JustPaste.it

داعش: دولة البعث ما بعد صدام

2014-10-19 | مراقبداعش: دولة البعث ما بعد صدام

داعش تقلبت بين أيدي المخابرات السورية والبعث العراقي والاختراق بلغ مستويات غير مسبوقة في عهد إمارة البغدادي.

وزاد التأثير الاستخباري بعد تنقل قادتها ومقاتليها للشام، وهذا ما يفسر أن كل تحركات داعش العسكرية ليس فيها ما يخدم الثورة العراقية والسورية.

داعش عقلها بعثي وجهاز تخطيطها بعثي وقيادة أركانها بعثية، فأين هم الجهاديون؟ الرأس بعثي والجسد أكثره من الجهاديين المغرر بهم.

البعثيون انتقموا لطردهم وإبعادهم وتفرقهم في الأمصار بإمارة داعش لعلها توصلهم إلى حكم العراق مجددا.

ومن اعترض من جهاديي العراق على إمارة البعث عزلوه وأبعدوه أو فارقهم في صمت.

وبين بعض الضباط البعثيين السابقين ممن التحقوا بداعش قبل اعتقالهم وأثناءه عداء مستحكم، استئثارا بالقرار وصراعا على المواقع. وبعض قادة داعش اليوم كانوا من أعداء القاعدة بالأمس.

والخطأ بالجملة يتحمله المحسوبون على القاعدة في العراق من قاتلوا مع الزرقاوي أن لم يفضحوا تسلط البعثيين وإمارتهم بعد قتله ولم يتبرأوا منهم.

وغطى البعثيون على استئثارهم وانقضاضهم وأغروا مريديهم من الجهاديين بكثرة العمليات الاستعراضية، التي جرَت على سنة العراق الويلات.

والاستخبارات السورية أظهرت مهارات فائقة في اختراق وتجنيد المجموعات "الجهادية" الغبية المعادية له، وقد استعمل مخزون العراقيين البعثيين اللاجئين إلى سوريا بعد سقوط صدام وحتى بعض الفلسطينيين المحسوبين على المجموعات الثورية اليسارية.

كما جند سوريين وخصوصا الساكنين في المناطق الحدودية مع العراق، مسنود بتجربة ثرية في إخضاعه للساحة اللبنانية لأكثر من ثلاث عقود.

وكان يريد من وراء هذا إدارة الصراع بما يخدم بقاءه وثانيا تصفية والتخلص من الثوار والجهاديين المعادين له ممن لا يقوى على إخضاعهم وبرى فيهم تهديدا لحكمه.

بعد الانتقال إلى الشام، حصل قدر من التوافق بين رغبات عصابة الأسد وطموحات داعش، فمن آواهم الأسد فيما مضى وأسندهم وسهل مهمتهم، يحصد اليوم ثمار ما زرعه.