وأهله ويعرف كيف تُصاغ العبارات، وكيف تُقرأ كلمات الناس، فلا يمكن أن يخطر على باله هذا النوع من الأسئلة التي ستوجه إليّ في هذا اللقاء، أو وُجهت إلي وأنا أردت هنا أن أجيب عليها لكم، شكرًا لكم مرة أخرى، وأقول لا أعتقد أن هذه الأسئلة قد وُجهت من قبيل سوء الظن لكنها إجابة على أوضاع يصنعها البعض ليصنع غمامات من سواد، ويصنع ظنون يلقي بها على الناس، فينشط الأخ من أجل إزالة هذه الظنون وهذه الغمامات عن طريق هذه الأسئلة، وأقول ولذلك نشطت للإجابة على هذه الأسئلة في هذا اللقاء، وأرجو من الله -عزَّ وجلَّ- أن يكون مباركًا وأن يكون فيه الفائدة لنا ولكم.


السؤال الأول يقول السائل فيه: قولكم في المقال الثاني من سلسلة أقلوا عليهم والذي قلتم فيه "فإن الجهاد في سبيل الله له موارده المعروفة في الشريعة، إن تركناها وقعنا في حاجة الجاهلية والشر والشيطان، بل الدين أن نعرفها ونعمل بها ولا نستحي منها تحت ضغوط الإعلام الفاسد الجاهل"، يقول السائل: هل قصدتم به السلب والنهب والسرقة من الثوار والمجاهدين والمسلمين في أرض الشام؟


كما ترون هذا نموذج من الأسئلة التي تنشأ بعيدًا عن الحق وبعيدًا عن اللفظ، فلو كان الناظر منصفًا لكلامي لما وجد فيه هذا المعنى البتة، انظر إلى قولي فإن الجهاد في سبيل الله تعالى له موارده المعروفة في الشريعة، قلت موارده المعروفة، ولما أقول المعروفة لا أزعم أن هناك ثمة خبايا وأسرار أعرفها أنا أزعم أنها موجودة ولا يعرفها الناس، بل أنا أقرر وأقول بأنها معروفة وهي في الشريعة، فكيف يأتي السائل أو يأتي الظان أو يأتي المعلق ليقول بأني أردت بها السلب والنهب والسرقة من الثوار والمجاهدين والمسلمين في أرض الشام! هذا من عجائب القول، ومن سوء الظن والتقدير، ومن حمل الكلام ما لا يحتمل البتة، ولكن دعوني أخبركم بالتالي: كان موضوع الغنائم من الكلمات التي يُستحى منها ولا تُذكر، وفي مواطن كثيرة نشأت مواطن الجهاد كان لا يُقال هذه الكلمة، الآن بلا شك صار لهذه الكلمة وجود بخلاف ما كان عليه الناس قديمًا، وصارت كلمة الغنائم كلمة معروفة، لكن لو أننا نظرنا إلى الجهاد في أفغانستان فإن كلمة الغنائم لها غياب وكذلك في أماكن أخرى، اليوم صارت كلمة الغنائم كلمة قريبة من القبول ولم تصل إلى درجة القبول التام كما تعلمون، ولذلك قلت فهذه لا يجوز لنا أن نتركها من أجل ضغط الإعلام الفاسد الجاهل، انظر إلى كلامي هذا: ضغط الإعلام الفاسد الجاهل، ما زال العلمانيون ما زال الجاهليون يتعاملون مع ألفاظنا الشرعية ومع أحكامنا الشرعية الخاصة بالجهاد يتعاملون معها تعامل الاستهزاء ويقذرونها في نفوس الناس، فلو ذكرت لهم كلمة الغنيمة لما حملوا عليها إلا بالشر، ولما حملوها إلا على المعنى القبيح، ولذلك قلت هذه الكلمة، هذا واحد.


الشيء الثاني: هذا السؤال لا أدري كيف ينشأ لقوله السلب والنهب والسرقة من الثوار والمجاهدين والمسلمين، بلا شك أنكم تعرفون أن الواو هنا تقتضي المغايرة، فالثوار كأنهم أوسع بابًا من المجاهدين، والمجاهدون أوسع وجودًا من المسلمين، فأما أخذ مال المسلم على أي جهة كان بغير ما أجاز الشرع كالزكاة فإنه ظلم وسحت وسرقة ونهب، وكذلك يكون الإثم أعظم إذا أُخذ هذا المال من المجاهد، لأن الواجب هو صرف المال على المجاهد لا أخذ المال منه، فلذلك هذا تغاير مقبول فأنا لا أجيزه ولا يوجد مسلم على ظهر الأرض يجيز أن يأخذ أحد من المجاهدين مالاً، بل الواجب كما هو الوضع في بلاد المسلمين وفي سوريا الشام وفي اليمن وفي ليبيا وفي غيرها الواجب هو صرف المال على المجاهدين لحاجتهم إلى هذا المال لا أخذ المال منهم.

 

وكذلك أخذ المال من المسلمين فهذا لا يجوز كما تقدم، ونحن لا نكفر المسلم الذي يعصي الله -عزَّ وجلَّ- بأخذ الربا وأن يكون ماله كله من الربا فهذا لا يكفر عندنا، لأن الإصرار على المعصية ولو كانت كبيرة لا يكون كفرًا عند أهل السنة والجماعة، ولكن هل يجوز أخذ مال المرابي؟ فهذه مسألة فقهية يُرجع إليها كما قلت إلى الشريعة الإسلامية.


وكذلك من لم يكفر تارك الزكاة، وإن كان الكثير من السلف ومن الصحابة -رضي الله عنه- يكفرون تارك الزكاة، فهل أخذ مال تارك الزكاة -وفي الحديث أنه يُؤخذ شطر ماله ، وهكذا وهذه أمور لا ينبغي أن يستحي منها أهل الإسلام بإظهارها والتعامل بها، وكما ترون أن هذا من الفهم الغلط والباطل ومن قبيل التصيد للكلمات العامة للإدخال فيها المعاني الخاصة الباطلة التي لا يحتملها كلام مسلم، ولا كلام تقي، ولا كلام طالب علم. هذا هو الجواب على هذا السؤال وأنا أقول باختصار وغفر الله -عزَّ وجلَّ- لمن حمل كلامي على غير محمله من الحق ومعانيه الصحيحة.


*******


أما السؤال الثاني فيقول السائل فيه قولكم في السلسة الأخيرة من مقالة أقلوا عليهم: "لكن بحمد لله مع كل ما تلاقي هذه الجماعة من فتن داخلية وما حصل لها من زلزال تمثل بظهور أهل البغي والغلو بقيت هذه الجماعة هي الأقدر في هذا الظرف على حمل أمانة الجهاد دون غيرها، وهي دون غيرها ما تحمل مستقبل الجهاد الذي تريده أمة الإسلام منهم أي أن يكون جهادًا يحرر المسلم كل المسلم، من الطاغوت كل الطاغوت". ألا يُفهم من هذا الكلام حصر الأفضلية في هذه الطائفة دون غيرها مما يجسد هذا صورة من صور التعصب وإقصاء الآخر، والقول أنه ليس قادرًا على حمل أمانة الجهاد وليس قادرًا على تحمل مستقبل الجهاد؟


فأقول وبالله التوفيق مع ما حُمل كلامي في المقال الأخير في هذه السلسلة التي أرجو من الله -عزَّ وجلَّ- أن يكون قد نفع بها الناس وهي سلسلة أقلوا عليهم، فأنتم تعرفون الظروف، وأنتم تعرفون الأحوال، أقول لست من هذه الجماعة ولا من هذه الجماعة، وهذا ليس سرًا، لا أكتمه، ولا أزمزم ولا أجمجم أنا لست منتميًا في هذه اللحظة ولا إلى أي جماعة تنظيمية سواء كان المقصود به هذه الجماعة أو غيرها، ولذلك محاولة البعض الطعن في هذا الباب بأني لو سُئلت هل أنا من هذه الجماعة أو من تلك فأقول لست منها، فأي ذنب لو قلت لا وأنا صادق في هذا، وهل من العدل عندما أكون من غير جماعة أن أذمها؟ هل من العدل هذا؟ وإذا مدحت جماعة ولم أكن من أهلها فهل هذا من الذم الذي يلحقني؟ وأنتم تعرفون أن هذه الجماعات والتنظيمات هي وسائل تُبنى في ظروف معينة وتُهدم في ظروف أخرى، والمقصود هو الالتقاء تحت قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} كما أردت شرح ذلك في هذه المقالات المذكورة.


ولذلك لا يجوز لأحد أن يشط في المقال، ولا أن يكذب في التدليل، ولا يظلم بالبهتان على أحد كما يفعل البعض، وكما أراد البعض أن يحمل هذا الكلام. عندما نشط البعض إلى الغضب، غضبه نشط به إلى أن يقول فيّ كلامًا باطلاً، وافتراءات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وحمل الكلام على غير محمل الحق، وعلى غير محمل الدين، ولو حوسب وحوكم لرأى الناس فيه الكلام الكثير الذي ينبغي أن يزجر ويعزر عليه، وهذا الذي يعيبونه عليَّ هم قد وقعوا فيه، وأنا عندما أقول أقدر لا يعني أنني أنفي عن غيرها القدرة التامة، أقول أقدر من باب التفضيل، وعندما أقول بأنها هي أولى من غيرها في تحمل مستقبل الجهاد الذي تريده أمة الجهاد لا يعني أنني ألغي غيرها، لكن كيف يعيب علي من يعيب هذه الكلمات التي فيها الاعتراف بالآخر مع ذكر الأفضل، وهو وغيره قد وقع في الاقصاء التام والسب التام بعدم جواز القتال تحت هذه الراية، فأين هذا العدل، وأين هذا الانصاف، وأين هذا الدين الذي يزعمه أصحابه ويتهمون أن غيرهم قد تعروا منه!


فأقول وبالله التوفيق في هذا: أنتم تعلمون أن الجهاد قد مرت به ظروف كثيرة، وحملته جماعات كثيرة خلال التاريخ الإسلامي المعاصر من بعد سقوط الخلافة، وكانت هذه الجماعات تقوم وتفنى، وتقوم وتذهب، وقد صار جهاد في فلسطين، وصار جهاد في المغرب، وحملها أقوام من الثقات ومن العلماء ومن المجاهدين وذهبت حققت بعض هذه الجماعات بعض المقاصد، وبعضها ذهب إلى ربه كما ذهب أهل الأخدود، وكذلك جماعات الجهاد التي نشأت من أجل إعادة الخلافة وطرد المرتدين وإقامة شرع الله، نشأت ثم كانت الوراثة لجماعة حملت هذا الجهاد، وكانت كثير من الجماعات الإسلامية العاملة علميًا وسياسيًا واجتماعيًا كانت تعيب على هذه الجماعة جهادها، حتى جاءت رحمة الله -عزَّ وجلَّ- بالحراك الذي حصل في الأمة، ونشطت هذه الأمة للقيام بالجهاد في ظروف متعددة حملت مقاصد جزئية أو مقاصد كلية وثار الناس، منهم من ثار على أساس الجهاد في سبيل الله من أجل تحقيق شرع الله وإقامة دين الله وإقامة الخلافة، ومنهم من صار في بلده من أجل إسقاط الطاغوت تخلصًا من الظلم، هذا هو مقصده الذي بين عينيه.


ونحن بعد ذلك رأينا أن هؤلاء الذين ثاروا هذه الثورة قد تقاطعت بهم المقاصد حتى وصلت إلى الاقتتال لعدم رؤيتهم المقصد النهائي الذي يريده الإسلام منهم وهو إقامة شرع الله. فرأينا حتى من كان بين الثوار منهم ثوار كان مقصدهم مثلاً أن يسقطوا الطاغوت ليقيموا حكومات علمانية أو يقيموا دولاً فسيفسائية على غرار الدولة القطرية المعاصرة من خلال النظم الجاهلية الدولية التي تحيط بهم.


وهناك جماعات منهم سياسية إسلامية في مقاصدها السياسية لا تريد إلا هذا المقصد، وهو أن تقيم الإسلام ضمن الهيكل الجاهلي العالمي، وحين تغيرت هذه الجماعات السياسية بسبب ظروف ما وحملت السلاح فإنها في حملها السلاح لم تغير جوهر دعوتها وجوهر مقصدها.


الذي أراه -وأنا ناظر ولست منتميًا لجماعة وهذا ليس عيبًا في الجماعات ولا هو كذب ولا يصح لأحد أن يكذب على الله وأن يفتري وأن يسمي هذا دجلاً وتزويرًا، وأنا الناظر أعتقد بأن الجماعة الحق هي التي تحمل رسالة الإسلام بإقامة الخلافة بإسقاط الطاغوت في بلدها وفي كل البلاد، هذه الجماعة التي بنت نفسها على هذا المنهج وبنت نفسها على هذا السبيل وهي تبني أفرادها من أجل هذا المقصد فتتعامل مع الدولة التي تعيش فيها من خلال همومها بأن هذه الهموم هي آثار الطاغوت الأكبر الذي يحيط بالعالم الإسلامي كله.


أنا أعتقد أن الجماعة التي تحمل هذا الهم هي الجماعة التي مدحتها وهي الجماعة التي أعتقد بأنها الأصوب والأقرب إلى الحق، حين يأتي آخر ويقول أنا أريد جهادًا إسلاميًا ليقيم الشرع الإسلامي في بلدي ضمن هيكل الجاهلية العام الدولي فنقول له قد أخطأت، حين يأتي واحد يقول أنا الآن أريد أن أسقط الطاغوت وبعد ذلك أفكر، أقول أنت قد أخطأت، قد ضعفت مقاصدك عن المقصد العظيم. فحين أرى سهم الإسلام الذي هو في نهايته إسقاط الطاغوت في كل بلاد المسلمين، وتغيير حالة الجاهلية في كل العالم فأقول هذا هو المتقدم، وهذا هو الأقدر، وهذا الذي سيبقى وسيدوم.


وأما الآخر فإنه بسبب عجزه عن حمل المهمة الأعظم ستقصر به الطريق ويؤدي به إلى ما لا يحمد عقباه مما رأينا من تجارب جهادية هنا وهناك بأنهم نزلت مقاصدهم العظمى إلى مقاصد وسطية وقبلوا أن يعيشوا ومع ذلك لا يستطيعون أبدًا بهذا التقصير أن يحققوا مقاصد السهم، وسينقلب عليهم ويدخل في نظم باطلة وفي كلمات ربما يحملها البعض عليهم من الشدة في التكفير وغيرها من اعتراف بالقانون الدولي، والاعتراف بمنهج الجاهلية، والاعتراف بالمعاملات مع الدول الأخرى على أساس التكافؤ ومنع الجهاد، إلى آخره، هذه قضايا يجب أن يُفكر فيها. فأي ظلم قلته عندما أقول بأن من أراد أن يحمل الجهاد إلى مقاصده العظمى وهي تحقيق حكم الله في الأرض كل الأرض، وإسقاط الطاغوت كل الطاغوت أنه هو الأولى بالحق وأنه الأقدر على حمل مقاصد الجهاد.


قد يقول قائل أنا أضعف عن حملها نقول له أنت ضعفت، ولا تريد أن يُسمى اسمك مثلاً -أنا الآن أنبه على من قدر ومن لا يقدر، أنت لا تريد أن يُحمل اسمك على لائحة الإرهاب في العالم لأنك مثلاً لك اتصالات ولك مقاصد ولك منافع والآخر قال أنا أستعد، ذهبت إلى الطاغوت فقلت كلمة الحق كما قال -صلى الله عليه وسلم-، وقف له وقال له كلمة الحق وأمره ونهاه فقتله، وأنا أريد أن أذهب المذهب، هذا هو المذهب الأعلى، الآخر قال لا أريد أن أقول، هذا قد يكون يسعه أو لا يسعه بحسب حاله، لا بد أن تُدرس كل حالة على حدى، وحينئذ يُقال له قد قصرت في بلوغ المرتبة التي وصل إليها من شبهه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحمزة، ما العيب في هذا؟ أن أكتم دين الله -عزَّ وجلَّ-؟ أن أقول لرجل وقف فقال للطاغوت أنت طاغوت وأنت كفرت بالله وخرجت من الدين وقتله نقول له أنت لست في مرتبة عالية ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد وضعه فيها، وغيرك ممن رضي أن يدخل فيه فيحسن بعض المصالح ويحصل بعض المنافع للإسلام كما يرى ويجتهد، أنا لست ههنا في مقام التخطئة، وأقول ذاك الذي وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بمرتبة حمزة هو لا يستحق هذا المدح! من أجل أني أخاف أن يُقال لي هذا الكلام الذي يقوله بعض الجهلة؟! هذا شيء عجيب. ولذلك كلمتي واضحة، وهذا ليس إلغاءً لفضل الآخر بل هو تقدمة من قدمه الله، وقدمه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقدمه الدين، وقدمه حمل الأمانة وتحمل تبعاتها، هذا ينبغي أن يُفهم على هذه الجهة، والذي يغضب يغضب، الذي يغضب عليه ألا يحسد، يقول جزاه الله خيرًا، والله هو استطاع ما لم أستطع.


فهذا شيء، الشيء الآخر: على الجميع أن يعترف بأن حالة الجهاد ضد الطواغيت لم تكن كل الجماعات تتبناها إلا جماعات الجهاد، هناك جماعات علمية كانت ترفض الجهاد، وبسبب ظروف ما دخلت الجهاد في سوريا، في بلاد الشام، وكانت قبل ذلك تعيب على كل من أراد أن يقول بأن الجهاد والقتال هو الحل الوحيد لهذه الأنظمة، كانوا يتهمونهم بالغلو، ويتهمونهم بالغباء، ويسبون عليهم أشد السب، وإذا سُئلوا ما منهجكم في التغيير؟ قالوا التصفية والتربية، وإذا سُئلوا ما منهجكم في التغيير؟ قالوا الديمقراطية، وإذا سُئلوا ما التغيير؟ قالوا الإصلاح وليست الاستبدال ولا التغيير، هذه كلمات كنا نراها.


الآن هذه الجماعات بسبب رحمة إلهية ذهبت ودخلت للجهاد في سوريا الشام، من الذي ينبغي أن يُعترف له بالفضل في الفهم عن الله، والفهم عن الواقع، من هم؟ الذين كانوا يقولون بأن الحل الوحيد لمثل هذه الأنظمة الطاغوتية هو الجهاد، وهؤلاء لم يقولوا هذه الكلمة، لم يقولوها، وإنما ما زالوا يسبون ويتهمونهم أنكم أنتم ابتعدوا عنها ابتعدوا عنا ولا نريدكم، ولماذا؟ أبمثل فقهكم في الأزمنة السابقة قبل هذا الجهاد حصل هذا الجهاد؟ أم بفقه هؤلاء الذين تسبونهم وتعيبون عليهم صار هذا الجهاد؟ سبحان الله العظيم، يعني القليل من الإنصاف، القليل من العدل يوصلكم، ولكن نحن أمام حالة من الحسد، أمام حالة من الحقد، أمام حالة من التنافس، وهذا هو شأن أهل الإسلام، ماذا نصنع، غفر الله لنا وللجميع.


*******


السؤال الثالث يقول الأخ أنتم حسب استقراءكم للواقع لا ترون بوجود الدعم الغير مشروط، لأن الأنظمة ليست جمعيات خيرية أي لا يوجد دعم من غير مقابل، ولكن لو تنزلنا جدلاً وقلنا بوجود الدعم غير المشروط هل ترون مشكلة أيضًا في أخذه؟


الجواب: لا، ولكن هذا سؤال من الاحتمالات العقلية البعيدة، بمعنى أن الأنظمة تدعم على وجهين، إما لشرط حاضر وإما تحضيرًا لواقع قادم آجل، أفسر كلمتي؛ أما الصور الأولى فهي واضحة وبينة، هو يعطيك مال من أجل أن تقول قولاً، تصدر بيانًا، من أجل تقف موقفًا، تقاتل على خط جبهة ودون خط جبهة، وتضمن شيئًا ما خلال المباحثة التي تكون ضمن الدعم، هذه حالة معروفة وموجودة وجماعة الجهاد -بين قوسين- (الجهاد) قلت؛ كثير موجود على أرض الواقع وتعمل بها الكثير منها، وأظن أن البعض يصرح ولا يخفي هذا ولا يراه عيبًا، ويقول نعم، ولكن هناك من الجماعات تقول أنا آخذ مالاً غير مشروط، أنا أقول لهم هذا الوضع إنما هو آني، ولكنه تحضيرًا لمستقبل، لمآل، أنت عندما تبني نفسك بناءً تامًا أو كليًا أو بناءً أغلبيًا على الدعم، وتنشط هذا النشاط، هو يريد منك أن تصل إلى هذه الحالة من الاعتماد على الدعم، وبعد ذلك أنت تصبح في المآل أسيرًا لهذا لدعم، أقول لك احذر من هذا، وأنتم ترون أنه يمكن لكم -أنا أقول عن الجماعات المقاتلة- يمكن لكم أن تستغنوا عن الدعم بالصبر والثبات يمكن لكم، والذي كان اليوم يقول بالدعم كان يعيب على الجماعات السابقة التي تأخذ الدعم ضمن ظروف ما، والآن لما جاء الأمر إليه صار الدعم من حلال الطعم، وجمال الطعم والأكل، وهكذا، فأنا أقول لكم، -أقول للإخوة وأنصحهم دعكم من أخذ الأموال، وإذا أخذتموها، لا تأخذوها بشروط ولا تجعلوها عمدة لكم في جهادكم لئلا تصلوا إلى درجة غياب الاستقلالية والخضوع للمال الذي يأتيكم من الخارج، إياكم، وتجارب الجماعات في هذا كلها للأسف لا يمكن الاستشهاد بها إيجابًا كما يفعل البعض، هي كلها تجارب تبين سلبية الأخذ وتلقي الدعم من الآخرين، هذا ما أقوله لكم وبالله التوفيق.


*******


السؤال الرابع: يتهمكم البعض بأنكم منحازون إلى أبناء تياركم أو جماعتكم فلماذا لا تنفتحوا على الآخرين وعلى باقي الجماعات العاملة، من غير الفئة التي تُصنف على أنكم وإياها من نفس المدرسة، على اعتبار أن الجهاد الشامي هو جهاد أمة انخرطت فيه كافة الأفكار والتيارات الإسلامية باستثناء القليل.


أقول وبالله التوفيق أنا ليس لي جماعة، هذا أكرره، أكرره وأكرره وأكرره، أنا ليس لي جماعة، لكن كل من قرأ لي يعلم ما أحمله. يعلم ما أحمله من منهج وما أدعو إليه مما فهمته، وأقول هذا اجتهادي، مما فهمته من دين الله -عزَّ وجلَّ-، لقد كتبت بين منهجين، وكتبت صبغة الله الصمد، وفسرت بعض سور القرآن كسورة الإسراء والأنبياء والعنكبوت والشورى والشرح، وكتبت مقالات كثيرة، وهذه مقالات أقلوا عليهم، لم أكتبها من منطلق جماعة ولا من منطلق حزب ولا من منطلق طائفة، هكذا قلتها من منطلق فهمي وأكرر فهمي حتى لا يأتي أحد ليقول أتجعل فهمك هو كتاب الله، لا، أقول من منطلق فهمي لدين الله وفهمي لتاريخ الحركة الجهادية، وفهمي لما أقدر فيما يمكن أن يحصل لهذا الجهاد، فما العيب في هذا؟ وإذا رأى البعض أن كلامي ينطبق على جماعة انطباقًا كليًا وهذا لا يكون أبدًا، ولا ينطبق انطباقًا كليًا على جماعة، ولكنه يرى أن كلامي ينطبق في مقاسي على قريبًا من بعض الجماعات، وبعيدًا عن بعض الجماعات، فهذه مشكلة، وهذا هو الواقع، فهناك فرق أن تكتب من أجل أن تنصر جماعتك، وأن تكتب من أجل أن تقول هذا الحق الذي أعتقده، أو هذا الحق الذي يعتقده، وبالتالي هو ينطبق على هذه الجماعة، يرى الناظر أنه ينطبق على جماعة من الجماعات، فهناك فرق كبير، هذا واحد، الشيء الثاني من قال لك أنني بعيد عن بعض الجماعات قريب من جماعة؟ هذا غير صحيح، وأشهد الله -عزَّ وجلَّ- أني أحب كل من يجاهد في سبيله ويقاتل الطاغوت من غير بيان اسم، ولي تاريخ في هذا لا أريد أن أقف عنده الآن، وسيأتي يوم ما لشرحه وبيانه، أني ما ملت لجماعة ولاسم جماعة ولكن ملت لما أعتقد أنه الحق في هذا الباب.


الآن يقول الأخ -كأنه يشير أنه ليس لي علاقة مع الإخوة إلا مع طائفة واحدة وجماعة واحدة، هذا غير صحيح، من قال لكم هذا الكلام فهو كاذب ومفتري، أو جاهل لا يعرف شيئًا، بفضل الله -عزَّ وجلَّ- لي من العلاقات الطيبة مع جماعات متعددة كثيرة أسمع منها، ويسمعون مني، أسمع منها نصحها ومطالبها وأسئلتها، وهم يسمعون مني نصيحتي وما أحبه لهم، وأدعو والله لا أدعوا جماعة معينة في سجودي للجهاد في سوريا، ولكن أدعو للمجاهدين، والله أعلم بمن يجاهد في سبيله، فهذا الذي أعتقد، وهذا شيء.


الثالث أنتم -لعل البعض لا يقرأ ما يكتب أو يقرأ قراءة انتقائية وهي قراءة مشوهة متهافتة، على الناس أن يتقوا الله، يقرؤوا المقاربة، يقرؤوا المقاربة لنازلة العصر، أبالله عليكم أوجدتم أحدًا من الجماعات الإسلامية يقول فيها ما قلته عن وجوب انخراط الجماعات في جهاد الأمة وفي مقصد واحد وفي سبيل واحد؟ أوجدتم أحدًا من الجماعات الإسلامية يعتقد بأن على جماعته فيما تسمون أو على من يؤمن بطريقته في العمل الإسلامي أن يبايع غيره لأنه يرى أن الأمة هي أوسع من الجماعة التي يحبها أو رآها أقرب للحق من غيرها، هذا ما دعوت إليه في المقاربة، اقرأوها، أنصفوني في هذا، لينصفني -الناس أقرب ما تحتجون به من يقول لا تقاتلوا تحت راية فلان، وهل رأيتموني أدعوا لهذه الكلمة أو قلت هذه الكلمة الظالمة أو اقتربت منها؟ بل أنا قلت في بعض تغريداتي  عندما يقوم كل الجهاد نقبل أن نكون نحن في الخلف نخدم أحذيتهم ونقوم بأوضع ما لهم من شئون، قلتها، وفي المقاربة وهي ليست حاضرة أرجوا أن يذكر الإخوان منها ما فيها من هذا المعنى وهو أعظم ولم يقله أحد، والله لا أعرف من خلال قراءتي للحركات الإسلامية جماعة، الإسلامية سياسية والعلمية والجهادية والاجتماعية أنه قال مثل مقالتي هذه، وما قلته إلا من جهة نفسي، ومعرفتي لديني، فاتقوا الله في هذا الباب تفلحوا -إن شاء الله- الله عزَّ وجلَّ، وأنا ما زلت أدعو إلى أن الجهاد لا يحقق مقاصده إلا بأن يتحول إلى جهاد أمة، وأن يترك الناس الرايات في المعاهد والمساجد، وأن يلتقوا كلهم على سبيل واحد، وهو إقامة حكم الله في الأرض وإزالة الطواغيت وبارك الله فيكم.


*******


السؤال الخامس: يرى البعض أن داعش ليست إلا امتدادًا لذكركم وأفكاركم من التكفير بالعموم والتسلسل والظن والمتشابه، وأنها لما طبقتها إلى أفكار على أرض الواقع هالكم وتفاجأتم بذلك فتبرأتم منها، فهل صحيح أن داعش ليست إلا نتاج تأصيلات وتقريرات الشيخ أبي قتادة مثلاً؟


والله يعني هذا ظلم وافتراء، أما أني أكفر بالعموم وأكفر بالتسلسل وأكفر بالظن وأكفر بالمتشابه لعلكم قرأتم كتاب الجؤنة وهو كتاب قديم، رددت على كل هذه المعاني الباطلة وهذه الأفكار السيئة، وكنت بفضل الله -عزَّ وجلَّ- دائمًا في هذا السبيل من أجلد الناس وأصلبهم في الوقوف أمام من يُقال لهم بأهل الغلو بفضل الله، وهم من أبغض الناس لي وهم يبغضونني، وهم يعرفون عداوتي لهم، ويعرفون بفضل الله أنه في مرات ومحاولات كثيرة ما وقف أمامهم إلا العبد الفقير، واقرأوا الجؤنة. قبل أشهر قليلة نشر أحد الإخوة مقالاً لي سنة 1996 ميلادية، أعاد نشرها كأنني أكتبها اليوم! وهذا من الباطل والجهل والافتراء، وعلى الناس أن يتقوا الله -عزَّ وجلَّ-، هذه المسألة ليست متعلقة بشخصي، ووالله -عزَّ وجلَّ- لا يهمني ما يُقال عني، فقد انتهى شباب العمر وما عدنا إلا على باب القبر، ولا يضرني أن يُقال عني ما يُقال، وسأقول كلمة الحق التي أعتقدها في كل حين، وهذا الجهاد أحبه وإن طُردت عن بابه سأقول لكم العتبى، أي سأقف على عتبتكم ناصحًا إلى أن ألقى الله -عزَّ وجلَّ-، هذا الجهاد ليس لكم، هذا الجهاد ليس لسوريا، هذا جهاد أعتقد أنه سيغير وجه العالم، وسيغير التاريخ كله من أجل إزالة غربة الإسلام الثانية التي نعيشها، شئتم أم أبيتم، والذي يظن منكم -أنا أقولها لكم ووالله لا أقولها إلا ناصحًا محبًا لكم، ووالله لو هربتم من قريش كما أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتركها بقوله هلا خلوا بيني وبين الناس ويأبى الله إلا أن يضع قريش أمامه من أجل أن تكون المعركة مع أكبر الطغاة، حتى إذا سقطت قريش فُتحت جزيرة العرب للإسلام كله، وهذا الذي أعتقده في جهاد الشام، أنا لا أدخل في هذا الجهاد مستأذنًا لأحد ولا أنتظر إذنًا من أحد، وإذا كان بعض جماعاتكم يجتمع مع ضباط المخابرات من هنا ومن هنا، فأولى بجماعات الحق المجاهدة أن يسمعوا من رجل انتسب للعلم يومًا، أو عنده ما يقوله، استمعوا له، ربما ترونه جنونًا، وربما ترونه مقبولاً، ربما ترونه دينًا، وربما ترونه ضلالاً، هذه مسألة تعود إليكم، ولكن هو يقول ولن يتوقف لا لأني أحب أن أقول، بل لأني أحب أن أدخل في زمرة المحبين للجهاد في سبيل الله، وكما أنصح لكم بالسر أنصح لكم بالعلن، وكما أدعو لكم في العلن أدعو لكم بالسر، ووالله أحاول ألا تغيب علي ليلة في وقت السحر إلا وأدعو لكم، فهذا أمر مقرر في نفسي، وهذا ما يهمني أنا، أنا لا يهمني ما تقولون فيَّ، يهمني أن أنظر إلى أني أريد أن أرضي ربي، ولا أجلس كما يجلس غيري، يسعني ما يسع الناس، أو كثير من الخطباء والعلماء أن يجلسوا في بيوتهم وفي ندواتهم ولا يتكلموا عن واقع بكلمة، ولا ينبسوا ببنت شفة، ولكن أنا لا أرى أن هذا يسعني، بل سأقول وسأتكلم ناصحًا لكم ومحبًا لكم، إن وجد من يسمع لي فهذا من رحمة الله وفضله، وإن لم يُوجد من يسمع لي فقد أديت الأمانة وأذنت كما أذن إبراهيم في الصحراء فأجاب الله -عزَّ وجلَّ- دعاءه، والمؤذن لا ينتظر أن يغلق الناس الراديو والتلفاز وأن يسكتوا أنفسهم ليسمعوا له، فهو يقذف بكلمة التكبير إلى مجالسهم رغم أنوفهم، أما أني أقول بقول داعش متى هذا؟ وهل انتظرت أنا أيها الإخوة -انظروا للسؤال، هل انتظرت أن أرى هذه الجرائم التي يفعلونها لأحذر منهم؟ والله من يقول هذا لا يتابع ما أقوله على وجه التاريخ والإنصاف، من بداية الأمر كنت أول -حتى لا يُقال أول، من أوائل من حذر منهم، وقلت كلمة لم يقلها إلى الآن أحد، قلت أنهم كلاب أهل النار، وما قلتها إلا ديانة في وقت شعرت فيه أني لو لم أقلها لغضب الله علي، وأنا مسجون لا أرجو إلا رضى الله -عزَّ وجلَّ-، ولا أعرف حال الناس في الخارج، من معهم، ووالله إن هناك من يشهد أنه من حذرني من هذه الكلمة لأن الناس معهم والجموع تسير ورائهم وقلت كلمتي والله لو لم يبقى إلا أنا واقفًا أمام هذه البدعة والضلال ووالله لن أتركها، ثم يُقال هؤلاء نتاج لفكري؟! أين هذا؟ ليقرؤوا، ليعطوني كلمة، الدعايات، ليعطوني كلمة واحدة تؤيد ما يفعلون، وكل ما يُقال من إخراج كلمات لي قديمة يعرفه طلبة العلم، ومن هو قريب مني، ما هو سياقها، ويعرف تفسيرها من خلال كلام كثير لي قلته سابقًا، لم أكن من أهل الغلو يومًا، لم أكفر جماعة إسلامية قط في حياتي، ومن زعم غير ذلك فهو كاذب، ومن قال بأنني عندما درست أحكام التكفير تركت أحكام ضوابط التكفير هو كاذب، هذه دورة الإيمان التي انتفع بها الخلائق، لينظروا إليها، وقد كفرني البعض لأنني لست متشددًا كتشدده، فلذلك أرجوا من إخوتي الأحبة ألا يسمعوا حتى يحققوا، وألا يكونوا أذن شر يستمعون الباطل دون أن يتحققوا منه، أقول هذا وبالله التوفيق.


********

 

في الختام أقول لإخواني وأحبتي جزاكم الله خير الجزاء على استماعكم، وجزى الله خير الجزاء أخي الذي أعد هذا اللقاء، وأرجو أن أكون قد أجبت عنه بصراحة وصدق ووضوح، ولا أرجو في هذا إلا أن أرد التهمة عن الجهة لا عن نفسي، حملنا هذا الجهاد أيها الإخوة الأحبة لما كان الناس عنه نافرين، ودافعنا عن المجاهدين عندما ظن الناس أن سوقهم قد انتهى، وأنه ليس لهم إلا البلاء والسجون والقتل، والآن لما جاء هذا الجهاد ودخل الناس فيه، وحمله من كان يقول إن الجهاد بالنساء في الليل أولى من جهادكم للطواغيت، كان بعضهم يقول هذه الكلمة والآن صار من أهل الجهاد ويحرض، لما جاء هؤلاء نقول لهم ادخلوا وافعلوا ما شئتم؟ وأنتم أهله ونحن الغرباء عنه؟ لا والله لا نفعل هذا، هذا هو سبيلنا وهذا هو طريقنا، ونحب كل من آمن بالله -عزَّ وجلَّ- واتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخذ بمنهج الحق وترك الغلو وطرف الانهيار في الجانب الآخر نحبهم وندعو لهم، هذا هو جوابي على هذه الأسئلة كلها، وليس في هذا اللقاء تأثر بأحد أو تأثرًا بما يقوله فلان أو علان، ولكن الإخوة أرادوا هذا ووجدت أنه من الخير أن أجيب عنه، بالرغم أن كل من يتابع وأن كل من يعرف سيرتي سيرى أن هذا الكلام هو كلامي، هكذا كنت أقول، وهكذا أنا، وهكذا إلى يوم الدين حتى ألقى الله -سبحانه وتعالى-، ولكن إن بعض الإخوة ربما يحبون طرد الشر والشيطان والظنون عن بعض الكلمات فأردت أن أجيبهم بهذا وإجابة الإخوة الأحبة بلا شك أن له فضل، وأن له أجر، أرجو من الله -عزَّ وجلَّ- أن يؤتيني أجري وأن يؤتيكم أجركم، يؤتيني أجري بما تكلمت، ويؤتيكم أجركم بما سمعتم وانتفعتم، والله من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين.

http://s04.justpaste.it/files/justpaste/d229/a9318860/0o4arp.gif