ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية
بداية بحث؛ عن موقع محمد في العقيدة الإسلامية
نسمع دائماً من أحبائنا المسلمين عبارة (صلى الله عليه وسلم) تأتي مباشرة كلما ذكر اسم نبي القرآن محمد
...
وهنا نريد أن نفهم هذه العبارة الموروثة والتي يرددها المسلم بلا تفكير .. نريد أن نفهمها في إطار ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية ...
وربما يبدو التعبير غريباً للبعض؛ ولكن الحقيقة المرة أن في العقيدة الإسلامية نجد أن محمداً إلهاً يعبده المسلم دون أن يدري؛ فمرة نجد أن محمداً مساوياً لله ومرة أخرى أعلى منه ومرة ثالثة أقل من الله ولكنه يظل إلهاً
...
وقبل أن أدخل في تقديم الأدلة من المراجع الإسلامية .. عليَّ هنا أولاً أن أقدم فكرة عن خطة الشيطان منذ القديم ..
فخطة الشيطان يوم أن كان ملاكاً طاهراً ؛ كانت متمثلة في أن يجعل كرسيه فوق كرسي العلي .. ولم يحسب الأمر جيداً ففقد قداسته بهذا الخطأ وجرده الرب القدير من مرتبته وطرده من حضرته لأنه تشيطن وأصبح شيطاناً
...
إذن فخطة الشيطان هي أن يجلس هو على كرسي الله؛ ويجعل الله مع صفوف الملائكة؛ فيعبد هو من الملائكة ومن الله؛ ويصبح الله والملائكة يصلون إليه هو الشيطان ...
وعندما فشل الشيطان في تحقيق هذه الخطة في السماء .. حاول أن ينفذها عن طريق البشر ... فيضع كرسيه مكان كرسي الله ويجعل الناس يعتقدون أن الله والملائكة يصلون إليه ... وبالتالي فإذا كان الله والملائكة يصلون إليه .. فكيف لا يصلي عليه البشر أيضاً
...
والحقيقة أن هذه الخطة لم ينجح الشيطان في تحقيقها عبر التاريخ البشري الطويل إلا عن طريق محمد وفي العقيدة الإسلامية .. فنجد نصاً صريحاً وواضحاً في القرآن يقول في الأحزاب 56
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليماً)
...
فها هو الله يجلس مع الملائكة ويصلي على محمد؛ وكذلك يدعو المسلمين للصلاة عليه ...
إذن تحقق الأمر فها هو الله والملائكة والبشر يصلون على النبي ...
وهنا أود أن أطرح أكثر من أمر في العقيدة الإسلامية يجعل محمداً إلهاً ... وأبدأ هذه المواضيع
(1) بالصلاة على محمد
....
يحاول البعض الخروج من هذا المأزق فيقول أن الصلاة عليه بمعنى البركة والرحمة
...
فدعونا إذن ندخل إلى المراجع الإسلامية المختلفة لنفهم هذه الصلاة الربانية الملائكية البشرية على محمد نبي القرآن
...
ففي تفسير ابن كثير نجد الفرق في المعنى بين الصلاة على العباد والصلاة على محمد
....
ففي الصلاة على محمد يقول:
" إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ " قَالَ صَلَاته تَبَارَكَ وَتَعَالَى سُبُّوح قُدُّوس سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي وَالْمَقْصُود مِنْ هَذِهِ الْآيَة أَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَخْبَرَ عِبَاده بِمَنْزِلَةِ عَبْده وَنَبِيّه عِنْده فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى بِأَنَّهُ يُثني عَلَيْهِ عِنْد الْمَلَائِكَة الْمُقَرَّبِينَ وَأَنَّ الْمَلَائِكَة تُصَلِّي عَلَيْهِ؛ ثُمَّ أَمَرَ تَعَالَى أَهْل الْعَالَم السُّفْلِيّ بِالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيم عَلَيْهِ لِيَجْتَمِع الثَّنَاء عَلَيْهِ مِنْ أَهْل الْعَالَمَيْنِ الْعُلْوِيّ وَالسُّفْلِيّ جَمِيعًا...
(إذن هناك فرق بين الصلاة على محمد وعلى المسلمين أو حتى على الأنبياء الآخرين ..)
على الآخرين
وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانه وَتَعَالَى بِأَنَّهُ يُصَلِّي عَلَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ فِي قَوْله تَعَالَى " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا اللَّه ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَة وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَته " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى : " وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَة قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِنْ رَبّهمْ " الْآيَة وَفِي الْحَدِيث إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِن الصُّفُوف.
نلاحظ الفرق ففي صلاة الله على المؤمنين تأتي بمعنى الرحمة والبركة؛ أما على محمد كما ذكر التفسير والأحاديث تأتي يمعنى أن الله يثني على محمد عند الملائكة وأن الله نفسه يصلي ويقول سبوح قدوس ! بل جعل العالمَين العلوي والسفلي يصلون على محمد ليجمع الثناء عليه من أهل العاليمن ...
إذن لا يكذب علينا أحد ويقول أن الصلاة بمعنى الرحمة على النبي ... فالتفسير هنا واضح (ابن كثير الأحزاب 56)
ولابد من ملاحظة ما يقول ابن كثير مشيراً إلى الأحاديث فيقول :
وَقَدْ جَاءَتْ الْأَحَادِيث الْمُتَوَاتِرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَكَيْفِيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ ... لاحظوا هنا أمر بالصلاة على محمد ولا أمر بالصلاة على غيره ...
فاسمعوا كلام محمد نفسه
..
(أَتَانَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِس سَعْد بْن عُبَادَة فَقَالَ لَهُ بَشِير بْن سَعْد أَمَرَنَا اللَّه أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْك يَا رَسُول اللَّه فَكَيْف نُصَلِّي عَلَيْك ؟ قَالَ فَسَكَتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلهُ! ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إِبْرَاهِيم فِي الْعَالَمِينَ إِنَّك حَمِيد مَجِيد وَالسَّلَام كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ)
لاحظوا هنا يفرق محمد في المعنى بين الصلاة والبركة .. إذت فالصلاة عليه لا يقصد منها بركة له من الله ..
وفي حديث أخر يورده ابن كثير (عَلَى الْمُصَلِّي أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّشَهُّد الْأَخِير فَإِنْ تَرَكَهُ لَمْ تَصِحّ صَلَاته وَقَدْ شَرَعَ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ يُشَنِّع عَلَى الْإِمَام الشَّافِعِيّ فِي اِشْتِرَاطه ذَلِكَ فِي الصَّلَاة وَيَزْعُم أَنَّهُ قَدْ تَفَرَّدَ بِذَلِكَ وَحَكَى الْإِجْمَاع عَلَى خِلَافه أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ وَالطَّحَاوِيّ وَالْخَطَّابِيّ وَغَيْرهمْ فِيمَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاض عَنْهُمْ وَقَدْ تَعَسَّفَ هَذَا الْقَائِل فِي رَدّه عَلَى الشَّافِعِيّ وَتَكَلَّفَ فِي دَعْوَاهُ الْإِجْمَاع فِي ذَلِكَ وَقَالَ مَا لَمْ يُحِطْ بِهِ عِلْمًا فَإِنَّا قَدْ رُوِّينَا وُجُوب ذَلِكَ وَالْأَمْر بِالصَّلَاةِ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاة كَمَا هُوَ ظَاهِر الْآيَة وَمُفَسَّر بِهَذَا الْحَدِيث عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة مِنْهُمْ اِبْن مَسْعُود ...الخ الصحابة وغيرهم ..)
هل لاحظتم الفرق بين الصلاة على النبي والصلاة على المؤمن العادي ... بدون الصلاة على النبي تكون صلاة المسلم غير صحيحة وغير مقبولة !!!
والسؤال : لماذا وكيف ؟! هل يعبد المسلم الله أم محمد ؟! الحقيقة أنه يعبد الإثنين ويصلي للإثنين !!! وإلا لما كان عدم الصلاة على محمد تبطل الصلاة إلى الله بذاته؛ فأصبح الصلاة لله لا تمرر إلا عن طريق الصلاة على محمد ... وهذا هو الإشراك في العقيدة الإسلامية ...
ويقدم لنا ابن كثير حديث صحيح من كثيرين يقول (قَالَ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاته لَمْ يُمَجِّد اللَّه وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجِلَ هَذَا ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ إِذَا صَلَّى أَحَدكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّنَاء عَلَيْهِ ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ ثُمَّ لِيَدْعُ بَعْد بِمَا شَاءَ)
فها هو النبي بذاته يحتم الصلاة عليه ...
بل إنه يؤكد ذلك فيقول (عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَا صَلَاة لِمَنْ لَا وُضُوء لَهُ وَلَا وُضُوء لِمَنْ لَمْ يَذْكُر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ وَلَا صَلَاة لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيّ).
لا صلاة لمن لا يذكر اسم الله ولاصلاة لمن لا يصلي على محمد
(الله ومحمد)
لا صلاة لمن لم يصل على النبي ؟؟؟!!!
وحتى يزرع محمد هذا الشرك في المسلمين ويفصلهم عن العبادة الخالصة لله ... إدعى يوماً فقال (إِنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لِي أَلَا أُبَشِّرك إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يَقُول مَنْ صَلَّى عَلَيْك صَلَّيْت عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْك سَلَّمْت عَلَيْهِ)
وقال محمد لعمر ابن الخطاب
(إِنَّ جِبْرِيل أَتَانِي فَقَالَ مَنْ صَلَّى عَلَيْك مِنْ أُمَّتك وَاحِدَة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ عَشْر صَلَوَات وَرَفَعَهُ عَشْر دَرَجَات)
هكذا تمنح الدرجات؛ لا بالسلوك القويم وبإرضاء الله بالإيمان؛ وإنما بالصلاة على محمد تمنح الدرجات ... ولاحظوا ربط الدرجات في الآخرة بالصلاة علية ولم يربطها بالصلاة لله ... وقفة
!!!
إذن الصلاة على النبي غير الصلاة على المؤمنين ... فالصلاة على النبي تُمنح من خلالها على درجات في الجنة .. ألا يحق لنا أن نقول بأنه إله يُعبد ...
فهل نقول بعد ذلك إنها رحمة أو بركة ؟!
دعونا نتقدم في البحث .. وما زلت أتابع ابن كثير ... حيث أنني وجدت أن الصلاة على محمد تأخذ وضعاً أغرب من ذلك فهي بمثابة زكاة للمسلم ...
فجاء في الحديث الذي يستشهد به ابن كثير
(عَنْ كَعْب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاة لَكُمْ)
فهل الصلاة على المؤمنين فيها زكاة أيضاً ؟! لنكن أمناء في البحث
بل إن في الصلاة على محمد غفران للخطايا ؛ حيث يقدم لنا التفسير هذا الحديث عن محمد فيقول (قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاة وَاحِدَة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ عَشْر صَلَوَات وَحَطَّ عَنْهُ عَشْر خَطِيئَات).
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة وغفران الخطايا هذه الأحاديث التالية الخطيرة
أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : يَا رَسُول اللَّه , أَرَأَيْت قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ " فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَذَا مِنْ الْعِلْم الْمَكْنُون وَلَوْلَا أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ مَا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّه تَعَالَى وَكَّلَ بِي مَلَكَيْنِ فَلَا أُذْكَر عِنْد مُسْلِم فَيُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا قَالَ ذَلِكَ الْمَلَكَانِ غَفَرَ . اللَّه لَك وَقَالَ اللَّه تَعَالَى وَمَلَائِكَته جَوَابًا لِذَيْنِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ . وَلَا أُذْكَر عِنْد عَبْد مُسْلِم فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا قَالَ ذَلِكَ الْمَلَكَانِ لَا غَفَرَ اللَّه لَك وَقَالَ اللَّه تَعَالَى وَمَلَائِكَته لِذَيْنِك الْمَلَكَيْنِ آمِينَ )
فهل الصلاة على أي نبي أو على المؤمنين تغفر الخطايا أيضاً ؟؟!!
لا شك أن هناك صلاة خاصة لمحمد ؛ حيث يقدم لنا ابن كثير الكثير من الأحاديث؛ وإليكم هذاالحديث الصحيح (وَمِنْ ذَلِكَ فِي صَلَاة الْعِيد قَالَ إِسْمَاعِيل الْقَاضِي حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا هِشَام الدُّسْتُوَائِيّ حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَة أَنَّ اِبْن مَسْعُود وَأَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَة خَرَجَ عَلَيْهِمْ الْوَلِيد بْن عُقْبَة يَوْمًا قَبْل الْعِيد فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ هَذَا الْعِيد قَدْ دَنَا فَكَيْف التَّكْبِير فِيهِ ؟ قَالَ عَبْد اللَّه فَتُكَبِّر تَكْبِيرَة تَفْتَتِح بِهَا الصَّلَاة وَتَحْمَد رَبّك وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيّ ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تَقْرَأ ثُمَّ تُكَبِّر وَتَرْكَع ثُمَّ تَقُوم فَتَقْرَأ وَتَحْمَد رَبّك وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّر وَتَفْعَل مِثْل ذَلِكَ ثُمَّ تَرْكَع فَقَالَ حُذَيْفَة وَأَبُو مُوسَى صَدَقَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن إِسْنَاد صَحِيح) .. فكل مرة يحمد فيها الله لا بد من أن يصلي على محمد .. الأمر يحتاج إلى مراجعة مع النفس ...
وهاكم هذا الحديث الخطير
عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب قَالَ : الدُّعَاء مَوْقُوف بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض لَا يَصْعَد مِنْهُ شَيْء حَتَّى تُصَلِّي عَلَى نَبِيّك .. حتى الدعاء ؟! الدعاء يقف بين السماء والأرض؛ ومفتاح دخوله السماء هو أن تشرك وتصلي على محمد ؟!!! من الواضح في العبادة افسلامية أن كل شيء مرهون بمحمد ...
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة ... يسوق لنا الأحاديث التالية
( مَنْ ذُكِرْتُ عِنْده فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَدَخَلَ النَّار فَأَبْعَدَهُ اللَّه ) .
وكذلك في تفسير القرطبي هذه الأحاديث الخطيرة:
وَقَالَ سَهْل بْن عَبْد اللَّه : الصَّلَاة عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الْعِبَادَات , لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى تَوَلَّاهَا هُوَ وَمَلَائِكَته , ثُمَّ أَمَرَ بِهَا الْمُؤْمِنِينَ , وَسَائِر الْعِبَادَات لَيْسَ كَذَلِكَ . قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِيّ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَل اللَّه حَاجَة فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ يَسْأَل اللَّه حَاجَته , ثُمَّ يَخْتِم بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقْبَل الصَّلَاتَيْنِ وَهُوَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَرُدّ مَا بَيْنهمَا . وَرَوَى سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الدُّعَاء يُحْجَب دُون السَّمَاء حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِذَا جَاءَتْ الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُفِعَ الدُّعَاء . وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَسَلَّمَ عَلَيَّ فِي كِتَاب لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَة يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مَا دَامَ اِسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَاب )
ومن الفروق بين الصلاة على الأنبياء والمؤمنين والصلاة على النبي محمد؛ أنه حتى الوعظ لا يصح إلا بالصلاة على محمد .. (يَجِب عَلَى الْخَطِيب أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْجُمُعَة عَلَى الْمِنْبَر فِي الْخُطْبَتَيْنِ وَلَا تَصِحّ الْخُطْبَتَانِ إِلَّا بِذَلِكَ لِأَنَّهَا عِبَادَة وَذِكْر اللَّه شَرْط فِيهَا فَوَجَبَ ذِكْر الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا كَالْأَذَانِ وَالصَّلَاة هَذَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد رَحِمَهمَا اللَّه)
هنا تكتمل المهزلة ... فطالما ذكر إسم الله لا بد أن يذكر شريكه ... فمن ذا الذي يسمو لمرتبة الله ليكون إسم الله بدونه ناقصاً وغير لائق إلا به ... هذا شيطان ...
ثم يقول
(لَا تَصِحّ الصَّلَاة عَلَى أَحَد إِلَّا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ يُدْعَى لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَات بِالْمَغْفِرَةِ)
لاحظتم الفرق ... يدعى للمسليمن بالمغفرة ؛ ولكن الصلاة على محمد فقط ؛ وكذلك بالصلاة عليه تمح الخطايا
فهذا الحديث يفصل أيضاً ويوضح الفرق في الصلاة على النبي
أَنَّ كَعْبًا دَخَلَ عَلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا فَذَكَرُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كَعْب : مَا مِنْ فَجْر يَطْلُع إِلَّا نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة حَتَّى يَحُفُّونَ بِالْقَبْرِ يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِاللَّيْلِ وَسَبْعُونَ أَلْفًا بِالنَّهَارِ حَتَّى إِذَا اِنْشَقَّتْ عَنْهُ الْأَرْض خَرَجَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة يَزُفُّونَهُ
الملائكة تصلي وتسلم على القبر وتضرب القبر بأجنحتها ... غريب
وأختم من القرطبي ... فللملائكة دور كبير
َعَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد يُسَلِّم عَلَيَّ إِذَا مُتّ إِلَّا جَاءَنِي سَلَامه مَعَ جِبْرِيل يَقُول يَا مُحَمَّد هَذَا فُلَان بْن فُلَان يَقْرَأ عَلَيْك السَّلَام فَأَقُول وَعَلَيْهِ السَّلَام وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته ) وَرَوَى النَّسَائِيّ عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَة سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْض يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَام ) . قَالَ الْقُشَيْرِيّ وَالتَّسْلِيم قَوْلك : سَلَام عَلَيْك
فأرجو من الأحباء المسلمين أن لا يقولوا فيما بعد ذلك أن الصلاة على النبي محمد هي رحمة وبركة مثل الصلاة على المسلمين
تعالوا نلخص هذه المعطيات
...
قإن الصلاة على محمد هي:
أمر من الله
أمر من محمد ذاته
الذي يترط هذا الأمر لا تَصِحّ صَلَاته
لا صلاة لمن لا يذكر اسم الله ولاصلاة لمن لا يصلي على محمد (الله ومحمد)جبريل يصلي على من يصلي على محمد
الذي يصلي عليه يُمنح درجات في الآخرة
(ربط درجات الآخرة بمحمد)
الصلاة على محمد بمثابة زكاة للمسلم
قي الصلاة على محمد غفراناً للخطايا
حتى الدعاء واقف بين السماء والأرض في الفضاء ومرهون بالصلاة على محمد من لا يصلي عليه يدخل النار ويبعده الله
أفضل العبادات الصلاة على محمد وأن الله وملائكنه تولوا هذه العبادة
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَل اللَّه حَاجَة فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيّ ص ثُمَّ يَسْأَل اللَّه حَاجَته , ثُمَّ يَخْتِم بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيّ
الوعظ لا يصح إلا بالصلاة على محمد
طالما ذكر إسم الله فلا بد من ذكر محمد
ألا يكون بهذه المقاييس محمد إلهاً إلأى جوار الله ؟!!!
(2) المقام المحمود نقرأ في سورة الإسراء 79
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا
وهذه أيضاً صفة ألوهية جديدة لمحمد نتابعها في التفاسير المختلفة
...
ابن كثير
قَالَ مُجَاهِد : وَهُوَ فِي الْمُسْنَد عَنْ أَبِي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ . وَقَوْله " عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا " أَيْ اِفْعَلْ هَذَا الَّذِي أَمَرْتُك بِهِ لِنُقِيمَك يَوْم الْقِيَامَة مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدك فِيهِ الْخَلَائِق كُلّهمْ وَخَالِقهمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
قَالَ أَكْثَر أَهْل التَّأْوِيل ذَلِكَ هُوَ الْمَقَام الَّذِي يَقُومهُ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْقِيَامَة لِلشَّفَاعَةِ لِلنَّاسِ لِيُرِيحَهُمْ رَبّهمْ مِنْ عِظَم مَا هُمْ فِيهِ مِنْ شِدَّة ذَلِكَ الْيَوْم
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ يَشْفَع فِي أَقْوَام قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّار فَيُرَدُّونَ عَنْهَا وَهُوَ أَوَّل الْأَنْبِيَاء يَقْضِي بَيْن أُمَّته وَأَوَّلهمْ إِجَازَة عَلَى الصِّرَاط بِأُمَّتِهِ وَهُوَ أَوَّل شَفِيع فِي الْجَنَّة كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم
لاحظوا فمحمد يخرج أناس محكوم عليهم بالنار ..يخرجهم من النار هذا عمل الله فقط ... وهم يستهينون بالأمر ويسمونه شفاعه
وَفِي حَدِيث الصُّور أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ كُلّهمْ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة إِلَّا بِشَفَاعَتِهِ وَهُوَ أَوَّل دَاخِلٍ إِلَيْهَا وَأُمَّته قَبْلَ الْأُمَم كُلّهمْ وَيَشْفَع فِي رَفْع دَرَجَات أَقْوَام لَا تَبْلُغهَا أَعْمَالهمْ وَهُوَ صَاحِب الْوَسِيلَة الَّتِي هِيَ أَعْلَى مَنْزِلَة فِي الْجَنَّة لَا تَلِيق إِلَّا لَهُ وَإِذَا أَذِنَ اللَّه تَعَالَى فِي الشَّفَاعَة لِلْعُصَاةِ شَفَعَ الْمَلَائِكَة وَالنَّبِيُّونَ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيَشْفَع هُوَ فِي خَلَائِق لَا يَعْلَم عِدَّتهمْ إِلَّا اللَّه تَعَالَى وَلَا يَشْفَع أَحَد مِثْله وَلَا يُسَاوِيه فِي ذَلِكَ.
ثم يتدرج المقام المحمود من الشفاعة إلى مكانة النبي ... وهنا تبدأ الخطور فلاحظوا معي التدرج
..
ففي ابن كثير أيضاً ... َقَالَ الْأَنْصَارِيّ يَا رَسُول اللَّه وَمَا ذَاكَ الْمَقَام الْمَحْمُود ؟ قَالَ :" ذَاكَ إِذَا جِيءَ بِكُمْ حُفَاة عُرَاة غُرْلًا فَيَكُون أَوَّل مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُول اُكْسُوَا خَلِيلِي فَيُؤْتَى بِرَيْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ فَيَلْبَسهُمَا ثُمَّ يُقْعِدهُ مُسْتَقْبِل الْعَرْش ثُمَّ أُوتِيَ بِكِسْوَتِي فَأَلْبَسهَا فَأَقُوم عَنْ يَمِينه مَقَامًا لَا يَقُومهُ أَحَد فَيَغْبِطنِي فِيهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.
أين مكانه الآن عن يمين العرش .... المسيحي يعرف جيداً ماذا يعني يمين العرش .. لاحظوا تدرج المقام المحمود ... ففي البداية الشفاعة .. وهذه الشفاعة لا بد أن تصدر من شخص له مكانة .. لا مشكلة فالآن هو مكانه إلى يمين العرش ... ثم ماذا يا رسول الله ؟
لم يكتفي الشيطان بأن يكون عن يمين العرش وإنما مراده العرش ذاته وقد نجح وإليكم الدليل وكيف تكون الشفاعة
َقَالَ آخَرُونَ : بَلْ ذَلِكَ الْمَقَام الْمَحْمُود الَّذِي وَعَدَ اللَّه نَبِيّه أَنْ يَبْعَثهُ إِيَّاهُ , هُوَ أَنْ يُقَاعِدهُ مَعَهُ عَلَى عَرْشه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 17068 - حَدَّثَنَا عَبَّاد بْن يَعْقُوب الْأَسَدِيّ , قَالَ : ثنا اِبْن فُضَيْل , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا } قَالَ : يُجْلِسهُ مَعَهُ عَلَى عَرْشه
إنتظروا أحبائي المستمعين ... فهذه ليست النهاية ... لأنه قامت بهذا الرأي مشادات كثيرة
فيذيدنا الطبري من الأحاديث فيقول:
وَهَذَا وَإِنْ كَانَ هُوَ الصَّحِيح مِنْ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله { عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا } لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ الرِّوَايَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ , فَإِنَّ مَا قَالَهُ مُجَاهِد مِنْ أَنَّ اللَّه يُقْعِد مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَرْشه , قَوْل غَيْر مَدْفُوع صِحَّته , لَا مِنْ جِهَة خَبَر وَلَا نَظَر , وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا خَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا عَنْ أَحَد مِنْ أَصْحَابه , وَلَا عَنْ التَّابِعِينَ بِإِحَالَةِ ذَلِكَ . فَأَمَّا مِنْ جِهَة النَّظَر , فَإِنَّ جَمِيع مَنْ يَنْتَحِل الْإِسْلَام إِنَّمَا اِخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى ذَلِكَ عَلَى أَوْجُه ثَلَاثَة : فَقَالَتْ فِرْقَة مِنْهُمْ : اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَائِن مِنْ خَلْقه كَانَ قَبْل خَلْقه الْأَشْيَاء , ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاء فَلَمْ يَمَاسَّهَا , وَهُوَ كَمَا لَمْ يَزَلْ , غَيْر أَنَّ الْأَشْيَاء الَّتِي خَلَقَهَا , إِذْ لَمْ يَكُنْ هُوَ لَهَا مُمَاسًّا , وَجَبَ أَنْ يَكُون لَهَا مُبَايِنًا , إِذْ لَا فِعَال لِلْأَشْيَاءِ إِلَّا وَهُوَ مُمَاسّ لِلْأَجْسَامِ أَوْ مُبَايِن لَهَا . قَالُوا : فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , وَكَانَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَاعِل الْأَشْيَاء , وَلَمْ يَجُزْ فِي قَوْلهمْ : إِنَّهُ يُوصَف بِأَنَّهُ مُمَاسّ لِلْأَشْيَاءِ , وَجَبَ بِزَعْمِهِمْ أَنَّهُ لَهَا مُبَايِن , فَعَلَى مَذْهَب هَؤُلَاءِ سَوَاء أَقْعَدَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَرْشه , أَوْ عَلَى الْأَرْض إِذْ كَانَ مِنْ قَوْلهمْ إِنَّ بَيْنُونَته مِنْ عَرْشه , وَبَيْنُونَته مِنْ أَرْضه بِمَعْنًى وَاحِد فِي أَنَّهُ بَائِن مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا , غَيْر مُمَاسّ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا . وَقَالَتْ فِرْقَة أُخْرَى : كَانَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره قَبْل خَلْقه الْأَشْيَاء , لَا شَيْء يُمَاسّهُ , وَلَا شَيْء يُبَايِنهُ , ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاء فَأَقَامَهَا بِقُدْرَتِهِ , وَهُوَ كَمَا لَمْ يَزَلْ قَبْل الْأَشْيَاء خَلْقه لَا شَيْء يُمَاسّهُ وَلَا شَيْء يُبَايِنهُ , فَعَلَى قَوْل هَؤُلَاءِ أَيْضًا سَوَاء أَقْعَدَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَرْشه , أَوْ عَلَى أَرْضه , إِذْ كَانَ سَوَاء عَلَى قَوْلهمْ عَرْشه وَأَرْضه فِي أَنَّهُ لَا مُمَاسّ وَلَا مُبَايِن لِهَذَا , كَمَا أَنَّهُ لَا مُمَاسّ وَلَا مُبَايِن لِهَذِهِ . وَقَالَتْ فِرْقَة أُخْرَى : كَانَ اللَّه عَزَّ ذِكْره قَبْل خَلْقه الْأَشْيَاء لَا شَيْء يُمَاسّهُ , وَلَا شَيْء يُبَايِنهُ , ثُمَّ أَحْدَثَ الْأَشْيَاء وَخَلَقَهَا , فَخَلَقَ لِنَفْسِهِ عَرْشًا اِسْتَوَى عَلَيْهِ جَالِسًا , وَصَارَ لَهُ مُمَاسًّا , كَمَا أَنَّهُ قَدْ كَانَ قَبْل خَلْقه الْأَشْيَاء لَا شَيْء يَرْزُقهُ رِزْقًا , وَلَا شَيْء يُحَرِّمهُ ذَلِكَ , ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاء فَرَزَقَ هَذَا وَحَرَّمَ هَذَا , وَأَعْطَى هَذَا , وَمَنَعَ هَذَا , قَالُوا : فَكَذَلِكَ كَانَ قَبْل خَلْقه الْأَشْيَاء يُمَاسّهُ وَلَا يُبَايِنهُ , وَخَلَقَ الْأَشْيَاء فَمَاسَّ الْعَرْش بِجُلُوسِهِ عَلَيْهِ دُون سَائِر خَلْقه , فَهُوَ مُمَاسّ مَا شَاءَ مِنْ خَلْقه , وَمُبَايِن مَا شَاءَ مِنْهُ , فَعَلَى مَذْهَب هَؤُلَاءِ أَيْضًا سَوَاء أَقْعَدَ مُحَمَّدًا عَلَى عَرْشه , أَوْ أَقْعَدَهُ عَلَى مِنْبَر مِنْ نُور , إِذْ كَانَ مِنْ قَوْلهمْ : إِنَّ جُلُوس الرَّبّ عَلَى عَرْشه , لَيْسَ بِجُلُوسٍ يَشْغَل جَمِيع الْعَرْش , وَلَا فِي إِقْعَاد مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوجِبًا لَهُ صِفَة الرُّبُوبِيَّة , وَلَا مُخْرِجه مِنْ صِفَة الْعُبُودِيَّة لِرَبِّهِ , كَمَا أَنَّ مُبَايَنَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ مُبَايِنًا لَهُ مِنْ الْأَشْيَاء غَيْر مُوجِبَة لَهُ صِفَة الرُّبُوبِيَّة , وَلَا مُخْرَجَته مِنْ صِفَة الْعُبُودِيَّة لِرَبِّهِ مِنْ أَجْل أَنَّهُ مَوْصُوف بِأَنَّهُ لَهُ مُبَايِن , كَمَا أَنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَوْصُوف عَلَى قَوْل قَائِل هَذِهِ الْمَقَالَة بِأَنَّهُ مُبَايِن لَهَا , هُوَ مُبَايِن لَهُ . قَالُوا : فَإِذَا كَانَ مَعْنَى مُبَايِن وَمُبَايِن لَا يُوجِب لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوج مِنْ صِفَة الْعُبُودَة وَالدُّخُول فِي مَعْنَى الرُّبُوبِيَّة , فَكَذَلِكَ لَا يُوجِب لَهُ ذَلِكَ قُعُوده عَلَى عَرْش الرَّحْمَن , فَقَدْ تَبَيَّنَ إِذًا بِمَا قُلْنَا أَنَّهُ غَيْر مُحَال فِي قَوْل أَحَد مِمَّنْ يَنْتَحِل الْإِسْلَام مَا قَالَهُ مُجَاهِد مِنْ أَنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُقْعِد مُحَمَّدًا عَلَى عَرْشه . فَإِنْ قَالَ قَائِل : فَإِنَّا لَا نُنْكِر إِقْعَاد اللَّه مُحَمَّدًا عَلَى عَرْشه , وَإِنَّمَا نُنْكِر إِقْعَاده معه.
وأخيراً أخيراً ... يترك الله عرشه لمحمد وينجح الشيطان ... فاسمعوا ماينهي به شيخ المفسرين الطبري كلامه ...
بأحاديث موثقة
حَدَّثَنِي عَبَّاس بْن عَبْد الْعَظِيم , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن كَثِير , عَنْ الْجَرِيرِيّ , عَنْ سَيْف السَّدُوسِيّ , عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَلَام , قَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْقِيَامَة عَلَى كُرْسِيّ الرَّبّ بَيْن يَدَيْ الرَّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . وَإِنَّمَا يُنْكِر إِقْعَاده إِيَّاهُ مَعَهُ
ونختم بالقرطبي الذي يورد أيضاً أحاديث هامة .. فيقول
ذكر هذا في باب ابن شهاب في حديث التنزيل. وروي عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال : يجلسه على العرش. وهذا تأويل غير مستحيل
فأخيراً لحل هذه المشكلة يترك الله عرشه لمحمد ويجلس عليه محمد ... ألم أقل لكم منذ البداية ما هي خطة الشيطان ... أن يجلس على كرسي الله وها هو ينجح من خلال محمد واللإسلام ...
إذن تكلمنا عن الصلاة على محمد ... ثم المقام المحمود الذي انتهى بخلع الله من عرشه وجلوس محمد عوضاً عنه ... وايضاً لا بد أن نتكلم عن
(3) الإسم : محمد لاحظوا معنى الإسم أيها الأحباء .. فهناك فرق بين محمَّد ومحمِّد ... المحمد هو الله ... فهي من كلمة مُسبَّح ؛ وهذه الصفة لله فقط ؛ ويجب أن تكون صفة العبد مسبِّح ومحمِّد .. بينما نجد رسول الإسلام إسمه محمَّد ...
ولفت نظري هذا الإسم كثيراً ... ولم أتقبله ... وحاولت أن أفهم هذا الإسم من المراجع لإسلامية ... فربما اسمه محمد دون أن يقصدوا معنى الإسم ... غير أنني فوجئت بغير ذلك وصدمت بأن الإسم مقصود ... وإليكم ما وجدته في المراجع ...
السيرة الحلبية- باب نسبه الشريف ... ج1 ص47
( وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء؛ قال: يا جابر إن الله
تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره ؛ وأنه أصل لكل موجود ) ص115
(وكما أن لله عز وجل ألف إسم؛ للنبي ص ألف إسم) ..
وقال جده
(أسميته محمداً حتى يحمده الله في السماء وتحمده الناس على الأرض) ص116
(أن جده سماه محمداً بإلهام من الله تعالى تفاؤلاً بأن يكثر حمد الخلق له؛ لكثرة خصاله الحميدة التي يُحمد عليها؛ ولذلك كان أبلغ من محمود وإلى ذلك يشير حسان رضي الله عنه يقول : فشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد)
ص116
(وفي الخصائص الصغرى: وخص ص باشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه ص سُمي أحمد ولم يسم به أحد قبله )
118
(وأما هذا فهو الذي يحمده أهل السماء والأرض وأهل الدنيا والآخرة؛ لكثرة خصاله المحمودة التي تزيد على عد العادين وإحصاء المحصين؛ أي أحق الناس وأولاهم بأن يُحمد؛ ...فالفرق بين محمد وأحمد أن محمداً من كثرة حمد الناس له)
إذن فتأليه محمد واضح ويصب في إطار الصلاة له؛ وعرش الله له ؛ واسمه ليحمده الله والناس .. من في السماء ومن على الأرض ؛ ونوره من نور الله
....
أخيراً في ألوهية محمد
...
(4) الإيمان من الواضح أن كل شيء في الإسلام وفي العبادة الإسلامية مرتبط بمحمد ؛ حتى الإيمان بالله يعتبر إيماناً ناقصاً لو لم يشترك محمد مع الله فيه ... يعني موسى نادى للشعب بعبادة الله ؛ ولم يرغم أحد على الإيمان بنبوته؛ ولم يزعم موسى بأن الذي لا يؤمن به يصبح إيمانه بالله ناقصاً ... غير أننا في العقيدة الإسلامية نرى عجباً ؛ فإيمان المسلم يعتبر ناقصاً والله غير كاف لوحده ؛ بحيث لو أن الإنسان قال لا إله إلا الله ... ولم يكمل الشهاده فهو كافر ... بالرغم من أنه يؤمن بوحدانية الله وسلطانه المطلق على الحياة وأنه هو خالقها ومبدعها وواضع قوانينها ... إلا أن هذا الإله العظيم لا قيمة للإيمان به إلا أن يشرك به محمداً
..
ومعنى هذا أن الوحدانية ليست هي جوهر العقيدة الإسلامية ؛ وإنما جوهر القرآن والعقيدة الإسلامية هو الإيمان بنبوة محمد
...
8 أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ
(الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ)
. هَذَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإِلهُ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي سَيَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 18 أَنَا الْحَيُّ. كُنْتُ مَيْتاً، وَلَكِنْ هَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْمَوْتِ وَالْهَاوِيَةِ. ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺭﺅﻳﺎ 1
أشهد أن لا إله إلاَّ الله و أن محمد هو النبي الكذاب و لهذا السبب محمد الآن في الجحيم
بهيرة عمر
16 لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
35 فَالآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ، وَقَدْ جَعَلَ فِي يَدِهِ كُلَّ شَيْءٍ.
36 مَنْ يُؤْمِنْ بِالاِبْنِ، فَلَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. وَمَنْ يَرْفُضْ أَنْ يُؤْمِنَ بِالاِبْنِ، فَلَنْ يَرَى الْحَيَاةَ. بَلْ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ
ﻳﻮﺣﻨﺎ 3
www.muslimstudy.weebly.com www.arab-freedom.weebly.com (In Arabic) www.habibullah-urdu.weebly.com (in Urdu) www.pashto-bible.weebly.com (in Pashto) www.farsicn.weebly.com (In Farsi)
|