أفكار سريعة وشاملة تناقش لقاء الجولاني الأخير ..
وهي مهمة جداً في قواعد اللعب الاستراتيجية والفهم الاستراتيجي .
لماذا كل هذا المقال ؟!
هذا المقال لأنّه لو ربطّته بمقالات العبد الفقير (مخطّطات قادمة للمنطقة 1-7) ..
لعرفت أنه لقاء خطير جداً من الناحية الاستراتيجية وأنّه سيحدد الكثير من الأمور .
وأن نجاح الجولاني فيه كان سيؤثّر كثيراً على بشار وحلفاءه فشلاً ..
وفشله سيكون نجاحاً كبيراً لهم !
فسنرى هل نجح الجولاني بهذا اللقاء أم فشل ؟!
....
1_ أحمد منصور في البداية حاول تجميل النصرة وأنّها غير الدولة ..
ولم يذكر ارتباطها بالقاعدة حتى .. لطلبات مضيفه !
لكن في سياق الحلقة تجد أنّه عامله بخبث إخوانيً عجيب ستراه بقادم المقال !
(حيث حاول أن يظهر بآخر الأمر للغرب أنْ لاحل لكم إلا بالإخوان ..
وهذا يتجلّى بتركيزه على كلمة الجولاني الغبية حين أدخل وحشر أقباط مصر ..
حيث أعادها على الشريط أكثر من مرة على الحلقة ..
فهو يقول للغرب إن قضيتم علينا فهذا وش السحارة من الجهاديين الذين سيأتون إليكم !
وهذه الملاحظة تحتاج تركيز كبير لتلتقطها)
..
2_ باعتبار أنّ أحمد منصور مدح الجبهة بعلمياتها الكبيرة والجريئة ..
ضد أجهزة النظام الأمنية في العاصمة دمشق ..
وباعتبار أنّه قال حثت هذه العمليات ببدايات تشكيل الجبهة ..
فلماذا لم يسأله لماذا توقفت هذه العمليات ؟!
أليس سؤالاً وجيهاً ومهمّاً ومعتاداً من محاور مشاغب كأحمد منصور؟!
..
3_ طبعاً هو فَصَلَ - بـ "استجحاش" لعقل المشاهد - النصرة عن التنظيم الأمّ الذي تفرعت عنه ..
والذي أرسلها وأمّدها بنصف ماله ورجاله ..
(حسب اعتراف الجولاني نفسه على نفس القناة من قبل) ..
وهذه نقطة استجحاش من أحمد منصور مهمّة للمشاهد ..
فلابدّ لك أن تنتبه لها كمسلم محمّدي عاقل ..
ولو كانت غير ذات أهمية في سياق الحديث .
لكن أهميتها لأنّها نقطة تمكنك من معرفة نية خبث من يحدّثك ..
وعدم إنصافه وتجرّده، فتنتبه لكلامه وسمومه أكثر.
..
4_ لابدّ لك أن تعلم أن كل حرف قاله أحمد منصور ..
قد أُعدّ له بشكل جيّد منه ومن إدارة القناة وبالتالي المخابرات القطرية .
ولاحظ أن جميع أسئلته كانت موثقّة بالورقة والقلم ولم يكن أيٌّ منها ارتجالياً .
..
5_ لابدّ أن نوضّح أنّ الرجل يعاني من (دولة فوبيا) وهذا طبيعي ..
وأي شخص يكون بوضعه لعله يعاني من ذلك مالم يعالج نفسه .
معنى (دولة فوبيا) أي أنّ أغلب كلامه كان يحسب فيه من داخله دون أن يشعر ..
لما ستقول عنه الجماعة التي ينافسها ويحاول أن يثبت أنه أفضل منها :
جماعته القديمة التي انشق عنها (الدولة) .
وتلاحظ هذا بكلام القحطاني أيضاً ..
بحيث لو أنّ الكعبة تهدمت مثلاً تجده لاهمّ له إلا أن يتحدث عن الخوارج والعوادية ..
لكن الفرق أن الجولاني لم يظهر هذا .. لكنه موجود وكما قلت لك هو طبيعي .
ستلاحظ معنى كلامي هذا لاحقاً في سياق كلامه .
_ فنصيحتي له أن يتخلّص من هذا الموضوع ..
لأنّ هذا الموضوع يورث فيه عدم اتّزان فكري ومنهجي وعملاني !
وسيؤدي به لاحقاً (عند الملمّات الكبيرة التي ستأتي وتحدث عنها هو) ..
أن تنهار جماعته وتنشق !
_ فإمّا أن تكون هنا أو تكون هنا !
يعني إما أن تتّخذ موقفاً واضحاً جلياً في التوحيد وترفع شعار ملّة إبراهيم :
(وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً) .
ووقتها طبعاً لاتفكّر ببناء دولة وخصوصاً بزماننا ..
إلا اللهم سحابة صيف ستزول !
لأنّها أخذت بجانب ملّة إبراهيم من الموضوع ..
وتركت كل سياسة النبي ومنهجه في الحروب !
وملّة إبراهيم والسياسة الشرعية قطبان متكاملان لاينفصل أحدهما عن الآخر !
ولايصحّ أحدهما لأي جماعة تريد أن تقيم دولةً دون الآخر !
وقد يصحّ أحدهما لوحده على مستوى الأفراد !
لكن لايصحّ أحدهما لأي جماعة تريد أن تقيم دولةً دون الآخر !
فملّة إبراهيم لوحدها لا تقيم دول بل هي حالةٌ تربوية للأفراد والمجتمع ..
وكمالة ملة إبراهيم تكون بالسياسة الشرعية ..
التي لن يستطيع تطبيقها بحقّها إلا من ترسّخت به ملة إبراهيم وحارب وحورب لأجلها !
فهذا الشخص وحده من يستطيع تطبيق السياسة الشرعية دون تمييع !
فأكيد من لم يفهم هذا الدين بشموليته وتكامله ..
ويعرف مثلاً أنّ زعيم ملّة إبراهيم هو محمّد ..
نفسه من قال في الحديبية مالي ولقريش فليدعوني والعرب ..
إن أنا قتلت فهذا مايتمنون وإن أنا انتصرت فأنا ابن قريش .. مثلاً !!
فمن لن يفهم هذا التكامل وهذا التوافق لن يفهم هذا الدين .
وقلت لكم سابقاً تكراراً : أنه هناك شعرة بين السياسة الشرعية وبين تمييع الدين !
وكل مشاكل جماعتنا الجهادية اليوم هي في هذه الشعرة
وكل الاختراقات تلعب على هذه الشعرة .
ولن يفهم هذه الشعرة ويعيها إلا من سيعيش بسيرة محمّد بحقّها !
_ فإمّا أن تتّخذ موقفاً واضحاً جلياً في التوحيد وترفع شعار ملّة إبراهيم لوحده ..
وإمّا أن تتوسّع في السياسة الشرعية في الحروب ..
وتطبّق منهج محمّد في حروبه ومغازيه وسياسته وحنكته واستراتيجيته ..
ولاتسأل عن أحد وعن كل ماسيقوله الناس وعن كل ماسيتهموك به ..
فمن عقل هذا المنهج يعلم أنّه منهج الغرباء .
ومن كان على نهج محمّد بحقّه فلا يهمّه كلام الناس !
_ يعني لايصح أن تضع رجلاً هنا ورجلاً هنا ..
بحجّة أنها سياسة شرعية من إبداعك واختراعك !
فستصبح مخربطاً مشوّشاً متناقضاً غير واضح الرؤية ..
كما كنت بلقائك وكما سنبيّن !
و(الدولة فوبيا) التي عندك أثّرت كثيراً بهذا الموضوع فورّثت عندك عدم الاتزان !
_ أنت لم ترى شيئاً مما يحضّر لك ولجماعتك بعد يابني..
هم الآن يحتاجونك ويحتاجون جماعتك .. وأنت تعيش بشهر عسلك .
لكن عندما سينتهي شهر عسلك ويبدأ مايُحضّر لك ولجماعتك ..
سترى نفسك وجماعتك هشّاً ضعيفاً واهن القوام والفكر والمنهج ..
أمام هذا الطوفان من المؤامرات والمخطّطات .
وستتخبّط يميناً وشمالاُ وستنهار جماعتك وتنشق .. وستذكر كلامي !
ووالله إني لك ناصح ولايهمّني الآن التشهير بك أو نقدك !
مع أنّي أعلم أنّك لن تستمع لي كما لم يستمع غيرك ..
لكن معذرةً إلى ربّكم ولعلهم !
..
6_ الأمر الثاني المهمّ جدّاً الذي يجب أن تسأله لنفسك ..
ماذا أراد الجولاني من هذا اللقاء ؟!
هذا سؤال مهم يجب أن يفكّر كل واحد منّا فيه ..
إن كان في هذا اللقاء وفي غيره !
يجب أن تعرف هدف أي كلام أو فعل .. لتعرف أن تفهمه !
فلو كان هدف الجولاني أن يوصل أي رسالة ..
فدونه التسجيلات الصوتية التي تلقائياً ستبثّ على كل الفضائيات !
لكن عندما يُعمل هالة إعلامية رهيبة ..
من أضخم ماكينة إعلامية بالعالم الإسلامي لهكذا لقاء!
يجب أن نسأل أنفسنا كثيراً ماهدف الجولاني من اللقاء ؟!
يعني هل هو يخاطب النصيرين .. أمريكا .. السعودية .. الفصائل الأخرى ؟!
طيب ألم يجد وسيلة غير لقاء على الجزيرة ..
كان سيكلّفه حياته بسبب القصف (كما قالوا) !
_ برأيي كان الهدف من اللقاء وما رُتّب له لقاء أمور عديدة ..
منها ما قدّم له أحمد منصور ببداية اللقاء ..
من تلميع الجبهة وفصلها عن الدولة وأنّها لن تستهدف الغرب !
(وهذا ما قدّم له منصور وهذا ماعنونت به الجزيرة أثناء الخطاب) .
ومنها أيضاً تبرئة قطر من أي دعم للنصرة "الإرهابية" ..
_ لكن الجولاني برأيي فشل في هذا .. وسنفصّل في هذا إن شاء الله ..
والسبب قلّة خبرته وغضاضة عوده ..
وحداثة عهده باللعب الإستراتيجية واللعب الإستخبارتية ..
وأيضاً بكل بساطة ماذكرته بالفقرة 5 : (الدولة فوبيا) !
..
7_ فعند حديثه عن النصيرية والطوائف الأخرى الباطنية كالدروز ..
هذا الحديث المترقّب منه والذي كان يجب أن يُحضّر له كثيراً ..
ترى أنّ هذا الشاب لم يكن متزّناً أبداً من ناحية اللعب الاستراتيجيةً..
والسبب بعدم اتزانك يا عبد الله يا أخي ..
أنك لم تحدّد جهة خطابك والهدف منه ..
وذلك بسبب وضعك رجل هنا ورجل هنا وبسبب (الدولة فوبيا) !
_ فهل أنت كنت تخاطب بكلامك عن النصيريين .. النصيريين أنفسهم ؟!
أم تخاطب المجتمع الدولي ..
أم تخاطب جماعتك ؟!
_ فلو فرضنا أنّك تخاطب النصيريين أنفسهم وعندك هدف ذكي فيهم ..
وهو تخذيلهم وتفريقهم واللعب فيهم وحرب نفسية عليهم ..
وتأمين طرف منهم وتخويف طرف للتحريش بينهم والتفريق :
(كما كنا سنفعل بمشروعنا الذي قتله بنو قومنا ..
حيث كنّا سنؤمّن في مرحلة منه بيت (الخيّر) وبيت (خيربك) ..
"لعدائهم التاريخي مع بيت الأسد"
وعندما نفقدهم ثقتهم بدولتهم بقدرتها على حمايتهم ..
لن يسأل كثير منهم وقتها عن بيت الأسد وسيتجهون لبيت خير بك لحمايتهم ..
فالروح أغلى من كل شيء .. وهنا نفرقهم ونشتّت بينهم وسيتقاتلون بينهم)
فلو كان هذا هدفك .. فهذا هدفٌ مشروعٌ محمّديٌ ذكيٌ عبقري ..
ولاتسأل عن أي كلام سيقال عنك فيه ..
وضع في فم كل من يتكلم عنك وقتها حذاء !
..
لكن من يريد أن يفعل هذا ..
هل يتكلم هذا الكلام الواهي الضعيف الساذج الأحمق الذي تكلّمته ؟!!
والذي لايتكلمه طفل لا بالشرع وبالسياسة ولا بالاستراتيجيا ولا بهذه الطوائف !!
_ فأنت بدأت كلامك عنهم ..
أنّك تحدّثت عن جرائم النصيريين (وشملتهم كلهم) حتى بالثمانينات !
ونبشت لهم كل شيء وقلت أنّ بيننا وبينهم ثارات كبيرة !!
فالنصيري المستمع لك وأنت أنت (الإرهابي الذي سوف تذبحه) ..
ماذا سيقول وماذا سيفكّر ؟!!
يعني متل لو واحد حاصرك بمكان وأنت آخذ فكرة عنه أنه سيذبحك وينكّل بك !
ثم بدأ يعدّ لك جرائمك وماذا فعلت معه من 40 عام !! ويقول لك أنّ ثأره كبير عليك ..
ثم بعد هذا يقول لك : انزل واستسلم وعليك الأمان !!
يعني كيف تظبط هذه ؟!! !!!
مَن عند من عنده أي فهم باللعب الاستراتيجية والاستخباراتية ..
(التي رائدها وقائدها نبينا محمّد الذي ندّعي اتباع سيرته !)
يعلم أنّ هذا غباء مابعده غباء ..
وهذا ليس لأنّه غبي ..
بل لأنه غضّ العود وليس لديه أي خبرةً باللعب الاستراتيجية والمخابراتية ..
ولأنّه غير متّزن منهجياً .. ورجل هنا ورجل هنا .. وبسبب (الدولة فوبيا)!
والمشكلة أنّه الآن يقود مصير أمّة !!
أفهمتم معنى كلامي أنّنا قوم بعيدون عن دين محمّد وسيرته بحقّها ؟!
والله أنت بكلامك هذا أعطيت دفعة للأسد سيشكرك عليها كثيراً !
وستجعلهم يقاتلون لآخر رجل فيهم أكثر وأكثر !
_ ثم قال : نحن حربنا معهم ليست حرب ثأرية ..
صحيح أنه قال بعد كل ماقدّم وفعل أن حربه لن تكون حرب ثأرية !
(وهذا لن يرد عليه أحد بهذا الكلام فكل كلامه السابق يناقضه ..
وكل الوقائع على الأرض وكل تعبئة عقولهم من النظام وإعلامه تقول عكس ذلك) ..
وخصوصاً أنه أتبع هاتين الكلمتين بهذا الكلام :
لكن نحن بالنسبة لنا العلويون طائفة خرجت عن دين الله عز وجل .
فهم لايحسبون من أهل الإسلام !
وطبعاً أحمد منصور حاول جاهداً أن ينقذه لكن لاجدوى !
(راجع الدقيقة : 9:10 - 9:27 - 9:43)
_ وحتى مع الدروز ..
فسيشكره وئام وهاب كثيراً جداً صدّقوني ..
فوئام وهاب الدرزي الموالي للنظام أكثر ماكان يقوله لطائفته :
أنهم الآن يجبرون الدروز على ترك دينهم في قرى إدلب ..
بينما كان جنبلاط (الذي يدافع عن النصرة طبعاً خبثاً) ..
يقول : لا ، هم يحمونه ويتركون لهم حريّتهم !!
فهو قال ما نصّه :
((بالنسبة للدروز فهم محل دعوتنا أرسلنا إليهم كثير من الدعاة ..
وأخبروهم عن كثير من الأخطاء العقيدية التي كانوا فيها !
وأظهروا لنا تراجعهم عن أخطائهم العقيدية .. !!)) .
فأنقذه منصور ثانيةً ..
_ لكن عاد وقال :
((بالنسبة للمعابد إن كان شيء يخرج عن الشريعة نحن نتعامل معه بالشريعة ..
فعندهم قبور وهذا شرك !
فنحن جنباهم إياه فقلنا أنا أرسلنا لهم من يعلمهم الدين ليتراجعوا عن دينهم)) .
فكان كلام الجولاني قصمة ظهر "لجنبلاط" .. سيمدّ "وهاب" رجليه فيها :
أنّ الدروز مشركين وأنهم أجبروهم على ترك دينهم وعقائدهم ومقدساتهم في إدلب !!
وسيفعلون هذا بلبنان مؤكّد !!
(ثم ترى الجولاني لاحقاً يقول أنا بس ضدّ حزب الله بلبنان !!
أرأيتم التناقض وعدم الاتّزان والتخبّط !)
وكما قلت لكم لو أنّه أخذ ملّة إبراهيم بهذا لوحدها !
وأعلنها صراحاً بواحاً لكان أقل سوءاً له !
لكنّه بكلامه هذا لا حاز عيراً ولا حاز نفيراً ..
لأنه بالأصل وضع رجل هنا ورجل هناك فسبّبت له عدم الاتزان هذا (بالإضافة للدولة فوبيا)!
وأصلاً كل كلامه عن الدروز لامبرّر له ولا داعي ..
(ككلامه الغبيّ عن أقباط مصر !!)
لكن هو أراد أن يكحلها فأعماها !
وهذا من عدم اتّزانه .. وعدم وضوح هدفه !
وبسبب (الدولة فوبيا) !
...
وحتى لما أراد أن يفقدهم ثقتهم بنظامهم ودولتهم كان غباءً مطلقاً (راجع الدقيقة 8 تماماً) .
حيث قال : اليوم أدرك العلويون أن هذا النظام عاجز عن حمايتهم ..
لهون حلو ! لكن ماذا قال بعدها ؟!
حمّلهم مسؤولية كل شيء ..
وقال أنهم هم من ثبّتوا عرش النظام ..
وهم استهلكوا كل الطائفة بتثبيت عرش النظام !!
يعني مافهمت عليك يا عبد الله .. تريد أن تُفقد العلويين ثقتهم بنظامهم ليتخلّوا عنه ..
فما داعي أن تتبع كلامك هذا بتحميلهم مسؤولية كل شيء وتثبيت عرش النظام ؟!!
أهذا وقت هذا الكلام ؟!!!
يعني لم أفهم عدم اتّزانك هذا ؟!!
أنت بكلامك هذا وضعتهم ببوتقة واحدة وبمصير واحد ..
ووقتها سيقولون .. إن زال هذا النظام سنزول نحن .. وإن بقي سنبقى !
فلنباد كلنا.. مع هذا النظام ممكن يكون لنا أمل بالنجاة ..
لكن لا أمل لنا بالنجاة مطلقاً إن سقط فنحن من ثبّتنا عرشه وملكه عندهم .
فكان هذا غباءً مطلقاً منه .. وعدم تحديد هدف بكلامه وخطابه !
وهذا والله أبعد مايكون عن نهج محمّد وسيرته ..
والعجيب أننا نرى أنفسنا ممثّلوه وطائفته المنصورة : بلحية وشعار وبندقية ورجم وجلد !!
ومن لم ينتصرَ بعقلِ محمّد متأسياً به .. فلن ينتصرَ بلحيةِ محمّد !
_ راجع كلامه عن النصيرية والدروز بعد فهمك لهذا الشرح ..
تجده في قمّة الغباء !
لو كان هدفه من لقائه هذا (الذي عرّض نفسه للخطر من أجله) ..
أن يحرّش بينهم ويلعب معهم سياسة !
وإلا فما هدفه من اللقاء ومافائدته وهو يستطيع أن يستعيض عنه بخطاب ؟!!
...
وحتى هو لمّا أراد أن يلعب معهم سياسة ..
قال لهم اتركوا دينكم وشرككم وارجعوا للإسلام وادخلوا بالإسلام وعليكم الأمان !!!
ولاتعليق !!!!
فالطفل بالسياسة يعلم أنّ هذا سذاجة وغباء ..
وأنه سيدفع النصيرين أكثروأكثر مع بشار حتى آخر نقطة دم فيهم !!
فياليته قام وخرج وقال له جئتكم بالذبح كان أقل سوءاً له والله !!
لأنه وقتها سيكسب قلوب السنة ..
لكن هو الآن لا حاز عيراً ولا نفيراً !!!
...
_ ثم هو طمأن الداعمين والغرب أنّه لن يقرّب إلى القرداحة ..
بحجّة أن إسقاط النظام بدمشق (زعم وكذب) .
_ وهنا أقول : كيفكم؟! للشباب الناطرين معركة الساحل..
هل تذكرون كلامي لكم منذ نصف عام ..
وتحديي للنصرة وللجولاني أن تقرّب لجبال النصيرية وتثبت بها ..
وبالتحديد لقرية اسمها الشبطلية (لأنه بعدها الطريق مفتوحة للقرداحة واللاذقية) ؟!!!
انظر الصورة المرفقة وهي من أحد المقالات ..
ويعرف هذا التحدي جيّداً المتابعون :
لك وستذكروووون والله ستذكروووووون !
رغماً عن أنفكم بإذن الله !
...
لكن هل هذه سياسة تفيد مع النصيريين بعد كل ما فعل وقال من قبل ؟!!!
أو هل يظنّ الجولاني أنه بهذا سيرضي الغرب عنه ..
حماس بقي فقط أن تنزّل لهم البنطلون ..
ثم تراهم يفعلون بها الأفاعيل !!
لا أنفي السياسة الشرعية بل هي مطلوبة جداً وبدونها يستحيل إقامة الدول ..
لكن أن تتذاكى على الغرب هذا هو الغباء !!
بل طريقك الوحيد لتثبيت دولتك ..
هو ماذكرته بمقالي وبكل مقالاتي : مخططات قادمة للمنطقة وحلول قادمة للمخططات !
ودروس السيرة النبوية .. وسلسلة جهاديات وإنعاش ..
راجع هذا الرابط موجود فيه كثير من مقالات العبد الفقير :
http://justpaste.it/Maqalat-Nadeem
...
طيب لنرى آخراً .. ماذا كانت ردّة فعل النصيرين ..
والتي رأيتها الآن والله (بعد كتابة المقال وليس قبله)
ولنرى هل كان كلامي صحيح ام لا ..
بالصورة هذا ماظهر من كلامهم ومن صفحاتهم الداخلية ..
وماخفي بينهم كان أشد وأعظم والله ..