مقال للدكتورة : إيمان مصطفى البُغا عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام
التي تركت مهنتها وراتبها الضخم وهاجرت إلى الدولة الإسلامية
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
منذ أن قرأت مآسي المسلمين .. وكنت قد قرأت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة والفتوحات : قرأتها عشرات المرات .. وقرأت التاريخ المعاصر بكل ثوراته .. ودرست فقه الجهاد على يد كبار العلماء .. منذ أن فعلت كل ذلك : كنت داعشية التفكير والمنهج .. أنا داعشية قبل أن توجد #داعش , وأعرف من وقتها أنه لا حل للمسلمين إلا في هذا الجهاد ..
لم أجد في فعلهم وقولهم ما يخالف الإسلام في شيء , لم يقنعني أحد بهم , وإنما أسمع وأتابع , وخاصة أن نفسي لم تسمع الإعلام ولم تتشرب فكره الذي غذى في بعضنا الذل ووضع فينا الهيبة من عدونا والخوف من اتهاماته لنا وهو يقتلنا ..
الآخرون يريدون جهاد الأعداء بالطريقة التي يطلبها الأعداء منا ( جهاد مودرن لا يدفع عدواً ولا يرفع ظلماً ولا يعيد لنا حقاً ) , في الواقع هؤلاء المودرن : يقولون للعالم بأنهم ليسوا مسلمين حقيقين في أهدافهم , ولكن الله تعالى ( الذي منه النصر ) لن ينصرنا إن لم نكن مسلمين حقيقيين .. وبنفس الوقت سيقتلنا عدونا فرادى وهو مطمئن ..
الله تعالى أمرنا بقتل المعتدين وقال : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم .. } وأن نجعل غير المعتدين من الكفرة يعيشون بأدبهم , فقال : { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ..}
هل أحد منكم أيها المسلمون يرى أن لا نقتل المعتدين , وأنه يصح أن يتعامل معنا الكفرة بقلة أدب من قتل وتنكيل وتشريد و و .. !!!! عندما لم يكونوا صاغرين يعطون الجزية : دمروا العالم وداسوا كرامة الإنسان وحكموه بالكفر والفساد وعجنوا تراب الأرض بدماء المسلمين ..
يقول لي قائل : لم وقف العلماء ضد الدولة الإسلامية ؟ ولكن جميعكم تعرفون : أن العلماء لم يكونوا يستطيعون أن يتكلموا طوال 60 سنة عن وجوب الجهاد في فلسطين , ولم تكن لهم كلمة مسموعة في وجوب الحكم بشرع الله , ولم يستطيعوا الوقوف في وجه الفساد التربوي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي المنتشر في بلادنا .. وبذلوا جهدهم في الحفاظ على الممكن من العلم ومن تعليم الناس الشرع .. وبقية المأساة تعرفونها ..
ظهرت بذرة الجهاد في أفغانستان .. عندها أعاد التاريخ نفسه .. الدين لا يموت .. يبقى منتصراً ولو بأضعف الخلق إن وُجد الإيمان الصادق ..
الأمة مدينة للجهاد الأفغاني في يقظتها من ذلها .. واستمر أهل الجهاد يتدفقون .. ظهرت الكثير من المآسي , واشتغل الأخذ والرد من القاعدين تخذيلاً ومداهنة للخونة والكفرة .. ولكن الجهاد استمر وقويت شوكته .. وزاد أهل الجهاد إيماناً وتصميماً , وكلما اشتدت الهجمة كلما زهدوا في كل ما عند أهل الأرض , ورحبوا بوعد السماء , لا يخشون في الله لومة لائم ..
أعرف فكر الدولة الإسلامية ومنهجها من متابعتي لها , والله إنها على حق في كل ما تفعله ( وسأكتب موضوعاً عن سبب إعلانهم الدولة فيما بعد إن شاء الله )
فلم استكثر البعض على أنفسهم أن يفرحوا بإعلان الخلافة ؟ هل يخشون أعداء انتصارنا ؟ هل يريدون إذنهم ؟ هل أخذ اليهود إذن أحد عندما أعلنوا دولتهم على أشلاء أهلنا في فلسطين ؟ هل أخذ الأعداء إذننا يوم أن هدموا الخلافة واستعمروا أوطاننا ؟؟
على كل : لن أطيل في هذه الفكرة لأني سأكتبها في موضوع خاص إن شاء الله ..
رغم قناعتي الكاملة منذ أول لحظة بكل ما تفعله الدولة إلا أني لم أكن أتكلم , للعدواة الشديدة من الكفرة والخونة على كل من يؤيد هذا الجهاد لأنهم يعرفون أن فيه مقتلهم , وفيه عزنا ..
وعندما وجدت أن كلمة الحق يجب أن تقال وأن ذل الدنيا سيدركني وعذاب الله في الآخرة ينتظرني إن لم أقلها أتيت ..
ما رأيته من رجال الدولة إلى الآن : أنهم قوم لا يخافون إلا الله ولا يريدون إلا الجنة .. وأنا كنا بحاجة إلى أمثالهم لننتصر ..
إخوتي وأخواتي : الفكر والمنهج صحيحان , وأما الخائن والمنافق فسعره قرشين , والكافر المعتدي دواؤه طلقتين .. الشغلة مش كيمياء
حسابها على الفيس بوك
https://www.facebook.com/dr.eman.albogha