JustPaste.it

عبدالباري عطوان.. سرحان!

انا احترم عبدالباري عطوان كثيرا وهو اهل للاحترام...لكني لا استطيع ان افسر حماسه بخصوص ايران وحزب الله!...مثلا تراه يكرر ان اسرائيل في في حالة رعب من انتقام حزب الله! وانها ترتعد خوفا من رد وانتقام ايران الذي لن يبقي ولن يذر! على قتلها لكادر عسكري ايراني قرب القنيطرة. احقا الوضع كما يقول!

هل يعتقد عبدالباري عطوان حقا بان حزب الله سيثار وان ايران ستنتقم لقتلاها!...القاصي والداني يعلم بان هذا لن يحصل.. لا لعدم توفر الامكانية ولكن لاستحالة انقلاب الشيعة وايران وحزب الله على اوليائهم ومتعهدي وجودهم ومشروعهم الغربين الصليبين, او اللجؤ الى تصادم عسكري لم يسمح لهم به!

نعم هناك تحالف شيعي (ايراني حزب الله مليشيات الشيعة في العراق...الخ) روسي صيني, لكن هذا الحلف في اطار البيت الصليبي في تجميع النقاط والمنافسة, واستعراض قوة كل طرف وقدرته على الصمود والاستمرار في استنزاف الطرف الاخر, على طريق تسوية معادلة المحاصصة بينهم بما تعكسه قدراتهم .. ولكنه ليس تحالف مناهض للغرب الصليبي ومتصادم معه وجوديا! كما انه تحالف كما نعلم ونشهد غير دائم متغير الاصطفاف بين جميع مكوناته بما فيها المتصدرة للمواجهة.!

فالشيعة وايران يعلموا بان الغرب ما زال هو سيدهم وسيد حلفائهم الروس والصينين, وانخفاض سعر البترول والذهب الاخير الا دليل اخر على ذالك!

مرة اخرة وبدون حرب وبدون تهديدات وبدون طلقة واحدة تقف روسيا على حافة الهاوية وتتوسل للبقاء!

الصين ليست افضل حالا..ففي الوقت الذي ملئت الصناعات الصينية اسواق العالم, فان منع امريكا والغرب لاستيراد المنتجات والصناعات الصينية سيجعل الصين تدفن صناعاتها وتفكك مصانعها, لانها لن تجد مشتري ولا اسواق لها لا في الغرب ولا في الشرق! ولا يمتلك المواطن الصيني القدرة على شراء تلك الصناعات او استهلاكها واستمرار عجلة الانتاج والتطوير لغياب السوق والمنافسة!

الشيعة والايرانين يعون هذا, ويتحركون فقط في الاطار والهامش الذي تقبله لهم امريكا والغرب! ناهيك عن يقينهم بان امريكا والغرب قادرة على الغاء دولة ايران من الخارطة بدون حرب, بقرار واحد من الامم المتحدة يعترف فيه بحق الاحوازين والبلوش والتركمان والاكراد في ايران بالاستقلال وتقرير المصير, والتعامل الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي معهم مباشرة وليس مع ايران كدولة تمثلهم او لها اي سلطة او نفوذ عليهم!

ومع وضوح الامر قديما لا حديثا.. بل ان احداث العقود الاخيرة منذ مسرحية "ثورة" خميني والى الان اكدت ذالك..وعبدالباري عطوان ما زال يتخيل ان اسرائيل ترتعد خوفا من هاجس انتقام ايران وحزب الله!