JustPaste.it

بسم الله الرحمن الرحيم

 فتوى حديثة للشيخ/ أبي قتادة الفلسطيني -حفظه الله- حول الجهاد في اليمن

-----------------------

شيخنا الكريم؛ أنا من أنصار الشريعة في اليمن، وعندنا إحدى الجبهات فيها عوام، والأكثرية فيها من الإخوان المسلمين ولهم القيادة العسكرية، وفي بعض الأحيان يشارك الطيران اليمني في القصف ضد الحوثيين؛ فبعض الإخوة يشعر بالحرج، والبعض الآخر يرفض القتال بحجة مشاركة الطيران وأن الراية عمية. مع أن هذه الجبهة مهمة وهي لدفع صيال الحوثة عن مناطق سنية ليست تابعة للإخوان والقوة فيها للقبائل، وأمراؤنا يقسموننا على الجبهات بما يرون فيه مصلحة المسلمين..
س: ما حكم القتال في هذه الجبهة؟ وهل يقال بأن رايتها عمية؟ وهل يجوز للمجاهد أن يرفض أمر أميره ويذهب لجبهة أخرى ليس فيها حزب الإخوان؟

ج : لا يمكن في واقع الحياة أن يسلم فعل قط بلا مشاركة، وتصور وجود الطهر التام في حدث جهادي متصل ودائم من أبعد ما يحصل على الذهن. والإخوان المسلمين عندهم البدع والغلط ولا نكفرهم، ومشاركتهم في قتال الحوثيين إن كان لهم السطوة والأكثرية لا يضر مع وجوب البحث عن تحقيق الغلبة لكم. فإن عجزتم فالقتال معهم فيه خير عظيم، وهذا إن أمنتم جانبهم.
هذا ليعلم أن المقصود من الجهاد في بعض صوره هو دفع شر طائفة تفسد الدين وتقتل الناس وتستبيح الأعراض، وهذا المعنى موجود في طوائف تنتسب لأهل السنة وهم غلاة مجرمون، إذ تجدهم حين يحكمون يفعلون الشر في الناس من القتل على الظنة والشبهة، ويكفرون بالعموم كما يفعل الروافض وأشد. فهؤلاء لا يقاتل تحت رايتهم لأن تمكينهم يعني الشر في العاقبة؛ فليس العبرة في القتال إلا تحقيق مصالح الحق والمسلمين. فإن فات هذا أو جاء ضده لا ينشط إليه أبدا. ويكون القائم في هذا النوع من الجهاد مفسد غير رشيد. فلا تغرنكم الشعارات بل لابد من النظر الى الحقائق والمعاني فعليها تعلق الأحكام كما تعلمون.
وأنا أشد على هذا لأن هناك من الجهل الشديد في هذا الباب؛ حيث يوجد من يفعل في الأمة أفعال الروافض بل أشد. فالروافض يكفرون السنة تحت دعوى النصب، وهؤلاء يكفرونهم تحت دعوى الجهل بالتوحيد أو بحمل أعمال على حكم الشرك وليست كذلك، أو هي كذلك لكن يجهل الناس وجهها لخفائها، فكلهم إن حكم وسيطر أفسد في الارض.
أما ترك الجبهة لوجود الإخوان فيها والذهاب إلى جبهة اخرى ليس فيها ما يكره؛ أصدقك القول إن هذا من جنس التحايل. فالعبرة بالجماعة التي بايعتها لا من كان معك في الساحة أو المكان. فالمتحول إلى ساحة أخرى هو مقاتل تحت نفس الراية التي بايعها فما الذي تغير في المعنى؟
حقاً إن الشباب مُتْعِبٌ ولا يفهم علل الأحكام ويتعلق بالقشور دون المعاني، وأنتم تعلمون أن العبرة بالمعاني والمقاصد لا الألفاظ. وقد يقول قائل: أنا أخرج من الجماعة بالكلية وهذا هو عين الشر؛ إذ فيه التفريق والفساد والمنازعة، وهذا عين ما يريده الشيطان وجنده.
أما خروج البعض عن القتال بمجرد حضور طائرات المرتدين لقصف الحوثيين بزعم ما ذكرت فهذا عين الجهل والغلط. فإن العيش في الفراغ لا وجود له إلا في الذهن؛ إذ الحياة هذا شأنها تختلط فيها المصالح وتتضارب، ولو فكرت قليلا فيما يطلب هؤلاء لوجدت أن جميع جهاد الناس باطل كما حدث في أفغانستان والبوسنة والشيشان، وكذلك اليوم اليمن.
فإن المصالح بين الناس قد تتقاطع. فهل يضر جهادنا ضد قوم قتال أعداء لنا لهم في نفس الوقت؟ ومن اشترط في الوجود هذا الأمر؟ إذ لو اشترطه أحد لبطل جهاد المسلمين للصليبيين وللتتار؛ بل لبطل جهاد الصحابة ضد الفرس حيث يقاتلهم الروم والعكس كذلك.
والقصد أننا نقاتل من أُمِرْنَا بقتاله؛ فإن جاء غيرنا لقتاله لم نتوقف عن القتال بحجة حضور آخرين هم من نوع هذا العدو. وهذا يفهمه صغار طلبة العلم ولا يجادل فيه إلا جاهل ولا يرده إلا من لم يفهم فقه الحياة والجهاد. فقتال الحوثيين قتال دفع، وقتال الدفع عند أهل العلم لا شرط له، والله أعلم وجزاكم الله خيرا.


الشيخ/ أبو قتادة عمر بن محمود أبو عمر - حفظه الله