لماذا الخوف من مظاهرات 28 نوفمبر؟

بقلم: أنس حسن / المدير السابق لشبكة رصد الإخبارية

لماذا الخوف من مظاهرات 28 نوفمبر؟ هل لأنها ستسقط النظام؟ أم لأنها ستطلق ثورة إسلامية؟ أم ماذا؟

لا هذا ولا ذاك على وجه الحقيقة، كل الخطر في مظاهرات ٢٨ نوفمبر أنها لأول مرة ستكون خارج سياق العناوين المستمرة للصراع منذ الانقلاب.

كما إنها خارج سيطرة وإدارة الإخوان، وتعتمد خطاب شريحة إسلامية شبابية واسعة، وتنطلق من أساس ديني، مما يجعل تطورات الموقف فيها غير معلومة واحتمالات ما بعدها مجهول، وهي، وإن كانت "مظاهرات" إلا أنها خرجت عن السياق، ولذلك يخشاها كل أطراف السياق (النظام - الإخوان - السلفية التقليدية)، لأن العناوين قد تختطف منهم لطرف ثالث لا كيان محدد له ولا جسد منظم وشعاراتها تغطي مساحة كبيرة من شباب الإسلاميين.

قد لا ينتج عن الحدث تحولات ذات أهمية في حراك الشارع، فلا أحد يتوقع مثلا أن تزعزع استقرار السيسي أو تسقط النظام أو تجر الملايين إلى الشوارع، ولكن الخوف الحقيقي منها نابع من قلب صراع المفاهيم، استبدال عناوين المعركة وجعل بقية الأطراف تبعا للعنوان الجديد.

فلا يستطيع الإخوان علنا رفض شعار كهذا والمجاهرة برفضه، كما إن بقية الشباب المسلم يرونه حاجة وضرورة، وإن كانت السلفية التقليدية قد هاجمته من دون حياء، فهذا لأنها لم تستبق من الحياء شيئا لمثل تلك المواقف ..

وبهذا أقول إنه لو كان لهذا الحدث ما بعده من عمل ميداني وأعلامي منظم، وبالمثل عمل منهجي وفكري ما، ربما يكون ما يحدث انفراجة صغيرة في وضع متجمد ومملَ.